
الطباعة ثلاثية الأبعاد في التصنيع.. الإمارات نموذج رائد يحتذى
تم تحديثه الثلاثاء 2025/4/29 12:03 ص بتوقيت أبوظبي
في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم في مجالات الابتكار والتكنولوجيا، تواصل دولة الإمارات وعلى رأسها مدينة دبي، ترسيخ مكانتها كنموذج عالمي يُحتذى به في تطوير واستخدام أحدث التقنيات في قطاع البناء.
من خلال مبادرات استراتيجية ورؤى طموحة، تضع الإمارات معايير جديدة تجمع بين الابتكار والاستدامة، مؤكدةً ريادتها الإقليمية والدولية في تبني حلول الطباعة ثلاثية الأبعاد وإعادة تشكيل مستقبل البناء الحديث.
استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد
في أبريل/نيسان 2016، أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد، وهي مبادرة تهدف إلى الاستفادة من هذه التكنولوجيا الواعدة لخدمة الإنسان، وتعزيز مكانة دولة الإمارات ودبي كمركزٍ رائدٍ على مستوى المنطقة والعالم في مجال الطباعة الثلاثية الأبعاد بحلول 2030.
وتركز الاستراتيجية على ثلاثة قطاعات رئيسية منها المنتجات الطبية، التي تشمل طباعة أطقم الأسنان، والعظام والأعضاء الاصطناعية، والنماذج الطبية والجراحية وأجهزة السمع، لتمكين الأطباء من طباعة نماذج بديلة لأعضاء بشرية مثل القلب، والكلية، والدماغ إلخ، ما ينعكس إيجاباً على المرضى من حيث انخفاض أوقات الانتظار، وتكاليف علاجية أقل.
التحالف الاستراتيجي للطباعة ثلاثية الأبعاد
أطلق الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، التحالف الاستراتيجي للطباعة ثلاثية الأبعاد، في خطوة هي الأولى من نوعها على مستوى المنطقة والعالم لإنشاء شبكة استراتيجية وشاملة تجمع الجهات الحكومية والمراكز البحثية والشركات المتخصصة في الطباعة ثلاثية الأبعاد في دولة الإمارات والعالم.
وفي إطار تعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للطباعة ثلاثية الأبعاد، يسعى التحالف الاستراتيجي لإنتاج مجموعة كبيرة من التجهيزات والمنتجات والخدمات في القطاعات الحيوية لتلبية احتياجات السوق وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
منطقة متخصصة لتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد
ووجه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم باستحداث وإنشاء منطقة متخصصة لتطوير واختبار وتوظيف تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، لتكون مقراً لمجموعة من المراكز البحثية والشركات العالمية والناشئة والمختبرات الهندسية التطبيقية وبرامج مسرعات الأعمال الخاصة بهذه التقنية وأكبر مستودع في المنطقة لتخزين وتوزيع مواد ومنتجات الطباعة ثلاثية الأبعاد.
ويضم التحالف الاستراتيجي للطباعة ثلاثية الأبعاد كلاً من: مؤسسة دبي للمستقبل، وهيئة الصحة بدبي، وبلدية دبي، وشرطة دبي، وهيئة كهرباء ومياه دبي، وهيئة الطرق والمواصلات بدبي، وجامعة خليفة، وكليات التقنية العليا، إضافة إلى 10 شركات عالمية ومحلية متخصصة في تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد.
وأصبحت دولة الإمارات الأولى إقليمياً وتتصدر خليجياً في تطبيق تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، ما يعكس تحولاً جذرياً في أساليب البناء التقليدية ويضع معايير عالمية جديدة لتحقيق الاستدامة والكفاءة في المشروعات العمرانية.
الابتكار العقاري في الإمارات
ويشهد سوق البناء في دول مجلس التعاون الخليجي نمواً متسارعاً من حيث القيمة والحجم، إذ من المتوقع أن يرتفع من 177.77 مليار دولار في 2025 إلى 226.88 مليار دولار بحلول 2030، بمعدل نمو سنوي متصاعد يبلغ نحو 5%.
