logo
وقائع مختلقة وادعاءات كاذبة الهدف منها حصد المشاهدات

وقائع مختلقة وادعاءات كاذبة الهدف منها حصد المشاهدات

في وقتٍ أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس، تحوّل البحث عن التريند وزيادة المشاهدات إلى هوس يسيطر على العقول ويحدد ملامح سلوك الأفراد والمجتمعات، وبات الجميع يتسابق للظهور وتحقيق الشهرة، سواء كانوا أفرادًا عاديين، أو مشاهير، فالكل يسعى لجذب الانتباه بأي وسيلة ممكنة، فلم يعد الأمر يقتصر على مشاركة الأفكار أو تسليط الضوء على قضايا مجتمعية مهمة، بل أصبح الوصول إلى التريند غاية تبرر أي وسيلة، حتى لو كانت تلك الوسيلة مخالفة للقيم والأخلاق، في ظل هذا الجنون، انتشرت مقاطع الفيديو المثيرة للجدل، والتحديات الغريبة، و الأخبار الكاذبة ، والمحتويات الصادمة، بهدف جذب أكبر عدد من المشاهدات والتفاعلات، ومع تصاعد المنافسة، تزايدت حالات التضليل، والخداع، وتطور الامر إلى اختلاق وقائع كاذبة تثير البلبلة بهدف حصد المشاهدات بغض النظر عن تكدير السلم الاجتماعي ونشر الأكاذيب.
في مشهد أثار العديد من التساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وبالأخص داخل محافظة الجيزة، ظهر ملثمون يسيرون بشوارع المحافظة، ما أثار الفزع بين المارة قبل أن يتدخل الأمن المصري، وبعد انتشار مقطع مصور لهذا المشهد الغريب على مواقع التواصل الاجتماعي.
إلا أن وزارة الداخلية كشفت تفاصيل مقطع فيديو بعدما تداول على عدد من الصفحات بمواقع التواصل الاجتماعي تضمن سير أحد الأشخاص وبرفقته شخصين يرتديان أقنعة للوجه، وبالفحص أمكن تحديد المذكورين وضبطهم وهم يحملون جنسية إحدى الدول الاجنبية .
ضبطوا وبمناقشتهم أشار أحدهم إلى أنه صانع محتوى بمواقع التواصل الاجتماعى وأن المقطع المشار إليه مشهد تمثيلى قام بأدائه مع اثنين من أصدقائه بأحد الشوارع بمحافظة الجيزة وبثه على صفحته من أجل الشهرة وزيادة نسبة المشاهدة لتحقيق أرباح مالية، و تحرر محضر بالواقعة وأخطر مدير امن الجيزة الذي أمر بإحالتهم إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسهم على ذمة التحقيقات.
في واقعة أخرى كشفت أجهزة وزارة الداخلية، ملابسات مقطع فيديو تداول على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن دفع أحد الأشخاص لآخر من إحدى عربات مترو الأنفاق أثناء توقف القطار، وكانت أجهزة وزارة الداخلية، تتابع مقطع فيديو تداول على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن قيام أحد الأشخاص بدفع آخر من إحدى عربات مترو الأنفاق أثناء توقف القطار قبل إغلاق الباب بإحدى المحطات، وبالفحص جرى ضبط القائمين على تصوير مقطع الفيديو3 أشخاص يقيمون بدائرة قسم شرطة شبرا الخيمة أول بالقليوبية، حيث تم ضبطهم، وبمواجهتهم أقروا بتصوير ذلك المقطع بتاريخ 13 مارس الجاري، بإحدى محطات مترو الأنفاق لنشره على الصفحة الخاصة بهم بمواقع التواصل الاجتماعي بهدف الحصول على نسب مشاهدات عالية لتحقيق أرباح مادية، واتخذت الإجراءات القانونية.
في واقعة أخرى ولم تكن الأخيرة فقد كشفت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية ملابسات ما تضمنه مقطع فيديو نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعى يظهر خلاله أحد الأشخاص يتلفظ بعبارات غير لائقة ويسيئ للفتيات بمحافظة السويس.
