
أخبار العالم : الذكاء الاصطناعي في الإمارات.. فكر استباقي وبنية متطورة
الأحد 15 ديسمبر 2024 05:10 صباحاً
نافذة على العالم - إعداد: راشد النعيمي
تشهد دولة الإمارات تسارعاً كبيراً في تطوير قطاع الذكاء الاصطناعي وتبني تطبيقاته والاستثمار المبكر في مختلف مجالاته، وترى حكومة الإمارات في الذكاء الاصطناعي قوة دافعة ومحركاً للمستقبل وصانعاً لمزيد من الفرص التنموية، وعنصراً معززاً لعمليات صناعة القرارات وتطوير خدمات حكومية استثنائية.
تواصل دولة الإمارات تعزيز ريادتها العالمية نموذجاً يحتذى في قيادة الذكاء الاصطناعي والرشاقة والمرونة التنظيمية والتشريعية وإعادة تصميم نظامها التعليمي لمواكبة المستقبل، حيث بدأت تحصد ثمار توجهاتها بحلولها في المركز الخامس على مستوى العالم بقائمة الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي لعام 2024.
كما واصلت دولة الإمارات ريادتها في ترسيخ مكانتها العالمية مركزاً عالميا للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الفائقة مستفيدة من تجربتها الفريدة في تأسيس شراكات عالمية في هذا المجال الحيوي، بما يتوافق مع رؤيتها التنموية، وطموحها بأن تكون في طليعة الدول الأكثر تقدماً في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
مراتب متقدمة
حلت الإمارات في المركز الخامس عالمياً بقائمة الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك بحسب مؤشر الذكاء الاصطناعي 2024 المتمركز حول الإنسان والتابع لجامعة ستانفورد، الذي يسمح بإجراء مقارنات مرنة بين 36 دولة بناءً على 42 مؤشراً، للكشف عن الدول الرائدة في القطاع وبماذا تتميز كل دولة عن الأخرى.
وتقيس أداة ستانفورد العالمية قوة النظام البيئي للذكاء الاصطناعي بناءً على 8 ركائز أساسية هي: البحث والتطوير، والذكاء الاصطناعي المسؤول، والاقتصاد، والتعليم، والتنوع، والسياسة والحوكمة، والرأي العام، والبنية التحتية، إضافة إلى مؤشرات تشمل منشورات مجلات الذكاء الاصطناعي، وإجمالي الاستثمار الخاص في الذكاء الاصطناعي، والتشريعات ذات الصلة التي تم تمريرها، ومجموعات بيانات نموذج الأساس.
ووفقاً للتصنيف، تقدمت الإمارات على دول لها باع في هذا المجال مثل فرنسا وكوريا الجنوبية وألمانيا واليابان وسنغافورة وإسبانيا ولوكسمبورغ وبلجيكا وكندا وهولندا، فيما تصدرت الولايات المتحدة جدول الترتيب وبهامش كبير بلغ 70.06 نقطة، تلتها الصين ب 40.17 نقطة، فالمملكة المتحدة ثالثة ب 27.21 نقطة، وجاءت الهند في المرتبة الرابعة ب 24.54 نقطة، والإمارات صاحبة المركز الخامس بمجموع عام قدره 22.72 نقطة.
استراتيجيات مبكرة
أطلقت حكومة دولة الإمارات استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي خلال العام 2017، التي تصنف بكونها المرحلة الجديدة بعد الحكومة الذكية، وستعتمد عليها الخدمات والقطاعات والبنية التحتية المستقبلية في الدولة بما ينسجم ومئوية الإمارات 2071.
وتعد هذه الاستراتيجية هي الأولى من نوعها في المنطقة والعالم، وتهدف إلى تحقيق ثمانية أهداف من شأنها خدمة التنمية المستدامة والشاملة للدولة التي تعمل لبلوغ المركز الأول في المجالات كافة عالمياً، وبالإضافة إلى تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، وتعجيل تنفيذ البرامج والمشروعات التنموية لبلوغ المستقبل، فإن قائمة الأهداف تشمل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الخدمات وتحليل البيانات بمعدل 100% بحلول عام 2031 والارتقاء بالأداء الحكومي وتسريع الإنجاز وخلق بيئات عمل مبتكرة.
