
"الزربة".. هالة شمس تتوهج في سماء جازان!
رُصد صباح اليوم، ظهور حلقة ضوئية تحيط بقرص الشمس في قبة السماء فوق مناطق جنوب السعودية.
وأظهرت لقطات متداولة في السعودية أمس الخميس، ظهور هالة حول الشمس، تعرف محلياً بـ"الزربة" أو "الشمس المزروبة"، في محافظات منطقة جازان.
رصد صباح اليوم الخميس 24 أبريل 2025 ظهور حلقة ضوئية يبلغ نصف قطر الزاوي 22 درجة تحيط بقرص الشمس في قبة السماء بسماء محافظة صبيا جنوب السعودية. 🔆تنتج هذه الحلقة عن انكسار وانعكاس ضوء الشمس عبر بلورات الجليد الموجودة في السحب الرقيقة العالية على ارتفاع 5 إلى 10 كم من سطح الأرض. pic.twitter.com/YYmHrcEdkuوأفاد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، وفق ما أوردته وكالة الأنباء السعودية "واس" أن هذه الظاهرة تُعرف باسم "هالة 22 درجة"، مشيرًاً إلى أن الهالة الشمسية تتكوَّن عندما ينكسر وينعكس ضوء الشمس داخل بلورات الجليد السداسية الدقيقة الموجودة في الغيوم الرقيقة والمرتفعة، وتحديداً غيوم السِّيرُس الباردة, حيث يبلغ نصف قطر هذه الهالة الزاوي 22 درجة، ولهذا سميت بهذا الاسم.
#فيديو_واس | هالة الشمس تتوهج في سماء جازان.#واس_جودة_الحياة pic.twitter.com/kG0mCa11yEوأوضح أن هذه البلورات تتواجد غالباً على ارتفاعات تتراوح بين 5 إلى 10 كيلومترات فوق سطح الأرض، حتى في الأجواء الحارة، إذ تكون درجات الحرارة في طبقات الجو العليا منخفضة بدرجة كافية لتشكيل الجليد, وتأخذ البلورات شكل أعمدة طويلة سداسية الجوانب تشبه "قلم الرصاص"، وتعمل كمجموعة من المنشورات والمرايا التي تقوم بتشتيت ضوء الشمس في اتجاهات متعددة ما يؤدي إلى ظهور الهالة. يُذكر أن هذه الظواهر البصرية يمكن رؤيتها في جميع أنحاء العالم، سواءً في الشتاء أو الصيف, بما في ذلك المناطق المدارية عندما تكون الظروف الجوية مواتية.
وفي هذا الصدد، أوضح عبد الله المسند، أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقاً، نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية، سبب ظهور هذه الهالة الشمسية.
ودوّن على منصة "إكس" قائلاً: "ظاهرة الهالة الشمسية التي ظهرت اليوم في سماء جازان تحدث عندما تمر أشعة الشمس عبر بلورات جليدية في طبقات السحب العليا السمحاقية (السيروس)، حيث تنكسر الأشعة بزاوية 22° (درجة مئوية) مكوّنة حلقة ضوئية ملونة مهيبة حول الشمس".
ظاهرة الهالة الشمسية التي ظهرت اليوم في سماء #جازان تحدث عندما تمر أشعة الشمس عبر بلورات جليدية في طبقات السحب العليا السمحاقية (السيروس). حيث تنكسر الأشعة بزاوية 22° مكوّنة حلقة ضوئية ملونة مهيبة حول الشمس.هذه الظاهرة مؤشر على وجود رطوبة عالية في طبقات الجو العليا، وقد تسبق… pic.twitter.com/pJBGZyA14Sوأشار الخبير المناخي إلى أن "هذه الظاهرة مؤشر على وجود رطوبة عالية في طبقات الجو العليا، وقد تسبق أحياناً تغيّراً في الطقس".
