logo
السماري: إجابة «ضيف فهد» متعجّلة وغير موضوعية

السماري: إجابة «ضيف فهد» متعجّلة وغير موضوعية

عكاظ٠٨-٠٥-٢٠٢٥

تابعوا عكاظ على
كتب الروائي أحمد السماري تعقيباً على ما ورد في حوار «عكاظ» مع القاص ضيف فهد، وعدّ السماري إجابة ضيف فهد عن سؤال: إجادة مجايليه لكتابة القصة القصيرة جدّاً، المتضمنة عبارة «كتّاب القصة القصيرة جدّاً السعوديين لم ينجح أحد منهم»، رؤيةً -مع كامل التقدير لقائلها- متعجّلة وغير دقيقة، وربما جانبت واقع الحركة الأدبية الحديثة في المملكة، خصوصاً خلال العقد الأخير، إذ يشهد الأدب السعودي حراكاً متجدداً، ويضم أسماء لامعة ومخضرمة وأخرى شابة، أبدعت في كتابة القصة القصيرة جدّاً، واستطاعت أن تحجز لها مكاناً معتبراً في المكتبة العربية.
وأورد السماري بعض النماذج الفاعلة والحديثة التي برزت في مجال القصة القصيرة جدّاً تحديداً:
• محمد المزيني من خلال مجموعته القصصية شهوات.
• الدكتور حسن النعمي عبر مجموعته ما وراء الباب.
• فاطمة الدوسري من خلال مجموعتها فقاعات ملونة.
• عبدالله النصر عبر مجموعته تسونامي كالغيمة أو أخف عبوراً.
• الكاتب الواعد نايف مهدي من خلال مجموعته بصمات مرتجفة، التي ضمّت نحو 191 قصة قصيرة جدّاً؛ إذ استطاع أن يمزج بين العوالم الغرائبية والسرد المكثف بلغة قصصية آسرة، وقد حظيت مجموعته باهتمام نقدي عربي لافت.
• والقاص حسن البطران، والدكتورة شيمة الشمري، وغيرهما من المبدعين والمبدعات السعوديين.
ولا يمكن الحديث عن المشهد القصصي القصير جداً في السعودية دون الإشارة إلى جهود بعض الرواد الذين مهدوا الطريق وأثروا الساحة بإبداعاتهم، أمثال:
محمد علي علوان (رحمه الله)، علي الدميني (رحمه الله)، جارالله الحميد (رحمه الله)، جبير المليحان، محمد المنصور الشقحاء، أحمد الدويحي، خالد اليوسف، ليلى الجهني، رجاء عالم، عبدالكريم النملة، وغيرهم كثير ممن أغنوا التجربة القصصية بتنوعها وابتكارها، سواء في القصة التقليدية أو القصيرة جدّاً.
وستبقى هذه البلاد، بحمد الله، دائماً ولّادة للمبدعين في جنس القصة القصيرة والقصيرة جدّاً.
ختاماً، كما تفضل الأستاذ ضيف بقوله: «لا وصاية على القصة»، فإننا نؤكد بدورنا أن الحكم على نجاح أو فشل تجربة أدبية وطنية شاملة يتطلب الاطلاع الواسع والمسح المتجدد، بعيداً عن التعميمات المطلقة التي كثيراً ما تقود إلى أحكام مجحفة، فالمشهد القصصي السعودي -خصوصاً في فن القصة القصيرة جدّاً- زاخر وواعد بإبداعات تستحق القراءة والاحتفاء.
راجين منكم نشر هذا الرد من باب الإنصاف وتوضيح وجهات النظر الأخرى التي تخالف ما طُرح في ملحقكم الأدبي والثقافي، الذي نعدّه إحدى مناراتنا الإعلامية والثقافية المشعة بالصدق والمهنية والوعي، حيث تجمعون بين مصداقية الخبر ورصانة التحليل، وتمنحون مساحة للرأي والرأي الآخر، وتظلون نموذجاً للصحافة الجادة ومرآةً تعكس نبض الثقافة والإبداع بصدق واحترافية.
أخبار ذات صلة
أحمد السماري

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الإعلامي.. بين معايير سابقة وحالية
الإعلامي.. بين معايير سابقة وحالية

