
كشف هوية محام سعودي عَمِل في سفارة بلاده في واشنطن وارتبط اسمه بانتحار طالبة سعودية عابرة جندرياً
في مارس / آذار 2023، نشرت الشابة السعودية العابرة جندرياً، إيدن نايت، رسالتها الأخيرة على منصة إكس (تويتر سابقاً) قبل لحظات من إنهاء حياتها. سبّبت الرسالة التي شاهدها أكثر من 35 مليون شخص صدمة لأصدقائها ومتابعيها. الرسالة ذكرت أن محامياً في الولايات المتحدة، حيث كانت تحاول طلب اللجوء، أقنعها بالعودة إلى السعودية، وادّعت إيدن أن عائلتها استأجرت أشخاصاً لحثها على العودة إلى السعودية.
تمكنت بي بي سي من تحديد هوية هذا المحامي، وهو بدر العمير، الذي عمل سابقاً في السفارة السعودية في الولايات المتحدة. وتشير الأدلة إلى ارتباطه بحالات عودة مثيرة للجدل لعدة طلاب سعوديين من الولايات المتحدة، من بينهم اثنان وُجهت إليهما لاحقاً تهم بالقتل.
تواصلنا مع بدر العمير فيما يتعلق بنتائج تحقيقنا، لكننا لم نتلق رداً.
نشأت إيدن بين عالمين: السعودية والولايات المتحدة. كانت إيدن تنتمي إلى إحدى العائلات المرموقة في المملكة، التي سجلتها تحت اسم مختلف عند الولادة. بعد انتقالها إلى ولاية فيرجينيا عام 2019 حيث درست علوم الحاسوب في جامعة جورج ميسون، بمنحة من برنامج الابتعاث السعودي، قررت في أوائل عام 2022 أن تعيش كامرأة، فبدأت بارتداء ملابس أنثوية وتناول الهرمونات الخاصة بالنساء.
وجدت إيدن مجتمعاً داعماً على "إكس" ومنصة الدردشة الجديدة "ديسكورد"، حيث شعرت بالقبول وبدأت في تكوين قاعدة متابعين على الإنترنت. في أحد منشوراتها، شاركت صورة لبطاقتها السعودية حيث تظهر بالزي السعودي التقليدي إلى جانب صورة لمظهرها الجديد كأنثى، وسرعان ما انتشرت الصورة على نطاق واسع.
"كان جزء كبير من حياتها في السعودية تحت المراقبة. والدها صاحب نفوذ كبير، ووالدتها شديدة الصرامة. كانوا يراقبونها عن كثب لمنعها من الخروج عن الإطار الذي أرادوا أن تكون عليه."
العبور الجندري في السعودية مرفوض من المجتمع والحكومة، وقد يؤدي إلى الاعتقال. عند إدراكها بأن عائلتها لن تتقبلها اتخذت إيدن القرار الصعب بقطع علاقتها بهم. تحدثنا إلى عدة سعوديين عابرين يعيشون الآن خارج المملكة، وأخبرونا عن المضايقات التي تعرضوا لها، وفي بعض الحالات، عن العنف الذي واجهوه.
لذلك، كانت العودة إلى السعودية قد تشكل تحدياً كبيراً لإيدن. فقد أخبرت أصدقاءها أن تأشيرتها الدراسية كانت على وشك الانتهاء، وذلك في نفس الفترة التي انتشرت فيها إحدى تغريداتها بشكل واسع، مما أدى إلى تواصل جهات حكومية سعودية معها. دفعها ذلك إلى طلب اللجوء في الولايات المتحدة لضمان بقائها هناك بشكل دائم.
قالت إيدن إنها تلقت رسالة من صديق قديم في السعودية وضعها على اتصال مع المحقق الأمريكي الخاص مايكل بوكالكو. ووفقاً لصديقها هيدن، الذي كانت تعيش معه في ولاية جورجيا في ذلك الوقت، فقد عرض بوكالكو مساعدتها في طلب اللجوء، والعمل على إصلاح علاقتها مع عائلتها.
