logo
مرسي جميل عزيز، 45 عامًا على رحيل شاعر الألف أغنية.. وحكاية اتهامه بالإلحاد

مرسي جميل عزيز، 45 عامًا على رحيل شاعر الألف أغنية.. وحكاية اتهامه بالإلحاد

فيتو٠٩-٠٢-٢٠٢٥

مرسي جميل عزيز، شاعر غنائي، كتب أجمل الأغاني والكلمات، سمي بـ"جواهرجي الكلمة والأغنية"، والفكهاني وشاعر الألف أغنية، نظرًا لكتابته ما يقرب من ألف أغنية متنوعة بين الرومانسي والوطني والاجتماعي منها الأغاني الخفيفة والطويلة، غنى لكلماته كبار المطربين والمطربات، هو أشهر كُتاب الأغنية والأوبريت خلال نصف القرن الماضي، رحل عام 1980.
ولد مرسي جميل عزيز فى مثل هذا اليوم عام 1921، وحصل على البكالوريا من مدرسة الزقازيق الثانوية، والتحق بكلية الحقوق لتبدأ مسيرته مع الشعر، وكان أول ما كتبه من شعر في حياته قصائد متفرقة وهو لم يبلغ الخامسة عشر من عمره ونشرت أجزاء منها المجلات وعمل في بدايته في تجارة الفاكهة مع والده الذي كان من كبار التجار بالزقازيق.
'الفراشة' أولى أغانيه بالإذاعة
بدأ مرسى جميل عزيز مشواره مع الإذاعة عام ١٩٣٩، وأذيعت له أول أغنية من تأليفه ألحان رياض السنباطي باسم الفراشة، وفي العام نفسه انطلقت شهرته عندما كتب أغنية 'يا مزوق يا ورد في عود' التي غناها عبد العزيز محمود، واستمر إنتاجه الغنائي حتى أصبح الأكثر إنتاجًا ووصل إنتاجه لأكثر من ألف أغنية وسمي بـ"شاعر الألف أغنية" الذي وضع أغاني كانت سببًا في شهرة كبار المطربين كما كتب الأوبريت والقصة السينمائية والسيناريو والمقال.
الشاعر مرسى جميل عزيز
قال عنه الكاتب أنيس منصور هو "مهندس الأغنية" الذى أقام لها صرحًا عظيمًا متعدد الطوابق والأبواب والطرقات والنوافذ، وإذا كان نجيب محفوظ هو بطل الرواية العربية فإن مرسى جميل عزيز هو بطل الأغنية العربية.
موقف من أغاني عدوية
ويحكي سعيد عزيز شقيق الشاعر مرسى جميل عزيز حكاية ماحدث مع المطرب احمد عدوية فقد رفض مرسى كتابة أغنية له حين حضر لزيارته فى الزقازيق وقال "سكتى غير سكة عدوية".
سيرة الحب البداية مع أم كلثوم
كتب مرسي جميل عزيز أجمل وأشهر أغاني أم كلثوم منها:سيرة الحب، فات الميعاد، ألف ليلة وليلة التي كانت الأغنية الألف في حياته،وشدت بها أم كلثوم عام 1969، ومن هنا سمى بشاعر الألف أغنية، وسلسلة أغانيه معها جاءت بعد رفض مرسي الذهاب لها عدة مرات بناء على طلبها خوفا أن ينسب نجاحه لها خاصة أن كل نجاح مطرب كان مرتبطا بشاعر معين في تلك الفترة لدرجة أنها كانت توصفه بأنه "مريض نفسي" حتى اضطرت للذهاب إليه بنفسها بعد نجاحه الكبير.
