مدينة صبيا.. بين شاعرية خفاجي وسردية الموكلي
تابعوا عكاظ على
ما أجمل المدن التي يُخلدها المبدعون في إنتاجهم الإبداعي الفني، فالفن يرسم للمدينة خريطة فنية تتفوق على الخريطة الجغرافية، فالخريطة الفنية للمدن تصور تضاريس مشاعر الإنسان وترسم حدوداً عابرة للأزمان.
وكتب الأدب زاخرة بخرائط المدن التي رسمها المبدعون عبر التاريخ، فسنبقى منبهرين بخريطة هوميروس لطروادة، وخريطة نجيب محفوظ للقاهرة، وخريطة نزار قباني لدمشق، وخريطة إبراهيم خفاجي لصبيا في رائعته «مثل صبيا في الغواني ما تشوف»، هذه القصيدة التي تلقفها المطرب محمد عبده فلحنها وغناها فزاد الإبداع إبداعاً وأصبحت الأغنية رمزاً لمدينة صبيا ومنطقة جازان، وتعرف الكثير على مدينة صبيا بكونها المدينة الزاهرة في حقول الفُل والروابي الخضراء.
رسم الشاعر إبراهيم خفاجي في قصيدته خريطة فنية لصبيا من خلال رمزية الصبا والجمال للصبية التي تنشر الفل وتنقش الحناء وترسم الكحل، ورسم الكاتب عبدالرحمن موكلي في سردية كتاب هروج الفُل خريطة فنية لصبيا من خلال رمزية الصبا والجمال للصبية التي تُزهر في حقول الرديمة وتنظم عقود الفُل الجميلة. ويستمر الكاتب في رسم الصبا والجمال لمدينة صبيا من جديد في سردية كتابه الهَبَل، إذ يتناول الكتاب أغلب مدن المنطقة؛ جازان وصبيا وضمد، وصولاً إلى مكة، وتحمل سردية الكتاب تفسيراً لمسمى كل مدينة المشتق إما من دلالة لغوية أو ارتباط بآلهة وثنية، وعندما يصل الكاتب لمدينة صبيا يحرص على إبراز مسمى صبيا من الناحية الجمالية، يقول الكاتب: «أما صبيا فهي بالأصل ظبية وجرى الإبدال لحرف الظاء بالصاد فأصبحت صبية، ثم حذفت التاء وجاء بدلا منها الألف فأصبحت صبيا»، فجذر المسمى مرتبط بالجمال، فالظبية رمزية الجمال عند العرب منذ القدم في شعرهم وعند شعرائهم، بل ويحول الكاتب صبيا إلى امرأة مكتملة بجمال الأمومة في موضع آخر عندما يقول «المدن المؤنثة تشبه الأمهات، ومن هذه المدن صبيا»، فالكاتب هنا يبرز أمومة صبيا بكونها مدينة العطاء، بل ويؤكد الكاتب على عطاء أمومة صبيا فيقول: «وقد كان الناس من كل مكان يأتون لصبيا من أجل لقمة العيش، فصبيا مدينة لا تشعر فيها بالغربة، لقد كانت صبيا أم اليتامى مثلما الآلهة ناشوا عند السومريين». ويؤكد على معنى أمومة صبيا لليتامى بكونه معنى متوارثاً في ذاكرة التراث المُنشد عن صبيا، تقول إحدى المنشدات:
«يا الله بليلة لويلية
ليلة سعيدة وقدرية
يا الله بليلة على صبيا
صبيا يا وادي المرملة
وكل جايع ومعولة»
إن رمزية الصبا والجمال في وصف مدينة صبيا نابعة من رؤية إبداعية فنية التقت فيها شاعرية الشعر للشاعر إبراهيم خفاجي، وشاعرية السرد للكاتب عبدالرحمن موكلي، وقد نجحت شاعرية الشاعر والكاتب في رسم خريطة فنية لمدينة صبيا خلدتها في ذاكرة الفن والإبداع.
أخبار ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
صبري عبدالمنعم.. فنان يقاوم الألم بتاريخ حافل وحالة صحية حرجة
تابعوا عكاظ على منذ بداياته، لم يكن صبري عبدالمنعم مجرد ممثل عابر، بل أحد أولئك الذين يتسللون إلى وجدان المشاهدين دون ضجيج، بصوتٍ هادئ وأداءٍ مشبع بالتجربة والصدق. واليوم، وبينما يرقد في غرفة العناية المركزة بأحد مستشفيات القاهرة، تعود سيرته لتُروى على نحو مختلف، بوصفه فناناً لا يزال يصارع المرض بإباء، ويواجه لحظة صحية حرجة تُعيد إلى الأذهان مسيرته المديدة وشغفه المتجذر في العمل رغم الإنهاك. تعرض الفنان لوعكة صحية مفاجئة خلال الساعات الماضية، نُقل على إثرها إلى المستشفى بعد تكرار نوبات الإغماء، ليخضع لفحوصات دقيقة ومراقبة طبية مستمرة، وسط قلق محبيه وزملائه. وبرغم حالته الحالية، إلا أنه يُبدي تحسناً بطيئاً وفق ما نقله بنفسه في تصريحات صحفية. ليست هذه المرة الأولى التي يُواجه فيها صبري عبدالمنعم المرض بإرادة الفنان. ففي إحدى مقابلاته السابقة، روى كيف اضطره أحد المخرجين إلى العودة للعمل بعد خمسة أيام فقط من خروجه من المستشفى عقب عملية جراحية دقيقة، ليمكث في موقع التصوير 12 ساعة دون أن يُصوَّر له مشهد واحد، لكنه لم يشكُ، ولم يتذمر، بل اعتبرها فرصة لاختبار صبره وقدرته على مواصلة العطاء. اليوم، يعود اسم صبري إلى الواجهة لا كفنان فقط، بل كنموذج لإنسان يرفض أن يكون الألم نهاية الحكاية، ويستمد من محبة الجمهور طاقةً تقاوم السكون. فالفنان الذي أعطى الشاشة من قلبه، لا يزال يأمل أن يُمنح مشهده القادم في الحياة، كما منح الحياة مشاهد خالدة في الفن. أخبار ذات صلة /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} صبري عبدالمنعم


