logo
«حق الليلة».. إرث شعبي بطابع عصري

«حق الليلة».. إرث شعبي بطابع عصري

الاتحاد١٢-٠٢-٢٠٢٥

خولة علي (أبوظبي)
مناسبة «حق الليلة»، تُعد من أبرز التقاليد الشعبية الإماراتية والخليجية التي تتجدد كل عام بروحها الأصيلة وطقوسها التراثية المتوارثة عن الأجداد، فهي تنشر الفرحة في البيوت والأحياء، أبطالها الأطفال الذين يجوبون الفرجان بملابسهم الشعبية، حاملين أكياساً ملونة مملوءة بالحلوى والمكسرات، وهم يرددون أهازيج تراثية «عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم»، و«جدام بيتكم وادي، والخير كله ينادي». هذه المناسبة التراثية تعكس عمق التقاليد الإماراتية وروح التلاحم المجتمعي، حيث تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل، بالرغم مما طرأ عليها من تجدد في مظاهرها وتفاصيلها إلا أنها ما زالت محافظة على مكانتها في المجتمع.
«الخرايط»
تتحدث الوالدة والباحثة مريم سعيد سالم عن ذكرياتها الخاصة بـ«حق الليلة»، التي تُعد امتداداً حياً لعادات أهل الإمارات والخليج، قائلة: «كانت البيوت تبدأ الاستعدادات قبل أسبوع من النصف من شعبان، حيث تنشغل الأمهات بحياكة الأكياس التراثية المعروفة بـ«الخرايط»، من بقايا الأقمشة المنزلية، وغالباً ما يخصص القماش الأبيض للأولاد، بينما تزين أكياس البنات بنقوش وألوان زاهية».
وتضيف: «قبل أيام من المناسبة، يتجه الرجال إلى الأسواق الشعبية لشراء خليط من الحلوى والمكسرات، مثل البرميت، الملبس، الزبيب، الجوز، الميز، والفول السوداني، ورغم اختلاف طرق التحضير بين الماضي والحاضر، إلا أن جوهر الطقوس ظل كما هو، حيث ينطلق الأطفال جماعات لجمع الحلويات من المنازل».
حلوى ومكسرات
وتوضح الوالدة مريم أن الأمهات والجدات كن يفترشن الحصير في فناء المنزل، حيث تخلط الحلوى والمكسرات في وعاء كبير استعداداً لاستقبال الأطفال، وكانت الأبواب تفتح منذ الظهيرة، ليبدأ الأطفال بالتجول بين المنازل، يتسابقون لجمع الحلويات وملء أكياسهم، وتنتهي المسيرة مع غروب الشمس، ليعودوا إلى منازلهم مفعمين بالفرح والبهجة.
بساطة وتواصل
عن رؤية أجيال اليوم لهذه المناسبة، تعبّر أمل العبدولي عن سعادتها وابتهاجها بهذا اليوم، قائلة: «(حق الليلة) مناسبة جميلة ننتظرها كل عام، حيث نحتفل بها في المدارس والمراكز التجارية، من خلال توزيع الحلويات في أكياس مرتبة مسبقاً»، وتتابع: «صحيح أن هذه الطريقة تجعل الجميع يستمتع بها، لكنها فقدت جزءاً من عفويتها وروحها القديمة التي كانت سائدة في الماضي، حين كان الأطفال يجوبون الأحياء بأنفسهم، يطرقون الأبواب ويتبادلون الضحكات مع الجيران كما ذكر لي والداي، وأتمنى أن نستعيد هذه الأجواء المفعمة بالبساطة والتواصل الحقيقي بين الناس».
روح التراث
رغم التطور الذي تشهده الاحتفالات بـ«حق الليلة»، إلا أنها لا تزال تحتفظ بروحها التراثية، حيث تقول الوالدة مريم سعيد «اليوم نجد الأمهات يتنافسن في الاحتفال بتجهيز ديكورات المكان، ثم يبدأ الأطفال في ارتداء الملابس التقليدية المصممة بأقمشة وقصات تعكس روح التراث، كما أصبحت أكياس الحلوى أكثر تنوعاً في تصميمها وألوانها، لكنها ما زالت تحتفظ بلمسة من الموروث المحلي».
أهازيج وأناشيد
ترى أمل العبدولي أن هناك جهوداً جميلة تبذل داخل العائلات لإعادة إحياء العادة بأسلوب مختلف، وتضيف: نجتمع في بيت العود، كل عام لنحتفل بـ«حق الليلة» بطريقة خاصة تعيد لنا الأجواء التقليدية ولكن بأسلوب منظم وممتع، حيث يتم تخصيص زاوية في المنزل تحمل زينة وألوان «حق الليلة»، وتشهد عرض الحلويات والمكسرات في سلال جميلة، ويطوف أطفال العائلة على الأركان، ليجمعوا حصتهم من الحلويات كما لو أنهم يتنقلون بين بيوت الحي قديماً، وتصدح الأهازيج التراثية، ويردد الأطفال الأناشيد، مما يخلق أجواءً رائعة ومبهجة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وفاة والد السيناريست إياد صالح والجنازة اليوم من مسجد مصطفى محمود
وفاة والد السيناريست إياد صالح والجنازة اليوم من مسجد مصطفى محمود

