
مدريد تنخرط في خطط الجزائر لتطوير صناعة السيراميك
برزت مؤشرات قوية مفادها أن إسبانيا قد فهمت أخيرا، أن الجزائر لم تعد مجرد سوق لتصريف منتجاتها، بل شريك صناعي يملي شروطه ضمن سياسة إنتاجية قائمة على السيادة والانفتاح الانتقائي على الخارج، من خلال انخراط مدريد في خطط الجزائر لتطوير الإنتاج المحلي الصناعي للبلاد و'السيراميك' والخزف.
هذا التحول في الإدراك الإسباني جاء خصوصا بعد 'العقوبات' الاقتصادية التي فرضتها الجزائر خلال فترة المقاطعة التجارية منذ جوان 2022، والتي كبدت عدّة قطاعات تصديرية إسبانية، وعلى رأسها صناعة معدات السيراميك، خسائر فادحة.
فبعد أكثر من عامين من التوتر، عادت مدريد بخطاب اقتصادي أكثر واقعية، ينسجم مع المعطيات الجديدة في السوق الجزائرية، وجاء التحرك الأبرز من طرف رابطة مصنعي معدات السيراميك الإسبانية (ASEBEC)، التي أعلنت عن بعثة تقنية وتجارية إلى الجزائر، تقودها بالتنسيق مع الوكالة الإسبانية لتنمية التجارة الخارجية (ICEX)، وذلك خلال الفترة الممتدة من 25 إلى 29 ماي الجاري، وتشمل مدينتي سطيف وباتنة، وهما القلب النابض لصناعة السيراميك في الجزائر.
وتستهدف هذه البعثة، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام اسبانية في إقليم كاستيون، على غرار 'كاستيون ديا'، إعادة تموقع الشركات الإسبانية في السوق الجزائرية بعد استئناف العلاقات التجارية في نوفمبر 2024، ليس عن طريق تسويق منتجاتها من هذه المواد، ولكن من خلال عرض المنتجات التقنية المتطورة مباشرة أمام مديري الإنتاج في أبرز مصانع السيراميك الجزائرية، إلى جانب عقد لقاءات ثنائية (B2B) وزيارات ميدانية لمواقع الإنتاج.
ويعكس هذا التحرك إدراكا متأخرا من الجانب الإسباني لحجم الخسارة الاستراتيجية التي لحقت به خلال فترة الحظر، خاصة أن الصين استغلت غياب مدريد لتوسيع نفوذها في هذا القطاع، بحسب المصدر، حيث ارتفعت قيمة صادراتها من معدات السيراميك نحو الجزائر من 11 مليون يورو في 2021 إلى 54 مليون يورو في 2024، أي بزيادة تقارب ثلاثة أضعاف، مما خوّل لها السيطرة على 36 بالمائة من سوق المعدات في هذا المجال، بحسب تقرير حديث أصدره 'آيسكس'.
وتعول إسبانيا على مرحلة النمو الكبيرة التي يمر بها قطاع السيراميك الجزائري، يضيف نفس المصدر، حيث يضم السوق المحلي نحو 40 شركة تنشط في الإنتاج، بإجمالي طاقة سنوية تُقدر بـ200 مليون متر مربع، وهي أرقام جعلت من الجزائر ثاني أكبر منتج إفريقي بعد مصر.
وتتمتع الجزائر، حسب المصدر الاسباني، بميزة تنافسية بفضل وفرة المواد الأولية مثل الطين الأحمر والكاولين، لكنها لا تزال بحاجة إلى استيراد المكونات التقنية والمعدات عالية الجودة وبعض المكونات على غرار الفريتاس التي في صناعة السيراميك، وهي مواد زجاجية تحضر من خلال صهر مزيج من الأكاسيد ثم تبريده بسرعة ليشكل مادة صلبة تُطحن لاحقا إلى مسحوق ناعم، وتستخدم 'الفريتاس' بشكل أساسي في صناعة الطلاءات الزجاجية التي تطبق على سطح البلاط أو السيراميك لإضفاء لمسة نهائية لامعة أو غير لامعة، وتحسين الخصائص الفيزيائية والكيميائية للمنتج.
