أزمة "هوس" كتابة المقالات الصحفية .. ضجيج بلا صدى
في دهاليز الحبر وفضاءات المنصات، تتنامى ظاهرة قد لا تبدو سلبية في ظاهرها، لكنها تثير التساؤل عند التأمل العميق: هوس الكتابة الصحفية، ذلك الإصرار المبالغ فيه من بعض الاشخاص على التواجد المستمر، وربما المُفرط، على أعمدة الرأي وصفحات الصحف والمواقع والمنصات الاجتماعية، وكأن الكتابة صارت ملاذًا وجوديًا، أو صكَّ إثبات لا بد منه للذات والآخرين.
ليس الحديث هنا عن الزملاء الكُتاب الصحفيين المحترفين ممن جعلوا من الصحافة رسالة وفنًا وموقفًا، وصاروا مع مرور الوقت بوصلة للرأي العام، ورافعة للوعي الجمعي، بل عن فئة تكتب بدافع الظهور لا التأثير، وبهمّ الإلحاح لا الوعي، حيث يتحول المقال إلى استعراض ذاتي، أو وسيلة لحجز مكان في الفضاء العام، بصرف النظر عن عمق الفكرة أو جودة المضمون. بكل تأكيد ثمة نماذج من الخبراء وأصحاب التجربة الثرية من غير الصحفيين ممن اثروا الأفكار وعمقوا وعي الناس حينما عبروا بتجرد كبير وبصدق الخبرة والاحساس وخاطبوا الناس بحروف الوعي وبنوا رصيدا معقولا من "الثقة" لدى العامة.
لكن ما نشهده اليوم من سيل جارف من المقالات اليومية، وتزاحم الأسماء على أعمدة الرأي، وتكاثر مدّعي الفكر والحقيقة، يعيد الذاكرة إلى ما قبل أكثر من خمسة عشر عامًا، حين قال لي رئيس تحرير صحيفة يومية بارزة آنذاك – وهو اليوم أحد المسؤولين في قطاع الإعلام – قولًا لا يُنسى " عندي قائمة كتاب مقالات تكفي لأربع دول".
هذا الهوس له دوافع متعدّدة، قد تتداخل فيها النفسية بالشخصية، والاجتماعي بالمهني. فمنهم من يكتب بدافع الاعتراف، كأن الكتابة وسيلته الوحيدة للصراخ في مجتمع لا يسمعه، ومنهم من يتوسل المقال ليُقيم لنفسه مجدًا ما، أو ليبقى في ذاكرة النخبة ولو من باب التذكير. وثمة من يرى في الكتابة الصحفية بابًا للسلطة الناعمة، يوازي في مفعوله الكرسي أو المنصب.
في كثير من الحالات، لا يكون الدافع مضمونًا ولا الرسالة متقنة. فالكتابة إن لم تُبْنَ على معرفة، ولم تُصغَ بمسؤولية، تتحوّل إلى ضجيج لا صدى له. وقد ينقلب الكاتب، دون أن يشعر، إلى صانع محتوى مكرر، أو خطيب في ساحة بلا جمهور. والأخطر، حين يتحوّل إلى ناطق غير رسمي باسم الجميع، وهو بالكاد يتقن مخاطبة ذاته.
اللافت أن هذا السيل الجارف من المقالات كما ذكرت لم يعد حكرًا على الكُتاب الصحفيين أو المتخصصين، بل بات كثير منها يحمل توقيعات لمسؤولين سابقين من وزراء وأعيان ونواب وغيرهم، ممن وجدوا في الكتابة الصحفية وسيلة لإعادة التموقع في المشهد العام، أو للبقاء في دائرة الضوء، حتى وإن تطلّب الأمر الاعتماد بصورة مبالغة كما يفعل البعض في كثير من مقالاتهم بالاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي مثل 'ChatGPt' لإنتاج نصوص ومقالات بمظهر جذاب، لكنها تفتقر في اغلب الأحيان لروح الكاتب والتجربة الإنسانية المباشرة.
