logo
نضال أنور المجالي يكتب: هل هو وعي أم جهل؟ عندما يتحول الخطر إلى "محتوى "

نضال أنور المجالي يكتب: هل هو وعي أم جهل؟ عندما يتحول الخطر إلى "محتوى "

بقلم : نضال أنور المجالي
تظهر الصورة المتداولة مؤخراً مشهداً يثير الكثير من التساؤلات والقلق: شاب يقف أو يركض بالقرب من ما يبدو أنه حطام صاروخ أو طائرة مسيرة، في منطقة وعرة ونائية. هذا المشهد، الذي قد يراه البعض مادة للضحك أو الإعجاب على منصات التواصل الاجتماعي، يطرح سؤالاً جوهرياً حول الوعي الفردي والمجتمعي تجاه المخاطر المحدقة.
هل ما يقوم به هذا الشاب هو مظهر من مظاهر الجهل بعواقب أفعاله، أم أنه سعي متهور ومحفوف بالمخاطر للحصول على "المشاهدات" و"الإعجابات" على حساب سلامته الشخصية؟ إن الاستخفاف بالحياة من أجل إضحاك الآخرين أو جمع التفاعلات الرقمية هو ظاهرة مقلقة تستدعي وقفة.
إن الاقتراب من مخلفات الحروب، سواء كانت صواريخ، قذائف، أو حتى طائرات مسيرة محطمة، ينطوي على مخاطر جمة قد لا تكون مرئية للعين المجردة. هذه المخلفات قد تحتوي على مواد متفجرة لم تنفجر بعد، أو مواد كيميائية سامة، أو حتى قد تكون غير مستقرة وقابلة للانفجار بأقل حركة. في الأردن، على سبيل المثال، وعلى الرغم من الأمن والاستقرار، إلا أن الحذر والوعي بمخاطر أي أجسام غريبة أو مشبوهة أمر بالغ الأهمية.
إن روح المغامرة أمر محمود، ولكن عندما تتحول المغامرة إلى تهور غير محسوب النتائج، فإنها تتحول إلى جهل محض. الواجب علينا، كأفراد ومجتمعات، هو تعزيز الوعي بالمخاطر المحتملة، ونشر ثقافة السلامة والحذر، خاصة في عصر أصبح فيه البحث عن الشهرة الرقمية يدفع البعض إلى تجاوز كل الخطوط الحمراء.
علينا أن نتذكر دائماً أن الحياة لا تقدر بثمن، وأن لحظة تهور واحدة قد تكلف الإنسان حياته أو صحته، وتجلب الأسى لعائلته وأحبائه. لذا، فالسؤال يبقى قائماً: هل ما نراه هو وعي بحجم الخطر، أم أنه جهل مطبق بعواقب اللعب بالنار؟ الإجابة تكمن في قدرتنا على التمييز بين المغامرة المحسوبة والتهور الأعمى، وترسيخ قيمة الحياة قبل أي اعتبارات أخرى.
المتقاعد العسكري نضال أنور المجالي.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اشتباك غير مقصود… (قصة قصيرة)
اشتباك غير مقصود… (قصة قصيرة)

وطنا نيوز

timeمنذ 13 دقائق

  • وطنا نيوز

اشتباك غير مقصود… (قصة قصيرة)

