logo
مقبرة مليئة بالسراديب.. كل ما تريد معرفته حول مغارة الفاتيكان

مقبرة مليئة بالسراديب.. كل ما تريد معرفته حول مغارة الفاتيكان

الاقباط اليوممنذ 3 أيام

تعتبر مغارة الفاتيكان، المعروفة أيضًا باسم السراديب البابوية (Vatican Grottoes)، منطقة تاريخية ودينية تقع تحت كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان.
تُعد هذه السراديب مقبرة لعدد من البابوات والملوك والقديسين، بالإضافة إلى احتوائها على آثار تعود إلى العصور المسيحية المبكرة. يُعتبر مدخل هذه المغارة نقطة محورية للزوار الراغبين في استكشاف التاريخ الديني والفني للفاتيكان.
الموقع والتاريخ
الموقع: يقع مدخل السراديب البابوية في الطابق السفلي من كنيسة القديس بطرس، بالقرب من منطقة "الاعتراف" (Confessio)، وهي النقطة التي يُعتقد أنها تضم قبر القديس بطرس الرسول.
التاريخ
بُنيت السراديب على أنقاض الكنيسة القديمة التي تعود للقرن الرابع الميلادي.
- أُعيد تصميمها وتوسعتها خلال عصر النهضة وعصر الباروك، خاصة في عهد البابا كليمنت الثامن (1592–1605).
- تحتوي السراديب على مقابر تعود لفترات تاريخية مختلفة، من العصور الوسطى حتى العصر الحديث.
الوصف المعماري للمدخل
التصميم
يُعتبر المدخل جزءًا من الهيكل المعماري الضخم لكنيسة القديس بطرس، ويتميز بالبساطة النسبية مقارنة بالزخارف الفاخرة في الطابق العلوي.
العناصر الفنية
نقوش لاتينية تذكر أسماء البابوات المدفونين.
- تماثيل وأعمال فنية تعكس الطابع الديني للمكان.
- ممرات ضيقة تضم توابيت حجرية ولوحات تذكارية.
الإضاءة
إضاءة خافتة تُضفي جوًّا من الوقار، مع تركيز الأضواء على المقابر الهامة مثل قبر القديس بطرس.
قبر القديس بطرس: يُعتقد أن السراديب تحوي بقايا قبر القديس بطرس، أول بابا للكنيسة الكاثوليكية، مما يجعلها موقعًا للحج المسيحي.
- مقابر البابوات: تضم أكثر من 90 قبرًا لبطاركة، منهم البابا يوحنا بولس الثاني (نُقل جسده لاحقًا إلى الكنيسة العلوية).
- التراث الفني
تحتوي على لوحات فسيفسائية وأعمال نحتية تعكس تطور الفن المسيحي عبر القرون.
معلومات للزوار
الوصول
المدخل متاح عبر الدرج المؤدي من صحن الكنيسة الرئيسي.
- يُنصح باتباع اللافتات الإرشادية أو الانضمام إلى جولة سياحية مُنظمة.
الزيارة
المواعيد: مفتوحة يوميًا في أوقات محددة، مع إغلاق مؤقت خلال الاحتفالات الدينية.
التكلفة
الدخول مجاني، لكن الجولات الإرشادية قد تتطلب حجزًا مسبقًا.
إرشادات
الالتزام باللباس المحتشم (ممنوع الملابس القصيرة أو الكاشفة).
- يُمنع التصوير الفوتوغرافي في بعض الأجزاء.
الاختلاف بين السراديب البابوية والمقبرة الفاتيكانية (Necropolis)
يخلط البعض بين السراديب البابوية والمقبرة الفاتيكانية الأقدم (التي تقع أعمق تحت الأرض)، والتي تحتوي على مقابر من العصر الروماني. تتطلب زيارة المقبرة الفاتيكانية تصريحًا خاصًا من "مكتب الحفريات" (Scavi).
يُعتبر مدخل مغارة الفاتيكان بوابة إلى عالم من التاريخ المقدس والفنون الرائعة. لا تُمثل السراديب البابوية مجرد مقبرة، بل هي شاهد حي على تطور المسيحية وتراث البابوية عبر القرون. تُعد زيارة هذا الموقع تجربة فريدة للزوار والمؤمنين على حد سواء، تصل بين الماضي والحاضر في قلب الفاتيكان