هذا الطلب المحلي القوي، يضيف المصدر ذاته، يغذيه برنامج سكني ضخم أطلقته الحكومة الجزائرية، في إشارة لبرنامج 'عدل 3″، خصوصا مع تأكيد وزير السكن والعمران طارق بلعريبي على أن السكنات الجديدة ستكون بمواد بناء جزائرية مائة بالمائة.
ويشارك في البعثة الإسبانية المنتظرة بالجزائر أيضا خبير من المعهد التكنولوجي الاسباني للسيراميك (ITC)، وهو هيئة بحث وتطوير تسهم في تقديم الدعم الفني والتكويني لشركات المعدات الإسبانية، ما يؤكد الطابع المؤسساتي والتقني لهذه العودة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حدث كم
منذ 6 ساعات
- حدث كم
'تمويل النمو.. بلورة الانتقال الطاقي' موضوع أشغال 'مؤتمر النمو العالمي 2025″ المنعقد بالرباط
انطلقت اليوم الثلاثاء بالرباط، أشغال 'مؤتمر النمو العالمي 2025″، الذي ينعقد بمبادرة من معهد 'أماديوس' تحت شعار 'تمويل النمو، بلورة الانتقال الطاقي'. وحضر الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر، الذي يعود بنسخة جديدة بعد نسختي 2013 و2014، كل من يونس سكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات؛ وأميناتا توري، الممثلة السامية لرئيس جمهورية السنغال؛ ودانييل موكوكو سامبا، نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد الوطني بجمهورية الكونغو الديمقراطية؛ وشكيب العلج، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب؛ وإبراهيم الفاسي الفهري، رئيس معهد أماديوس. ويعرف 'مؤتمر النمو العالمي 2025' مشاركة أزيد من 600 شخص من أزيد من 50 بلدا، من بينهم وزراء ومسؤولون حكوميون رفيعو المستوى، ورؤساء مؤسسات مالية دولية وإقليمية، وممثلون عن القطاع الخاص، ومستثمرون مؤسساتيون، فضلا عن خبراء رفيعي المستوى. ويهدف هذا المؤتمر، الذي يأتي في سياق عالمي يتسم بتصاعد الحمائية واحتدام التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة وتزايد تفكك سلاسل القيمة، إلى البدء في تحليل معمق للديناميات الجيو-اقتصادية الجديدة التي تعيد صياغة قواعد التجارة الدولية وتؤثر في استقطاب الاستثمارات الأجنبية. كما يندرج هذا الحدث، المنظم على مدى يومين، في إطار مواصلة التزام معهد 'أماديوس' بتعزيز النمو المستدام والشامل والمتوازن، لاسيما من خلال تعزيز الالتقائية بين الفاعلين في القطاعين العام والخاص، وتثمين الفرص التي تتيحها القارة الإفريقية. وباعتباره منصة عملية حقيقية للحوار والتفكير الاستراتيجي، سيناقش المؤتمر مواضيع كبرى من قبيل 'إعادة التصميم الاستراتيجي لسلاسل القيمة والسيادة الاقتصادية في سياق التوترات التجارية'، و'تمويل النمو، وخلق فرص عمل مستدامة، واستراتيجيات الاستثمار والإصلاحات اللازمة للجاذبية الاقتصادية'، فضلا عن 'التحول الطاقي وآفاق الهيدروجين الأخضر'. وسيناقش المؤتمر أيضا مواضيع 'تطوير البنية التحتية والإدارة المستدامة للموارد المائية'، و'الابتكار والتقنيات المالية والرقمنة كرافعات للتحول