شارك أصدقاء آخرون مع بي بي سي رسائل من إيدن، قالت فيها إن مايكل بوكالكو أخبرها بضرورة الانتقال من جورجيا إلى واشنطن العاصمة من أجل تقديم طلب اللجوء.
وفقاً لآخر رسالة نشرتها على إكس، في أواخر أكتوبر / تشرين الأول 2022، استقبل المحقق الخاص بوكاليكو إيدن عند وصولها بالقطار إلى العاصمة الأمريكية. وذكرت أنه كان برفقته محامٍ سعودي يُدعى بدر.
وقالت في منشورها الأخير: "كنت متفائلة واعتقدت أن هذا قد ينجح" وأوضحت أن بدر أسكنها في شقة على أطراف واشنطن العاصمة، وأخذها في جولات سياحية في المدينة.
رسالة انتحار إيدن هي المصدر الوحيد لما حدث في شهورها الأخيرة. لكن أصدقاءها شاركوا مع بي بي سي رسائلهم الخاصة، وتمكنت وحدة تحقيقات البي بي سي من استعادة منشورات من حساباتها القديمة على إكس.
مع مرور الوقت، بدأت إيدن التشكيك في نوايا محاميها بدر. ووفقاً لرسائلها، كتبت إيدن لأصدقائها أن بدر كان يحاول إجبارها على العودة عن عبورها. وقالت إنه حاول التخلص من جميع ملابسها النسائية، وأخبرها بضرورة التوقف عن العلاج الهرموني.
كما أخبرت إيدن أصدقاءها أن بدر نصحها بعدم تقديم طلب اللجوء في الولايات المتحدة، وأبلغها بأنها يجب أن تعود إلى السعودية للقيام بذلك. لكن خبيراً في شؤون الهجرة في الولايات المتحدة قال إن هذه النصيحة غير صحيحة.
وفي ديسمبر / كانون الأول 2022، أرسلت إيدن رسالة إلى أصدقائها قالت فيها: "أنا عائدة [إلى السعودية] مع محامٍ، آمل الأفضل." وتوضح رسالة انتحارها التي نشرتها على إكس أن هذا المحامي كان شخصاً يُدعى بدر.
لم يمضِ وقت طويل قبل أن تكتشف إيدن أن العودة كانت خطأً فادحاً.
أرسلت إيدن رسالة إلى أصدقائها تخبرهم فيها أن والداها صادرا جواز سفرها، وأن السلطات طلبت منها إغلاق حساباتها الإلكترونية. كما أخبرت أصدقاءها أنها تملك أدلة على أن والديها استأجرا أشخاصاً لإعادتها إلى السعودية، لكنها لم تشارك تلك الأدلة معهم.
وقالت لأحد أصدقائها: "المحامي الذي كان يساعدني في طلب اللجوء كان يعمل مع والديّ من وراء ظهري."
على مدار الأشهر التالية، يقول أصدقاؤها إنها فقدت أي أمل في الهروب من السعودية. عملت في وظيفة مبتدئة في شركة تقنية، وظهرت علناً بملابسها الذكورية. لكنها أرسلت رسالة إلى أحد أصدقائها تقول فيها إنها كانت تحاول الاستمرار في تناول الهرمونات الأنثوية، التي صادرها والداها مراراً وتكراراً.
كما أخبرت أصدقاءها بأنها تعرضت للإساءة اللفظية باستمرار، وأرسلت لهم مقطع فيديو، اطلعنا عليه، كانت قد سجلته سراً، يُسمع فيه أحد أفراد عائلتها وهو يصرخ قائلاً إنها تعرضت لغسيل دماغ بسبب معيشتها في الغرب.
في 12 مارس 2023، أنهت إيدن حياتها.
أردنا العثور على المحامي الذي اتهمته إيدن بإقناعها على التراجع عن عبورها والسفر إلى السعودية، من أجل سؤاله عن الأحداث التي سبقت وفاتها.
بحثنا عن محامين يحملون هذا الاسم في منطقة واشنطن العاصمة، وظهر اسم بدر العمير. لم يكن هناك الكثير من المعلومات عنه على الإنترنت، لكن دليلاً قديماً للمحامين العاملين في الرياض كشف عن اسمه الكامل باللغة العربية، مما قادنا إلى حساب غير نشط على فيسبوك يحتوي على صورة له في كلية هارفارد للقانون.