غنى عبد الحليم حافظ لكلمات مرسى جميل عزيز بتلوموني ليه، حبك نار. وغنت له فايزة أحمد: أنا قلبي ليك ميال، بيت العز يا بيتنا، يامه القمر ع الباب، حيران، ياما الأسمراني. وكتب لصباح: مال الهوى ياما، وزي العسل، وبستاني يا بستاني. وكتب لشادية: على عش الحب، شباكنا ستايره حرير. ولمحمد فوزي كتب: بلدي أحببتك يا بلدي، أي والله، جرحونا الحبايب والله، الشوق الشوق. وغنى له محرم فؤاد: الحلوة داير شباكها، رمش عينه اللي جارحني. وغنت نجاة الصغيرة: إيه هو ده، أنا باستناك، غريبة منسية من يومي مظلومة. وغنت فيروز: سوف أحيا. ولمحمد قنديل: ياحلو صبح، ثلاث سلامات. ولحورية حسن: يابو الطاقية الشبيكة وغيرها.
كتب مرسى جميل عزيز أغاني 25 فيلما بدأها بـ "مبروك عليكي" عام 1949، وبعده فيلم "حسن ونعيمة" لمحرم فؤاد وسعاد حسنى، واختتمها بـ"مولد يا دنيا "عام 1976 مع عفاف راضى ومدبولى، وأبدع في القصيدة الشعرية، والأغاني الوطنية، وتنوع بين كتابة الأوبريت الغنائي والقصة القصيرة والسينمائية، كما كتب سيناريوهات بعض الأفلام.
معاناة واتهام بالإلحاد
بدأت معاناة الشاعر مرسى جميل عزيز عندما كتب أغنية "من غير ليه" ليغنيها المطرب عبد الحليم حافظ الذي أعجب بكلماتها، لكنه رحل قبل أن يغنيها، وظلت الأغنية حبيسة الأدراج لمدة 12 عامًا لدى شركة صوت الفن إلى أن قدمها الموسيقار محمد عبد الوهاب بصوته في حفل عام 1989.
شاعر الألف أغنية
وحقد أحد الصحفيين على نجاح الأغنية وعلى كاتبها مرسى جميل عزيز، وتقدم بشكوى إلى لجنة الفتوى بالأزهر بحجة وجود كوبليه في الأغنية اعتبره خروجًا عن الدين وهو يقول: 'جايين الدنيا ما نعرف ليه ولا رايحين فين ولا عاوزين إيه' بإنكار وجود الله، وبناء عليه أصدرت لجنة الفتوى بالأزهر حكمًا بوجود مخالفات شرعية في كلمات الأغنية.
دعوى قضائية ضد الشاعر والاغنية
وقام الصحفي برفع دعوى قضائية أمام محكمة الأمور المستعجلة لوقف إذاعة وإدانة كاتبها مرسي جميل عزيز، وتقدم المحامون وكتبت المقالات دفاعًا عن الشاعر الذي رحل قبل تقديم الأغنية وأنصفوه وأشادوا بكلماته طوال مشواره الشعري الغنائي، وبرأته المحكمة لكنه كان قد رحل.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المرأة تُسيطر على لجان تحكيم الدورة 25 من مهرجان روتردام للفيلم العربي
المرأة تُسيطر على لجان تحكيم الدورة 25 من مهرجان روتردام للفيلم العربي