الاقتصادي'، و'تعزيز التعاون الإقليمي والاستثمارات العابرة للحدود'. كما سيتيح 'مؤتمر النمو العالمي 2025' للمشاركين آلية معززة للاجتماعات المباشرة بين الشركات (B2B)، وبين الشركات والحكومات (B2G)، وبين الحكومات (G2G)، بالإضافة إلى أدوات رقمية تعزز التبادلات الاستراتيجية وإبرام شراكات هيكلية. وستتوج أشغال المؤتمر بإعداد وتقديم 'خارطة طريق الرباط بشأن تمويل النمو والتحول الطاقي'، وهي وثيقة مرجعية ستتضمن توصيات ملموسة وعملية يمكن تنفيذها بشكل مباشر من قبل الأطراف المعنية الوطنية والدولية. 'الفيديو':


أخبار اليوم الجزائرية
منذ 15 ساعات
- أخبار اليوم الجزائرية
سونلغاز تعتزم استثمار 650 مليار دينار
لتعزيز قدراته الإنتاجية وتحسين نوعية الخدمة سونلغاز تعتزم استثمار 650 مليار دينار يعتزم مجمع سونلغاز رفع استثماراته خلال السنة الجارية 2025 إلى أكثر من 650 مليار دج ستوجه أساسا لتعزيز قدراته الإنتاجية وتحسين نوعية الخدمة حسب ما أفاد به أمس الإثنين بالجزائر العاصمة الرئيس المدير العام للمجمع مراد عجال. وأوضح السيد عجال خلال أشغال الملتقى السنوي لإطارات سونلغاز ومدراء الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة والذي خصص لعرض حصيلة المجمع العمومي لـ2024 والتحضيرات لضمان تموين جيد بالطاقة الكهربائية خلال الصيف المقبل أن خطة المجمع للسنة الجارية تتضمن استثمارات ب656 مليار دج مقارنة بـ420 مليار دج السنة الماضية. وتهدف هذه الخطة بشكل رئيسي زيادة الانتاجية للمجمع كما تشمل مواصلة الربط بالطاقة الكهربائية للمستثمرات الفلاحية والمناطق الصناعية والمناطق المعزولة ومحطات تحلية المياه بالإضافة إلى مشروع تركيب أجهزة كشف أحادي أكسيد الكربون حسب المسؤول الأول في المجمع الذي لفت كذلك إلى أهمية مشاريع الطاقة المتجددة التي يقوم المجمع بإطلاقها. توسيع صادرات الكهرباء إلى دول أخرى بغضون ثلاث سنوات من جانب آخر تطرق الرئيس المدير لصادرات مجمع سونلغاز والتي بلغت السنة الفارطة 2024 مستويات قياسية عند 268 مليون يورو بزيادة قدرها 22 بالمائة مقارنة ب2023. وتشمل هذه الصادرات الطاقة الكهربائية الموجهة إلى تونس إضافة إلى معدات كهربائية منتجة محليا وجهت إلى عدة دول فضلا عن صادرات الخدمات حسب الشروح المقدمة. ويعتزم المجمع زيادة صادراته من الكهرباء من خلال توسيعها إلى دول أوروبية وإفريقية مستغلا بذلك الفائض المسجل في قدراته الانتاجية حسب ما أكده السيد عجال في تصريحات صحفية على هامش اللقاء والتي أكد فيها أن الانطلاق الفعلي لهذه الصادرات الجديدة سيكون بغضون سنتين إلى ثلاث سنوات . وكان مجمع سونلغاز قد وقع مذكرات تفاهم مع شركات الطاقة في دول من غرب إفريقيا لدعم مشاريع الربط الكهربائي مع الجزائر وأخرى مع شركتي سوناطراك و إيني الإيطالية والتي تخص مشروع الكابل الكهربائي البحري الرابط بين الجزائر وإيطاليا. وفضلا عن ذلك وقع مجمع سونلغاز مذكرة تفاهم مع سوناطراك وشركات طاقوية من إيطاليا ألمانيا والنمسا لتصدير الهيدروجين الأخضر المنتج في الجزائر إلى هذه الدول. وحول مراجعة قانون الكهرباء أكد الرئيس المدير العام أن إعادة النظر في هذا النص جارية متوقعا الانتهاء من هذه الورشة في 2026. حقوق النشر © 2024 أخبار اليوم الجزائرية . ة