في الرسائل التي أرسلتها إيدن إلى أصدقائها، ذكرت أن محاميها تلقى تعليمه في هارفارد.
بعد ذلك، شارك أحد أصدقاء إيدن صورة التقطتها إيدن من الشقة التي أسكنها فيها بدر العمير. تمكنا من تحديد موقعها الجغرافي، حيث تبين أنها تقع في مجمع سكني على أطراف واشنطن العاصمة.
أخبرنا شخص في المجمع السكني أنه كان يعرف إيدن، وأنه رآها برفقة بدر العمير.
وقال إن إيدن كانت تمتلك ملابس نسائية ومجوهرات ومستحضرات تجميل، لكنها كانت تضطر لإخفائها عندما يأتي بدر. وأضاف أن بدر أجبرها على قص شعرها.
وقال الشاهد: "كان مخطط بدر منذ البداية هو إعادتها إلى السعودية بأسرع وقت ممكن."
حاولنا مراراً وتكراراً التواصل مع بدر العمير، لكنه لم يرد. وعندما زرنا عنوان العمل المسجل باسمه في نقابة المحامين بواشنطن العاصمة، رأينا رجلاً يشبه صوره يركب سيارة BMW فارهة ويغادر المكان.
BBC
تتبعنا السيارة ولاحظنا أن لوحة أرقامها كانت مميزة، حيث أشار الرمز الموجود عليها إلى أن لوحة السيارة صادرة عن السفارة السعودية في واشنطن العاصمة، وأن سائقها أحد موظفي السفارة.
أخبرنا محامٍ أمريكي سبق أن عمل مع بدر العمير أن دوره في السفارة كان دعم الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة. كما عثرنا على تقارير إخبارية تسلط الضوء على أنشطته، مثل مساعدته طلاباً سعوديين أصبحوا بلا مأوى بعد إعصار ضرب ولاية فلوريدا.
لكننا اكتشفنا أيضاً أن دوره امتد إلى أنشطة أخرى مثيرة للجدل.
في 13 أكتوبر 2018، استجوبت الشرطة الأمريكية طالبين سعوديين، عبد الله حريري وسلطان السحيمي، بشأن مقتل مغني راب صاعد في ولاية كارولاينا الشمالية، حسب تقارير ذكرت أنه تعرض للطعن خلال شجار معهما.
بعد نحو شهرين، تم توجيه تهم القتل إليهما لكنهما كانا قد غادرا الولايات المتحدة بالفعل.
أطلعنا مصدر عمل مع بدر على رسالة بريد إلكتروني يقول إنها تحتوي على مرفقات تُظهر أن الحريري كان على متن رحلة عائدة إلى السعودية بعد أربعة أيام فقط من حادثة الطعن. وتضمنت المرفقات تفاصيل الرحلات التي أخبرنا المصدر بأن بدر العمير قام بترتيبها لكل من الحريري والسحيمي.
لم يُعلق بدر أو أي من الطالبين علنًا على القضية.
وتكشف رسالة البريد الإلكتروني أن العمير تلقى فاتورة حجز رحلات الطيران بعد شهر واحد من مغادرتهما. وقال مصدرنا إن العمير ربما استخدمها لاسترداد المبلغ من السفارة السعودية.
وذكر مصدر آخر أنه عمل مع بدر العمير في تمثيل العشرات من الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة في قضايا قانونية، تتراوح من مخالفات السرعة إلى القيادة تحت تأثير الكحول.
BBC
"كان بدر يحضر الاجتماعات ومعه استمارة باللغة العربية تحمل شعار السفارة السعودية، يطلب من الطلاب التوقيع عليها، متعهدين بسداد الرسوم القانونية للحكومة السعودية عند عودتهم هناك."
وقال إن الطلاب كانوا يحضرون جلستهم الأولى أمام المحكمة، ثم يختفون قبل أي جلسات لاحقة، لم تستطع البي بي سي من التحقق ما إذا كان لاختفاء الطلبة الآخرين أي علاقة ببدر العمير.
