
"القرني": النووي السعودي تحول كبير في الشرق الأوسط.. وأساس قوي لمستقبل المملكة والأجيال القادمة
في سعى المملكة الاستراتيجي إلى تنويع مصادر طاقتها وتطلعها نحو المستقبل، ترصد الكاتبة الصحفية سارا القرني أبعاد وبنود ومزايا الاتفاق النووي السلمي بين السعودية والولايات المتحدة، مؤكدة أنه من خلال هذا الاتفاق، يمكن للسعودية أن تضع أساسًا قويًا لمستقبل آمن ومستدام، مع التركيز على الحفاظ على البيئة وتقليل الاعتماد على النفط، وهو استثمار في مستقبل أكثر نظافة وأمانًا للأجيال القادمة.
وفي مقالها "الاتفاق النووي السعودي الأمريكي" بصحيفة "الجزيرة"، تقول "القرني": "يشهد الشرق الأوسط تحولاً كبيرًا في الديناميكيات السياسية والاقتصادية، وخصوصًا مع ظهور الاتفاق النووي السلمي المدني التجاري الجديد بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، يعتبر هذا الاتفاق خطوة إستراتيجية تسعى من خلالها المملكة إلى تنويع مصادر طاقتها وتعزيز أمنها الطاقوي، مما يعكس تطلعات المملكة نحو مستقبل أكثر استدامة".
تفاصيل الاتفاق بين المملكة والولايات المتحدة
وعن تفاصيل الاتفاق، تقول "القرني": "المعلن عنه حول تفاصيل هذا الاتفاق هو إنشاء مفاعلات نووية مدنية في السعودية، حيث تسعى المملكة إلى استخدام الطاقة النووية لتلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة. ويشمل هذا التعاون الكبير بين المملكة وأمريكا تبادل التكنولوجيا والخبرات، إضافة إلى توطين الوظائف، مما يعزِّز من قدرة المملكة على تطوير برنامج نووي سلمي يسهم في تحقيق أهدافها البيئية".
وتضيف الكاتبة: "تتمتع الطاقة النووية بعدة مزايا مقارنة بالطاقة الناتجة عن مشتقات البترول.
أولاً، من حيث الكفاءة، يعتبر توليد الطاقة من المفاعلات النووية أكثر فعالية؛ إذ يمكن لمفاعل نووي واحد أن ينتج كميات هائلة من الطاقة مقارنة بحجم الوقود المستخدم.. على سبيل المثال، يمكن لمفاعل نووي صغير أن ينتج كهرباء تعادل ما يمكن أن تنتجه عدة حقول نفطية، مما يقلِّل من حاجة الاعتماد النفط واستخداماته.. ومن الناحية البيئية، تعتبر الطاقة النووية خيارًا أكثر صداقة للبيئة مقارنة بمشتقات البترول. فبينما تنتج محطات توليد الطاقة بالوقود الأحفوري كميات كبيرة من انبعاثات الكربون والملوثات الأخرى التي تؤثّر سلبًا على جودة الهواء وتساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري، فإن المفاعلات النووية لا تُنتج انبعاثات غازات دفيئة أثناء عملية توليد الطاقة. أي أن التحول نحو الطاقة النووية سيسهم بشكل كبير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتقليل الأثر البيئي".
تأثيرات عميقة للاتفاق النووي على المنطقة
وتعلق "القرني" قائلة: "من المتوقع أن يكون لهذا الاتفاق تأثيرات عميقة على المنطقة، حيث يمكن أن يعزِّز من الاستقرار الاقتصادي والسياسي في المملكة خاصة والخليج بشكل عام، ويعزِّز من قدرة السعودية على مواجهة التحديات المرتبطة بالتحولات الاقتصادية العالمية.. كما أن هذا التعاون قد يكون له دور في تعميق العلاقات أكثر بين المملكة والولايات المتحدة، مما يعكس رغبة أمريكا في تعزيز شراكاتها الإستراتيجية في المنطقة".
وتستدرك الكاتبة قائلة: "ولكن.. أين ستبني المملكة مفاعلها؟! فالمواقع بالقرب من المدن الكبرى مثل الرياض أو جدة خيار ممتاز، نظرًا للبنية التحتية المتطورة وسهولة الوصول إلى الموارد اللازمة. وكذلك المناطق القريبة من البحر الأحمر، حيث يمكن الاستفادة من المياه للتبريد، مما يعزِّز من كفاءة المفاعل".
