logo
نقص الهيليوم يتفاقم عالمياً: كيف تستعد الدول لمواجهة الأزمة القادمة؟

نقص الهيليوم يتفاقم عالمياً: كيف تستعد الدول لمواجهة الأزمة القادمة؟

سيدر نيوز٠٢-٠٤-٢٠٢٥

تعتمد حياتنا بشكل مذهل على غاز خفيف وخامل، رغم هشاشة إمداداته، ألا وهو غاز الهيليوم.
شعرت نانسي واشنطن بالإحباط عندما علمت بعدم وصول شحنة الهيليوم. تلقّت وفريقها من الكيميائيين في مختبر شمال غرب المحيط الهادئ الوطني بالولايات المتحدة إشعاراً مفاجئاً من موردهم يفيد بعدم توافر شحنتهم المعتادة من الغاز، الضروري لإجراء العديد من التجارب.
أدى النقص إلى تقليص إمدادات الهيليوم، واضطر المختبر ببساطة إلى الاكتفاء بكمية أقل، ففي الأسابيع الأولى من ذلك العام، تراجعت الإمدادات إلى ما دون 2500 لتر (660 جالوناً) التي كان يستقبلها عادةً، وبحلول أبريل/ نيسان، أي بعد شهرين فقط، لم يكن المختبر يحصل إلا على أقل من نصف احتياجاته من الهيليوم.
نظراً لامتلاك المختبر عدداً محدوداً من الأجهزة التي تحتاج إلى إعادة تعبئة منتظمة بالهيليوم السائل، لم يكن أمامه خيار سوى إعطاء الأولوية للأجهزة الأكثر أهمية، ومن بينها كان مطياف الرنين المغناطيسي النووي المفضل لدى نانسي، وهو برج ضخم قادر على تحليل البنية الجزيئية للذرات، وتساعد قياساته في تطوير تقنيات مثل البطاريات وأنظمة تخزين الطاقة.
كان هذا المطياف هو الوحيد من نوعه في أمريكا الشمالية، وبعد أقل من 12 شهراً من تركيبه، أظهر نتائج مثيرة للاهتمام!
فعند تشغيله على عينات من أكسيد المغنيسيوم، أظهر أن هذه المعادن قادرة على سحب الكربون من الغلاف الجوي، وقد اكتُشفت هذه 'المعدنة الكربونية' منذ فترة طويلة كوسيلة لمكافحة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لكن النتائج أظهرت مدى فائدة هذه المعادن.
تقول واشنطن: 'لم يكن هناك دليل واضح سابقاً على تكوّن الكربونات على هذه الأنواع من أكاسيد المغنيسيوم'، وتضيف: 'لم أصدق البيانات في البداية، لكن الحصول عليها والطريقه التي سارت بها هذا الاكتشاف كان أمراً مذهلاً'.
لكن سرعان ما اضطر كل هذا العمل إلى التوقف فجأة.
إذ شكّل معدل استهلاك هذا الجهاز للهيليوم مشكلة، أدى ذلك لتبعات وصفتها واشنطن بأنها 'صادمة'، حيث تم فصل الطاقة عن الجهاز وإيقافه مؤقتاً، وعُلقت تجاربه، و بقي الجهاز غير قابل للاستخدام لعدة أشهر حتى يتم تأمين المزيد من الهيليوم. واليوم على الرغم من أنه عاد للعمل، ولكن المختبر لديه الهيليوم الذي يحتاجه بشكل مؤقت.
ما هي استخدامات الهيليوم؟
يتم تسليط الضوء على مدى ضعف إمدادات الهيليوم، وأسباب السعي العالمي لإيجاد طرق للحفاظ على هذا الغاز الأساسي وإعادة تدويره.
لم يقتصر تأثير النقص في عام 2022 على الباحثين وحدهم؛ فقد لا تدرك ذلك، لكن الهيليوم يدخل في العديد من المنتجات والعمليات التي تواجهها يوماً.
