logo
لماذا توقف الرجال عن انتعال الأحذية ذات الكعب العالي؟

لماذا توقف الرجال عن انتعال الأحذية ذات الكعب العالي؟

CNN عربية٢٦-٠٣-٢٠٢٥

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ظهر عارضون ذكور بأحذية ذات كعب عال بأسبوع الموضة في العاصمة الفرنسية باريس، بدءًا من الأحذية الكلاسيكية والأحذية برقبة طويلة على منصة عرض فيفيان ويستوود، وصولًا إلى أحذية "الموكاسين" السميكة التي ارتداها مغني الراب والممثل جادن سميث كضيف خلال عرض أزياء "لوي فيتون".
رغم أن الأمر قد يبدو كخطوة تقدمية، إلا أنه كان سائدًا في وقت ما، إذ يعود ارتباط النساء بأحذية الكعب العالي إلى القرن السابع عشر، عندما أصبحت جزءًا أساسيًا في خزائن الأثرياء لقدرتها على جعل الأقدام تبدو أصغر وأكثر أناقة. لكن قبل ذلك، كانت هذه الأحذية مخصصة للرجال فقط، وكانت رمزًا للرجولة والمكانة الاجتماعية الرفيعة.
بحلول السبعينيات والثمانينيات، أضفت موسيقى الروك طابعًٍا طبيعيًا على الأحذية ذات الكعب العالي على المسرح، لكن كان بعض الرجال الذين يرغبون في زيادة طولهم يفعلون ذلك سرًا، باستخدام نعل داخلي مخفي (وأحيانًا بشكل غير ناجح) داخل أحذيتهم الرسمية.
اليوم، غالبًا ما يُنظر إلى الاستثناءات على السجادة الحمراء ومنصات العرض على أنها تخالف الأعراف الجندرية، سواءً كان ذلك حذاء "Kiss" بالكعب الشفاف للمصمم الأزياء ريك أوينز، أو ميل الممثل جاريد ليتو لانتعال الأحذية ذات الكعب العالي باللونين الأبيض أو الذهبي المستوحاة من الديسكو، أو الأحذية القصيرة المزخرفة يدويًا التي يمتلكها الموسيقي برنس.
مع ذلك، لا تزال القيود قائمة، فعندما أصدر الممثل بيلي بورتر مجموعة من الأحذية ذات الكعب العالي التي تناسب الجنسين بالتعاون مع جيمي تشو في عام 2021، أحدث ضجة في سوق لا يزال صغيرًا للغاية من العلامات التجارية التي تقدم أحذية بمقاسات واسعة.
لكن، في عالم لا يزال يُنظر فيه إلى الطول على أنه ميزة جذابة، ما يدفع بعض الرجال إلى المبالغة في طولهم على تطبيقات المواعدة أو في الحالات الأكثر تطرفًا، الخضوع لجراحات مؤلمة لإطالة الساقين، يُطرح السؤال ذاته: لماذا لا يُقبل الجميع انتعال أحذية الكعب العالي بشكل أوسع؟
أشارت إليزابيث سميلهاك، وهي كبيرة أمناء متحف "Bata" للأحذية في تورونتو، الذي يضم أكبر مجموعة من الأحذية في العالم، ويعود تاريخه إلى 4500 عام، إلى عصر التنوير في القرنين السابع عشر والثامن عشر، الذي أحدث تحولًا جذريًا في الأفكار حول قيّم الإنسانية.
خلال هذه الفترة، وجد الفلاسفة قواسم مشتركة بين الرجال من مختلف الطبقات الاجتماعية والاقتصادية، لكن الفجوة بين الجنسين اتسعت، إذ تم تعريف الرجال بأنهم يتمتعون بالنشاط، فيما اعتُبرت النساء بمثابة زينة.
وقالت سميلهاك في مكالمة هاتفية مع CNN: "هذه المفاهيم الجندرية المترسخة بعمق التي لا نزال نشعر بها حتى اليوم" .
الآلاف من النساء "يضربن" الكعب العالي عرض الحائط..ما السبب؟
استيراد الكعب العالي
تتبع أبحاث سميلهاك أصول الكعب العالي إلى غرب آسيا في القرن العاشر، رغم أنه قد يكون أقدم من ذلك، حيث صُمم لمساعدة الفرسان على تثبيت أقدامهم في الرِكاب أثناء ركوب الخيل.
منذ البداية، كان انتعال الكعب يدل على المكانة الاجتماعية، لكن استغرق الأمر قرونًا حتى وصل إلى أوروبا من خلال التجارة مع بلاد فارس بالقرن السادس عشر.
أوضحت سميلهاك: "كان مفهوم الكعب مرتبطًا بشكل وثيق بأفكار الفروسية، وفي العقلية الأوروبية، بالرجولة، وهكذا انتهى به الأمر ليُترجم إلى الأحذية الغربية".
وفي القرن السابع عشر، ارتدى الرجال الأوروبيون الأثرياء نوعين من الكعوب، كعب مكدس من الجلد (كما هو الحال في أحذية ركوب الخيل العملية) وكعب مغطى بالجلد (الخاص بأزياء البلاط الأكثر فخامة).
