
أزيد من 700 عارض خلال الدورة الـ 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط
وسيعرف برنامج هذه الدورة، الذي جرى تقديمه اليوم الاثنين بالرباط خلال ندوة صحفية، مساهمة مجموعة مـن الباحثين والكتاب والمبدعين فى مختلف أصناف الفكر والإبداع، من داخل المغرب وخارجه، بمعدل 26 نشاطا فى اليوم، يشارك فيها ما مجموعه 762 متدخلا عبر العديد من الندوات العامة، واللقاءات الفكرية، والليالي الشعرية، والحوارات المباشرة وتقديم الإصدارات الجديدة.
كما سيعرف هذا الموعد الثقافي الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع جهة الرباط- سلا- القنيطرة، وولاية جهة الرباط- سلا- القنيطرة، وجماعة الرباط، تنظيم فقرات احتفالية تتمثل في تكريم قامات إبداعية وفكريـة مغربية ساهمت في إشعاع الثقافة المغربية، إلى جانب فقرات خاصة بتكريم رموز الثقافة العربية بتعاون مع منظمة الإلكسو، وفقرات أخرى لتقديم جوائز أدبية، منها جوائز ابن بطوطة لأدب الرحلة والجائزة الوطنية للقراءة.
وستتميز هذه الدورة باستقبالها للشارقة (الإمارات العربيـة المتحدة) كضيـف شرف، في خطوة جديدة ترسخ مكانتها كمركز ثقافي عالمي، وحاضنة للثقافة العربية والإسلامية، مجسدة بذلك دورها في رعاية المشروع الثقافي العربي الحديث.
وفي هذا السياق، تشارك الإمارة ببرنامج ثقافي وفني وحضاري متكامل، حيث ستسهم في الحوارات حول الثقافة والآداب والفنون والنشر، مقدمة رؤيتها لمستقبل الثقافة العربية وصناعة الكتاب ودور الناشرين من خلال وفد يضم نخبة من الأدباء والمفكرين والناشرين الإماراتيين.
وستقدم هيئة الشارقة للكتاب فعاليات تستعرض المشهد الأدبي والإبداعي الإماراتي، بمشاركة أكثر من 15 دار نشر إماراتية، وتنظم جلسات حوارية لتعزيز التبادل الثقافي بين الكتاب والمفكرين الإماراتيين والمغاربة. كما يتضمن البرنامج ورش عمل للأطفال، وعروضا تراثية، وجلسات مخصصة للخط العربي بالتعاون مع خطاطين مغاربة، مما يجعل المشاركة تجربة تجمع بين الأدب والفن والتراث.
وتهدف إمارة الشارقة من خلال هذه المشاركة إلى تعزيز الروابط الثقافية وتبادل الخبرات، بما يحقق التكامل بين مكونات المشروع الثقافي العربي، مع تسليط الضوء على مستجدات المشهد الثقافي الإماراتي، ومبادراته المتواصلة في دعم صناعة الكتاب والمعرفة، من خلال تعزيز النشر والترجمة وتطوير قطاع النشر بشكل عام.
من جهة أخرى، ستحتفي الدورة الـ 30 من المعرض بمغاربة العالم، وذلك من خلال تكريم أربع شخصيات بارزة في تاريخ الهجرة المغربية، كعبد الله بونفور (متخصص فى الدراسات الآمازيغية)، والراحل أحمد غزالي (كاتب مسرحي وعالم متاحف)، وللا خيتي أمينة بن هاشم العلوي (أول صحفية مغربية في الإذاعـة والتلفزيون البلجيكي)، والراحل إدريس الشرايبي، وذلك بمناسبة الذكرى الـ 70 لصدور روايـة « التيوس » في باريس.
ويشمل البرنامج الأدبي لمغاربة العالم تنظيم أمسية شعرية تتضمن قراءات لقصائد باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية والإيطالية والإسبانية لـ 11 شاعرا. كما أنه من المقرر تنظيم عـرض اسـتيعادي لعشرة أفلام مغربية رائدة حول الهجرة.
وسيصدر، بهذه المناسبة، عددان خاصان مـن مجلتين تحتفيان بمغاربة المهجر، الأولى هي مجلة « ديبتيك »، حيث سيكون العدد مخصصا للفنانات والفنانين التشكيليين من مغاربة العالم، والثانية مجلة « تيل كيل » التي سيكون عددها مخصصا لروائيات المهجر.
