
شبوة تحتفي بتخريج 30 حافظًا للقرآن الكريم وتكريم 179 طالبًا متميزًا في حفل قرآني كبير
صحيفة 17يوليو/ خاص
احتفت محافظة شبوة بتخريج دفعة جديدة من حفاظ كتاب الله، حيث كرمت دار القرآن الكريم وعلومه في عتق 30 حافظًا وحافظة للقرآن الكريم، إلى جانب 179 طالبًا وطالبة متميزين في مختلف المراحل الدراسية، وذلك في حفل قرآني كبير أقيم تحت رعاية محافظ المحافظة الشيخ عوض محمد بن الوزير العولقي، وبإشراف الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم.
وتضمن الحفل باقة من الفقرات المميزة، بدأت بتلاوات عطرة من الحفاظ الجدد، تلاها كلمات توجيهية من الضيوف، أشادوا فيها بالجهود الكبيرة التي تبذلها الجمعية الخيرية ودار القرآن الكريم في تعليم القرآن ونشر علومه بين الشباب.
وفي كلمة لإدارة دار القرآن الكريم اكدت إدارة الدار في كلمتها أن هذا الحفل يمثل تتويجًا لعام كامل من العمل الجاد والاجتهاد، مشيرة إلى أن هذا الإنجاز يعكس حجم الجهود المبذولة في إعداد جيل قرآني واعٍ، قادر على حمل رسالة الإسلام ونشر قيمه السامية في المجتمع.
وأعرب الضيوف عن فخرهم واعتزازهم بهذا الإنجاز القرآني الكبير، مشيدين بالدور الكبير الذي تقوم به الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم ودار القرآن الكريم في خدمة كتاب الله، وتربية النشء على القيم الإسلامية الأصيلة.
اختتم الحفل بتكريم الحفاظ والطلاب المتميزين، وسط أجواء مفعمة بالبهجة والسرور، حيث عبر الجميع عن اعتزازهم بهذا الإنجاز، مؤكدين أن هذا التميز هو ثمرة للدعم المستمر من المجتمع، والتعاون المشترك في خدمة كتاب الله العزيز.
وشهد الحفل، الذي أقيم في أجواء إيمانية ملؤها الفرح والفخر، حضورًا لافتًا لنخبة من الشخصيات الرسمية والعلمية والاجتماعية في المحافظة، حيث شارك في الاحتفال يتقدمهم الشيخ سالم شمح النسي، وكيل محافظة شبوة والشيخ علي السليماني والأستاذ فيصل لاهم، أمين عام الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم (فرع شبوة) والشيخ عبدالعزيز بن صايل، مدير مكتب الأوقاف بمديرية عتق والشيخ مهران المعلم، مشرف رباط الشيخ أبوبكر بن شالم والشيخ هادي الصلاحي، خطيب جامع الناصر بعتق والشيخ حسين نصيب، مدير إدارة التحفيظ بمكتب الأوقاف بالمحافظة.
يأتي هذا الحفل ضمن سلسلة من الجهود المستمرة التي تبذلها محافظة شبوة في خدمة القرآن الكريم وأهله، سعيًا لبناء جيل متسلح بكتاب الله، قادر على مواجهة التحديات وخدمة المجتمع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


26 سبتمبر نيت
منذ 38 دقائق
- 26 سبتمبر نيت
(نص+فيديو) الدرس 4 من دروس القصص القرآني للسيد القائد 06 ذو الحجة 1446هـ
نص الدرس ' الرابع' من سلسلة دروس القصص القرآني للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 06 ذو الحجة 1446هـ أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين. الَّلهُمَّ اهْدِنَا، وَتَقَبَّل مِنَّا، إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، وَتُبْ عَلَيْنَا، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات: السَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛ في الآيات المباركة، في قصة نبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ' في القرآن الكريم، تحدثنا على ضوء الآيات المباركة من (سورة الأنبياء) وبعض السور الأخرى، ووصلنا إلى موضوع: هجرته 'عَلَيْهِ السَّلَامُ' من (بابل) في العراق، فهو ما بعد ما حدث من محاولة إحراقه، وظهور المعجزة العظيمة، والآية الكبيرة، وعدم انتفاعهم بها- بالنسبة لقومه- في أن تكون آيةً دافعةً لهم إلى الإيمان، والاتِّباع لرسالة الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، فالله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' أذن له في الهجرة؛ لأن استمرار بقائه بين قومه في العراق، معناه: أن تبقى الرسالة مجمَّدة؛ بينما بالإمكان أن يفتح الله له آفاقاً واسعة، يترتب عليها نتائج كبيرة، وهذا ما حدث من خلال هجرته، ومن خلال نشاطه الواسع، ومن خلال نشره لدين الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' في مواطن أخرى، وكذلك إسكانه لأسرته، بعضاً منهم في مكة، وبعضاً منهم في الشام، وما ترتب على ذلك من نتائج ممتدَّة، وتمتد إلى قيام الساعة. فالله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' أذن له في الهجرة، فالهجرة- كما قلنا- ستفتح أمام هذه الرسالة الإلهية آفاقاً واسعة، وتفتح له هو 'عَلَيْهِ السَّلَامُ' آفاقاً واسعة من العمل المثمر، والنتائج المهمة، التي تتحقَّق بجهوده ومساعيه. هو قد أكمل مهمته فيما يتعلَّق بقومه، وأقام الحُجَّة لله عليهم بشكلٍ كامل؛ ولـذلك أعلن نيته وقراره في الهجرة، بناءً على إذن الله له: { وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ } ، وفي آيةٍ أخرى أخبر الله عنه أنه قال: { وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ، عادةً ما تتحدث الآيات المباركة عن مقامات متعدِّدة، أو مناسبات متعدِّدة، أو أحياناً في المقام الواحد تكرَّر فيه التأكيد على موضوع معيَّن، بصيغ متعدِّدة وجوانب متعدِّدة، والقرآن هو ترجم مضمون ما عبَّر به في لغته، بالنسبة لنبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ'. هو مُقَرِّرٌ أن يهاجر في سبيل الله تعالى، إلى حيث يختار الله له الموطن المناسب الذي يهاجر إليه، هذه مسألة تركها إلى هداية الله، { إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ } ، هو من سيختار لي حيث أذهب، وماذا أعمل، قد تكون بالنسبة للخيارات، في اختيار المنطقة المناسبة لأداء هذه المهمة الرسالية، مسألة صعبة، تحتاج إلى دِقَّة، فهو أوكل هذه المسألة إلى الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، وإلى هداية الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، وكذلك ما بعد ذلك من خطوات عملية، ومسيرة عملية… وغير ذلك من التفاصيل، هو معتمدٌ على هداية الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، وهذه النقطة تحدثنا عنها كثيراً، حتى في دروس شهر رمضان المبارك، في قصة نبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ'، كيف كان يعتمد كل الاعتماد على هداية الله في كل شيء. في قوله: { إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ، يُعَبِّر عن ثقته بالله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' برعايته؛ لأنه الربَّ الذي يتولَّى رعاية عبده في كل شؤون حياته، ومتطلبات حياته، وضروريات حياته؛ فهو يُعَبِّر عن ثقته بالله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، وبرعاية الله الواسعة، وأن الله لن يتركه، بعد أن وصل في مستوى الخلاف بينه وبين قومه إلى مستوى المباينة، والبراءة، والمتاركة، والمفارقة، وحتى مع محيطه الأسري، وهو واثقٌ بأن الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' لن يتركه من رعايته ابداً. الهجرة أيضاً لها اعتبارات متعدِّدة، فحينما قال هنا: { إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ، الهجرة لها أيضاً صلة بالعِزَّة، والعِزَّة مسألة أساسية في الانتماء الإيماني؛ ولهـذا قال الله 'جَلَّ شَأنُهُ' في القرآن الكريم: { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } ، فأن يبقى الإنسان الذي هو في الانتماء انتماؤه إيماني، أن يبقى- مثلاً- في بيئة هو في واقعه فيها مُستذل، مغلوبٌ على أمره، مقهور، لا يتمكَّن من أداء التزاماته الإيمانية، لا يستطيع ذلك؛ لأنه محارب، ومضطهد، وممنوع، ولا يمتلك مع رفاقٍ له ليكوِّنوا أُمَّةً مؤمنةً، تتمكَّن من القيام بالتزاماتها الإيمانية، وأداء مسؤولياتها الدينية؛ إنما هو في واقع الحال في حالة عجز، وحالة محاربة من جانب الآخرين من ذوي الكفر والباطل والشر، فهذه الحالة هي حالة