مصرس

timeمنذ 8 ساعات

  • مصرس

المرأة تُسيطر على لجان تحكيم الدورة 25 من مهرجان روتردام للفيلم العربي

- القائمة تضم سلوى محمد علي وأمل عرفة وفاطمة البنوي قررت إدارة مهرجان روتردام للفيلم العربي، أن تتكوّن غالبية لجان تحكيم الدورة ال25 من النساء، التزامًا من المهرجان بإبراز صوت المرأة ومكانتها، وإيمانًا بدورها المؤثر في صناعة السينما، مشيرة إلى أن هذا التوجه جاء تماشيًا مع إعلان مدينة روتردام عام 2025 "سنة المرأة"، وقرار المهرجان تكريم المرأة العربية في السينما، مسلطًا الضوء على رموز فنية تركت بصمات خالدة في تاريخ الفن العربي، بالإضافة إلى الاحتفاء بالسيدة أم كلثوم، بمناسبة مرور 50 سنة على رحيلها.المهرجان الذي يُقام في الفترة من 28 مايو الجاري إلى 1 يونيو المقبل، تضم لجنة تحكيم مسابقته الروائية الطويلة الفنانة السورية أمل عرفة، والمخرج والمنتج المغربي خليل بنكيران، والفنانة السعودية فاطمة البنوي، كما يشارك في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة الفنانة المصرية سلوى محمد علي، والمخرج والمنتج السوري أحمد الحاج، والمخرجة والمنتجة السعودية رزان الصغير.ويشارك في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية المخرجة الهولندية إليزبيث فرانيا، والمنتج السينمائي العراقي د. حكمت البيضاني، والممثلة والمخرجة المغربية زكية الطاهري.وقال مدير المهرجان روش عبد الفتاح: هذا العام نحتفي بكوكب الشرق أم كلثوم، فهي من أبرز الأصوات التي لا تُنسى في تاريخ الموسيقى العربية، وما قدّمته من أغنيات سيظل خالدًا، فمن منا لم يستمتع بأغنيات مثل "الأطلال"، "إنت عمري"، و"ألف ليلة وليلة"، وغيرها من الأغاني التي لا تزال تُردّد حتى اليوم.وأضاف "روش": تركز دورة هذا العام على إبراز التنوع والثراء الفني الذي تقدمه السينما العربية، عبر منصة تعبّر عن الأحلام والرؤى الاجتماعية والإنسانية للمخرجين العرب سواء من داخل العالم العربي أو من المهجر، حيث سيُعرض خلال المهرجان الفيلم الوثائقي "عاشقات السينما" للمخرجة ماريان خوري.واستكمل روش عبد الفتاح حديثه قائلًا: الفيلم الوثائقي "عاشقات السينما" يوثّق حياة 6 نساء رائدات في السينما المصرية منذ بداياتها في العشرينيات، ومن بينهن المنتجة والممثلة اللبنانية الأصل آسيا داغر التي ساهمت في إنتاج العديد من الأفلام المصرية، وبهيجة حافظ أول امرأة مصرية تؤلف الموسيقى التصويرية للأفلام، وكانت أيضًا مخرجة وممثلة، وكذلك المنتجة والفنانة ماري كويني التي ساهمت في تطوير صناعة السينما المصرية، وعزيزة أمير أول منتجة ومخرجة وممثلة مصرية، وقدمت أول فيلم مصري صامت بعنوان "ليلى"، والفنانة والمخرجة فاطمة رشدي الملقبة ب"سارة برنار الشرق"، والتي أسّست فرقة مسرحية خاصة بها، والفنانة والمنتجة أمينة محمد التي ساهمت في إثراء السينما المصرية بأعمالها المميزة.ويُسلّط الفيلم الوثائقي "عاشقات السينما" الضوء على التحديات التي واجهتها هؤلاء الرائدات في مجتمع محافظ، وكيف تمكّنّ من ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ السينما المصرية.ويشهد المهرجان هذا العام حضورًا لعدد من النجمات والسينمائيات العربيات، ومنهن الفنانة المصرية ليلى علوي ضيفة شرف المهرجان، وسيُعرض فيلمها "سمع هوس"، بالإضافة إلى الفنانة هنا شيحة، والفنانة سلوى محمد علي، والفنانة السورية أمل عرفة، والفنانة التونسية درة زروق حيث سيُعرض فيلمها "وين صرنا"، والفنانة السعودية فاطمة البنوي، والفنانة التونسية عفاف بن حمود، والفنانة المغربية زكية الطاهري.ويُعدّ هذا التكريم والاحتفاء بالمرأة العربية في السينما خطوة لتسليط الضوء على إسهاماتها وتاريخها الغني في هذا المجال.كان مهرجان روتردام للفيلم العربي قد أعلن مؤخرًا عن قائمة الأفلام المشاركة في دورته الخامسة والعشرين، وتُعد هذه الدورة استثنائية بكل المقاييس، إذ تأتي احتفالًا بمرور 25 عامًا على انطلاقة المهرجان، حيث يُقدّم المهرجان هذا العام 37 فيلمًا ضمن برامجه المتنوعة في صالات العرض، وإلى جانب العروض السينمائية يُقدّم المهرجان أيضًا 32 فيلمًا قصيرًا عبر الإنترنت من خلال منصة وذلك لتوسيع دائرة الوصول إلى جمهور أوسع داخل هولندا.