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ننشر كلمة البابا لاون الرابع عشر في قداس بدء الحبرية
ننشر كلمة البابا لاون الرابع عشر في قداس بدء الحبرية

الاقباط اليوم

timeمنذ 3 أيام

  • الاقباط اليوم

ننشر كلمة البابا لاون الرابع عشر في قداس بدء الحبرية

في قداس افتتاح حبريّته، استهلّ البابا الجديد خدمته بنداء يشبه صلاة: دعوة إلى المحبّة إلى الوحدة، إلى بناء كنيسة تكون بيتًا واسع الأبواب، تحتضن ولا تُقصي، تُنير ولا تُدين، تُرافق ولا تفرض. وفي خطابه، لم يقدّم برنامجًا مؤسساتيًا، بل روحًا، ونهجًا، وإرثًا حيًّا من الثقة بأنّ المسيح لا يزال يرعى كنيسته، ويدعوها لأن تكون علامة حيّة لحضوره في العالم. في قداس يحمل بعدًا كنسيًا وتاريخيًا، افتتح البابا لاوُن الرابع عشر حبريّته بعظة جمعت بين التأصّل الروحي والوعي العميق بالتحديات الراهنة التي تواجه الكنيسة والعالم. وبكلمات اختلط فيها التأمّل اللاهوتي بالتوجيه الرعوي، رسم البابا الجديد ملامح خدمته: راعٍ لا يملك بل يخدم؛ قائدٌ لا يعلو بل يسير مع القطيع. في سياق دوليّ يتّسم بالاستقطاب والانقسام، شدّد على رسالة الكنيسة كخميرة وحدة ومصالحة، داعيًا إلى محبّة تتخطّى الجدران وتحتضن التعدّد كغنى لا كتهديد. إنها بداية حبريّة تنطلق من الإيمان، وتحلم بعالم أكثر أخوّة. قال البابا لاوُن الرابع عشر أحييكم جميعًا من أعماق القلب، ممتلئًا عرفانًا وشكرًا، في مستهلّ الخدمة التي أوكلت إليّ. لقد كتب القديس أوغسطينوس يقول: "لقد خلقتنا لك، [يا ربّ]، وقلبنا لن يهدأ ما لم يرتاح فيك". لقد عشنا في الأيام الأخيرة زمنًا أليمًا. إنّ وفاة البابا فرنسيس قد ملأت قلوبنا بالحزن، وفي تلك الساعات العصيبة شعرنا، كما يقول الإنجيل، أنّنا "كغنمٍ لا راعي لها". في يوم الفصح، نلنا بركته الأخيرة، وفي نور القيامة واجهنا تلك اللحظات بيقينٍ راسخ بأنّ الربّ لا يترك شعبه أبدًا، بل يجمعه حين يتفرّق، ويحفظه كما يحفظ الراعي قطيعه. وفي روح الإيمان هذا، اجتمع مجمع الكرادلة في الكونكلاف؛ وإذ جئنا من دروب وقصص مختلفة، وضعنا بين يدي الله رغبتنا في انتخاب خليفةٍ جديد لبطرس، أسقف روما، راعٍ قادر على أن يحفظ الإرث الثمين للإيمان المسيحي، وفي الوقت عينه، أن يرفع نظره إلى البعيد، ليواجه تساؤلات هذا الزمن، قلقه وتحدّياته. وبفضل صلواتكم، اختبرنا عمل الروح