في نهاية المطاف، انتقل النوع الأخير إلى أزياء النساء، حيث نراه اليوم في أحذية الكعب الرفيع (ستيليتو) والكعب القصير، بينما بقي الكعب الجلدي المكدس شائعًا في أحذية رعاة البقر والأحذية الرسمية.
في ذلك الوقت، كان الكعب الأعلى يدل على مكانة اجتماعية أعلى للرجال، نظرًا لكونه غير عملي للمشي لمسافات طويلة أو العمل اليدوي.
تتمثل إحدى أشهر الصور التي تجسد الأحذية المزخرفة بالكعب العالي للرجال في اللوحة الرسمية للملك لويس الرابع عشر التي رسمها هاسينث ريغو في عام 1701، حيث يظهر الملك الفرنسي متألقًا في عباءة مزينة بزخارف الزنبق الذهبي والأزرق، مع زوج من الجوارب البيضاء، وهو ينتعل حذاءً أنيقًا باللون الأبيض مع كعب باللون الأحمر.
كان الكعب الأحمر، المعروف باسم "Les talons rouges" بالفرنسية، رمزًا للمكانة الملكية، حيث جعل الملك انتعاله مقتصرا على مجموعة مختارة من النبلاء، وفقًا لمتحف "جيه بول جيتي"، الذي يحتفظ باللوحة.
تُظهر أعمال أخرى من تلك الحقبة النساء النبيلات وهن يرتدين تنانير واسعة تخفي أحذيتهن، بينما كان الرجال يمدون أرجلهم عمدًا لإبراز أحذيتهم الفاخرة التي كانت محط الأنظار. (وبعد قرون، حقق المصمم الفرنسي كريستيان لوبوتان تأثيرًا مشابهًا عبر تسويق نعاله المطلية باللون الأحمر كرمز للفخامة).
رسم الحدود الجندرية
ذكرت الباحثة إليزابيث سملهاك أنه رغم الارتباط الحالي بين الطول والرجولة، لم يكن الارتفاع الذي يمنحه الكعب سببًا بشعبيته في ذلك الوقت.
لم يكن هناك رابط بين الطول والرجولة بعد، لكن النساء أصبحن الوحيدات اللاتي ينتعلن الكعب بسبب "معيار جديد لجمال المرأة، أي صغر حجم القدم".
وأضافت سملهاك: "أصبح الكعب العالي أداة في أزياء النساء لرفع الجزء الأكبر من القدم إلى الأعلى وإخفائه تحت التنورة، ما يجعل القدم تبدو أصغر قدر الإمكان، كما أن موضِع الكعب سمح للنساء بترك آثار أقدام صغيرة للغاية خلفهن".
بمجرد أن اختفت الأحذية المغطاة بالجلد من موضة الرجال، لم تعد إلى الظهور. وبحلول نهاية القرن الثامن عشر، شهدت الأزياء الرجالية الغربية إعادة تشكيل جذرية وعقلانية، حيث ابتعد الرجال عن الألوان الزاهية، والأقمشة الفاخرة، والقصات والزخارف الزائدة، وهي نقطة تحول وصفها لاحقًا عالم النفس البريطاني جون كارل فويغل بـ"التخلي الكبير للذكور".
مع تحول الرجال إلى الملابس العملية والأقل ترفًا، بقيت كعوب أحذيتهم أيضًا معقولة، على عكس النساء، إذ كان ارتفاع كعوب أحذيتهن يحمل دلالات اجتماعية وسياسية معقدة مع كل نصف بوصة تُضاف أو تُطرح.
قالت سيميلهاك: "عندما يُؤنث الكعب العالي تمامًا، يصبح رمزًا للتمرد النسائي. وبالمثل، يصبح رمزًا للجاذبية الأنثوية. وهكذا، ينتهي بك الأمر بسيف ذي حدين".
يواجه الرجال أيضًا معايير مزدوجة، إذ رغم الصفات الإيجابية المرتبطة بطول القامة، إلا أن متوسط ​​طول الرجل في جميع أنحاء العالم أقل من 170 سنتيمترًا. وقد حافظ بعض قادة العالم والشخصيات العامة على هذا الوهم من خلال رفعات الأحذية، ومنصات القدم، وحتى اختيار الجماهير الأقصر طولا بعناية، حيث يبذلون جهدًا كبيرًا للحصول على مزيد من الطول.
وأشارت سيميلهاك إلى أن الكعب العالي قد يكون حلاً أكثر أناقة، لكن هذه الصورة النمطية لا تزال قائمة، رغم أن العديد من أنماط الكعب التي تُعتبر جريئة للرجال ليست أنثوية على الإطلاق.
وأكدّت: "يتحدث الناس عنه على أنه يُغير من هوية الرجل بشكل كبير. لكن هل هو كذلك حقًا، أم أنه مجرد استعادة لأزياء الرجال التاريخية من الماضي"؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شاهد نجمة اليوتيوب "المعلمة راشيل" تغني مع طفلة مبتورة القدمين من غزة
شاهد نجمة اليوتيوب "المعلمة راشيل" تغني مع طفلة مبتورة القدمين من غزة