عكاظ

timeمنذ 4 ساعات

  • عكاظ

الإعلامي.. بين معايير سابقة وحالية

من الأمور اللافتة حالياً على منصات التواصل الاجتماعي في ظل هيمنة «السوشيال ميديا»؛ أن كل من هبّ ودبّ أصبح ينتحل صفة «الإعلامي» ففقد هذا المسمى هيبته، في وقت كان للإعلامي سابقاً معاييره الخاصة وثقله ووزنه، إذ كان المجتمع يتابع ويترقب الجديد الذي سوف يقدمه يومياً، خصوصاً في الصحافة الورقية. أما اليوم ومع ظهور شرائح من البشر لا علاقة لها بالإعلام وعالمه؛ أصبح المحتوى هشاً لا يرتقي بصاحبه إلى مصاف مسمى «إعلامي»، وكل ذلك سببه تعدد وانتشار المنصات؛ التي فتحت لهؤلاء الباب على مصراعيه لبث محتوى ركيك لا علاقة له بالصحافة والإعلام، ولا تتوفر في صاحبها شروط حمل مسمى «إعلامي». إذا نظرنا إلى الجيل الإعلامي السابق؛ نجد أن ما قدموه طوال سنوات عملهم وخبرتهم لم يكن سهلاً أو مفروشاً بالورود، إذ واجهوا الكثير من التحديات والصعوبات مع قلة الإمكانات ومحدودية الأدوات المهنية، ورغم ذلك استطاعوا تحقيق النجاح، ووضعوا بصمتهم فكتبت مسيرتهم الإعلامية الحافلة. لكوني أحد الإعلاميين ومن مدرسة «عكاظ» الرائدة والعريقة التي أمضيت فيها أكثر من خمسة وثلاثين عاماً؛ أتذكر كيف كان كل منا يسعى إلى صناعة الخبر وتوثيقه بكل الأدوات المتاحة والمنافسة الشريفة التي كانت تجمع الزملاء كلاً في تخصصه، وهذا ما جعل «عكاظ» منذ ذلك الوقت وإلى يومنا الحاضر تنفرد بالريادة والمصداقية وقوة الانتشار. أخيراً.. أتمنى من الإعلاميين المنتحلين للقب احترام المهنة، تجنب تضليل الآخرين، فالإعلام ليس مجرد كتابة «شخابيط» تحت لائحة «إعلامي»، إنما رسالة يؤديها الإعلامي بكل المعايير المهنية المحددة. أخبار ذات صلة

تفاصيل صغيرةعن الكتب الأكثر مبيعًا
تفاصيل صغيرةعن الكتب الأكثر مبيعًا

الرياض

timeمنذ 4 ساعات

  • الرياض

تفاصيل صغيرةعن الكتب الأكثر مبيعًا

في الأمسية التي شاركت فيها مؤخرا كان هناك حوار بيني وبين روائية شابة كانت تطرح مسألة أن الكتابة للأطفال والمراهقين لا يلزم أن تكون عميقة أو تطرح أفكارا مهمة، لأن مهمتها هي تشجيع هذه الفئة العمرية على القراءة وانخراطهم فيها وهم فيما بعد سيقومون باختيار الأفضل والانجراف إلى القراءة المهمة أو التي تضيف إلى إنسانية الإنسان. سكت ولم أرد وإن كنت شعرت بعدم الاقتناع. لكن السؤال ظل يدور في بالي، هل حقا أن الطفل الذي ينشأ على قراءة أشياء تافهة، سيتحول في المستقبل لقراءة أشياء جميلة وذات معنى مهم. لا توجد دراسات، لكن، لو كنت أعمل في مركز دراسات كنت سأقترح المواضيع الآتية، كم عدد الذين يقرؤون من الكبار، نوعية الكتب التي يقرؤونها، نوعية الكتب التي كانوا يقرؤونها وهم صغار. هذه المقارنة ربما ساعدتنا في معرفة إن كانت قراءة الكتب الرائجة الخالية من الأسلوب الجيد والمضمون الجيد والتي لا يعرف أحد سبب رواجها، تجعل من قرائها فيما بعد قراء للأدب الكلاسيكي والخالد، أو على الأقل الأدب الذي لا يحصل على نفس الرواج لكنه أدب قيم ومهم. يجب أن أوضح نقطة مهمة تختلط دائما في أذهان الناس، حين نتحدث عن الكتب الرائجة أو الأكثر مبيعا، فهذا لا يعني أننا ضد هذا التصنيف، أو أن هذا التصنيف يعني أن الكتابة سيئة أو أن كلمة شعبية تعني أننا مع النخبوية في الكتابة أو ندعو لها، حين أذكر الكتب الأكثر مبيعا، إذا كانت في سياق سلبي فأنا أعني ابتداء الكتب التي لا تحمل محتوى جيد، لا أسلوبا ولا معنى. لأن هناك وهو مما لا يحدث دائما ويمكن اعتباره من النوادر كتبا جيدة ولاقت استحسان الناس وأصبحت رائجة ومن الأكثر مبيعا. حين ضربت مثلا للروائية الشابة بكتاب الأمير الصغير، الفانتازي والذي اعتبر كتابا للأطفال مع اعتقادي الراسخ أنه كتاب يهم الكبار أكثر، والعمق الذي كتب به، كنت أقصد ذلك تماما، أقصد أن الأسلوب بسيط وجميل وممتع، لكن الأفكار مهمة وعالية، هذا هو نوع الكتب الذي أتصور أن الطفل الذي يقرأه ويستمتع به، ستزرع فيه بذرة القراءة، لأنه بالإضافة إلى الأسلوب الجميل أنت تخلق لديه حالة من التفاعل النفسي التي ستجعله يبحث عن كتب من هذا النوع، ترضي عقله وعاطفته معا، لكن الكتب التي تعتمد على الفانتازيا التي تثير فيك الرعب أو الغموض أو التفاعلات النفسية البسيطة، فهي كمشاهدة فيلم رعب، تثيرك، لكنها لا تضيف شيئا، يمكن أن تصبح أسير هذا النوع من الكتب، لكن، على المستوى الإنساني، على مستوى الرقي الإنساني الذي تخلقه فينا الروايات العظيمة، ما هي النتيجة؟

