
الميلاد في بعلبك – الهرمل... إصرار على تخطي مرارة الحرب والتمسك بالهوية
" ليلة الميلاد، يمَحى البُغضُ، ليلة الميلاد تُزهر الأرضُ، ليلة الميلاد تُدفنُ الحربُ،
ليلة الميلاد، ينبتُ الحُب؟".
ترنيمة تختصر حقيقة ميلاد السيد المسيح، وبهذا الإيمان والمحبة والفرح يستقبل مسيحيَو بعلبك - الهرمل شرق البقاع، هذا العيد بعد شهرين قاسيين عانوا فيهما كما أبناء البقاع ويلات الحرب وأوجاعها، راجين أياماً ملؤها المحبة والفرح علامة انتصار لبنان على الصعوبات.
لطالما أوحى العيد دلالات عميقة لدى مسيحيي الأطراف خصوصاً في بعلبك وقراها، باعتباره رمزاً للأمل والتجديد، والتمسك بالهوية الوطنية.
في مدينة بعلبك، اقتصرت فعاليات الميلاد على توزيع هدايا العيد في دير سيدة المعونات للرهبنة المارونية، فيما نظمت مدرسة راهبات القلبين الأقدسين احتفالاً أمام مغارة الميلاد، وقدم تلامذتها أغاني ميلادية وصلوات من أجل لبنان.
تحت عنوان "ويبقى الرجاء"، وفي إطار الحفاظ على تقليد كنسي يعود إلى زمن القديس فرنسيس الأسيزي، بذل فريق العمل في مزار سيدة بشوات العجائبية برئاسة الخوري طوني رحمة، جهوداً حثيثة لبناء قرية ميلادية مبهرة في ساحة المزار التي تحولت مساحة تعبّر عن روح الميلاد، وخصوصاً أن الكنيسة تستقبل يومياً المؤمنين من المسيحيين والمسلمين الوافدين اليها من مختلف أنحاء لبنان وخارجه.
وقال الخوري رحمة لـ"النهار": "إنها رسالة مفعمة بالمشاعر من المزار إلى العالم عموماً واللبنانيين خصوصاً الذين يعانون الغبن والقهر"، مضيفاً: "لقد تجسد يسوع في مغارة متواضعة في بيت لحم، تاركاً وراءه مجد السموات، ليُظهر تضامنه العميق مع أبناء الأرض، مع المكسورين والمقهورين، ومع أولئك الذين يتجرعون مرارة الغبن والألم والظلم. لقد جاء ليقول لهم: "أنا بينكم". وهذا هو جوهر العيد، وهذا هو العنوان الذي نريده هذا العام ويظل الأمل منارة ترشدنا في عتمة الأيام".
وأشار الى "أن المغارة أقيمت داخل المزار في جوار تمثال السيدة العذراء العجائبي، والتي ترتدي ثوباً كحلياً مرصعاً بالنجوم الذهبية. وقد اختارت الرعية هذا العام أن تضع بين المنازل المضاءة والدافئة التي تزينها الأضواء الميلادية، منزلاً مدمراً بلا سقف ولا أبواب، رمزاً للتضامن مع العديد من العائلات في الشرق، ولاسيما منها في لبنان، حيث بيوت كثيرة مدمرة وأشخاص بلا مأوى، ليكون عنواناً للأمل، إذ إن المؤمن، بغض النظر عن ديانته، يؤمن بأن الكلمة الأخيرة هي لله، وليست للدمار أو التهجير أو الظلم، بل هي التي تدعو الى الخير والسلام والفرح".
وحرص رحمة على تجسيد هذه الرسالة بوضع شجرة أرز داخل المنزل المدمر "دلالة خير رغم كل السواد والدمار، لما لها من رمزيةً لكرامة الإنسان اللبناني، مثل الشجرة التي تمتد جذورها في الأرض وترتفع أغصانها نحو السماء، إلى جانب العلم اللبناني المقدس، في أرض مقدسة ووطن عزيز".