وبالفحص أمكن تحديد وضبط طالب مقيم بدائرة قسم شرطة فيصل بالسويس، وبمواجهته أقر بنشر مقطع الفيديو على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعى؛ لرفع نسب المشاهدة وتحقيق أرباح مالية، تم اتخاذ الإجراءات القانونية.
وفي واقعة أخرى وهي واقعة فتاة شارع فيصل التي تصدرت محركات البحث المختلفة خلال الاسبوعين الماضين بعدما زعمت فتاة من منطقة فيصل تعرضها للسحل والسرقة، القصة بدأت تنتشر على صفحات السوشيال ميديا المختلفة بعد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو تظهر فيه الفتاة باكية تحت عنوان «5 شباب ضربوني وسرقوني» في شارع فيصل خلال عودتها من الدرس.
اقرأ أيضا: كيف تتجنب هوس إرسال «الريلز» لأصدقائك؟.. طرق للتغلب على إدمان المنصات
تحركت الأجهزة الأمنية عقب رصد الفيديو و تشكل فريق بحث على أعلى مستوى لكشف ملابسات الواقعة، وتبين أنها «مريم» 17 عام، واعتادت تقديم مقاطع غنائية وترفيهية عبر حسابها بموقع «تيك توك»، لكن هذه المرة اختارت أن تطل على 100 ألف متابع بشكل غير متوقع فبصوت مبحوح وملابس غير مهندمة روت معاناتها، واستدعيت الفتاة على الفور بدأت النيابة العامة تحقيقاتها مع فتاة فيصل، التي نشرت مقطع فيديو تدعي فيه تعرضها للسحل والسرقة من قبل خمسة شبان في شارع فيصل أثناء عودتها من درس، كما طلبت النيابة تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة، وكانت المفاجأة التي أظهرتها تحريات الأجهزة الأمنية في الجيزة حقيقة مقطع الفيديو حيث تبين أنه مفبرك وأن الفتاة اختلقت الرواية بهدف زيادة عدد المشاهدات.
وباستجوب الفتاة في النيابة العامة كشفت الفتاة اختلاق رواية تعرضها للسحل والسرقة، حيث اعترفت بأن قصتها كانت مختلقة وأن ما حدث فعليًا أثناء خروجها من الدرس واستقلالها ميكروباص هو مجرد تدافع بسبب أولوية الركوب، حيث جذبها أحد الأشخاص من حقيبتها للخلف، أما باقي تفاصيل الرواية التي زعمت فيها تعرضها لهجوم من خمسة شبان فقد كانت من تأليفها الخاص من اجل زيادة المتابعين والمشاهدات، كما اعترفت أنها دائمًا تعمل على مشاركة يومياتها عبر حسابها على تطبيق «تيك توك»، وابتكرت هذه القصة بهدف زيادة متابعيها وتحقيق مزيد من المشاهدات، وتحرر محضر بالواقعة.
وبالتواصل مع محمد السيد المحامي، بدأ حديثه قائلًا: للأسف البعض منا أصبح يفعل أي شيء لمجرد جمع المشاهدات ، والقانون يواجه ذلك بكل حسم لكن الناس ترتكب الجرائم وهي لاتعرف أن هناك عقوبات تنتظرهم؛ فالمادة 25 من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018 تنص على أن يعاقب بالحبس مدة لاتقل عن ستة أشهر، وبغرامة لاتقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من اعتدى على أى من المبادئ أو القيم الاسرية فى المجتمع المصرى، أو انتهك حرمة الحياه الخاصة أو ارسل بكثافة العديد من الرسائل الاليكترونية لشخص معين دون موافقته، أو منح بيانات إلى نظام أو موقع إلكترونى لترويج السلع أو الخدمات دون موافقته أو بالقيام بالنشر عن طريق الشبكة المعلوماتية أو بإحدى وسائل تقنية المعلومات، لمعلومات أو أخبار أو صور وما فى حكمها، تنتهك خصوصية أى شخص دون رضاه، سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة ام غير صحيحة..

