
مجمع الملك سلمان يعزّز حضور اللغة العربية عالمياً
في سياق الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة، تتجدد العناية باللغة العربية بوصفها حجر الأساس في تشكيل الهوية الوطنية وركيزة مركزية في المشروع الثقافي السعودي. ومن هذا المنطلق، تبرز الجهود المؤسسية الواسعة التي يقودها مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، لتكون العربية حاضرة بفاعلية في ميادين التعليم، والإعلام، والتقنية، والتواصل الدولي، بما يعكس رؤية المملكة في بناء مجتمع يرتكز على لغته، وينفتح بها على العالم.
تأتي هذه الجهود امتدادًا لما توليه القيادة الرشيدة -حفظها الله- من اهتمام باللغة العربية، لا بوصفها أداة تواصل فحسب، بل باعتبارها حاملة لقيم حضارية، وثقافية، ومعرفية، تستحق أن تُصان وتُفعّل بما يتناسب مع متغيرات العصر.
وقد اتجهت السياسات الثقافية المعاصرة إلى معالجة التحديات التي تواجه اللغة في التعليم، والإعلام، والفضاء الرقمي، فكان العمل منصبًا على بناء مبادرات ومراكز متخصصة، تتبنى رؤية حديثة قائمة على الدمج بين حماية الإرث والتطوير المستقبلي، بما يضمن انتقال اللغة إلى الأجيال القادمة بأدوات أكثر مرونة وفعالية.
وفي هذا الإطار، يعمل المجمع على دعم تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وتطوير المنصات الرقمية والمعاجم الإلكترونية، وتعزيز الشراكات الدولية مع المؤسسات المعنية بنشر اللغة وتدريسها عالميًا، إلى جانب إعداد مؤشرات علمية تسهم في قياس واقع اللغة ورصد تحولات استخدامها في مختلف المجالات.
كما تبرز جهود المجمع في تأهيل الكفاءات التعليمية، وتحفيز الابتكار اللغوي، وفتح المجال أمام المبادرات المجتمعية والأكاديمية التي تسعى لخدمة اللغة العربية وتمكينها في البيئات الرسمية وغير الرسمية.
ولعلّ أبرز ما يميز هذه المرحلة هو الانتقال من الدور التقليدي للمجامع اللغوية إلى دور تشغيلي وتنموي، ينظر إلى اللغة العربية بوصفها عنصرًا فاعلًا في التنمية الثقافية والاقتصادية، وسبيلاً لبناء مجتمع أكثر وعيًا بلغته وتاريخه ومستقبله.
وهكذا، تمضي العربية في المملكة اليوم في مسار يعيد صياغة حضورها، لا في القواميس فقط، بل في المدارس والمنصات، والفضاء العام، والسياسات المستقبلية، لتبقى لغةً حيّة تنمو مع الإنسان، وتعبّر عنه، وترافقه في كل مرحلة من مراحل تطوّره.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 33 دقائق
- الرياض
انسيابية في حركة الزوار من باب السلام بالمسجد النبوي تبرز تكامل التنظيم والجهود الميدانية
يُعد "باب السلام" أحد أبرز أبواب المسجد النبوي التاريخية المؤدية إلى منطقة الروضة الشريفة، ويشهد على مدار اليوم كثافة متزايدة من الزائرين القادمين من مختلف أنحاء العالم. وتعمل وكالة الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد النبوي، بالتعاون مع الجهات الأمنية والصحية والتطوعية، على تنفيذ خطط تشغيلية محكمة تضمن انسيابية الحركة، وتنظيم المسارات بما يحقق أقصى درجات الراحة والسلامة للزائرين، كما تعمل الجهات المعنية في إدارة الحشود، على تسهيل وصول الزائرين إلى الروضة الشريفة، والسلام على الرسول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-، في أجواء إيمانية تسودها السكينة والطمأنينة. وتتوزع الكوادر الميدانية على امتداد المسار المخصص للزيارة، بدءًا من نقاط الاستقبال والتفويج، مرورًا بمناطق الانتظار والتنظيم الداخلي، وصولًا إلى الروضة الشريفة، حيث يتم توجيه الزوار وتوعيتهم بالضوابط والتعليمات، إلى جانب توفير خدمات الإرشاد والترجمة لمساعدة غير الناطقين بالعربية. وتأتي هذه الجهود المتواصلة ضمن منظومة متكاملة تسعى إلى الحفاظ على قدسية المكان، وتحقيق أعلى معايير الأمن والسلامة والراحة للزائرين، تأكيدًا للعناية والرعاية الكبيرة التي توليها المملكة للحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار.


