logo
أن يزعل منك السيّد (ابراهيم الأمين-الاخبار)

أن يزعل منك السيّد (ابراهيم الأمين-الاخبار)

المدى٢٢-٠٢-٢٠٢٥

أرسمه على شكل واحد منا. يعيش مثلنا. له طقوسه وله أوقاته الخاصة. وكل ما يميّزه ليس سوى التعب والصبر. كان محجوباً عن الناس. لكن يومياته ليست غريبة عن يومياتنا. في طريقه إلى مكتب أو مقر أو اجتماع، كان يسترق النظر من نافذة السيارة. في إحدى المرات، خالف التعليمات، فطلب من المرافقين تخفيف السرعة وفتح نافذته ولو قليلاً. رأى أحد المارة من الأصدقاء القدامى. كانت برهة واحدة، ثار الناس في الشارع بعدما لمحوا السيّد يلوّح لأحدهم، فيما تشقّ السيارة طريقها في الأزقة.
ضحك كثيراً لأنه فاز بلحظة لن تتكرر. وضحك أكثر عندما شاهد عبوس من معه، وكيف تمكّن التوتر منهم. «عقابه» على ما فعل كان في أن يستقلّ في المرة المقبلة سيارة يلفّها السواد، لا يراه أحد ولا يرى أحداً. والعتمة الكاملة ساعدته مراراً على أن يغفو قليلاً قبل الوصول إلى مقصده. ففي أغلب الأحيان، كان عليه الانتظار. شوارع تعجّ بالسيارات، وناس يقفزون بينها بعدما لفظتهم أرصفة شغلها فاسدون. يراقب بصمت، ويسجّل في ذاكرته الملاحظات.
وما يفرحه، بخلاف كثيرين، أنه لم يكن عنده من يفتح له الطريق، لا شبان يطلّون من النوافذ صارخين وشاهرين أسلحتهم، ولا أبواق تعلو معلنة مرور الزعيم. كان عليه أن ينتظر وسط الزحام حتى تنزل السيارة في مرْأب، حيث يضطر إلى الانتظار قليلاً قبل أن يركب سيارة أخرى تأخذه في رحلة ثانية تنتهي في مرْأب آخر، لينتظر مرة جديدة، حيث يفترض ألا يراه أحد يُسرع نحو مصعد يقلّه إلى طابق مرتفع فوق الأرض، وكلما كان مرتفعاً أكثر، كان الخيار أنسب.
الرجل الذي يشبهنا في كل الأشياء، كانت لديه مشكلة خاصة اسمها الطقس. الشتاء والربيع والصيف والخريف، كلها فصول تجعله في حالة يقظة دائمة. عندما خلقه الله، زرع فيه حساسية في القصبة الهوائية. ولمن لا يعرفه عن حق، فهو مؤمن بقدر الله إلى أكثر مما يتخيّل أحد. ولأنه كذلك، كان يعتقد بأن الله يختبره لأن الحساسية لا تثقل حركته ولا تلزمه الفراش، ومقدور عليها. لكن المشكلة، أنها تنال من صوته… وهو يعرف أن صوته هو صلة الوصل الفعلية بينه وبين الناس!
كان رجلاً يشبهنا في كثير من تفاصيله اليومية. لكنّ فيه سراً يصعب تفكيك شيفرته، وقد يكون على أهل العرفان محاولة معرفة البذرة التي وضعها الله فيه، ليكون على ما هو عليه، حياً وشهيداً.
لكنني أشعر بضيق شديد. أنا واحد من كثيرين ممن أتيح لهم التفاعل مع الرجل عن قرب، وعلى مدى عقود. لم أعرف منه إلا الود.. لكن ما أعرفه، وما بقي يتعبني طوال الوقت، أنني أزعجته مرات كثيرة، ما يسمح لي أن أكتب: أن يزعل منك السيد!
عام 1992، بعد انتخابه أميناً عاماً للحزب، كنت قد انتقلت إلى العمل في جريدة «السفير». لم يكن صعباً إقناعه بإجراء مقابلة مع الجريدة التي كان قارئاً يومياً لها، ويحفظ بعض ما كتب صاحبها الراحل طلال سلمان. لكنه قال لي: «اسمع، ليست لديّ تجربة في المقابلات الصحافية. أنا أتحدث على طبيعتي، وما أريده هو أن تحذف ما يمكن فهمه بطريقة خاطئة، لأنني لا أريد السجال مع أحد. وكل ما أرغب به هو إغضاب العدو فقط». مرّت الأمور على خير. بعد فترة، طلبنا مقابلة ثانية، وكان قد مرّ وقت على توليه مهامه.