كما تشمل الأهداف أيضاً، أن تكون حكومة الإمارات الأولى في العالم، في استثمار الذكاء الاصطناعي بمختلف قطاعاتها الحيوية وخلق سوق جديدة واعدة في المنطقة ذات قيمة اقتصادية عالية ودعم مبادرات القطاع الخاص وزيادة الإنتاجية، بالإضافة إلى بناء قاعدة قوية في مجال البحث والتطوير بجانب استثمار أحدث تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي وتطبيقها في شتى ميادين العمل بكفاءة رفيعة المستوى واستثمار كل الطاقات على النحو الأمثل، واستغلال الموارد والإمكانات البشرية والمادية المتوافرة بطريقة خلاقة.
استثمار تكنولوجي
في مارس الماضي، أعلن مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدِّمة، الذي أطلقهُ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في 22 يناير 2024، عن تأسيس شركة «إم جي إكس»، وهي شركة استثمار تكنولوجي، تهدف لتمكين وتطوير وتوظيف التكنولوجيا الرائدة، بهدف تحسين حياة الأجيال الحالية والمستقبلية.
وستكون مبادلة للاستثمار و«جي 42» شريكين مؤسسين في الشركة الجديدة، وسوف تستثمر بهدف تسريع تطوير واعتماد الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، من خلال الدخول في شراكات في دولة الإمارات والعالم.
وستركز الاستراتيجية الاستثمارية للشركة على ثلاثة مجالات رئيسية هي: البنية التحتية للذكاء الاصطناعي (بما في ذلك مراكز البيانات والتواصل)، وأشباه الموصلات (بما في ذلك تصميم وتصنيع وحدات الذاكرة والعمليات المنطقية)، والتقنيات والتطبيقات الأساسية للذكاء الاصطناعي (بما في ذلك نماذج الذكاء الاصطناعي، والبرمجيات، والبيانات، وعلوم الحياة، والروبوتات).
وستعمل الشركة الجديدة على الاستفادة من استثمارات أبوظبي الحالية في هذه المجالات، كما ستقوم بتوظيف الاستثمارات جنباً إلى جنب مع شركات التكنولوجيا والاستثمار العالمية الرائدة.
وأطلق مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، ميثاق تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي في الدولة، الهادف إلى تحقيق مستهدفات استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، وتحويلها إلى مركز عالمي لتطوير وتبني حلول وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات.
مركز عالمي
عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، نائب العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، أكد أن ما يجعل دولة الإمارات مركزاً عالمياً متميزاً لتطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته التي تصمم مستقبلاً أفضل للبشرية، هو التنوّع الذي يُمكِّن قطاعاتها المختلفة من بناء نظم ذكاء اصطناعي أكثر شمولاً ومسؤولية، انطلاقاً من موقعها الاستراتيجي وجهة عالمية للاقتصاد الرقمي، وبالاستفادة من منظومة المواهب المتنوعة التي تستقطبها.
وقال العلماء وهو أول وزير للذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، في قائمة مجلة TIME لأهم 100 شخصية في مجال الذكاء الاصطناعي عالمياً: «في دولة الإمارات استثمرنا في البنية التحتية والتكنولوجيا المرتبطة بتفعيل استخدامات الذكاء الاصطناعي، وعززنا مهارات رأس المال البشري، ولدينا أكثر من 400 مسؤول حكومي مؤهل اليوم بما يعادل درجة الماجستير من التدريب التخصصي في مجال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي ومنافعه وفرصه وآليات تطبيقه على المستوى الحكومي».
وأضاف: «نريد أن نبني تطبيقات واستخدامات الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، التي تشكل نقطة التقاء عالمية للشمال والجنوب والشرق والغرب، وأن نصدرها من الإمارات إلى العالم».
وقال إن تبني الإمارات المبكر لاستخدامات الذكاء الاصطناعي أظهر فارقاً إيجابياً واضحاً في المجالات التي اعتمدت على تطبيقاته في تطوير أعمالها وأدائها وانتاجيتها، وهذه الاستخدامات تشهد كل يوم تطوراً عالمياً متسارعاً ونقلات أكبر تنبئ بتغيرات عميقة واستراتيجية في أساليب العمل في مختلف القطاعات وشتى مناحي الحياة، إضافة إلى ما يفرضه هذا التطور السريع من تحديات ناشئة، ما يتطلب مواكبة ما تأتي به التطورات، وبناء القدرات الذاتية لمن يريد حجز مكان متقدم له في المستقبل، ويعظم الاستفادة من مجالات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي مع القدرة على التعامل مع تحدياته المختلفة.