على سبيل المثال، تُعدّ المستشفيات أكبر مستهلك للهيليوم عالمياً، إذ تمثل نحو 32% من السوق، يُستخدم هذا الغاز في تبريد المغناطيسات داخل أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
كما يُستخدم الهيليوم في تصنيع أشباه الموصلات (رقائق الحاسوب)، التي تُعدّ أساس الأجهزة الإلكترونية. كما يستخدم في اللحام، بل وحتى في ضغط خزانات وقود الصواريخ التي تُطلق الأقمار الصناعية إلى المدار. إضافةً إلى ذلك، يُعدّ الهيليوم جزءاً من خليط الغازات المُستخدم في نفخ الوسائد الهوائية للسلامة في السيارات.
الهيليوم غاز عديم الرائحة وخفيف للغاية، وعلى عكس عنصر آخر خفيف جداً كان يُستخدم سابقاً في المناطيد، وهو الهيدروجين، فإنه لا يشتعل أبداً. عند تبريده، يتحول إلى سائل فقط عند درجة حرارة شديدة الانخفاض، تبلغ حوالي 4.2 كلفن (-269 درجة مئوية/-452 فهرنهايت).
إضافةً إلى ذلك، لا يتجمد الهيليوم تحت الظروف الجوية العادية، حتى عند الوصول إلى الصفر المطلق (0 كلفن أو -273 درجة مئوية/-460 فهرنهايت)، هذا يجعله مفيداً للغاية.
تقول صوفيا هايز، أستاذة الكيمياء بجامعة واشنطن في سانت لويس: 'الهيليوم عنصرٌ سحري، لا مثيل له في الكون'.يكتسب الهيليوم السائل خصائص فريدة عند تبريده إلى ما يقارب الصفر المطلق، حيث يتحول إلى سائل فائق يتميز بانعدام الاحتكاك. إذا حُرِّك كوب يحتوي على هذا السائل، فسيستمر في الدوران داخله نظرياً إلى الأبد. يُعد الهيليوم فائق السيولة ضرورياً للموصلات الفائقة واسعة النطاق، مثل تلك المستخدمة في مصادم الهدرونات الكبير في سيرن، الواقع على الحدود بين سويسرا وفرنسا.
منذ عام 2006، تواجه الكميات المعروضة من الهيليوم نقصاً متكرراً، بدأت مؤشرات النقص تظهر في يناير/ كانون الثاني 2022، ثم عادت للتحسن في العام التالي، إلا أن إمدادات الهيليوم ظلت محدودة، حيث يكافح المنتجون لمواكبة الطلب المتزايد.
من المتوقع أن يزداد الطلب على الهيليوم بشكل كبير، إذ يقدّر بعض المحللين أنه قد يتضاعف بحلول عام 2035، وذلك نظراً لدوره الحيوي في تصنيع أشباه الموصلات وبطاريات المركبات الكهربائية، بالإضافة إلى استخداماته في مجالات الطيران والفضاء.
هناك مصدران فقط للهيليوم: تفاعلات الاندماج النووي عالية الطاقة داخل النجوم، بما فيها الشمس، والتحلل التدريجي للعناصر المشعة في قشرة الأرض.
ونظراً لعدم قدرتنا على تصنيع الهيليوم صناعياً بالتقنيات الحالية، فإنه يُعد مورداً محدوداً، وبدلاً من إنتاجه، يُستخرج عادةً مع الغاز الطبيعي عبر حفر آبار عميقة في باطن الأرض، وهي عملية لا تزال مقتصرة على عدد قليل من الشركات عالمياً.
يعتبر الهيليوم عنصراً يصعب احتواؤه بشكل ملحوظ، فقد أسهم استخراج وحرق الوقود الأحفوري في زيادة تراكمه في الغلاف الجوي للأرض خلال العقود الأخيرة، ما أدى إلى استنزاف احتياطياته التي كانت محفوظة داخل الكوكب.