البوابة

timeمنذ 3 ساعات

  • البوابة

وفاة والد السيناريست إياد صالح والجنازة اليوم من مسجد مصطفى محمود

أعلن السيناريست إياد صالح عن وفاة والده، عبر حسابه الرسمي بموقع "فيس بوك"، حيث كتب: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. انتقل إلى رحمة الله تعالى والدي، الأستاذ صالح يوسف شرف الدين.. صلاة الجنازة اليوم الإثنين بعد صلاة الظهر بمسجد مصطفى محمود بالمهندسين". آخر أعمال إياد صالح ؟ قدم السيناريست إياد صالح فيلم "الحريفة"، الذي دارت أحداثه، حول شخصية "ماجد" الذي يجبر على ترك حياة الرخاء والانتقال من مدرسته الخاصة إلى مدرسة حكومية، فيكتسب بمرور الوقت احترام زملائه بسبب مهارته الكبيرة في كرة القدم؛ فينضم إلى فريق المدرسة في مسابقة على أمل الفوز بجائزة كبرى. شارك في فيلم "الحريفة" كل من، نور النبوي، كزبرة، أحمد غزي، نور إيهاب، خالد الذهبي، وغيرهم، والفيلم من تأليف إياد صالح، وإخراج رؤوف السيد.

نهيان بن مبارك يكرّم الفائزين بجوائز «أبوظبي للثقافة والفنون»
نهيان بن مبارك يكرّم الفائزين بجوائز «أبوظبي للثقافة والفنون»

الاتحاد

timeمنذ 6 ساعات

  • الاتحاد

نهيان بن مبارك يكرّم الفائزين بجوائز «أبوظبي للثقافة والفنون»