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد 5 سنوات.. طفل المرور يعود باتهام جديد و"الضحية" بين الحياة والموت
بعد 5 سنوات.. طفل المرور يعود باتهام جديد و"الضحية" بين الحياة والموت

الاقباط اليوم

timeمنذ 4 ساعات

  • الاقباط اليوم

بعد 5 سنوات.. طفل المرور يعود باتهام جديد و"الضحية" بين الحياة والموت

تجري أجهزة الأمن بمديرية أمن القاهرة تحريات بواقعة التعدي على طالب بعصا "بيسبول" بسبب خلافات سابقة واتهام طفل المرور و2 آخرين. تعدي طفل المرور على طالب فى المقطم وتلقى قسم شرطة المقطم بالقاهرة، بلاغًا رسميًا من أحد أولياء الأمور، يتهم فيه "أ أ" واثنين آخرين، بالاعتداء المبرح على نجله يوسف خالد، مستخدمين عصا بيسبول، وذلك أثناء خروجه من منزله متجهًا إلى المدرسة صباح الأربعاء الماضي. ووفقًا للتقرير الطبي المبدئي، فقد تعرض الشاب لإصابات بالغة شملت؛ كدمات وجروح متعددة في الجسد والوجه واشتباه كسر في الجمجمة ونزيف داخلي بالأذن الوسطى وفقدان للوعي نُقل على إثره إلى غرفة العناية المركزة. وأوضحت أسرة المجني عليه، في البلاغ، أن الواقعة تعود لخلافات سابقة نشبت بين المجني عليهم وشقيق إحدى الطالبات بالمدرسة، وان المتهم هاجمه بشكل مفاجئ أمام المدرسة برفقة شخصين آخرين مستقلين سيارة ملاكي، واعتدوا عليه أمام المارة. وكان "طفل المرور" قد أثار الرأي العام عام 2020 حين انتشر له فيديو، وهو يقود سيارة دون ترخيص، ويتطاول على فرد شرطة مرور بألفاظ نابية، وتم التحقيق معه وقتها، قبل أن يتم إلغاء حكم إيداعه بدار الرعاية واستبداله بتدابير احترازية، وسط اعتذار علني من والده.

أول تعليق لـ شركة O2 Diving للغطس بعد وفاة غطاسين بالعين السخنة نتيجة استخدام أكسجين ملوث
أول تعليق لـ شركة O2 Diving للغطس بعد وفاة غطاسين بالعين السخنة نتيجة استخدام أكسجين ملوث

24 القاهرة

timeمنذ 7 ساعات

  • 24 القاهرة

أول تعليق لـ شركة O2 Diving للغطس بعد وفاة غطاسين بالعين السخنة نتيجة استخدام أكسجين ملوث

تصدرت وفاة غطاسين غرقًا بالعين السخنة ، خلال تأدية مهام عملهما في اللحام تحت الماء، محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية، حيث اتهمت أسر المتوفيين شركة O2 Diving للغطس، بالإهمال وعدم صيانة أدوات الغطس المستخدمة، بالإضافة لاستخدام أسطوانات أكسجين ملوث. أول تعليق لـ شركة O2 Diving للغطس بعد وفاة غطاسين بالعين السخنة وقالت شركة O2 Diving للغطس، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، عن واقعة وفاة الغطاسين حسن عدلي ومحمد نبيل، بالعين السخنة: الموضوع حاليًا في النيابة، وإحنا منتظرين نتيجة تحقيقات النيابة، وإحنا لا بنعلق ولا بنرد على كلام السوشيال ميديا. وفاة غطاسين بالعين السخنة نتيجة إهمال شركة O2 Diving للغطس وقال سعيد جابر، ابن خالة الغطاس محمد نبيل، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: محمد نبيل ابن خالتي أكبر إخواته وهو اللي مسئول عن أسرته بعد وفاة والده، وهو غطاس في شركة O2 Diving للغطس، وشغال في الشركة بشكل دوري ومعاهم من 5 شهور، ومتأمن عليه في الشركة. وتابع: طلبوا منه شغل يوم الواقعة والمفروض إنه هيرجع البيت يوم الأربعاء بالليل، وإنه مهمة عمله تحت الماء بتستغرق من نص ساعة لساعة إلا ربع، ومينفعش يطول تحت الماء أكتر من كده، ولكن الأكسجين كان ملوث وأدى إلى تسممه ووفاته. محمد نبيل محمد نبيل وحسن عدلي وأضاف سعيد جابر، ابن خالة محمد نبيل الغطاس المتوفى بالعين السخنة: كل اللي بنطلبه هو حق محمد نبيل وحسن عدلي، لأن الشركة دي تسببت في الإهمال اللي أدى لوفاتهم، ودي واقعة متكررة لنفس الشركة، وفي عام 2016 حصل نفس الواقعة، واتكررت في عام 2019، ولكن المرادي تكررت مع حسن عدلي ومحمد نبيل، شابين عمرهم صغير مكملوش الـ 30 سنة. بسبب عدم صيانة أسطوانات الأكسجين.. غرق غطاسين في العين السخنة نتيجة إهمال شركة O2 Diving الغطس أول تعليق من أسرة الغطاس محمد نبيل المتوفى غرقا بالعين السخنة نتيجة إهمال شركة O2 Diving: كانوا بيحاولوا يسكتونا| خاص