في عام 2019، حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي من أن مسؤولين سعوديين ربما سهلوا تهرب مواطنين سعوديين من الإجراءات القانونية في الولايات المتحدة.
وجاء في التقرير:
"يُقيّم مكتب التحقيقات الفيدرالي أن مسؤولين في المملكة العربية السعودية يساعدون، وبدرجة شبه مؤكدة، المواطنين السعوديين المقيمين في الولايات المتحدة على تجنب المسائلة القانونية، مما يقوّض النظام القضائي الأمريكي. وقد تم التوصل إلى هذا التقييم بثقة عالية."
أخبرتنا مصادر أن بدر العمير لا يزال يعيش ويعمل في الولايات المتحدة. وهو يمتلك عدة عقارات تجارية في محيط واشنطن العاصمة، ويبدو أنه أسس شركة محاماة جديدة في ولاية فيرجينيا في أغسطس 2024، حيث تم تسجيله كشريك في الشركة.
مايكل بوكاليكو، بدر العمير، والسفارة السعودية في واشنطن العاصمة لم يردوا على أسئلتنا.
تواصلنا مع عائلة إيدن لسؤالهم عما إذا كانوا يريدون المشاركة في هذه القصة، لم نتلق رداً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ يوم واحد
- شفق نيوز
ما أول ما قالته طبيبة الأطفال عن مقتل تسعة من أبنائها في غارة إسرائيلية بغزة؟
أقول لها من هول الصدمة: "الأولاد راحوا يا آلاء". فتجيبني بإيمان وتسليم: "هم أحياء عند ربهم يرزقون". هكذا روت سحر النجار، صيدلانية من قطاع غزة، وشقيقة الطبيبة المكلومة آلاء النجار التي فقدت تسعة من أطفالها في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم ليلة أمس في منطقة قيزان النجار، جنوبي محافظة خان يونس لبودكاست "غزة اليوم"، اللحظات الأولى التي مرت عليهم بعد الحادث الأليم، ومضت تقول: "أمهم حالياً في حالة صدمة، ولا أخشى عليها سوى من لحظة الانهيار التي ستلحق بلحظات الصمود التي تمر بها الآن، يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، سيدرا تسعة فراشات أكبرهم عمره 12 عاماً وأصغرهم ستة شهور جميعهم (الأطفال الكبار) حافظون لكتاب الله والفرق بين كل منهم والآخر سنة واحدة فقط لا غير، تسعة من أصل عشرة أطفال فقدتهم أمهم دفعة واحدة، الناجي الوحيد من هذه المذبحة كان طفلها آدم الذي يرقد حالياً في العناية المركزة وحالته مستقرة بعد إجرائه عمليتين جراحيتين عاجلتين". وتضيف: "شقيقتي تلقت نبأ مقتل أطفالها التسعة وهي تحاول إنقاذ حياة أطفال الناس بمجمع ناصر الطبي حيث تعمل طبيبة أطفال، ظلت تركض في الشارع باتجاه المنزل كي تتمكن من إلقاء نظرة وداع عليهم، لكننا لم نستطع تمييز الجثث كلهم أشلاء.. كلهم متفحمين". وتنفي النجار أي علاقة لهم بحركة حماس، مشيرة إلى أن ما تعرضوا له لا يمكن وصفه إلا بأنه "سيناريو بشع لم يخطر ببال أحد". وتقول في شهادتها المؤلمة: "نحن عائلة طبية، يعمل معظم أفرادها في مهن وتخصصات طبية مختلفة. لذلك لا يوجد أي مبرر لهذا الاستهداف". وتضيف: "كل ما كنا نبحث عنه هو الأمان، ولهذا تمسكنا بالبقاء في المنزل مجتمعين، ظناً منا أن البقاء معاً سيحمينا. كنا نعرف أن لا أحد يخلّد في هذه الدنيا، لكن أن تفقد تسعة أطفال دفعة واحدة، كانوا قبل لحظات فقط يركضون ويلعبون حولك، ويأكلون معك، فهذه فاجعة لا يمكن لعقل أن يستوعبها". وتتابع: "لحظة الاستهداف كانت قاسية بشكل لا يوصف. استهدفوا بدروم (الطابق السفلي) المنزل بانفجار هائل، رغم علمهم أن من فيه ليسوا سوى أطفال". عائلة النجار وعن الساعات التي سبقت القصف تقول: "كنا محاصرين في شارع أسامة النجار واتصلنا مع الصليب الأحمر لنستغيث به بعد ضربة إسرائيلية كانت قريبة