logo
رمضانيات السيمفونى تستلهم سحر شهرزاد بالعربية فى الأوبرا

رمضانيات السيمفونى تستلهم سحر شهرزاد بالعربية فى الأوبرا

صدى البلد٢١-٠٣-٢٠٢٥

ضمن أنشطة وزارة الثقافة تقيم دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام حفل رمضانيات 2 لأوركسترا القاهرة السيمفونى بقيادة المايسترو محمد شرارة تحت عنوان ( شهرزاد بالعربى) وذلك فى التاسعة والنصف من مساء السبت ٢٢ مارس على المسرح الكبير.
يشارك فى الحفل فريق عمدان النور " جازاجا "، الفنان هانى حسن وأكاديميته للباليه ، التخت العربى ويضم العازفين راجى كمال (قانون)، مودى الشافعى (ناي)، مايكل أنسى (عود)، هانى زين (إيقاع)، ونور الشامى (تشيللو) والمطربة بسملة كمال برؤية خاصة لقائد الحفل محمد شرارة يقدم خلالها نسيج فنى متفرد يمزج الموسيقى الكلاسيكية الغربية بالألحان الشرقية من خلال المتتابعة السيمفونية شهرزاد لـ ريمسكى كورساكوف وألحان الفن - عاشق الروح لـ محمد عبد الوهاب ، أغدا ألقاك لـ أم كلثوم ، أمواج البحر لـ مياس اليمانى المتتابعة العربية لـ عطية شرارة ، نسم علينا الهوا لـ فيروز والأخوين رحبانى ويصاحبها تابلوهات حركية من تصميم الفنان هانى حسن .
كما يضم البرنامج أغنية سيرة الأراجوز التى استلهمها فريق جازاجا أو عمدان النور ومؤسسه يحيى نديم من قصيدة شعرية تحمل نفس الإسم لـ خالد عبد القادر وتحولت إلى إنشودة بعد عملية إبدال وتغيير .
يحمل الحفل ملامح من المشروع الفنى لعازف الفيولينة وقائد الحفل محمد شرارة "موزاييك " والذى يعد مبادرة فنية تستلهم فن الفسيفساء حيث يهدف إلى دمج مختلف أنواع الفنون والموسيقى في عمل فني متكامل كالمزج بين الموسيقى العربية الشرقية والموسيقى الكلاسيكية العالمية، مما يخلق تجربة فنية فريدة تعكس التراث الثقافي الثرى للفنون الإسلامية وتعزز الهوية الفنية الشرقية بسبب السعى إلى تقديم الفن بطريقة تجمع بين الأنواع المختلفة دون تفضيل نوع على آخر .
يذكر أن محمد شرارة عازف فيولينة وقائد أوركسترا ، ينتمى لأسرة فنية فهو حفيد الموسيقار عطية شرارة ووالده عازف التشيللو أشرف شرارة ووالدته عازفة البيانو إيمان سامى ، بدأ العزف على آلة الفيولينة في سن السابعة في معهد كونسرفتوار القاهرة وتخرج بامتياز عام 2005، وأصبح مدرسا به ، شارك مع فرق أوركسترا مرموقة مثل الديوان الغربي الشرقي، البحر الأبيض المتوسط، القاهرة السمفوني ، نورشوبينج السمفوني ، ميونيخ السمفوني ، واصل تعليمه في ألمانيا، وحصل على "دبلومة الموسيقى" عام 2008 ودرجة "ماستر كلاس" عام 2011 ، فاز بالجائزة الأولى في مسابقة المجلس الأعلى للثقافة في القاهرة (2000 و2002) ، تم اختياره لمسابقة قيادة الأُركسترا الثانية في بحيرة كومو عام 2022 ، قام بتأليف أعمال لآلات وفرق موسيقية مختلفة، أسس عام 2012 فرقة موزاييك التي تجمع بين الموسيقى العربية والكلاسيكية وقدم بها عدة عروض لاقت الإعجاب والإستحسان .