خلاف على «انستجرام» بين مراهقات يتحول إلى عنف خارج أسوار المدرسة
خلاف على «انستجرام» بين مراهقات يتحول إلى عنف خارج أسوار المدرسة

مصرس

timeمنذ 10 ساعات

  • مصرس

خلاف على «انستجرام» بين مراهقات يتحول إلى عنف خارج أسوار المدرسة

الشرقية: ‬إسلام ‬عبدالخالقما هي السوشيال ميديا؟، هي وكما يعرفها كل الناس شبكات اجتماعية أو مثلما نطلق عليها عدة وسائط أو منصات تواصل اجتماعى متعددة ومن خلال هذه الوسائط الكثيرة؛ ينشأ المترددون والفاعلون عليها محتوى ما، هذا العالم الافتراضى الذي اصبحنا نعيش فيه ليل نهار، لم نكتفِ أنه سرق منا الوقت وبسببه مزق الروابط الاجتماعية بين الناس وهدد الاستقرار الأسرى وإنما أصبحت بيئة يستغلها الخارجون عن القانون لارتكاب جرائمهم ورغم أن وزارة الداخلية بالمرصاد لكل الإلكترونية فلا يزال البعض يستغل هذه المنصات إما لارتكاب جريمة ما مثل جرائم «المستريحين» هؤلاء النصابون الذين ينصبون باسم الدين ويخدعون ضحاياهم في الاستيلاء على تحويشة عمرهم بهدف وهم الأرباح الخيالية، ومهما حذر رجال الأمن من هؤلاء تظل القصة بطلها «نصاب وطماع» وملعبها أو بأدق بيئتها الخصبة هي منصات التواصل الاجتماعي، ولم تتوقف خطايا السوشيال ميديا عند هذا الحد وإنما صارت أيضًا محركًا ودافعًا وسببًا في وقوع الجرائم، بل نستطيع أن نقول وبحسم ساحة مفتوحة لارتكاب الجرائم من الابتزاز والاحتيال إلى ترويج الشائعات مثلما تفعل اللجان الإلكترونية ل»الإرهابية» في الخارج وهي محاولات يائسة تكشفها باستمرار وزارة الداخلية بالحقائق ويأتي وعى الشعب دائمًا وابدًا صمام الأمان في مواجهة أكاذيبهم.«أخبار الحوادث» وهى تفتح هذا الملف المهم والذي سبق أن فتحناه مرارًا وتكرارًا ولن نمل من كشفه من وقت لآخر، تستعرض جرائم منصات التواصل الاجتماعى من خلال جرائم كانت حديث الرأي العام خلال الأيام الماضية؛ بداية من التنمر على التيك توكر الشهير شريف نصار، هذا الشاب الذي توقف قلبه بعد موجة شرسة من التنمر والسخرية تعرض لها عبر وسائل التواصل الاجتماعى فلم يتحمل وأصيب بأزمة نفسية شديدة انتهت به إلى وفاته بهبوط حاد في الدورة الدموية.وبسبب هوس التريند دفع البعض إلى إعادة تدوير بعض الجرائم التي وقعت منذ عدة ستوات ونشرها على أنها جديدة، لتكشفها الجهات الأمنية في ساعات قليلة وتحيل مروجيها للنيابة العامة، وهل ننسى جريمة المراهقات ال8 بالشرقية اللاتى اعتدين على زميلة لهن في الطريق العام بسبب «انستجرام»، لم نكتفِ بعرض هذه الجرائم فقط ولكن استطلعنا معها تحليل خبراء التربية وعلماء الاجتماع وأساتذة الطب النفسي ورجال القانون...ما بين الطفولة والمراهقة أشياء كثيرة يمكنها أن تؤسس وتغرس قيم نبيلة لإنسان ناضج صالح لأهله والمجتمع، ويمكنها أيضًا أن تكون بداية انهيار لعاداتٍ وقيم وتقاليد كان من شأنها أن تجعل المأمول أفضل من واقع على حافة الانهيار؛ إذ تتسارع خطوات الجيل الجديد ومدى ترابطه بوسائل وتطبيقات التواصل الاجتماعي إلى الحد الذي يجعل أكثر الأمور غرابةً اعتيادية، وهو ما حدث وجرت وقائعه على بُعد أمتار من أحد النوادي الاجتماعية الشهيرة هناك في نطاق ودائرة قسم شرطة أول العاشر من رمضان في محافظة الشرقية؛ إذ أقدمت ثمانى طالبات على التربص بزميلةٍ لهن وأبرحنها ضربًا على مرأى ومسمع الجميع هناك، لا لشيء إلا لخلافات نشأت وتطورت بينهن بسبب تطبيق الصور الشهير «إنستجرام».