جداً من منزلنا فشعرنا بالخطر خاصة مع استمرار تحليق الطائرات الإسرائيلية وتوالي الضربات الجوية التي تستهدف المنازل". وتصف الحالة بالقول: "مع كل قذيفة كانت قلوبنا ترج داخل ضلوعنا، إلى أن تم استهداف منزلنا بصاروخ لم ينفجر، فهرولت إلى والدي الذي كان يحاول تهدئتنا وطلب منا أن نرفع راية بيضاء كي يتركنا الجيش الإسرائيلي نمر بسلام لمنزل خالي لكنهم استهدفونا مرة أخرى وحدث ما حدث". يقول الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت "عدداً من المشتبه بهم" في خان يونس يوم الجمعة، وإن "الادعاء المتعلق بإلحاق الضرر بالمدنيين غير المشاركين قيد المراجعة". ويؤكد المدير العام لوزارة الصحة بقطاع غزة منير البرش في منشور له عبر منصة إكس أن الدكتورة آلاء اختصاصية أطفال في مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي، قائلاً: " لديها عشرة أبناء، أكبرهم لم يتجاوز 12 عاماً. خرجت مع زوجها الدكتور حمدي النجار ليوصلها إلى عملها، وبعد دقائق فقط من عودته، سقط صاروخ على منزلهم. استُشهد تسعة من أطفالهما". وبقي طفل وحيد مصاب وزوجها الدكتور حمدي الذي يرقد الآن في العناية المركزة. مضيفاً: "هذا ما يعيشه كوادرنا الطبية في قطاع غزة؛ الكلمات لا تكفي لوصف الألم. في غزة، لا يُستهدف الكادر الطبي فحسب، بل يُمعن الاحتلال الإسرائيلي في الإجرام، ويستهدف عائلات بأكملها". كما قدم مجمع ناصر الطبي العزاء للطبيبة النجار عبر منصة فيسبوك ونشر قائمة بأسماء أطفالها الذين فقدتهم. "أدركنا أن الأمل قد انتهى" يروى علي، شقيق الدكتور حمدي محمد، تفاصيل استهداف منزل شقيقه الذي راح ضحيته تسعة من أطفاله، في حديثه لبودكاست "غزة اليوم"، متسائلاً عن سبب استهداف شخص كرّس حياته لأسرته وخدمة مجتمعه. ويقول: "تم استهداف منزلي بالتزامن مع منزل شقيقي، الذي لم يتمكن من النزوح بسبب عدد أفراد أسرته الكبير. كان يومياً يُقلّ زوجته إلى المستشفى لأداء واجبها الإنساني، ثم يعود لرعاية أطفاله، إلى جانب عمله في مستوصفه الطبي الخاص". ويضيف مستنكراً: "هل من المعقول أن يكون ملاحقاً أمنياً وهو يلتزم بهذا الروتين اليومي، ولم يغيّر محل سكنه منذ بداية الحرب؟ كان يدير أيضاً صيدلية يملكها، ويواصل حياته بشكل طبيعي. فلماذا يتم استهدافه ومحاولة قتله؟". ويقول: "فور علمي بما حدث لم أتمكن من انتظار الدفاع المدني هرولت لمنزل شقيقي ولم أخشَ الموت كل ما كنت أفكر فيه أنه بإمكاني أن انقذ ولو طفل من أطفاله، وبالفعل وجدته وابنه آدم ملطخان بدمائهما ملقيان على الأسفلت، وهنا كان رجال الدفاع المدني قد وصلوا فساعدوني على حمل شقيقي لسيارتي وهرولت به وبنجله للمستشفى في محاولة لإنقاذ حياتهما". ويتابع: "عدت بعدها إلى موقع الحادث لمساعدة فرق الدفاع المدني في انتشال باقي أفراد العائلة. كان المنزل قد تحول إلى ركام، والجميع بداخله. حينها أدركنا أن الأمل قد انتهى، وأن من في الداخل قد فارقوا الحياة". ويروي اللحظة الأكثر تأثيراً عندما تفاجأ بزوجة أخيه تقف إلى جانبه "تتابع بعينيها عمليات انتشال الجثامين لكنها لم تتعرف على أول ثلاث جثث، وفور انتشالنا للجثة الرابعة صرخت بنا: (هذه ريفان.. أعطيني إياها)، ثم حضنتها، وكأنها تحاول أن تودعها للمرة الأخيرة، لكن زوجة أخي كانت تتعشم أنها على قيد الحياة وتحاول إفاقتها". ومضى قائلاً بحسرة:" لم نتمكن سوى من انتشال سبع جثث دفناهم جميعاً في قبرين، ولا يزال اثنان من الأطفال مفقودين، أتعهد بالبحث عنهما حتى أجدهما وأكرم مثواهما".