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية تُحلّق في سماء بيروت بقيادة المايسترو ماتيسيك والثنائي ملاعب
الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية تُحلّق في سماء بيروت بقيادة المايسترو ماتيسيك والثنائي ملاعب

LBCI

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • LBCI

الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية تُحلّق في سماء بيروت بقيادة المايسترو ماتيسيك والثنائي ملاعب

في قلب بيروت النابض، وبين جدران الكنيسة الإنجيلية الأرمينية الأولى في بيروت، تجلّت ليلة الثاني من أيار كأيقونة فنية راسخة في الذاكرة، بدعوة من رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى المؤلفة الموسيقية هبة القواس مع الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية، حاملةً على عاتقها إرثًا عريقًا من النغم الخالد، فدعت جمهورها إلى رحلة سمعية استثنائية. أمسية تراقصت فيها الأرواح على أنغامٍ عذبةٍ ساحرة، بقيادة القدير ماسيميليانو ماتيسيك، المايسترو الذي يمتلك القدرة على تحويل صمت القاعة إلى سمفونية من المشاعر المتدفقة. المايسترو ماتيسيك، القادم من أرض إيطاليا العريقة بتاريخها الموسيقي، لم يكن مجرد قائد للأوركسترا، بل كان بمثابة مهندسٍ بارعٍ ينسج خيوط الأصوات بتناغمٍ بديع. وهو الذي عاش في سويسرا الجرمانية على الحدود الإيطالية واكتسب الجنسية السويسرية ونهل من الموسيقى الألمانية، فجمع المجد من طرفيه لذلك أتقن موتزارت بشكل محترف. كما انه احب الموسيقى العربية وعمل عليها. خبرته الواسعة وشغفه العميق بالموسيقى الكلاسيكية تجليا في كل إشارة من يده، في كل نظرةٍ يوجهها إلى العازفين، مُلهمًا إياهم لتقديم أداءٍ يرتقي إلى مستوى الروح التي تحملها المؤلفات الموسيقية. وبمشاركة نجمين لامعين في سماء العزف المنفرد، ريبال ملاعب على الفيولا وتانيا سونك- ملاعب على الكمان ، لتنطبق رحلةٌ سمعيةٌ فريدة عبر أزمنة الموسيقى وألوانها. كان حضور المايسترو ماتيسيك على منصة القيادة بمثابة هالة من الوقار والإلهام. هذا الموسيقي الإيطالي، الذي نهل من ينابيع الموسيقى الكلاسيكية الأصيلة، لم يكن مجرد موجهٍ لحركة الأيدي، بل كان بمثابة روحٍ ساريةٍ في جسد الأوركسترا. تتلمذ على أيدي قامات موسيقية رفيعة، وحصد جوائز مرموقة تشهد على عبقريته، ليصبح اليوم قائدًا مُحنكًا يقود كبرى الأوركسترات العالمية. شغفه بالموسيقى يتجاوز حدود النوتات المدونة، ليصل إلى أعماق العمل الفني، مُستخرجًا منه ألوانًا وظلالًا لم تكن لتُرى لولا بصيرته الفنية الثاقبة. اهتمامه بالجيل الصاعد من الموسيقيين، من خلال عمله كأستاذ في أكاديمية فرايبورغ وتقديمه للورش التدريبية، يعكس إيمانه الراسخ بأهمية نقل شعلة الإبداع إلى الأجيال القادمة. وكانت كلمة لرئيسة المعهد د. هبة القواس في مستهل الحفل جاء فيها: "إنّنا نُقيم الليلة احتفالًا بالصوت، بالصمت الذي يسبقه، وبالاهتزاز الخفي الذي يحرّك الكائن فينا قبل أن يصل إلى الأذن. هذه الأمسية ليست فقط عرضًا موسيقيًا. إنّها إعلانُ وجود. وجودُنا نحن اللبنانيين في عالم يُعيد تشكيل ذاته، ويبحث عن هُويّاتٍ تائهة بين الضجيج والعدم. من هنا، من قلب بيروت، يقف الموسيقي اللبناني – لا