لكن بسبب خفته الشديدة، يتسرب الهيليوم تدريجياً من الغلاف الجوي متجهاً إلى الفضاء. وعندما يكون في حالته فائقة السيولة، يمكنه النفاذ عبر أضيق الشقوق والثقوب، بل وحتى التدفق صعوداً على الجدران، هذه الخصائص تجعل التعامل معه وتخزينه تحدياً كبيراً، إذ يمكن أن يضيع بسهولة بعد الاستخدام.
كل هذه العوامل تجعل سلسلة توريد الهيليوم غير مستقرة، ما تسبب في حدوث أربع أزمات نقص عالمية خلال العشرين عاماً الماضية فقط.
أبرز هذه الأزمات عندما أدى النقص الحاد في عام 2022 بالهيليوم إلى إفساد بعض أبحاث واشنطن، وذلك حدث بعد سلسلة من الحرائق في مصنع روسي كبير لمعالجة الغاز في منطقة أمور في سيبيريا.
وفاقمت الحرب في أوكرانيا المشكلة، من خلال زيادة أزمة الإمدادات، حدث ذلك بالتزامن مع توقف مصنع الهيليوم في قطر عن العمل للصيانة المخطط لها، وفي الوقت نفسه، تم إغلاق وحدة تخصيب الهيليوم الخام في الاحتياطي الوطني الأمريكي للهيليوم خلال صيف عام 2021، ومرة ​​أخرى لمدة أربعة أشهر في نهاية يناير 2022.
أدى إغلاق تلك المراكز في الولايات المتحدة إلى إزالة حوالي 10٪ من الطاقة الإنتاجية العالمية للهيليوم من سلسلة التوريد، وقد أدت هذه الحوادث مجتمعة إلى نقص مفاجئ وسلطت الضوء على مدى ضعف إمدادات الهيليوم في العالم.
وبحلول عام 2023، تضاعف سعر البيع الصناعي للهيليوم تقريباً عما كان عليه قبل خمس سنوات، ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق.
على الرغم من زيادة إنتاج الهيليوم منذ ذلك الحين، لا يزال العالم يواجه اضطرابات محتملة تؤدي إلى تقلبات في أسعار السوق.
ففي سبتمبر 2024، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، شملت حظر استيراد الهيليوم.
ورغم أن روسيا لا تمثل سوى 1% من واردات الاتحاد الأوروبي من الهيليوم، إلا أن هذه الخطوة زادت من الضغوط على الإمدادات، بالإضافة إلى ذلك، أسهم بيع أكبر احتياطي عالمي من الهيليوم – الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي – في زيادة حالة عدم الاستقرار في السوق.
كانت الولايات المتحدة مسؤولة لعدة عقود، عن توفير نحو عُشر إمدادات الهيليوم العالمية، وذلك من مخزون اتحادي تحت الأرض أُنشئ قبل قرن بالقرب من أماريلو، تكساس، ولكن في يونيو/ حزيران 2024، باع مكتب إدارة الأراضي، المسؤول عن إدارة احتياطي الهيليوم الأمريكي، آخر كميات الهيليوم الفيدرالي لشركة ميسر الألمانية لتوريد الغاز.
وقبيل إتمام الصفقة، حذّرت الأكاديميات الوطنية الأمريكية للعلوم والهندسة والطب في تقريرٍ من أن بيع هذا الاحتياطي الاستراتيجي لشركة تجارية قد يزيد من حالة عدم الاستقرار في سوق الهيليوم.
حثت هيئات تجارية، بما في ذلك رابطة الغاز المضغوط وجمعية التكنولوجيا الطبية المتقدمة (أدفا ميد)، الحكومة الأمريكية على تأجيل عملية البيع بحجة أنها قد تؤدي إلى 'أزمة في سلسلة التوريد'.
كما أشارت شركة 'بريمير' للرعاية الصحية، التي تقوم بتوريد الهيليوم لصالح آلاف المستشفيات، إلى أن عملية البيع قد يكون لها تأثير سلبي على رعاية المرضى.