شفق نيوز
منذ 2 أيام
- شفق نيوز
الفوضى تتفشى في غزة بينما ينتظر "السكان اليائسون" وصول الطعام
تسببت كمية الغذاء المحدودة التي وصلت إلى غزة بعد رفع الحصار الإسرائيلي جزئياً، في انتشار الفوضى، مع استمرار انتشار الجوع بين سكان القطاع. فقد اكتظت المخابز التي توزع الطعام بالحشود وأُجبرت على الإغلاق يوم الخميس، وفي الليل هاجم لصوص مسلحون قافلة مساعدات، ما أدى إلى تبادل إطلاق النار مع مسؤولي أمن حماس، الذين استهدفتهم غارة لطائرة إسرائيلية مُسيرة، بحسب شهود عيان. وتؤكد الحادثة التي وقعت في وسط غزة، ورواها شهود عيان وصحفيون محليون ومسؤولون من حماس لبي بي سي، على تدهور الوضع الأمني في غزة، حيث انهارت حكومة حماس وعمّت الفوضى. ووقعت الحادثة أثناء توجه قافلة مكونة من 20 شاحنة تحمل الدقيق من معبر كرم أبو سالم إلى مستودع تابع لبرنامج الغذاء العالمي في مدينة دير البلح، ودخلت القطاع بتنسيق من برنامج الغذاء العالمي. ورافق القافلة ستة عناصر من أمن حماس عندما تعرضت لكمين نصبه خمسة مسلحين مجهولين، أطلقوا النار على إطارات الشاحنة وحاولوا الاستيلاء على حمولتها. وقال شهود عيان لبي بي سي نيوز إن فريق التأمين التابع لحماس اشتبك مع المهاجمين في تبادل إطلاق نار قصير. وبعد وقت قصير من بدء الاشتباك، استهدفت طائرات إسرائيلية مُسيرة فريق حماس بأربعة صواريخ، ما أدى إلى مقتل ستة ضباط وإصابة آخرين. EPA وأصدرت حماس بياناً أدانت فيه الهجوم ووصفته بأنه "مجزرة مروعة"، متهمة إسرائيل باستهداف الأفراد المكلفين بحماية المساعدات الإنسانية عمداً. بينما رد الجيش الإسرائيلي ببيان قال فيه إن إحدى طائراته حددت هوية "عدد من المسلحين، من بينهم إرهابيون من حماس"، بالقرب من شاحنات مساعدات إنسانية في وسط غزة "وضربت المسلحين بعد التعرف عليهم". وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه سيبذل "كل الجهود الممكنة لضمان عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى أيدي المنظمات الإرهابية". وسمحت إسرائيل بمرور كمية صغيرة من الغذاء إلى غزة هذا الأسبوع؛ حيث عبرت حوالي 130 شاحنة محملة بالمساعدات إلى داخل القطاع في الأيام الثلاثة الماضية، بعد أن رفع الجيش الإسرائيلي جزئياً الحصار المستمر منذ 11 أسبوعاً. وتقول الأمم المتحدة إن غزة تحتاج إلى ما بين 500 إلى 600 شاحنة من الإمدادات يومياً. وحذرت وكالات دولية، منها الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي، مرارا وتكرارا من أن انعدام الأمن المتزايد يعوق توصيل الإمدادات الغذائية والطبية التي يحتاجها السكان بشدة، ومعظمهم من النازحين داخل غزة. وتقول إسرائيل إن الحصار يهدف إلى الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة، كما اتهمت حماس أيضاً بسرقة الإمدادات، وهو ما نفته الحركة. وأكد برنامج الأغذية العالمي نهب 15 شاحنة مساعدات تابعة له مساء الخميس، قائلاً إن "الجوع واليأس