كعازفٍ فقط – بل كبيانٍ ثقافيّ، كجملةٍ موسيقيّة تُقال على مستوى الوعي الإنساني. رِبال ملاعب، العازف العالمي على آلة الفيولا، ليس فقط موسيقيًا متمكناً، بل هو امتدادٌ لأوتار هذه الأرض، حين تتعلّم كيف تنطق من على مسارح العالم. وتانيا سونك ملاعب، شريكته في الفنّ والحياة، لم تعد مجرّد عازفة كمان... بل أصبحت مرآةً للروح االبنانية حين تتحوّل الأنثى إلى قوسٍ يشدّ الجملة الموسيقية بشغف واحتراف. ولأنّ الموسيقى لا تكتمل إلا بالخلق، فإنّ البرنامج الليلة لا يقف فقط عند عبقرية موزارت، بل ينهل أيضًا من روح لبنانية خالصة: المؤلف اللبناني جمال أبو الحسن، الذي يكتبنا من الداخل، بلغةٍ لا تحتاج إلى ترجمة." وأضافت القواس: "أشكر المايسترو ماسيميليانو ماتيسيك الذي سيحمل اليوم التنوع الموسيقي بفرادة، يحمل الليلة عبء الترجمة بين الصمت والصوت، بين الرؤية والتنفيذ، ليس فقط قائدًا للأوركسترا، بل شاعرًا بالصوت.اليوم، تَشهد بيروت على لحظة استثنائية، حيث تتداخل الأزمنة: بين ماضٍ عبقريّ نُجسّده عبر موزارت، وحاضرٍ لبنانيّ يُحاورُ العالم لا ليُشبهه، بل ليضيف إليه. ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أنحني تقديرًا لمحبي الموسيقى في لبنان...أنتم من يتدركون أن شغفكم ومتابعتكم للموسقيى العظيمة هو فعل مقاومة، مقاومة للسطحيّ، للزائل، للمؤقّت، وأنّ الجمال، حين يُصنع بمسؤوليّة، يُصبح فعلًا وطنيًّا من نوعٍ آخر. أنتم لستم مجرّد حضورٍ في مقاعد، أنتم الصدى... أنتم الغاية. فلنترك الصمت يتراجع أمام هدير الموسيقى...ولنسمح للأوتار أن تقول ما لم نعد نعرف كيف نقوله. أهلاً بكم في أمسيةٍ لا تُنسى. أهلاً بكم في بيروت التي، رغم كلّ شيء، لا تزال تُنجب المعجزات". وشكرت القواس الراوي جهاد الأطرش الذي يفي على الموسيقى أبعادًا مختلفة بصوته العريق وحضوره. أما برنامج الأمسية، فقد كان بمثابة تحفة فنية متكاملة الأركان، جمعت بين عظمة الماضي الموسيقي العريق وإشراقة الحاضر المعاصر. في القسم الأول، استقبلت الآذان سمفونية كونشرتو للكمان والفيولا والأوركسترا للمؤلف الأسطوري وولفغانغ أماديوس موتزارت. هذا العمل الخالد، الذي كُتب بعبقريةٍ نادرة، يمثل حوارًا سماويًا بين الآلات، حيث يتناغم الكمان والفيولا في تبادلٍ للألحان يلامس أوتار القلب والروح. لم يكن تألق الأوركسترا ليُكتمل لولا البراعة الفذة للعازفين المنفردين، تانيا سونك- ملاعب وريبال ملاعب، فقد امتلكا قدرةً استثنائية على تحويل الآلات إلى امتدادٍ لأرواحهما، حيث عزفا بمشاعرَ فياضةٍ وتقنيةٍ عاليةٍ وقدسيّة فريدة أوحت للحضور وكأنهم يمسكون الصوت بأيديهم ويتحكمون بقيادته لشدّة العذوبة والليونة، ليأسرا قلوب الحاضرين ويأخذوهم في رحلةٍ عبر عوالمٍ من الجمال والرقي. التناغم بين الكمان والفيولا في كونشرتو موتسارت كان مثالًا حيًا على الحوار الموسيقي المتناغم، حيث تجاوبت الآلتان بأسلوبٍ ساحرٍ، وكأنهما صديقان حميمان يتبادلان أسرارهما على أوتارٍ من ذهب. كان الانسجام بين الأوركسترا، بقيادة المايسترو ماتيسيك، والعازفيَن المنفردَين، مثالًا حيًا على قوة التعاون الفني. فعملوا بروحٍ واحدة، وكأنهم أعضاء في جسدٍ واحد، يتنفسون النغم ذاته ويترجمونه إلى لغةٍ عالميةٍ يفهمها الجميع. تانيا سونك، بصولاتها