ويعكس هذا النمو رغبة المنطقة في تبني أحدث التقنيات وأساليب البناء المتطورة التي تضمن تحقيق متطلبات الاستدامة البيئية وتوفير حلول عملية لمواجهة تحديات كفاءة الطاقة.
ويعد التحول نحو استخدام تقنيات مبتكرة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد جزءا من رؤية استراتيجية شاملة تسعى إلى إعادة تصور المشهد العمراني بما يتوافق مع متطلبات العصر الحديث.
وتعتبر مدينة دبي مثالاً حياً على هذا التحول، إذ تسعى المدينة إلى دمج التكنولوجيا مع التصميم المعماري الحديث لتقديم حلول بنائية تقلل من النفايات وتحقق كفاءة استثنائية في استهلاك الطاقة.
ثورة في أساليب البناء
تُعد تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد واحدة من أكثر الابتكارات التكنولوجية التي أحدثت ثورة في مجال البناء. فقد أصبح بالإمكان الآن تصنيع مكونات المباني بشكل دقيق وفوري باستخدام هذه التقنية، ما يساهم في تقليل هدر المواد وتقليل الفاقد الناتج عن العمليات التقليدية.
ويظهر هذا التأثير الواضح في مشروع "مكتب المستقبل" في دبي، الذي يُعتبر أول مبنى مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في العالم، حيث يجسد كيفية الاستفادة القصوى من الإمكانيات التكنولوجية في تصميم وإنشاء مبانٍ تجمع بين الأداء العالي والكفاءة البيئية.
تصاميم معمارية معقدة ومتطورة
توفر الطباعة ثلاثية الأبعاد إمكانيات غير مسبوقة لتطبيق التصاميم المعمارية المعقدة التي كانت تعتبر في السابق من الصعب تحقيقها باستخدام أساليب البناء التقليدية.
وتمكن القدرة على تصميم أشكال منحوتة بدقة متناهية المهندسين والمعماريين من تقديم هويات معمارية فريدة تعكس الثقافة والتراث المحلي وفي نفس الوقت تتماشى مع أحدث الاتجاهات العالمية في التصميم.
وبفضل هذه التقنية، يمكن للمهندسين تحقيق مستويات عالية من الدقة في تنفيذ التصاميم، مما يساهم في تخفيض التكاليف وتحسين جودة المباني.
استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد 2030
تأتي هذه الابتكارات في إطار استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد 2030، التي تهدف إلى تنفيذ 25% من المباني باستخدام هذه التكنولوجيا المبتكرة بحلول عام 2030.
وتُعد هذه الاستراتيجية جزءاً من رؤية أوسع تهدف إلى جعل دبي مركزاً عالمياً للتكنولوجيا والابتكار في مجال البناء، ما يدعم التحول الرقمي الذي تشهده المدينة ويعزز مكانتها في التصنيف العالمي للمشاريع العمرانية المستدامة.
دور مجلس الكود الدولي
ويلعب مجلس الكود الدولي دوراً محورياً في قيادة التحول نحو تبني ممارسات بناء أكثر أماناً واستدامة في المنطقة، فهو يقدم رؤى استراتيجية وإرشادات فنية تساعد دول الخليج في تطوير معايير البناء بما يتوافق مع أحدث التطورات العالمية.
ويساهم المجلس في تقديم إرشادات تقنية، وتطوير الكفاءات المحلية، وتعزيز الابتكار، ويشمل دوره أياً تشجيع تبني التقنيات التي تعزز من كفاءة البناء وتخفض من الآثار البيئية الضارة.