مجال واعد
أكد العلماء أن حكومة دولة الإمارات نظرت منذ البداية إلى التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي على أنه مجال واعد يمكن توظيفه في تحسين ورفع مرونة وأداء العمل الحكومي في سبيل توفير خدمات حكومية بكفاءة وسرعة، واستثمار أدوات هذه التكنولوجيا في تحقيق مزيد من التنمية التي تصب في صالح الارتقاء بجودة الحياة، لذلك كانت الإمارات من أسرع الدول في تبني مجالات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ما انعكس بشكل واضح على تقديم أفضل خدمات استباقية عالمية ورفع مرونة الحكومة وكفاءتها في تحقيق مستهدفاتها وتنفيذ خططها الطموحة، إضافة لإحداث تأثير إيجابي كبير على مختلف قطاعات التنمية الحيوية، وانعكاسات ذلك على تنافسية الإمارات عالمياً.
وأوضح أنه لتحسين أداء الحكومة في مجال خدمات المتعاملين تم اعتماد الذكاء الاصطناعي في 245 من الخدمات الحكومية، حيث نجح دمج الذكاء الاصطناعي في توفير ما يزيد على 1.5 مليار درهم في قطاع الطاقة، وعمل على تحسين العمليات في قطاع الطيران بنسبة 24%، وزاد كفاءة التعامل مع الحاويات في قطاع الخدمات اللوجستية بنسبة 30%، وحقق استثمارات في التكنولوجيا للقطاع الخاص زادت على 5.5 مليار درهم.
بيئة جاذبة
نجحت الإمارات في تعزيز بيئة جاذبة لشركات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المرتبطة به وزادت رخص الذكاء الاصطناعي في الدولة بنسبة 67% منذ العام 2021 وتجاوزت حاضنات الذكاء الاصطناعي من مراكز التقنية ال 500 حاضنة، وبلغت الشركات المليارية في المجال التي تتخذ من الإمارات مقراً لها أكثر من 10 شركات، والشركات الحاصلة على تمويل الصناديق الاستثمارية أكثر من 750 مركزاً.
وقال عمر سلطان العلماء إن الإمارات عززت بيئتها القادرة على استقطاب أفضل المواهب، ما وضعها في المركز الثالث عالمياً في جذب مواهب الذكاء الاصطناعي مقارنة بحجم السكان، لافتاً إلى أن عدد برامج الذكاء الاصطناعي التي تطرحها الجامعات والكليات في الإمارات وصل إلى أكثر من 75 برنامجاً لمختلف المستويات الأكاديمية.
وقال رؤساء ومديرو شركات عالمية متخصصة في القطاع المالي، إن دولة الإمارات تعد من الدول الرائدة، في مجال تطبيق التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في القطاع المالي وأسواقها المالية، إضافة إلى جهودها الحثيثة والمستمرة لتعزيز الثقة في النظام المالي، وتوفير بيئة استثمارية آمنة ومواتية من خلال تكامل المبادرات والمشاريع الوطنية، ووضع أطر حوكمة قوية لضمان استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل آمن وفعال.
طحنون بن زايد.. مهندس اقتصاد عالم المستقبل
أدرجت مجلة تايم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم أبوظبي، مستشار الأمن الوطني ورئيس مجلس إدارة مجموعة (G42)، ضمن قائمتها لأكثر 100 شخصية تأثيراً في مجال الذكاء الاصطناعي لعام 2024.
ويُعد سموه القوة الدافعة وراء إمبراطورية مالية تقدر ب 1.5 تريليون دولار، تشمل صندوقين سياديين، حيث يقوم سموه بتوجيه استثمارات ضخمة تهدف إلى تحويل دولة الإمارات إلى مركز عالمي لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، يساهم في تحديد شكل اقتصاد العالم المستقبلي.