CNN عربية

timeمنذ 37 دقائق

  • CNN عربية

شاهد نجمة اليوتيوب "المعلمة راشيل" تغني مع طفلة مبتورة القدمين من غزة

التقت نجمة اليوتيوب ومعلمة الأطفال، راشيل أكورسو المعروفة باسم "المعلمة راشيل"، التي حققت أغنيتها "أغاني للصغار" مليارات المشاهدات، بطفلة من غزة، تبلغ من العمر ثلاث سنوات، مبتورة القدمين، وغنت معها إحدى أغانيها الشهيرة. أكورسو، التي يتابعها الملايين عبر منصات التواصل الاجتماعي، كانت صريحة في آرائها حول معاناة أطفال غزة من أزمة إنسانية، وتقول إنها تلقت الدعم والتنمر بسبب منشوراتها. المزيد من التفاصيل في تقرير مراسلة شبكة CNN، مينا دورسون من نيويورك. قراءة المزيد أمريكا إسرائيل أطفال غزة

شاب متعدد اللغات يحصد الملايين عبر الإنترنت..ماذا قال عن العربية؟
شاب متعدد اللغات يحصد الملايين عبر الإنترنت..ماذا قال عن العربية؟

CNN عربية

timeمنذ يوم واحد

  • CNN عربية

شاب متعدد اللغات يحصد الملايين عبر الإنترنت..ماذا قال عن العربية؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "المعذرة، من أين أنت؟ أراهن أنني أستطيع تخمين لغتك". عندما يتجول يوجي بيليزا في شوارع العاصمة النمساوية فيينا، فإنه لا يرى الحشود فحسب، بل يرى تحديًا وفرصةً للتواصل. خلال مقابلات عفوية في الشارع، يُفاجئ الشاب الياباني الأيرلندي متعدّد اللغات المارة بإلقاء التحية عليهم بلغتهم الأم.بابتسامته العريضة ومهاراته اللغوية السريعة، أصبح بيليزا نجمًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتمتع بأكثر من 2.7 مليون متابع على "إنستغرام"، و3.6 مليون على "تيك توك"، و388 ألف متابع على "يوتيوب". قال الشاب البالغ من العمر 27 عامًا: "إذا قلتَ بضع عبارات فحسب، فإن ذلك طريقة رائعة لكسر الجليد". اكتشف بيليزا موهبته في اللغات في وقتٍ مبكر من حياته، بفضل نشأته في بيئة متعددة الثقافات. نشأ الشاب في كيوتو باليابان مع أم أيرلندية تُدرّس اللغة الإنجليزية وتتحدث أربع لغات، وهي الإنجليزية، والأيرلندية، واليابانية، والإسبانية، وأب ياباني يعمل كحارس أمن. التحق بيليزا بالمدارس الحكومية المحلية في كيوتو، حيث كان طالبًا مجتهدًا، ولعب كرة السلة، وتمتع بأصدقاء. لكنه لم يشعر قط بأنه مقبول تمامًا، إذ أوضح: "كانوا يشيرون إلي بعبارة أجنبي دائمًا لأنّي كنت الطفل الوحيد في المدرسة من عرق مختلط. شعرتُ وكأنني لا أعرف إلى أين أنتمي". في السادسة عشرة من عمره، أمضى بيليزا عامًا تكوينيًا في تيبيراري بقلب أيرلندا، للتواصل مع ثقافة والدته. لكن لم يُنظر إليه كأيرلندي بالكامل أيضًا في الجهة الأخرى من العالم. انجذب بيليزا نحو مجتمع المهاجرين المحلي، حيث التقى بأشخاصٍ من ليتوانيا وبولندا يتحدثون لغتهم المشتركة، أي الروسية. وفكّر الشاب آنذاك: "إذا أردتُ تكوين صداقات أكثر، يجب عليّ تعلم الروسية أيضًا. هذا ما حفّزني حقًا". ألهمته تجربته في أيرلندا لدراسة اللغة الروسية في الجامعة وقضاء عام في برنامج تبادل طلابي في سانت بطرسبرغ بروسيا. أثناء تعلم لغات جديدة، يعتمد بيليزا على مجموعة من الاستراتيجيات، مثل مشاهدة مقاطع الفيديو عبر الإنترنت، وتدوين الملاحظات في دفتره، والتدرب مع الأصدقاء، والاستماع إلى المذكرات الصوتية على هاتفه، ودراسة الكتب التقليدية. بما أنّه كان مهتمًا بتطوير لغته الألمانية بشكلٍ خاص، قرّر الشاب الالتحاق ببرنامج ماجستير في العلوم السياسية في فيينا بالنمسا، حيث يمكنه مواصلة ممارسة اللغة.