في اللقاء الذي يسبق الحوار ويليه حوار عام، أظهر السيد تكيّفه مع منصبه، وكان يحسن إدارة المشهد لجهة القول والتعبير، وهو ما لفت الحاضرين. فقلت للأستاذ طلال إنها قد تكون مفيدة الإشارة إلى ما لفتك من تطور في عرض أفكاره وطريقة حديثه. لكن صياغة الصورة في مقدّمة المقابلة بدت نافرة بعض الشيء. يومها، كلّف أحد الأصدقاء بالسؤال عن سبب الإشارة إلى هذا الأمر. وبقي الأمر على حاله إلى أن اجتمعنا مرة مع صحافي أجنبي، فبادرني قبل الدخول إلى الغرفة بالقول: هل تنوي تقييمي بعد هذه المقابلة أيضاً؟
لم أنتبه إلى الأمر إلا بعدما فاتحت أحد مساعديه الخلّص، فقال لي إن السيد لا يهتم لمن ينال منه سياسياً أو يقارعه في مواقفه، لكنه يرفض أن يقول رأيه في كثير من الأمور، كونه لا يريد أن يظهر كمن أصاب الآخرين بضرر. وهو يتوقع من المحبين الأمر نفسه.
مرت سنوات حتى موعد مفاوضات نيسان 1996. كان نايف كريّم مسؤولاً عن الإعلام، وكان السيد انتقل إلى دمشق لإدارة المفاوضات من هناك. عندما تمّ الاتفاق، نشرت تفاصيله قبل الإعلان عنه رسمياً. مرت أيام قبل أن تصلني رسالة من الشهيد مصطفى بدر الدين، الذي كان المسؤول العسكري في المقاومة، وكعادته بوضوح وبطريقة لا مراضاة فيها، قال: «أغضبت السيد يا سيد. ها أنت مرة جديدة تنهار أمام السبق الصحافي».
بعدها، سعيت للقاء سريع معه من أجل «تصفية القلوب». تأخّر الاجتماع، وعندما التقينا، قال لي: «ما رأيك أن نعقد اتفاقاً؟ نتفق على ما يمكن نشره، وما لا يمكن نشره، فهذا يريحني، ويجعلني أكثر صراحة في الحديث». كانت تلك طريقته في ترتيب الأمر، لكنه لن يترك مجالاً لأن تشعر بأنه كلّف أحداً بالتعبير عن غضبه.
لم تكن باليد حيلة. جاءت عملية أنصارية الشهيرة، وكان هناك غموض مقصود حول ما حصل. ضجّت البلاد بأخبار وفبركات حول حقيقة ما حصل. حتى الراحل طلال سلمان، كان حذراً جداً في نشر رواية «فخ العباس» التي عرضت لما حصل، ولم ترد في الرواية تفاصيل لا عن الهدف، ولا عن طريقة معرفة المقاومة بالخطة الإسرائيلية. لكنّ النص كان حاسماً في أن المقاومة كانت في انتظار جنود العدو. في اليوم التالي، تناقل أهل المقاومة ما نُشر بسرور كبير. لكن، كان في الأمانة العامة من يرفع السماعة سائلاً: «عزيزنا، هل يمكن لصاحبنا أن يسألك: من أخبرك أنه كان ليلة الإنزال على تواصل مع مجموعات المقاومة لحظة بلحظة»!
لم يكن ممكناً أن تجيب أحداً عن مصدر من هذا النوع. ورغم أن المقاومة فتحت تحقيقاً لمعرفة من سرّب الخبر، إلا أن السيد نفسه نام على «زعله»، إلى أن التقينا بعد استشهاد هادي، فقال لي: «تعرف، الإخوان يرتاحون لك، لكنهم صاروا يتجنبون اللقاءات المفتوحة معك، فهم يعتقدون بأنه لا مجال لإقناعك بأن تجعل الصحافي بداخلك ينام قليلاً؟».
جاء حدث كبير نهاية تسعينيات القرن الماضي، عندما تسلّم الشهيد عماد مغنية المسؤولية الرسمية للعمل الجهادي في حزب الله. و«الحاج»، كما يُطلق عليه، كان شريكاً كاملاً لـ«السيد». في الحزب، لم يكن الشهيد مغنية معروفاً للعموم، لكن الجميع كان يعرف أن في الحزب شخصاً يلف السيد حسن بطوق خاص من الطمأنينة. بعد التحرير في عام 2000، انتقل السيد إلى مرحلة جديدة في عهده القيادي.
أخذت الأمور بعداً مختلفاً في العلاقة معه. زوار من ألوان عقائدية وسياسية وجنسيات مختلفة، لكنهم لا يظهرون في الصور العلنية، واجتماعات تمتد لساعات تلامس الفجر مع ضيوف يرغبون بأن يفهموا معنى أن إسرائيل قابلة للزوال، لكنّ الكلام عنهم محظور في الإعلام. وكان عليّ اختبار الصمت القاسي الذي كاد أن يفتك بالصحافي في داخلي. وهو أمر كان في المقاومة من يرتاح له، لكنني، مرة جديدة، أجد نفسي في مواجهة السيد نفسه.
