
حُرّاس ما يقتنون وبما يفتنون -2
حُرّاس ما يقتنون وبما يفتنون -2
معظم المقتنين لمختلف الأشياء يختارونها في أسفارهم لمدن العالم، ويعانون لها المسافات البعيدة، والمزادات المهمة والمعارض الفنية وأسواق «الأنتيكات»، يصرفون على الشراء وعلى التأمين وعلى النقل، ويظلون على قلق كأن الريح تحتهم حتى تستقر في المنزل.
مقتنو المنحوتات والفازات يحبون أن يجمّلوا بها زوايا المنزل، لكن يظلون يحاتون، قلقين من تقافز رشود وعبود اللذين لا يحلو لهما اللعب إلا في زوايا البيت الثمينة أو تبقى قلوبهم تتقافز من سياقة الصبية الصغيرة لعربتها وهي تذرع البيت مغمضة أو ناكسة رأسها في الأرض- تشبه أمها يوم تمشي، تمشي موَخّية- حتى يجفل ذلك التمثال الراقد، ويهوي أرضاً، ويصبح مثل «البيّز» قطعاً متناثرة.
بعض مقتني السيارات الغالية يظل يربيها على يديه، ويمسحها بهدب عينيه، وتحدثه نفسه بها وعنها دائماً، يخاف أن تبيت لوحدها في المرآب أو المواقف العامة، خوفاً من أن يمر بها شخص مستهتر ويشمخها أو يشخطها في الجانب، يتمنى لو يجد الشارع فارغاً، ويبعد الله عنها الشاحنات وسيارات النقل العام، ويجنبه تهور سائقي سيارات الدفع الرباعي، يحرص - لو كان قادراً- على أن ينزل قبلها، يسبقها، يوسع لها الشارع، ويجنبها الحك والكشط، أو زلات سائقي الأجرة الكثيرة، وشعارهم القاتل: «ما في مشكلة أرباب.. روخ بيمه هو يصلّح». هؤلاء الأشخاص لا يستمتعون بالسيارة الغالية، بل ترهقهم، ومن فرط حبهم لها تصبح أكثر دلالاً من الزوجة، فتدب الغيرة بين الضرتين، فتجتمعان عليه وتنكدان عيشه وحياته.
والمرأة التي تقتني طقماً من أدوات المائدة الفضية، أو الصحون الكريستالية المذهبة الغالية، تظل تحرسها وتتفقدها وتلمعها وتتفاخر بها بين جاراتها وقريناتها، تفرح إذا ما زارها ضيوف فتخرجها لامعة برّاقة، تصّلق وتبرّق، وتنتفش هي مفاخرة بأن أدواتها وصحونها موقعة وممضيّة، متمنية على الضيوف الاستمتاع بما جادت به يدها من أصناف الطعام الذي سيتناولونه في صحون وكؤوس من أثير، لكن ما إن يبدأ الهجوم، وتراهم يطاردون فرائسهم على تلك الطاولة التي بدأت تهتز وترتج، حتى يفز قلبها، ولا تطاوعها نفسها في أن تترك ضيوفها لوحدهم أو يلذ لها صنف من صنوف الأكل التي طبختها ما دامت تلك المعركة دائرة بشوكها وسكاكينها الممضيّة، تظل عينها تبربش حتى تكاد أهدابها أن تحت وتسقط، وتبقى روحها معلقة بتلك الأدوات، تخاف عليها من رجفة يد الضيف، ومن ثقل بعض الأصابع التي لا ترحم كريستالاً، ولا تعترف بفضيات موقّعة بريشة فنان، ترتعب سيدة المنزل ذلك اليوم من عين النساء، وحسدهن وغيرتهن، وتعمدهن الكسر والتحطيم، ليحطمن قلبها وشقاء عمرها.
وإن مرت تلك الحفلة على خير فهي لا تأمن شر الشغالة وإهمالها عند الغسل والتنشيف، تظل تلك الصحون والكاسات والملاعق في حراسة الزوجة وحمايتها حتى تعود سالمة غانمة، مبيضّة الوجه إلى خزانتها، ومكانها الآمن، وحضنها الدافئ.