وهنا تبرز الحاجة لإعادة الاعتبار للكتابة الجادة، وللكلمة التي تُكتب بإحساس عميق، لا مجرد رغبة في الحضور الرقمي. فالكُتاب الحقيقيون لا يتسابقون إلى النشر، بل يتأنّون في الكتابة، ويختبرون صدق جُملهم كما يُختبر الذهب على النار. والكاتب الحقيقي هو من يكتب عندما يكون لديه ما يُقال، لا حين "يظن" أن عليه أن يقول شيئًا كل يوم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

السوسنة
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- السوسنة
طلبت الطلاق بعدما أخبرها تشات جي بي تي ان زوجها يخونها
السوسنة في حادثة غريبة من نوعها، تقدمت امرأة يونانية بطلب الطلاق بعدما طلبت من "تشات جي بي تي" (CHATGPT) قراءة فنجان القهوة اليونانية الخاص بزوجها، وتلقت إجابة أخذتها على محمل الجد.وفي التفاصيل، لجأت المرأة، المتزوجة منذ 12 عاما وهي أم لطفلين، إلى روبوت الدردشة المطوّر من شركة "OpenAI" (شركة تكنولوجية تختص بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي) وطلبت منه تفسير شكل بقايا القهوة في صورة لفنجان زوجها، وهو تحديث عصري لفن عتيق يُعرف بـ"قراءة الفنجان".والنتيجة؟ أخبرها "تشات جي بي تي"، وفق ما يُزعم، أن زوجها على علاقة بامرأة أصغر سنا تسعى لتدمير أسرتهما، وبناء على هذه "القراءة الغيبية" التي صدقتها تماما، بادرت على الفور إلى إجراءات الطلاق.وظهر الزوج المصدوم في البرنامج الصباحي اليوناني "To Proino" ليروي الحادثة قائلا: "هي غالبا ما تنجذب إلى الأمور الرائجة"، مضيفا: "في أحد الأيام، أعدّت لنا قهوة يونانية، واعتقدَت أن من الممتع التقاط صور للفناجين وطلب قراءة من تشات جي بي تي".وبحسب ما زُعم، كشف الفنجان عن امرأة غامضة يبدأ اسمها بحرف "E"، كان الزوج "يحلم بها"، وكان من "المكتوب" أن يبدأ علاقة معها. أما فنجان الزوجة، فرسم صورة أكثر سوداوية: الزوج يخونها بالفعل، و"المرأة الأخرى" تسعى لتدمير بيتهما.وأوضح الزوج قائلا: "ضحكتُ على الأمر واعتبرته هراء، لكنها هي أخذته بجدية. طلبت مني أن أغادر المنزل، وأخبرت أطفالنا أننا سنتطلق، ثم تلقيت اتصالا من محام. عندها فقط أدركت أن الأمر ليس مجرد نزوة عابرة".وحين رفض الزوج الموافقة على الطلاق بالتراضي، تلقى أوراق الطلاق رسميا بعد ثلاثة أيام فقط.وأشار الزوج إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تقع فيها زوجته تحت تأثير التفسيرات الغيبية. وتابع: "قبل سنوات، زارت منجمة، واستغرق الأمر عاما كاملا لتقتنع بأن ما سمعته لم يكن حقيقيا".من جانبه، شدد محامي الزوج على أن ما يُقال عبر روبوتات الذكاء الاصطناعي لا يحمل أي قيمة قانونية، مؤكدا أن موكله "بريء حتى تثبت إدانته".في المقابل، أشار عدد من ممارسي فن "قراءة الفنجان" إلى أن التفسير الحقيقي لا يقتصر على بقايا القهوة فقط، بل يشمل أيضا تحليل الرغوة والصحن.