والقلق حول إمكان وصول المساعدات الغذائية يساهم في تفاقم انعدام الأمن". ودعت المنظمة الدولية إسرائيل إلى المساعدة في ضمان المرور الآمن للإمدادات. وكتب فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، على منصة إكس، أنه لا ينبغي أن "يتفاجأ" أحد "أو يشعر بالصدمة" من نهب المساعدات؛ لأن "أهل غزة يعانون الجوع والحرمان من الأساسيات مثل المياه والأدوية لأكثر من 11 أسبوعاً". وقبل دخول قافلة المساعدات يوم الخميس، تجمع فلسطينيون غاضبون وجائعون خارج المخابز في غزة، في محاولة يائسة للحصول على الخبز، لكن سرعان ما تحول الوضع إلى حالة من الفوضى، ما اضطر السلطات إلى وقف التوزيع. كما اضطرت معظم المخابز لتعليق عملياتها، مشيرة إلى انعدام الأمن. وأعرب العديد من السكان في مختلف أنحاء غزة عن شعورهم بالإحباط المتزايد، بسبب طريقة توزيع المساعدات، وانتقدوا برنامج الأغذية العالمي الذي يشرف على تسليم الأغذية. وطالب البعض بتوزيع الدقيق مباشرة على السكان بمعدل كيس واحد لكل أسرة، بدلاً من توزيعه على المخابز لإنتاج الخبز وتوزيعه على السكان. ويقول السكان المحليون إن توزيع الدقيق سوف يسمح للأسر بالخبز في المنازل أو في الخيام، ما سيكون "أكثر أماناً من الانتظار في مراكز المساعدات المزدحمة." EPA كما تحدث فلسطينيون على الأرض عن انهيار الخدمات الأساسية وتفاقم الأزمة الإنسانية، التي يواجهها من يعيشون وسط القتال أو أجبروا على ترك منازلهم، في ظل استمرار الجيش الإسرائيلي في تصعيد عملياته العسكرية ضد حماس. ومن داخل أحد مخيمات النازحين في المواصي جنوبي قطاع غزة، قال عبد الفتاح حسين لبي بي سي، عبر تطبيق واتساب، إن الوضع "يزداد سوءاً" بسبب عدد الموجودين في المنطقة. وأضاف، وهو أب لطفلين، أنه "لا توجد مساحة" في المواصي، كما أن الجيش الإسرائيلي أمر سكان المنطقة بمغادرة منازلهم التوجه إلى مكان آمن. وأكد أنه "لا يوجد كهرباء ولا طعام ولا مياه شرب كافية ولا أدوية متاحة"، والغارات الجوية المتكررة، خاصة أثناء الليل، تفاقم المعاناة". ووصف حسين شاحنات المساعدات القادمة بأنها "قطرة في بحر احتياجات سكان غزة." وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع أنه سيُسمح أخيراً بدخول بعض الإمدادات "الأساسية" فقط من الاحتياجات إلى القطاع. وحذرت المنظمات الإنسانية من أن كمية الغذاء التي دخلت غزة في الأيام الأخيرة لا تقترب حتى من الكمية المطلوبة لإطعام نحومليوني فلسطيني يعيشون هناك، في حين قالت الأمم المتحدة إن نحو 500 شاحنة كانت تدخل القطاع في المتوسط يومياً قبل الحرب. وحذرت منظمات إنسانية من مجاعة "تهدد قطاع غزة على نطاق واسع." وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن 400 شاحنة حصلت على الموافقة لدخول غزة هذا الأسبوع، لكن الإمدادات التي دخلت جُمِعت من 115 شاحنة فقط، مضيفا أنه لم يصل شيء "إلى الشمال المحاصر" حتى الآن. ورغم وصول بعض