حرّاس الأشياء الغالية في الحياة كثر، وكل يحرس بضاعته بكثير من القلق، ويدفع ضريبة الاقتناء بكثير من المعاناة!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


السوسنة
منذ 44 دقائق
- السوسنة
في حجم بعض الورد
يحقّ للأردن والأردنييّن الاحتفال بيوم استقلالهم العظيم، فهو يوم عزّ وفخار، يومٌ مجيدٌ مُنيرٌ في صفحات التّاريخ، فقد جاء نتيجةً حتميّة لنضال الأجداد والآباء، فقد ناضلوا حتّى نالوا هذا الاستقلال، وإنْ لم تحتفل الدُول بأيام مجدّها فبمَ تحتفلُ؟إنّ الأردنييّن وقيادتهم الهاشميّة الحكيمة أدركوا مِنَ اليوم الأوّل للاستقلال أنّ المُحافظة على هذا الاستقلال وتقويته هو السبيل الوحيد لبناء الأردن الّذي يطمحون إليه، فالتفّ الشعب حول القيادة وبذلت القيادة والدولة كلّ جهدٍ لتحقيق هذا الطموح وهذه الأماني.وعلى مرّ العقود الثمانية من الاستقلال واصل الأردنيّون البناء في كلّ المجالات وحقّقوا الكثير ممّا يسعون إليه بالرغم من قلة الموارد ومن الظروف الصعبة المُحيطة في الأردن، إلّا أنّ استثمارهم في الإنسان واعتباره أغلى وأعظم مورد في البلاد وهذا ما أكّده الحسين الباني – يرحمه الله- حين قال: " الإنسان أغلى ما نملك" هذا ما جعلهم يكونون منارة في المنطقة يُهتدى بها في مجالات عديدة؛ ففي السياسة يُمثّل الأردن نموذجا يُحتذى داخليا وخارجيا، فقد حافظ على دولة ديمقراطية قوية في منطقة مُشتغلة، وخارجيا لعب الأردن وما زال دورا إقليميا ودوليّا جعله مِحجا للكثير من دُول العالم، فسياسته المُتزنة المُنطلقة من مصالحه العُليا ومصالح أمّته مشهود لها، ودور جلالة الملك وأثره في المحافل الدوليّة معروف واضح لا يُنكره أحد.أمّا مسيرة التعليم في الأردن فقد شهدت منذ الاستقلال حتّى هذه اللحظة تطوّرات ملحوظة؛ فالنظام التعليمي أكّد على إلزامية التعليم الأساسيّ ووفّر للطلاب كلّ الوسائل التي تُساعدهم في تحصيلهم، وتابع هذا حتّى أسس عشرات الجامعات الّتي خرّجت للأردن ولعالمنا العربيّ وللعالم مئات الآلاف من أهل العلم في كافة الاختصاصات.ونحنُ إذا نتذكّر يوم الاستقلال وبعضا من الانجازات العظيمة لا بُدّ من الحديث عن كيفية المُحافظة على استقلانا قويّا، فلكي يبقى الأردن منيعا قويّا يجب أن تظل جبهته الداخلية قويّة، وقُوتها مُستمدّة من التفاف الشعب حول القيادة، ومن تحقيق القيادة لمطالب الشعب، وهذا ما تسعى إليه الدولة الأردنية قاطبة فهي تسعى جاهدة لتمكين الجبهة الداخلية وتقوية الانتماء وروح المُواطنة، فتعمل على إحقاق الحقوق والعدل بين المُواطنين.ولكي يظلّ الأردن قويًّا عصيّا التف الأردنيون حول قيادتهم وأجهزتهم الأمنية ووثقوا بما تقوم به من إجراءات في كافّة الأمور، فلا قُوّة للوطن إلّا بقوّة أمنه.إنّ النهضة التي يسعى إليها الأردن وقد قطع فيها شوطًا كبيرًا مُنذ الاستقلال مُستمرة ولن يُوقفها أحد، وسيظلّ الأردنّ عصيّا منيعا سائرا في ركْب التطّور والازدهار، وسيظلّ شوكة في حلق الحاقدين.


الوكيل
منذ ساعة واحدة
- الوكيل
تواصل فعاليات الاحتفال بعيد الاستقلال بحضور جماهيري...
