logo
"الفيصل للبحوث" يناقش دور المملكة في المنظومات الإقليمية

"الفيصل للبحوث" يناقش دور المملكة في المنظومات الإقليمية

الرياضمنذ 4 أيام

نظّم مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ورشة عمل علمية بعنوان: «دور السعودية كقائدة للعالمين العربي والإسلامي في تعزيز التعاون بين مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي»، وتأتي هذه الورشة ضمن البرنامج السياسي والأمني الذي يهدف إلى تأهيل الكفاءات البحثية الشابة، وتمكينهم من تحليل الأدوار الجيوسياسية للمملكة، وصياغة رؤى مستقبلية مستندة إلى مناهج علمية.
افتُتحت الورشة بكلمة ألقاها الدكتور منصور المرزوقي، مدير مركزَيِ الدراسات الإستراتيجية والأميركية في معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية، ورئيس البرنامج السياسي والأمني بالمركز، حيث شدّد على أهمية تكوين جيل جديد من الباحثين القادرين على فهم التحولات المتسارعة في البيئة الإقليمية، وتحليل دور المملكة القيادي من منطلقات معرفية دقيقة ومواكبة.
امتدت أعمال الورشة على جلستين نقاشيتين، أدارهما الباحث زياد الذوادي، وشارك فيهما عدد من الباحثين الشباب بأوراق علمية تناولت أبعاد الدور السعودي نظريًّا وتطبيقيًّا، من زوايا متعددة.
في الجلسة الأولى، قدّم سالم الريثي ورقة تأصيلية حول مفهوم «القيادة الإقليمية»، عرّف من خلالها مكونات الدور القيادي في المنطقة، التي تشمل القُوَى العسكرية، والاقتصادية، والناعمة، إضافة إلى الاستقرار السياسي. وبيّن أن المملكة تمتلك أغلبية هذه المقومات، وهو ما يؤهلها لموقع متقدّم في المشهد الإقليمي.
واستكمل الأمير فيصل آل سعود هذا المحور بورقة تحليلية قَوَّمَ فيها مدى انطباق صفات القيادة على المملكة، مستعرضًا المؤشرات العسكرية والاقتصادية والرمزية؛ ليخلص إلى أن السعودية تتفوّق على منافسيها في هذه المجالات، وتُمارس قيادة إقليمية فعلية لا تقتصر على النفوذ، بل تشمل صناعة التوافقات.
وقدّمت رتاج العويضي ورقة سلطت الضوء على تحوّل المملكة من «فاعل قوي» إلى «مرجعية قيادية»، موضحةً أن هذا التحول يقوم على شرعية الأداءيْنِ السياسي والدبلوماسي، وأن المملكة باتت تُمثّل إطارًا للتوافق الجماعي في العالميْنِ العربي والإسلامي، استنادًا إلى مزيج من المكانة الروحية، والحضور السياسي، والإرث الثقافي العميق.
في الجلسة الثانية، تناولت وجن الشيباني الجانب الدبلوماسي، عبر تحليل نماذج عملية لدور المملكة في إدارة أزمات إقليمية بارزة؛ مثل قِمَم مكة الطارئة (2019م)، ومصالحة قمة العُلا (2021م)، وقمة جدة (2023م)، مؤكدة أن السلوك السياسي السعودي يعكس نموذج «القيادة بالرضا»، لا بالإكراه، حيث تبرز المملكة بوصفها مرجعيةً تُوَحِّد ولا تفرض، وتُقنِع من دون صدام.
وفي السياق الأمني، قدّم الأمير محمد آل سعود ورقة ركّز فيها على جهود المملكة في تعزيز التعاون الأمني في مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، عبر تبادل المعلومات الاستخبارية، وإنشاء مراكز أمنية، وتنظيم تمارين مشتركة، ومبادرات لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.
وعرضت رغد عسيري ورقةً بحثيةً سلَّطَت الضوءَ على البُعد الاقتصادي للقيادة السعودية، مستعرضةً مساهمة المملكة في التكامل الاقتصادي الخليجي، واستثماراتها في البنية التحتية، ومبادراتها داخل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، ومنها دعم إعادة إعمار العراق، وبرنامج إعمار اليمن، وتمويل مشاريع التنمية في الدول الإسلامية عبر البنك الإسلامي للتنمية.
وقد شهدت الورشة حضور عدد من الباحثين الذين أَثْرَوْها بمداخلاتهم، ومنهم: د. أحمد بن صقر، ود. تركي الشبيكي، ود. ناصر المري، ود. نجوى البشير، ود. فهد الشريف، وحنين السديس. وأكدت النقاشات أهمية تعميق التحليل الإستراتيجي لدور المملكة، وتشجيع الباحثين على المساهمة في صياغة قراءات نقدية مبتكرة للتحديات الإقليمية.
جاءت هذه الورشة تأكيدًا لالتزام مركز الملك فيصل بتوفير فضاءات علمية مفتوحة، تُسهِم في بناء وعي بحثي رصين، وتدعم تمكين الجيل الجديد من المثقفين والباحثين لصناعة خطاب معرفي وطني، يُجسّد الدور القيادي للمملكة في محيطَيْها الإقليمي والإسلامي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فلكية جدة: اصطفاف للقمر والزهرة وزُحل فجر الخميس
فلكية جدة: اصطفاف للقمر والزهرة وزُحل فجر الخميس