الطحين/الدقيق وأغذية الأطفال والإمدادات الطبية إلى غزة، وبدء بعض المخابز في الجنوب العمل مرة أخرى، قال غوتيريش إن ذلك يعادل "ملعقة صغيرة من المساعدات بينما هناك حاجة إلى طوفان من المساعدات". وأضاف أن "هناك إمدادات محملة على 160 ألف منصة متنقلة، تكفي لملء نحو 9 آلاف شاحنة، مازالت في الانتظار". وقالت رضا، وهي قابلة تعمل على توليد الحوامل من خلال جمعية مشروع الأمل الخيرية في دير البلح، إن النساء يأتين إليها في حالة إغماء، ويلجأن إلى طلب مساعدتها بسبب عدم تناول أي طعام حتى وجبة الإفطار. وأضافت أن الكثير من النساء يحصلن على وجبة واحدة فقط في اليوم، ويعيشن على البسكويت عالي الطاقة الذي تقدمه لهم الجمعية الخيرية. وتضيف القابلة: "بسبب سوء التغذية، دائماً ما تشكو النساء من عدم حصول أطفالهن على ما يكفي من المكملات الغذائية من الرضاعة، ولا يتوقفوا عن البكاء. إنهم يحتاجون دائماً إلى الرضاعة الطبيعية، لكن الصدور خالية من اللبن". أما صبا ناهض النجار، فهي مراهقة تعيش في خان يونس، حيث أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء جماعي للمنطقة في وقت سابق من هذا الأسبوع، تمهيداً لعملية عسكرية "غير مسبوقة" هناك، بحسبه. وقالت صبا إن عائلتها بقيت في منزلها المدمر جزئياً، مضيفة "صدر أمر إخلاء لمنطقتنا، لكننا لم نغادر لأننا لا نجد مكاناً آخر نذهب إليه". وتابعت: "لا يوجد عدد كبير من المواطنين في المنطقة. النازحون ينامون في الشارع ولا يوجد طعام. الظروف متدهورة وصعبة للغاية". وقالت المراهقة الفلسطينية في رسالة عبر تطبيق واتساب، وهي تكاد تكون الطريقة الوحيدة للتحدث إلى الناس في غزة لأن الجيش الإسرائيلي يمنع الصحفيين من دخولها، إن "القصف مستمر بطريقة وحشية". وأكدت أنه لم يتبق لها ولأسرتها سوى القليل، مضيفة: "ليس لدينا طعام، ولا دقيق، ولا أي ضروريات أساسية للحياة".


الأنباء العراقية
منذ 2 أيام
- الأنباء العراقية
ألمانيا: إصابة 12 شخصا بهجوم بسكين داخل محطة القطارات في هامبورغ
متابعة - واع أصيب 12 شخصا جراء هجوم بسكين في محطة القطارات الرئيسية بمدينة هامبورغ في شمال ألمانيا الجمعة، وفقا لما أفاد جهاز الإطفاء والشرطة المحلية التي أعلنت توقيف مشتبه به. ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام وذكرت صحيفة بيلد الألمانية أن 12 شخصا على الأقل أصيبوا في هجوم بسكين في محطة هامبورغ الجمعة، فيما أكدت الشرطة المحلية أنها ألقت القبض على المهاجم المشتبه به. وقالت الصحيفة إن ثلاثة من المصابين في حالة حرجة وثلاثة آخرين أصيبوا بجروح خطيرة وستة أصيبوا بجروح طفيفة، مشيرة إلى أن دوافع الهجوم لم تتضح حتى الآن. وجاء في منشور لشرطة هامبورغ على منصة إكس "وفق المعلومات الأولية، جرح شخص عددا من الأشخاص بسكين في محطة القطارات الرئيسية"، في حين أفاد متحدث باسم جهاز الإطفاء وكالة الأنباء الفرنسية بإصابة 12 شخصا، حياة بعضهم بخطر.