ورغم أن هذه المخاوف لم تتحقق حتى الآن، إلا أن هناك مؤشرات تدل على أن الأمور لا تسير جيداً.
بعد أشهر من عملية البيع، اضطرت شركة (ميسر) إلى طلب أمر تقييدي مؤقت لمنع إغلاق وحدة تخصيب الهيليوم الخام مرة أخرى على خلفية قضايا تعاقدية.
وفي وقت لاحق، تم وضع الشركة التي تدير وحدة التخصيب تحت الحراسة القضائية، مع ذلك، أكدت شركة (ميسر) أن نظام الهيليوم لديها 'يعمل بكفاءة ودون انقطاع منذ الاستحواذ عليه في يونيو/حزيران السابق، مع توقع أن تستمر العمليات بسلاسة ودون مشاكل في المستقبل'.
لكن تحليلاً حديثاً لإمدادات الهيليوم يشير إلى أن هذا المورد الطبيعي من المرجح أن يكتسب أهمية جيوسياسية متزايدة خلال السنوات القادمة مع تزايد الطلب عليه وتزايد المنافسة عليه.
تستحوذ الولايات المتحدة على حوالي 46% من المعروض العالمي من الهيليوم، تليها قطر (38%)، ثم الجزائر (5%)، و في حال انقطاع الإمدادات الأمريكية مجدداً، فسيكون التأثير ملموساً في جميع أنحاء العالم.
مع ذلك، دفعت سنوات من شح إمدادات الهيليوم وتقلبات أسعاره الهيئات الأكاديمية والتجارية والطبية إلى استكشاف أساليب أكثر استدامة لاستهلاك الهيليوم، تستهدف هذه الجهود أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي،التي تُعد من أكبر مستهلكي الهيليوم.
يتطلب جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي التقليدي ما يقارب 2000 لتر من الهيليوم السائل لتبريد المغناطيسيات التي يحتاجها الجهاز.
وتحتاج هذه الأجهزة إلى إعادة تعبئة دورية، إذ إنه بدون التبريد بالهيليوم، ستسخن المغناطيسات، ما يؤدي إلى تبخر الهيليوم الموجود في الخزان ثم إخراجه بالكامل في عملية تُعرف باسم 'التبريد المفاجئ'.
ورغم ندرة حدوث ذلك، إلا أنه يشكل خطراً كبيراً؛ حيث يُفقد الهيليوم بالكامل، ما يتطلب بضعة آلاف من اللترات الإضافية لإعادة تشغيل الجهاز.
وفي حال تسبب التبريد المفاجئ في أضرار جسيمة، فقد يصبح استبدال الجهاز بالكامل أمراً ضرورياً، ما من شأنه تكبد تكاليف باهظة.
الآن، بدأ ظهور جيل جديد من أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي التي تتطلب كمية هيليوم أقل بكثير، فالعديد من هذه الأجهزة منخفضة الهيليوم لا تحتاج إلا إلى لتر واحد من الهيليوم لتشغيلها، ما يجعلها مغلقة بإحكام.
في السنوات الأخيرة، بدأت هذه الأجهزة بالظهور في المستشفيات والمؤسسات البحثية.
لكن هناك تحديات، فهذه الأجهزة التي تستهلك كميات أقل من الهيليوم تُعد مكلفة، وسيستغرق استبدال أكثر من 35 ألف جهاز تصوير بالرنين المغناطيسي في العالم إلى سنوات عديدة.
كما أن أجهزة المسح الجديدة قادرة فقط على إنتاج قوة مجال مغناطيسي تبلغ حوالي 1.5 تسلا، أي ما يقارب نصف ما تنتجه الأجهزة السابقة الأكثر قوة.
تقول شارون جايلز، مديرة عمليات التصوير السريري والبحثي في ​​كلية كينجز كوليدج لندن: 'تتمتع أجهزة المسح ذات قوة المجال الأعلى بالقدرة على المسح بتفاصيل أدق و/أو أسرع من أجهزة المسح ذات قوة المجال الأقل'. لذا، فإن استخدام هذه الأجهزة منخفضة الهيليوم يبقى محدوداً.