عاش بيليزا في المقاطعة العاشرة بفيينا، المعروفة بكثرة المهاجرين، وكان يسمع باستمرار محادثات بالتركية، والصربية، والعربية، والكردية حوله، ما أتاح له فرص عديدة لتنمية مهاراته اللغوية.وجد بيليزا نفسه عند مفترق طرق عندما تخرج من برنامج الماجستير في عام 2023، وكان طموحه العمل في مجال الشؤون الدولية. وبينما كان ينتظر ردودًا على طلبات التوظيف، عاد إلى اليابان بحثًا عن فرصة عمل. لكن مع مرور الأشهر من دون ظهور أي فرص في الأفق، قرر المخاطرة والعودة إلى فيينا. بدأ بيليزا باستكشاف فكرة إنتاج مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال: "سليمان من تركيا من أعز أصدقائي. وقد شجعني على البدء بنشر مقاطع فيديو لنفسي وأنا أتحدث اللغة التركية". من ثمّ بدأ المعلقون يشجعونه على التحدث باللغة الكازاخستانية أكثر، وانخرط بيليزا في الأمر. لذا بدأ الشاب بتصوير مقاطع فيديو باللغة الكازاخستانية. وأوضح بيليزا، الذي عُيّن مؤخرًا سفيرًا رسميًا للسياحة الكازاخستانية: "تراكمت الأمور تدريجيًا منذ ذلك الحين"، لافتًا إلى أن "مقاطع الفيديو الكازاخستانية لم تكن برعاية أي جهة، بل كانت نابعة من حب حقيقي وفضول تجاه الثقافة الكازاخستانية". أكسبته مقاطع الفيديو الطريفة في البداية بعض الكباب المجاني هنا وهناك، لكنه الآن يتعاون مع مجموعة واسعة من الجهات الراعية، من تطبيقات اللغات، إلى شركات الاتصالات، والعناية بالأسنان، ما مكّنه من تحويل حبه للغة إلى مهنة. يتحدث بيليزا الآن خمس لغات بطلاقة (اليابانية، والإنجليزية، والروسية، والألمانية، والتركية)، كما أنّه يستطيع إجراء محادثات بعشر لغات أخرى تقريبًا. عند مشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة به، يتّضح مدى سرعة تعرّفه إلى اللغات واستجابته لها، في غضون ثوانٍ فقط غالبًا. A post shared by Yuji Beleza (@yuji_beleza) مشهد يتكرّر 17 مرة في اليوم.. زوار محطة باليابان ينتظرون هذه "القُبلة" بفارغ الصبر يستطيع بيليزا قول عدّة عبارات بأكثر من 40 لغة الآن، ولكنه لا يزال يتلعثم أحيانًا، وفقًا لما قاله، إذ شرح: "اللغة العربية صعبة عليّ، وخاصةً من ناحية النطق. كما أنّ لغات جنوب شرق آسيا، مثل الفيتنامية، والتايلاندية، تُشكّل تحديًا خاصًا". رُغم ما توحي به مقاطع الفيديو التي ينشرها، إلا أنّه لا يعتبر نفسه موهوبًا بشكلٍ طبيعي، حيث أوضح: "في الواقع، لم أكن أحبّ تعلم اللغات في المدرسة. لم أجد دافعًا حقيقيًا إلا بعد رحلتي إلى أيرلندا".يعمل بيليزا، بالتعاون مع مصوره ومدير أعماله الحالي على تطوير منصة لتعلم اللغات تُسمى " Zero to Fluent"، وهي مصممة لجعل تعلم اللغات أكثر متعة وسهولة. على المدى البعيد، يحلم الشاب بالسفر حول العالم، وتسليط الضوء على اللغات والثقافات من خلال مقاطع فيديو قصيرة ومشاريع قصصية سردية أعمق. وسط اللا مكان.. كوخ عمره 200 عام يحصل على نجمة ميشلان بأيرلندا