مهرجان روتردام للفيلم العربي يحتفي بالفيلم الوثائقي عاشقات السينما في دورته ال25
مهرجان روتردام للفيلم العربي يحتفي بالفيلم الوثائقي عاشقات السينما في دورته ال25

مصرس

timeمنذ 8 ساعات

  • مصرس

مهرجان روتردام للفيلم العربي يحتفي بالفيلم الوثائقي عاشقات السينما في دورته ال25

- سيطرة نسائية على لجان التحكيم.. والقائمة تضم سلوى محمد على وأمل عرفة وفاطمة البنوى قررت إدارة مهرجان روتردام للفيلم العربى، أن تتكوّن غالبية لجان تحكيم ال 25 من النساء، التزاما من المهرجان بإبراز صوت المرأة ومكانتها، وإيمانا بدورها المؤثر فى صناعة السينما، مشيرة إلى أن هذا الاتجاه جاء تماشيًا مع إعلان مدينة روتردام عام 2025 «سنة المرأة»، وقرار المهرجان تكريم المرأة العربية فى السينما، مسلطًا الضوء على رموز فنية تركت بصمات خالدة فى تاريخ الفن العربى، بالإضافة إلى الاحتفاء بالسيدة أم كلثوم، بمناسبة مرور 50 سنة على رحيلها.المهرجان الذى يقام فى الفترة من 28 مايو الجارى إلى 1 يونيو المقبل، تضم لجنة تحكيم مسابقته الروائية الطويلة الفنانة السورية أمل عرفة، والمخرج والمنتج المغربى خليل بنكيران، والفنانة السعودية فاطمة البنوى، كما يشارك فى لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة الفنانة المصرية سلوى محمد على والمخرج والمنتج السورى أحمد الحاج، والمخرجة والمنتجة السعودية رزان الصغير.ويشارك فى لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية المخرجة الهولندية إليزبيث فرانيا، والمنتج السينمائى العراقى د. حكمت البيضانى، والممثلة والمخرجة المغربية زكية الطاهرى.وقال مدير المهرجان روش عبد الفتاح: هذا العام نحتفى بكوكب الشرق أم كلثوم، فهى من أبرز الأصوات التى لا تنسى فى تاريخ الموسيقى العربية، وما قدمته من أغنيات سيظل خالدا فمن منا لم يستمتع بأغنيات مثل «الأطلال»، «إنت عمرى»، و«ألف ليلة وليلة»، وغيرها من الأغانى التى لا تزال تُردد حتى اليوم.وأضاف «روش»: تركز دورة هذا العام على إبراز التنوع والثراء الفنى الذى تقدّمه السينما العربية، عبر منصة تعبّر عن الأحلام والرؤى الاجتماعية والإنسانية للمخرجين العرب سواء من داخل العالم العربى أو من المهجر، حيث سيُعرض خلال المهرجان الفيلم الوثائقى «عاشقات السينما» للمخرجة ماريان خورى.واستكمل روش عبد الفتاح حديثه قائلاً: الفيلم الوثائقى «عاشقات السينما» يوثق حياة 6 نساء رائدات فى السينما المصرية منذ بداياتها فى العشرينيات، ومن بينهن المنتجة والممثلة اللبنانية الأصل آسيا داغر التى ساهمت فى إنتاج العديد من الأفلام المصرية، وبهيجة حافظ أول امرأة مصرية تؤلف الموسيقى التصويرية للأفلام، وكانت أيضًا مخرجة وممثلة، وكذلك المنتجة والفنانة مارى كوينى التى ساهمت فى تطوير صناعة السينما المصرية، وعزيزة أمير أول منتجة ومخرجة وممثلة مصرية، وقدمت أول فيلم مصرى صامت بعنوان «ليلى»، والفنانة والمخرجة فاطمة رشدى الملقبة ب«سارة برنار الشرق»، والتى أسست فرقة مسرحية خاصة بها والفنانة والمنتجة أمينة محمد التى ساهمت فى إثراء السينما المصرية بأعمالها المميزة.ويُسلط الفيلم الوثائقى «عاشقات السينما» الضوء على التحديات التى واجهتها هؤلاء الرائدات فى مجتمع محافظ، وكيف تمكنّ من ترك بصمة لا تُنسى فى تاريخ السينما المصرية.ويشهد المهرجان هذا العام حضورًا لعدد من النجمات والسينمائيات العربيات ومنهنّ الفنانة المصرية ليلى علوى ضيفة شرف المهرجان، وسيُعرض فيلمها «سمع هوس»، بالإضافة إلى الفنانة هنا شيحة والفنانة سلوى محمد على والفنانة السورية أمل عرفة والفنانة التونسية درة زروق حيث سيُعرض فيلمها «وين صرنا»، والفنانة السعودية فاطمة البنوى والفنانة التونسية عفاف بن حمود والفنانة المغربية زكية الطاهرى.ويعد هذا التكريم والاحتفاء بالمرأة العربية فى السينما خطوة لتسليط الضوء على إسهاماتها وتاريخها الغنى فى هذا المجال.كان مهرجان روتردام للفيلم العربى أعلن مؤخرًا عن قائمة الأفلام المشاركة فى دورته الخامسة والعشرين، وتُعد هذه الدورة استثنائية بكل المقاييس، إذ تأتى احتفالًا بمرور 25 عامًا على انطلاقة المهرجان، حيث يقدم المهرجان هذا العام 37 فيلمًا ضمن برامجه المتنوعة فى صالات العرض، وإلى جانب العروض السينمائيّة يقدّم المهرجان أيضًا 32 فيلمًا قصيرًا عبر الإنترنت من خلال منصة وذلك لتوسيع دائرة الوصول إلى جمهور أوسع داخل هولندا.