وتنهي "القرني" قائلة: "خطوة الاتفاق النووي المدني التجاري السلمي بين المملكة وأمريكا هي خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الثنائي، ويعكس التطورات الجديدة في الشرق الأوسط.. من خلال هذا الاتفاق، يمكن للسعودية أن تضع أساسًا قويًا لمستقبل آمن ومستدام، مع التركيز على الحفاظ على البيئة وتقليل الاعتماد على النفط. وهو استثمار في مستقبل أكثر نظافة وأمانًا للأجيال القادمة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ 9 ساعات
- سعورس
بين المنظور من المدركات وما وراء المنظور
وبعيدا عن الإرباك والضياع في متاهات التفسيرات المختلفة في الإجابة عن هذا التساؤل، وفي اليقين المؤمن بالله تعالى، يكون الجواب (يخلق ما يشاء وهو القوي العزيز). لكن لغز الخلق مع ذلك يظل بكيفيته عصيا على تصور الإنسان ذي العقل المحدود التصور؛ لذلك يظل الأفق واسعاً أمامه للبحث والاستكشاف والتيقن عن علم. فوسائل إنسان اليوم غير وسائله بالأمس. وقد يقترب يوماً ما من إدراك الكيفية التي حيرته. ومع ذلك فالكائن الحي لا يمكن تخليقه من دون خالق يهبه سر الحياة على قاعدة (فنفخنا فيه من روحنا)، فلو عرفنا مثلا أن جسم الكائن الحي، مثل الذباب، يتكون من الكربون والهيدروجين والأوكسجين.. الخ ، فإننا لو جمعنا هذه العناصر في المختبر بنفس النسب التي في جسم الذباب، ووفرنا لها نفس الظروف اللازمة للتخليق، لما تمكنا من خلق الذباب، ومنحناه الحياة. ويبقى الإنسان مطالباً بالبحث والتحري والكشف على قاعدة (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا.. لا تنفذون إلا بسلطان)، وقد يكون السلطان هو الوسائل التي تتاح للإنسان لكي يمتطيها ويستخدمها في النفوذ بحثا عن مبتغاه، لما يعتقده اليوم في معارفه المتاحة لغزا (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم). لكن الإنسان العاقل العالم يبقى عارفا أن قدرات العقل محدودة، فليس كل ما لا يحسه العقل غير موجود، فما وراء غير المنظور من المدركات عوالم غيبية شاسعة.. فيها من الحقائق والموجودات ما يدهش الألباب ويبهر العقول. وهكذا تبقى قدرات الإنسان في الحس والإدراك محدودة، ومحكومة بحدود ما وهبه الله تعالى من قدرات، على قاعدة (سبحانك لا علم لنا إلا ماعلمتنا إنك أنت علام الغروب).