بعد عملية الأسر الشهيرة في مزارع شبعا خريف عام 2000، واعتقال الضابط الإسرائيلي الحنان تننباوم، قصدت السيد حاملاً ورقة كتبت عليها تصوراً لتوثيق ما جرى، وما سيجري لاحقاً من أحداث متصلة بالملف. قال لي إنه موافق على السير بالخطة. لكنه يريد مشاورة «الحاج» في الموضوع. يومها، أخفيت عنه أنني أرسلت إلى «الحاج» رغبتي بالأمر، وقلت إنني سأطلب الأمر رسمياً من السيد.
قضى الاتفاق يومها بأن أجمع كل التفاصيل المتعلقة بعملية الأسر، ومن مصادرها كافة، ويوثّق شباب المقاومة ما أحتاج إليه من معطيات ومواد تخص الأسرى الأربعة، شرط أن يبقى الأمر سرياً حتى حصول عملية التبادل. لكنّ السيد الذي ترك التفاصيل إلى المعنيين في الجسم الجهادي، كان قد احتاط فطلب منهم إبلاغي شرطاً إضافياً: ستبقى كل المواد لدينا حتى حصول التبادل، وفي حال نشرت أنت معلومات تخلّ بالاتفاق، نكون في حلّ منه. طبعاً، لم يكن أمامي من خيار سوى الالتزام بالاتفاق. وعندما حصل التبادل، حصلت أمور كثيرة تخص المشروع، بينها لقاء مع تننباوم قبل إطلاق سراحه.
وفي وقت لاحق، قال لي السيد: «هذه المرة، عرفنا نحن كيف نقيّد الصحافي الساكن داخلك».
لا أعرف لماذا شعرت بالاستفزاز، علماً أن كل من عرف السيد يعلم أنه ليس في موقع من يريد تأديب أحد. لكنني خفت هذه المرة على الصحافي بداخلي. وعندما تتالت الأحداث، لم يكن بوسعي مغالبة نفسي.
ثمة أمور كثيرة حصلت خلال 20 عاماً بعد تبادل الأسرى. بعضها سيُكتب يوماً ما، وفيها أيضاً من الصراع القوي داخلي، خصوصاً ما يتعلق بالعلاقة مع الشهيد عماد مغنية الذي كان يحب أن يقول: «إبراهيم لديه عادة، وهو يريد كل فترة تذكيرنا بأنه ليس عضواً في الحزب»، وكان يقول: «اختلف معنا جميعاً، لكن كيف لك أن تتحمل زعل السيد؟».
تغيّرت الأمور كثيراً مع الوقت. وأخذت العلاقة مع السيد شكلاً مختلفاً أيضاً. لكن «العادة» تحركت من جديد. وكانت الحادثة الأولى الأكثر صخباً، عندما وقّعنا في «الأخبار» اتفاقاً مع منظمة «ويكيليكس» لنشر الوثائق الخاصة بوزارة الخارجية الأميركية. يومها حاول الشهيد مصطفى بدر الدين الحصول على نسخة من الوثائق، لكنني اعتذرت منه فحاول عبر طرقه الخاصة الحصول على ما يريد. أما السيد الذي حدّثته عن الملف، وقلت له إن لحرب تموز حصة في هذا العمل، وكيف أن جوليان أسانج ينظر إليه بطريقة خاصة، فقد سألني عن أبرز ما يوجد من مواد. وعندما وصل الملف إلى الوثائق التي تخص الرئيس نبيه بري وفريقه السياسي، جاءني من يتمنى عليّ عدم نشرها.
لم يكن الأمر ممكناً، فلا معنى لتمييز فريق عن فريق، بمعزل عن الخداع الكبير الذي تبيّن أن الأميركيين يقومون به في معرض تقييمهم للمقابلات التي يجريها فريق السفارة مع السياسيين، ليس في لبنان فقط، بل في كل العالم. وعندما استنفر الرئيس بري محمّلاً الحزب المسؤولية، منطلقاً من «إبراهيم عند السيد»، خرج السيد حسن للمرة الأولى، ليقول في خطاب علني، إن لا علاقة لحزب الله بجريدة «الأخبار»، مطلقاً موقفاً تسبب بكثير من القلق لعاملين في المؤسسة، ولآخرين من الأصدقاء. فهو لم يكن يقبل أن يُستفز في أمر يهدد علاقته بالرئيس بري أو العلاقة بين حزب الله وحركة أمل. يومها، قال بلغة واضحة: «مستعد لتحمل كل النقد، ومستعد لتجاهل كل ما يصلني من مطالبات لبنانية وعربية وإسلامية حول ما تنشره «الأخبار»، وأنا لست مسؤولاً عن ما تقوم به. ولكنني لا أتحمل، إن كنت تقصد أو لا تقصد، أن تتسبب بمشكلة من هذا النوع، ومع هذا الحليف بالذات».
مرّ وقت طويل نسبياً قبل أن تُرتب العلاقة من جديد، لكن فكرة «أن يزعل منك السيد» تظل حاضرة طوال الوقت. لم تكن ثقتي بنوع العلاقة بيننا قد اهتزت على الإطلاق، ولم يكن هو في وارد وضع شروط على علاقتنا، كما لم أكن أنا في وارد التخلي عن هوامشي.