روت والدة الطفلة المجني عليها «حنين» الطالبة في الصف الثاني الإعدادي، تفاصيل الواقعة وما تعرضت له ابنتها من تعدٍ على يد المتهمات بتحريض من إحداهن، وهي زميلة المجني عليها وتُدعى «ر»، حيث أكدت الأم قائلة خلال حديث صوتي عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي؛ إنه سبق واشتركت لابنتها في أحد النوادي الخاصة الواقعة على أطراف المجاورة التاسعة في مدينة العاشر من رمضان، لكنها فوجئت يوم الواقعة بابنتها المجني عليها «حنين» تخبرها بذهابها إلى نادي آخر قريب من ناديها، فحدثتها الأم عن اختلاف المستوى بين الناديين، إلا أن البنت أخبرت والدتها بأنها قد تعرفت على بنت هناك وأرتها صورتها، وهو ما عقبت عليه الأم: «أول ما شوفت صورة البنت ما ارتحتلهاش»، وطلبت الأم من ابنتها اصطحاب شقيقتها الصغيرة معها، وهي لم تتجاوز عامها العاشر بعد وتدرس في الصف الرابع الابتدائي.أشارت الأم، إلى أن ابنتها فور وصولها إلى محيط النادي هاتفتها صديقتها تلك وطلبت منها الذهاب إليها على أطراف النادي الخارجية في الطريق العام، «قالت لها تعالي هنا في حوار»، وبعدها تعرضت ابنتها للضرب على يد صديقتها ورفيقاتها، فيما أكدت الأم أن الفتيات دفعن ابنتها الصغرى وطرحنها أرضًا وهن يواصلن التعدي على «حنين» تقول الأم: «أول ما وصلت نزلوا فيها ضرب بالشلاليت وكان في بنات معاها مطاوي وعصيان»، قبل أن تنتهي واقعة التعدي التي لم تستغرق دقائق وتهرع الفتاة المجني عليها تستنجد بوالدتها تليفونيًا من خلال رسائل «واتس آب» ومهاتفتها حتى حضرت الأم واصطحبت ابنتها.اقرأ أيضا: التنمر| جريمة ضد الإنسانية.. تهدد المجتمع وتلتهم نفوس الأبرياءبلاغ الواقعةالبداية كانت بتلقي الأجهزة الأمنية في مديرية أمن الشرقية، إخطارًا يفيد بشأن ما رصدته الأجهزة الأمنية في مدينة العاشر من رمضان بشأن تداول وانتشار مقطع فيديو عبر صفحات التواصل الاجتماعي تظهر خلاله 8 فتيات وهن يعتدين بالضرب على فتاة أخرى في الطريق العام بالقرب من أحد الأندية الاجتماعية والرياضية في مدينة العاشر من رمضان.بالفحص تبين حدوث الواقعة منذ أيام قليلة سبقت توقيت انتشار مقطع الفيديو؛ حيث توصلت التحريات إلى أن ال 8 فتيات المعتديات جميعهن طالبات في الصف الثاني الإعدادي في مدرسة تتبع إدارة العاشر التعليمية، واللاتي تعدين بالضرب على زميلة لإحداهن في مدرسة أخرى، وهي طالبة أيضًا في الصف الثاني الإعدادي، وأن الطالبات مقيمات في مدينة العاشر من رمضان؛ وذلك على إثر خلاف بينهن بسبب أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي (تطبيق الصور الشهير «إنستجرام»).ألقت الأجهزة الأمنية في قسم شرطة أول العاشر من رمضان القبض على الفتيات المتهمات، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 2349 إداري قسم شرطة أول العاشر من رمضان لسنة 2025، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.