logo
كيف غيّر معيار 'التطور الطويل الأمد' طريقة تواصلنا في العالم الرقمي؟

كيف غيّر معيار 'التطور الطويل الأمد' طريقة تواصلنا في العالم الرقمي؟

رؤيا نيوز٢٨-٠٤-٢٠٢٥

في عصر يعتمد فيه مليارات الأشخاص على الإنترنت في مختلف جوانب الحياة، أصبحت سرعة الاتصال وجودته عنصرين أساسيين في تحديد مدى كفاءة التجربة الرقمية.
وفي حين تتجه الأنظار نحو شبكات 'الجيل الخامس' (5G) وما تحمله من وعود بثورة جديدة في عالم الاتصالات، فلا يزال معيار 'التطور الطويل الأمد' (LTE) –الذي يعد العمود الفقري لشبكات 'الجيل الرابع' (4G)– يحتفظ بمكانته بصفته أحد المعايير الأكثر انتشارا وتأثيرا في البنية التحتية للاتصالات اللاسلكية.
ومنذ إطلاقه، أحدث هذا المعيار تحولا جذريا في عالم الاتصالات، إذ وفر سرعات أعلى بكثير مقارنة بشبكات 'الجيل الثالث' (3G)، مع تقليل زمن الانتقال بشكل ملحوظ، مما أتاح تحسين تجربة المستخدم في مجالات البث المباشر، والألعاب عبر الإنترنت، والمكالمات الصوتية عبر الإنترنت (VoIP).
ما هذا المعيار؟
يُعرَّف 'التطور الطويل الأمد' بأنه معيار لاسلكي للاتصالات المتنقلة ونقل البيانات، وهو مبني على تقنيات 'النظام العالمي للاتصالات المتنقلة' (GSM) و'خدمة الاتصالات المتنقلة العالمية' (UMTS).
وجرى تقديمه أول مرة عام 2008، بعد أن طورته مجموعة 'مشروع شراكة الجيل الثالث' (3GPP)، ووُصف حينئذ بأنه نظام اتصال خلوي جديد بمعدل نقل مرتفع ووقت انتقال منخفض.
ورغم أنه كان في البداية أقل من المعايير التي حددها 'الاتحاد الدولي للاتصالات' (ITU) لتقنية 'الجيل الرابع'، فإن تطويراته المستمرة جعلته قادرا على تلبية تلك المتطلبات، ليصبح حجر الأساس للاتصالات اللاسلكية الحديثة.
كيف يعمل المعيار؟
يعتمد المعيار على تقسيم البيانات إلى حزم صغيرة وإعادة تجميعها عند الاستقبال، مما يزيد من كفاءة الإرسال مقارنة بالتقنيات السابقة.
كما يوفر اتصالا أكثر استقرارا وسعة نطاق أوسع، وهو ما يجعله مثاليا لنقل البيانات بسرعات عالية.
ووفقا لتقرير من 'جمعيات موردي الهاتف المحمول العالمية' (GSMA)، فإن 60% من مستخدمي الهاتف المحمول لديهم (4G LTE) في شهر ديسمبر/كانون الأول 2023، كما أن معيار 'التطور الطويل الأمد' يمثل 60% من 5.4 مليارات اشتراك فريد يربط ثلثي مستخدمي الهاتف المحمول على مستوى العالم.
وتدير 791 شركة اتصالات شبكات 'التطور الطويل الأمد' في 240 دولة ومنطقة حول العالم، وطرحت 336 شركة شبكات 'التطور الطويل الأمد المتقدم' (LTE-Advanced)، وبدأت 227 شركة شبكات 'الصوت عبر التطور الطويل الأمد' (VoLTE).