وبهذه المناسبة، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، في كلمة بالمناسبة، أن استضافة إمارة الشارقة كضيف شرف للدورة، يعكس التزام المعرض بترسيخ قيم التعاون الثقافي العربي الوثيق وأهمية الانفتاح على الآخر، مبرزا أن الاحتفاء بمغاربة العالم يجدد التأكيد على تعزيز روابط الانتماء والتواصل مع الوطن الأم. وسجل السيد بنسعيد أن الوزارة تواصل بمعية كافة شركائها المهنيين والثقافيين والمؤسساتيين والجمعويين العمل على إخراج الدورة الـ 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الصورة التي تحقق بها قيمة مضافة، ويجعل من مدينة الرباط وجهة ثقافية وطنية ودولية، خاصة وهي تستعد لتكون العاصمة العالمية للكتاب في الدورة الموالية برسم سنة 2026.
من جانبه، أبرز رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي، أن الدورة الـ 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، ستمنح من خلال الاحتفاء بذكرى الكاتب والأديب المغربي الراحل إدريس الشرايبي، فرصة لاستكشاف رحلته الإبداعية من خلال معرض غني بالصور والشهادات التي تسلط الضوء على مسيرته الفريدة.
كما سجل اليزمي أن الاحتفاء بمغاربة العالم سيمكن من استكشاف التحولات الفكرية والثقافية التي شهدتها الجالية المغربية المقيمة بالخارج خلال بضعة عقود، والمتمثلة بالأساس في التطور الكبير للكتابات النسائية مقارنة بالجيل الأول لمغاربة المهجر.
وعلى غرار الدورات السابقة، أعدت وزارة الشباب والثقافة والتواصل لفئة الأطفال برنامجا غنيا ومتنوعا طيلة أيام المعرض، يتضمن 712 نشاطا من بينها 660 ورشة تثقيفية داخل ستة مساحات يتشكل منها فضاء الطفل، إلى جانب تهيئة فضاء خاص بالرصد المطبوع من كتب الأشرطة المصورة لشخصيات السلسلة الكرتونية السنافر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بديل
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- بديل
مهرجان الشعراء المغاربة بتطوان يكرم صلاح الوديع وحورية الخمليشي
تحت رعاية الملك محمد السادس تنظم دار الشعر بتطوان الدورة السادسة من مهرجان الشعراء المغاربة، أيام 09 و10 و11 ماي 2025 بمدينة تطوان. وهو المهرجان الذي يُتوِّجُ كلَّ سنة علاقات التعاون والشراكةَ التي تجمع بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل في المملكة المغربية ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة، بدولة الإمارات العربية المتحدة. وتكرم الدورة الحالية من المهرجان الشاعر صلاح الوديع والناقدة حورية الخمليشي، في حفل الافتتاح الذي ينطلق مساء يوم الجمعة 9 ماي الجاري، ابتداء من السادسة والنصف مساء، بمسرح سينما إسبانيول. كما يشهد حفل الافتتاح قراءات شعرية لصلاح الوديع وخديجة المسعودي وعثمان الهيشو، بمرافقة الفنان حسن شيكار، مع تتويج الفائزين بجائزة الديوان الأول للشعراء الشباب، والفائزين بجائزة رواد اللغة العربية. وتحيي الفنانة نبيلة معن حفل الافتتاح، رفقة جوق محمد العربي التمسماني، برئاسة الأستاذ الأمين الأكرمي، إلى جانب الفنان مروان حجي، في قصائد وموشحات مغربية أندلسية. ويوم السبت 10 ماي الجاري، وابتداء من العاشرة صباحا، تتواصل فعاليات المهرجان بتنظيم ندوة نقدية في موضوع 'الشعر وفنون الأداء'، تحتضنها المدرسة العليا للأساتذة بمرتيل، بمشاركة عبد العزيز الحلوي وخالد