مصورة تعيد إنشاء صور رحلات والدتها من التسعينيات
مصورة تعيد إنشاء صور رحلات والدتها من التسعينيات

CNN عربية

timeمنذ 2 أيام

  • CNN عربية

مصورة تعيد إنشاء صور رحلات والدتها من التسعينيات

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تقضي المصورة البريطانية روزي لاغ غالبية وقتها مع والدتها هايلي تشامبيون. قالت لاغ لـCNN: "والدتي هي أفضل صديقة لي. نتناول الفطور معًا، نذهب إلى صالة الألعاب الرياضية معًا، نخرج في نزهات معًا، ونتحدث عن أي شيء وكل شيء تقريبًا". لذلك، عندما بدأت لاغ، التي تبلغ من العمر 22 عامًا، التخطيط لمغامرة سفر مدتها ثلاثة أشهر إلى جنوب شرق آسيا، وهي أول رحلة طويلة لها مع حبيبها، شاركت أفكار السفر فورًا مع والدتها. بدورها، بدأت والدة لاغ تتحدث عن ذكرياتها خلال فترة إقامتها في تايلاند وماليزيا، حيث عملت لفترة في منتصف فترة التسعينيات. وأخبرت ابنتها أن لديها مجموعة من الصور من تلك الفترة، مخبأة داخل صندوق في مكان ما بالمنزل. شجعتها لاغ للبحث عن الصور، إذ كانت مهتمة بذلك جزئيًا كمصورة، خاصة أنها أحبت أيضا فكرة إلقاء نظرة على سنوات شباب والدتها وقصة الحب التي جمعت بين والديها. علمت لاغ أن والدتها ووالدها التقيا خلال فترة التسعينيات أثناء تدريسهما لرياضة الغوص في ماليزيا، لكنها لم تكن تعرف الكثير عن تلك الفترة من حياتهما هناك. وتتذكر قائلة: "أخذتني أمي في جولة بين جميع صور الأفلام التي تحتفظ بها في العلّية". وكانت قد التقطت الصور باستخدام كاميرا "Olympus mju"، وهي كاميرا فيلم صغيرة فضية اللون طُرحت للبيع لأول مرة في عام 1991، وكانت تشامبيون تحملها في حقيبتها بالعقد الذي تلى ذلك. وقد شهدت هذه الكاميرا نهضة في موقع "eBay" خلال السنوات الأخيرة، لكن لاغ وقعت في حب صور والدتها التي التقطتها بهذه الكاميرا في أوائل العشرينيات من عمرها، حيث كانت تبتسم للكاميرا، وتتناول الزلابية، وتستكشف الأسواق، وتسير على الشواطئ الرملية. كانت تلك الصور بمثابة نافذة رائعة تطل بها على حياة والدتها ورحلاتها قبل ثلاثة عقود. التقوا بإجازة في المكسيك.. 3 أصدقاء يعيدون إنشاء صورة عمرها 30 عاما لكن، ما أثار دهشة كل من الأم والابنة في ذلك اليوم، هو الشبه الكبير بينهما كأم وابنتها. بينما كانت تتصفح الصور، تشكلّت فكرة في ذهنها، حيث التفتت إلى والدتها وقالت: سيكون من الرائع لو تمكنت من إعادة إنشاء هذه الصور". وقد ترسخت هذه الفكرة عندما اكتشفت تشامبيون أنها ما زالت تحتفظ بالكاميرا القديمة، رغم أنها توقفت عن استخدامها منذ وقت طويل لصالح هاتفها الذكي. وهكذا، وضعت لاغ الكاميرا