اتجه باحثون آخرون إلى استكشاف طرق للاستغناء عن الهيليوم تماماً، وذلك من خلال تطوير مواد فائقة التوصيل لا تتطلب التبريد إلى درجات حرارة شديدة الانخفاض.
بدأ الباحثون في تعزيز استدامة مواردهم من خلال إعادة تدوير الهيليوم على نطاق واسع، تتيح أنظمة استعادة الهيليوم التقاط وإعادة استخدام الغاز المتبخر، والذي كان سيفقد لولا ذلك.
يقول نيكولاس فيتزكي، مدير منشأة الرنين المغناطيسي النووي (NMR) بجامعة ولاية ميسيسيبي حول قضية إستعادة الهيليوم: 'سيمكننا هذا النظام من استرجاع نحو 90% من الهيليوم الذي نستهلكه سنوياً.' ويضيف: 'عند إعداد المقترح، أجرينا الحسابات ووجدنا أن التكلفة الإجمالية للنظام تجاوزت قليلاً 300 ألف دولار أمريكي، ومن المتوقع أن يغطي النظام تكاليفه خلال ست سنوات'.
لكن تركيب تقنية استعادة الهيليوم، والتي تتضمن تركيبات معقدة من الأنابيب والوصلات التي يجب توصيلها عبر أجهزة المنشأة، يعد عملية معقدة تستغرق وقتاً طويلاً.
كما أن هذه الأنظمة قد تتعرض للعطل أو التسرب، وحتى عند تنفيذها بشكل صحيح، تخشى نانسي واشنطن من أن البعض قد لا يدرك فائدتها بشكل كامل. تقول: 'إذا قلنا أننا نحتاج إلى 600 ألف دولار لتركيب وحدتين لاستعادة الهيليوم، سيقول البعض ما الفائدة من ذلك لنا؟ فالأمر يشبه تركيب أنابيب جديدة''، مشيرةً إلى أن هذا النوع من العمل يفتقر إلى عنصر 'البراعة' الذي يبرر بعض الاستثمارات العلمية الأخرى.
ولكن قد تلوح في الأفق أيضاً بوادر ارتياح، فقطر في طريقها لافتتاح مصنع جديد للهيليوم بحلول عام 2027، بينما بدأت شركات أخرى البحث عن حقول تحت الأرض لم تُستغل سابقاً.
في عام 2016، عُثر على أكبر احتياطي للهيليوم في العالم في تنزانيا، ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج فيه عام 2025. كان هذا أول حقل غاز هيليوم يُكتشف بشكل متعمد، وسيُمثل بدء العمليات هناك أول مرة يُستخرج فيها الهيليوم على نطاق واسع، بدلاً من استخدامه كمنتج ثانوي لاستخراج الغاز الطبيعي الملوث.
كما اكتُشفت احتياطيات كبيرة من الهيليوم في حوض خليج بوهاي الصيني.
ساهم كريستوفر بالنتين، رئيس قسم الكيمياء الجيولوجية في قسم علوم الأرض بجامعة أكسفورد، في البحث العلمي الذي ساعد في نهاية المطاف على تحديد موقع رواسب الهيليوم في تنزانيا. لكنه يحذر من المبالغة في الحماس. ويقول: 'يتطلب تحدي العثور على رواسب هيليوم كبيرة لتلبية الطلب العالمي المتزايد تمويلاً كبيراً وفترة تحضير طويلة'.
لقد ذكّرتنا الإمدادات المتقلبة في السنوات الأخيرة بمدى نفاد هذا المورد الثمين، ومدى سرعة استنزافه.
تؤكد واشنطن على المخاطر قائلة: 'تخيلوا لو لم يكن هناك ما يكفي من الهيليوم، ولم تتمكن جدتكم من إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي لأن موصلها الفائق قد تعطل. هذا أمر خطير، وعلينا التعامل معه.'