الساحرة على الكمان، وريبال ملاعب، بأدائه العميق على الفيولا، قدما أداءً لا يُنسى، أظهر موهبتهما الفذة وإحساسهما المرهف بالموسيقى. لقد كان تفاعلهما مع الأوركسترا سلسًا وعفويًا، مما أضفى على الأمسية جوًا من التكامل والانسجام. الحركة الأولى، "Allegro maestoso"، قُدمت شامخةً مهيبة، لتأسر الحضور منذ اللحظة الأولى بإيقاعها القوي وتعبيرها العميق. لتأتي بعدها الحركة الثانية، "Andante"، وتغمر القاعة بسكونٍ عاطفي، بنغماتٍ رقيقةٍ تروي قصصًا من الحنين والشوق. وتختتم الرحلة مع الحركة الثالثة، "Presto"، التي تنطلق بحيويةٍ فائقة، لتترك في الأذهان انطباعًا بالبهجة والانتصار. خلال هذا الأداء المتقن، برزت براعة العازفين المنفردين، تانيا سونك- ملاعب وريبال ملاعب، اللذين امتلكا سيطرةً كاملةً على آلتيهما، وقدما أداءً زاخرًا بالإحساس والتناغم، وكأنهما روحٌ واحدةٌ تعزف بأربعة أيدٍ. في القسم الثاني، انتقل بنا سحر الموسيقى إلى آفاقٍ معاصرة مع عمل المؤلف اللبناني المبدع جمال أبو الحسن، "Overture 2025" لم يكن هذا العمل مجرد افتتاحية عابرة، بل كان بمثابة رحلة سمفونية متكاملة، تتألف من ثلاثة فصول تحمل عناوين ذات دلالة عميقة "The opening, Overture 2025" وهي مبنيّة على "الدلعونة اللبنانية" واشتغل عليها أبو الحسن أوركسترالياً، التي استهلت الجزء الثاني من الأمسية ببناءٍ موسيقي فريد يجذب الانتباه ويؤسس لعالمٍ صوتي جديد. ثم جاءت "Tuta for Symphony Orchestra" لفريد الأطرش، وهي مقطوعة تجسد براعة أبو الحسن في استكشاف إمكانيات الأوركسترا السمفونية، وتقديم ألحانٍ مبتكرة وتوزيعاتٍ أوركستراليةٍ آسرة. وأخيرًا، اختتم العمل بالفصل الثالث، "A New Hope"، وهي مستوحات من نصوص لجبران في ألحان شرقية، والذي حمل في طياته رسالةً تبعث على التفاؤل والإيجابية، وكأنه نظرة إلى المستقبل بعينٍ مُشرقة. وقد أضاف صوت الراوي المتمكن جهاد الأطرش بُعدًا آخر للعمل، حيث تفاعلت كلماته المعبرة مع النغمات الموسيقية، لتخلق تجربةً فنيةً متعددة الأبعاد تحتفي بالذاكرة الجماعية، وقوة الصمود في وجه التحديات، والاحتفاء بالثقافة كمنارةٍ للأمل، وبعدًا شعريًا ودراميًا للعمل، حيث نسج الكلمات مع الألحان ليخلق تجربةً حسيةً متكاملة. في نهاية هذه الليلة الساحرة، غادر الجمهور الكنيسة الإنجيلية الأرمينية الأولى وهم يحملون في قلوبهم فضاءً مشحونًا بالفرح والقوة. لقد كانت أمسية تجاوزت حدود الموسيقى، لتصبح تجربةً روحيةً عميقة، أكدت على قوة الموسيقى في ترويض المشاعر والارتقاء بالروح الإنسانية. وبرهنت الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية، بقيادة المايسترو ماسيميليانو ماتيسيك وبمشاركة النجوم المتألقين، مرة أخرى على مكانتها الرائدة في المشهد الثقافي اللبناني، وقدرتها على تقديم أعمال فنية رفيعة المستوى تليق بتاريخ لبنان الحضاري وثقافته الغنية. لقد كانت ليلة احتفاءٍ بالفن والإبداع والأمل، وبالروح الإنسانية وقدرتها على تجاوز الصعاب والارتقاء بالجمال. كانت بمثابة رسالة أملٍ وتجديد، تُعزف بأناملٍ ماهرة وقلوبٍ مُحبةٍ للموسيقى. فتركت بصمةً لا تُمحى في سماء بيروت الثقافية، مُؤكدةً على أن الموسيقى هي لغة الروح التي تتجاوز كل الحدود والقيود.

