
21.5 % من السعوديين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي
يستخدم 21.5% فقط من مستخدمي الإنترنت في السعودية أدوات الذكاء الاصطناعي وفقا لأحدث تقرير صادر عن هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية 2025، وهي نسبة متواضعة مقارنة بالانتشار الهائل للإنترنت الذي يصل إلى 99% من السكان.
فجوة رقمية
كشف التقرير عن فجوة واضحة بين الجنسين في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تبلغ نسبة الاستخدام بين الذكور 27.7% مقابل 17% فقط للإناث، بفارق يتجاوز 10 نقاط مئوية.
هذه الفجوة تثير تساؤلات مهمة حول العوامل الاجتماعية والثقافية والتعليمية التي قد تؤثر على إقبال المرأة السعودية على استخدام هذه التقنيات المتقدمة.
ويرى خبراء في التقنية والتحول الرقمي أن هذه الفجوة تعكس تحدياً عالمياً في مجال التقنية، لكنها تمثل أيضاً فرصة كبيرة لتمكين المرأة السعودية من خلال برامج توعوية وتدريبية مخصصة تستهدف تشجيع الإناث على الانخراط في مجالات الذكاء الاصطناعي.
الشباب أولاً
يظهر التقرير أن الفئات العمرية الأصغر سناً هي الأكثر استخداماً لأدوات الذكاء الاصطناعي، حيث تتصدر الفئة العمرية 20 - 29 سنة القائمة بنسبة 27.3%، تليها الفئة العمرية 10 - 19 سنة بنسبة 26.4%. وتنخفض هذه النسبة بشكل تدريجي مع تقدم العمر لتصل إلى 6.2% فقط للفئة العمرية 60 - 74 سنة.
هذا التوزيع العمري يسلط الضوء على أهمية تطوير برامج تدريبية تستهدف كبار السن وتساعدهم على مواكبة التطورات التقنية المتسارعة. كما يشير إلى دور المؤسسات التعليمية في تعزيز مهارات الذكاء الاصطناعي لدى الأجيال الشابة، مما يؤهلهم للمنافسة في سوق العمل المستقبلي.
تكشف البيانات عن تباين جغرافي لافت في استخدام الذكاء الاصطناعي بين مناطق المملكة، مما يرسم خريطة رقمية متفاوتة تستحق التحليل المعمق.
تتصدر منطقة تبوك المشهد بنسبة استخدام مرتفعة تصل إلى 30.5%، متفوقة على مناطق ذات كثافة سكانية وثقل اقتصادي أكبر مثل الرياض 27.7% والشرقية 26.4%.
وتتوزع النسب بشكل متفاوت بين المناطق الأخرى، حيث تسجل منطقة القصيم 25.7%، ومكة المكرمة 18% وجازان والباحة 24.7% لكل منهما، والحدود الشمالية 21.7% وحائل 18.8% ونجران 17.8% والمدينة المنورة 16.9% وعسير 12.7%.
وتأتي منطقة الجوف في المرتبة الأخيرة بنسبة 9.5% فقط، مسجلة بذلك فجوة تصل إلى 21 نقطة مئوية مع المنطقة الأعلى استخداماً.
تجربة تبوك
يرى خبراء في التقنية والتحول الرقمي أن تجربة منطقة تبوك تستحق الدراسة والتحليل، فقد نجحت في تحقيق نسبة استخدام متقدمة للذكاء الاصطناعي رغم أنها ليست من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية أو المراكز الاقتصادية الكبرى. هذا النجاح قد يكون مرتبطاً بمبادرات محلية أو شراكات مع القطاع الخاص أو برامج تعليمية مبتكرة يمكن تعميمها على المناطق الأخرى، خاصة منطقة الجوف التي تحتاج إلى جهود مضاعفة لتقليص الفجوة الرقمية.
مبادرات وطنية
تدرك السعودية أهمية الذكاء الاصطناعي كمحرك للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وقد أطلقت عدة مبادرات طموحة في هذا المجال، أبرزها:
الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» التي تأسست عام 2019 لقيادة مسيرة التحول نحو اقتصاد قائم على البيانات والذكاء الاصطناعي.
وبرنامج تنمية القدرات البشرية الذي يستهدف تطوير مهارات المواطنين في مجالات المستقبل، بما فيها الذكاء الاصطناعي.
ومبادرة نيوم: التي تعتمد بشكل كبير على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تصميم وتشغيل المدينة المستقبلية.
وبرنامج «ذكاء» الذي أطلقته وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لتعزيز الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي وتطوير الحلول المحلية.
تقنية المستقبل
من المتوقع أن يشهد استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي نمواً ملحوظاً في السنوات المقبلة. وتشير التوقعات إلى أن هذا النمو سيكون مدفوعاً بعدة عوامل، أبرزها:
ـ زيادة الوعي بأهمية الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مختلف مجالات الحياة.
ـ تطوير مزيد من التطبيقات والحلول المحلية التي تلبي احتياجات المستخدم السعودي.
ـ توسع الشركات في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة العمليات وتعزيز تجربة العملاء.
ـ دمج مهارات الذكاء الاصطناعي في المناهج التعليمية بمختلف المراحل.
موجة جديدة
يرى خبراء في التقنية والتحول الرقمي أن المملكة تشهد بداية موجة جديدة من التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي سيكون محركها الرئيس.
