
ذكرى تخليد سليل أهل البيت أحمد بن موسى الكاظم (ع) «شاه جراغ»
السيد احمد هو أحد أبناء الامام موسى بن جعفر الكاظم (ع)، وقد قُتل شهيداً بشيراز في إيران حيث مدفنه الآن وهو في طريقه الى خراسان في زيارة أخيه الإمام علي بن موسى الرضا(ع).
تاريخ ميلاده غير معروف، لكن جُعل اليوم السادس من شهر ذي القعدة باسمه تكريماً له.
وكان مقرباً من الامام الكاظم (ع) لدرجة كان يُظن أنه الامام بعد أبيه(ع)، وكان عالما فاضلاً يهتم بكتابة القرآن الكريم حيث كان صاحب خط جميل، وكان يأخذ الأجرة على ذلك فيشتري بثمن عمله العبيد ويعتقهم لوجه الله، ولا شك أنه كان يقوم بتربيتهم وتهذيبهم ثم يعتقهم ليكونوا دعاة إلى الإسلام، كما كان يفعل جده الإمام علي بن الحسين عليه السلام.
السيد احمد ويعرف ب شاه جراغ اي الملك المضيء او المنير ويسمى ايضا بالأمير، هو من اولاد الامام الكاظم(ع) بعد اخيه الامام الرضا(ع) وامه من السيدات الورعات وكانت موضع ثقة الامام الكاظم (ع) بحيث ان الامام الكاظم (ع) حينما رحل الى بغداد اودعها مواريث ووثائق الامامة وقال لها من جاءك وطلب منك هذه بأسمائها وفي اي وقت فأعلمي اني قد استشهدت وان من يطلبها منك هو الامام بعدي والمفترض الطاعة من بعدي عليك وعلى سائر الناس وامر الامام ابنه الرضا بحفظ الدار، بعد استشهاد الامام موسى بن جعفر جاءها الامام الرضا (ع) وطالبها بالامانات، فسألته: هل استشهد والدك؟ قال: بلى، والان فرغت من دفنه، فدفعت اليه ذلك وبايعته بالامامة واقامت الحداد والعزاء على فقد الامام الكاظم (ع).
احمد شاه جراغ كان موضع حفاوة ابيه وله منزلة سامية عند والده الامام الكاظم (ع) فهو يحبه حباً شديداً قال المفيد في الارشاد (كان أحمد بن موسى كريماً جليلاً ورعاً، وكان أبو الحسن موسى يحبه ويقدمه وهب له ضيعته المعروفة باليسير) ويقول إسماعيل أحد أولاد الإمام الكاظم (ع): (خرج أبي بولده إلى بعض أمواله وكان مع أحمد عشرون رجلاً من خدم أبي وحشمه، إن قام أحمد قاموا معه وإن جلس جلسوا معه، وأبي مع ذلك يرعاه ببصره ما يغفل عنه (وكان احمد من عيون الصادقين الصالحين وتقول الروايات انه اعتق الف مملوك من ماله الخاص متقرباً الى الله عز وجل بذلك.
ومن الدلائل على تقواه انه بعد وفاة الامام الكاظم (ع) اجتمع الناس على باب داره واخذوا ينادون بإمامته ومبايعته الا انه صعد المنبر وخطب خطبة بليغة وبمنتهى الفصاحة وخاطب الناس قائلاً: «ايها الناس كما امكم جميعاً في بيعتي فأني في بيعة اخي علي بن موسى الرضا، واعلموا انه الامام والخليفة بعد ابي والفرض عليّ وعليكم من الله ورسوله، ثم خرج والناس خلفه وجاؤوا لبيعة الامام الرضا واقروا بأمامته.
هو احد الذين كتبوا القرآن بخطه وكانت النسخة موجودة لكنها غابت في السنين الاخيرة بسبب غارات اعداء اهل البيت على مراكز تراث الائمة. وقد كان السيد احمد ذراعاً نشطاً للقائد المحنك ابي السرايا وله دور كبير في مناصرته لنصرة المستضعفين والمضطهدين.
