
أبوظبي تستضيف المؤتمر الأول لمناهج علوم الفضاء الاثنين المقبل
تستضيف أبوظبي المؤتمر الأول لمناهج العلوم، الذي تنظمه شركة إدفانتج بالتعاون مع شركة «QBS» التعليمية، وذلك يوم الاثنين الموافق 21 أبريل 2025 في فندق فيرمونت باب البحر - أبوظبي، ويوم الثلاثاء الموافق 22 من الشهر نفسه في مدينة العين.
ويأتي الحدث بالتزامن مع إطلاق المنهاج الأول من نوعه بعنوان «أجيال المستقبل»، والذي يسعى إلى تعزيز التخصصات العلمية، لا سيما في مجال علوم الفضاء، ليكون الأول خارج الولايات المتحدة الأميركية.
ويقام المؤتمر تحت شعار: «العلم هو الثروة الحقيقية التي نحرص عليها ونسعى إلى تطويرها باستمرار»، مستلهماً رؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي أرستها القيادة الحكيمة برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث أكد أن «التعليم يمثل الركيزة الأساسية لنهضة الأمم، وهو الاستثمار الأمثل في مستقبلها».
ويهدف المؤتمر إلى جمع نخبة من الأكاديميين والخبراء لمشاركة تجاربهم وتعزيز المعارف، واستعراض أفضل الممارسات التعليمية العالمية في مجال علوم الفضاء، وإطلاق مناهج متخصصة لتطوير هذا المجال وتعزيز ريادة الإمارات فيه، إضافة إلى تعزيز التعاون الدولي لدعم قطاع التعليم والابتكار على المستوى العالمي.
ويشارك في المؤتمر عدد من الشخصيات البارزة في مجال العلوم والتعليم، منهم: ويليام كانون مستشار علمي وخبير في علوم الأرض والفضاء، حاصل على درجات علمية من جامعتي كورنيل وويسترن واشنطن، ويملك خبرة واسعة في تصميم المناهج وتطوير الاختبارات المعيارية، وإنتيلا تريسكا خبيرة رئيسية في مجال «STEM» وتطوير المحتوى التعليمي، وتحمل درجة الدكتوراه في الكيمياء العضوية، ولديها خبرة طويلة في تطوير المناهج والتعلم الرقمي، وراشيل ديمر خبيرة رئيسية في تطوير المناهج التفاعلية وفقاً لمعايير التعليم العالمية، ومتخصصة في تصميم البرامج التعليمية التفاعلية باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
ويشكل هذا الحدث محطة بارزة في مسيرة تطوير المناهج العلمية المتقدمة في دولة الإمارات، وسط اهتمام واسع من الخبراء والمعنيين في المجال الأكاديمي. ومن المتوقع أن يسهم المؤتمر في تقديم رؤى مبتكرة لدعم استراتيجيات التعليم الحديثة، وترسيخ مكانة الدولة مركزاً عالمياً للابتكار في مناهج علوم الفضاء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 14 ساعات
- الاتحاد
بحضور رئيس الدولة.. تحالف شركات تكنولوجيا عالمية يطلق مشروع «ستارجيت الإمارات»
بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أعلنت مجموعة من الشركات المتخصصة في مجال التكنولوجيا ضمت شركة «جي 42» و«أوبن إيه آي» و«أوراكل» و«نفيديا» و«مجموعة سوفت بنك» و«سيسكو»، إطلاقها مشروع «ستارجيت الإمارات»، وذلك في خطوة تاريخية نحو تعزيز الذكاء الاصطناعي، وتعميق التعاون الدولي. يعد المشروع تجمعاً حوسبياً متطوراً للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي بسعة قدرها 1 جيجاوات، سيُقام في مقر مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي - الأميركي الجديد في أبوظبي بسعة تصل إلى 5 جيجاوات. حضر مراسم إطلاق المشروع، سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، رئيس مجلس إدارة مجلس الذكاء الاصطناعي، وعدد من كبار المسؤولين. ويتولى بناء «ستارجيت الإمارات» شركة جي 42، بينما تتولى شركتا «أوبن إيه آي» و«أوراكل» إدارة تشغيله، فيما تشارك شركة «سيسكو» بتوفير أنظمة الأمان ذات الثقة الصفرية وبنية الاتصال الداعمة