الوكيل الإخباري- تواصلت في ساحة معسكر الحسين للشباب بمحافظة عجلون، اليوم السبت، فعاليات الاحتفال بمناسبة عيد الاستقلال بحضور جماهيري كبير. اضافة اعلان وازدانت الساحات العامة والشوارع والدوائر الرسمية والبلديات والمباني والمركبات وموقع الاحتفالات الرئيسية في معسكر الحسين للشباب بعجلون بالأعلام الوطنية وصور جلالة الملك. وأكد محافظ عجلون نايف الهدايات المشاركة الفاعلة في الاحتفال، والتي عبرت عن الولاء والانتماء والفخر والاعتزاز بمناسبة عيد الاستقلال والإنجازات العظيمة التي تحققت في الأردن بفضل قيادتنا الهاشمية الحكيمة التي قادت مسيرة العمل في وطننا الغالي بكل حكمة وشجاعة. وأشار مدراء التربية والتعليم والثقافة والشباب خلدون جويعد وسامر فريحات ويحيى المومني، إلى أنه في الخامس والعشرين منْ أيار يرسم الأردنيونَ لوحة من الفَخَارِ والعز والمجد والإباء، ذلكَ التاريخ الذي يحمل بين طياته أجمل ذكريات الماضيْ التي تهب نسماتها العطرة على سماء الوطن، داعين الله عز وجل أن يحفظ وطننا وقيادتنا الهاشمية وأن يديم على وطننا نعمتي الأمن والاستقرار.


الوطن
منذ ساعة واحدة
- الوطن
التخصص الجامعي.. ومستقبل أبنائنا الطلبة
لعل أبرز ما يشغل بال أبنائنا الطلاب والطالبات، وأولياء أمورهم، مسألة كيفية اختيار التخصّص الجامعي المناسب، حيث دائماً ما يدور في خَلَدهم، مجموعة من الأسئلة، التي يكون مبعثها القلق، لاسيما وأن الأمر يتعلّق بتحديد مستقبلهم العلمي والعملي، حيث يبدأ أبناؤنا الطلاب والطالبات بعد التخرّج بشق طريقهم في الحياة العملية وخروجهم المباشر إلى سوق العمل، وهذا ما يؤكد أهمية الاختيار الصحيح للتخصّص الجامعي. من هذا المنطلق، لابد أن يضع الطالب وهو يختار تخصّصه الجامعي، مجموعة من الاعتبارات التي تتشابك مع بعضها، من حيث الأهمية، لعل أبرزها، التوافق بين ما يحتاجه سوق العمل، وميول ورغبات الطالب في الإبداع والابتكار، مع الأخذ في الاعتبار التخصّصات الحديثة التي يجب أن تكون تحت مجهر الطالب في اختياراته، حيث يتوقف الأمر أيضاً على مستوى قدراته في هذا المجال. وفي ظل ثورة التحوّل الرقمي عالمياً، ووفقاً لما ترصده مراكز ومعاهد الأبحاث والدراسات الدولية، فإن أبرز التخصّصات العلمية المطلوبة خلال السنوات المقبلة، تتمثل في، الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وأمن الشبكات، وتحليل البيانات، والهندسة الطبية الحيوية، وهندسة الروبوت، والعلوم المالية، وإدارة الأعمال، والتسويق الرقمي، بالإضافة إلى العلوم الصحية، لاسيما تخصّصات الطب والتمريض والتغذية الإكلينيكية، وكيمياء التغذية. إن ما يبعث على الاطمئنان لأبنائنا الطلاب والطالبات في مملكة البحرين وخارجها، ما تتمتع به الجامعات الخاصة في المملكة من تطور علمي ملحوظ، ومن خلال ما تقدّمه من برامج أكاديمية نوعية، تهتم بمتطلبات واحتياجات سوق العمل، وهو الأمر الذي انعكس على التصنيفات الدولية لتلك الجامعات، والحصول على الاعتمادات العالمية من جهات وهيئات علمية وأكاديمية عالمية متميّزة. إن المتتبّع لمسيرة التعليم الجامعي في البحرين يلحظ جلياً اهتمام الجامعات الخاصة في المملكة بتطوير البرامج الأكاديمية بما يتناسب مع احتياجات ومتطلبات سوق العمل، بالإضافة إلى السعي الحثيث لتوفير فرص التدريب والتوظيف، من خلال مواكبة التحولات الرقمية. كل الأمنيات الطيبة لأبنائنا الطلاب والطالبات في أن يوفقهم الله في مستقبلهم العلمي والعملي من أجل خدمة ونهضة وازدهار مملكة البحرين.