آية من آيات الله في الكون ظاهرة هالة الشمس ظهرت اليوم في سماء جازان وكان اجدادنا يستبشرون خيراً عند رؤيتها بهطول الأمطار،، اللهم أنا نسألك الخير كله عاجله وآجله 🙏🏻🤍🕊️#الشمس_اليوم pic.twitter.com/E1Lnh3XokI
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة النبأ
منذ 2 أيام
- شبكة النبأ
تطويع الذكاء الاصطناعي لنشر القيم الإسلامية
أتاح الذكاء الاصطناعي فرصا واعدة لخدمة الإسلام ونشر تعاليمه بصورة أوسع واكثر فاعلية، سواء من خلال تطبيقات القران الكريم والاحاديث النبوية الشريفة، أو تصميم روبوتات ومساعدات ذكية تقدم الفتاوى والتفسير، وتحسين جودة المحتوى الدعوي على المنصات الرقمية بمختلف اللغات، كما يمكن للذكاء الاصطناعي ان يسهم في التصدي للتطرف... بقلم: المدرس المساعد / ايلاف فاخر السيـلاوي تدريسية في كلية القانون / جامعة وارث الأنبياء في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم في مجال التكنولوجي، تبرز تقنية الذكاء الاصطناعي كأداة محورية ووسيلة مؤثرة في ميادين شتى من بينها المجال الديني والاسلامي، ولما كان الإسلام دينا خالدا يعنى بالإنسان في كل زمان ومكان. فقد أتاح الذكاء الاصطناعي فرصا واعدة لخدمة الإسلام ونشر تعاليمه بصورة أوسع واكثر فاعلية، سواء من خلال تطبيقات القران الكريم والاحاديث النبوية الشريفة، أو تصميم روبوتات ومساعدات ذكية تقدم الفتاوى والتفسير، وتحسين جودة المحتوى الدعوي على المنصات الرقمية بمختلف اللغات، كما يمكن للذكاء الاصطناعي ان يسهم في التصدي للتطرف وسوء الفهم من خلال نشر التفسير المعتدل والنموذج الوسطي للدين، ورغم ما توفره هذه التقنيات من إمكانات مذهلة، فان توجيه استخدامها بشكل صحيح، مسؤولية تقع على عاتق المستخدم، ويظل ضرورة لضمان اتساقها مع القيم الأخلاقية والضوابط الشرعية، ويمثل تحديا حضاريا وفرصة استراتيجية لنشر رسالة الإسلام السمحة في افق جديد. فمن منظور إسلامي يمكن لهذه التقنية ان تحمل رسالة الإسلام ونشرها بطرق عصرية، فالذكاء الاصطناعي لا يقتصر على كونه أداة للبحث والمعالجة، بل اصبح شريكا في الإنتاج المعرفي وتوظيفه في نشر كل التعاليم الإسلامية وتعزيز قيم العدل والتسامح واحترام الانسان وهي من صميم الرسالة الإسلامية، مما جعل هذه التقنية قادرة على المساهمة في نشر ما ينفع الانسان للتقرب الى الله تعالى، وتشمل كافة فئات المجتمع لا سيما الأجيال الشابة التي تتعامل مع التكنولوجيا بشكل يومي. وان القيم الإسلامية ليست جامدة او منغلقة بل هي منظومة أخلاقية عالمية تتسم بالثبات في المبادئ والمرونة في الوسائل، ولا ينظر الى الذكاء الاصطناعي كعامل تهديد الهوية بل فرصة لنقل هذه القيم الى الفضاء الرقمي العالمي بأسلوب عصري ومؤثر، وان التحدي الحقيقي يكمن في القدرة على تطويع هذه التقنية لخدمة رسالة الإسلام. فهو يقدم إمكانية غير مسبوقة لفهم اهتمامات الافراد وتحليل ميولهم وتقديم المحتوى المناسب لهم في اللحظة المناسبة، وهذا يفتح بابا واسعا امام المؤسسات الإسلامية والمبادرات الدعوية لتبني استراتيجيات اكثر تأثيرا وفاعلية تنطلق من فهم الانسان المعاصر وتخاطب قلبه وعقله بلغة يفهمهما ويثق بها، وفي ضوء التحولات والأفكار الدخيلة والمنحرفة عن الفطرة، والمفاهيم المظللة والمناقضة للقيم الإسلامية لابد من التأكيد على استخدام الذكاء الاصطناعي في