غير مقبولة إيمانياً، يعني: ليس له أن يبقى في وضعية الإذلال، والعجز عن أداء مهامه والتزاماته الدينية والإيمانية في بيئةٍ كتلك، عليه أن يهاجر إلى حيث تتوفَّر بيئة وظروف يمكنه فيها أن يقوم بالتزاماته الإيمانية، وأن يستقيم على أساس انتمائه الإيماني. عندما تكون البيئة التي هو فيها بيئة معاصي لله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، معاصي، معاصي فيما يُرغم على فعله من العصيان، وفيما يرغم على تركه من الواجبات والالتزامات الإيمانية والدينية؛ فلا يَسُوْغ له البقاء في تلك البيئة، عليه أن يهاجر، طالما أمكنته الهجرة إلى بيئة تتوفَّر له فيها الظروف الملائمة، للقيام بالتزاماته الإيمانية، والاستقامة على دينه. الواقع الإيماني قائمٌ على أساس أن يكون هناك تحرُّكٌ للمؤمنين ليكوِّنوا أُمَّةً مؤمنة، تتعاون فيما بينها على البر والتقوى؛ ولهـذا يذكر الله عن المؤمنين: { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } . المسيرة الإيمانية هي مسيرة جماعية، تقوم على أساس أُمَّة، تتوحَّد كلمتها على أساس دين الله، وهدي الله، وتعاليم الله، تتآخى في الإيمان، تتحرَّك على أساس التعاون على البر والتقوى، تنهض بالمسؤوليات الجماعية، من أمرٍ بمعروف، ونهيٍ عن منكر… وغير ذلك، إذا لم يتوفَّر هذا النصاب، لتكوين أُمَّة تنهض بهذه المسؤولية في مجتمعٍ معيَّن، وكانت الحالة فيها حالة فردية، الإنسان بمفرده يتَّجه الاتَّجاه الإيماني، فيرى نفسه عاجزاً أمام الواقع الذي هو فيه؛ لأنــه : إمَّا في مجتمعٍ سيء، اتِّجاهه اتِّجاه فاسد، اتِّجاه منحرف عن نهج الله، معادٍ للحق. وإمَّا أيضاً قد يكون مع المجتمع سلطة ظالمة، فاسدة، مجرمة، والمجتمع خانعٌ لها. والإنسان في الحالة الفردية يرى نفسه في حالة عجز، هذه الحالة الحل لها ما هو؟ الحل لها هو الهجرة، وتصبح الهجرة في مثل هذه الحالات التزاماً إيمانياً بنفسها، ومن ضمن المسؤوليات والواجبات التي على الإنسان، أن يتوكل على الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' طالما هناك بيئة أخرى، أو منطقة أخرى، تتوفَّر فيها الظروف الملائمة أكثر للاستقامة، للالتزام الإيماني، للالتزام الديني… وهكذا. أيضاً في مثل هذه الحالة، بالنسبة لنبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ'، أصبحت السلطة التي تحكم المجتمع الذي هو فيه، وعلى رأسها الطاغوت المستكبر، الملك الكافر، الذي يدَّعي الربوبية والألوهية، والذي ذكر الله مُحَاجَّة إبراهيم له، ومُحَاجَّتَه لإبراهيم، تحدثنا عنها بالأمس، ثم انحراف المجتمع بنفسه، بكهنته، بالوجاهات العشائرية والزعماء من العشائر، الحالة في ذلك المجتمع: أنهم يعادون نبي الله إبراهيم، ويعادون رسالته، إلى أقصى حد في العداء، وصل بهم الحال أن حاولوا إحراقه بالنار حَيّاً، وأرادوا أن يُلحِقُوا به هذا المستوى من المعاقبة، التي هي أشد عقوبة عندهم، فهو في بيئة معادية، وليس فقط بيئة لا تتقبَّل الرسالة الإلهية، حتى بعد أن وضحت لها الدلائل الكافية، والمعجزات والبراهين؛ إنما مع كثرها، وعدم استجابتها، هي بيئة معادية لأشد مستوى من العداء، وتستهدفه في حياته؛ استهدافاً للرسالة الإلهية بنفسها، من أجل هذه الرسالة التي أتى بها من عند الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'؛ ولهـذا كان من الواضح أن استمراره بينهم معناه: أنه سيواجه المزيد من مكائدهم، من مؤامراتهم، من مساعيهم العدوانية لاستهدافه من جديد، فكانت الهجرة بالنسبة له- بإذنٍ من الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' أيضاً، وفي اطار تدبير الله لشأنه- كانت أيضاً نجاةً له؛ ولـذلك يقول الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى': { وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ } ؛ لأن لوطاً أيضاً هو مُعَرَّض لنفس الخطر والتهديد على حياته، ومضطهد أيضاً، يعني: إذا بقي، يواجه نفس المشكلة من