للذكاء الاصطناعي، إضافة إلى مجموعة «سوفت بنك»، وشركة «نفيديا» التي ستزود المشروع بأحدث أنظمتها من طراز «غريس بلاكوويل جي بي 300». ويهدف المشروع إلى توفير بنية تحتية متطورة وقدرات حوسبة على مستوى الدولة، مع تقليل زمن معالجة البيانات لضمان تقديم حلول ذكاء اصطناعي، تلبي متطلبات عالم يشهد نمواً متزايداً في هذا المجال، ومن المتوقع بدء تشغيل أول تجمع حوسبي بقدرة 200 ميغاوات في عام 2026. ويؤسس مشروع «ستارجيت الإمارات» قاعدة متينة للذكاء الاصطناعي القابل للتوسع والموثوق به، وسيسرع من وتيرة الاكتشافات العلمية، ويدفع عجلة الابتكار عبر قطاعات متعددة تشمل الرعاية الصحية والطاقة والمالية والنقل، مما يساهم في تعزيز النمو الاقتصادي المستقبلي والتنمية الوطنية. كان قد أُعلن خلال الأسبوع الماضي في أبوظبي إنشاء مقر مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي - الأميركي الجديد الذي سيحتضن مشروع «ستارجيت الإمارات»، وذلك بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفخامة دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأميركية. ويأتي المشروع في إطار شراكة جديدة أطلقتها حكومتا دولة الإمارات والولايات المتحدة تحت اسم «شراكة تسريع الذكاء الاصطناعي بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات»، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة لتطوير ذكاء اصطناعي آمن وموثوق ومسؤول يعود بفوائد طويلة الأمد على الإنسانية. وضمن هذا الإطار، ستقوم الجهات الإماراتية بتوسيع استثماراتها في البنية التحتية الرقمية داخل الولايات المتحدة، من خلال مشاريع مثل «ستارجيت الولايات المتحدة»، تماشياً مع سياسة «أميركا أولاً للاستثمار» التي تم الإعلان عنها مؤخراً. ويمتد مقر مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي - الأميركي الجديد على مساحة 10 أميال مربعة، مما يجعله أكبر منشأة من نوعها خارج الولايات المتحدة، وسيزوّد المجمع مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي وموارد الحوسبة الإقليمية بقدرة تصل إلى 5 جيجاوات، وسيتم تشغيل المنشأة باستخدام الطاقة النووية والطاقة الشمسية والغاز الطبيعي لتقليل الانبعاثات الكربونية، وسيضم المجمع متنزهاً علمياً يهدف إلى تعزيز الابتكار وتطوير المواهب، وبناء بنية تحتية مستدامة للحوسبة. وقال بنغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة «جي 42»: «يعدّ إطلاق مشروع ستارجيت الإمارات خطوة مهمة في الشراكة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وبصفتنا شريكاً مؤسساً، نفخر بالعمل إلى جانب مؤسسات تشاركنا إيماننا بالابتكار المسؤول والتقدم العالمي البنّاء، وتهدف هذه المبادرة إلى بناء جسر يرتكز على الثقة والطموح، يعزز نقل فوائد الذكاء الاصطناعي إلى الاقتصادات والمجتمعات والأفراد في مختلف أنحاء العالم». وأكد سام ألتمان، المؤسس المشارك، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، أهمية تأسيس أول مشروع ستارجيت في العالم خارج الولايات المتحدة في دولة الإمارات. وقال: «نحن نحول رؤية جريئة إلى واقع ملموس، ويعدّ هذا أول إنجاز في مبادرة (أوبن إيه آي) للدول التي تركز على التعاون مع الحلفاء والشركاء لبناء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي حول العالم، وتضمن هذه الخطوة ظهور بعض من أهم الابتكارات في هذا العصر - مثل الأدوية الأكثر أماناً والتعليم المخصص والطاقة الحديثة - من مزيد من الدول لتعود بالنفع على البشرية». وأوضح لاري إليسون، المدير التنفيذي للتكنولوجيا، رئيس