ومع تطور تقنيات الاتصالات، برز معيار 'التطور الطويل الأمد المتقدم' بوصفه إصدارا أكثر كفاءة من 'التطور الطويل الأمد'، حيث يوفر سرعات أعلى، واستقرارا أفضل، وتقنيات محسّنة مثل تجميع النطاق الترددي، مما يسمح باستخدام نطاقات تردد متعددة لتحسين الأداء.
مزايا 'التطور الطويل الأمد'
يقدم معيار 'التطور الطويل الأمد' للمستخدمين عديدا من المزايا، ومنها ما يلي:
سرعات تنزيل وتحميل أسرع من 'الجيل الثاني' و 'الجيل الثالث'.
يسمح للمستخدمين بالتواصل مع الآخرين من دون التعرض للتأخير.
توفر تقنية 'التطور الطويل الأمد المتقدم' سرعات تنزيل وتحميل أسرع مرتين إلى 3 مرات من 'التطور الطويل الأمد'.
تعمل تقنية 'التطور الطويل الأمد المتقدم' على تحسين سعة الشبكة، وإضافة عرض نطاق ترددي لتحسين الإشارة والسرعة والموثوقية.
ما شبكة 'التطور الطويل الأمد' الخاصة؟
تعد شبكات 'التطور الطويل الأمد' الخاصة بمنزلة إصدارات مصغرة من شبكات 'التطور الطويل الأمد' العامة، وهي مصممة لتوفير تغطية خلوية خاصة عبر حرم الشركة أو مركز التوزيع أو في المطارات والملاعب والمواقع الأخرى.
وتستخدم هذه الشبكات طيفا غير مرخص أو مشتركا لتوفير التغطية للهواتف المحمولة والأجهزة الأخرى.
وتعد شبكات 'التطور الطويل الأمد' الخاصة حلا ميسور التكلفة للمواقع المحددة جغرافيا، مثل حقول النفط النائية أو مواقع التعدين، أو في المناطق المحصورة، مثل المصانع الكبيرة أو الموانئ البحرية.
'الصوت عبر التطور الطويل الأمد'
تتيح تقنية 'الصوت عبر التطور الطويل الأمد' للمستخدمين إجراء مكالمات هاتفية عبر شبكة 'التطور الطويل الأمد' بصفتها حزم بيانات بدلا من مكالمات صوتية نموذجية.
وتدعم هذه التقنية عديدا من المتصلين، كما تدعم إعادة تخصيص النطاق الترددي حسب الحاجة.
وتشمل مزايا تقنية 'الصوت عبر التطور الطويل الأمد' الأخرى تحسين النطاق الترددي والسماح للمستخدم بمعرفة إذا كان الهاتف الذي ينوي الاتصال به مشغولا أو متاحا.
عصر 'الجيل الخامس'
مع توسع شبكات 'الجيل الخامس'، لا يزال 'التطور الطويل الأمد' يلعب دورا محوريا، إذ تستمر شركات الاتصالات في تطوير شبكات (4G LTE) لتعزيز التغطية وتحسين الأداء، خصوصا في المناطق التي لم تصلها بعد تقنيات 'الجيل الخامس'.
وعلاوة على ذلك، تعتمد شبكات 'الجيل الخامس غير المستقلة' (NSA 5G) على 'التطور الطويل الأمد' لإدارة الجلسات وضمان استقرار الاتصال، مما يجعله تقنية أساسية خلال المرحلة الانتقالية نحو شبكات أكثر تقدما.