الاضطهاد، من المحاربة، من المؤامرة على حياته، فهو يعيش نفس الأجواء. من الواضح أن لوطاً وقف مع نبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ' ما بعد قصة محاولة الإحراق، ليس فقط موقف المؤمن المُصَدِّق؛ وإنما موقف المؤيِّد والمعاون؛ ولهـذا أتى في التعبير القرآني: { فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ } ، (آمَنَ لَهُ) ، فهو وقف معه، هو مؤمنٌ به، ولكن ما بعد محاولة الإحراق وقف أيضاً في موقف مناصرة، ومعاونة، ومؤازرة، وكان في موقفٍ واضحٍ معه، فكان مهاجراً معه. لوط هو من أقارب نبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ'، مع اختلاف كبير بين المؤرخين عن هذه القرابة ما هي؟ البعض قالوا أنه: ، البعض قالوا: ، البعض قالوا: ، البعض قالوا: ، البعض… اختلافات كبيرة، لكن لا شك أنَّه كان من أقاربه، فهاجر معه. الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' اختار لنبيه إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ' أن تكون هجرته إلى الأرض التي- كما قال الله عنها: { بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ } – بارك الله فيها البركات الواسعة، وهي بلاد الشام، بلاد الشام، يتَّضح ذلك أيضاً من (سورة الإسراء)، ومن آيات أخرى أيضاً. فالله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' بارك في بلاد الشام منذ زمنٍ مُبَكِّر، في تلك المراحل المتقدِّمة، وعلى مدى زمنٍ طويل، جعل فيها البركات الواسعة، في مقدِّمة هذه البركات، ومن أهمها، والدرجة الأولى أهميةً من هذه البركات هي: بركات الدين، بلاد الشام كانت موطناً لعددٍ لا بأس به من الرسل، والأنبياء، والمؤمنين، على مدى زمنٍ طويل، وهم ينشرون دين الله، ورسالة الله، ويعملون على هداية الناس بهدى الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، فلمَّا كانت موطناً للرسالة الإلهية، وعاش فيها الكثير من الرسل والأنبياء في حياتهم، وما في حياتهم من البركات، وما في وجودهم فيها، في إطار أدائهم لمهامهم العظيمة والمقدَّسة والمباركة، مع المؤمنين معهم، وبهم، ومع أنصارهم، ما كان مع ذلك من البركات الواسعة، فالبركات الدينية هي أهم البركات، وهي التي تتفرَّع عنها أيضاً بقية البركات في حياة الناس، في مختلف شؤون الحياة، في ظروفهم المعيشية، وسائر شؤون حياتهم. وامتدَّت هذه البركات (في بلاد الشام) إلى ما جعل الله في تلك البلاد نفسها من بركات الدنيا، التي هي امتدادٌ لهذه البركات: في صلاحيتها العالية للزراعة. في ما فيها أيضاً في مجال الزراعة من النباتات المميَّزة، ومنها: شجرة الزيتون… وغيرها من النباتات المباركة. وكذلك ما فيها من صلاحية عالية جدًّا لتربية الثروة الحيوانية: الماشية (المواشي)… وغير ذلك: أجواؤها، بيئتها، ظروفها، مميَّزة في صلاحيتها العالية لحياة الناس، وتوفُّر متطلبات حياتهم فيها على نحوٍ واسعٍ وميسور. فهذا كله من البركات التي جعلها الله فيها. الهجرة أيضاً إلى بلاد الشام تهيَّأت فيها ظروف جديدة لنبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ'، مختلفة عمَّا عليه الحال في (بابل)؛ لأن بلاد العراق كان يحكمها (النمرود) طاغية، طاغوت، مستكبر، متكبر وظالم، ولكن لا يمتد حكمه وسلطته، وسيطرته لا تمتد إلى بلاد الشام، كانت متحرِّرة من سيطرته. كما يظهر من المؤرِّخين، وفي كتب التاريخ، ومن بعض الآثار، أنَّ أبرز احتمال عن الوضع السياسي لبلاد الشام في تلك المرحلة: أنها كانت تخضع لسيطرة المصريين (ملوك مصر)، كانت تمتد سيطرتهم من مصر إلى الشام. في تلك الآونة، الظروف، والأجواء، والبيئة المتاحة في بلاد الشام، قد لا تكون السيطرة المصرية عليها شديدة، أو لم تكن قد استحكمت عليها، كانت الظروف فيها مهيَّأة لأن يتحرَّك فيها نبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ' برسالة الله، بالدعوة إلى الله، من دون مضايقة ومحاربة واضطهاد، أو