الوطن
منذ 9 ساعات
- الوطن
بين المنظور من المدركات وما وراء المنظور
كثيرأ ما يثور السؤال (كيف وجدت الحياة على الأرض)؟.. خاصة وأنها كانت جزءاً من المنظومة الشمسية. وبدرجة حرارة ملتهبة لا تسمح بوجود أي نوع من الحياة عليها؟ وبعيدا عن الإرباك والضياع في متاهات التفسيرات المختلفة في الإجابة عن هذا التساؤل، وفي اليقين المؤمن بالله تعالى، يكون الجواب (يخلق ما يشاء وهو القوي العزيز). لكن لغز الخلق مع ذلك يظل بكيفيته عصيا على تصور الإنسان ذي العقل المحدود التصور؛ لذلك يظل الأفق واسعاً أمامه للبحث والاستكشاف والتيقن عن علم. فوسائل إنسان اليوم غير وسائله بالأمس. وقد يقترب يوماً ما من إدراك الكيفية التي حيرته. ومع ذلك فالكائن الحي لا يمكن تخليقه من دون خالق يهبه سر الحياة على قاعدة (فنفخنا فيه من روحنا)، فلو عرفنا مثلا أن جسم الكائن الحي، مثل الذباب، يتكون من الكربون والهيدروجين والأوكسجين.. الخ ، فإننا لو جمعنا هذه العناصر في المختبر بنفس النسب التي في جسم الذباب، ووفرنا لها نفس الظروف اللازمة للتخليق، لما تمكنا من خلق الذباب، ومنحناه الحياة. ويبقى الإنسان مطالباً بالبحث والتحري والكشف على قاعدة (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا.. لا تنفذون إلا بسلطان)، وقد يكون السلطان هو الوسائل التي تتاح للإنسان لكي يمتطيها ويستخدمها في النفوذ بحثا عن مبتغاه، لما يعتقده اليوم في معارفه المتاحة لغزا (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم). لكن الإنسان العاقل العالم يبقى عارفا أن قدرات العقل محدودة، فليس كل ما لا يحسه العقل غير موجود، فما وراء غير المنظور من المدركات عوالم غيبية شاسعة.. فيها من الحقائق والموجودات ما يدهش الألباب ويبهر العقول. وهكذا تبقى قدرات الإنسان في الحس والإدراك محدودة، ومحكومة بحدود ما وهبه الله تعالى من قدرات، على قاعدة (سبحانك لا علم لنا إلا ماعلمتنا إنك أنت علام الغروب).


غرب الإخبارية
منذ 16 ساعات
- غرب الإخبارية
بيئة جدة تحتفي باليوم الدولي للتنوع البيولوجي
المصدر - نظّم مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة جدة، ممثلاً بقسم البيئة، إحتفالًا بمناسبة اليوم الدولي للتنوع البيولوجي، وتأتي هذه المبادرة لتسليط الضوء على أهمية الحفاظ على التنوع الإحيائي ودوره المحوري في دعم التوازن البيئي واستدامة الموارد الطبيعية، ضمن الفعاليات الهادفة إلى تعزيز الوعي البيئي. وأُقيمت الفعاليات في حديقة DG للحيوانات الأليفة، بمشاركة مجموعة من طلاب مدرسة الحسن البصري الابتدائية، وتضمنت عددًا من الأنشطة التوعوية والتثقيفية التي ركزت على الثروات الطبيعية وأهمية التنوع البيولوجي في تعزيز استقرار النظم البيئية، كما تُعد هذه الفعالية جزءًا من سلسلة مبادرات يطلقها المكتب تأكيدًا لالتزامه بحماية البيئة وتحقيق مستهدفات الاستدامة البيئية ضمن رؤية المملكة 2030. من جانبه، أوضح المهندس أحمد بن عبدالله القرني : مدير مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة جدة، أن التنوع البيولوجي في جدة يمثل مزيجًا فريدًا من البيئة الصحراوية والبيئة الساحلية البحرية، مما يجعلها منطقة غنية بالأنواع المختلفة من الكائنات الحية، وأشار إلى أن البحر الأحمر يتميز بتنوعه البيولوجي، حيث يحتوي على شعاب مرجانية فريدة، وأنواع متعددة من الأسماك، إضافة إلى الكائنات البحرية مثل السلاحف، والدلافين، وأسماك القرش، فضلًا عن الأعشاب والطحالب البحرية التي تشكل عنصرًا رئيسيًا في السلسلة الغذائية البحرية، كما تقع جدة على مسار هجرة الطيور، ما يجعلها محطة سنوية لأنواع عديدة من الطيور المهاجرة، إلى جانب احتوائها على نباتات صحراوية مثل الأراك والسدر والأعشاب البرية المقاومة للجفاف. وأكد القرني: على أهمية دور المجتمع في الحفاظ على التنوع البيولوجي، مشيرًا إلى أبرز التهديدات التي تواجهه، ومنها التوسع العمراني، والتلوث البحري، والنفايات البلاستيكية، والصيد الجائر، فضلًا عن تأثيرات تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة. واختتم بالإشارة إلى جهود الوزارة لحماية التنوع البيولوجي، والتي تشمل إقامة المحميات الطبيعية، وتنظيم مواسم الصيد، وحظر بعض الممارسات الضارة، إلى جانب التوعية المجتمعية، ودعم مبادرات الاستزراع المرجاني لحماية البيئة البحرية والبرية.