Globalized world, the future of digital technology. Connections and cloud computing in the virtual world. World map with satellite data connections. Connectivity across the world. 3D illustration.
مع توسع شبكات 'الجيل الخامس'، لا يزال 'التطور الطويل الأمد' يلعب دورا محوريا (شترستوك)
تاريخ 'التطور الطويل الأمد'
ظهرت تقنية 'الجيل الثالث' عام 1998، وهي الأساس التقني لمعيار 'التطور الطويل الأمد'، حيث كانت تقنية 'الجيل الثالث' أول تقنية بسرعات بيانات في نطاق ميغابايت في الثانية.
وجرى تحديد معايير سرعة واتصال تقنية 'الجيل الرابع' في مارس/آذار 2008. وحددت معايير 'الجيل الرابع' للهواتف المحمولة أن أي منتج أو خدمة تطلق على نفسها اسم 'الجيل الرابع' يجب أن تكون لها سرعات اتصال لا تقل عن 100 ميغابايت في الثانية، ولا تقل عن 1 غيغابايت في الثانية للاستخدامات الثابتة.
ومع ذلك، عندما جرى تحديد المعايير لأول مرة، لم تكن هذه السرعات ممكنة بعد. وردا على ذلك، سُمح بتصنيف المنتجات والتكنولوجيا على أنها 'التطور الطويل الأمد' إذا كانت توفر تحسنا كبيرا على تقنية 'الجيل الثالث'.
وظهرت لاحقا تقنية 'التطور الطويل الأمد المتقدم'، وهي إصدار محسّن من 'التطور الطويل الأمد' يوفر سرعات أسرع واستقرارا أكبر من 'التطور الطويل الأمد' العادي، لكنه لا يزال ليس بنفس سرعة 'الجيل الرابع'.
ويحقق 'التطور الطويل الأمد المتقدم' سرعات أعلى من خلال تجميع القنوات، حتى يتمكن المستخدمون من تنزيل البيانات من مصادر متعددة في نفس الوقت.
وتتضمن المعالم الرئيسية في تطوير 'التطور الطويل الأمد' ما يلي:
اقترحت شركة 'إن تي تي دوكومو' (NTT DoCoMo) عام 2004 جعل هذا المعيار هو المعيار الدولي التالي للنطاق العريض اللاسلكي، وبدأ العمل على تطويره.
استطاعت شركة 'نوكيا' عام 2006 تنزيل فيديو عالي الدقة وتحميل لعبة عبر المعيار في الوقت نفسه.
استخدمت شركة 'إريكسون' عام 2007 المعيار بمعدل بتات يبلغ 144 ميغابايت في الثانية.
أجرت شركة 'إريكسون' عام 2008 أول مكالمة هاتفية من طرف إلى طرف عبر المعيار.
وفرت شركة 'تيلياسونيرا' (TeliaSonera) عام 2009 المعيار في أوسلو وستوكهولم.
انتهت في عام 2011 عمليات تطوير تقنية 'التطور الطويل الأمد المتقدم'.
في الختام، يمثل معيار 'التطور الطويل الأمد' نقلة نوعية في عالم الاتصالات اللاسلكية، إذ جمع بين السرعة والكفاءة وسهولة الوصول، مما جعله أساسا لعديد من الخدمات الرقمية التي نعتمد عليها يوميا.
ورغم التقدم نحو شبكات 'الجيل الخامس'، فإن هذا المعيار يظل جزءا مهما من البنية التحتية للاتصالات لسنوات قادمة، خاصة في المناطق التي تتطلب استقرارا وموثوقية في الاتصال.



Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ما الفرق بين 3G  4G
ما الفرق بين 3G  4G

السوسنة

timeمنذ 4 أيام

  • السوسنة

ما الفرق بين 3G 4G

السوسنة - لو تمت مُقارنة سرعة تحميل تقنية الجيل الثالث بسرعة تحميل الجيل الرابع، وبإهمال جميع العوامِل التي قد تؤثِّر في سرعة الاتصال والتحميل، فإنَّ سرعة تقنية الجيل الرابع تفوق سرعة تقنية الجيل الثالث بعشرة أضعاف (على فرض أنَّ جودة اتصال كلتا الشبكتين بأفضل حالاتها)؛ حيثُ تصل سُرعة التنزيل في تقنية الجيل الرابع إلى 1 جيجابيت في الثانية، أمّا تقنية الجيل الثالث، فتصل إلى 100 ميغابيت بالثانية، وبالنسبة لسرعة رفع البيانات، فتصل 500 ميغابيت بالثانية لتقنية الجيل الرابع، و5 ميغابيت بالثانية لتقنية الجيل الثالث. إنَّ التردُّدات الراديويّة المُستخدمة في بث تقنية الجيل الرابع تتراوح بين 2 جيجاهيرتز و8 جيجاهيرتز، أمّا بالنسبة للجيل الثالث، فهي تتراوح بين 1.8 جيجاهيرتز و2.5 جيجاهيرتز.تقنية الجيل الثالث إنَّ كلمة الجيل الثالث (بالإنجليزيّة: 3G) تُعبِّر عن ثالث جيل في تقنيات الاتصال اللاسلكي، وتتفوَّق على ما سبقها من التقنيات اللاسلكيّة كونها تتمتَّع بسُرعة عالية في نقل البيانات، كما أنّها تضمَن بقاء الاتصال فعّالاً حتّى عند التجوال والتنقُّل، وغير ذلك من المزايا. تُستخدم تقنية الجيل الثالث بشكل أكبر في الهواتف المحمولة؛ وذلك لتوفير وسيلة للاتصال بشبكة الإنترنت، أو لتحميل ورفع البيانات، أو إجراء الاتصالات الصوتيّة أو اتصالات الفيديو (بالإنجليزيّة: Video calls)؛ وذلك لكونها متوفِّرة في أي مكان، بعكس تقنية الواي فاي (بالإنجليزيّة: Wi-Fi)، والتي تتطلَّب من المُتّصل أن يكون قريباً من جهاز الموجِّه (بالإنجليزيّة: Router). تقوم بُنية هذه التقنية على معايير الاتحاد الدولي للاتصالات (بالإنجليزيّة: ITU) ضمن أُطُر برامج الاتصالات النقالة العالمية تحت الرمز IMT-2000، وتُقدّم للمستخدم خدمات ذات نطاق واسع. إنَّ تقنية الجيل الثالث هي عبارة عن مجموعة من التقنيات والمعايير التي منها W-CDMA، وشبكات المناطق المحليّة اللاسلكيّة (بالإنجليزيّة: WLAN)، والراديو الخلوي (بالإنجليزيّة: Cellular radio)، وغير ذلك. ليتمكَّن الهاتف من الاتصال بشبكة الإنترنت باستخدام تقنية الجيل الثالث، فيجب أن يدعَم هذه التقنية من الأساس، كما أنَّ هذه التقنية تستوجب اشتراكاً مع مزوِّد للخدمة، ويتم الاتصال عبر شريحة (بالإنجليزيّة: SIM Card). سُرعة نقل البيانات تتراوح سُرعة نقل البيانات في تقنية الجيل الثالث بين 128 كيلوبيت (بالإنجليزيّة: kilobits) في الثانية و384 كيلوبيت في الثانية، فهي تكون ما بين 128 كيلوبيت بالثانية و144 كيلوبيت بالثانية في حال كان الجهاز المُتّصل يتنقَّل