نشر اكبر ما يمكن من ثوابت الإسلام واحكام الله سبحانه وتعالى، وهذا لا يعني فقط انتاج محتوى رقمي إسلامي بل يتطلب أيضا رؤية متكاملة تتضمن التأصيل الشرعي والوعي التقني والبعد الإنساني، والمفاهيم الأخلاقية حتى نضمن ان تكون رسالتنا انعكاسا صادقاً لجوهر الإسلام ومقاصده العليا والرصينة. ومما لا شك فيه ان هذه التقنية الذكية تساعد على نشر المحتوى للمسلمين وغير المسلمين في شتى انحاء العالم الاطلاع فيجب ان يكون موثوق بلغات شرعية مستمدة اصالتها من القران الكريم، وبها يكون التفاعل مع المعلومات والمسائل الفقهية ومصادر المعرفة الثقافية والإسلامية بشكل أكثر فاعلية وسرعة، كما انها تفتح آفاقاً غير مسبوقة لتجديد أساليب الدعوة وتعزيز الحوار مع كل الفئات المجتمعية وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام في الفضاء الرقمي، كما يمكن انتاج وتصميم برامج لتفسير القران والاحكام الشرعية، كما أن تسخير الذكاء الاصطناعي في هذا المجال ينبغي ان يكون تسخيراً هادفاً ينطلق من فهم عمق الرسالة الإسلامية ومتطلباتها في هذا العصر، فالغاية لسيت مجرد استخدام التقنية لذاتها بل تطويعها لخدمة مقاصد الشريعة الإسلامية من تعليم وهداية وتزكية وتعميق الفهم الصحيح للدين، كما يمكن لهذه التقنية ان تكون وسطا معرفيا يساعد في نقل مسائل الشرع بطريقة مبسطة ودقيقة ومتاحة على مدار الساعة. ومع ذلك يمكن ان نشير الى مسألة مهمة لابد ان يستند هذا التطويع الى منهج علمي يجمع بين الاصالة والمعاصرة، بحيث تُبنى التطبيقات والأنظمة الذكية على أساس المصادر الشرعية المعتمدة وهي (القرآن الكريم، السنة النبوية، الاجماع، القياس)، ويراعى فيها اختلاف المذاهب الفقهية والسياقات الثقافية المتنوعة، ذلك لتعزيز الفهم الصحيح للكثير من المفاهيم والتعاليم الدينية عن طريق التطبيقات للأنظمة الذكية التي تفتح افاقا جديدة لزيادة نشر اساليب حديثة تواكب احتياجات العصر، فضلا عن ذلك ان يكون هناك إشراف من علماء ومختصين في هذا المجال لضمان سلامة المحتوى ودقته. وفي ضوء ما ذكرناه أعلاه، نوصي المستخدمين بتسخير الذكاء الاصطناعي في نشر تعاليم الإسلام بأن يحسنوا توجيه هذه الأداة الفعالة بما يتفق مع مقاصد الشريعة واخلاقياتها، لتقريب علوم الشريعة الى الناس والتمسك بالتعاليم الدينية من خلال الإجابات على الأسئلة الفقهية او شرح المفاهيم الدينية والتفسيرات للآيات القرآنية واحكام القران الكريم، على ان يلتزموا بالدقة الموضوعية وان يستندوا الى مصادر موثوقة تحت اشراف علماء مختصين، كما يُستحسن الاستثمار في تطوير محتوى ديني ذكي، تربوي واخلاقي يخاطب عقول الشباب بلغتهم المعاصرة، ويعزز الصورة الحقيقية للتعاليم الدينية في الداخل والخارج، وعليه فالذكاء الاصطناعي اذا وُظف بحكمة يمكن ان يكون منبرا عالمياً لنشر الهداية والرحمة والمعرفة الشرعية.


النهار
منذ 3 أيام
- النهار
"كلام على شفير الميتافيزيقا" لوليد الخوري: حفر دقيق في أصالة "العقلنة" بالخطاب التراثي
يضعنا الدكتور وليد كميل الخوري في كتابه الجديد الصادر عن مركز دراسات فلسفة الدين – بغداد، ودار التنوير (لبنان)، بعنوان "كلام على شفير الميتافيزيقا" في مواجهة مباشرة مع جملة من القضايا التي شغلت حيزاً أساسياً وواسعاً في الفكر الفلسفي العربي والإسلامي والغربي والمسيحي. ففي البدء كان الكلمة والكلمة استحالت إلى كل ما في الأعيان وانتظمت في الأدهان مفاهيم وشبكة معرفيات متجاوزة للطبيعي إلى ما هو فوقه الذي اعتدنا على تسميته "ما ورائي" أو "ميتافيزيقي" متأرجح بين القبول والتسليم لوضوحه ونقائه أو إنكاره ورفضه جملة وتفصيلا. وبين القبول والرفض درب أو صراط رفيع يفصل بين بر أمان أو لجة ندم سحيقة. واختار الدكتور وليد الخوري اسم الشفير حيث تتزاحم على ضفاف تاريخ الفكر البشري، المديد، سيول المذاهب والتيارات والملل: الناجية الراسخة في العلم أو الساقطة الخاسرة الضالة. وسبق للإمام الغزالي أن شبه الحالة هذه بـ"بحر عميق غرق فيه الأكثرون وما نجا منه إلا الأقلون" (الغزالي: المنقذ من الضلال). شفير الميتافيزيقا مع الدكتور وليد الخوري مختلف عن المعهود في المباحث الفلسفية: في ذات الله الواحد الأوحد، وملكوته، وفيض العقول عنه، وقدم العالم أو حدوثه ومخلوقاته النباتية والحيوانية، ونجوم وكواكب سماواته، والإنسان وقواه الغذائية والجنسية والحسية والعقلية. إنه إحاطة بخطاب نقدي في أركان الثقافة العربية والإسلامية المزروع "في تربة مالحة" تجلت في الموقف من المعتزلة، في ركونهم إلى أصالة العقل وحرية التفكير، وتتبع رصين لمسار الفكر العربي مع الأشعرية والمذاهب التي قبحت الفلسفة وأهلها ورميهم بالبدعة والكفر. ونظر ثاقب في فكر النهضويين وغربة الخطاب النقدي وأسبابها. مفتاح الإشكالية المحورية التي ترعرعت وعايشت الفكر العربي والإسلامي في حقباته المتتابعة يلخصها الدكتور وليد في تعليقه على مناظرة جرت بين السيرافي (لغوي - نحوي) ومتى (فيلسوف- منطقي، ومترجم) في مجلس الوزير الفضل ابن جعفر ابن الفرات (326 هج)، بين أصيل ودخيل. أصالة مشبعة بحرارة الحضارة العربية والإسلامية وما تحمله من امتيازات معنوية وأخلاقية وما أثارته الدخالة من " مشاعر التشكيك عبرت عنها المواقف المكفرة والمبدعة للفلاسفة الذين رأوا إلى الآخر اليوناني، في ما أنتجه في علوم الفلسفة والمنطق، إنجازاً معرفياً، يثري الحضارة الإنسانية الجامعة. الانطباع الذي ولدته المناظرة عند الحضور والحاكم الحكم أن كلام السيرافي "مبيض الوجوه .. طراز خالد لا يبليه الزمن .. وعليه، لقد انتهت المناظرة إلى نتيجة تعلي من شأن اللغة على حساب المنطق، وترفع الأصيل والموروث وتحط من قدر الوافد الدخيل" ويخلص المؤلف أي نتيجة مفادها أن هناك "فجوة عميقة تفصل بين علمين (النحو والمنطق) عززت تطوراً على شفير مرجعيتين (العقل والنص) تختلفان عند الأفق الميتافيزيقي لكل منهما'. ويرى صديقنا أن إشكاليات هذه المناظرة بطرفيها لم تغب عن الخطاب العربي المعاصر، ويورد أسماء المناصرين كالجابري الذي ناصر متى، ودفاع طه عبد الرحمن عن السيرافي. وفي مطلق الأحوال يعتبر سياق المناظرة والظروف التي أحاطت بها "شوهت معنى الحوار" وظهرت تداعياته في مواقف الغزالي وابن تيمية والأفغاني ومحمد عبده وغيرهم من النهضويين والمعاصرين. ويتطرق الكتاب إلى قضية بالغة الأهمية وهي معنى المعنى في ميادين العلوم التي نمت على هامش القرآن، وبشكل خاص في علوم اللغة وعلم أصول الفقه، لجهة أن هذا النوع من النظر "أملته الوقائع والمستجدات التي فرضها ويفرضها صخب الحياة وتجارب المجتمعات وحراكها اليومي الضاغط" وهذا مبحث موغل في التركيب الذهني عند المفكرين العرب والمسلمين على حد سواء. غلاف الكتاب. وتضمن الكتاب قراءات نقدية