القدس، ذاك الذي يعرف كيف يوحّد الآلات المتنوّعة في سمفونية واحدة، ويحرّك أوتار قلوبنا بنغمة واحدة. لقد وقع عليّ الاختيار بدون استحقاق، وبخشوعٍ ورعدة آتي إليكم كأخٍ يريد أن يكون خادمًا لإيمانكم وفرحكم، ويسير معكم في درب محبّة الله، الذي يريدنا جميعًا متّحدين في عائلةً واحدة. تابع الأب الأقدس يقول المحبّة والوحدة: هذان هما البعدان للرسالة التي أوكلها يسوع لبطرس. وهذا ما يرويه لنا نصّ الإنجيل الذي يأخذنا إلى ضفاف بحيرة طبريّة، تلك التي بدأ عندها يسوع رسالته التي نالها من الآب: أن "يصطاد" البشرية لينتشلها من مياه الشر والموت. فعلى شاطئ تلك البحيرة، دعا بطرس وسائر التلاميذ الأوائل لكي يكونوا على مثاله "صيّادي بشر"؛ والآن، بعد القيامة، يقع على عاتقهم أن يواصلوا هذه الرسالة، أن يلقوا الشباك دائمًا ومجدّدًا لكي يغمروا مياه العالم برجاء الإنجيل، ويُبحروا في بحر الحياة لكي يجد الجميع ذواتهم في حضن الله. أضاف الحبر الأعظم يقول ولكن، كيف لبطرس أن يواصل هذه المهمّة؟ يخبرنا الإنجيل أن الأمر ممكن فقط لأنّه اختبر في حياته محبّة الله اللامحدودة وغير المشروطة، حتى في لحظات السقوط والإنكار. ولهذا السبب، عندما يتوجّه يسوع إلى بطرس، يستخدم الإنجيلي الفعل اليوناني agapō، وهو يشير إلى محبّة الله لنا، إلى تقدمة ذاته بدون تحفظ وحسابات، بخلاف الفعل الذي يستخدمه بطرس في جوابه، والذي يشير إلى محبّة الصداقة المتبادلة بيننا نحن البشر. وعندما سأل يسوع بطرس: "يا سمعان بن يونا، أتحبّني"، إنّما يشير إلى محبّة الآب كأنّما يقول له: لا يمكنك أن ترعى خرافي إلا إذا اختبرت هذه المحبّة الإلهية التي لا تتغيّر أبدًا؛ وحدها محبّة الآب تستطيع أن تجعلك تحبّ إخوتك بذلك "الإضافي"، أي بأن تبذل حياتك من أجلهم. تابع الأب الأقدس يقول لذا، أُوكل إلى بطرس واجب "أن يحبّ أكثر"، وأن يبذل حياته من أجل القطيع. إنَّ خدمة بطرس مطبوعة بهذا الحب الخالي من الأنانية، لأنّ كنيسة روما ترأس في المحبة، وسلطتها الحقيقية هي محبّة المسيح. ليست مهمّتنا أن نأسر الآخرين بالغلبة أو بالدعاية الدينية أو بأساليب السلطة، بل أن نحبّ دائمًا وفقط على مثال يسوع. فهو كما يعلن بطرس الرسول "الحجر الذي رذلتموه أيها البنّاؤون، فصار رأس الزاوية". وإن كان الحجر هو المسيح، فعلى بطرس أن يرعى القطيع بدون أن يرضخ أبدًا لتجربة أن يكون زعيمًا