وقال سموه في حسابه على منصة «إكس»: «في عالم متغير.. تشكل فيه التقنيات والتكنولوجيا الاقتصاد العالمي المستقبلي.. وفي قلب هذه التقنيات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.. أصدرت مجلة التايم قائمتها السنوية لأهم 100 شخصية في هذا المجال.. وضمن قائمة الذين يشكلون مستقبل هذه التقنية عالمياً (The Shapers).. نرى اسم أخي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان.. الذي يقود عدة مؤسسات وشركات وشراكات وبرامج عالمية للمساهمة في تشكيل مستقبل هذا القطاع، ليس محلياً بل عالمياً.. وبالتالي المساهمة في تحديد شكل اقتصاد العالم المستقبلي.. وضمن القائمة أيضاً أحد أعضاء الفريق الوطني في هذا القطاع، فيصل البناي، وذلك ضمن مسؤولي الشركات الرائدة عالمياً في هذا المجال.. الوطن يفخر بكم.. ويراهن على ما راهنتم عليه.. والمستقبل يُبنى بكم ومعكم.. وقادم أجيالنا بكم أجمل بإذن الله».
المصدر :
الكلمات الدلائليه

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر صح
منذ 5 أيام
- خبر صح
الذكاء الاصطناعي يجعل البشر بلهاء ويهدد إنسانيتهم
نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: الذكاء الاصطناعي يجعل البشر بلهاء ويهدد إنسانيتهم - خبر صح, اليوم الجمعة 16 مايو 2025 04:50 صباحاً أعتقد أن الوضع بالغ الأهمية ويدق ناقوس الخطر على العقل البشري، وعلى الإبداع، وعلى قدرتنا العقلية ومهارتنا التفكرية، إن دخول الذكاء الاصطناعي إلى تفاصيل حياتنا كافة له بكل تأكيد جوانب سلبية قد تزيد في المستقبل تسلله بهذه الخفة والبرود إلى كل مناحي الحياة، وبهذه القدرات الكبيرة على جمع البيانات وتبادل المعلومات وتحليلها ومعالجتها ومحاولة تقليد الإنسان في تفكيره، ثم إصدار الأوامر والقرارات دون استئذان من البشر يطرح الكثير من التساؤلات، ويجعل الأمر مخيفا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. اليوم، بات الذكاء الاصطناعي يكتب ويتحدث ويختلق القصص وينتج الروايات بسرعة تفوق طاقة الإنسان؛ قصصا لم يعشها أحد من البشر، وحتى وإن افتقدت للطعم والروح والذوق الإنساني، إلا أن هذا الواقع ينذر بمخاطر أكبر قد تتجاوز حدود تصوراتنا. ولعل إتاحة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي للأفراد دون ترشيد أو رقابة تضاعف من خطورته، فقد امتدت تطبيقاته إلى جميع نواحي الحياة: من الطب والتعليم إلى الصناعة والإعلام والفنون. وبينما تفتح هذه التكنولوجيا آفاقا وفرصا عظيمة، فإن الاستخدام غير المنضبط لها، خاصة على مستوى الأفراد، يثير مخاوف حقيقية بشأن مستقبل المجتمعات والقيم الإنسانية. بل إن الأمر تعدى التعامل بين البشر والآلات، إلى محاولات علمية حقيقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي لفهم طرق تواصل الحيوانات والتفاعل معها، مما يفتح الباب أمام تساؤلات خطيرة حول مستقبل العلاقة بين الكائنات الحية والآلات. وخلف هذا الإنجاز يكمن خطر داهم... فكلما اقتربنا أكثر من فهم الكائنات الأخرى، زادت قدرة الآلة على السيطرة، ليس فقط على الحيوانات، بل على عقول البشر أنفسهم. إنه عصر الفرص... وعصر المخاوف الكبرى في الوقت نفسه، المستقبل بدأ.. هل نحن مستعدون لمواجهة المجهول؟ أظهرت دراسات علمية حديثة أن الإفراط في استخدام الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى تراجع قدرات الإنسان الذهنية والعاطفية، فقد أشارت أبحاث معهد MIT وجامعة ستانفورد إلى تسببه بضعف الذاكرة لدى عينة الدراسة، بسبب الاعتماد العقلي الزائد على الأنظمة الذكية، مما ينتج كسلا ذهنيا وقلة في الإبداع. كما أوضحت دراسات أخرى من أوكسفورد والمجلة الأمريكية لعلم النفس أن التفاعل مع الروبوتات يقلل من مهارات التعاطف، ويزيد خطر الانخداع بالمعلومات المصطنعة؛ في المجمل، يحذر الباحثون من أن الذكاء الاصطناعي قد يهدد استقلالية الفكر الإنساني إذا لم يُستخدم بتوازن وحذر. إن تمكين الأفراد من الوصول الحر وغير الموجَّه لهذه الأدوات قد يحولها من وسيلة لتعزيز الخير إلى أداة للإيذاء، بل إلى أنظمة تفرض الوصاية على العقول، وتعزز الانغلاق الفكري والاعتماد المفرط على التقنية، نحن أمام تحديات غير مسبوقة، تتطلب منا وقفة حازمة، وتأملا عميقا، لوضع أطر وقوانين تحمي الإنسان وتحافظ على جوهره الإبداعي وحريته الفكرية. الذكاء الاصطناعي قد يكون خادما للبشرية، أو قد يكون خطرا داهما على الوجود الإنساني، إن لم نكن واعين بمخاطره ومدركين لخطوطه الحمراء.