تشايكوفسكي بقيادة أنثوية في الذكرى الـ65 لكاتدرائية القديسين غريغوريوس المنوّر وإيليا النبي
تشايكوفسكي بقيادة أنثوية في الذكرى الـ65 لكاتدرائية القديسين غريغوريوس المنوّر وإيليا النبي

النهار

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • النهار

تشايكوفسكي بقيادة أنثوية في الذكرى الـ65 لكاتدرائية القديسين غريغوريوس المنوّر وإيليا النبي

احتضنت كاتدرائية القديسين غريغوريوس المنوّر والياس النبي للأرمن الكاثوليك، وسط بيروت، حفلة موسيقية استثنائية لمناسبة الذكرى الخامسة والستين لتأسيس الكاتدرائية، بدعوة من رئيسة المعهد الوطني العالي المؤلفة الموسيقية هبة القواس، وأحيتها الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية، بقيادة إحدى أبرز القادة الموسيقيين على مستوى العالم المايسترو الروسية دايانا غوفمان، وبحضور كاهن الكاترائية الأب رافي أوهانسيان وجمع من الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية وجمهور الموسيقى الكلاسيكية في لبنان. ساعة من التجلّي الموسيقي تحت عنوان "السلام والعدالة" قدمتها الأوركسترا التي حلّقت في فضاءات الإبداع والرّقي والفن الرفيع مع عازفين في قمة المهارة والاحتراف، بقيادة مبهرة لقائدة الأوركسترا دايانا غوفمان. حضور آسر بقيادة أنثوية تخطف الأنفاس، جمعت الرّقة والقوة، والعذوبة والصلابة، والاحتراف اللافت، لنجمة الحفلة قائدة الأوركسترا الروسية والشخصية البارزة في عالم الموسيقى الروسي دايانا غوفمان، التي تتميز بموهبتها الاستثنائية في الغناء الأوبرالي والقيادة الأوركسترالية. وهي الحاصلة على دبلوم مع مرتبة الشرف كقائدة أوركسترا من معهد "ريمسكي كورساكوف سانت بطرسبرغ" الحكومي للموسيقى، ودراسات عليا في الأداء الأوركسترالي في معهد "ديتمولد العالي للموسيقى" في ألمانيا. كما تخرجت أيضاً من معهد موسكو الحكومي للموسيقى كعازفة بيانو. وقادت غوفمان العديد من الأوركسترات الروسية البارزة، بما في ذلك أوركسترا موسكو السمفونية، وأوركسترا سانت بطرسبرغ الأكاديمية السمفونية، وأوركسترا تاسكي السيمفونية. وهي الحائزة على العديد من الجوائز والأوسمة المرموقة، بما في ذلك لقب "فنانة روسيا الفخرية". وتشغل أيضاً مناصب قيادية في منظمات ثقافية دولية، كما تشغل منصب المدير الفني والمدير العام لمسرح موسكو الإقليمي "انظر إلى الموسيقى". يُعد هذا الحفل الموسيقي المميز حدث لا ينسى لعشاق الموسيقى الكلاسيكية، حيث اجتمعت كل عناصر الإبداع والمتعة والجمال في اكتمالٍ لمشهدية موسيقية نادرة الحدوث، توّجها البرنامج الموسيقي الخلاب لتحفتَي تشايكوفسكي الخالدتين "روميو وجولييت" و"السمفونية الرابعة". في مستهل الحفل، كانت كلمة معبرة لرئيسة المعهد هبة القواس، خاطبت فيها عمق عنوان الاحتفالية بما يتضمنه من عدالة وسلام وجاء فيها: "أيها السائرون على خيوط هذا الوجود، في البدء، لم تكن الكلمة، ولا الحجر، في البدء، كان ارتجاف الوعي الأول: أنّ هذا الكون، بكل اتساعه، ظالمٌ إن تُرك بلا عدالة، وعقيمٌ إن غاب عنه السلام. السلام والعدالة، كائنان لا يسكنان النصوص ولا الشعارات، بل يتخلّقان في قلب كل من يؤمن أن الإنسان وُجد لا ليُستَعبَد، بل ليحلم. ولا ليُعاقب بالوحدة، بل ليُفتدى بالحبّ". وتابعت: "لهذا اجتمعنا اليوم. في هذه الذكرى الخامسة والستين للكاتدرائية، نجدد العهد لا للمكان وحده، بل لما مثّله عبر الزمن: محرابُ من قاوم بالصلاة، ومن صارع بالأمل. ونأتي بالموسيقى، لا كترفٍ ولا تزيين، بل كقوة شافية، قادرة أن تزيح عن أرواحنا صدأ الخوف. نأتي بها عبر الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية الوطنية، هذا الجسد الحي الذي يعبر بنا فوق الجراح دون أن ينكرها، ويُحوّل الألم إلى مقطوعة حبّ خالدة". وأضافت القواس: "تحت قيادة دايانا غوفمان، تلك التي لا تقود بالعصا بل بالوعي العميق لإيقاع الروح، سنخوض الليلة رحلة إلى داخلنا، رحلة مع تشايكوفسكي برائعته روميو وجولييت وسمفونيته الرابعة. اصغوا الليلة اليه، إلى تشايكوفسكي، كمن يُعِدُّ نفسه لعبورٍ سرّي نحو حقيقة أعظم. فكل نغمة سهمٌ في فراغ العالم. وكل صمتٍ بين نوتتين... وطنٌ صغير يولد. مرحبًا بكم في موطن الحب والعدالة والسلام". ثم كانت كلمة مرحّبة لكاهن الكاتدرائية الأب رافي أوهانسيان، الذي استشهد بمقولة جلال الدين الرومي "الموسيقى هي أزيز أبواب الجنة"، للدلالة على رمزية الموسيقى الروحية والإنسانية العميقة، وربطها بعنوان الأمسية "السلام والعدالة"، وما يمثله هذان الشعاران للبشرية. وشكر أوهانسيان الكونسرفتوار ممثلاً برئيسته والأوركسترا والقائدة والموسيقيين على الحفل في مناسبة تأسيس الكاتدرائية الخامسة والستين. وقدّم الأب أوهانسيان إلى القواس هدية رمزية تجسّد الكاتدرائية. وبكل ما حملت من شحنات قيادية، افتتحت غوفمان الحفل بعصاها السحرية، وبحركة يديها الممسكتَين بسلطة القيادة، وبتعبيرات جسدها النحيف المتماهية مع كل حركة ونغمة ونوتة. فكانت انحناءاتها وتعبيراتها الجسدية كجسر عبور تجتازه مقدمة "روميو وجولييت" الشهيرة لتشايكوفسكي التي استهلت بها الحفل "P.I. Tchaikovsky (1840-1893) ،Overture - Fantasy "Romeo and Juliet". في هذه المعزوفة، نجح العازفون في نقل جو الحب والمأساة عبر النغمات المتناغمة والمعبرة، فعكسوا ببراعة تقاطع المشاعر بين الحنين والرفض، بين العاطفة العميقة والنهاية المأساوية، في طغيان للـ "Pianissimo" على العمق الموسيقي للمعزوفة، الذي يُبرز اللمسات الدقيقة للعزف ويشعر الجمهور بأنهم يدخلون عالم روميو وجولييت بأحاسيسهم وأفكارهم، في محاكاة للوجد في قلوب العشاق. وفي أداء جارف للأوركسترا التي تحرّكها شراسة الحركة القيادية لغوفمان، اجتاحت موسيقى السمفونية الرابعة لتشايكوفسكي (Symphony no. 4 in F minor) أنفاس الحضور وفضاء الكاتدرائية وخشوع الأروقة والأيقونات، في انعكاس عميق لنزاع الروح البشرية مع المصير الذي تتضمنه السمفونية. فدخل العازفون في نغمات مليئة بالحزن والوحدة، تُجسد الكوابيس الداخلية التي تصارع العقول والأنفس، وأدارت غوفمان تحولات الأجواء من الحزن إلى التفاؤل، من الكآبة إلى اللحظات المضيئة من الأمل، بأداء رشيق ومؤثر من جميع العازفين، في تداخل انسيابي للآلات الوترية والنفخ والإيقاعات والصنوج التي تردد صداها في الصمت المؤثّر والأسماع المتلهّفة إلى موسيقى تفتح في الروح نوافذ السحر والدهشة، فتحوّلت كل لحظة في الحفل إلى تجربة موسيقية لا تُنسى. وفي الأجزاء اللاحقة، يتبدل المزاج ليظهر الفرح المفاجئ كأنه التوق إلى الأمل، على الرغم من المحن المتتالية. فيبدأ العزف بشكل غامض ويتصاعد إلى مشهد مليء بالقوة والدرامية، ليُظهر تناغمًا ساحرًا بين العازفين الذين شكّلوا فسيفساء لحنيّة متجانسة الأقواس والأنامل، ولكن في ارتقاءٍ مختلف عند كل منهم إلى عالمه العزفي الخاص. روائع الموسيقى والتأليف والقيادة والعزف اجتمعت في هذا الحفل، لتبقى أصداؤها في الروح لوقت طويل بعد نهاية الأمسية. إنها لحظات من التجلي والانخطاف، حيث كانت الموسيقى أكثر من مجرد صوت يستبيح النفس بجلال وهيبة، بل كانت رحلة في أقاصي المطلق.