مساعٍ لاستهداف حياتهم، أو منع له، وهذا أفق مهم للرسالة. ولـذلك حتى في سيرة الأنبياء 'عَلَيْهِمُ السَّلَامُ' ، هناك الكثير من الرسل والأنبياء ممن هاجروا، هاجروا وبعد هجرتهم فتح الله لهم آفاقاً جديدة لإقامة دين الله، لنشر رسالة الله، لهداية عباد الله، وانتقلوا إلى مجتمعات أكثر رشداً، وأكثر زكاءً، وأكثر تقبُّلاً لهدى الله ولرسالته ودينه، ذلك ما حدث حتى لرسول الله محمد 'صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ'، كان لهجرته من مكة إلى المدينة أهمية كبيرة جدًّا ، وفتح أفق جديد لانتشار الإسلام، وإقامة الأُمَّة الإسلامية والدين الإسلامي، وانتصار أمر الإسلام، وما ترتب على ذلك، كانت ميلاداً للأُمَّة الإسلامية امتدَّت بركاته وتمتد إلى آخر أيام الدنيا. استقر حال نبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ' بعدما وصل إلى الشام في (فلسطين)، وفي فلسطين فيما يعرف الآن بـ (الخليل)، منطقة الخليل هي سُمِّيت باسمه، باسم نبي الله إبراهيم (الخليل)؛ لأن من أوصافه المعروف بها: (خليل الرحمن)، فَسُمِّيَت باسمه، المنطقة تلك استقر فيها نبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ'، واستقر فيها حاله، في نشاطه التبليغي، وعمله على هداية الناس، وفي الاستقرار لحياته، حيث أنَّ الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' أيضاً بارك له في رزقه، وفي شؤون حياته، يسَّر له شؤونه المعيشية في تلك البقعة، فاستقرَّت أوضاعه المعيشية، وبارك الله له أيضاً في رزقه، وفي ممتلكاته من الماشية، كان لديه عدد لا بأس به من الأبقار، يعني: في بعض الآثار، والروايات، والأخبار: المئات من الأبقار، إضافةً إلى الزراعة، فالله يَسَّر له كل شؤون حياته، وهذا مما وعد الله به المهاجرين في سبيله: { وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً } ؛ لأن من يهاجر في سبيل الله قد يكون من الهواجس ومشاعر القلق التي تنتابه، هو: مستقبله المعيشي، حينما يهاجر إلى بلد آخر ليس لديه فيه ممتلكات، ولا إمكانات اقتصادية؛ لكن حينما تكن المسألة من أجل الله، وفي سبيل الله، وتقتضيها الحالة الدينية، يقتضيها الالتزام الإيماني؛ فالله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' يهيِّئ هو سَعَةً في حياة الإنسان، يُسراً في أموره، وكذلك بركةً في رزقه ومعيشته… وهكذا، فأوضاعه المعيشية مع ظروف التبليغ، وظروف النشاط العملي، وأداء مهامه المقدَّسة في تبليغ رسالة الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، تيسَّرت له في هذا المجتمع، وفي هذه المنطقة، بخلاف ما كان عليه حاله في العراق في (بابل)، كان يواجه المشاكل حتى مع محيطه الأسري، مع قومه، المشاكل الكبيرة، والأوضاع المختلفة تماماً. في ظل ذلك الاستقرار، كان أيضاً يرغب بأن يرزقه الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' الذُّرِّيَّة الطَّيِّبَة، التي تكون امتداداً له: في حمل دين الله. في الالتزام بنهج الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'. في الاستقامة على هدى الله 'جَلَّ شَأنُهُ'. في العمل على هداية الناس. فهو يرغب في كيف تتوسَّع دائرة المؤمنين، ويرغب أن يكون له ذُرِّيَّة طَيِّبَة، وَذُرِّيَّة صالحة؛ تُعينه في أداء هذا الدور، وتلتزم معه على النهج الإيماني في طاعة الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، والعبادة لله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'. كانت زوجته (سارة) عقيماً، لم تلد؛ ولـذلك فقد تزوَّج زوجةً أخرى هي (هاجر)، ودعا الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى': { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ } ، يقول الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى': { فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ } ، هو يريد ذُرِّيَّةً طَيِّبَة. أشمل عنوان (عنوان كامل) لما تريده في ولدك، إذا أردته أن يكون ولداً متكاملاً في المواصفات، التي هي مواصفات كمال، كمال في إنسانيته، في أخلاقه، في قيمه، في رشده، العنوان الذي يجمع كل ما تفرَّق من المواصفات المهمة والطيِّبة، هو: عنوان الصلاح؛ ولهـذا قال: { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ } ، إذا كان ولداً صالحاً، يعني: أن يكون راشداً. أن يكون زاكي النفس. أن تتكامل أوصافه وكمالاته الإنسانية، والإيمانية، والأخلاقية. فهو العنوان الذي يجمع كل ما تفرَّق من الصفات الإيجابية والمهمة والراقية، التي تريدها في ولدك، عندما يكون الإنسان إنساناً صالحاً، يريد أن يكون ولده أيضاً صالحاً. { فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ } ، أتته البشارة من الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، بالاستجابة لدعائه، وأنَّ الله سيرزقه ولداً صالحاً، كما طلب من الله وسأل، ويتميِّز مع الصلاح، في خِلَالِ الصلاح، وصفات الصلاح، بميزة معيَّنة من بين مواصفاته كلها، هو ولدٌ صالح، تتكامل فيه كل مواصفات الصلاح، ولكن مع ذلك يتميَّز بميزة هي: الحلم. الحلم هو من أهم المواصفات الأخلاقية الراقية، عندما نأتي إلى مكارم الأخلاق، فالحلم من أهمها، ومن أهم المواصفات القيادية، للإنسان الذي يمكن أن يكون له دورٌ رائدٌ في الحياة، يُصلح في واقع الناس، في واقع المجتمع، يُغَيِّر إلى الأفضل، يترك الأثر الإيجابي في الحياة، فهو من جانب: من المواصفات المهمة في مكارم الأخلاق، والصفات الطيِّبة والإيجابية؛ وهو على مستوى الأداء القيادي، ومؤهلات القيادة للمجتمع، والدور المؤثِّر في المجتمع، هو من أهم المواصفات. الحلـــم، في شرحه، وتعريفه، والحديث عن مدلول هذه المفردة المهمة، يشمل جوانب متعددة: هو يشمل التوازن الفكري، والنفسي، والسلوكي لدى الإنسان، الذي يتجلَّى بشكلٍ كبير حتى في حالة الغضب، والظروف المستفزة جدًّا للإنسان، في موارد الغضب والاستفزاز، وكذلك في حالة الرضا؛ فالإنسان الحليم هو إنسانٌ في تكامله، وسيطرته على نفسه، ومستوى انضباطه، ورشده، وتماسكه، يبقى متعاملاً على أساس القيم والأخلاق في مختلف الأحوال: فلا غضبه، وانفعاله، وما يستفزه، يدفعه إلى أن يتجاوز الأخلاق والقيم؛ فيتعامل بطيش، وجبروت، وظلم، وإساءة، وتجاوز للياقة والأخلاق. ولا حالة الرضا، وانشراح الصدر، والارتياح والانبساط، تخرجه إلى حالة السفه، والعبث، والدناءة، والتصرفات غير الموزونة، غير المضبوطة بضابط الأخلاق، وضابط القيم. ولذلك فالحلم- فعلاً – صفة مهمة جدًّا؛ لأنها تعني: أنَّ الإنسان لا يخضع في تصرفاته، وأعماله، ومواقفه، للحالة الغريزة لدى نفسه: حالة الغضب والانفعال، أو حالة الانبساط، والانشراح (انشراح الصدر)، والارتياح، والرضا؛ بل يحكم حالة الغضب، والانفعال، والاستفزاز؛ وحالة الرضا، والانبساط، والارتياح؛ يحكمها جميعاً بأخلاقه، بقيمه، بدينه، ويبقى فيها ملتزماً، ملتزماً بتعليمات الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، متحلياً بمكارم الأخلاق، لا يخرج عنها، ولا يتجاوزها. وهي من أهم المواصفات (صفة الحلم) التي وصف الله بها نبيه إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ'، { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ } ، { لَحَلِيمٌ } بالتأكيد، { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ } ، وصفه الله بها مع صيغة التأكيد، التي تؤكِّد اتِّصافه بهذه الصفة على أرقى مستوى، على مستوى راقٍ جدًّا ؛ لأن مختلف المواصفات بأنواعها يتفاضل الناس فيها، يتفاضلون في مستوى تحلِّيهم بها، والتزامهم بها، فنبي الله إبراهيم كان على درجة عالية جدًّا . نبي الله إسماعيل 'عَلَيْهِ السَّلَامُ' كذلك، وهو نبي من أنبياء الله إسماعيل 'عَلَيْهِ السَّلَامُ'، وسيأتي الحديث عن ذلك- إن شاء الله- في المحاضرات القادمة، والدروس القادمة. فالله بشَّره بغلامٍ حليم، يعني: مثل أبيه، يشابهه بهذه الصفة المميَّزة، مع بقية مواصفات مكارم الأخلاق، والمواصفات الكمالية المهمة. سيأتي الحديث عن قصة نبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ' في المحاضرات القادمة إن شاء الله. نبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ' هو نقل هذا الفرع من أسرته: إسماعيل، وكذلك معه أُمَّهُ هاجر، بأمرٍ من الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، ولهدفٍ عظيمٍ ومقدَّسٍ، إلى مكة، ومع أنَّ نبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ' هو ذهب إلى مكة لمرَّات متعدِّدة، بقي فيها أيضاً لفترات معيَّنة زمنية، إلَّا أنَّ مُسْتَقَرَّهُ كان في الشام، المستقر في أغلب وقته كان في الشام، كان يذهب إلى مكة: ذهب لأداء الحج. ذهب لتأسيس البيت قبل ذلك. ذهب ما قبل ذلك أيضاً بهذا الفرع من أسرته؛ ليستقر هناك…إلخ. وهي محطات – إن شاء الله- سنتحدث عنها أيضاً في المحاضرات القادمة إن شاء الله. نَسْألُ اللَّهَ 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرْضِيه عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصْرِه، إِنَّهُ سَمِيْعُ الدُّعَاء. وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛ الدرس الرابع من سلسلة دروس القصص القرآني، في شهر ذي الحجة المبارك للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي 06 ذو الحجة 1446هـ 02 يونيو 2025م — محمد علي الحوثي (@Moh_Alhouthi)


اليمن الآن
منذ 5 ساعات
- اليمن الآن
المرأة و التعليم بين فِكرِ الإسلامِ و التحريفِ المُجتمعي
كتاب الرأي في رُكنٍ ما من هذا العالم، لا تزالُ المرأةُ تُحرمُ من حُقوقِها كالتعليم، بسببِ بعضِ معلوماتِ كاذبةٍ نُسبة للدينِ الإسلامي؛ لتمنعَ المرأة من التعلم، بينما هذا الدينُ العظيم كرمَ المرأةَ و أعطاها حقوقاً كالرجل، بل وأعطاها مكانةً عظيمة، و نزلت آياتٌ قُرآنيةٌ و أحاديثُ نبوية تحثُ على الإهتمام بها و عدمِ ظلمها. لكن الآن باتَ الأبُ الذي هو السندُ الوحيدُ لإبنته؛ يحرمُها من حُلمهِا بالتعليم، بحُجةِ أن الدين أمر أن تبقى المرأةُ في المنزل، و لا تتعلم إلا ما يكفي لفهمِ القراءةِ و الكتابة. تقول مريم (اسم مُستعار) : "أخبرت أخي الأكبر أنني أريدُ أن أُصبح طبيبةً في المستقبل، فضحك بسخريةٍ ثم قال: أنتِ تمزحين بالتأكيد، نحنُ عائلةٌ مُتدينةٌ و لها سمعةٌ طيبة، ثم أكمل: أنتِ لا مكانَ لكِ سوى المنزل ثُمَ منزلُ زوجكِ المُستقبلي، أما غير ذلك فلا تحلمِ"، قالت تلكَ الكلماتِ بتصريحٍ مُهتزٍ و على وجهِها إبتسامةُ خُذلانٍ، تُحاولُ منعَ مشاعِرها من الإنتهيار في لحضةِ طلبِ الفتاةِ الموافقةِ من أهلها لتبدأ مسيرةَ التعلُمِ و تحقيقِ حُلُمِها؛ تُخبِرُها عائلتُها أنهم ملتزمونَ دينياً، و هذا خارجٌ عن الأخلاقِ الدينية، ما يسمونهُ بالخروجِ من المنزلِ للذهابِ للتعلم ما يجهلهُ البعضُ في هذا المُجتمعِ أن الدين حثَ على التعلم و العمل للرجالِ و النساءِ على حدٍ سواء، و في الحديثِ الشريف: "طلبُ العلمِ فريضةٌ علة كُلِ مُسلمٍ و مُسلمة" ، و بالتأكيد جميعُنا نعلم أن أُم المؤمنينَ عائشة رضي الله عنها كانت من أكثرِ رواةِ الأحاديثِ النبوية، حيثُ روت ما يُقارب ٢٢٠٠ حديثاً، و كانت مرجعاً علمياً في الفقه، التفسيرِ، الشعرِ، و الطب، و عَلَمت النساءَ و الرجالَ، و لُقبت ببحرِ العِلم و بينما تنتشرُ المعلوماتُ المُضللةُ بين أوساطِ المُجتمع، يجهلُ الكثيرُ حقائقَ دورِ المرأةِ المُسلمةِ سابقاً في التعلم، فأولُ جامعةٍ في العالم أُنشأة عام 859 ميلادي و التي أسستها إمرأةُ مُسلمة تُدعى فاطمة الفهرية المُلقبة بـ " أُم البنين "، وهي جامعة القرويين في" فاس " المغربية. فالحقيقة أن الدين لم يأمر بظُلمِ المرأة بل إنصافها و إكرامِها في كُلِ شي، فاللهُ سُبحانهُ وتعالى يقول في كِتابه "فَنَادَاهَا مِن تَحتِهَآ أَلَا تَحزَنيِ" و قال "وَ لَا تَخَافي وَ لَا