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الطاقة النظيفة: حل مُلحّ وسط ارتفاع درجات الحرارة العالمية
الطاقة النظيفة: حل مُلحّ وسط ارتفاع درجات الحرارة العالمية

شبكة النبأ

timeمنذ 4 أيام

  • شبكة النبأ

الطاقة النظيفة: حل مُلحّ وسط ارتفاع درجات الحرارة العالمية

تزداد الحاجة إلى الطاقة النظيفة إلحاحًا، وسط ارتفاع درجات الحرارة العالمية، التي وصلت إلى مستويات قياسية مؤخرًا، وتسبّبت في موجات حرّ قاسية، وسيؤدي التآزر بين الطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء دورًا محوريًا في بناء مستقبل طاقة نظيفة، بدوره، يعزز تطوير أنظمة الطاقة الكهروضوئية ونظام تخزين الكهرباء حلول الطاقة المتكاملة... تزداد الحاجة إلى الطاقة النظيفة إلحاحًا، وسط ارتفاع درجات الحرارة العالمية، التي وصلت إلى مستويات قياسية مؤخرًا، وتسبّبت في موجات حرّ قاسية، وسيؤدي التآزر بين الطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء دورًا محوريًا في بناء مستقبل طاقة نظيفة، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، بدوره، يعزز تطوير أنظمة الطاقة الكهروضوئية ونظام تخزين الكهرباء حلول الطاقة المتكاملة التي تدعم استقرار الشبكة، وترسّخ استقلال الطاقة، وتضمن إمكان استعمال الطاقة المتجددة عند الحاجة. تجدر الإشارة إلى أن عام 2024 كان الأكثر حرارة على الإطلاق، حيث وصلت درجات الحرارة العالمية إلى 1.55 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وهذا يتجاوز هدف الـ 1.5 درجة مئوية الذي حدّده اتفاق باريس للمناخ، ما يشير إلى أزمة مناخية حادّة. السبب الجذري للاحترار العالمي يكمن السبب الجذري لظاهرة الاحترار العالمي في الانبعاثات المفرطة لثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى، خصوصًا من حرق الوقود الأحفوري لإنتاج الكهرباء، ومن الواضح أن توليد الكهرباء والتدفئة يُسهمان بشكل رئيس في هذه المشكلة، حيث بلغت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من هذا القطاع 16.23 مليار طن عام 2021، أي ما يعادل 43.06% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية. في المقابل، فاقمَ هذا الاعتماد على الوقود الأحفوري ظاهرة الاحتباس الحراري، وأدى إلى ظواهر مناخية أكثر تواترًا وقسوة، مثل حرائق الغابات وموجات الحر وارتفاع منسوب مياه البحار، ولتخفيف هذه الآثار والحدّ من المزيد من الأضرار، يجب على العالم الانتقال إلى حلول الطاقة النظيفة التي تُخفّض انبعاثات الكربون بشكل كبير، وتُوفّر مسارًا مستدامًا للمضي قدمًا. من ناحية ثانية، يكتسب التحول إلى الطاقة النظيفة زخمًا متزايدًا، وفي عام 2023، جاءت 91% من سعة الكهرباء الجديدة من مصادر متجددة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وفي النصف الأول من عام 2024، استقطب قطاع الطاقة المتجددة استثمارات تجاوزت 313 مليار دولار. حل