استشهد مقتولاً بعد وفاة اخيه الامام الرضا (ع) وقضية وفاته هي ان السيد الامير احمد شاه جراغ حينما بلغه غدر المأمون لاخيه الامام الرضا (ع) كان في بغداد فحزن على اخيه حزناً شديداً وخرج للطلب بثأر اخيه وانضم اليه ثلاثة الاف من احفاد واتباع اهل البيت لمواجهة المأمون الاّ انهم وصلوا مدينة قم فواجههم عامل المأمون العباسي وقتل جماعة منهم ثم رحل احمد بن موسى الى الري مع جماعته فحاربه عامل المأمون هناك وبعد ذلك اتجهوا الى مدينة اسفراين وهناك قابلهم اتباع المأمون واخيراً انتقلوا الى مدينة شيراز وهناك بقي احمد شاه جراغ على مجاهرته في الثورة على العباسيين حتى استشهد هناك على يد طاغية اسمه قتلرخان وهو من اتباع العباسيين، وقد حارب السيد احمد لفترة ودفن السيد احمد شاه جراغ في شيراز وبقي قبره مخفياً لفترة طويلة من السنين الا انه وفي عهد الامير مقرب الدين مسعود بن بدر اكتشف قبره بطريق الصدفة ووجد فيه صخرة تبين اسمه وكان جسده طرياً على حالته طوال هذه السنين وقيل وجدوا في قبره خاتمه منقوش عليه «العزة لله احمد بن موسى بن جعفر».
وبنى عليه مقرب الدين بناءً واجريت عليه توسيعات وصيانة حتى جاءت اخيراً احدى النساء الصالحات وتسمى الخاتون تاشي وكانت معروفة بالنسك والعبادة ومحبة اهل البيت فبنت المرقد بطراز جديد وشيدت عليه القبة الموجودة الان وجعلت مرقدها بجواره وبنت بجنب المرقد مدرسة واسعة لطلبة العلوم الدينية وذلك عام 750 ﻫ وجعلت قرية (ميمند) الواقعة على بعد ما يقرب من ثمانين كيلومترا عن مدينة شيراز وقفا عليه، وأمرت بأن يصرف واردها على تلك البقعة المباركة، وهي باقية إلى يومنا هذا، حيث يعمل المتولون لها على قرار الوقف وينفقون واردها في شؤونه، ومحصولها حتى اليوم: ماء ورد معروف بجودته وطيبه في العالم عندما تسافر إلى ميمند سترى توزيع ماء الورد هناك بالمجان .
حينما ندخل مدينة شيراز هناك مشهدان مشهوران وعليهما قباب وهما الاول وهو الاوسع وهو حرم السيد احمد بن الامام موسى بن جعفر(ع) والثاني يعرف بعلاء الدين حسين وهو ابن الامام موسى بن جعفر عليهم السلام.
وضريحه المبارك معروف بين السكان المحليين أيضاً باسم حرم أحمد ومحمدي، وهو يتلألأ في قلب مدينة شيراز بأنواره القدسية وعمارته وزخارفه الجميلة التي تعكس فن العمارة الإسلامي الإيراني الأصيل حيث تقصده في كل عام أعداد هائلة من الزائرين من شتى أنحاء إيران والعالم.
فن العمارة لهذا الضريح المقدس فريد من نوعه إذ يعكس أجمل معالم الطراز الصفوي والزندي والقاجاري، وكل زائر حينما يتأمل فيه يدرك عظمة جهود الخبراء والمتخصصين المعماريين الذين جادت أيديهم بزخارفه ونمط بنائه وتكتنفه روحانية إسلامية تسمو بروحه إلى أعلا عليين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 2 أيام
- موقع كتابات
الدين نظام اجتماعي أخلاقي وشعائر تعبدية
أن الدين موضوع مهم جدا في حياة الإنسان فقد أخذ حيزا واسعا من الدلالات للوصول إلى مفهوم الدين واشتقاقاته ومنها التدين وعندما نقرأ في القرآن الكريم ( أن الدين عند الله الإسلام ) ونحن نعرف أن كلمة الإسلام هي مفهوم شامل لكل فرد في هذا العالم حيث أن كل الرسل والنبيين يؤكدون على الإسلام أي الخضوع والتوجه والعبادة للإله الواحد هو الله تعالى لا شريك له وليس له كفوا أحد وأن الله قد أختار من بين خلقه في هذا الكون الواسع المعروف والغير معروف ( الإنسان ) ليكون خليفة في الأرض وجعل من ذريته خلفا