تَحزَني إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيكِ" أي أنهُ سبحناه و تعالى أكد على الا تحزن المرأة و أن مشاعرها أهم، و قال نبيُنا عليه الصلاةُ و السلام: "استوصوا بالنساءِ خيراً" و قالَ عنهم " المؤنساتُ الغاليات " لكن هُناك فئاتٌ تنشرُ معلوماتٍ كاذبةٍ عن الدينِ لتمنعَ المرأة من التعلم أو من حُقوقِها الأُخرى؛ مما أدى لجعلها تعيشُ حياةً بلا رأي و بلا مجالٍ للحُلمِ، لترى نفسها كطبيبةٍ أو مُعملة، بل كربةِ منزلٍ و أُمٍ مُرغمةٍ على العملِ بصمت. يعتقد البعض أن الدين الإسلامي خلق المرأة لتكون خادمةً في المنزلِ فحسب، لتتزوج دونَ طلبِ رأيها، و تعمل حتى يتوفاها القدر، لكِنَ الدين لم يذكر أياً من ذلك سواءً في القُرآنِ أم الأحاديثِ النبوية، فيستشهِد البعضُ بالآيةِ الكريمة" الرجالُ قوامونَ على النساء " لكنهم لا يفهمونَ تفسيرها مُطلقاً و يضعونها كبطاقةٍ رابحةٍ لهم، بينما تعني الآيةُ أنه يجب على الرجالِ أن يقوموا عليهنَّ في كل شيءِ كصرفِ المالِ لهُن، حمايتُهُنَّ و الوقوفِ معهنّ. تُنشرُ أللفاظٌ في المُجتمعِ مثل " أنتِ إمرأة و مكانُكِ المطبخ " و " مكانُكِ البيت ثمُ بيتُ زوجك ثُم قبرُك "، هذا الأمر لم يكن ليقولهُ نبيُنا الكريم، و ما تظنُ أنهُ ليسَ لائقاً بالنبي كيف تظنُ أن الله قد يأمرُ به! هذا الأمرُ كانَ سائِداً عِندَ الفراعنةِ فحسب، فكان فرعون يقول أن النساء يخدمنَّ فحسب، و أنهُ لا رأيَّ لهُنّ، و الان في هذا المُجتمعِ تُنشرُ هذهِ القوانينُ الفرعونيةُ على أنها قوانينٌ في الدينِ الإسلامي هذهِ القوانينُ المُلفقةُ أدت لُظلمِ المرأةِ، و جعلِها تعيشُ حياةً مُقيدة، في حيّنِ أن الكثيرَ من الفتياتِ يدرسنّ في المدارسِ و يحصلنَّ على إمتيازاتٍ و مراكزٍ عالية، إلا أن الكثيرَ منهنَّ غادرنَ المادرسَ بقلوبٍ مُحطمةٍ لا زالَ خيطٌ منها عالقٌ في زيّ طبيبةٍ، أو مُحامية، هذا الأمرُ ترك أثراً عميقاً للفتاةِ، من حرمانها من فُرصِ العمل، و عزلِها عن النقاشاتِ المُجتمعية، بل و ترسيخِ النظرةِ الدنيويةِ عنها كمجردِ أداةٍ منزلية، ترك هذا لها تساؤلاتٍ كلماذا لا تتساوى مع الرجُل و رُبما تمنياتٍ بأن لم تُخلق كإمرأة! كل تلك القوانين المزيفةَ التي نُسبت إلى الدينِ الإسلامي لم تؤثر على الفتاةِ المُسلمةِ فحسب؛ بل أعطت صورةً سيئةً عن الدينِ الإسلامي، و هذا ما جعلَ الكثيرَ من الغربِ يظنونَ أن ديننا يظلمُ المرأة و يسلبُها حُقوقها، هذا أيضاً جعل الكثير يتراجع عن الدخول للدين الإسلامي، و التحدث بسوءٍ عنه كأنهُ دينٌ يمنعُ النساءَ من التعلُمِ و العمل، وجعلِها كخادمةٍ للعملِ فحسب .


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 6 ساعات
- وكالة الأنباء اليمنية
اختتام أنشطة الدورات الصيفية للقرآن الكريم بمدينة البيضاء
البيضاء -سبأ: اختتمت بمدينة البيضاء اليوم أنشطة الدورات الصيفية للقرآن الكريم وعلومه للعام، 1446هـ، التي نظمها دار رباط الهدار للعلوم الشرعية بمشاركة ثلاثة ألاف طالب وطالبة. وفي الختام أشار مفتى محافظة البيضاء الشيخ حسين الهدار، إلى أثر الأنشطة والبرامج الصيفية في تنمية وعي الطلاب وتحفيزهم على التعلم واكتساب المهارات المختلفة في مجالات الفقه والتفسير والحديث والمنطق وغيرها .. منوهاً بالنجاح الذي حققته الدورات الصيفية لهذا العام بتضافر الجهود الرسمية والمجتمعية. وأكد أن مخرجات البرامج الصيفية تعد ركيزة أساسية في بناء وعي النشء وتحصنهم بهدى القرآن الكريم.. داعياً الطلاب للحفاظ على ما اكتسبوه من معارف خلال الدورات الصيفية وتنوير المجتمع بالعلوم الدينية النافعة. تخلل الاختتام الذي حضره مدير مكتب محافظ البيضاء فيصل حسان ومسؤول القطاع التربوي بمدينة البيضاء محمد الحارثي وقيادات تنفيذية وعلماء وشخصيات اجتماعية وتربوية، وأولياء أمور الطلبة، فقرات عكست قدرات الطلاب في حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتقديم النصح والإرشاد.