أمين ويوسف الريحاني، وتسيرها حورية الخمليشي، تليها قراءات شعرية لحسن الوزاني وأسماء إدعلي أوبيهي وعبد الإله مهداد، تقدمها إكرام عبدي. كما يشهد اللقاء توزيع الشهادات على الطلبة المستفيدين من ورشة الكتابة الشعرية، التي تنظمها دار الشعر في تطوان على امتداد السنة، بشراكة مع المدرسة العليا للأساتذة. - إشهار - مساء، وبفضاء مدرسة الصنائع والفنون الوطنية، ستقام أمسية شعرية ابتداء من السادسة مساء، بمشاركة كل من حفيظة بوعمامة ونبيل منصر وعادل لطفي وعبد العظيم الحيداوي، مع تتويج التلاميذ الفائزين في المسابقة الإقليمية لرواد اللغة العربية، تليها أمسية شعرية بمشاركة نجيب خداري وإيمان الخطابي وعبد الدين حمروش، تقدمها مريم كرودي. وبفضاء مدرسة الصنائع والفنون الوطنية تنطلق فعاليات اليوم الثالث، الأحد 11 ماي، بقراءات شعرية ابتداء من العاشرة صباحا، بمشاركة محمد بودويك وإكرام عبدي وعبد الله بناجي، ويقدمها إدريس الملياني. وفي الثانية عشرة صباحا تنتقل فعاليات المهرجان إلى معهد طه حسين الجهوي للمكفوفين، الذي يشهد تنظيم قراءات شعرية بمشاركة سعيد الخمسي وسعيدة أملال ومحمد العمراني، مع عرض موسيقي لفرقة طه حسين. ويسدل الستار على المهرجان مساء، في حديقة مدرسة الصنائع والفنون الوطنية، بتنظيم أمسية شعرية تنعقد تحت مسمى 'الشعراء المغاربة.. أصوات ولغات'، بمشاركة أحمد هاشم الريسوني بالعربية وعمر الطاوس بالأمازيغية وثريا إقبال بالفرنسية وحفيظة بوعمامة بالعربية والحسانية وعزيز التازي بالإسبانية، ويقدمها مراد القادري، بينما يحيي حفل الاختتام الفنان يوسف الحسيني.

يا بلادي
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- يا بلادي
المعرض الدولي للنشر والكتاب 2025: إدريس الشرايبي.. ذاكرة الهجرة المغربية في الأدب
مدة القراءة: 5' شهد المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط، يوم أمس الثلاثاء، والذي ينظم ما بين 18 و27 أبريل الجاري، تكريما خاصا للكاتب الراحل إدريس الشرايبي، حيث قدم الروائيان زينب مكوار وكبير مصطفى عمي قراءة متبادلة لروايته الشهيرة «الماعز». تميز اللقاء أيضا بمداخلات من الأكاديمي قاسم باصفو وأرملة الفقيد شينة الشرايبي، بالإضافة إلى رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج (CCME) إدريس اليزمي وعدد من الكتاب. كان الحدث فرصة لتسليط الضوء على نص يعتبر مؤسسا في تناول قضايا الهجرة المغربية والمغاربية في فرنسا. صدرت رواية «الماعز» في عام 1955، وتعتبر نقطة تحول في الأدب المغاربي المكتوب بالفرنسية، حيث لا تزال واحدة من الأعمال الأكثر تأثيرا في مسيرة الشرايبي. الاحتفال بمرور سبعين عاما على صدور الرواية لم يكن مجرد تكريم، بل لحظة حاسمة نظمتها وزارة الشباب والثقافة والاتصال ومجلس الجالية المغربية بالخارج لجعل أعمال الشرايبي متاحة للأجيال الحالية والمستقبلية. وفي هذا السياق، أكدت الكاتبة زينب مكوار على أهمية أعمال الشرايبي، مشيرة إلى أن «الماعز» يظل عملا فنيا ذا صلة ملحة حتى اليوم. وقالت: «لا يزال هناك تهميش للآخرية وطريقة للحديث باسم الآخر، كما لو أننا نعرفه أفضل من نفسه، وهذا العمل يجيب على ذلك بطرق متعددة». الاحتفاء بادريس الشرايبي في SIEL وما بعده من جانبه، أشار إدريس اليزمي إلى أن «الماعز» كانت واحدة من أعظم الروايات المكتوبة بالفرنسية