غياب الإرشاد النفسىهنا تعلق الدكتورة رودينا خيري، مدرس المناهج وطرق التدريس وتكنولوجيا التعليم في كلية التربية جامعة الزقازيق قائلة: إن هذه الواقعة تكشف عن أزمة تربوية وسلوك عدواني لدى فئة المراهقات، تستدعي تدخلًا مؤسسيًا من قِبل الأسرة والمدرسة والمجتمع؛ فالسلوك العدواني لدى الطالبات في هذه المرحلة العمرية يرتبط غالبًا بالهوية الاجتماعية والانفعالية، بمعنى أن الفتاة في هذه المرحلة العمرية تحاول تحقيق ذاتها داخل جماعة الرفاق حتى ولو باستخدام العنف كأداة هيمنة، وهذا ما ظهر جليا في هذه الواقعة، حيث لم يكن الاعتداء مجرد رد فعل فردي، بل فعلا جماعيًا منظمًا قائمًا على التحالف والتحريض.وأوضحت الدكتورة رودينا خيري، خلال حديثها ل «أخبار الحوادث»؛ أنه من الآثار السلبية لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا» بين المراهقات، أنها أصبحت وسيلة لإشعال الخلافات البسيطة وتحويلها إلى مواقف عدوانية خطيرة، كما تجلى وحدث في واقعة الاعتداء الجماعي التي أقدمت خلالها الطالبات الثمانِى على الاعتداء على زميلة إحداهن؛ فقد تحول خلاف على موقع «إنستجرام» إلى عنف منظم خارج أسوار المدرسة، بفعل التحريض الجماعي، وهو نمط عدواني غير مألوف يحدث دون إدراك تام للعواقب القانونية أو الأثر النفسي على الضحية والجناة معًا.وتشير مُدرسّة المناهج وطرق التدريس وتكنولوجيا التعليم في كلية التربية جامعة الزقازيق؛ إلى أن افتقار الطالبات في هذه المرحلة العمرية إلى مهارات إدارة الغضب يُعد مؤشرًا رئيسًيا للسلوك العدواني، خاصةً في البيئات التي يغيب فيها الإرشاد النفسي والدعم الاجتماعي، وفي ضوء ذلك يمكن تأكيد أن هذه الواقعة ليست مشاجرة طلابية عابرة، بل نتاجا لفجوة في التربية القيمية والوجدانية، وافتقار معظم المؤسسات التربوية لآليات واضحة للتربية السيكولوجية والوجدانية، بالإضافة إلى سوء استخدام المنصات الرقمية وغياب التدخل المبكر من المدرسة والأسرة، ما يتسبب في تدني المهارات الحياتية للطالبات، بالإضافة إلى تفشي المشكلات السلوكية والوجدانية.لا فرق بين الجنسينوترى الدكتورة هالة منصور، أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس، أن الواقعة وما سبقها من وقائع لأطفال في عمر الزهور يرتكبون مثل هذه الجرائم تُعد شكلًا غير مقبول وحين نبحث عن الأسباب خلف تلك الوقائع نجد «السوشيال ميديا» في بعض الأحيان، ومشاهد البلطجة والعنف في الأعمال الدرامية التي تصور أن البلطجة بطولة وأن الخروج عن الأخلاقيات شيء طبيعي وعادي وممارس في المجتمع، والسبب الأهم هو انشغال الأباء والأمهات بتوفير لقمة العيش والاهتمام بالجانب المادي على حساب التفاعل مع الأبناء والتربية، بالإضافة إلى انفصال هذا الجيل عن العادات والتقاليد والأخلاقيات التي تربى عليها الشارع المصري.