د. محمد عبد الله القواسمة مر ببيت صديقه عبد الجواد، وجده يتهيأ للخروج. أسف لأنه جاء في وقت غير مناسب. أجابه، وهو يبتسم بأنه دعي من سفارة عربية إلى حفلة استقبال في أحد الفنادق الفخمة، والمناسبة عيد الاستقلال. لم يحضر مثل هذه الاحتفالات، ولم يدعه أحد إلى الاحتفال بمناسبة وطنية أو سياسية؛ فلا يدعى إلا إلى حفلات زواج، وأعياد ميلاد، وتخرج من روضة، أو مدرسة، أو جامعة، لا يتناول فيها طعامًا أو شرابًا إلا في حالات نادرة، بل يدفع فيها من جيبه ما يسمى (النقوط). قال لصاحبه: – هنيئًا لك. – ما رأيك أن ترافقني؟ توجد معي بطاقة لشخص آخر. – لماذا لا أرافقك ما دام لديك بطاقة لي؟ لكني لا أملك بذلة تليق بالمناسبة. – بسيطة نذهب إلى بيتكم ونأتي بواحدة. – لا أملك بذلة. نظر إليه بتمعن: – بسيطة أيضًا. لدي جاكيت يليق بهذا البنطلون الذي ترتديه. سأحضره ونخرج. غاب قليلًا، وعاد بجاكيت قماشه ولونه من نوع قماش البنطلون ولونه لكن أزراره كبيرة. راح يرتديها وينظر في المرآة. قال عبد الجواد وهو يصفق بفرح: – لا يهم، فيها بعض الاتساع، لا أحد ينتبه إليه. في الطريق إلى الفندق سأل عبد الجواد عن البطاقتين، أعلمه بأنه حصل عليهما من طالب يعمل والده في السفارة، وأردف بأن ذلك من فوائد التدريس في مدرسة راقية. استقبلهما بباب الفندق موظفو الفندق، وسار بهما أحدهم إلى قاعة واسعة، فيها جماعات من الناس بملابس جميلة وأنيقة. صافحا السفير وأعضاء السفارة الذين اصطفوا على مدخل القاعة. تركه صديقه عبد الجواد يشاهد فيلمًا عن تاريخ الدولة التي تحتفل بعيد الاستقلال، وطفق يسيح في القاعة. تناول كأس عصير من على إحدى الصواني التي يطوف بها الندل. لم يستطع معرفة نوعه، وإن كان مذاقه عذبًا.. كان يراقب على الشاشة تقدم تلك الدولة في استخراج النفط وتصديره، واستقدام العمالة الأجنبية عندما انتبه إلى من يلامس كتفه، استدار، خاطبه رجل ياباني بالإنجليزية الضعيفة، فقد حسبه أحد أصدقائه. سأل في نفسه: هل يشبه الأجانب من الإنجليز أم من اليابانيين؟ تمنى أن يشبه اليابانيين. فما زالت فكرة الساموراي تداعب مخيلته. أنقذه مجيء صديقه عبد الجواد من الاسترسال في التمني، وسحبه من يده: – ستأكل رزًا لم تذق مثله في حياتك. – رز يا عبد الجواد! ألا تعلم بأن السكري يقترب مني لكثرة ما أكلت الرز؟ قادني إلى خاروف معلق فوق صينية واسعة تمتلئ بالرز. وقال: – لا تركز على اللحم بل على الرز. طلبت من العامل المسؤول عن هذا الجزء من الاحتفال أن يضع في الصحن، الذي تناولته قليلًا من الرز وكثيرًا من اللحم. في الحقيقة كان عبد الجواد على صواب؛ فطلبت الرز دون اللحم في المرة الأخرى. ثم سار بي عبد الجواد، الذي أعترف بخبرته في مثل هذا النوع من الاحتفالات إلى ركن آخر من الطعام. حيث صوان واسعة فيها نوع من الطعام بألوان الأسود والأحمر والرمادي والأصفر لم أر مثله من قبل. هجم صديقي بنهم: – تذوق كافيار قزوين. قرأت عن الكافيار بأنه بيض السمك، ورائحته مثل سمك السردين. تذوقته، لم يطب لي مثل الرز، لكني أكثرت منه؛ لأنه، كما همس في أذني صديقي، يباع بالغرام، ولا يأكله إلا علية القوم، ويقوي المناعة، ويقضي على كل ضعف. انتهت جولتنا. وصار بعض الحاضرين يغادرون القاعة. انتهينا إلى حيث السفير وأعضاء السفارة في وداع المهنئين وشكرهم. أوقفني السفير وراح يشكرني ويكلمني بلغة إنجليزية مهشمة، وأنا أهز رأسي كأني أحثه على إنهاء كلامه. ربما حسبني رجل أعمال مهمًا، ولم ينتبه إلى بذلتي المهجنة. أخيرًا أسرعت لألحق بصديقي. سمعت ضجة، لكني لم ألتفت ورائي. أوقفني موظف الفندق وهو يقول: – سعادة السفير يريدك. استدرت. كان خيطًا من خيوط عباءة السفير المقصبة شابكًا بزر جاكيتي، والسفير يسرع في هدوء كي يلحق بي. قطعت الخيط، واعتذرت له عن هذا الاشتباك غير المقصود. وخرجت. كان عبد الجواد ينتظرني وهو يضحك. – احمد الله أنه لم يتهمك بالإساءة إلى سعادته. – الحمد لله! لكن لن أعيد إليك هذا الجاكيت، سأحتفظ به لاستخدامه في أية احتفالات استقلالية قادمة.