فضاء معرفيذاتية الكاتب.. والتأثير النفسي
فضاء معرفيذاتية الكاتب.. والتأثير النفسي

الرياض

timeمنذ 4 ساعات

  • الرياض

فضاء معرفيذاتية الكاتب.. والتأثير النفسي

موضوع العلاقة بين علم النفس والكتابة، من الموضوعات الشيقة التي تشدني كثيراً، فهذه النوعية من الدراسات جذبت اهتمامي أثناء دراستي في الدراسات العليا، فإن العلاقة وثيقة، بحكم أن الكاتب في الدرجة الأولى يعبر عن ذاته، حيث لا يمكن الانفكاك عن الذات مهما حاول أي كاتب أن يكون حيادياً في تصويره أو رسمه لشخصيات الرواية على سبيل المثال، لكن النص الإبداعي حتى وإن لم يكن - سيرة ذاتية - أو سيرة غيرية حتى، لابد أن يختلط بالتعبير الذاتي، بوضع بصمة شخصية الكاتب في ذات النص، أو داخل كينونته، لهذا قال الكاتب الكولمبي الشهير ماركيز: «إن جميعنا كبشر عصابيون - أي لا نخلو من الأمراض النفسية العصابية - لكننا - ويقصد هنا الكتاب - نعالج أنفسنا بالكتابة» وهو تأكيد على أن النصوص الإبداعية لا تخلو من جزء من الفضفضة أو التعبير عن ذواتنا ككتاب. مهما بدوت أو حاولت أن تكون حيادياً فإن النص سوف يكشفك، سوف يعري ذاتك، إذا وجد ناقداً محترفاً، قادراً على الولوج إلى أعماق النص الذي عبره سوف يلج إلى أعماق ذاتك. وهنا يسوقنا الحديث إلى أولى فروق الكتابة الروائية، والسيناريو الدرامي أو السينمائي الذي يعتبر فرقاً جوهرياً، في كون، السيناريو يختلف عن ذلك يحرص على دراسة الشخصيات من جميع أبعادها والعمل على تقديمها على الشاشة بحيادية كاملة - قدر الإمكان - ولكون نمط كتابة السيناريو الحديث والأشهر عالمياً - حالياً - السيناريو الأمريكي الذي يعتمد على ورش الكتابة والتي سوف تساهم بدورها في تفكيك تلك الذاتية التي يمكن أن يظل داخلها الكاتب الواحد، أو الأوحد، عندما يشترك آخرون معه - من الكتابة - فيما يسمى بتطوير النص، الذي يحدث عند تدوير ذلك النص بين الكتابة، ولعلي في مقالات مقبلة أقوم بالحديث عن أبرز الفروق الجوهرية بين الكتابة الروائية وبين كتابة السيناريو.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store