مشروع 'مكتب المستقبل'
يُعد مشروع "مكتب المستقبل" في دبي من أبرز الأمثلة العملية التي توضح الإمكانات الهائلة لتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد في قطاع البناء، حيث هذا المشروع ليس مجرد مبنى عادي، بل هو تجربة شاملة تُظهر كيف يمكن للتكنولوجيا أن تُحدث تغييراً جذرياً في تصميم وبناء المباني.
ومن خلال استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد، تمكن الفريق الهندسي من تحقيق تصميم معماري معقد يتناسب مع الهوية البصرية لدبي، وتقليل النفايات الناتجة عن عمليات البناء التقليدية، وتحسين كفاءة استخدام المواد وتقليل التكاليف التشغيلية.
aXA6IDgyLjI1LjIyMC45OSA=
جزيرة ام اند امز
FR

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ ساعة واحدة
- الاتحاد
«أفيتا» اليابانية تنضم لمبادرة الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة
أبوظبي (الاتحاد) انضمت شركة «أفيتا» اليابانية، المتخصّصة في حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلى مبادرة الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، التي تهدف إلى استقطاب الشركات الرائدة من حول العالم إلى دولة الإمارات عبر حزمة من أساسيات دخول السوق. وسيقود قرارها بإنشاء وُجد في دولة الإمارات إلى تعزيز المشهد التكنولوجي للدولة ودعم الطموحات الوطنية للتحول إلى مركز إقليمي وعالمي للذكاء الاصطناعي.ويُستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء محتوى جديد مثل النصوص أو الصور أو الصوت، بطريقة تشبه إنتاج (الإنسان) بالإضافة إلى الحلول القائمة على الأفاتار. وابتكرت أفيتا، التي تقوم رسالتها على «تطوير البشرية من خلال الأفاتار»، مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين خدمة العملاء وتعزيز الكفاءة التشغيلية، وخفض التكاليف وزيادة المبيعات. وتقوم منصة أفيتا لدعم العملاء AVACOM وأداتها التعليمية Ava Training بالاستفادة من الأفاتار، الذي يعمل كتمثيلات رقمية لأفراد حقيقيين، مما يسمح للشركات والموظفين بالتغلب على القيود وتوطيد الصلات مع العملاء عبر التفاعل الشبيه بالتفاعل البشري.. ويعتبر هيروشي إيشيغورو، الرئيس التنفيذي لشركة «أفيتا»، أحد أبرز الخبراء في مجال التفاعل بين الإنسان والروبوت، ومن الحاصلين على جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في عام 2015. وقد أشرف على تنفيذ العديد من المبادرات البحثية والمشاريع التجريبية في معهد أبحاث مقره دولة الإمارات، أسّسهُ مختبر دبي للمستقبل بالتعاون مع وكالة العلوم والتكنولوجيا اليابانية (JST). وقال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية: «انضمام شركة «أفيتا» إلى مبادرة الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، يؤكد التزامنا بجذب الشركات الرائدة في مجال تطوير التكنولوجيا المتقدمة. ويُعد عملها المبتكر والمميز في إنتاج حلول الأفاتار مثالاً على كيفية توظيف التقنيات الحديثة لمعالجة تحديات حالية مثل نقص العمالة، إلى جانب فتح آفاق جديدة لفرص عمل جديدة وتبني ممارسات أعمال أكثر ابتكاراً ونحن على ثقة بأن هذا التعاون سيسهم بشكل فعّال في تسريع الجهود نحو بناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة وجاهز للمستقبل في دولة الإمارات». ومن جهته، أعرب شوغو نيشيغوتشي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للعمليات في «أفيتا»، عن سعادته بانضمام الشركة إلى مبادرة الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وقال: «إن دولة الإمارات ليست مجرد بوابة إلى الشرق الأوسط، بل مركز استراتيجي للتوسع العالمي. ونحن ممتنون للغاية لوزارة الاقتصاد على دعمها الكبير». وتشكّل مبادرة الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، التي انطلقت عام 2022، مكوناً أساسياً ضمن استراتيجية دولة الإمارات لتعزيز الاستثمارات في القطاعات، التي تركّز على المستقبل، وترسيخ مكانتها كمنصة عالمية للابتكار، وتسريع تنويع الاقتصاد الوطني. وتنضم شركة «أفيتا» إلى مجموعة تضم أكثر من 100 شركة عاملة في قطاعات مثل الطاقة المتجددة والتصنيع المتقدم والروبوتات.