حول الهجرة، حيث عالجت قضايا معقدة مثل حرب الجزائر والعنصرية ضد المغاربيين. ورغم ذلك، لم تُترجم الرواية إلى العربية حتى عام 2021. وأكد رئيس CCME على أهمية العمل كمساهمة ثقافية للمغاربة في العالم. في الجناح المشترك بين الوزارة وCCME بالمعرض، تم تخصيص مساحة لعرض أعمال الشرايبي. وأوضح قاسم بصفاو أن الهدف من هذا الإعداد هو تعزيز الأدب ليكون متاحا للجميع، مشيرا إلى أن التكريم يجب أن يعرف بالكاتب لأولئك الذين لم يكتشفوه بعد، كما أشار إلى نقص في بعض التكريمات المقدمة للكتاب الكبار مثل فاطمة المرنيسي. وأضاف "من المهم أن تشمل مثل هذه اللقاءات حضور أصدقاء وأفراد عائلة هذه الشخصيات، لكن من المفيد أيضا إشراك أكاديميين وكتاب ومفكرين آخرين" "غير أن المحافظة على هذا الإرث الأدبي حيا تستدعي توسيع دائرة جمهوره، وتجاوز مخاطبة جمهور النخبة أو المقتنعين، حتى وإن كان ذلك من خلال ندوة واحدة فقط." وتابع بصفاو قائلا "لهذا الغرض، أقمنا فضاء مخصصا لادريس الشرايبي، كامتداد للجناح المشترك بين وزارة الثقافة ومجلس الجالية المغربية بالخارج، بهدف جذب الشباب وتعريفهم بهذا الكاتب، خاصة أولئك الذين لم يسبق لهم الاطلاع على أعماله. وقد عرف هذا الفضاء إقبالا لافتا من تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات، الذين تفاعلوا مع محتواه التفاعلي والغني، من نصوص وصور ومقاطع مختارة من إنتاج شرايبي، الأمر الذي أيقظ فضولهم وشجعهم على مواصلة الاكتشاف وربما قراءة أعماله مستقبلاً." ويعتبر الباحث أن "هذه هي القيمة المضافة الحقيقية، ليس فقط لهذا الفضاء، بل لمجمل هذا التكريم الذي تم الحرص على أن يكون شاملا ومنفتحا، يعكس شخصية ادريس الشرايبي ذاته، الذي ظل قريبا من قضايا مجتمعه، وعالجها بكتابات استبقت زمنها، وما زالت تُقرأ اليوم براهنيتها اللافتة، خصوصا روايته 'التيوس' التي تطرقت إلى موضوع الهجرة المغاربية في فرنسا، والعنصرية والعنف بشتى تجلياتهما." ويؤكد المنظمون أن ادريس الشرايبي "ليس كاتبا نخبويا يصعب الولوج إلى عالمه"، وأن الهدف من تنويع الأنشطة المبرمجة هو تمكين الجميع، لا سيما الشباب، من الاقتراب من أدبه بكل سلاسة، باعتباره نافذة فكرية واسعة تساهم في بناء الوعي الفردي خارج الإطار الأكاديمي التقليدي. في سياق الاحتفاء بكتّاب مغاربة العالم خلال الدورة الحالية للمعرض الدولي للنشر والكتاب، يأتي تكريم ادريس الشرايبي كفرصة ثمينة لإعادة تسليط الضوء على مسيرته، خاصة في ظل المبادرة التي أطلقتها وزارة الثقافة هذا العام لترجمة أعمال كتاب المهجر المغاربة إلى اللغة العربية، حفاظا على تراثهم الأدبي. وفي إطار هذا التكريم، شهدت قاعة سينما "النهضة" عرض الفيلم الوثائقي "حوارات مع ادريس الشرايبي" (2007) للمخرج أحمد المعنوني، بتنظيم من مجلس الجالية المغربية بالخارج، ضمن برمجة خاصة تستعرض أفلاما مغربية تناولت مواضيع الهجرة. وقد أعقب العرض نقاش مع شينة شرايبي وقاسم بصفاو. كما شكلت هذه المحطة انطلاقة رمزية للتحضير للاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد ادريس الشرايبي سنة 2026، إذ تعهد ادريس اليزمي بأن يكون هذا الموعد مناسبة كبرى لاستعادة حضور الكاتب في المشهد الثقافي، من خلال العودة إلى أرشيفه، وتنظيم لقاءات وقراءات، وإبراز بصمته الفكرية في قضايا الهوية والمنفى والذاكرة.