جزايرس
منذ 15 ساعات
- جزايرس
سونلغاز تعتزم استثمار 650 مليار دينار
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. لتعزيز قدراته الإنتاجية وتحسين نوعية الخدمةسونلغاز تعتزم استثمار 650 مليار دينار يعتزم مجمع سونلغاز رفع استثماراته خلال السنة الجارية 2025 إلى أكثر من 650 مليار دج ستوجه أساسا لتعزيز قدراته الإنتاجية وتحسين نوعية الخدمة حسب ما أفاد به أمس الإثنين بالجزائر العاصمة الرئيس المدير العام للمجمع مراد عجال. وأوضح السيد عجال خلال أشغال الملتقى السنوي لإطارات سونلغاز ومدراء الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة والذي خصص لعرض حصيلة المجمع العمومي ل2024 والتحضيرات لضمان تموين جيد بالطاقة الكهربائية خلال الصيف المقبل أن خطة المجمع للسنة الجارية تتضمن استثمارات ب656 مليار دج مقارنة ب420 مليار دج السنة الماضية.وتهدف هذه الخطة بشكل رئيسي زيادة الانتاجية للمجمع كما تشمل مواصلة الربط بالطاقة الكهربائية للمستثمرات الفلاحية والمناطق الصناعية والمناطق المعزولة ومحطات تحلية المياه بالإضافة إلى مشروع تركيب أجهزة كشف أحادي أكسيد الكربون حسب المسؤول الأول في المجمع الذي لفت كذلك إلى أهمية مشاريع الطاقة المتجددة التي يقوم المجمع بإطلاقها.توسيع صادرات الكهرباء إلى دول أخرى بغضون ثلاث سنواتمن جانب آخر تطرق الرئيس المدير لصادرات مجمع سونلغاز والتي بلغت السنة الفارطة 2024 مستويات قياسية عند 268 مليون يورو بزيادة قدرها 22 بالمائة مقارنة ب2023. وتشمل هذه الصادرات الطاقة الكهربائية الموجهة إلى تونس إضافة إلى معدات كهربائية منتجة محليا وجهت إلى عدة دول فضلا عن صادرات الخدمات حسب الشروح المقدمة. ويعتزم المجمع زيادة صادراته من الكهرباء من خلال توسيعها إلى دول أوروبية وإفريقية مستغلا بذلك الفائض المسجل في قدراته الانتاجية حسب ما أكده السيد عجال في تصريحات صحفية على هامش اللقاء والتي أكد فيها أن الانطلاق الفعلي لهذه الصادرات الجديدة سيكون بغضون سنتين إلى ثلاث سنوات . وكان مجمع سونلغاز قد وقع مذكرات تفاهم مع شركات الطاقة في دول من غرب إفريقيا لدعم مشاريع الربط الكهربائي مع الجزائر وأخرى مع شركتي سوناطراك و إيني الإيطالية والتي تخص مشروع الكابل الكهربائي البحري الرابط بين الجزائر وإيطاليا. وفضلا عن ذلك وقع مجمع سونلغاز مذكرة تفاهم مع سوناطراك وشركات طاقوية من إيطاليا ألمانيا والنمسا لتصدير الهيدروجين الأخضر المنتج في الجزائر إلى هذه الدول. وحول مراجعة قانون الكهرباء أكد الرئيس المدير العام أن إعادة النظر في هذا النص جارية متوقعا الانتهاء من هذه الورشة في 2026.