
نقطة ضوء في المطار
كتبت عن مطار القاهرة الجوى كثيرا على مدار سنوات. قلما كتبت مدحا أو ثناء، بل انتقادا لمظاهر الفوضى وأمارات عدم الاعتداد بالتفاصيل الصغيرة التى تصنع الفروق الكبيرة بين أن يخرج المسافر أو القادم بشعور قوامه أنه سافر من أو قدم عبر «سوق التلات»، أو أن يتملكه إحساس أنه خاض تجربة لطيفة ورأى وجوها وتفاصيل تحت بند «التجارب الإيجابية».
كتبت على مدار السنوات عن فوضى محيط مبانى السفر من أماكن انتظار السيارات وتناحر سائقى الأجرة على «الزبون السقع» القادم من «بلاد بره» حتى لو كان قادما من أسيوط أو أبوسمبل.
كتبت عن صياح الموظفين والعمال وهم يخاطبون بعضهم البعض. وكتبت عن مستوى نظافة الحمامات ومتلازمة «كل سنة وأنت طيب». وقبل أسابيع قليلة كتبت عن مأساة خدمة ذوى الهمم من طالبى الكراسى المتحركة والمساعدة.
اليوم أكتب عن تغيير كبير يحدث حاليا. يبدو أن إصلاحات وتجديدات تحدث فى مناطق الانتظار، لكن ما رأيته وعشته بنفسى فى الداخل يستحق الكتابة هذه المرة ثناء ورضا.
بوادر التنظيم واضحة، وجهود وضع تصور لكيفية أداء الموظفين والعمال مهامهم بناء على منظومة تحمل رؤية، لا بناء على ما يحلو للموظف أو العامل أن يقوم به بالطريقة التى تريحه نفسيا أو حسب مزاجه اليوم.
رأيت موظفين شبابا يرتدون «يونيفورم» نظيفا مهندما ينظمون دخول المسافرين أماكن التفتيش ويردون على الاستفسارات بتهذيب ولطف. نظافة الحمامات جيدة، وأسعدنى وأبهجنى ما شهدته من حوار قصير بين عاملة النظافة ومسافرة مصرية حاولت إعطاءها «بقشيشا»، وهو ما رفضته العاملة. إنها لم تذكر مثلا أن ذلك ممنوع أو يعرضه للعقاب. فقط رفضت.
أكاد أسمع البعض يهمس فى أذنى بأن ما شهدته من تنظيم وتغير فى سلوكيات العاملين ومستوى النظافة هو الطبيعى، وأن غير الطبيعى هو ما كان عليه المطار من فوضى وعشوائية على مدار عقود. وأنا أهمس بدورى بأن هذا صحيح، لكن من يكتب منتقدا، ثم يرى تغييرا إيجابيا ملموسا، عليه أن يكتب مثنيا. وأزيد إن بين المسؤولين من يعتبر انتقاد المواطنين لتدنى مستوى الخدمات، أو الإهمال، أو تفشى الفوضى القاتلة «قلة تهذيب» من المواطن وتطاولا. ومن المسؤولين من لا يتوانى عن التلويح بعصا العقاب للمواطن المطالب بمستوى خدمة أفضل.
ونحمد الله كثيرا أن بين المسؤولين أيضا من يبادر إلى البحث والتدقيق والتحقق من الشكوى والانتقاد والذى يوجهه المواطن، ثم يتخذ إجراءات تصحيحية للإصلاح. وهنا أقول للمهندس أيمن عرب، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية القابضة للمطارات والملاحة الجوية، والذى لا تربطنى به سابق معرفة، سوى مكالمة تلقيتها منه ليسألنى عن تفاصيل واقعة التقصير فى خدمة ذوى الهمم قبل أسابيع «برافو». برافو لأنه يعى مهام المسؤول، ولأنه يعرف أن المسؤول Public servant ولأنه يعمل دون صخب، ودون أن يعتبر الانتقاد «قلة تهذيب» من المواطن المتضرر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سواليف احمد الزعبي
منذ 3 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
الأردن العظيم
#الأردن_العظيم #جمال_الدويري سلامًا أيها الغالي سلامًا أيا وطن الكرامة والنشامى عظيمٌ أيها الأردنّ سامي إليك المجد فخرا قد تسامى تليدٌ منذ آلافٍ توالت وصيت الصيد في الدنيا ترامى وهامك في السحاب ولا يُدانى لغير الله ما صغّرت هاما نحب ثراك يا وطني ونهوى ولا عشقا لغيرك أو هياما جنان الأرض فواح شذاها بطيب الندّ مع عطر الخزامى ويمٌّ يبسط الكفّين جودا ولو يطوي مدى دهرٍ صياما ونكرم ضيفنا لما أتانا ونرفق بالضعيف وباليتامى وإن عادٍ تجرأ او تخطّى حِمى وطني ورام به صداما براكين نثور ولا نداري وننثر في مدى الدنيا زؤاما ونيران تحرّق كل باغٍ أُوارٌ يلهب الدنيا ضراما صِرامٌ باللقاء وكم زرعنا بصدر المعتدين كذا صِراما وكم خضنا المعامع لا نبالي ولا قدرا نهاب ولا حِماما أسودٌ في العرين لها هصير وهل أسد تخاف رغا هواما وهل حرّ يطاوله غراب وهل للحرّ ان يخشى حَماما كريم أيها الأردن أرضًا وهل يحوي الكريم سوى كِراما


سواليف احمد الزعبي
منذ 3 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
آلاء النجّار ' أمّ الشهداء '