لكم
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- لكم
من 'التيوس' إلى 'ماض بسيط'.. إعادة اكتشاف أعمال الشرايبي في معرض الكتاب
احتضن الرواق المشترك لمجلس الجالية المغربية بالخارج ووزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، اليوم الثلاثاء، لقاء فكريا احتفائيا بالكاتب المغربي الراحل إدريس الشرايبي. ويندرج هذا اللقاء، الذي تميز بمشاركة الروائي كبير مصطفى عمي، والكاتبة زينب المكوار، وأداره الجامعي قاسم باصفو، في إطار الاحتفاء بالذكرى السبعين لصدور أول رواية مغربية عن الهجرة، وهي رواية 'التيوس' للشرايبي، وكذا في إطار التحضير لتخليد الذكرى المئوية لميلاد هذا الأديب في العام المقبل (2026). وشكل اللقاء مناسبة لإعادة قراءة رواية 'التيوس' من زوايا متقاطعة تجمع بين النقد الأدبي واستحضار السياقات الاجتماعية والثقافية التي أطرت صدورها. وفي هذا الصدد، توقف قاسم باصفو عند الأبعاد الاستشرافية التي تنطوي عليها هذه الرواية التي تعتبر من أولى الأعمال الأدبية التي تناولت، منذ صدورها بباريس سنة 1955، واقع الهجرة المغاربية في فرنسا، وما يرتبط به من تمثلات اجتماعية وثقافية معقدة، وتعد عملا تأمليا عميقا حول الآخر، والكرامة، والبحث عن الذات في سياق ما بعد الاستعمار. وأشار إلى أن الشرايبي قدم في هذا النص صورة دقيقة لحالات التهميش والاستغلال التي طالت العمال المغاربيين في ذلك العهد، من خلال سرد يحمل حسا نقديا لاذعا ونبرة احتجاجية قوية. من جانبها، شبهت زينب المكوار الممارسة الأدبية لإدريس الشرايبي بالتأليف الموسيقي، مضيفة أن الراحل كان بالفعل مولعا بالموسيقى، وراكم محاولات في التأليف الموسيقي، ما يفسر جزئيا البعد السمعي والأنغام الداخلية الحاضرة في أعماله. وأكدت من جهة أخرى أن رواية 'التيوس'، ورغم مرور سبعين عاما على صدورها، ما تزال تحافظ على راهنيتها، سواء من حيث موضوعها المرتبط بالهجرة والتهميش، أو من حيث لغتها الإبداعية التي تتحدى الزمن. بدوره، تقاسم كبير مصطفى عمي مع الحضور لحظة اكتشافه الأول لإدريس الشرايبي، منتصف ستينيات القرن الماضي، في زمن كانت تغلب فيه الكتابات الأدبية الأجنبية على المشهد الثقافي، قائلا إنه قرأ آنذاك روايته 'ماض بسيط' بشغف ودهشة. ووصف عمي هذه اللحظة بأنها شكلت نقطة تحول فارقة في مساره ككاتب، حيث فتحت له أفقا جديدا في فهم الأدب المغربي المكتوب بالفرنسية، وقدرته على مساءلة الواقع بجرأة وتكثيف شعري. يشار إلى أن هذه الدورة من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، خصصت فضاء خاصا لتكريم الراحل إدريس الشرايبي، الذي يعد 'أحد أعمدة الأدب المغربي والعالمي'. ويمثل هذا الفضاء فرصة لاستكشاف رحلة الشرايبي الإبداعية، وذلك من خلال معرض غني بالصور، والشهادات التي تسلط الضوء على مسيرته الفريدة. يذكر أن إدريس الشرايبي ولد يوم 15 يوليوز 1926 بالجديدة ونشأ في الدار البيضاء، وانتقل إلى باريس عام 1945 لدراسة الكيمياء، قبل أن يهتدي إلى الأدب والصحافة. وخلف الشرايبي الكثير من المؤلفات، كما تلقى العديد من الجوائز الأدبية، ومنها جائزة إفريقيا المتوسطية على مجموع مؤلفاته سنة 1973، وجائزة الصداقة الفرنكو-عربية سنة 1981. وتوفي الشرايبي في أبريل 2007 في دروم جنوب شرق فرنسا حيث كان يعيش منذ عام 1988.