
الخطاط العرافي: الخصوصية المكانية والتاريخية نسجت الخطين «الأول» و«السعودي»
كشف مُعلم الخط العربي في الحرم المكي الشريف الخطاط إبراهيم العرافي أن أبرز السمات الجمالية التي يتسم بها الخطان «الأول» و»السعودي» اللذان أطلقتهما وزارة الثقافة تكمن في التفرد والخصوصية المكانية والتاريخية، فيما تنبثق قوتهما من أهداف استخدامهما من حيث التعامل الفني اليدوي لـ»الخط الأول»، والبساطة في التنفيذ وسهولة الكتابة والوضوح عند الكتابة التقنية لـ»الخط السعودي» لمتانة القواعد التي وضعت له.
وتابع: «ومن الناحية المنفعية، ستساهم الاستخدامات المتنوعة لكل ممارس لهذين الخطين في مجالات التعليم والصحافة والتقنية والديكور والأزياء والتصميم والنحت والتشكيل والهندسة والذكاء الاصطناعي، والمجالات الفنية الأخرى، حيث أن الأفكار الإبداعية التي طُرحت ضمن ذلك المشروع أخذت في الاعتبار كل التفاصيل، ليُعاصر الخطان وقتَهُما الحاضر المزدهر».
وأوضح بأن الخطين «الأول» و»السعودي» يتميزان من حيث المكان بامتلاكهما عناصر جمالية متطورة للخطوط الموجودة في الجزيرة العربية سابقاً، أما من الناحية الاستقلالية، فهما يملكان خصائص فنية من النقوش والمصاحف، التي تم تتبعها ودراستها وتحليلها فنياً ليصبحا امتداداً مستقلا، فيما يعتمد التطوير الحاصل على إضافة جمالية من نفس الروح الموروثة، وهو بالطبع على خلاف الخطوط التي ظهرت بعد ذلك في العهود اللاحقة والتي تولدت من بعضها البعض، فعلى سبيل المثال خط النسخ والثلث وظهور الخط المشترك بينهما خط التوقيع (الإجازة)، وأيضا خط الرقعة الذي ظهر بعد تطوره خط الديواني، ومن ثم كذلك خط جلي الديواني، وهذه الخطوط معتمدة شكلياً على بعضها البعض، غير أن الخط الأول والسعودي ظهرا باستقلالية تامة، واستُلهما من ذلك الخط الموجود في الجزيرة العربية في زمن المصطفى صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين.
وعن مساهمة الخطين في إحياء روح الخط العربي المستلهم من أقدم النقوش والمصاحف، قال العرافي: «يُحسب لوزارة الثقافة اعتمادها على دراسة النقوش والمصاحف الأولى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده، وذلك لوجود جمالية مميزة خلال الثمانين عاماً الأولى للهجرة، فمن خلال التأمل بها واستخراج الثبات الشكلي لمفردة الحروف أولاً ومن ثم جماليات الكلمة والنص بشكل عام، تم استلهام الجمال الشكلي وتطويره لتظهر تلك النتائج العبقرية، ولتتماشى تلك الخطوط مع ازدهار المملكة وتطلعاتها خلال الفترة الذهبية التي يعيشها المواطن في شتى نواحي الحياة، كلٌّ حسب مجاله واستخدامه للبرامج والتطبيقات المختلفة».
وأضاف: «فعلى سبيل المثال يوجد لدينا برامج منوعة للمُكاتبات اليومية عبر أجهزة الكمبيوتر، وهنا سيظهر الخط السعودي الذي يتسم بالخصوصية والوضوح والجمالية، ليتمكن الموظفون بجميع مستوياتهم من استخدام هذا الخط، وأيضاً سيَبرُز «الخط الأول» في مجالات التعليم من خلال جماله باستخدام الكتابة اليدوية، حيث صُممت قواعده وقوانينه الشكلية لتتلاءم مع الصفوف الدراسية، ولتتناسب مع المراكز التعليمية المتخصصة في تقديم الدورات التدريبية لتصميم منتجات مختلفة كالشعارات والطباعة على المنسوجات، والديكور والأعمال الفنية الخطية الكلاسيكية والتشكيلية والمجسمات»، وهو ما ينطبق بدوره عل على الخط السعودي.
واختتم الخطاط العرافي حديثة بالإشادة بخطة وزارة الثقافة التي شكّلت مجموعةً من الخُبراء المحليين والدوليين لتنفيذ (الخط الأول) و(الخط السعودي) بدعمٍ من الهيئة السعودية للملكية الفكرية، ودارة الملك عبدالعزيز، ومبادرة مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي، الذين عملوا وفق منهجية علمية مُحكَمة شملت البحث والتحليل من خلال الزيارات الميدانية، واستخلاص وتحليل النصوص، وتطوير النماذج الأولية، وإعادة رسم الخط، وتكوين القواعد الكتابية، وتطوير القواعد الجمالية، والنسب للحروف، إضافةً لتطوير التطبيقات وأساليب الخط، ثم المراجعة والتقييم النهائي، ليخرج المشروع بمجموعةٍ من المخرجات من أبرزها تطوير الخط العربي بهويته الأولى، وترقيمه عبر تطبيقات الخط، ورسم هذا الخط، ووضع قواعد فنية وجمالية له، مع وضع أبجدية فنية تعليمية لأصول الخط، وقواعده البسيطة، ورقمنته، وتوفيره بناءً على أفضل الممارسات.
يُذكر أن وزارة الثقافة قد أطلقت مؤخراً «الخط الأول» و»الخط السعودي» من منطلق إيمانها بأهمية الخط العربي، ودوره في تشكيل الهوية الثقافية الوطنية، بوصفه الوعاء الفني الإبداعي الذي احتوى الثقافة العربية عبر تاريخها الطويل، حيث يسعى المشروع إلى تعزيز حضور الخطوط العربية بهويتها الأولى في التطبيقات المعاصرة، تحقيقاً لمستهدفات الاستراتيجية الوطنية للثقافة، ومستهدفات رؤية السعودية 2030 في جوانبها الثقافية، خصوصاً ما يتعلق بالعناية باللغة العربية، وتنمية المساهمة السعودية في الفنون والثقافة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