الرياض
منذ 11 ساعات
- الرياض
تنظم معرض "أول بيت" في المسجد الحرام خلال موسم حج 1446هـ
تنظم الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي معرض "أول بيت" خلال موسم الحج لهذا العام 1446هـ، وذلك في التوسعة السعودية الثالثة بالمسجد الحرام، مقابل باب الملك عبدالله -رحمه الله- (باب رقم 100)، بهدف تسليط الضوء على تاريخ بناء الكعبة المشرفة عبر العصور، بدءًا من عهد نبي الله إبراهيم عليه السلام حتى اليوم الحاضر. ودعت الهيئة قاصدي المسجد الحرام إلى زيارة المعرض والتفاعل مع محتوياته الفريدة، التي ستُثري تجربتهم الثقافية والدينية ويحتوي المعرض على عدة محاور رئيسة، من بينها: قصة بناء الكعبة المشرفة، والتغيرات التي طرأت عليها عبر العصور، والأدوات المستخدمة في صيانتها وغسلها، ومراحل صناعة كسوتها، إلى جانب تسليط الضوء على معالم الكعبة المشرفة. ويأتي تنظيم المعرض الذي يستقبل زوّاره يوميًّا من الساعة 6 صباحًا حتى 10 مساءً ضمن جهود الهيئة لتعريف المسلمين بتاريخ المسجد الحرام ومعالمه المقدسة، باستخدام التقنيات التفاعلية التي تتيح للزوار الاطلاع على تفاصيل دقيقة حول معالم الكعبة وتاريخها، إضافة إلى إثراء تجربة ضيف الرحمن. ويُعد المعرض فرصة فريدة لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار لاستكشاف مراحل بناء الكعبة المشرفة من خلال عروض مرئية، وموشن جرافيك، ومقتنيات تاريخية، إضافة إلى شاشات تفاعلية تُسهم في تعزيز التجربة المعرفية للزوار.


الشرق الأوسط
منذ 11 ساعات
- الشرق الأوسط
«الأزياء السعودية» تطلق النسخة الثانية من جوائزها في الرياض
تطلق هيئة الأزياء السعودية، النسخة الثانية من جوائز الأزياء السعودية للعام 2025، وسيقام الحفل المنتظر في مدينة الرياض. ومن خلال هذا الحدث الكبير، تواصل الرياض تعزيز مستقبل الصناعة الإبداعية في المنطقة، وترسيخ مكانتها باعتبار أنها مركز عالمي في عالم الابتكار، والموضة. وبناء على النجاح الذي حققته النسخة الأولى، تعود هذه الفعالية لتحتفل وللمرة الثانية بأصحاب الرؤى، والمبدعين، والمصممين، ورواد الأعمال الذين يسهمون في تشكيل التأثير الإبداعي المتنامي للسعودية في مجال صناعة الموضة والجمال عالمياً، وسيتوسّع هذا العام نطاق تقديم الجوائز ليسلّط الضوء على فئات جديدة تواكب التطوّر المذهل في هذا القطاع. وستكون أبرز الفئات في نسخة هذا العام: منسق الأزياء (الستايلست) للعام، مصور الموضة للعام (بالتعاون مع مجلة «هي»)، وعلامة الأزياء الرجالية للعام، وعلامة الأزياء النسائية للعام، وعلامة المجوهرات للعام، وجائزة تكريمية لعارضة العام، وأربع جوائز عالمية برعاية «WWD» للتميّز والإبداع في التصميم، وابتكار الجمال. وتضم لجنة التحكيم نخبة من أبرز الشخصيات في صناعة الموضة والجمال، من بينهم: مهندس الصورة ومنسق الأزياء لو روش، أماندا سميث الرئيسة التنفيذية لمجموعة «فيرتشايلد ميديا»، ومجلة «WWD»، بوراك شكمك، الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء السعودية، كزافييه روماتي عميد المعهد الفرنسي للموضة، محمد الدباغ المدير العام لمجموعة «شلهوب» في المملكة العربية السعودية، مي بدر رئيسة تحرير مجلة «هي». وقال بوراك شكمك، الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء: «تتألق الرياض اليوم بشكل كبير باعتبارها عاصمة للموضة، والجمال، ومستقبل الصناعات الإبداعية في المنطقة، ومن الوعد إلى الواقع، ها نحن نحقق ما وعدنا به. أصبحت المملكة اليوم حاضرة بقوة على السجادات الحمراء، وعلى منصات العروض حول العالم. كل ذلك بفضل إصرار وإبداع جيل جديد من الروّاد الذين يعيدون رسم معايير الموضة محلياً ودولياً». ودعا شكمك الجميع للاحتفال بمستقبل الموضة والجمال والإبداع في هذا الحدث الملهم في الرياض، العاصمة النابضة بالإبداع، وثورة ثقافية، وصناعية جديدة في المنطقة. يذكر أن جوائز الأزياء السعودية أطلقت في عام 2024 لتكريم التميّز في مجالات الموضة والجمال. وتهدف الجوائز إلى تعزيز حضور المملكة في الاقتصاد الإبداعي العالمي من خلال دعم الابتكار، والاستدامة، والحرفية في القطاع.