كذلك ارتفعت في ساحة كنيسة مار يوسف في دير الأحمر أكبر شجرة ميلادية مع مغارة مميزة في المنطقة، بتعاون مشترك من بلديتها ورعية مار يوسف و"مجلس مندوبي الاغتراب" في البلدة.
وفي بلدة رأس بعلبك، أطلق "منتدى رأس بعلبك"، في إطار مبادرة "إيد بإيد تيضل الحلا عنا" بالاشتراك مع جمعية "التضامن النسائي"، سوق الميلاد في ساحة كنيسة مار بولس مما أشاع في البلدة أجواء الفرح بالعيد.
وأكد رئيس المنتدى جورج فاضل لـ"النهار" أهمية افتتاح السوق الميلادية إلى جانب إنارة ساحة البلدة منذ بداية الشهر "لجعل البلدة أكثر فرحاً"، لافتاً الى "أن هذا الحدث يعتمد على تعاون سكان البلدة، كما يساعد في وضع رأس بعلبك على الخريطة السياحية، والسوق الميلادية اليوم تساهم في تنمية الاقتصاد المحلي".
وتستعد البلدة لاستقبال فرحة العيد "بقلوب مفتوحة وذراعين ممدودتين"، كما قال كاهن الرعية الأب إبراهيم نعمو لـ"النهار"، مضيفاً: "بعد أن اجتازت البلدة، كما المنطقة، أزمة عصيبة، ظهر للعالم أن أهل رأس بعلبك يرفعون الهامة عالياً بمحبتهم العميقة وإيمانهم الراسخ، وحسن ضيافتهم للزوار الذين قدموا من المناطق المتضررة جراء القصف الهمجى على قراهم. وهذه الأنشطة اليوم، جعلت ولادة الطفل يسوع في قلب كل واحد منا، وأكدت أن الوجود المسيحي لا يقتصر على جبل لبنان وكسروان فحسب، بل يمتد ليشمل رأس بعلبك والقاع والفاكهة والجديدة أيضاً".
الزميل سيمون نصر، إبن البلدة، اعتبر هذه المناسبة ت"فرصة لعودة الأهالي من العاصمة بيروت وضواحيها إلى بلدتهم، مما يمنحهم إحساساً عميقاً بالانتماء إلى تاريخهم وهويتهم، ويساهم في ترسيخ وجودهم في مجتمعاتهم".
إضافة الى هذه النشاطات، افتتحت كشافة الجراح - فوج شبيبة رأس بعلبك مغارة ميلادية في ساحة البلدة، ووزعت جمعية بنين هدايا للأطفال. ويقام غداً الثلاثاء ريسيتال الميلاد تحت عنوان "لا تتخلى عنا عينك ع وطنا" في كنيسة مار اليان في البلدة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المركزية
منذ 2 أيام
- المركزية
"الرجا اللي ما بيخيب".. ندوة فكرية من تنظيم ابرشية جبيل المارونية
المركزية - برعاية وحضور راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، تدعو لجنة الاحصاء والتوثيق في ابرشية جبيل المارونية، وبمناسبة عيد الشهداء، الى حضور ندوة فكرية بعنوان: "الرجا اللي ما بيخيب" تتناول محطات عاشتها بلدات وقرى من بلاد جبيل إبان الحرب العالمية الاولى، وذلك في السادسة من مساء الجمعة 23 الجاري، في قاعة البطريرك الياس الحويك في ثانوية مار يوسف لراهبات العائلة المقدسة المارونيات، جبيل.