مجلة سيدتي

timeمنذ ساعة واحدة

  • مجلة سيدتي

فلكية جدة: اصطفاف للقمر والزهرة وزُحل فجر الخميس

تشهد سماء المملكة العربية السعودية ومعظم الدول العربية، فجر غد الخميس 22 مايو 2025، مشهدًا فلكيًا بديعًا يتمثل في اصطفاف هلال القمر وكوكبي الزهرة وزُحل في منظر مرئي بالعين المجردة دون الحاجة إلى أجهزة رصد فلكية متخصصة. وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن الاصطفاف سيُرصد في الأفق الشرقي قبل شروق الشمس، حيث يظهر هلال القمر مضاءً من الجهة اليسرى، بينما يرافقه كوكب زُحل الذي يبدو نقطة ضوئية خافتة، في حين يسطع كوكب الزهرة أسفل المشهد ليشكّل أكثر الأجرام تألقًا بعد القمر، لافتًا النظر إلى أن هذا الترتيب البصري سيستمر حتى شروق الشمس. ظاهرة اصطفاف الأجرام غير نادرة وبيّن أن هذه الظاهرة ناتجة عن اصطفاف الأجرام الثلاثة على خط وهمي واحد من منظور الأرض، دون أن يكون هناك اقتران مداري حقيقي بينها، مشيرًا إلى أنها ظاهرة غير نادرة، إلا أنها تحظى بأهمية علمية وتطبيقية كبيرة لدى المختصين في علم الفلك والمراقبين الهواة. وقال: "إن هذه الاصطفافات السماوية تتيح للعلماء فرصة مهمة لاختبار دقة النماذج المدارية المستخدمة في التنبؤ بحركات الأجرام السماوية، كما تُستخدم في معايرة أجهزة الرصد من خلال مقارنة مواقع الكواكب وسطوعها النسبي، ما يسهم في رفع كفاءة أدوات التلسكوب وتحسين تقنيات الرصد والتحليل"، عادًا هذه الظاهرة فرصة تعليمية مهمة للطلبة والمهتمين بالفلك لتطوير مهاراتهم في الرصد والتوثيق، وتحليل درجات السطوع الظاهري للأجرام، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية. يُذكر أن هذه الاصطفافات تتكرر بين حين وآخر، إلا أن متعة مشاهدتها ترتبط بصفاء السماء وخلو الأفق من العوائق، ما يجعل من هذا الحدث فرصة لا تعوّض لعشّاق السماء والمهتمين بالظواهر الكونية. تابعوا المزيد: الانفجارات الشمسية لا تأثر على حرارة الأرض وفي سياق آخر، أوضحت الجمعية الفلكية بجدة، أن المعلومات العلمية التي نُشرت مؤخرًا حول تأثير الانفجارات الشمسية على درجات حرارة الأرض بحاجة إلى تقديم أدق المعلومات وتصحيح بعض المفاهيم للآليات الفعلية التي تربط النشاط الشمسي بتغيرات المناخ ودرجات الحرارة، إذ لا توجد علاقة علمية مثبتة تربط بين الانفجارات الشمسية وارتفاع درجات حرارة الأرض اليومية بشكل مباشر، وأي ارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة يعود إلى عوامل مناخية داخلية على الأرض وليس إلى النشاط الشمسي المفاجئ. يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس

سماء السعودية والمنطقة العربية تشهد اصطفاف القمر والزهرة وزُحل .. فجر الخميس
سماء السعودية والمنطقة العربية تشهد اصطفاف القمر والزهرة وزُحل .. فجر الخميس