نافذة على العالم
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- نافذة على العالم
أخبار مصر : نماذج OpenAI الجديدة للذكاء الاصطناعي تُخطئ و«تهلوس» عند التفكير والتحليل
الأحد 20 أبريل 2025 03:55 صباحاً نافذة على العالم - رغم الضجة حول قوة نماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة من OpenAI، وهما o3 و o4-mini، فإن تقارير فنية كشفت عن مفارقة غير متوقعة، حيث ثوبت أن هذه النماذج تهلوس أكثر من سابقتها ،أي أنها تقدم معلومات غير صحيحة أو ملفقة بمعدل أعلى من النماذج الأقدم مثل o1 و o3-mini. ما هي "الهلوسة" في الذكاء الاصطناعي؟ في سياق نماذج الذكاء الاصطناعي، يشير مصطلح "الهلوسة" إلى إنتاج معلومات غير دقيقة أو مختلقة ، مثل تقديم روابط غير موجودة، أو نسب أحداث لأشخاص لم تحدث، أو حتى الادعاء بتنفيذ عمليات لم تحدث أصلًا. وبحسب اختبارات داخلية أجرتها OpenAI، فإن، نموذج o3 هلوس في 33% من الأسئلة في اختبار داخلي يسمى PersonQA، ضعف معدل الهلوسة في o1 و o3-mini. أما نموذج o4-mini، فكانت النتائج أسوأ، بهلوسة في 48% من الأسئلة. مصدر القلق الأكبر؟ لا تعرف شركة OpenAI السبب الدقيق لهذه الزيادة في معدل الهلوسة، ففي تقريرها الفني، أشارت إلى أن "هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم السبب وراء تفاقم الهلوسات عند توسيع نطاق النماذج المنطقية reasoning models". ورغم أن o3 و o4-mini حققا أداءً ممتازًا في مهام الترميز والرياضيات، إلا أن زيادة عدد الادعاءات الكلية التي تنتجها النماذج أدى بدوره إلى ارتفاع عدد الادعاءات الخاطئة أيضًا، بحسب التقرير. نتائج تحقيق خارجي اختبارات مستقلة أجراها مختبر Transluce البحثي غير الربحي كشفت أن نموذج o3 لا يكتفي بتقديم معلومات خاطئة، بل يختلق إجراءات لم تحدث أصلاً. في إحدى الحالات، ادعى o3 أنه قام بتشغيل كود على جهاز MacBook Pro ثم نقل الأرقام إلى جوابه، في حين أن النموذج لا يمتلك تلك الإمكانيات أصلاً. أرجع Neil Chowdhury، الباحث في Transluce والموظف السابق في OpenAI، الظاهرة إلى أن طريقة التعلم بالتعزيز المستخدمة في نماذج o-series قد تضخم مشكلات كان يتم الحد منها في نماذج أخرى عبر تقنيات ما بعد التدريب. تطبيقات عملية رغم المشكلات، أشار خبراء مثل Kian Katanforoosh، أستاذ مساعد بجامعة ستانفورد ومدير شركة Workera الناشئة، إلى أن فريقه يستخدم o3 في سير عمل الترميز واعتبره متفوقًا على المنافسين. لكنهم لاحظوا أن النموذج يهلوس روابط ويب مكسورة، حيث يقترح روابط تبدو واقعية ولكنها لا تعمل فعليًا. البحث على الويب تُعد إضافة ميزة البحث المباشر على الإنترنت إحدى الحلول المطروحة لتقليل الهلوسة، حيث سجل GPT-4o المزود بالبحث دقة بلغت 90% في اختبار SimpleQA، وفقًا لـ OpenAI. لكن الاعتماد على بحث خارجي يعني أن المستخدم يجب أن يقبل بمشاركة محتوى الاستعلامات مع محركات بحث طرف ثالث، وهو ما قد يثير تحفظات تتعلق بالخصوصية. سباق الذكاء يواجه مفارقة رغم أن التركيز الحالي في صناعة الذكاء الاصطناعي يتحول نحو "نماذج التفكير والاستدلال" (reasoning models) باعتبارها أكثر كفاءة من النماذج التقليدية، فإنها تبدو أكثر عرضة للهلوسة. وهذا ما يجعل مسألة تحسين دقة النماذج أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، خاصة في القطاعات الحساسة مثل القانون، الصحة، والإعلام، حيث قد تؤدي الهلوسة إلى عواقب كارثية.