تكرّر الأمر مع بداية الأزمة السورية، لكنه أخذ شكلاً مختلفاً، ليس لأن السيد قام بشيء مختلف، بل لكون الحدث نفسه سيطر على كل العلاقة بين الجريدة والحزب والمحور عموماً، لكن الدفاع عن الهامش ليس معركة قاسية مع شخص مثل السيد حسن، لأن ما لا يعرفه الناس عن الرجل، أنه الأكثر ديمقراطية في كل حزب الله، وأنه الأكثر إدراكاً لأهمية المعرفة والإعلام في كل محور المقاومة، وأنه الأكثر رغبة في الحوار حول كل ما يوصف بأنه قضية شائكة، راهنة أو تتصل بتاريخ المقاومة أو تاريخ الحركات الإسلامية…
بعدها حصلت أمور يمكن تصنيفها في هذه الخانة، لكن القصة لامست الاعتبار الشخصي، عندما نجح الأميركيون في انتزاع موافقة رسمية لبنانية على إطلاق سراح العميل عامر الفاخوري من سجن المحكمة العسكرية. يومها، لم أتمالك نفسي وأنا أحمّل المقاومة المسؤولية عن ترك الأمر يحصل. لم أقبل فكرة التبرير بأن في الدولة اللبنانية من هو خاضع للأميركيين، وكنت أعتقد بأن على السيد نفسه أن يمنع الأمر بأي ثمن.
في ذلك اليوم الذي كتبت فيه مقطعاً أحمّل فيه المقاومة المسؤولية، وأشير بالاسم إلى السيد حسن، جاءني صديق يلومني على ما فعلت. دافعت عن نفسي أمامه، لكنه قال لي: أنت العليم بحزب الله وليس أنا، وتقديري، أنك تتسبب بإساءة إلى الرجل!
ثلاثة أيام فقط، قبل أن تصلني رسالة مكتوبة من السيد، يصارحني فيها بأنني تسببت بإساءة إلى المقاومة وليس إليه، وأنه لم يكن يتوقع أن يصدر عني، أنا تحديداً، هذا الكلام. سألت عن إمكانية محادثته بالأمر، فبدا لي أن الوضع ليس كما أظن، فحمّلت الرسول نصاً، دافعت فيه عن موقفي.
لكنّ السيد الذي سمع الكثير من التعليقات، وجد نفسه مضطراً لأن يخرج إلى العلن في خطاب يعبّر فيه عن غضبه من كل هذه التعليقات. كان السيد يتحدث عن أمور كثيرة، لكنني تصرّفت على أنه يخاطبني أنا وحدي، خصوصاً أنه قال في الخطاب بعض ما قاله في رسالته إليّ. فقررت من جانبي، أن أمارس الاحتجاج، بأن كتبت له مجدداً رسالة قرأها الصديق المشترك فعلّق: رسالتك قاسية، ولكنني سأنقلها كما هي!
لم أنتظر يومها تعليقاً، لكنّ السيد، بادر إلى إبلاغ القيادات المعنية، بأن هناك «زعلاً بيني وبين إبراهيم، ولا دخل لحزب الله في الأمر، وممنوع أن يتصرف أي مسؤول في الحزب مع إبراهيم أو مع «الأخبار» بطريقة مختلفة».
كانت تلك الحادثة هي الأقسى في تاريخ العلاقة. وحده انفجار مرفأ بيروت أخافني كحادث يمكن أن يقود البلاد إلى حيث يريد العدو. كانت رسالة قصيرة جداً تلك التي أرسلتها إلى السيد على عجل. ولم تمر ساعات، حتى طويت الصفحة. لكنني، كنت أحاول أن أفتح معه الحديث من أجل تصفية الأمر ولو لمرة أخيرة ونهائية. وفي يوم، كنا اتفقنا على لقاء، لكنّ رسوله زارني قائلاً: الرجل يهديك السلام، ويقول لك: سلامتها ناديا (ابنتي الصغيرة)، بعد أن تستعيد عافيتها نلتقي…
القصة أن ناديا أصيبت بفيروس كورونا، والسيد كان معزولاً بصورة تامة، وبعد مرور أشهر، عدنا والتقينا، وتحدّثنا عن أمور كثيرة ولم يتطرق إلى الأمر أبداً. فقلت له: تعرف يا سيد، لم أكن أعتقد بأنه يصعب عليّ أن أفهم معنى أن تكون زعلاناً مني. كان مِن حولي من يعرف بالأمر، وكنت عندما أعود إلى المنزل، أجد من ينتظرني متبرّماً: مبسوط، إنو السيد بعدو زعلان؟
هي مسألة شخصية جداً. لا أعرف لماذا أكتب، ولمن أكتب، لكنني بعد استشهاد السيد، فهمت للمرة الأولى معنى «أن يزعل منك السيد؟».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زمن الأراجوز والجوكر... انتهى
زمن الأراجوز والجوكر... انتهى