شركة «أوراكل»، أن مشروع ستارجيت يجمع بين السحابة المُحسّنة للذكاء الاصطناعي التابعة لشركة «أوراكل» وبين البنية التحتية المملوكة للدولة، وتتيح هذه المنصة الفريدة من نوعها في العالم لكل جهة حكومية ومؤسسة تجارية في الإمارات ربط بياناتها بأحدث وأكفأ نماذج الذكاء الاصطناعي عالمياً، ويُعد هذا الإطلاق علامة فارقة تُرسّخ معياراً جديداً للسيادة الرقمية، ويبرز كيف يمكن للدول تسخير أهم التقنيات في تاريخ البشرية. وقال جينسن هوانغ، مؤسس، رئيس شركة «إنفيديا» إن الذكاء الاصطناعي يعد المحرك الرئيس للتحوّل في عصرنا، ومن خلال مشروع ستارجيت الإمارات، نقوم ببناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي التي تدعم رؤية الدولة الجريئة لتمكين شعبها، وتنمية اقتصادها، وبناء مستقبلها. من ناحيته، قال ماسايوشي سون، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة (سوفت بنك): «عندما أطلقنا مشروع ستارجيت في الولايات المتحدة بالتعاون مع شركتي (أوبن إيه آي) و(أوراكل)، كان هدفنا بناء محرك للثورة المعلوماتية القادمة والآن، تصبح الإمارات أول دولة خارج أميركا تعتمد هذه المنصة السيادية للذكاء الاصطناعي، مما يؤكد الطابع العالمي لهذه الرؤية، وتفخر مجموعة (سوفت بنك) بدعم القفزة النوعية التي تقوم بها دولة الإمارات نحو المستقبل، فالاستثمارات الجريئة والشراكات الموثوقة والطموح الوطني، كلها عوامل قادرة على خلق عالم أكثر ترابطاً وسعادة وتمكيناً». وعبَّر تشاك روبينز، رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لشركة «سيسكو»، عن فخر شركة سيسكو بانضمامها إلى مشروع ستارجيت الإمارات لتعزيز الابتكار الرائد في مجال الذكاء الاصطناعي في الإمارات وحول العالم. وقال إنه من خلال دمج بنيتنا التحتية الشبكية الآمنة والمحسّنة للذكاء الاصطناعي في هذا التوسع العالمي، نبني شبكات ذكية وآمنة وموفرة للطاقة، تترجم الذكاء الاصطناعي إلى أثر ملموس على المستوى العالمي.


الاتحاد
منذ 2 أيام
- الاتحاد
فتح باب التقديم لمنحة صندوق متحف زايد الوطني لتمويل الأبحاث لعام 2025
أبوظبي (الاتحاد) أطلق متحف زايد الوطني، المتحف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، دعوة للتقديم على منحة صندوق متحف زايد الوطني لتمويل الأبحاث لعام 2025، مفتوحة للباحثين من مختلف أنحاء العالم. حيث يدعم صندوق الأبحاث، الذي تبلغ قيمته الإجمالية مليون درهم، المشاريع البحثية التي تساهم في حفظ وتعزيز المعرفة والفهم العميق لتراث وثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. يستمدّ صندوق متحف زايد الوطني لتمويل الأبحاث رسالته من القيم التي جسّدها الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من خلال التزامه بدعم أبحاث طموحة ورفيعة المستوى تُسهم في صون التراث الثقافي لدولة الإمارات وإحيائه، وتعزيز المعرفة، والابتكار، والمرونة. ويقدم صندوق الأبحاث منحاً بحثيةً ويستهدف الصندوق دعم الباحثين المخضرمين والمبتدئين على حد سواء، ممّن تسعى أعمالهم إلى تعميق فهمنا المشترك لتاريخ وثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة الأوسع. وقال سعود عبدالعزيز الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «يعكس تعزيز المعرفة والإبداع التزامنا الراسخ بالحفاظ على التراث الثقافي لأبوظبي ودولة الإمارات، مستلهمين جهودنا من إرث ورؤية الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. لطالما شكّلت دولة الإمارات العربية المتحدة ملتقى للثقافات والأفكار والتقدم، ويُعدّ صندوق متحف زايد