غرب الإخبارية
منذ 32 دقائق
- غرب الإخبارية
سماحة مفتي عام المملكة في درسه العلمي: "وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون" دعوة ربانية للتوحيد الخالص
المصدر - ألقى سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، درسًا علميًا عن بعد بعنوان: (وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون)، تناول فيه أهمية التوحيد والإخلاص لله تعالى في العبادة، مؤكدًا أن الغاية من خلق الجن والإنس هي عبادة الله وحده لا شريك له. واستهل سماحته درسه بحمد الله والثناء عليه، والصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم استدل بقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، ليؤكد أن العبادة لا تصرف إلا لله، مشددًا على أن الله وحده هو المستحق للعبادة دون غيره، وأن صرف أي نوع من العبادة كالدعاء أو الذبح أو النذر لغير الله يعد شركًا. كما بيّن سماحته :أن الله سبحانه هو الخالق الرازق المدبر، وأن المخلوق لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا، مستشهدًا بقوله تعالى: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ…)، مضيفًا أن الله أرسل الرسل لهداية الناس إلى عبادته، وأن من أشرك بالله لم تُقبل منه عبادته. وشدد سماحته: على أن التوحيد هو طريق الأمن والهداية، مستدلًا بقوله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ…)، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الله لا يحتاج إلى وسطاء أو شفعاء في العبادة، مستشهدًا بقول الله عز وجل: (قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا)، وفي ختام الدرس، أوصى سماحته بالإخلاص لله، واجتناب الشرك ووسائله، كما دعا بالثبات والهداية للمسلمين، وبالتوفيق والسداد لولاة أمر هذه البلاد، وختم بالصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. وكان سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ قد افتتح الدورة العلمية الكبرى «إتحاف الناسك بأحكام المناسك» في المسجد الحرام، التي أطلقتها رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي بالتعاون مع الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء خلال الفترة من 19 ذي القعدة إلى 5 ذي الحجة 1446هـ.


الحدث
منذ 41 دقائق
- الحدث
الجمعية الخيرية بجازان تستعد لاستقبال موسم الحج بـ50 ألف سلة غذائية
متابعات - نوح مجممي في إطار جهودها المتواصلة لخدمة المجتمع، أعلنت جمعية البر الخيرية بجازان عن استعدادها لتوزيع أكثر من 50 ألف سلة غذائية، إلى جانب 50 ألف كيس دقيق فاخر، خلال شهر ذي الحجة لعام 1446هـ، وذلك ضمن خطتها الموسمية الرامية إلى دعم الأسر المحتاجة والمستفيدين في مختلف محافظات ومراكز منطقة جازان. وأكد رئيس مجلس إدارة الجمعية، أ. خالد آل حيدر، أن الجمعية بدأت باكراً في التحضير لبرنامج السلال الغذائية والمشاريع الموسمية الأخرى، بهدف تقديم خدمات نوعية ومتميزة تسهم في تلبية احتياجات المستفيدين، وتعزز من أواصر التكافل الاجتماعي في أيام عشر ذي الحجة. مبينا الشيخ محمد العلاوي أمين عام الجمعية الخيرية أن هذا الجهد يأتي حرصًا على إدخال الفرح والسرور على المحتاجين، ليشاركوا باقي أفراد المجتمع في فرحة هذه الأيام المباركة. كما رفعت الجمعية أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – على ما يولونه من دعم ورعاية متواصلة للعمل الخيري والقطاع غير الربحي، والذي كان له الأثر الكبير في تمكين الجمعيات الخيرية من أداء دورها في خدمة المجتمع وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.


صحيفة عاجل
منذ 5 ساعات
- صحيفة عاجل
اللواء المربع يتفقد جوازات جسر الملك فهد
تفقد مدير عام الجوازات المكلّف اللواء الدكتور صالح بن سعد المربع جوازات جسر الملك فهد بالمنطقة الشرقية، للوقوف ميدانيًا على الخدمات التي تقدمها الجوازات لحجاج بيت الله الحرام، وتسهيل إجراءات دخولهم بيسر وسهولة.