بسُرعة، أمّا في حال كان الجهاز يتنقَّل ببُطء؛ أي كأن يكون حامل الجهاز يمشي سيراً على الأقدام، فتكون السُرعة في أقصاها، وتصل إلى 384 كيلوبيت بالثانية. ميّزات التقنية بمُقارنة تقنية الجيل الثالث مع ما سبقها من التقنيات، فإنّها تتميَّز عنها بما يلي: تقنية الجيل الرابعيُعبِّر مُصطلح الجيل الرابع (بالإنجليزيّة: 4G) عن رابع جيل في تقنية الاتصال اللاسلكي، وقد تمَّ توفيرها لأول مرّة من قِبَل شركة سبرينت (بالإنجليزيّة: Sprint) الأمريكيّة في بداية عام 2009م، وقد أصبحت هذه التقنية مُتاحة من قِبَل مُعظَم شركات الاتصالات في أغلَب مناطق الولايات المُتّحدة الأمريكيّة. تُعدّ تقنية الجيل الرابع التقنية الأحدَث من تقنية الجيل الثالث، وهي أسرَع منها بما يصل إلى 10 أضعاف، وأتت الحاجة لتقنية أكثَر سُرعة نظراً لتطوُّر الأجهزة الخلويّة وأجهزة التابلت وحاجتها لتقنية اتصال سريعة، فقد أصبح بمقدور هذه الأجهزة بث مقاطع الفيديو والصوت بثّاً حيّاً. إنَّ تقنية الجيل الرابع ليست مُتاحة لجميع الأجهزة؛ حيث تتطلَّب أن يكون الجهاز المُستخدَم يدعم إمكانيّة تبادُل البيانات بسُرعة 100 ميغابيت بالثانية على الأقل.بإمكان شركات الاتصالات توفير خدمة الجيل الرابع من خلال تقنية تطوُّر طويل الأمد (بالإنجليزيّة: LTE)، أو من خلال تقنية الواي ماكس (بالإنجليزيّة: WiMax)، ولكن في كلتا التقنيتين، يتم استخدام تقنية OFDM لحزم البيانات وإرسالها، كما تضم تقنية الجيل الرابع مجموعة من التقنيات والمعايير الأخرى، والتي منها ما يلي: الخلافات حول التسمية توجد العديد من الخلافات بين شركات الاتصالات حول تسمية تقنية الجيل الرابع بهذا الاسم، فلو تمَّ النظر إلى تعريف تقنية الجيل الرابع حسب الاتحاد الدولي للاتصالات، فيُمكن معرفة بأنّه لا توجد أي شركة اتصالات توفِّر خدمة الجيل الرابع بشكل حقيقي. أصبح مُصطلح الجيل الرابع يُستخدَم لأغراض تسويقيّة، فهو يُعبِّر عن الشبكة التي توفِّر سرعات تحميل تفوق سرعات تقنية الجيل الثالث، وهذا من منظور شركات الاتصالات هو الأهم لعملائهم. سرعة نقل البيانات تختلف سُرعة نقل البيانات في تقنية الجيل الرابع من شركة لأخرى، فتحميل البيانات بشكلٍ عام أسرع من رفع البيانات في معظم الشركات؛ حيثُ تصل سُرعة التحميل إلى 12 ميغابيت في الثانية في شركة فيرايزون (بالإنجليزيّة: Verizon) الأمريكيّة، والتي تستخدم تقنية تطوُّر طويل الأمد لتوفير خدمة الجيل الرابع، كما تصل سُرعة الرفع إلى 5 ميغابيت بالثانية. أمّا في شركة سبرينت، والتي تستخدم تقنية الوايماكس، فتصل سُرعة التحميل لخدمة الجيل الرابع إلى 10 ميغابيت بالثانية، وسُرعة الرفع إلى 1 ميغابيت بالثانية. ميزات التقنية لتقنية الجيل الرابع العديد من الميّزات، ومنها ما يلي: اقرأ أيضاً:

الشرق يستيقظ: الصين تحيك خيوط النظام العالمي الجديد
الشرق يستيقظ: الصين تحيك خيوط النظام العالمي الجديد

جهينة نيوز

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • جهينة نيوز

الشرق يستيقظ: الصين تحيك خيوط النظام العالمي الجديد

تاريخ النشر : 2025-05-10 - 01:05 pm حسام الحوراني خبير الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في ظل التحولات العميقة التي يشهدها العالم اليوم، بات من الواضح أن مشهد القيادة العالمية آخذ في التغير. لعقود طويلة، احتكرت الولايات المتحدة الأمريكية مركز الزعامة الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية، لكن مع كل يوم يمر، تتصاعد قوة الصين بطريقة مدروسة ومذهلة تجعل المراقبين يجمعون على حقيقة واحدة: الصين ستقود العالم قريبًا جدًا. الصعود الصيني ليس وليد لحظة عابرة أو طفرة اقتصادية مؤقتة، بل هو نتيجة استراتيجية طويلة الأمد، بدأت منذ عقود بالتخطيط الدقيق والتنفيذ الصارم. منذ إعلان سياسة "الإصلاح والانفتاح" في أواخر السبعينيات، وضعت الصين نصب أعينها هدفًا واضحًا: اللحاق بالغرب، ثم تجاوزه. وقد استطاعت أن تبني اقتصادًا مرنًا، وتطوّر قدراتها التكنولوجية والعسكرية، وتفرض نفسها كقوة ناعمة عالمية. اليوم، الصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وربما تتجاوز الولايات المتحدة في الناتج المحلي الإجمالي في غضون سنوات او حتى اشهر قليلة. بفضل "مبادرة الحزام والطريق"، توسعت نفوذها الاقتصادي والسياسي إلى آسيا وإفريقيا وأوروبا، عبر استثمارات ضخمة في البنية التحتية، وشبكات الطاقة، والموانئ، والطرق، مما يجعلها تمسك بخيوط التجارة العالمية بطريقة ذكية وطويلة الأمد. في مجال التكنولوجيا، تُعتبر الصين الآن رائدة عالمية في مجالات حيوية مثل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمومية، والجيل الخامس للاتصالات (5G)، وصناعة الرقائق الإلكترونية. شركات مثل هواوي وعلي بابا وتينسنت، التي كانت قبل سنوات مجرد نسخ محلية عن مثيلاتها الأمريكية، أصبحت اليوم تنافس وتبتكر، بل وتقود الابتكار في بعض المجالات. ولم تتوقف الصين عند الاقتصاد والتكنولوجيا فقط، بل عززت حضورها في الفضاء، من خلال برنامج فضائي طموح جعلها تبني محطة فضاء خاصة بها، وتخطط لإرسال بعثات مأهولة إلى القمر. وعلى صعيد الابتكار العلمي، أصبحت الأبحاث الصينية تتصدر قوائم النشر العلمي العالمي، في دليل على تحوّل القوة الفكرية شرقًا. إلا أن ما يجعل صعود الصين فريدًا هو النهج الجمعي الذي تتبناه، مقابل الفردية الغربية. الصين تتحرك كدولة-أمة موحدة، بتخطيط مركزي ورؤية طويلة الأجل، مما يمنحها قدرة على المناورة والصبر والتنفيذ لا تضاهى. في حين تنشغل الديمقراطيات الغربية بالخلافات الداخلية ودورات الانتخابات، تواصل الصين تنفيذ خططها بعقود من الاستمرارية والانضباط. لكن السؤال الأهم: ماذا يعني هذا الصعود للعالم؟ من ناحية، قد يعني تحوّلًا نحو نظام عالمي أكثر تعددية، حيث لا تهيمن قوة واحدة، بل تتشارك عدة قوى في التأثير. هذا قد يخفف من الهيمنة الثقافية الغربية ويفتح الباب أمام نماذج تنموية مختلفة تُناسب خصوصيات الشعوب. ومن ناحية أخرى، يُثير الصعود الصيني مخاوف تتعلق بالحقوق والحريات. فالنموذج الصيني، الذي يقدّم الدولة فوق الفرد، يطرح تحديًا للمفاهيم الليبرالية التقليدية، وقد يُعيد صياغة معايير الحكم العالمي بناءً على معايير جديدة، حيث الاستقرار والتنمية يُقدمان أحيانًا على الحرية السياسية. كما أن المنافسة التكنولوجية، خصوصًا في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحيوية، قد تُسرّع سباقًا عالميًا نحو التفوق الرقمي، مما يجعل السيطرة على البيانات والمعلومات ميدان الصراع الحقيقي القادم. وفي الشرق الأوسط، تزداد أهمية فهم هذه التحولات الكبرى. فالصين تُعتبر شريكًا اقتصاديًا رئيسيًا للعديد من دول المنطقة، عبر مشاريع البنية التحتية، والطاقة، والتكنولوجيا. ومع تراجع الالتزام الأمريكي تدريجيًا، تبرز بكين كبديل استراتيجي واعد، وإن كان يتطلب إدارة ذكية للمصالح لضمان الاستفادة القصوى من الفرص دون الوقوع في فخ التبعية. في النهاية، الصين لا تتقدم فقط لأنها قوية، بل لأنها تفكر لعقود قادمة، بينما ينشغل الآخرون باليوم والغد. ومع أن الطريق إلى القمة ليس خاليًا من التحديات — سواء الاقتصادية أو الديموغرافية أو الجيوسياسية — فإن زخم الصعود الصيني بات من القوة بحيث يصعب تجاهله. العالم يتغير أمام أعيننا، ومعه تتغير موازين القوى والنماذج الحضارية. نحن على أعتاب عصر جديد، قد لا يُدار من واشنطن أو بروكسل، بل من بكين. والسؤال الأهم: هل نحن مستعدون للتعامل مع عالم تتحدث قيادته بلغة مختلفة... ورؤية مختلفة للمستقبل؟ تابعو جهينة نيوز على