بعد خلف حتى قيام الساعة ولم يتركهم هملا بدون رعاية أو توجيه في هذه الحياة الدنيا وهي الاختبار الحقيقي والفتنة الكبرى لغرض أعداده إلى الحياة الأبدية فقد بعث فيهم الأنبياء والرسل بتعاليم وشرائع ومنهاج وأسس وثوابت لغرض العيش وتنظيم حياتهم وسلوكيات وممارسات متعددة للوصول إلى مراد الله تعالى لهذا الإنسان المختار بدقة وعناية ألاهية لمنحه حياة حرة كريمة منظمة ومن هذه المقدمة البسيطة نستطيع منها الانطلاق إلى محاولة معرفة معنى (الدين )وبما أننا مسلمون من أتباع النبي الخاتم محمد صلوات الله عليه علينا أن نأخذ مفهوم ديننا من الكتاب المرسل إلينا من الله تعالى القرآن الكريم لهذا نستعرض من خلاله معنى كلمة الدين وكيف استعملها وطرحها بدقة حسب ما وردت فيه فأن كلمة الدين تعتبر كلمة واسعة المعنى ومفهوم مطاط بمعانيها الكثيرة في حياتنا اليومية منها . 1- الاعتقاد والسلوك والالتزام بمبادئ وأفكار معينة بعينها كمنهج اعتقادي طوعي وفكري حر كما قال الله تعالى (أن الدين عند الله الإسلام ) عمران 19 و(لكم دينكم ولي دين )الكافرون 6 . 2- الخضوع والطاعة كما قال تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك الدين القيم )البينة 5 , 3- وقد جاءت كلمة الدين بمفهوم السلطة والمُلك والسلطان كما ذُكرت (ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك )يوسف 76 , 4- وقد جاءت بمعنى القانون والشريعة والسنن التي تنظم الحياة الأسرية والمجتمع والفرد على مختلف أنواعه وجنسه كسلوك يومي من قبل المشرع الأول الخالق لهذه البشرية في كل زمان ومكان (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك) الشورى 13 . 5- وكذلك الجزاء والعقاب المطلق لله تعالى خالق الخلق المتفرد بالوحدانية بهذه العقوبات في الآخرة حصرا من دون غيره من العباد على أفعاله ومعتقداته . 6- ومنها الطاعة والإدارة والهيمنة والقدرة المطلقة على الخلائق والسموات والأرض والكون جميعا كما قال تعالى (وله ما في السموات والأرض وله الدين واصبا أفغير الله تتقون ) النحل 52 . أذن أن الدين بمفهوم القرآن يعني ( الملك-السلطان-الجزاء-السلوك والمبادئ-الحُكم-القانون-الخضوع-الطاعة –العمل الصالح –الإيمان بالله وحده)أن هذه المفاهيم تعبر عن التعاليم المقدسة الصادرة من مصدر واحد هو الله تعالى للعمل بها من قبل الإنسان وهي مفاهيم وقيم اجتماعية تصب في بودقة واحدة تسمى (الدين) وهي ممارسات فردية وجماعية في حياته اليومية للوصول إلى درجة الكمال الأخلاقي المراد له أن هذه السلوكيات الفكرية والعملية للفرد هي السبيل الوحيد للوصول إلى عبادة الله تعالى بالإضافة إلى الشعائر التعبدية الأخرى بعيدا عن الرهبانية والتعصب والاعتكاف عن البشر والمجتمع والابتعاد عن خدمة المجتمع وإصلاحه وتحضره وهي (الصلاة – الصوم – الزكاة – الحج )كلها تؤدي إلى العدالة والمساواة وحفظ الإنسان من إتباع الشهوات والزلات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال تعالى (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعلون )النحل 97 وكذلك (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا) النساء 124 فأن العمل الصالح والإيمان بالله والعلاقات المثمرة بالقيم والأخلاق والمبادئ التي تبني المجتمع عبر عأن الذين أمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئة من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )البقرة 62