القائدة الروسية غوفمان والأوركسترا الفلهارمونية تحييان الذكرى 65 لكاتدرائية القديسين غريغوريوس المنوّر والياس النبي
القائدة الروسية غوفمان والأوركسترا الفلهارمونية تحييان الذكرى 65 لكاتدرائية القديسين غريغوريوس المنوّر والياس النبي

LBCI

time٠٢-٠٥-٢٠٢٥

  • LBCI

القائدة الروسية غوفمان والأوركسترا الفلهارمونية تحييان الذكرى 65 لكاتدرائية القديسين غريغوريوس المنوّر والياس النبي

احتضنت كاتدرائية القديسين غريغوريوس المنوّر والياس النبي للأرمن الكاثوليك، وسط بيروت، حفلة موسيقية استثنائية لمناسبة الذكرى الخامسة والستين لتأسيس الكاتدرائية، بدعوة من رئيسة المعهد الوطني العالي المؤلفة الموسيقية هبة القواس، وأحيتها الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية بقيادة إحدى أبرز القادة الموسيقيين على مستوى العالم المايسترو الروسية دايانا غوفمان، وبحضور كاهن الكاترائية الأب رافي أوهانسيان وجمع من الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية وجمهور الموسيقى الكلاسيكية في لبنان. ساعة من التجلّي الموسيقي تحت عنوان "السلام والعدالة" قدمتها الأوركسترا التي حلّقت في فضاءات الإبداع والرّقي والفن الرفيع مع عازفين في قمة المهارة والاحتراف، بقيادة مبهرة لقائدة الأوركسترا دايانا غوفمان. حضور آسر بقيادة أنثوية تخطف الأنفاس، جمعت الرّقة والقوة، والعذوبة والصلابة، والاحتراف اللافت، لنجمة الحفلة قائدة الأوركسترا الروسية المتميزة والشخصية البارزة في عالم الموسيقى الروسي دايانا غوفمان، التي تتميز بموهبتها الاستثنائية في الغناء الأوبرالي والقيادة الأوركسترالية. وهي الحاصلة على دبلوم مع مرتبة الشرف كقائدة أوركسترا من معهد ريمسكي كورساكوف سانت بطرسبرغ الحكومي للموسيقى، ودراسات عليا في الأداء الأوركسترالي في معهد ديتمولد العالي للموسيقى في ألمانيا. كما تخرجت أيضًا من معهد موسكو الحكومي للموسيقى كعازفة بيانو. وقادت غوفمان العديد من الأوركسترات الروسية البارزة، بما في ذلك أوركسترا موسكو السمفونية، وأوركسترا سانت بطرسبرغ الأكاديمية السمفونية، وأوركسترا تاسكي السيمفونية. وهي الحائزة على العديد من الجوائز والأوسمة المرموقة، بما في ذلك لقب "فنانة روسيا الفخرية". وتشغل أيضًا مناصب قيادية في منظمات ثقافية دولية، كما تشغل منصب المدير الفني والمدير العام لمسرح موسكو الإقليمي "انظر إلى الموسيقى". يُعد هذا الحفل الموسيقي المميز حدث لا ينسى لعشاق الموسيقى الكلاسيكية، حيث اجتمعت كل عناصر الإبداع والمتعة والجمال في اكتمالٍ لمشهدية موسيقية نادرة الحدوث، توّجها البرنامج الموسيقي الخلاب لتحفتَي تشايكوفسكي الخالدتين "روميو وجولييت" و"السمفونية الرابعة". في مستهل الحفل، كانت كلمة معبرة لرئيسة المعهد هبة القواس، خاطبت فيها عمق عنوان الاحتفالية بما يتضمنه من عدالة وسلام وجاء فيها: "أيها السائرون على خيوط هذا الوجود، في البدء، لم تكن الكلمة، ولا الحجر، في البدء، كان ارتجاف الوعي الأول: أنّ هذا الكون، بكل اتساعه، ظالمٌ إن تُرك بلا عدالة، وعقيمٌ إن غاب عنه السلام. السلام والعدالة، كائنان لا يسكنان النصوص ولا الشعارات، بل يتخلّقان في قلب كل من يؤمن أن الإنسان وُجد لا ليُستَعبَد، بل ليحلم .ولا ليُعاقب بالوحدة، بل ليُفتدى بالحبّ. لهذا اجتمعنا اليوم .