جريمة نبش القبور الأدبية: عندما نصحو على فضائح الراحلين.. !
جريمة نبش القبور الأدبية: عندما نصحو على فضائح الراحلين.. !

الأسبوع

timeمنذ 20 ساعات

  • الأسبوع

جريمة نبش القبور الأدبية: عندما نصحو على فضائح الراحلين.. !

محمد سعد عبد اللطيف كاتب وباحث في الجيوسياسية بقلم - محمد سعد عبد اللطيف في زمنٍ اختلط فيه الترفيه بالإعلام، وتحول النقد إلى حفريات في مقابر الرموز، بات من المألوف أن نصحو على "فضيحة جديدة" من حياة راحلٍ عظيم، وكأن الأموات لم ينالوا ما يكفيهم من الإنهاك في حياتهم، حتى يأتي دورنا لنُكمِل عليهم بعد مماتهم. من عبد الحليم حافظ إلى سعاد حسني، من أم كلثوم إلى جمال عبد الناصر، أصبحنا في زمن لا يبحث عن حقيقة، ولا عن تاريخ، بل عن شبهة، وصورة، و"بوست" قابل لإعادة التدوير في ساحة المحكمة الكبرى المسماة: وسائل التواصل الاجتماعي. في هذا المقال الساخر - الجاد في مرآته - أكتب بمرارةٍ وغضب، وشيءٍ من السخرية النبيلة، عن هوايتنا القومية الجديدة: نبش القبور.. هوايتنا القومية الجديدة! من عجائب هذا الزمان أن تتحوّل الكتابة إلى حفّار قبور، وأن يرتدي القارئ عباءة "النيابة العامة" في محكمة التاريخ، لا لشيء سوى محاكمة الموتى بتهمٍ لم تُسجَّل في دفاترهم ولا على شواهدهم. بات النقد عندنا أقرب إلى برنامج فضائحي لا يحتاج إلا إلى "بوست" مفبرك، أو فيديو مجتزأ، وتغريدة منسيّة يُعاد تدويرها تحت عناوين مثيرة: "السر الذي أخفاه عبد الحليم"، أو "صندوق أسرار أم كلثوم"، أو "من كان ناصر يخشاه؟". في بلادنا، لا تكتمل مائدة الإفطار إلا بصحنٍ ممتلئٍ بفضائح قديمة، ومعلّبات من حياة الراحلين. أصبح لدينا طقسٌ جديد أشبه بمراسم عاشوراء، لكن بدلاً من اللطم، نحن "ننبش" ونحلل ونتساءل: هل تزوّج عبد الحليم حافظ من سعاد حسني؟ هل كان جمال عبد الناصر يعرف من كتب البيان الأول؟ هل كانت أم كلثوم ترتدي نظارتها الشمسية لتُخفي دمعة حب أم سخطاً سياسياً؟ جيلٌ بأكمله - بعضه لم يُولد بعد، أو كان لا يزال يرضع من ثدي الإعلام الرسمي - يتقمّص الآن دور المحقق كونان، لكن بمصادره الخاصة: "قرأت بوست"، "شاهدت فيديو على تيك توك"، "قال لي أحدهم في المقهى". تحوّل التاريخ إلى مساحةٍ للثرثرة، والأعراض إلى فقراتٍ للترفيه، والسيرة الذاتية إلى فقرةٍ مسلية قبل النوم. نحن لا نقرأ، نحن نتلصص. لا نبحث عن الحقيقة، بل عن الإثارة، عن الشبهة، عن صورة تُستخدم كدليل إدانة في محكمة فيسبوك الكبرى. ربما تكمن المشكلة في تعريفنا للبطولة والقدوة. حين يغيب المشروع الجماعي، يصبح كل فرد مشروع قاضٍ، أو بالأحرى مشروع مؤرخ حَشري، يحشّ في سيرة العظماء، ويشكك في كل شيء: هل كتب نزار قباني أشعاره وحده؟ هل ماتت أمينة رزق عذراء فعلاً؟ هل كان توفيق الحكيم مؤمناً بالله أم فقط بالريجيم؟ نعيش عصر "ما بعد القبر". مات عبد الناصر؟ لنفتّش في مراسلاته مع هيكل. ماتت سعاد؟ فلنبحث عن صورة لعقد الزواج.. ! غاب عبد الحليم؟ لنُكمل ما بدأته الصحف الصفراء: من دفن أسراره؟ ومن نكأ الجراح؟ الفلسفة هنا أن الحياة لم تعد تُرضينا، فنبحث عن الإثارة في الموتى. السياسة مملة، الاقتصاد موجع، والواقع شحيح.. فلا بأس من إثارة الغبار فوق رفات من رحلوا. لكن مهلاً، أليس هذا إرثاً ثقافياً متجذّراً؟ ألم يبدأ كل شيء منذ جلسات النميمة الريفية تحت ضوء القمر، حين كان الناس يتحدثون عن من هربت مع من، ومن تزوّج سراً، ومن أكل "ورقة الطلاق"؟ الفرق الوحيد الآن أن القمر أصبح شاشة هاتف، والقرية تحوّلت إلى قريةٍ افتراضية. في النهاية، قد نُصاب بشللٍ فكري. فمن يبحث عن فضيحة لا يصنع بطولة، ومن يُفتّش في أوراق الأمس لا يكتب سطور الغد. فلندع عبد الحليم يغني، وسعاد تضحك، وناصر يحلم، ولتَنَم قبورهم في سلام، لأنهم - على الأقل - حاولوا أن يحيوا في زمنٍ كان يستحق الحياة. أما نحن، فنحيا لنحاكم الأموات! ولعل أصدق ما في هذه السخرية أنها كُتبت بمداد الغضب لا الهزل. ففي زمنٍ كهذا، وحدها الكتابة الساخرة تصلح مرآةً لعقلٍ مأزوم.. .أو وطنٍ يعيد تدوير ماضيه في سوق النميمة! محمد سعد عبد اللطيف - كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية [email protected]

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store