الطاقة الشمسية أصبحت الطاقة الشمسية، على وجه الخصوص، أكثر كفاءةً وفعاليةً، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة لتحديثات القطاع، وبين عامي 2012 و2024، انخفضت تكلفة الألواح الكهروضوئية في الصين بنسبة 87%، بينما انخفضت التكلفة العالمية الموحّدة للكهرباء الناتجة عن الطاقة الشمسية الكهروضوئية بنسبة 89% بين عامي 2010 و2022، لتصل إلى 0.049 دولار/كيلوواط/ساعة فقط، وفي الوقت نفسه، ارتفعت كفاءة الألواح من 14% إلى 24%، وجعلت هذه التطورات الطاقة الشمسية من أكثر حلول الطاقة المتجددة سهولةً في الوصول إليها، سواءً للمشروعات السكنية أو للمرافق العامة. وأصبحت الألواح الشمسية، حاليًا، أكثر كفاءةً وصغرًا، حيث تشغل مساحةً أقل مع توليد كهرباء أكثر، مما ينطوي على آثار كبيرة في قابلية توسعة أنظمة الطاقة الشمسية، خصوصًا في المناطق الحضرية أو المواقع ذات المساحة المحدودة. التحسينات التكنولوجية عززت التحسينات التكنولوجية متانة الألواح، وقلّلت من تدهورها، وأطالت عمرها الافتراضي، ويضمن الجمع بين الكفاءة العالية والموثوقية المُحسّنة وطول العمر الافتراضي أن تظل الطاقة الشمسية حجر الزاوية في التحول الأخضر العالمي. وشهدت هذه الصناعة في عام 2016 نقطة تحول رئيسة، مع طرح تقنية الباعث الخامل والاتصال الخلفي، التي حسّنت كفاءة الخلايا الشمسية بشكل ملحوظ، حيث تولّد المزيد من الكهرباء من كمية ضوء الشمس نفسها، مقارنةً بالخلايا متعددة البلورات التقليدية. وبحلول عام 2022، ظهرت تقنية الاتصال الخامل بأكسيد النفق توبكون (TOPCon)، من النوع إن، ما يوفر كفاءة أعلى وأداءً أفضل على المدى الطويل، وتعزز خلايا توبكون إنتاج الكهرباء من خلال ابتكارات مثل طبقة أكسيد النفق التي تقلل من فقدان الطاقة، والمعالجات السطحية المتقدمة التي تُحسّن تدفق الكهرباء وتُقلل من تدهور الأداء، تمكّن هذه التحسينات تقنية توبكون من الوصول إلى كفاءة نظرية تبلغ 28.7%، وهي نسبة أعلى بكثير من كفاءة الباعث الخامل والاتصال الخلفي البالغة 24.5%. دور الطاقة الشمسية الكهروضوئية عالميًا في المستقبل، ستؤدي الطاقة الشمسية الكهروضوئية دورًا أكبر في نظام الطاقة العالمي، وستقود الخلايا الشمسية الترادفية، التي تدمج تقنيات توبكون الحالية مع تقنيات الخلايا الأخرى، الموجةَ المقبلة من الابتكار، ما يعزز الكفاءة، ونتيجة لاستمرار انخفاض تكاليف التصنيع، سيتسارع اعتماد الطاقة الشمسية في جميع القطاعات، ما يساعد العالم على التحول إلى مستقبل منخفض الكربون، وستكون السياسات الحكومية حاسمة لاستمرار نمو صناعة الطاقة الشمسية. من ناحيتهم، يحتاج صانعو السياسات إلى تهيئة بيئات داعمة لاستثمارات الطاقة المتجددة، وتقديم حوافز للتقنيات النظيفة، ودعم البحث والتطوير، ومن خلال تشجيع الاستثمارات في البنية التحتية للطاقة المتجددة، يمكن للحكومات تسريع التحول نحو مستقبل طاقة أكثر استدامة.