صحيفة سبق

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة سبق

سماء السعودية والمنطقة العربية تشهد اصطفاف القمر والزهرة وزُحل .. فجر الخميس

تشهد سماء المملكة العربية السعودية ومعظم الدول العربية، فجر غد الخميس، مشهدًا فلكيًا بديعًا يتمثل في اصطفاف هلال القمر وكوكبي الزهرة وزُحل في منظر مرئي بالعين المجردة دون الحاجة إلى أجهزة رصد فلكية متخصصة. وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن الاصطفاف سيُرصد في الأفق الشرقي قبل شروق الشمس، حيث يظهر هلال القمر مضاءً من الجهة اليسرى، بينما يرافقه كوكب زُحل الذي يبدو نقطة ضوئية خافتة، في حين يسطع كوكب الزهرة أسفل المشهد ليشكّل أكثر الأجرام تألقًا بعد القمر، لافتًا النظر إلى أن هذا الترتيب البصري سيستمر حتى شروق الشمس. وبيّن أن هذه الظاهرة ناتجة عن اصطفاف الأجرام الثلاثة على خط وهمي واحد من منظور الأرض، دون أن يكون هناك اقتران مداري حقيقي بينها، مشيرًا إلى أنها ظاهرة غير نادرة، إلا أنها تحظى بأهمية علمية وتطبيقية كبيرة لدى المختصين في علم الفلك والمراقبين الهواة. وقال : "إن هذه الاصطفافات السماوية تتيح للعلماء فرصة مهمة لاختبار دقة النماذج المدارية المستخدمة في التنبؤ بحركات الأجرام السماوية، كما تُستخدم في معايرة أجهزة الرصد من خلال مقارنة مواقع الكواكب وسطوعها النسبي، ما يُسهم في رفع كفاءة أدوات التلسكوب وتحسين تقنيات الرصد والتحليل"، عادًا هذه الظاهرة فرصة تعليمية مهمة للطلبة والمهتمين بالفلك لتطوير مهاراتهم في الرصد والتوثيق، وتحليل درجات السطوع الظاهري للأجرام. يُذكر أن هذه الاصطفافات تتكرر بين حين وآخر، إلا أن متعة مشاهدتها ترتبط بصفاء السماء وخلو الأفق من العوائق، ما يجعل من هذا الحدث فرصة لا تعوّض لعشّاق السماء والمهتمين بالظواهر الكونية.

الرياض تستضيف قادة البحث والابتكار حول العالم
الرياض تستضيف قادة البحث والابتكار حول العالم

مجلة سيدتي

timeمنذ 4 ساعات

  • مجلة سيدتي

الرياض تستضيف قادة البحث والابتكار حول العالم

انطلقت أعمال الاجتماع السنوي الثالث عشر لمجلس البحوث العالمي، في العاصمة السعودية الرياض وسط مشاركة 200 ممثل من 66 دولة حول العالم بما فيهم 54 رئيساً للمنظمات البحثية، إلى جانب قادة وخبراء مؤسسات تمويل البحث العلمي والابتكار. انطلاق مجلس البحوث العالمي جرى خلال الافتتاح استعراض قصص ملهمة للشباب والفتيات السعوديين لمخرجات منظومة البحث والتطوير والابتكار، التي تبرز قدرة المبتكرين السعوديين على المنافسة عالميًّا، وطورت المهندسة فجر الخليفي جهازًا هجينًا لتوليد الطاقة من الشمس والمطر، وابتكرت منال العسكري نظامًا متقدمًا لالتقاط الطاقة الشمسية والحرارية بكفاءة عالية. كما استعرض العلماء السعوديون تجربتهم في استثمار مخرجات البحوث التطبيقية إلى شركات ناشئة في التقنيات العميقة تدعم الاقتصاد الوطني، وتحقق مستهدفات الرؤية في تعزيز تنافسية المملكة عالميًّا، فيما شهدت أجندة الاجتماع العالمي مناقشات عن الأساليب المبتكرة لدعم البحث العلمي في ظل التحديات العالمية قدمها مدير جامعة الأمم المتحدة البروفيسور تشيليدزي ماروالا، وأبرز الدكتور وليد الصنيع من "كاكست" أهمية الذكاء الاصطناعي في تطوير منظومات البحث العلمي. وركزت الجلسات على مناقشة استراتيجيات تعزيز التعاون الإقليمي في البحث العلمي، وتأثير الذكاء الاصطناعي على الابتكار، وتمكين المجتمعات البحثية من خلال التقنية الحديثة، وناقشت مجموعات العمل قضايا ترتبط بالابتكار العلمي في الأمريكيتين، وآفاق التعاون البحثي في آسيا والمحيط الهادئ، وأولويات البحث في أوروبا، إلى جانب تطوير البنية التحتية للبحث العلمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، واختتمت الجلسات باستعراض المبادئ الرئيسية لإدارة البحث العلمي في عصر الذكاء الاصطناعي. المشرف العام لهيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار خلال مشاركته في افتتاح أعمال الاجتماع السنوي الـ 13 لـ #مجلس_البحوث_العالمي: "نعمل على تعزيز شراكاتنا مع المؤسسات البحثية الرائد حول العالم لدعم ممارسات العلوم المفتوحة وآليات التمويل الشامل". — مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (@KACST) May 20, 2025 الابتكار في السعودية أكد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور منير بن محمود الدسوقي، أن هذا الحدث العالمي الذي يُعقد في "الكراج" يُعدّ رمزًا للتحول الذي تقوده رؤية السعودية 2030 من خلال استثمارها موقعًا لمواقف السيارات إلى أكبر حاضنة للتقنيات العميقة في المنطقة تتيح الوصول إلى أكثر من (100) مختبر ومعمل وطني ممكنة القطاع البحثي من تحويل مخرجات البحوث التطبيقية من المختبر إلى السوق وتسريع الابتكار. ونوه بأن هذا المشروع يعكس التحول السريع الذي تشهده المملكة في مجال الابتكار، إذ يحتضن أكثر من (300) شركة ناشئة، وخرّج (600) شركة خلال العامين الماضيين، ووفر (7500) وظيفة، وحققت الشركات قيمة سوقية تجاوزت مليارَيْ دولار. في سياق منفصل:

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store