التي مضى عليها 30 عامًا داخل حقيبة ظهرها، واستقلت طائرتها إلى تايلاند. وصلت لاغ إلى جنوب شرق آسيا وهي تحمل الكاميرا القديمة، وصور والدتها المحفوظة في هاتفها، ومن دون أي خطة واضحة، بدأت رحلتها في إندونيسيا، إذ كانت تخطط لاستكشاف كل من سنغافورة، وماليزيا، وتايلاند، وفيتنام، والفلبين. لم تكن لاغ تمتلك المواقع الدقيقة التي التُقطت فيها صور والدتها في التسعينيات. وبدلًا من محاولة العثور على الأماكن ذاتها، قررت لاغ أن تبحث فقط عن أماكن تُشبه تلك التي تظهر بصور والدتها. كانت تريد أن تركز أكثر على التقاط لحظة مماثلة في الزمن. على سبيل المثال، ظهرت تشامبيون بإحدى الصور من التسعينيات، وهي تمشي مبتعدة عن الكاميرا على شاطئ رملي فارغ، إذ تعتقد أن هذه الصورة التقطت في جزيرة "Ko Phi Phi Don" التايلاندية. بعد ثلاثة عقود، وجدت لاغ نفسها جالسة على شاطئ "Selong" بجزيرة لومبوك في إندونيسيا، تنظر إلى الأفق. ولاحظت أن خط الساحل كان مشابها لذلك الموجود في صورة والدتها. رغم أن جزيرة "Ko Phi Phi Don" تبعد حوالي 2،600 كيلومتر عن لومبوك، شعرت لاغ أن هناك تشابهًا جماليًا بينهما يستحق التوثيق. 4 صديقات يعدن إنشاء صورة التقطت لهن أثناء إجازة في عام 1972 كان لون السماء أزرق بشكل مشابه، كما أنها شعرت بالسعادة الهادئة التي بدت بالصورة الأصلية. قامت لاغ بضبط زاوية التصوير، ثم سلّمت الكاميرا إلى حبيبها، وبدأت تمشي مبتعدة عن الكاميرا، تمامًا كما فعلت والدتها في الصورة من التسعينيات. نظرًا لطبيعة التصوير الفوتوغرافي على الفيلم، لم يكن بوسع لاغ أن تفكر كثيرًا في النتيجة، إذ أن شريط الفيلم يحتوي على 36 صورة فقط، إذ تذكرت موضحة: "كل صورة التقطناها كانت بمحاولة واحدة فقط". وأضافت أن هذا القيد كان جزءًا من مشروعها لإعادة إنشاء صور والدتها. بعد حوالي عقدين..طيار وابنته يعيدان إنشاء الصورة ذاتها بقمرة القيادة في لحظة "رائعة" في وقت لاحق من رحلتها، أثناء وجودها في الفلبين وفيتنام، قامت لاغ بتحميض بعض الصور التي التقطتها، وشاهدت لأول مرة صورها المعاد تجسيدها. وقد أسعدتها النتائج كثيرًا، وأرسلت بعض الصور إلى والدتها في المملكة المتحدة. لفتت لاغ إلى أن والدتها أحبت الصور، ولم يكن الشبه بينهما يومًا بهذا الوضوح. عند وضع الصور جنبًا إلى جنب، كان من الصعب أحيانًا التمييز ما إذا كانت الصورة للاغ أم لوالدتها تشامبيون، وما إذا كانت التُقطت في عام 1994 أم عام 2024. وأكدّت لاغ: "كان من الممتع جدًا إعادة تجسيد الصور ورؤية مدى التشابه بيننا في الواقع".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store