آلاء النجّار ' أمّ الشهداء ' د. #حفظي_اشتية ــ آلاء يا #أم_الشهداء التسعة، ضخّمنا في تاريخنا حكاية #الخنساء، وما هي منك إلا بضعة: مات أبناؤها رجالا أشداء أبطالا في المعارك حيث يجب أن يكون الرجال، ومات أطفالك ( يحيى، راكان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سدين، لقمان، سيدرا) زغاليل أبرياء في عشّهم ومدارج طفولتهم المحاصرة بالأهوال والإبادة وزلازل العدوان والأنواء. ماتوا يحفظون جميعا كتاب الله الكريم، ولم ينجُ من عَشرتهم إلا 'آدم' الجريح الذي سيكتب العنوان، ويفتح الحساب من جديد. ــ آلاء يا أخت الهمّ، يا شقيقة الوجع، يا رفيقة الصبر، يا رجع آلام آل ياسر، يا دمعة الرسول الكريم المفجوع على حمزة، يا عذابات المسيح الفادي، يا راية خفاقة لم تسقط وهي تتنقل بين أيدي جعفر وزيد وابن رواحة، يا فقرة في العهدة العمرية، ورقعة في ثوب ابن الخطاب، وخشعة في صلاة أبي عبيدة، وفروسية ونبلا ورحمة في قلب صلاح الدين، يا أهازيج جمجوم وحجازي والزير يتسابقون نحو أعواد المشانق، يا خيبة أمل عبدالقادر الحسيني البطل المخذول يعود خالي الوفاض كسير القلب دون سلاح ليحرر القسطل ثم يستشهد قابضا حفنة من ثراها المقدس، يا غيمة باكية تستنهض الخير في أرض يعرب المجدبة، يا صرخات جميلة بوحيرد في سجون فرنسا الظالمة، يا عماد البيت في يد خولة بنت الأزور يستصرخ المتخاذلين، يا أحزان شهيد الحق في كربلاء…. صبرا فإن موعدنا القدس. ــ آلاء يا زيتونة زرعها الكنعانيون العرب قبل آلاف السنين في جبال القدس ونابلس، يا ظلال مئذنة المسجد الأقصى، ولمعة قبة الصخرة المشرفة، يا قمة عيبال وجرزيم، يا برتقال يافا وكرمل حيفا وكرمة الخليل ومشتى أريحا وسطرا في بطولات أحمد باشا الجزار في عكا، يا زعتر السفوح بالشذى يفوح، يا ميرمية طاهرة في رحاب مقام أحد الأولياء، يا قنديلا في الحرم الإبراهيمي يضاء بدموع المظلومين…. صبرا فإن موعدنا فلسطين. ــ كنتِ أمّا لعشرة أبناء، فأصبحتِ أمّا وأختا وابنة لمئات الملايين، تعتصر قلوبنا ألما لألمك يا أمّ الألم، نذرف لكِ ومعك دمعا سيّالا سخينا، ذات يوم سيحرق المعتدين، انفتحت لآلامك كل الصدور، وقاسمتْك همومك كل القلوب الموجوعة لوجعك المفجوعة بفقد أبنائك المبهورة بثباتك وجَلَدك وجميل صبرك. ــ آلاء يا بستان خير وأمل بالمستقبل، تفتحت في أرجائه تسع زهرات نديات قطفتْهن باكرا أيادي الماكرين العابرين، ووقفتِ أنتِ بمريولك الأبيض وقلبك الطاهر النقيّ، وعزمك الباهر الأبيّ، تحاولين إنقاذ ما تبقى من أطفال شعبك، شعبك الجبار الشهيد الجريح الأسير الصابر المظلوم المضحي المخذول الجائع المشرَّد الظمآن المقاوم الباسل الصامد، يكتب كل يوم سِفرا نفيسا يعلّم الدنيا كيف يتشبث الأحرار في وطنهم، ويواجهون كل هذا العالم الغربي الظالم المخادع الكاذب المعتدي الوحشيّ، يصرخون في وجهه بإباء يرفض الضيم: هذه أرضنا منذ آلاف السنين، وهذه حقيقة لن تطمسها أكاذيبكم التلمودية وتاريخكم المشوّه ووعودكم الملفّقة، وُلدنا في هذه الأرض، وسنموت عليها، والحرب بيننا وبينكم إلى أن يتحقق وعد الله. وهل يخلف الله الميعاد؟!


جو 24
منذ 5 ساعات
- جو 24
الأردن العظيم
جمال الدويري جو 24 : سلامًا أيها الغالي سلامًا أيا وطن الكرامة والنشامى عظيمٌ أيها الأردنّ سامي إليك المجد فخرا قد تسامى تليدٌ منذ آلافٍ توالت وصيت الصيد في الدنيا ترامى وهامك في السحاب ولا يُدانى لغير الله ما صغّرت هاما نحب ثراك يا وطني ونهوى ولا عشقا لغيرك أو هياما جنان الأرض فواح شذاها بطيب الندّ مع عطر الخزامى ويمٌّ يبسط الكفّين جودا ولو يطوي مدى دهرٍ صياما ونكرم ضيفنا لما أتانا ونرفق بالضعيف وباليتامى وإن عادٍ تجرأ او تخطّى حِمى وطني ورام به صداما براكين نثور ولا نداري وننثر في مدى الدنيا زؤاما ونيران تحرّق كل باغٍ أُوارٌ يلهب الدنيا ضراما صِرامٌ باللقاء وكم زرعنا بصدر المعتدين كذا صِراما وكم خضنا المعامع لا نبالي ولا قدرا نهاب ولا حِماما أسودٌ في العرين لها هصير وهل أسد تخاف رغا هواما وهل حرّ يطاوله غراب وهل للحرّ ان يخشى حَماما كريم أيها الأردن أرضًا وهل يحوي الكريم سوى كِراما تابعو الأردن 24 على