لمنهجيتي الغزالي وابن رشد في كتاب "مختصر المستصفى" لابن رشد. ويكشف الدكتور وليد عن معالم سمات العقلانية المتوسطية (التي سادت على ضفاف البحر المتوسط) عند طه حسين الداعية إلى أصالة العقل وحرية الإنسان في اختيار أفعاله (بدأت مع المعتزلة) والنسج على نول ارسطو في التفلسف، والضرب على أوتار الحداثة الثلاثة الذهبية : الحرية والديمقراطية والعقلانية. ويختم بإطلاق صرخة الأرض المدوية بسبب تغييب العقلانية والتحامل الصارخ على الحرية. وأزمة الفكر العربي مستمرة وإن تعددت المناهج التفكيكية الحديثة للنص التراثي، والقرآني بشكل خاص، بصنفيها: تلك التي تعمل على إعادة تركيب الحقل الدلالي للنص القرآني بما يتوافق مع شروط التفكير الحديث والمعاصر، وتلك التي ترى أن هكذا فعل يخلخل مبنيات العقيدة الدينية بضرب الثوابت في بنيتها وتجريدها من صفة القداسة المتأتية من أصلها الإلهي. ويستعرض المؤلف جملة من المناهج، كتفكيكية جاك داريدا، والألسنة السوسورية وشكلية اللغة، ليقول بأن التفكيك "لعب بالنار" . وغير خاف على أحد أن محنة الاختلاف مستمرة في طيات التاريخ العربي حيث "يتماهى فيه الديني والزمني، وتحركه، في كل الاتجاهات، لعبة القبض على المعنى من أجل الفوز بالجنتين : السلطة في الدنيا، والجنة في الآخرة"، وهي محنة تسقط كل محاولات الإبداع والترقي. ويستعرض المؤلف في حنايا كتابه أعمال ثلة من المفكرين المعاصرين والمتقدمين تحت عناوين ملفتة كالغزالي واللعب في حديقة الاسم المشترك، وتجربة كمال يوسف الحاج وفلسفته الملتزمة، والعقلانية الرشدية في ميزان الفكر المعاصر، ومسلك رفع التضليل والحيرة عن العقيدة بين ابن رشد وابن ميمون، والحقيقة المغيبة في نهضوية فرح انطون، وبسط السؤال على ساحة المعنى : صيغ ومنازل، والتأثيلية والتعبيرية: مسلكان منهجيان لوضع المصطلح الفلسفي العربي المنقول. هذا مع حفر دقيق في أصالة "العقلنة" في الخطاب التراثي، وتحديد تمايز المفاهيم المتعلقة بالعقلنة والعقلانية والتبرير العقلاني. من ذلك أن العقلنة تختلف عن العقلانية في كون "العقلانية تقدم رؤية للعالم تترجم الكلي بين ما هو عقلي فيه، أي التناسق والنظام وواقع الكون نفسه، ولعل في هذا المفهوم للعقلانية ما يؤول بها في رؤيتها للواقع، إلى إقصاء اللامعقول فيه، أو ما ليس ذا طابع عقلي'. وعليه يمكن أن تكون الأفعال الإنسانية لمجتمع ما عقلانية في مبادئها ونظام علاقاتها، وفي ذلك ابتعاد عن "التبرير العقلاني الذي يبني رؤية كليّة للكون ، انطلاقاً من واقعة جزئية، أو عامل واحد، مع تهميش وتغييب ما قد يكون من أسباب ووقائع أخرى. وعلى ضوء هذه الاختلافات يتعقب المؤلف العقلنة في مسارها التراثي. ولا يخفى أن ازدحام الكلام على شفير الميتافيزيقا تجمع شتات منازله عروة السؤال الملازمة لكل فعل تفلسف، جديده وقديمه. وما من إجابة إلا وتحف بها سيول النقد، في تعدديتها واختلافاتها. والطامة الكبرى معاناة حضورها في الثقافة العربية المهيمنة، إذ رموزها مهمشون مضطهدون ، وملاحقون لأنهم متهمون من "أهل الجمود" بخلخلة الأصيل وإحداث الاضطراب في العقيدة وعلومها بأدوات معرفية دخيلة، وزحزحة التقليد بمعرفيات الحداثة وقيمها. وهكذا يبقى العقل العربي "معتقلا" في زنزانة الخوف والتردد، ليس له إلا اجترار ماضيه الذي سطعت أنواره في لحظات مضيئة من لحظات حريته التي رميت في سلة تاريخه.