الوطني لتمويل الأبحاث امتداداً طبيعياً لهذا الإرث، إذ يمكّن الباحثين من دفع حدود الاكتشاف وتوسيع آفاق المعرفة التي تشكّل فهمنا للماضي وتوجّه مستقبلنا المشترك. ويجسد صندوق الأبحاث التزام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بدعم المعرفة والحفاظ على التراث. فهذه الاكتشافات لا تقتصر على إضافة معرفة جديدة فحسب، بل تُثري الحاضر وتعزز الفخر والهوية الثقافية لدى شبابنا وجميع أفراد المجتمع، مما يُمكّننا من مشاركة تراثنا العريق مع العالم بشكل أوسع». ستتم مراجعة الطلبات من قبل لجنة تضم ممثلين من متحف زايد الوطني ودائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، إلى جانب خبراء متخصصين في المجال. وسيتم تقييم المشاريع البحثية وفقاً لمعايير تشمل منهجية البحث، والخبرة، والنتائج المرجوة، ومدى توافقها مع رسالة المتحف. وقال الدكتور بيتر ماجي، مدير متحف زايد الوطني: «لطالما شكّلت دولة الإمارات العربية المتحدة ملتقىً للحضارات ومنبعاً للأفكار والتقدم، ويُعدّ صندوق متحف زايد الوطني لتمويل الأبحاث امتداداً طبيعياً لهذا الإرث، إذ يمنح الباحثين الفرصة لتوسيع آفاق الاكتشاف، مما يسهم في تعميق فهمنا للماضي ويسهم في رسم ملامح مستقبلنا المشترك. ويعكس الصندوق التزام الشيخ زايد الراسخ بمبادئ الاستدامة والتعليم والتقدم الثقافي، ويدعو إلى تقديم مقترحات بحثية تعزز فهمنا لتاريخ الدولة وثقافتها وإرث مؤسسها. نعتزّ للغاية بالدور المحوري الذي يؤديه متحف زايد الوطني كمؤسسة بحثية في صون التاريخ العريق والثقافة الغنية للمنطقة، ليظل إرثها حاضراً للأجيال القادمة، ولإلهام جيل جديد من المؤرخين وعلماء الآثار والمفكرين». تشمل الموضوعات الرئيسية لصندوق الأبحاث عدة محاور، من ضمنها، سيرة حياة وإنجازات الوالد المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، والتراث غير المادي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعلم الآثار وتاريخ منطقة شبه الجزيرة العربية وجنوب آسيا، بالإضافة إلى المؤتمرات والمحاضرات التي تركز على المجالات ذات الأولوية. ومنذ انطلاقته في عام 2023 قدّم صندوق متحف زايد الوطني لتمويل الأبحاث الدعم لـ 18 مشروعاً بحثياً من مختلف أنحاء العالم، من بينها الصين، ومصر، والهند، وإيطاليا، وفرنسا، وسلطنة عُمان، وبولندا، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية. وتنوعت هذه المشاريع لتغطي مجموعة واسعة من التخصصات والموضوعات، من دراسة فن النقوش الصخرية في جنوب وشرق شبه الجزيرة العربية، إلى استكشاف إرث الشيخ زايد وتأثيره العميق على المجتمع والثقافة في دولة الإمارات. كما ساهم الصندوق في دعم باحثين قاموا بدراسة تاريخ السكان في المنطقة من خلال تحليل بقايا المخلفات العضوية، واستكشاف مسارات التجارة التاريخية بين الهند ومنطقة شبه الجزيرة العربية، إلى جانب رصد التحولات الثقافية لسكان واحة العين خلال العصر البرونزي المبكر. المصدر الأشمل بفضل الإرث الذي تركه الوالد المؤسس، سيكون متحف زايد الوطني المصدر الأشمل للمعلومات حول تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وثقافتها، إذ يروي قصة هذه الأرض منذ العصور القديمة وحتى يومنا الحاضر. ومن خلال المعارض التفاعلية، والبحوث، والبرامج العامة، يواصل المتحف تجسيد رؤية الشيخ زايد، مستلهماً القيم التي آمن بها، بما في ذلك التقدم والتعاون وصون التراث. تقديم الطلبات على الباحثين الراغبين بالتقدّم لمنح صندوق متحف زايد الوطني لتمويل الأبحاث تقديم طلباتهم عبر الرابط في موعد أقصاه 14 يوليو 2025.