منفردًا، أو رئيسًا متعاليًا على الآخرين، يسيطر على الذين أوكلوا إليه، بل على العكس، يُطلب منه أن يخدم إيمان إخوته، ويسير معهم، لأننا جميعًا "أحجار حيّة"، دُعينا من خلال المعمودية لكي نُشيّد بيت الله في شركة أخوية، في انسجام الروح، وفي تعايش الاختلافات. كما يؤكِّد القديس أوغسطينوس: "إنَّ الكنيسة تتكوّن من جميع الذين يعيشون في وفاق مع إخوتهم ويحبّون القريب". أضاف الحبر الأعظم يقول هذا، أيها الإخوة والأخوات، هو ما أودّ أن يكون أول رغبة عظيمة لنا جميعًا: كنيسة متّحدة، علامة للوحدة والشركة، تصبح خميرة في عالم متصالح. في زمننا هذا، ما زلنا نرى الكثير من الانقسام، والكثير من الجراح الناجمة عن الحقد والعنف والأحكام المسبقة، وعن الخوف من المختلف، وعن نمط اقتصادي يستهلك موارد الأرض ويقصي الفقراء. ونحن نريد أن نكون في هذا العجين، خميرة صغيرة للوحدة، والشركة، والأخوّة. نريد أن نقول للعالم، بتواضع وفرح: انظروا إلى المسيح! اقتربوا منه! اقبلوا كلمته التي تنير وتُعزّي! أنصتوا إلى نداء محبته لكي نصبح عائلته الواحدة: ففي المسيح الواحد نصبح واحدًا. وهذه هي الدرب التي علينا أن نسلكها معًا، فيما بيننا، وإنما أيضًا مع الكنائس المسيحية الشقيقة، ومع الذين يسيرون في دروب دينية أخرى، ومع كل من يحمل في قلبه قلق البحث عن الله، ومع جميع النساء والرجال ذوي الإرادة الصالحة، لكي نبني عالمًا جديدًا يسود فيه السلام. هذا هو الروح الرسوليّ الذي يجب أن يحرِّكنا، بدون أن ننغلق في مجموعاتنا الصغيرة، ولا أن نشعر بأننا أفضل من الآخرين؛ نحن مدعوون لكي نقدّم محبّة الله للجميع، لكي تتحقّق تلك الوحدة التي لا تزيل الفوارق، بل تحتضن تاريخ كل إنسان، وثقافة كل شعب، وتنوّعه الديني والاجتماعي. وختم البابا لاوُن الرابع عشر عظته بالقول أيها الإخوة والأخوات، هذه هي ساعة المحبّة! إنَّ محبّة الله التي تجعلنا إخوة هي قلب الإنجيل، ومع سلفي البابا لاوُن الثالث عشر يمكننا اليوم أن نسأل أنفسنا: "ألا تنتهي فورًا جميع الخلافات، ويعود السلام، لو ساد هذا المبدأ في العالم؟". لنَبْنِ، بنور الروح القدس وقوّته، كنيسة قائمة على محبّة الله، وعلامة للوحدة، كنيسة مرسلة، تفتح ذراعيها للعالم، وتعلن الكلمة، وتصغي لنداءات التاريخ، وتصبح خميرة انسجام للبشرية. معًا، كشعب واحد، وكإخوة، لنسر نحو الله، ولنحبّ بعضنا بعضًا.