المركزية
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- المركزية
شحادة: للتعامل مع الذكاءِ الاصطناعيِّ بوعيٍ ومسؤولية وضوابط كي لا يقع الانسان ضحيّته
المركزية - افتتحت الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان في مقرها في عين نجم، النسخة السابعة للمعرض التكنولوجي التربوي EDUTECH والذي حمل هذا العام عنوان "من الطبشورة الى التعليم الذكي"، برعاية وزير المهجرين ووزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كمال شحادة. بعد النشيد الوطني، شدّدت عريفة الحفل الإعلامية رين رحّال على ضرورة "تعزيز التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في المستقبل التعليمي مع الحفاظ على الإنسان والسعي الى تطويره لا تهديم قيَمه وفكره". وتخلّل الحفل ترانيم ادتها ناتالي أبي حبيب الخوري، التي سبّحت بترانيمها الله وأمّه العذراء مريم. نصر: ورأى الأمين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان الأب يوسف نصر في كلمة القاها بالمناسبة أنّنا "نشهد عصر التحوّل، ومن أهم هذه التحوّلات ما يحصل في التربية وكيفيّة إدخال الذكاء الاصطناعي الى المناهج التربوية" معتبرًا أنه "علينا مواكبة هذا التطور لتدارك الإيجابيات والتنبّه للسلبيات". ولفت الأب نصر الى أنّ "رؤية 2030 للأمانة العامة تكمن في التطلّع الى تربية رقمية، أي تحويل مدارسنا تدريجيًا كي تحوي تربية رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا". وأشار الأمين العام الى أنّ " التكنولوجيا تتيح لنا تحقيق المزيد من الشخصانيّة في التعليم، بحيث تساعد المعلّم على الدخول بعلاقة مباشرة مع المتعلّم؛ من الإندماج بحيث يُصبح المسار التعلّميّ مخصّصًا لكلّ طالب بحسب قدراته واهتماماته؛من التحفيز لدى المتعلّمين؛ ومن الإبداع مما يساهم في فتح آفاق جديدة للاكتشاف والإبداع، ويرسّخ حبّ التعلّم وينمّي روح المبادرة لدى المتعلّمين". كما نوّه بضرورة "تسهيل الذكاء الاصطناعي وتعزيز فكرة التربية الخضراء كي نحافظ على أرضنا وبيئتنا للعيش بشكل سليم". وأكد الأب نصر أنّ "التربية مدعوّة كي تستفيد من التطور التكنولوجي وتدمجه كي نحصل على تعليم منتج ونافع". وتابع: "لا شكّ أنّه أصبح من الضروريّ أن نواكب هذا التحوّل، وأن نُدخل هذه الأدوات الجديدة إلى مدارسنا، لا بشكل عشوائيّ، بل ضمن ضوابط واضحة ومحدّدة تحافظ على خصوصيّة المتعلّم ونموّه الإنسانيّ، في إطار أخلاقيّ يحمي القيم التي لطالما شكّلت جوهر رسالتنا التربويّة." وأضاف: "قد يخسّرنا الذكاء الاصطناعي حوالى 90 مليون وظيفة لكنه سيفتح المجال أمام 60 مليون وظيف جديدة في العالم". واعتبر أنّ "الذكاء الاصطناعي يساهم بتعزيز التعلم المباشر والشخصاني، فضلًا عن التحفيز، الدمج، الإبداع، وتنمية روح الخلق لدى الطلّاب". وطرح الأب نصر مجموعة تساؤلات أهمها: "هل سيتم الاستغناء عن المعلم؟ هل هذا الموضوع سيؤثر سلبًا على القدرات العلمية للتلميذ؟". وقال: "من هنا، يشكّل مؤتمر ومعرض Edutech 2025 فرصة مهمّة لعرض أحدث الابتكارات في مجال التكنولوجيا التربويّة، ومناقشة كيفيّة توظيفها بشكل أخلاقي وفعّال في مدارسنا". وإذ شكر في نهاية كلمته "الّلجنة المنظمّة"، توجّه الأمين العام الى الوزير شحادة بالقول: "هذه الحكومة تضمّ مجموعة من أصحاب الاختصاص ما يريحنا ويبشّر بالخير. لا تخيّبوا أملنا بل اجعلونا نحافظ عليه." نخلة: من جهته، قال مسؤول قسم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكيّة جوزيف نخلة: "نلتقي اليوم لنعيد تشكيل المستقبل، ولنحتفي بالتكنولوجيا كي نغوص بصميمها ونفهم الذكاء الاصطناعي كآداة جديدة تعيد رسم التعليم عبر إيجاد الأجوبة على تساؤلات عدة منها:كيف نعلّم؟ ماذا نعلّم؟ لماذا نعلّم". وأضاف: "بتنا نعيش في عصر لا يشبه ما قبله يجعلنا نطرح أسئلة جوهرية: كيف نوجّه الذكاء الاصطناعي ليكون أداة للعدالة لا التمييز؟ كيف نميّز المعرفة من الاحتكار ونضمن أن تكون مفتوحة ومتاخة لكل انسان؟". وأشار الى أنه "علينا ان نختار من هذا الجديد ما يخدم الانسان، إذ نريد أجيالًا تفهم الذكاء الاصطناعي لا تستخدمه فقط". كما لفت الى "ضرورة بناء إنسان حرّ، ناقد مبدع ومتعاطف، إذ تبقى معادلة الذكاء الاصطناعي دقيقة بين التقدّم والضمير"، مضيفًا: "فلنطلق من هذا المنبر صرخة واحدة: نريد تكنولوجيا تقدّم لا تفرّق، تخدم الإنسان ولا تستعبده". ثمّ عدّد نخلة أبرز فعاليات المؤتمر والمعرض هذا العام، متحدّثاً عن "ندوات تخصصية تطرح تطبيقات الذكاء الاصطناعي، التعلم المدمج، وبيئات الواقع المعزز والافتراضي، ورش عمل تفاعلية تتيح للمعلمين والإداريين التعرف عمليًا على أحدث أدوات تكنولوجيا التعليم، مساحة عرض متطوّرة لابتكارات الروبوتات، الطابعات الثلاثية الأبعاد، أنظمة الحماية الذكية، ومناهج STEAM العصرية، بالإضافة إلى أحدث أدوات المحتوى الرقمي التفاعلي". ولفت إلى "استقبال المعرض زوّاره من المسؤولين والتربويّين والطلاب المهتمين في الأيام التالية: يومي الخميس والجمعة في الثامن والتاسع من أيار من التاسعة صباحاً وحتى السادسة مساءً، ونهار السبت في العاشر من أيار من التاسعة صباحًا حتى الواحدة بعد الظهر في مركز الأمانة العامة في عين نجم". كذلك شرح نخلة برنامج ندوات المؤتمر محدّداً الأوقات والتواريخ والمواضيع والمحاضرين"، مجدّداً في الختام، شكره وامتنانه "لكل شركائنا الاستراتيجيين ولممثلي وسائل الاعلام وبالأخص المركز الكاثوليكي للاعلام، وللجنة تحضير برنامج الندوات الذين عملوا بتفانٍ وبصمت لصناعة حدث استثنائي". المطران رحمة: وشدّد رئيس اللّجنة الأسقفية في المدارس الكاثوليكية المطران حنا رحمة على "التوازن الدقيق بين الاستفادة من الإمكانيات الهائلة للذكاء الاصطناعي في تطوير العملية التربوية وبين الحفاظ على الجوانب الإنسانية الأساسية التي لا يمكن للآلة أن تحل مكانها". ولفت الى أنّ "الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قوية للمعلمين والمربّين، مساعدًا في تخصيص تجارب التعلم لتلبية احتياجات كل طالب على حدة، وتقديم تحليلات دقيقة لأدائهم للمساعدة في التدخل المبكر وتقديم الدعم المناسب"، مضيفًا أنه "يمكن أن يساعد في أتمتة بعض المهام الروتينية، مما يتيح للمعلمين التركيز بشكل أكبر على بناء علاقات قوية مع الطلاب وتنمية مهاراتهم الإبداعية والتفكير النقدي." في المقابل، حذّر المطران رحمة من "المخاطر المحتملة للإفراط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التربية"، مشدّدًا "على أهمية الدور الإنساني للمعلّم كقدوة وملهم، وكقيمة فريدة للتفاعلات الاجتماعية والعاطفية في نمو الطفل وتطوّره الشامل". ورأى أنه من "الضروري في هذا العصر التكنولوجي التمييز بين الخير والشر"، مؤكدًّا أنّ "المعلّم سيبقى الحجر الاساس لأن الآلة لا تعلّم الرحمة ولا تنمّي الضمير". وقال المطران رحمة في هذا الصدد: "لا يمكن للآلة أن تغرس القيم الأخلاقية، أو تعلّم التعاطف، أو تنمّي الذكاء العاطفي بنفس الطريقة التي يفعلها إنسان"، كما دعا الى "تعزيز التفكير النقدي والمسؤول في كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في الأنظمة التعليمية، مع التأكيد على الشفافية والعدالة في استخدام هذه التقنيات". ولفت إلى "ضرورة اعتماد الابتكار الحذر، وإلى تبني الذكاء الاصطناعي