الفنان نور الشريف .. درس في تربية الموهبة واحترام الذات
الفنان نور الشريف .. درس في تربية الموهبة واحترام الذات

جهينة نيوز

timeمنذ 14 دقائق

  • جهينة نيوز

الفنان نور الشريف .. درس في تربية الموهبة واحترام الذات

تاريخ النشر : 2025-06-22 - 11:35 am د / عمار حسن ذات ظهر يوم بعيد رأيت لأول مرة وجه نور الشريف، الذي لم أقابله قط. كان يطل عليَّ بوجه مشرق، وثغر باسم، وعينين يسكنها ألق وثقة من صورة مطبوعة على نوع من الحلوى، اعتدنا أن نشتريها صغاراً بقرش صاغ واحد. يومها لم تكن قريتنا البسيطة قد دخلها التلفزيون بعد، ولم أكن قد عرفت طريقي إلى السينما، فكانت أعمال صاحب الصورة مجهولة لي تماماً. لم تمض سوى سنتين حتى جاء التلفزيون إلى قريتنا، موصول ببطارية مثل الموجودة في محرك السيارة، إذ لم نكن قد عرفنا الكهرباء بعد. ومع مجيئه رأيت نور الشريف، لأول مرة، بطلًا لمسلسل "مارد الجبل"، يلعب دور شخص اسمه "أحمد بن شبيب"، فأحببت فيه هذا الشاب الثائر المتمرد على ظلم المماليك، الذي ينشد القصائد، ويهرب إلى الجبل ليكون بعيدًا عن قبضتهم، ثم يهاجم سراياتهم وقصورهم مع رجاله الأشداء. ولما كبرنا عرفنا الخيط الواصل بين شخصية "ابن شبيب" والشاعر "ابن عروس"، صاحب فن الواو، الذي تسكن قصائده، المفعمة بالمجازات غير المعلبة، حكمة سابغة، نابعة من تجربة رجل عرك الحياة جيدًا، ولم يكتف بقوة الإرادة ومضاء العزم وسيلة لمواجهة تصاريفها القاسية، بل أيضا نفسية الفنان وقريحته، وهو ما استطاع نور الشريف أن يجسده في هذا الدور، المحفور في ذاكرتي. وقال لنا الذين سبقونا إلى البندر، وعرفوا الشاشة الفضية الرحيبة الرهيبة إنه من حي "السيدة زينب" لكنه أصوله تعود إلى المنيا، فتعلقنا به أكثر، متحيزين لبلدنا ولاسم صاحبة المقام، التي يتكرر ذكرها على ألسنة أهل قريتي مرة باسمها، وأخرى بلقبيها الشائعين "أم العواجز" و"رئيسة الديوان. من سبقونا إلى "الأفلام" أفهمونا يومها أن الصورة الملتصقة بالحلوي هي لنجوم السينما، ولأنهم يعرفون أسماءهم، أفصحوا لنا عنها، لكن منذ متى كانت صورة واحدة بوسعها أن تحفر شيئاً ذا بال في الذاكرة، حتى لو مدت حبلاً من المودة مع صاحبها، صنعته طلعته وطلته البهيَّة؟ ربما ارتعش شيء داخلي في هذا اليوم، وأنبأني حدسي الغض، أن هذا الفنان الشاب وقتها ستكون لي معه متابعة دقيقة لأعماله الدرامية والسينمائية فيما بعد، وأنني سأُكبره كفنان يرعى موهبته وينميها طوال الوقت بالقراءة والتدريب، وسيحميها بمواقف يغمرها البذل والاحترام، سواء في الفن أو في الحياة الاجتماعية والسياسية. لم يكن نور هو بطل أول فيلم قد رأيته في التلفزيون الذي دخل قريتنا تجاوره هذه البطارية التي تمده بطاقة تمنحه القدرة على الإضاءة وعرض الصور والحركات، وإطلاق الكلمات والحوارات، إنما كان القدير محمود المليجي، وفيلم "رجل اسمه عباس"، الذي راحت الشاشة الصغيرة تُنقصه من أطرافه، وهي تصغر وتضيق مع اقتراب نفاد شحنة البطارية المسكينة، ثم أكلت الصورة والصوت فجأة حين عجزت عن العطاء، وقطعت مددها، فانصرفنا متحسرين إلى بيوتنا الخفيضة، وآوينا إلى مخادعنا الخشنة، قابضين على بعض الصور والكلمات والمعاني. لكن نور كان بطل أول فيلم سينمائي شاهدته في حياتي، بسينما "ميامي" في مدينة المنيا. كنت في الصف الثاني الإعدادي. ذهبت مع صديق إلى هذا العالم الساحر الجديد، مدفوعاً بالحكايات التي ملأ آذاننا بها من سبقونا إلى هذه الدنيا الغريبة. وقفت أمام الأفيش أتأمله في إمعان، تملأ صوره، وتقتحم حروفه عينيَّ، وتحركت شفتاي أقرأ الأسماء المطبوعة وسط لجة من الألوان الصاخبة، وهي للساحرة سعاد حسني، والفارع عزت العلايلي، والوديع عمر الحريري. ماتت المسافة بين الصورة التي لازمت حلوى، سرعان ما اختفت من السوق، وبين هذه التي يهديها إليَّ الأفيش الرحب، لكن سرعان ما أحياها اسم الفيلم الذي أثار في نفسي رغبة في معرفة ما يعنيه. كان "أهل القمة"، المأخوذ عن قصة نجيب محفوظ، وهو اسم كنت قد بدأت التعرف عليه في مكتبة المدرسة الإعدادية. لم أكن أدري وقتها أنني سأقرأ أعمال محفوظ جميعاً، روايات وقصص ومسرحياته الموزعة على بعض مجموعات القصصية، وكتب أربعة جمعت مقالاته القصيرة المركزة التي كان يكتبها في صحيفة "الأهرام" وكتاب حواري وسردي هو "أمام العرش". لم أكن أعرف في هذا اليوم أيضاً أن التلازم بين نور ومحفوظ سيستمر طويلاً، في السينما، ويهبنا أعمالاً لم يفتني منها شيء، خصوصا المأخوذة من "ملحمة الحرافيش" الخالدة، وقصص أخرى عن حياة فتوات القاهرة في زمنها الذي ولى. خطفي فيلم "أهل القمة"، فتعلقت بالسينما. لم يكن عقلي وقتها يستوعب المعنى العميق الذي قصده كاتب القصة، وترجمه السيناريست والمخرج في مشاهد وحوارات، والملحن في الموسيقى التصويرية، لكن المعنى كان ماثلاً أمامي، بل يجرفني وأهل قريتي، الذي يحفرون تحت جدار سميك ليظلوا على قي… تابعو جهينة نيوز على