اذاعة طهران العربية
منذ 2 أيام
- اذاعة طهران العربية
مشاركة واتساب مكتوبة من أبي أحمد حول همسة مهدوية
تحية طيبة لكم وأسعد الله أيامكم يا صاحب الزمان.. تملأ كل شيء في حياتنا وأنت غائب فكيف بظهورك؟ أرواحنا تهدأ وتسكن بذكرك فكيف برؤيتك؟ شدائدنا تفرج بالاستغاثة بك فكيف بحضورك؟ نحن نقبل اسمك اذا رأيناه فماذا لو رأيناك؟ قلوبنا تخفق وترتجف اذا مر عليها ذكرك فكيف لو مررت بعطفك عليها؟ ان الألم لفراقك يطغى على كل شعور في حياتنا فكيف وماذا لو انتهى هذا الفراق؟ هل ستكون هنالك حياة آخرى غير حياتنا هذه الشاحبة بغيبتك؟ هل سنعيش الحياة بشكل جديد غير شكلها هذا الكئيب لبعدك؟ هل سيتغير طعم حياتنا المر بفراقك؟ هل سنعيش حياة لا يُنغصها الألم لفراق بقية الله لأنه سيعيش الحياة معنا !؟ منتظرون يا بقية الله


اذاعة طهران العربية
منذ 3 أيام
- اذاعة طهران العربية
حق الحج في منظور الإمام السجاد (ع)
يعد الحج رحلة روحية إلى الكعبة المقدسة، إلى بيت الله الحرام، حيث يتحرر الإنسان من التعلقات الدنيوية ويتوجه بكل كيانه إلى خالق الكون. إن هذه الرحلة ليست مجرد فريضة، بل هي أيضًا فرصة فريدة للعودة إلى الذات وتجديد العهد مع الله. وكأن الحاج بوضع قدمه على هذا الطريق يهرب من نفسه وخطاياه ويبحث عن ملاذ آمن عند الرحمة الإلهية. يقول الإمام السجاد (عليه السلام) في رسالته عن حق الحج: « وَحَقُّ الْحَجِّ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ وِفَادَةٌ إِلَى رَبِّكَ وَفِرَارٌ إِلَيْهِ مِنْ ذُنُوبِكَ ». تشير هذه العبارة المضيئة إلى جانبين مهمين من فلسفة الحج: أولاً: إن الحج بمثابة الدخول للضيافة الإلهية. إن الحاج هو ضيف الله، في هذه الرحلة المعنوية، ويحصل على نعمه ورحمته. وتعد هذه الضيافة فرصة لتجديد القوى واكتساب الروحانية والاستفادة من النعم الإلهية. إن الحج وسيلة للهروب من الذنوب واللجوء إلى أحضان الرحمة الإلهية. وأن الحاج بزيارة هذا المكان المقدس وأداء المناسك يتوب من ذنوبه ويعود إلى الله. إن الحج فرصة لتطهير الروح من الشوائب وتحقيق الطمأنينة والثقة في القلب. كما أن الحج في الواقع هو رحلة من الذات إلى الله، من المعصية إلى التوبة، ومن الظلمات إلى النور. ويقول الإمام السجاد (عليه السلام) في مقطع آخر في رسالته عن حق الحج: «وَفِيهِ قَبُولُ تَوْبَتِكَ وَقَضَاءُ الْفَرْضِ الَّذِي أَوْجَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْك ». يتضمن هذا الجزء من كلام الإمام السجاد (عليه السلام) بيان أثرين مهمين وقيمين للحج: ومما لا شك فيه أن قبول التوبة يدل على أن الحج فرصة فريدة لتطهير النفس وتطهيرها من الذنوب. يمكن لحجاج بيت الله الحرام، أن يرجوا من الله تعالى أن يقبل توبتهم ويغفر ما مضى بزيارة هذا المكان المقدس وأداء المناسك بإخلاص. وإن قبول التوبة لا يجلب السلام والراحة فحسب، بل يمهد الطريق أيضا لحياة صحية ومباركة. إن أداء الفريضة يدل على أن الحج فريضة إلهية على كل مسلم يملك الاستطاعة المالية والبدنية على أدائه. كما أن القيام بهذا الواجب يدل على الاستسلام والطاعة للأمر الإلهي والالتزام بأداء الواجبات الدينية. إذن أداء هذه الفريضة (فريضة الحج)، بالإضافة إلى كسب الأجر والقرب من الله، يقوي الإيمان ويزيد الوعي الديني. وأن الحج ليس عبادة فقط، بل هو أيضاً حركة اجتماعية وثقافية تلعب دوراً هاما في تشكيل شخصية الفرد وهويته الإسلامية وتكوين مجتمع روحي.