أبوظبي (الاتحاد) كرّم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، راعي مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، خمسة من الفائزين بجوائز المجموعة إلى جانب 22 من خريجي برنامج «القيادات الإعلامية الشابة»، أحد برامج التطوير المهني التي تنظمها المجموعة ضمن برنامجها التعليمي المجتمعي «رواق المعرفة» والذي يهدف إلى تمكين الجيل المقبل من الكفاءات الوطنية في مجال الصناعات الإبداعية، وتعزيز مساهمتهم في المشهد الثقافي والإعلامي في الدولة. مكانة الشباب قال معاليه: «يسرّنا اليوم أن نشارك في هذا الاحتفاء المشرّف بنخبة من القيادات الإعلامية والثقافية، وهي مناسبة تؤكد التزامنا الثابت بتعزيز مكانة الشباب في مختلف قطاعات التنمية، وتجسد رؤيتنا المستنيرة في الاستثمار في الإنسان باعتباره الثروة الحقيقية للوطن. ونحن إذ نكرّم هذه الكوكبة المتميزة من شبابنا، فإنما نكرّم الطموح، والجدارة، والعطاء، ونحتفي بقصص النجاح التي تروي حكاية الإمارات في سعيها المستمر نحو التقدّم والريادة». وأضاف معاليه: «إن ما نشهده اليوم هو ثمرة للنهج الراسخ الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتواصل قيادتنا الرشيدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ترسيخه، من خلال دعم المواهب الوطنية، وتهيئة البيئات الداعمة للإبداع والتميّز. إن عام 2025 الذي نحتفل فيه بقيم عام المجتمع يشكّل مناسبة مهمة لترسيخ معاني الترابط المجتمعي وتعزيز التلاحم الوطني، وخلق مساحات مستدامة للحوار والعمل المشترك، ونقل الخبرات بين الأجيال بما يحفظ الإرث الثقافي ويطوره». وتابع معاليه: «إن ما تقوم به مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون من مبادرات رائدة وشراكات استراتيجية فاعلة يسهم بشكل مباشر في تأهيل جيل جديد من الشباب الإماراتي القادر على التعبير عن الهوية الوطنية بلغة الفن والثقافة والإعلام الحديث، ويمنحهم الأدوات التي تؤهلهم ليكونوا سفراء لقيم الإمارات في المحافل الدولية. ونحن اليوم نكرّم 27 شاباً وشابة أظهروا تميزاً لافتاً في مجالات الفنون والتصميم والإعلام، ونفخر بأنهم ثمرة لبرامج التدريب والتطوير التي تفتح لهم آفاق الابتعاث والخبرة العالمية». واختتم معاليه بالقول: «نحن في دولة الإمارات ننظر إلى الثقافة والإعلام والفنون بوصفها أدوات للتنمية الإنسانية، ورسائل للسلام، ووسائل لتعزيز الهوية وبناء الجسور مع مختلف شعوب العالم». تقدير التميّز من جهتها، قالت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي: «يأتي تكريم الفائزين بجائزة الإبداع والفنون البصرية والتصميم المستدام وتصميم المجوهرات من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، تجسيداً لالتزامنا بالاستثمار في الشباب وتنمية مساراتهم المهنية وتحقيق أحلامهم وطموحهم في قطاعات الصناعات الإبداعية والإعلام وتمكينهم من مواكبة التغيرات المتسارعة في مجالات الرقمنة والذكاء الاصطناعي». وأضافت: «تكريم 27 شاباً وشابةً من شباب الإمارات يأتي انسجاماً مع مبادئ وقيم عام المجتمع في التكاتف المجتمعي، وحماية التراث والاعتزاز بالثقافة والهوية، وتشجيع الابتكار والريادة، وترجمةً لإيماننا بأهمية تعزيز الابتكار وتقدير التميّز والاحتفاء بالفكر الحر المتجدد، ونتاجاً لتعاوننا الوثيق وشراكاتنا الثقافية الوطنية مع الجامعات والمراكز التعليمية عبر الإمارات».

حمدة البلوشي: «صغارية» منصة تعليمية ترفيهية مبتكرة
حمدة البلوشي: «صغارية» منصة تعليمية ترفيهية مبتكرة