أحمد حلمي يعلق بطريقته على تكريمه بالمغرب
أحمد حلمي يعلق بطريقته على تكريمه بالمغرب

جفرا نيوز

timeمنذ 43 دقائق

  • جفرا نيوز

أحمد حلمي يعلق بطريقته على تكريمه بالمغرب

جفرا نيوز - نشر الفنان أحمد حلمي على حسابه الخاص بـ"إنستغرام" مقطع فيديو من تكريمه بمهرجان "الدار البيضاء للفيلم العربي"، في دورته السادسة، التي اختتمت فعالياتها يوم الجمعة الماضي في المغرب. وأعرب حلمي عن سعادته بتكريمه الذي جاء تقديراً لمسيرته الفنية الحافلة، التي تميزت بتنوعها وعمقها، فقد برع في تقديم أعمال سينمائية وتلفزيونية ومسرحية تركت أثراً واضحاً لدى الجمهور العربي. وعلق حلمي على مقطع الفيديو قائلاً: "شكراً جزيلاً "مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي" على هذا التكريم وهذا الاستقبال الجميل الحافل.. بحبكم من كل قلبي، واستمتعت جداً بالماستر كلاس بحضوركم". وظهر حلمي في فيديو التكريم الذي تسلمه في المهرجان، وهو يتحدث عن مهنة التمثيل وما تحمله من مسؤوليات إنسانية وفنية، وقال: "أنا سعيد جداً بوجودي هنا، نعمل في مهنة جميلة جداً، كلها مشاعر، نرى من خلالها حياة الناس، ونغوص في الحكايات. هذه الشغلانة مهمة جداً، ليس فقط للممثلين، لكن للمؤلفين والمخرجين وكل صنّاع الفيلم، لأنهم يؤثرون في حياتنا".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store