ننشر كلمة البابا لاون الرابع عشر في قداس بدء الحبرية
ننشر كلمة البابا لاون الرابع عشر في قداس بدء الحبرية

الدستور

timeمنذ 3 أيام

  • الدستور

ننشر كلمة البابا لاون الرابع عشر في قداس بدء الحبرية

في قداس افتتاح حبريّته، استهلّ البابا الجديد خدمته بنداء يشبه صلاة: 'دعوة إلى المحبّة إلى الوحدة، إلى بناء كنيسة تكون بيتًا واسع الأبواب، تحتضن ولا تُقصي، تُنير ولا تُدين، تُرافق ولا تفرض'. وفي خطابه، لم يقدّم برنامجًا مؤسساتيًا، بل روحًا، ونهجًا، وإرثًا حيًّا من الثقة بأنّ المسيح لا يزال يرعى كنيسته، ويدعوها لأن تكون علامة حيّة لحضوره في العالم. في قداس يحمل بعدًا كنسيًا وتاريخيًا، افتتح البابا لاوُن الرابع عشر حبريّته بعظة جمعت بين التأصّل الروحي والوعي العميق بالتحديات الراهنة التي تواجه الكنيسة والعالم. وبكلمات اختلط فيها التأمّل اللاهوتي بالتوجيه الرعوي، رسم البابا الجديد ملامح خدمته: راعٍ لا يملك بل يخدم؛ قائدٌ لا يعلو بل يسير مع القطيع. في سياق دوليّ يتّسم بالاستقطاب والانقسام، شدّد على رسالة الكنيسة كخميرة وحدة ومصالحة، داعيًا إلى محبّة تتخطّى الجدران وتحتضن التعدّد كغنى لا كتهديد. إنها بداية حبريّة تنطلق من الإيمان، وتحلم بعالم أكثر أخوّة. قال البابا لاوُن الرابع عشر أحييكم جميعًا من أعماق القلب، ممتلئًا عرفانًا وشكرًا، في مستهلّ الخدمة التي أوكلت إليّ. لقد كتب القديس أوغسطينوس يقول: "لقد خلقتنا لك، [يا ربّ]، وقلبنا لن يهدأ ما لم يرتاح فيك". لقد عشنا في الأيام الأخيرة زمنًا أليمًا. إنّ وفاة البابا فرنسيس قد ملأت قلوبنا بالحزن، وفي تلك الساعات العصيبة شعرنا، كما يقول الإنجيل، أنّنا "كغنمٍ لا راعي لها". في يوم الفصح، نلنا بركته الأخيرة، وفي نور القيامة واجهنا تلك اللحظات بيقينٍ راسخ بأنّ الربّ لا يترك شعبه أبدًا، بل يجمعه حين يتفرّق، ويحفظه كما يحفظ الراعي قطيعه. وفي روح الإيمان هذا، اجتمع مجمع الكرادلة في الكونكلاف؛ وإذ جئنا من دروب وقصص مختلفة، وضعنا بين يدي الله رغبتنا في انتخاب خليفةٍ جديد لبطرس، أسقف روما، راعٍ قادر على أن يحفظ الإرث الثمين للإيمان المسيحي، وفي الوقت عينه، أن يرفع نظره إلى البعيد، ليواجه تساؤلات هذا الزمن، قلقه وتحدّياته. وبفضل صلواتكم، اختبرنا عمل الروح القدس، ذاك الذي يعرف كيف يوحّد الآلات المتنوّعة في سمفونية واحدة، ويحرّك أوتار قلوبنا بنغمة واحدة. لقد وقع عليّ الاختيار بدون استحقاق، وبخشوعٍ ورعدة آتي إليكم كأخٍ يريد أن يكون خادمًا لإيمانكم وفرحكم، ويسير معكم في درب محبّة الله، الذي يريدنا جميعًا متّحدين في عائلةً واحدة. تابع الأب الأقدس يقول المحبّة والوحدة: هذان هما البعدان للرسالة التي أوكلها يسوع لبطرس. وهذا ما يرويه لنا نصّ الإنجيل الذي يأخذنا إلى ضفاف بحيرة طبريّة، تلك التي بدأ عندها يسوع رسالته التي نالها من الآب: أن "يصطاد" البشرية لينتشلها من مياه الشر والموت. فعلى شاطئ تلك البحيرة، دعا بطرس وسائر التلاميذ الأوائل لكي يكونوا على مثاله "صيّادي بشر"؛ والآن، بعد القيامة، يقع على عاتقهم أن يواصلوا هذه الرسالة، أن يلقوا الشباك دائمًا ومجدّدًا لكي يغمروا مياه العالم برجاء الإنجيل، ويُبحروا في بحر الحياة لكي يجد الجميع ذواتهم في حضن الله. أضاف الحبر الأعظم يقول ولكن، كيف لبطرس أن يواصل هذه المهمّة؟ يخبرنا الإنجيل أن الأمر ممكن فقط لأنّه اختبر في حياته محبّة الله اللامحدودة وغير المشروطة، حتى في لحظات السقوط والإنكار. ولهذا السبب، عندما يتوجّه يسوع إلى بطرس، يستخدم الإنجيلي الفعل اليوناني agapáō، وهو يشير إلى محبّة الله لنا، إلى تقدمة ذاته بدون تحفظ وحسابات، بخلاف الفعل الذي يستخدمه بطرس في جوابه، والذي يشير إلى محبّة الصداقة المتبادلة بيننا نحن البشر. وعندما سأل يسوع بطرس: "يا سمعان بن يونا، أتحبّني"، إنّما يشير إلى محبّة الآب كأنّما يقول له: لا يمكنك أن ترعى خرافي إلا إذا اختبرت هذه المحبّة الإلهية التي لا تتغيّر أبدًا؛ وحدها محبّة الآب تستطيع أن تجعلك تحبّ إخوتك بذلك "الإضافي"، أي بأن تبذل حياتك من أجلهم. تابع الأب الأقدس يقول لذا، أُوكل إلى بطرس واجب "أن يحبّ أكثر"، وأن يبذل حياته من أجل القطيع. إنَّ خدمة بطرس مطبوعة بهذا الحب الخالي من الأنانية، لأنّ كنيسة روما ترأس في المحبة، وسلطتها الحقيقية هي محبّة المسيح. ليست مهمّتنا أن نأسر الآخرين بالغلبة أو بالدعاية الدينية أو بأساليب السلطة، بل أن نحبّ دائمًا وفقط على مثال يسوع. فهو – كما يعلن بطرس الرسول– "الحجر الذي رذلتموه أيها البنّاؤون، فصار رأس الزاوية". وإن كان الحجر هو المسيح، فعلى بطرس أن يرعى القطيع بدون أن يرضخ أبدًا لتجربة أن يكون زعيمًا منفردًا، أو رئيسًا متعاليًا على الآخرين، يسيطر على الذين أوكلوا إليه، بل على العكس، يُطلب منه أن يخدم إيمان إخوته، ويسير معهم، لأننا جميعًا "أحجار حيّة"، دُعينا من خلال المعمودية لكي نُشيّد بيت الله في شركة أخوية، في انسجام الروح، وفي تعايش الاختلافات. كما يؤكِّد القديس أوغسطينوس: "إنَّ الكنيسة تتكوّن من جميع الذين يعيشون في وفاق مع إخوتهم ويحبّون القريب". أضاف الحبر الأعظم يقول هذا، أيها الإخوة والأخوات، هو ما أودّ أن يكون أول رغبة عظيمة لنا جميعًا: كنيسة متّحدة، علامة للوحدة والشركة، تصبح خميرة في عالم متصالح. في زمننا هذا، ما زلنا نرى الكثير من الانقسام، والكثير من الجراح الناجمة عن الحقد والعنف والأحكام المسبقة، وعن الخوف من المختلف، وعن نمط اقتصادي يستهلك موارد الأرض ويقصي الفقراء. ونحن نريد أن نكون في هذا العجين، خميرة صغيرة للوحدة، والشركة، والأخوّة. نريد أن نقول للعالم، بتواضع وفرح: انظروا إلى المسيح! اقتربوا منه! اقبلوا كلمته التي تنير وتُعزّي! أنصتوا إلى نداء محبته لكي نصبح عائلته الواحدة: ففي المسيح الواحد نصبح واحدًا. وهذه هي الدرب التي علينا أن نسلكها معًا، فيما بيننا، وإنما أيضًا مع الكنائس المسيحية الشقيقة، ومع الذين يسيرون في دروب دينية أخرى، ومع كل من يحمل في قلبه قلق البحث عن الله، ومع جميع النساء والرجال ذوي الإرادة الصالحة، لكي نبني عالمًا جديدًا يسود فيه السلام. هذا هو الروح الرسوليّ الذي يجب أن يحرِّكنا، بدون أن ننغلق في مجموعاتنا الصغيرة، ولا أن نشعر بأننا أفضل من الآخرين؛ نحن مدعوون لكي نقدّم محبّة الله للجميع، لكي تتحقّق تلك الوحدة التي لا تزيل الفوارق، بل تحتضن تاريخ كل إنسان، وثقافة كل شعب، وتنوّعه الديني والاجتماعي. وختم البابا لاوُن الرابع عشر عظته بالقول أيها الإخوة والأخوات، هذه هي ساعة المحبّة! إنَّ محبّة الله التي تجعلنا إخوة هي قلب الإنجيل، ومع سلفي البابا لاوُن الثالث عشر يمكننا اليوم أن نسأل أنفسنا: "ألا تنتهي فورًا جميع الخلافات، ويعود السلام، لو ساد هذا المبدأ في العالم؟". لنَبْنِ، بنور الروح القدس وقوّته، كنيسة قائمة على محبّة الله، وعلامة للوحدة، كنيسة مرسلة، تفتح ذراعيها للعالم، وتعلن الكلمة، وتصغي لنداءات التاريخ، وتصبح خميرة انسجام للبشرية. معًا، كشعب واحد، وكإخوة، لنسر نحو الله، ولنحبّ بعضنا بعضًا.