أوضحت أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس، خلال حديثها ل «أخبار الحوادث»؛ أن الجيل الحالي من النشء ومن هم في مثل سنوات الفتيات مرتكبات واقعة التعدي على زميلتهن بالضرب والتنكيل في الطريق العام على مرأى ومسمع الناس، قد أصبح مصدر التربية الرئيسي لهؤلاء «السوشيال ميديا» والدراما، أو خبرات أصدقاء السوء، في الوقت الذي يتم تصوير الطفل المهذب المحترم على أنه نموذج ساذج ويتم التنمر به ويتم التعامل معه بشكل سيء، بالإضافة إلى تشجيع أغلبية الآباء والأمهات لأبنائهم على البلطجة والصوت العالي، على شاكلة «برافو عليك يا حبيبي بتعرف تضرب وتاخد حقك».وعن جنس مرتكبات الواقعة وكونهن فتيات ولسن صبيان، أكدت الدكتورة هالة منصور، على أنه لم يعد هناك فرق كبير بين البنات والأولاد، بل على العكس والنقيض عن المتعارف عليه قديمًا؛ فالفتيات أصبحن أكثر شراسة من الأولاد في بعض الأحيان، خصوصًا في مرحلة المراهقة كما حدث في تلك الواقعة، فضلًا عن إهمال المدرسة دورها التربوي بصورة تامة وعدم الاهتمام بالأنشطة وغياب دور الأخصائي الاجتماعي أو التربوي عن التواجد بشكل فعلي داخل المدرسة.واستنكرت أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس، الواقعة التي حدثت في وقت الكل فيه منشغلون ويتركون الأبناء لمصادر تأثير في التربية أغلبها يؤثر بصورة كبيرة غير محمودة العواقب، ويرى الغالبية أن «الصوت الواطي» والذوق والإتيكيت والأخلاق والأنوثة جميعها مفردات ومظاهر «دقة قديمة» وغير محبذة عند البعض، ليصل الأمر إلى مرحلة حرجة تتطلب إعادة تربية للمجتمع ككل وليس لفئة بعينها؛ فكل ممارسات المجتمع باتت بحاجة إلى إعادة تربية، حيث أن التربية مسؤولية كل مؤسسات المجتمع، فالإعلام بحاجة إلى تدقيق المادة الإعلامية بوجه عام، والأمر نفسه ينطبق على ما يحدث في الدراما والسلوكيات الفردية للأشخاص البارزين في المجتمع، وكذا المؤسسات الدينية التي عليها ترغيب الناس في الجنة عوضًا عن الترهيب من النار، والرياضة ليست ببعيدة بعدما أصبح الخطاب الرياضي يحتوي على تعصب وسباب في كثيرٍ من الأحيان.قانون الطفولةيقول المستشار أحمد حسان، عضو مجلس النقابة العامة لمحامين مصر: إن الواقعة سيئة إلى الحد الذي يُنذر بأننا مقبلون على تدني كبير في التربية الناتجة عن معالجات سيئة وتفكير عقيم؛ فهناك فجوة بين الأباء وأبنائهم دفعت الصغار إلى اتخاذ «السوشيال ميديا» قبلة لهن في التقليد والتخلق بأخلاق ما يتابعونه.وعن العقاب القانوني الذي يمكن أن يواجهه كل من يرتكب مثل تلك الوقائع، يؤكد عضو مجلس النقابة العامة لمحامين مصر، خلال حديثه ل «أخبار الحوادث»؛ على أن الواقعة جريمة من الناحية القانونية ينطبق عليها قانون البلطجة والاستدراج والتعدي على الأطفال، وهي كذلك منافية لقانون الطفولة، قبل أن يشير إلى أنه حال استمرار القضية أمام القضاء دون تصالح الطرفين فإن الفتيات المعتديات سيحاكمن أمام محكمة الأحداث، والتي بدورها تنتهي في مثل هذه الجرائم إلى الحكم بالإيداع في المؤسسات العقابية (دور رعاية الأحداث) لفترة عقابية تتراوح ما بين ثلاث إلى خمس سنوات، ما قد ينتهي معه الحال بالمعتديات وقتها إلى البُعد عن ذويهن والاختلاط بمعتادي الإجرام الفعلين، ليواجهن مستقبلًا على المحك قد يُلقي بظلاله على جميع أقاربهن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store