الرياض
منذ 5 ساعات
- الرياض
أمير القصيم يستقبل المشاركين في خدمة ضيوف الرحمن لموسم حج 1446هـ
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، بحضور صاحب السمو الأمير فهد بن سعد بن فيصل بن سعد نائب أمير المنطقة، المشاركين المتميزين في خدمة ضيوف الرحمن خلال موسم حج 1446هـ. وعبّر سمو أمير منطقة القصيم عن شكره لله جل وعلا على فضله ثم للقيادة الرشيدة -أيدها الله- على ما توليه من اهتمام بالغ ورعاية شاملة لخدمة ضيوف الرحمن، مؤكدًا أن النجاحات المتتالية التي تتحقق كل عام ما هي إلا ثمرة لهذا الدعم غير المحدود، مشيدًا بالمشاركين في خدمة حجاج بيت الله الحرام. وأشار إلى أن الجميع من مدنيين وعسكريين وقطاعات خدمية ومتطوعين، عملوا بروح واحدة وهدف مشترك، لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن. ونوه سمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، أن المملكة شرفها الله بأن تكون حاضنة الحرمين الشريفين، وجُبلت على خدمة الحجاج والمعتمرين منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وحتى عهدنا الزاهر، مقدرًا جهود منسوبي الجهات المعنية جميعها بالمنطقة في المشاعر المقدسة أو من خلال المدينة المتكاملة لحجاج البر بمنطقة القصيم، التي تقدم أرقى الخدمات للمسافرين في طريقهم إلى المشاعر المقدسة. وقال سموه: "إن ما يقوم به أبناء هذه البلاد في مواسم الحج هو عمل مشرّف، يستحق الثناء، ويعكس القيم التي بُنيت عليها المملكة، والجميع من مدنيين وعسكريين يعملون في هذا المجال ابتغاء الأجر من الله، وهذا أعظم ما يمكن أن يُقدمه الإنسان في خدمته لوطنه ودينه، فكل من يسهم في هذه الخدمة المباركة يحتسب الأجر ويستشعر حجم الأمانة والمسؤولية". واختتم سموه حديثه بالدعاء سائلًا الله أن يرزقنا شكر نعمته، وأن يديم على وطننا أمنه واستقراره، وأن يجعلنا جميعًا من المقبولين في خدمة ضيوف الرحمن، وأن نكون دومًا عند حسن ظن ولاة أمرنا.


الرياض
منذ 5 ساعات
- الرياض
وادي محرم.. تاريخ زراعي يفوح بالعطريات
بين محافظة الطائف ومركز الهدا الوجهات السياحية الشهيرة، القريبة لمكة المكرمة، يبرز "محرم" الوادي الذي أخذ شهرته، بارتباطه بالميقات المكاني الذي حدد للحجاج القادمين من اليمن وعمان ونجد وبقية دول الخليج. وادي محرم الذي سمي بذلك نسبة لإحرام الحجاج والمعتمرين، ويقع غرب الطائف، وهو الميقات الموازي لميقات قرن المنازل بالسيل الكبير. جولة "الرياض" كشفت عن تنام عمراني واسع على سفوح الوادي، مع وجود مزارع تقليدية، محاطة بعقوم طينية، وأخرى حجرية، وتسقى بمياه الآبار القديمة، تزينها عرائش أشجار العنب. ويجمع الوادي بين التضاريس الطبيعية المتنوعة، وبين البيئة الريفية، التي لا زالت صامدة أمام المتغيرات البيئية الوادي اليوم أصبح وجهة للباحثين عن الهدوء والراحة والاستجمام، نظرا لمكوناته الطبيعية، وبأرضه الخصبة ومياهه الوفيرة. ثمة ملمح جديد، بدت تتضح معالمه، هو تحويل المزارع إلى منتجعات، تضم محلات لبيع وصناعة الورد الطائفي، مع جذب السياح والمعتمرين والمتنزهين، بالشلالات وأركان لألعاب الأطفال وحديقة الطيور، فيما تقدم تلك المنتجعات خيارات متعددة، في الجلسات والمأكولات والمشروبات.