الاتحاد

timeمنذ 6 ساعات

  • الاتحاد

حمدة البلوشي: «صغارية» منصة تعليمية ترفيهية مبتكرة

خولة علي (أبوظبي) انطلاقاً من إيمانها العميق بأهمية بناء الطفل معرفياً وقيمياً، طوعّت الإماراتية حمدة إبراهيم البلوشي خبرتها التربوية التي تمتد لأكثر من عقدين في مجال الطفولة المبكرة، لتأسيس مشروع تعليمي هادف يحمل اسم «صغارية»، وهو بمثابة منصة رائدة تجمع بين التعليم والترفيه. وتُقدم البلوشي من خلالها وسائل تعليمية وقصصاً بأسلوب تفاعلي يعزز الهوية الوطنية، ويخاطب احتياجات الطفل النفسية والمعرفية. ريادة تربوية تُعد البلوشي من الشخصيات البارزة في مجال أدب الطفل وصناعة المحتوى التعليمي، حيث جمعت بين خبرتها كمعلمة، وموهبتها ككاتبة، ورؤيتها التربوية الريادية التي تسعى من خلالها إلى إحداث أثر إيجابي ومستدام في حياة الأجيال القادمة. رؤية واضحة وعن بدايتها مع فكرة المشروع تقول البلوشي: «بحكم أنني معلمة في الأساس، وأمتلك شغفاً كبيراً بعالم الطفل، وعلى مدى 20 عاماً، كنت شاهدة على تفاصيل نمو الأطفال، واحتياجاتهم النفسية والتعليمية، وهذا ما كوّن لدي رؤية واضحة لصنع محتوى تعليمي ممتع وهادف، ففكرت في إطلاق منصة تفاعلية باسم (صغارية)، أشارك من خلالها في ورش تعليمية وتثقيفية متنوعة، تهدف إلى تقديم وسائل تعليمية بأساليب مختلفة، تتنوع بين القصص والألعاب التي تعزز القيم والهوية الوطنية، وتدعم المعلمات وأولياء الأمور في إيصال المعرفة للأطفال بطرق مبتكرة». وأشارت إلى أن مشروع «صغارية» لا يقتصر على المعلومة فقط، بل يحمل في طياته عناصر الترفيه والتفاعل، ويعكس البيئة الإماراتية وقيمها الأصيلة. واجهت البلوشي العديد من التحديات، خصوصاً في تصنيع الوسائل التعليمية حسب المعايير التي تطمح إليها، وعن ذلك تقول: «كان من الصعب تصنيع الألعاب كما أريد، لاسيما أنها عالية التكلفة، لكن الإيمان بالفكرة كان دافعي في تجاوز العقبات، واستطعت تحقيق إنجازات نوعية بدمج القصص مع الأنشطة والألعاب بطريقة تحفز التفاعل، وأصدرت أكثر من 45 كتاباً في أدب الطفل، وأسست دار (عالمكم) للنشر والتوزيع، كما تم اختياري عضواً في مجلس جمعية الناشرين الإماراتيين، وشاركت في معارض ثقافية داخل الدولة وخارجها». قدوة وتؤكد البلوشي أهمية القدوة في غرس حب القراءة والتعلم لدى الأطفال، موجهة رسالة إلى أولياء الأمور بضرورة مشاركة أطفالهم القراءة، ووجود مكتبة صغيرة في المنزل تحتوي على كتب من اختيار الطفل نفسه، فذلك هو البداية الفعلية لتأسيس طفل محب للقراءة. مركز تدريبي وتطمح البلوشي إلى إنشاء مركز تدريبي يكون بمثابة منارة لتطوير المهارات التربوية والإبداعية، وتأمل أن تكون سبباً في إحداث أثر إيجابي في حياة كل طفل يقرأ أو يلعب أو يتعلم من خلال مشروع «صغارية». «جدتي غبيشة» أشارت البلوشي إلى أن «جدتي غبيشة» تُعتبر من أبرز قصصها التي لامست القلوب، ونالت رواجاً واسعاً لدى الأطفال، فهي مستوحاة من البيئة الإماراتية، حيث تفاعل الأطفال مع صور الجدات، والتفاصيل العائلية البسيطة التي تعزز العادات والتقاليد، لافتة إلى أنها حرصت من خلالها على توثيق ملامح الهوية الإماراتية الأصيلة، وتعزيز الروابط العائلية في نفوس الأطفال.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store