في هذه الذكرى الخامسة والستين للكاتدرائية، نجدد العهد لا للمكان وحده، بل لما مثّله عبر الزمن: محرابُ من قاوم بالصلاة، ومن صارع بالأمل. ونأتي بالموسيقى، لا كترفٍ ولا تزيين، بل كقوة شافية، قادرة أن تزيح عن أرواحنا صدأ الخوف. نأتي بها عبر الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية الوطنية، هذا الجسد الحي الذي يعبر بنا فوق الجراح دون أن ينكرها، ويُحوّل الألم إلى مقطوعة حبّ خالدة. تحت قيادة دايانا غوفمان، تلك التي لا تقود بالعصا بل بالوعي العميق لإيقاع الروح، سنخوض الليلة رحلة إلى داخلنا، رحلة مع تشايكوفسكي برائعته روميو وجولييت وسمفونيته الرابعة. اصغوا الليلة اليه، إلى تشايكوفسكي، كمن يُعِدُّ نفسه لعبورٍ سرّي نحو حقيقة أعظم. فكل نغمة سهمٌ في فراغ العالم. وكل صمتٍ بين نوتتين... وطنٌ صغير يولد. مرحبًا بكم في موطن الحب والعدالة والسلام." ثم كانت كلمة مرحّبة لكاهن الكاتدرائية الأب رافي أوهانسيان الذي استشهد بمقولة جلال الدين الرومي "الموسيقى هي أزيز أبواب الجنة" للدلالة على رمزية الموسيقى الروحية والإنسانية العميقة، وربطها بعنوان الأمسية "السلام والعدالة"، وما يمثله هذان الشعاران للبشرية. وشكر أوهانسيان الكونسرفتوار ممثلاً برئيسته والأوركسترا والقائدة والموسيقيين على الحفل في مناسبة تأسيس الكاتدرائية الخامسة والستين، مرحّباً بالحضور. وقدّم الأب أوهانسيان إلى القواس هدية رمزية تجسّد الكاتدرائية. وبكل ما حملت من شحنات قيادية، افتتحت غوفمان الحفل بعصاها السحرية المتوهجة، وبحركة يديها الممسكتَين بسلطة القيادة، وبتعبيرات جسدها النحيف المتماهية مع كل حركة ونغمة ونوتة. فكانت انحناءاتها وتعبيراتها الجسدية كجسر عبور تجتازه مقدمة "روميو وجولييت" الشهيرة لتشايكوفسكي التي استهلت بها الحفل. في هذه المعزوفة، نجح العازفون في نقل جو الحب والمأساة عبر النغمات المتناغمة والمعبرة، فعكسوا ببراعة تقاطع المشاعر بين الحنين والرفض، بين العاطفة العميقة والنهاية المأساوية، في طغيان للـPianissimo على العمق الموسيقي للمعزوفة، الذي يُبرز اللمسات الدقيقة للعزف ويشعر الجمهور بأنهم يدخلون عالم روميو وجولييت بأحاسيسهم وأفكارهم، في محاكاة للوجد في قلوب العشاق. وفي أداء جارف للأوركسترا التي تحرّكها شراسة الحركة القيادية لغوفمان، اجتاحت موسيقى السمفونية الرابعة لتشايكوفسكي أنفاس الحضور وفضاء الكاتدرائية وخشوع الأروقة والأيقونات، في انعكاس عميق لنزاع الروح البشرية مع المصير الذي تتضمنه السمفونية. فدخل العازفون في نغمات مليئة بالحزن والوحدة، تُجسد الكوابيس الداخلية التي تصارع العقول والأنفس، وأدارت غوفمان تحولات الأجواء من الحزن إلى التفاؤل، من الكآبة إلى اللحظات المضيئة من الأمل، بأداء رشيق ومؤثر من جميع العازفين، في تداخل انسيابي للآلات الوترية والنفخ والإيقاعات والصنوج التي تردد صداها في الصمت المؤثّر والأسماع المتلهّفة إلى موسيقى تفتح في الروح نوافذ السحر والدهشة، فتحوّلت كل لحظة في الحفل إلى تجربة موسيقية لا تُنسى. وفي الأجزاء اللاحقة، يتبدل المزاج ليظهر الفرح المفاجئ كأنه التوق إلى الأمل، على الرغم من المحن المتتالية. فيبدأ العزف بشكل غامض ويتصاعد إلى مشهد مليء بالقوة والدرامية، ليُظهر تناغمًا ساحرًا بين العازفين الذين شكّلوا فسيفساء لحنيّة متجانسة الأقواس والأنامل، ولكن في ارتقاءٍ مختلف عند كل منهم إلى عالمه العزفي الخاص. روائع الموسيقى والتأليف والقيادة والعزف اجتمعت في هذا الحفل، لتبقى أصداؤها في الروح لوقت طويل بعد نهاية الأمسية. إنها لحظات من التجلي والانخطاف، حيث كانت الموسيقى أكثر من مجرد صوت يستبيح النفس بجلال وهيبة، بل كانت رحلة في أقاصي المطلق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store