هواتف Galaxy A من "سامسونغ" التي تحصل على تحديث One UI 7 في مايو
هواتف Galaxy A من "سامسونغ" التي تحصل على تحديث One UI 7 في مايو

أخبارنا

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • أخبارنا

هواتف Galaxy A من "سامسونغ" التي تحصل على تحديث One UI 7 في مايو

أخبارنا : أعلنت "سامسونغ" مؤخرًا عن توسيع دعم زر جيميني الجانبي ليشمل هواتف Galaxy A مختارة. يُذكر أن هذه الميزة ظهرت لأول مرة مع سلسلة Galaxy S25. كما لمّحت "سامسونغ" إلى حصول بعض هواتف Galaxy A على واجهة One UI 7 في أوائل مايو، بحسب تقرير نشره موقع "sammyfans" واطلعت عليه "العربية Business". في إشارة إلى ميزة جيميني الجانبية في واجهة One UI 7، أكدت "سامسونغ" مؤخرًا أن تحديث البرنامج سيُطرح عالميًا لمجموعة مختارة من هواتف سلسلة Galaxy A، بدءًا من أوائل مايو. هذا يُشير إلى أن بعض هواتف Galaxy A ستحصل على التحديث قريبًا. وللتوضيح، شاركت "سامسونغ" أيضًا قائمة بالأجهزة التي ستدعم ميزة جيميني الجانبية. ومع ذلك، من المقرر ترقية هواتف Galaxy A المؤهلة إلى إصدار One UI 7.0 المستند إلى أندرويد 15 في مايو الجاري. تشمل قائمة الأجهزة المؤهلة هواتف Galaxy A56 5G، A55 5G، A54 5G، A36 5G، A35 5G، A34 5G، A26 5G، A25 5G، A25e 5G، وA24 التي تعمل بنظام One UI 7.0. وبما أن هواتف A56 وA36 وA26 تأتي مثبتة مسبقًا بنظام One UI 7، فسيضيف تحديث مايو 2025 ميزة جيميني الرئيسية. تجدر الإشارة إلى أن "سامسونغ" أدرجت العديد من هواتف غالاكسي التي ستحصل على تحديث جيميني مع واجهة One UI 7. لذلك، لن ينطبق الجدول الزمني لإطلاق واجهة One UI 7 على جميع الأجهزة المذكورة، بل على الأجهزة المتميزة أولاً. مع هاتفي Galaxy A56 وA36، قدمت "سامسونغ" ميزة Awesome Intelligence، وهي عبارة عن مجموعة مختارة من ميزات Galaxy AI المصممة خصيصًا لطرازات Galaxy A. ومن المتوقع أن تُوسّع الشركة نطاق ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة لتشمل بعض هواتف Galaxy A القديمة التي تعمل بنظام One UI 7.0.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store