خبرني
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- خبرني
زوجة تطلب الطلاق بسبب (تشات جي بي تي)
ofvkd - في حادثة غريبة من نوعها، تقدمت امرأة يونانية بطلب الطلاق بعدما طلبت من "تشات جي بي تي" (CHATGPT) قراءة فنجان القهوة اليونانية الخاص بزوجها، وتلقت إجابة أخذتها على محمل الجد. وفي التفاصيل، لجأت المرأة، المتزوجة منذ 12 عاما وهي أم لطفلين، إلى روبوت الدردشة المطوّر من شركة "OpenAI" (شركة تكنولوجية تختص بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي) وطلبت منه تفسير شكل بقايا القهوة في صورة لفنجان زوجها، وهو تحديث عصري لفن عتيق يُعرف بـ"قراءة الفنجان". والنتيجة؟ أخبرها "تشات جي بي تي"، وفق ما يُزعم، أن زوجها على علاقة بامرأة أصغر سنا تسعى لتدمير أسرتهما، وبناء على هذه "القراءة الغيبية" التي صدقتها تماما، بادرت على الفور إلى إجراءات الطلاق. وظهر الزوج المصدوم في البرنامج الصباحي اليوناني "To Proino" ليروي الحادثة قائلا: "هي غالبا ما تنجذب إلى الأمور الرائجة"، مضيفا: "في أحد الأيام، أعدّت لنا قهوة يونانية، واعتقدَت أن من الممتع التقاط صور للفناجين وطلب قراءة من تشات جي بي تي". وبحسب ما زُعم، كشف الفنجان عن امرأة غامضة يبدأ اسمها بحرف "E"، كان الزوج "يحلم بها"، وكان من "المكتوب" أن يبدأ علاقة معها. أما فنجان الزوجة، فرسم صورة أكثر سوداوية: الزوج يخونها بالفعل، و"المرأة الأخرى" تسعى لتدمير بيتهما. وأوضح الزوج قائلا: "ضحكتُ على الأمر واعتبرته هراء، لكنها هي أخذته بجدية. طلبت مني أن أغادر المنزل، وأخبرت أطفالنا أننا سنتطلق، ثم تلقيت اتصالا من محام. عندها فقط أدركت أن الأمر ليس مجرد نزوة عابرة". وحين رفض الزوج الموافقة على الطلاق بالتراضي، تلقى أوراق الطلاق رسميا بعد ثلاثة أيام فقط. وأشار الزوج إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تقع فيها زوجته تحت تأثير التفسيرات الغيبية. وتابع: "قبل سنوات، زارت منجمة، واستغرق الأمر عاما كاملا لتقتنع بأن ما سمعته لم يكن حقيقيا". من جانبه، شدد محامي الزوج على أن ما يُقال عبر روبوتات الذكاء الاصطناعي لا يحمل أي قيمة قانونية، مؤكدا أن موكله "بريء حتى تثبت إدانته". في المقابل، أشار عدد من ممارسي فن "قراءة الفنجان" إلى أن التفسير الحقيقي لا يقتصر على بقايا القهوة فقط، بل يشمل أيضا تحليل الرغوة والصحن.


الانباط اليومية
١١-٠٥-٢٠٢٥
- الانباط اليومية
زوجة تطلب الطلاق من زوجها بسبب "تشات جي بي تي"
الأنباط - في حادثة غريبة من نوعها، تقدمت امرأة يونانية بطلب الطلاق بعدما طلبت من "تشات جي بي تي" (CHATGPT) قراءة فنجان القهوة اليونانية الخاص بزوجها، وتلقت إجابة أخذتها على محمل الجد. والنتيجة؟ أخبرها "تشات جي بي تي"، وفق ما يُزعم، أن زوجها على علاقة بامرأة أصغر سنا تسعى لتدمير أسرتهما، وبناء على هذه "القراءة الغيبية" التي صدقتها تماما، بادرت على الفور إلى إجراءات الطلاق. وظهر الزوج المصدوم في البرنامج الصباحي اليوناني "To Proino" ليروي الحادثة قائلا: "هي غالبا ما تنجذب إلى الأمور الرائجة"، مضيفا: "في أحد الأيام، أعدّت لنا قهوة يونانية، واعتقدَت أن من الممتع التقاط صور للفناجين وطلب قراءة من تشات جي بي تي". وبحسب ما زُعم، كشف الفنجان عن امرأة غامضة يبدأ اسمها بحرف "E"، كان الزوج "يحلم بها"، وكان من "المكتوب" أن يبدأ علاقة معها. أما فنجان الزوجة، فرسم صورة أكثر سوداوية: الزوج يخونها بالفعل، و"المرأة الأخرى" تسعى لتدمير بيتهما. وأوضح الزوج قائلا: "ضحكتُ على الأمر واعتبرته هراء، لكنها هي أخذته بجدية. طلبت مني أن أغادر المنزل، وأخبرت أطفالنا أننا سنتطلق، ثم تلقيت اتصالا من محام. عندها فقط أدركت أن الأمر ليس مجرد نزوة عابرة". وحين رفض الزوج الموافقة على الطلاق بالتراضي، تلقى أوراق الطلاق رسميا بعد ثلاثة أيام فقط. وأشار الزوج إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تقع فيها زوجته تحت تأثير التفسيرات الغيبية. وتابع: "قبل سنوات، زارت منجمة، واستغرق الأمر عاما كاملا لتقتنع بأن ما سمعته لم يكن حقيقيا". من جانبه، شدد محامي الزوج على أن ما يُقال عبر روبوتات الذكاء الاصطناعي لا يحمل أي قيمة قانونية، مؤكدا أن موكله "بريء حتى تثبت إدانته".