أخبار العالم : البابا لاوُن الـ14 يرتدي "خاتم الصياد" بمراسم تنصيبه.. ما هي دلالاته
أخبار العالم : البابا لاوُن الـ14 يرتدي "خاتم الصياد" بمراسم تنصيبه.. ما هي دلالاته

نافذة على العالم

timeمنذ 3 أيام

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : البابا لاوُن الـ14 يرتدي "خاتم الصياد" بمراسم تنصيبه.. ما هي دلالاته

الأحد 18 مايو 2025 06:30 مساءً نافذة على العالم - (CNN)-- انطلقت مراسم تنصيب البابا لاوُن الـ14، أول بابا أمريكي على الإطلاق، رسميًا في قداس خاص في ساحة القديس بطرس، الأحد، بحضور قادة العالم وأفراد من العائلة المالكة وعشرات الآلاف من العامة. Credit: Vatican ووصل البابا رقم 267 إلى الفاتيكان على متن سيارة "باباموبيل"، ورحبت به الحشود الغفيرة أثناء تجوله في ساحة القديس بطرس لأول مرة في السيارة المصممة خصيصًا. Credit: Vatican ويزخر قداس 18 مايو بالرمزية، وتضم منح البابا لاوُن رسميًا رموز منصبه، بما في ذلك الباليوم - وهو ثوب من صوف الحمل يرمز إلى رعايته الرعوية للكنيسة ودوره كراعٍ لرعيته وخاتم الصياد، الذي يرمز إلى سلطة البابا كخليفة للقديس بطرس، الصياد الذي يعتبره الكاثوليك أول بابا. Credit: FILIPPO MONTEFORTE/AFP via Getty Images) واندلعت موجة من التصفيق عندما استلم البابا الباليوم المصنوع من صوف الحمل وارتداه لأول مرة خلال القداس، وأصدر الفاتيكان تفاصيل الخاتم، الذي يحمل صورة القديس بطرس على شريطه الخارجي، ونقش عليه اسم "ليو الرابع عشر" وشعار النبالة الخاص بالبابا من الداخل. قد يهمك أيضاً ويرتدي جميع الأساقفة خواتم لإظهار ارتباطهم بالكنيسة المحلية التي يقودونها، ويرمز خاتم البابا، بصفته أسقف روما، إلى "تعلقه" بالكنيسة بأكملها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store