العين الإخبارية
منذ 5 ساعات
- العين الإخبارية
«وضع الذكاء الاصطناعي».. خدمة مميزة من «غوغل» مقابل 250 دولارا شهريا
أعلنت "غوغل" عن اعتزامها إتاحة الذكاء الاصطناعي لعدد أكبر من متصفحي الإنترنت مع خدمات مميزة تعتمد على هذه التقنية مقابل 249.99 دولار شهريا. ويأتي ذلك ضمن أحدث جهودها لمواجهة المنافسة المتزايدة من الشركات الناشئة مثل أوبن إيه.آي. صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي كشفت غوغل، التابعة لألفابت، عن هذه الخطط في مؤتمرها السنوي للمطورين في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا، والذي اتسم بنبرة أكثر إلحاحا منذ أن شكل صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي تحديا لمركز الشركة التكنولوجي في تنظيم المعلومات واسترجاعها على الإنترنت. وأصبحت غوغل في الشهور القليلة الماضية أكثر جرأة في تأكيدها على مواكبة منافسيها بعد أن بدت مترددة عقب إطلاق أوبن إيه.آي المدعومة من مايكروسوفت تطبيق الدردشة الشهير (تشات جي.بي.تي). وقال سوندار بيتشاي رئيس ألفابت التنفيذي في المؤتمر "تمكنا مرارا من تقديم أفضل النماذج بأفضل سعر". وأضاف بيتشاي أن تطبيق جيميناي، مساعد الشركة الذكي الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، لديه الآن أكثر من 400 مليون مستخدم نشط شهريا. وضع الذكاء الاصطناعي وفي تحديث رئيسي، أعلنت الشركة أن المستهلكين في جميع أنحاء الولايات المتحدة أصبح بإمكانهم الآن تحويل بحث غوغل إلى "وضع الذكاء الاصطناعي". عُرضت هذه الميزة في مارس/ آذار في إطار تجربة للاختبار، وهي تتخلى عن نتائج البحث التقليدية التي تتيح نطاقا واسعا من المعلومات وتستبدلها بإجابات حاسوبية دقيقة ومباشرة للاستعلامات المعقدة. كما أعلنت غوغل عن "خطة الذكاء الاصطناعي الفائقة" (إيه.آي ألترا بلان)، التي تتيح للمستخدمين، مقابل 249.99 دولارًا شهريًا، حدودًا أعلى للذكاء الاصطناعي ووصولًا مبكرًا إلى أدوات تجريبية مثل "بروجيكت مارينر"، وهو ملحق لمتصفح الإنترنت يُمكّن من أتمتة ضغطات المفاتيح ونقرات الفأرة، و"ديب ثينك"، وهو نسخة من نموذج جيميناي المتميز، أكثر قدرة على التفكير المنطقي في المهام المعقدة. ويُقارن هذا السعر بخطط شهرية قيمتها 200 دولار من مطوري نماذج الذكاء الاصطناعي أوبن إيه.آي وأنثروبيك، مما يبرز سعي الشركات لاستكشاف سبل لتغطية التكاليف الباهظة لتطوير الذكاء الاصطناعي. كما تتضمن خطة غوغل الجديدة 30 تيرابايت من التخزين السحابي واشتراكا مجانيا في يوتيوب. تقنيات أخرى كما تضمنت الإعلانات تحديثات إضافية لجهود غوغل لتوفير "مساعد ذكاء اصطناعي عالمي" للمستخدمين، والذي يمكنه تنفيذ وظائف نيابة عن الشخص دون أي أسئلة إضافية. وقدّمت غوغل عرضا توضيحيا لتحديث (أسترا بروجيكت)، وهو نموذج أولي أعلن عنه العام الماضي ويمكّن المستخدمين من التحدث في الوقت الحقيقي مع المستخدم عن كل شيء مصور على هاتفه الذكي، مظهرا قدرته على تحليل الملفات المعدة بصيغة المستندات المنقولة (بي.