تيار اورغ
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- تيار اورغ
بالصور - قداديس الفصح في دولة الإمارات وحضور كثيف في الكنائس
الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية في الإمارات احتفلت بعيد الفصح. جمهور المؤمنين تقاطر بأعداد كبيرة إلى الكنائس، منذ قداس منتصف الليل، حيث رأس الذبيحة في كنيسة القديسة مريم، في عود ميثا بـ دبي، كاهن الرعية الأب طانيوس جعجع الكبوشي وعاونه الأب جورج بوشعيا المُرسَل اللبناني، وخدمت القداس جوقة الرعية. القداديس في دبي بدأت برتبة "الهجمة" وفقا للطقس البيزنطي. العظةبعد قراءة نص من الإنجيل، ركزت العظة على معاني العيد. فالقبر الفارغ هو علامة حيّة على قيامة المسيح من بين الأموات. يقول القديس أغسطينوس إن القبر الفارغ هو صوت الله الصامت الذي يُعلن انتصار الحياة على الموت. والقبر الفارغ هو دعوة للإيمان الشخصي، على غرار يوحنا الإنجيلي الذي قصد قبر المسيح الفارغ ليرى ويؤمن أنه قام من بين الأموات. وموت المسيح وقيامته هما دعوة لكل مؤمن لكي يشهد لما اختبره في رسالته، كلٌّ من موقعه. والقبر الفارغ هو مرآة لكل مؤمن، يعكس ما في قلبه: فهل هو فارغ أم ممتلئ من حضور الله؟باقي الإماراتباقي الإماراتفي كاتدرائية مار يوسف في أبو ظبي أحتفل بالذبيحة الفصحيّة الأب إيلي الهاشم. هذه الكاتدرائية هي مقر الكرسي الرسولي في جنوب الجزيرة العربية التي يرأسها المطران باولو مارتينلي. وفي كنيسة القديس أنطونيوس البادواني في رأس الخيمة، رأس الذبيحة الأب ماجد موسى الكبوشي الذي أقام القداديس أيضا في كنيسة مار ميخائيل في الشارقة. الوجود المسيحي في الإماراتالوجود المسيحي في دولة الإمارات يعود إلى أكثر من خمسة عقود، وهم من أبناء الوافدين العاملين في البلد، ولديهم كنائس ومدارس في مختلف أنحاء الإمارات، ويمارسون شعائرهم في أجواء من الحرية والتسامح مع أبناء الطوائف الأخرى. وقد تعززت أجواء الانفتاح بعد زيارة البابا فرنسيس لأبو ظبي في العام 2019، وافتتاح سفارة للفاتيكان في الإمارات في العام 2022، حيث عيّن البابا أول سفير بابوي له، المطران اللبناني كريستوف زخيا القسيس.كذلك، تحتضن العاصمة الإماراتية "بيت العائلة الإبراهيمية"، وهو مُجمّع متعدد الأديان يقع في جزيرة السعديات في أبو ظبي. وقد استُوحي تصميمه من وثيقة "الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك" التي وقّعها البابا فرنسيس نيابة عن الكنيسة الكاثوليكية، وأحمد الطيب نيابة عن الجامع الأزهر، في العام 2019 في أبو ظبي.


النشرة
١٩-٠٤-٢٠٢٥
- النشرة
رعية مار يوسف في زغرتا احيت سبت النور
أحيت رعية مار يوسف في زغرتا مساء سبت النور، رتبة الغفران وطلبة القيامة، بحضور أبناء الرعية. وترأس الرتبة الأبوان سليمان يمين ويوحنا مخلوف. وألقى الأب ريمون باسيل عظة تحدث فيها عن "فضيلتين مميزتين هما الرجاء والمحبة، فالرجاء بهذه الرتبة مرتبط بالحياة وليس بالموت، فنحن نقول نترجى قيامة الموتى والأحياء، أي ان الرجاء مرتبط بالقيامة لذلك نحن نلتزم قضية القيامة. أما فضيلة المحبة فهي التي تتوّج كل الفضائل، وبنهاية المطاف هي الحقيقة الوحيدة. وعلينا دوما ان نكون مستعدين وحاضرين ومتمسّكين بفضائل المحبة والرجاء، لنحيا بثقة في رحمة الله ونسير بثبات في طريق الخير".