المغرب.. مقابر حجرية ونقوش غامضة عمرها 4 آلاف عام
المغرب.. مقابر حجرية ونقوش غامضة عمرها 4 آلاف عام

الديار

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • الديار

المغرب.. مقابر حجرية ونقوش غامضة عمرها 4 آلاف عام

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب كشف فريق من علماء الآثار عن مقابر تعود إلى نحو 2000 قبل الميلاد، بالإضافة إلى ملاجئ صخرية مزينة برسومات غامضة وأحجار قائمة في مدينة طنجة المغربية. وعثر علماء الآثار على ثلاث مقابر حجرية غامضة، تضم ما يعرف بـ"دفن الصندوق الحجري" (cist burials)، حيث تم نحت حفر في الصخور وتغطيتها بألواح حجرية ضخمة، ما يشير إلى جهد كبير في البناء. وهذه المدافن المنحوتة بدقة في الصخور الصلبة، تعد شواهد حية على فلسفة كاملة للحياة والموت، حيث أن الجهد الكبير الذي بذله أولئك القوم في نحت مقابرهم يكشف عن تصورات عميقة للعالم الآخر، وعن مجتمع منظم يؤمن بالخلود. كما أن هذا الجهد الكبير الذي تطلبه نحت هذه المقابر في الصخور الصلبة يكشف عن مكانة الموتى في ذلك المجتمع، وربما عن نظام طبقي دقيق كان قائما في ذلك الزمن البعيد. وللمرة الأولى في تاريخ البحث الأثري بشمال غرب إفريقيا، تمكن العلماء من تحديد عمر هذه المقابر بدقة مذهلة باستخدام الكربون المشع. وكشف تحليل الكربون المشع للعظام البشرية أن هذه المدافن تعود إلى نحو 2000 عام قبل الميلاد، وهي معلومة تفتح آفاقا جديدة لفهم التسلسل الزمني للحضارات في المنطقة. وعلى مقربة من المقابر، تنتصب ملاجئ صخرية تحولت عبر الزمن إلى لوحات فنية غامضة، حيث تحمل جدرانها رموزا هندسية غامضة ومعقدة وأشكالا بشرية مبسطة قد تمثل آلهة أو شخصيات أسطورية. وتتضمن الأشكال الهندسية المعقدة مربعات ودوائر وخطوط متعرجة، تتداخل مع رسوم بشرية بدائية تثير الكثير من التساؤلات. وتكشف رسومات "المثلثات المزدوجة" التي تشبه ثمانية مثلثات متقابلة، والتي وجدت مثيلاتها في إيبيريا (إسبانيا والبرتغال)، عن حوار ثقافي قديم عبر البحر الأبيض المتوسط. أما المربعات المنقوشة بداخلها نقاط وخطوط، فتشبه إلى حد كبير رسوما وجدت في الصحراء الكبرى، ما يثير احتمال وجود طرق تجارية أو ثقافية ربطت هذه المناطق البعيدة. ولعل أكثر ما يثير الدهشة تلك الأحجار الضخمة المنتصبة كعمالقة صامتين، بعضها يتجاوز ارتفاعه مترين ونصف. وهذه الصخور التي صمدت أمام اختبار الزمن تحمل في طياتها لغزا أثريا محيرا: هل كانت حدودا بين القبائل؟ أم مذابح لطقوس دينية؟ أم ربما تقاويم فلكية بدائية؟. وكل احتمال يفتح الباب أمام سيناريوهات مختلفة عن طبيعة ذلك المجتمع القديم. ويظهر هذا الاكتشاف تنوعا كبيرا في تقاليد الدفن والفنون الصخرية، ما يشير إلى وجود ثقافة غنية ومعقدة في المنطقة خلال العصر البرونزي. ويعد هذا الكشف خطوة مهمة نحو فهم أعمق للحياة في شمال إفريقيا خلال عصور ما قبل التاريخ، خاصة وأن المنطقة غرب مصر ظلت غير مدروسة جيدا مقارنة بغيرها في حوض المتوسط. ويخطط الفريق الآن لمواصلة الحفريات وتحليل الرسومات الصخرية والأحجار القائمة في محاولة لفك رموز المعتقدات والطقوس التي كانت تمارس في هذه المنطقة قبل آلاف السنين.

في بلدٍ عربيّ... العثور على مقابر حجرية ونقوش غامضة عمرها 4 آلاف عام (صورة)
في بلدٍ عربيّ... العثور على مقابر حجرية ونقوش غامضة عمرها 4 آلاف عام (صورة)

ليبانون 24

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • ليبانون 24

في بلدٍ عربيّ... العثور على مقابر حجرية ونقوش غامضة عمرها 4 آلاف عام (صورة)

كشف فريق من علماء الآثار عن مقابر تعود إلى نحو 2000 عام قبل الميلاد، بالإضافة إلى ملاجئ صخرية مزينة برسومات غامضة وأحجار قائمة في مدينة طنجة المغربية. وعثر علماء الآثار على ثلاث مقابر حجرية غامضة، تضم ما يعرف بـ"دفن الصندوق الحجري"، حيث تمّ نحت حفر في الصخور وتغطيتها بألواح حجرية ضخمة، ما يشير إلى جهد كبير في البناء. وهذه المدافن المنحوتة بدقة في الصخور الصلبة، تُعدّ شواهد حية على فلسفة كاملة للحياة والموت، حيث أن الجهد الكبير الذي بذله أولئك القوم في نحت مقابرهم يكشف عن تصورات عميقة للعالم الآخر، وعن مجتمع منظم يؤمن بالخلود. كما أن هذا الجهد الكبير الذي تطلبه نحت هذه المقابر في الصخور الصلبة يكشف عن مكانة الموتى في ذلك المجتمع، وربما عن نظام طبقي دقيق كان قائما في ذلك الزمن البعيد. وللمرة الأولى في تاريخ البحث الأثري في شمال غرب إفريقيا، تمكن العلماء من تحديد عمر هذه المقابر بدقة مذهلة باستخدام الكربون المشع. وكشف تحليل الكربون المشع للعظام البشرية أن هذه المدافن تعود إلى نحو 2000 عام قبل الميلاد، وهي معلومة تفتح آفاقا جديدة لفهم التسلسل الزمني للحضارات في المنطقة. (روسيا اليوم)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store