دي.إف) واستخراج معلومات من مقطع مصور على يوتيوب لمساعدة المستخدم على إصلاح دراجة. وأكد مسؤولون تنفيذيون في المؤتمر أن بعض ميزات أسترا ستضاف إلى تطبيقاتها. وأعلن بيتشاي عن تطورات أخرى تعمل بالذكاء الاصطناعي، ومنها ردود شخصية في (جي ميل) وتحديث لبرنامج مؤتمرات الفيديو (غوغل ميت) الخاص بالشركة، والذي يتيح ترجمة الاجتماعات بين الإنجليزية والإسبانية في الوقت الفعلي. كما استعرض بيتشاي (غوغل بيم)، وهو جهاز يجعل محادثات الفيديو تبدو وكأنها شخصية وليس افتراضية، وذلك بالشراكة مع (إتش.بي). aXA6IDE1NC45LjE4Ljc3IA== جزيرة ام اند امز ES


صدى مصر
منذ 11 ساعات
- صدى مصر
أحمد العطيفي : الذكاء الاصطناعي سيغير مستقبل التعليم في مصر
أحمد العطيفي : الذكاء الاصطناعي سيغير مستقبل التعليم في مصر كتبت هدي العيسوي أكد المهندس أحمد العطيفي مؤسس المنتدى العربي للاقتصاد الرقمي وخبير الاتصالات ،أن تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة بدراسة تدريس مادة الذكاء الاصطناعي في المدارس المصرية الخطوة تعكس مدى وعي القيادة السياسية بأهمية الذكاء الاصطناعي ودوره الكبير في مواجهة التحديات المستقبلية وأضاف مؤسس المنتدى العربي للاقتصاد الرقمي خلال لقائه ببرنامج الصنايعية الذي يقدمه الإعلامي محمد ناقد علي قناة الشمس،أن الذكاء الاصطناعي أصبح ركيزة أساسية في الثورة الصناعية الخامسة. وأوضح أن التحول نحو تدريس الذكاء الاصطناعي ليس مجرد إضافة لمادة جديدة، بل هو نظام متكامل يجب أن يبدأ من المراحل الابتدائية وليس الثانوية، حتى يتم تأسيس الطلاب بشكل صحيح على أسس التكنولوجيا. ونوه أن البدء من المرحلة الثانوية كان أحد الأخطاء التي رافقت مشروع إدخال التكنولوجيا في التعليم خلال الفترة الماضية، إلى جانب خطأ توزيع أجهزة التابلت على جميع الطلاب دون تحديد الفئات المستحقة، مما أثقل كاهل الدولة بتكاليف ضخمة. كما أن التركيز على الامتحانات الرقمية بدلاً من تطوير العملية التعليمية ككل أدى إلى خلق مقاومة من جانب الطلاب وأولياء الأمور. ولفت العطيفي إلى أن تطوير التعليم باستخدام الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى بنية تحتية قوية تشمل مراكز بيانات حديثة، وشبكات إنترنت عالية السرعة، وأجهزة إلكترونية حديثة للطلاب والمدرسين. وأشار إلى أن تطبيق الذكاء الاصطناعي في التعليم يمكن أن يسهم في تحليل أداء الطلاب بشكل دقيق، وتحديد نقاط القوة والضعف، وتقديم حلول تعليمية مخصصة لكل طالب. كما أشار إلى أن الاستثمار في التعليم الرقمي والذكاء الاصطناعي يتطلب ميزانيات ضخمة، مما يستدعي إشراك القطاع الخاص في تمويل المشاريع الكبرى، وخاصة في إنشاء مراكز بيانات ضخمة يمكن أن تجعل مصر مركزًا إقليميًا لتخزين البيانات ومعالجتها، مستفيدة