النبأ
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- النبأ
كيف تأثر الذكاء الاصطناعي بالتعريفات الجمركية على الصين؟
يقول باحثون من جامعة ستانفورد إن أداء نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة المُصممة في الولايات المتحدة والصين انكمش إلى "شبه متعادل" في عام 2024. وأفاد تقرير جديد بأن الصين تلحق بالولايات المتحدة بسرعة في تطوير أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي. وخلص تقرير مؤشر الذكاء الاصطناعي لعام 2025 الصادر عن جامعة ستانفورد إلى أن فروق الأداء بين نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة المُصممة في كل دولة تقلصت إلى "شبه متعادل" في عام 2024، بينما تصدرت الصين من حيث منشورات الذكاء الاصطناعي وبراءات الاختراع. تأتي هذه القفزة في أداء نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية الرائدة وسط محاولات من الولايات المتحدة لمنع الصين من الحصول على أشباه الموصلات اللازمة لبناء ذكاء اصطناعي متقدم. وأشار باحثو جامعة ستانفورد في التقرير إلى أن عقوبات الرقائق الأمريكية كان لها تأثير على تطوير نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) في الصين، إلا أن العلماء الصينيين وجدوا طريقة للتغلب على هذه القيود في سعيهم إلى تطوير ذكاء بمستوى الإنسان. وذكر التقرير أن "إطلاق نموذج DeepSeek V3 في ديسمبر 2024 حظي باهتمام كبير، لا سيما لأنه حقق أداءً استثنائيًا مع استهلاك موارد حسابية أقل بكثير من العديد من برامج الماجستير الرائدة". نماذج أكثر كثافة حسابية "كانت نماذج الذكاء الاصطناعي عالية المستوى من الولايات المتحدة أكثر كثافة حسابية من النماذج الصينية... وقد توسعت أفضل 10 نماذج للغة الصينية من حيث تدريب الحوسبة بمعدل ثلاث مرات سنويًا تقريبًا منذ أواخر عام 2021 - وهو معدل أبطأ بكثير من معدل التوسع الذي بلغ خمس مرات سنويًا في بقية العالم منذ عام 2018". ويأتي صعود الصين أيضًا على الرغم من التفاوت الهائل في استثمارات الذكاء الاصطناعي. ففي العام الماضي، بلغ الاستثمار الخاص الأمريكي في هذه التكنولوجيا 109.1 مليار دولار - أي ما يقرب من 12 ضعفًا من استثمارات الصين البالغة 9.3 مليار دولار. ولا تزال الولايات المتحدة تتصدر من حيث الكمية، حيث تنتج 40 نموذجًا بارزًا للذكاء الاصطناعي مقارنة بـ 15 نموذجًا فقط في الصين وثلاثة نماذج في أوروبا. كما تضمن تقرير جامعة ستانفورد، المكون من 456 صفحة، اتجاهًا ملحوظًا آخر، يُظهر ارتفاع عدد الحوادث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي بأكثر من 50% ليصل إلى مستوى قياسي في عام 2024. وتشمل هذه الحوادث إساءة الاستخدام الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، مثل السيارات ذاتية القيادة التي تُسبب وفيات، أو أنظمة التعرف على الوجه التي تُؤدي إلى اعتقالات غير قانونية. ومن الحوادث المذكورة في التقرير حادثة تتعلق بصبي يبلغ من العمر 14 عامًا انتحر بعد "تفاعلات مطولة" مع شخصية روبوت محادثة.