كشريك قيّم في رحلة التربية، مع الحفاظ دائمًا على جوهر الإنسان في هذه العملية المقدسة. إذ يبقى الذكاء الاصطناعي خادمًا الإنسان في مجال التربية، وليس العكس." وختم: "التكنولوجيا لا يجب أن تلغي هويتنا بل هي فرصة لنذهب الى البعيد عبر التقدّم العلمي"، معتبرًا أنّ "التربية الحقيقية تُبنى على العلاقة والمرافقة ورؤية الانسان في عمقه". شحادة: أشار الوزير شحادة الى أننا "نعيشُ في زمنٍ من التّحوُّلاتِ العميقةِ، يقودُها الذكاءُ الاصطناعيُّ. ولم تَعُدْ هذهِ الثّورةُ التكنولوجيّةُ خيارًا، بل واقعًا يَفرِضُ نفسَهُ على أنظمتِنا التربويّةِ والاقتصاديّةِ والاجتماعيّةِـ ولهذا السبب أُنشئت في لبنان وزارةُ الدولةِ لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتعهدت الحكومة ببيانها الوزاري بأن تصبحَ حقيبةً وزاريةً لا وزارة دولة فحسب، من شأنِها مواكبةِ التطوراتِ التكنولوجية." ورأى شحادة أنّ "هذا التحوّل الرقمي يعصف بالعالم أجمع ولا سيّما بالبلدان المحيطة بلبنان، ومن أبرز الأمثلة ما أعلنتْهُ حكومةُ دولةِ الإماراتِ العربيّةِ المتّحدةِ، باعتمادِ الذكاءِ الاصطناعيِّ كمادّةٍ إلزاميّةٍ من الروضةِ وحتّى الصّفِّ الثاني عشرَ، بدءًا من العامِ الدراسيِّ 2025–2026"، مشدّدًا على أنّ "اللبناني بيقى رائدًا في مجال التكنولوجيا، إذ يسافر حوالى سبعين مهندسًا شهريًّا الى الدول العربيّة لإعادة برمجة برامجهم التكنولوجيّة". وشدّد شحادة على ضرورة "إعدادِ جيلٍ يمتلكُ الأدواتِ اللازمةَ لعصرٍ جديدٍ: جيلٌ يَفهمُ البياناتِ ويُحلِّلُها،جيلٌ يَعي أهميّةَ الأخلاقِ في استخدامِ التكنولوجيا،جيلٌ مُدرِكٌ لتحدِّياتِ الانحيازِ، وللتّأثيرِ المجتمعيِّ للذكاءِ الاصطناعيِّ،جيلٌ يَصنَعُ التكنولوجيا، لا يَستهلكُها فقط." وأضاف:"الذكاءُ الاصطناعيُّ يساعد في تخصيصِ التّعلُّمِ وَفقَ حاجاتِ كلِّ طالبٍ، ويُخفِّفُ الأعباءَ الإداريّةَ عن المُعلّمينَ، ويُسهِّلُ وصولَ التّعليمِ إلى شرائحَ أوسعَ، ولا سيّما لذوي الاحتياجاتِ الخاصّةِ. كما يُوفّرُ أدواتٍ مُتقدِّمةً لرَصدِ الأداءِ وتقديمِ مراجعةٍ دقيقةٍ تُسهمُ في تطويرِ العمليّةِ التعليميّةِ." كما شدّد شحادة على أنّنا "في المُقابلِ، نُواجِهُ تحدِّياتٍ عدّةً. أوّلُها عدمُ توفّرِ إمكانيةِ الوصولِ إلى التّكنولوجيا للجميع بشكل متساوٍ، ما قد يُعمِّقُ الفجوةَ بين الطّبقاتِ الاجتماعيّةِ. كذلك، فإنّ معظمَ التّطبيقاتِ تُطوَّرُ في بيئاتٍ ثقافيّةٍ مختلفةٍ، ممّا قد يُنتجُ عنها انحيازاتٌ في المحتوى والتّوجُّهِ. وهنا تَبرزُ الحاجةُ لأن نكونَ مُنتجينَ ومُطوِّرينَ، لا فقط مُستَهلِكينَ، عبر بناءِ حلولٍ مبنيّةٍ على ثقافتِنا وقِيَمِنا." وتابع:"لا يَقِلُّ خطرُ الخصوصيّةِ أهميّةً، إذ يُنتِجُ استخدامُ الذكاءِ الاصطناعيِّ قواعدَ بياناتٍ ضخمةً، قد تتعرّضُ للقرصنةِ، ممّا يَستدعي تَعزيزَ البُنيةِ التحتيّةِ للأمنِ السيبرانيّ"، موضحًا أنّ "الإفراطَ في الاعتمادِ على هذهِ التّقنيّاتِ قد يُقَلِّلُ من التّفاعلِ الإنسانيِّ داخلَ الصفِّ، وهو عنصرٌ أساسيٌّ في التّربيةِ، ومن أولوياتِ الوزارة اليوم وضعُ التشريعاتِ والقوانينِ والآلياتِ لحماية خصوصيةِ البياناتِ والمعلومات، وتمكّن لبنانَ من الحصولِ على أمنٍ سيبرانيٍّ فعّالٍ." وختم شحادة"علينا أن نتعاملَ مع الذكاءِ الاصطناعيِّ بوعيٍ ومسؤوليّةٍ، واضعينَ ضوابطَ أخلاقيّةً وتشريعيّةً تَضمَنُ بقاءَ الإنسانِ في قلبِ التّطوّرِ، لا على هامشِهِ، ولا يكونُ الإنسانُ وخصوصاً الطالب ضحيّتَه." وفي الختام قدّم الأب نصر درعًا تكريميّة للوزير شحادة، ليفتتحا بعدها المعرض ويقومان بجولة مع الحضور على أقسامه كافة.