من موقعها الجغرافي وتحكمها في 10% من حركة البيانات العالمية عبر الكابلات البحرية. وذكر العطيفي أن العالم يحتاج إلى استثمارات تصل إلى 7 تريليونات دولار لتطوير مراكز البيانات، وأن مصر يمكنها استهداف 500 مليار دولار من هذه الاستثمارات خلال السنوات العشرين القادمة، مما يجعلها قادرة على تحقيق قفزة نوعية في مجال تكنولوجيا المعلومات. وأوضح أن تطبيق الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية يجب ألا يقتصر على مجرد تدريس مادة جديدة، بل يجب أن يشمل تطوير المناهج بالكامل وتدريب المعلمين على استخدام الأدوات الرقمية والذكاء الاصطناعي في التدريس. وأكد أن هذا النظام يمكن أن يقلل من الفجوة التعليمية بين المحافظات والمناطق الريفية، ويوفر للطلاب فرصًا متساوية للحصول على تعليم رقمي متطور. العطيفي تحدث أيضاً عن أهمية تقليل أيام الحضور الفعلي للطلاب في المدارس، مقابل زيادة الاعتماد على التعليم الإلكتروني، مما قد يسهم في تقليل كثافة الفصول وتوفير تكاليف بناء المدارس. وأوضح أن تقليل أيام الحضور إلى ثلاثة أيام أسبوعياً يمكن أن يخفف العبء على البنية التحتية التعليمية ويوفر فرصاً أكبر لتطوير المحتوى التعليمي الرقمي. وأشار العطيفي إلى أن مصر لديها فرصة كبيرة لجذب الاستثمارات الأجنبية في مجال مراكز البيانات، خاصة مع توافر الكفاءات الهندسية والتكنولوجية المحلية. وأكد أن هناك مبادرات عديدة يجب إطلاقها لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في هذا المجال، مثل توفير الأراضي بأسعار رمزية أو مجاناً، وتقديم إعفاءات ضريبية للمستثمرين. وأضاف أن مصر يمكنها أيضاً أن تصبح مركزاً إقليمياً لصناعة التعهيد، خاصة في ظل توافر العمالة الماهرة والكفاءات في مجال تكنولوجيا المعلومات. ودعا إلى وضع خطة طموحة لتحقيق عائدات تصل إلى 30 مليار دولار سنوياً من صناعة التعهيد، بما يسهم في زيادة الصادرات الرقمية وتقليل العجز التجاري. وفيما يتعلق بالشركات الناشئة، طالب العطيفي بإطلاق صندوق استثماري بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن مصر تمتلك الكفاءات اللازمة لتحويل هذه الشركات إلى كيانات عالمية قادرة على المنافسة والتصدير للأسواق الدولية. وفي ختام حديثه، أكد العطيفي على ضرورة إطلاق حملة ترويجية ضخمة لجذب الاستثمارات الأجنبية في قطاع التكنولوجيا، وخاصة من الدول التي تعاني من ارتفاع تكاليف الإنتاج مثل الصين والهند. وأشار إلى أن مصر لديها فرصة كبيرة لاستقطاب استثمارات تقدر بمئات المليارات من الدولارات، خاصة في ظل اهتمام العالم حالياً بإنشاء مراكز بيانات جديدة وتحسين البنية التحتية الرقمية. واختتم العطيفي حديثه بالإشارة إلى أهمية تعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق هذه الأهداف، مؤكداً أن التحول الرقمي ليس خياراً بل ضرورة حتمية لتحقيق التنمية المستدامة في مصر.