الرأي

timeمنذ 2 أيام

  • الرأي

زمن الأراجوز والجوكر... انتهى

الأراجوز كلمة تركية وتعني صاحب العين السوداء، وهو إنسان بسيط لا يريد سوى أن يعيش كما يهوى ولو على حساب كرامته وسمعته، ويكره التعالي والافتراء لكنه يفعل ذلك أحياناً لمصلحته! وهو حاد الطباع تغلب على لسانه السخرية ويستخدم مهاراته اليدوية وتعابير وجهه ليضحك الجلساء! كما أنه متمرس في أدائه ولكنه أُمي وإن ظهر بمظهر الأكاديمي ويجعل من مهنته حِرفة يرتزق منها... وإن صادفته في مجلس فكأنك ترى دُمية تتحرك وتتكلم وتقلد الأصوات والشخصيات مع اختلاق النكات ولا حدّ لألفاظه وسلاطة لسانه وليس هناك تحفظ على أي مصطلح! وأما شريكه الجوكر، فهو ذلك الشخص صاحب المهارات المتعددة والصعبة أحياناً مستغلاً بذلك خبرته وعلاقاته الأخطبوطية... وقدرته على التفكير خارج إطار الصندوق وله دقة وسرعة في الإنجاز... وفي الغالب عند علماء النفس يقولون إنه شخص مضطرب نفسياً يعاني من متلازمة الضحك، تجده في كل المعارك يلبس لبوسها مما يجعله في عملية انفجار دائم وسخط على المجتمع حتى وإن ارتدى من الأقنعة الوديعة والحميمة... والقاسم المشترك بين الأراجوز والجوكر عدم الالتزام بالقيم والمبادئ واللامبالاة، والغاية عندهما تبرر الوسيلة... وهذه النوعيات من الناس تجدها في كل مكان في الأرض... ليس لها جنسية ولا جنس محدد ولهما آثار سيئة ولا يمكن بناء المجتمعات على أدوار هذه النوعيات. وثالثة الأثافي الكومبارس، وهو ممثل الخلفية أو الممثل الإضافي، ويظهر في دور غير المتكلم أو صامت، ويظهر ممثلو الخلفية في مشهد بأفلام الحروب أو المظاهرات والمعارك والحروب ويتلقون أجوراً ليلعبوا دوراً تكميلياً... وغالباً ما يُضفي الكومبارس واقعية على المشهد الفني ويساعد على خلق مناخ طبيعي لسيناريو الأحداث أو الانتخابات. وهناك الشخصية النرجسية التي تتمتع بكاريزما سقف عالٍ بشعور مبالغ فيه بأهميته في المجتمع... لأنه يفهم الواقع وحده! ويحتاج إلى الإطراء من الآخرين بشكل زائد، ومع هذه النرجسية تجده ينزعج بسهولة من أقل انتقاد. هذه باختصار ألوان الطيف السياسي التي لعبت دوراً في تسلسل الأحداث على مدى خمسة عقود من عمل مجلس الأمة وخُدِعنا بها على أنها معارضة! واكتشفنا أخيراً أننا في آخر طريق التنمية ولا أبتعد كثيراً إذا قلت إن في أذهان الكويت مازالت صور هذه التماثيل المتساقطة حاضرة في أذهانهم وتاريخهم السيئ الذي فعلوه في العمل النيابي ومقاطع اليوتيوب تشهد على ذلك. حيث تجدهم في كل وادٍ يهيمون ويقولون ما لا يفعلون، والآن بعد تساقط الأقنعة وأثبتتها الأحكام القضائية المتوالية بصورة متصاعدة! ظهرت الوجوه على حقيقتها! وفي الختام نقول «لو خليت خربت»... فمازال -بحمد الله- في الكويت رموز وطنية كريمة أعطت ومازالت، فضميرها حي، وذمّتُها خالية، وهؤلاء بحاجة إلى كلمة طيبة بين الحين والآخر، فنقول لهم «كثّر الله من أمثالكم».