الاتحاد
منذ 2 أيام
- الاتحاد
رحلتي من الطبشور إلى الذكاء الاصطناعي
رحلتي من الطبشور إلى الذكاء الاصطناعي «الوقت لا ينتظر أحداً»، هكذا كان والدي يضع أمامي حقيقة لم أكن في حينها أعي قيمتها الحقيقية وحتميتها الكونية. وحين نحترم الزمن، وندرك أن حركته حتمية لا يمكن التحكم فيها، سنجد طريقاً واحداً للتعلق بكف الزمن، وهو التسارع في الحركة، لنتماشى مع سرعته. تلك الحكمة لم تكن حكمة والدي وحده، بل كانت يقين قيادتنا وقت أن بدأت رحلة دولة الإمارات العربية المتحدة قبل نصف قرن، فهذا اليقين أحد الأركان التي ارتكزت عليها نهضة دولة الإمارات العربية المتحدة الحديثة. ومع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تضمين تعليم الذكاء الاصطناعي ضمن المناهج الدراسية عُدت بالذاكرة إلى سنوات دراستي الأولى، حين كنا نكتب بالطبشور الأبيض على السبورة. كانت أدوات التعليم بسيطة وغير معقدة، والعملية التعليمية تعتمد بشكل تام على التلقين، اعتماداً على المعلم، وكان للمعلم حضور وجداني تفاعلي واسع، وكنا كأطفال نرتبط ببعض المعلمين ارتباطاً عاطفياً عميقاً يؤثر بطريقة إيجابية على تلقينا العلم والمعرفة منه، وظل أثرهم باقياً في الذاكرة. التفاعل مع العملية التعليمية حينها كان يستخدم الحواس كافة تقريباً في النفاذ إلى العقل، وتوصيل المعرفة التي كانت في حينها محدودة ومؤطرة داخل كتاب المنهج الدراسي، وكان دورنا كطلاب سلبياً إلى حد ما كوننا العنصر المتلقي دون تفاعل. مع تطور التكنولوجيا والتسارع في العلوم والمعارف والمناهج التعليمية اندثر الطبشور والسبورة، وأصبحت هناك الشاشات والأقلام الذكية. استطاعت دولة الإمارات أن تتحول إلى بيئة تعليمية رقمية حديثة، جعلت التكنولوجيا مرتكزاً رئيساً في العملية التعليمية، وانتهت إلى تضمين مفاهيم الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية. ولكن في غمرة هذا التحول والتطور، لا بد أن ننظر إلى الجانب غير المرئي من هذا التسارع حتى تكتمل الصورة. لقد بدأ ينحسر التواصل العاطفي بين المعلم والطالب، وإنْ لم ننتبه له سيحدث تآكل في منظومة القيم والأخلاق عند الأطفال ما سيكون له انعكاس سلبي على ارتباط الطفل بالقيم الإنسانية والمجتمعية. وفي ظل انغماسه في الأنشطة الإلكترونية الأخرى العابرة للثقافات عبر شبكات التواصل الاجتماعي تغيب البوصلة الأخلاقية والقيمية التي تساعده على الإبحار في شبكات التواصل الاجتماعي، لذلك يجب أن ننتبه إلى مساحة التواصل الإنساني بين الطالب والمعلم، ونجد وسائل تتوافق مع المنظومة الحديثة، وتحقق الحد اللازم للتواصل الإنساني. إلى جانب ذلك يجب أن نلتفت لها، وهي بعض التحيزات الثقافية لخوارزميات الذكاء الاصطناعي، التي قد تركز على إبراز مفاهيم ثقافية وإنسانية مخالفة لهويتنا وثقافتنا الوطنية، لذلك لا بد أن ننتبه لهذا الجانب، ونعزز من قدرات العقل الناقد وتنمية قدرات الرقابة الذاتية عند الأطفال، إلى جانب ترسيخ وتعزيز الثقافة الوطنية. إن المسافة الزمنية ما بين زمن الطبشور وزمن الذكاء الاصطناعي قصيرة في ميزان التاريخ، ولكنها ذات قفزات تطورية واسعة في تاريخ البشرية عامة، وفي تطور دولة الإمارات العربية المتحدة خاصة، وهذا التسارع يفرض علينا أن ننظر جيداً تحت أقدامنا، ونحن نتسارع مع التطور الحضاري للبشرية، حتى نحقق التوازن اللازم الذي يُبقي على هويتنا، ولا يمنع تطورنا ومشاركتنا الحضارة البشرية حداثتها، ونصبح عنصراً فاعلاً فيها. *باحثة إماراتية في الأمن الاجتماعي والثقافي، أستاذ زائر بكليات التقنية العليا للطالبات، أستاذ زائر بجامعة الإمارات العربية المتحدة.