انفصال أحمد السقا عن مها الصغير
انفصال أحمد السقا عن مها الصغير

الرأي

timeمنذ 3 أيام

  • الرأي

انفصال أحمد السقا عن مها الصغير

خرج الفنان المصري أحمد السقا عن صمته وأعلن رسمياً أنه طلق أم أولاده الإعلامية مها الصغير. السقا، أعلن انفصاله عن الصغير، بعد زواج استمر 26 عاماً، ودوّن عبر حسابه، على «فيسبوك»، ما وصف بأنه «بيان» قال فيه: «عشان الناس اللي بتسأل أنا والسيدة مها محمد عبدالمنعم، منفصلين منذ 6 أشهر، وتم الطلاق منذ شهرين تقريباً، وأعيش حالياً لأولادي وعملي وأصدقائي المقربين، وأمي وأختي، وكل تمنياتي لأم أولادي بالتوفيق والستر، ومش عايز رغي في الموضوع ده رجاء من الصفحات الخاصة، وسبحان مقلب القلوب ومبدلها». وأضاف «أنا أعلنت، بينما تأخرت هي في الإعلان، وفي هذا قمة الاحترام والرقي، ولها كامل الاحترام، وهي التي قد توضح هذه الرغبة قريباً، وأمنياتي لها بالسعادة والنجاح، في قرارها وحياتها اللي فوجئت بها مثلكم، ربنا يسعدها في حياتها المستقبلية واختياراتها». وفي المقابل، شاركت الإعلامية مها الصغير متابعيها على حسابها في «إنستغرام»، بآية قرآنية: «واصبر حتى يحكم الله، وهو خير الحاكمين» (سورة يونس: 109)، ولكنها لم تعلق، ولم ترد على تعليقات المتابعين.

شيماء سيف تشارك في «الطقاقة» بالكويت
شيماء سيف تشارك في «الطقاقة» بالكويت

الجريدة

timeمنذ 4 أيام

  • الجريدة

شيماء سيف تشارك في «الطقاقة» بالكويت

تشارك الفنانة شيماء سيف في مسرحية «الطقاقة» بالكويت، خلال عيد الأضحى المقبل، بالتعاون مع الفنانين بيومي فؤاد وعبير أحمد ومرام البلوشي وخالد الشمري وسارة القبندي وعلي أحمد وشهد السلمان وإيمان قمبر، والمسرحية من تأليف محمد أكبر، وإخراج خالد الشمري. وكتبت سيف، عبر حسابها على «إنستغرام»، «أهل الكويت الغاليين استنونا في العيد بإذن الله مسرحية الطقاقة».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store