النسب الحالية لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي قد تبدو متواضعة، لكنها تمثل أساساً صلباً يمكن البناء عليه، خصوصاً مع وجود بنية تحتية رقمية متطورة ودعم حكومي قوي.
99 % نسبة انتشار الإنترنت في المملكة
48.6 % من المستخدمين يقضون 7+ ساعات يومياً على الإنترنت
27.7 % استخدام الذكور للذكاء الاصطناعي
17 % استخدام الإناث للذكاء الاصطناعي
10.7 % الفجوة بين الجنسين
نسب استخدام الذكاء اىصطناعي حسب العمر
27.3 % الفئة العمرية 20-29 سنة (الأعلى)
26.4 % الفئة العمرية 10-19 سنة
6.2 % الفئة العمرية 60-74 سنة (الأقل)
نسب الذكاء الاصطناعي حسب المناطق
30.5 % منطقة تبوك (الأعلى)
27.7 % منطقة الرياض
26.4 % المنطقة الشرقية
9.5 % منطقة الجوف (الأقل)
21 % الفجوة بين أعلى وأقل منطقة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة مكة
منذ 12 ساعات
- صحيفة مكة
«سدايا»: حجم الإنفاق على الذكاء الاصطناعي التوليدي يصل إلى 202 مليار دولار
أصدرت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» تقريرا متخصصا بعنوان «الذكاء الاصطناعي التوليدي.. آفاق واعدة لمستقبل أفضل»، يسلط الضوء على التحولات العالمية المتسارعة في هذا المجال، ويستعرض أبرز الفرص الاقتصادية والاستثمارية، إلى جانب التحديات المصاحبة وحجم الإنفاق المتوقع على هذه التقنية في الأعوام المقبلة. ويأتي التقرير في ظل ما يشهده العالم من تطورات تقنية غير مسبوقة أدت إلى بروز عدد من الابتكارات المؤثرة التي غيرت طريقة أداء الأعمال، وأبرزها الذكاء الاصطناعي، إذ أصبح جزءا أساسيا من ممارسات الأفراد والمؤسسات والدول على حد سواء، نتيجة لما يتمتع به من قدرات في محاكاة الذكاء البشري وأداء المهام الروتينية والمعقدة، ابتداء من أتمتة الإجراءات والتحقق من جودة المنتجات، وصولا إلى تعزيز الإنتاجية في بيئات العمل. ويشير مصطلح الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI إلى مجموعة من تقنيات الذكاء الاصطناعي القادرة على تعلم الأنماط من بيانات ضخمة وإنتاج محتوى جديد بمختلف أشكاله، مثل النصوص، والصور، والمقاطع الصوتية والمرئية، والأكواد البرمجية، والمحاكاة، وتسلسلات البروتين، فيما يتميز هذا النوع من الذكاء الاصطناعي عن التقليدي بقدرته على تنفيذ مهام أكثر تعقيدا وإبداعا، في حين يقتصر الذكاء الاصطناعي التقليدي على التنبؤات والتصنيف وتقديم التوصيات. ويسهم الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل ملحوظ في خفض التكاليف التشغيلية بما يصل إلى 30% أو أكثر، وفقا لتقديرات شركة ديلويت، نتيجة لأتمتة المهام والوظائف، كما أشارت دراسة استطلاعية أجرتها شركة ماكنزي على أكثر من 1300 شركة إلى أن إدارات الموارد البشرية استفادت بشكل أكبر من تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في خفض التكاليف، بنسبة تراوحت بين 10% و37%، بينما سجلت إدارات سلاسل الإمداد نسب نمو أعلى في الأرباح وصلت في بعض الحالات إلى أكثر من 6%. وبحسب تقرير شركة IDC عام 2024م، من المتوقع أن يشهد الاستثمار العالمي في الذكاء الاصطناعي التوليدي نموا متسارعا يتجاوز معدل نمو سوق الذكاء الاصطناعي ككل، كما يتوقع أن يصل الإنفاق على هذه التقنية إلى 202 مليار دولار أمريكي (758.7 مليار ريال سعودي) بحلول 2028م، ما يشكل 32% من إجمالي الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي، والمقدر بنحو 632 مليار دولار أمريكي (2.4 تريليون ريال سعودي). وفي منطقة الخليج العربي، أظهرت دراسة لشركة ماكنزي عام 2024م، شملت 140 جهة حكومية وخاصة، أن ثلاثة أرباع الجهات المشاركة تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي في مجال واحد على الأقل، لا سيما في مجالات البيع والتسويق والهندسة البرمجية، نظرا للقيمة العالية التي تحققها هذه التقنيات في هذه القطاعات، وأوضحت النتائج أن 57% من الجهات تخصص 5% من ميزانيتها الرقمية للاستثمار في الذكاء الاصطناعي التوليدي، فيما وضع 50% منها خارطة طريق واضحة لتطبيق حالات استخدام ذات أولوية على نطاق واسع. وتوقعت الدراسة أن يحدث الذكاء الاصطناعي التوليدي تحولا كبيرا على مستوى الأعمال والاقتصاد المحلي والعالمي، حيث تعتمد هذه التحولات بدرجة كبيرة على مستوى تبني المؤسسات والحكومات لهذه التقنيات المتقدمة، وأشارت إلى مجموعة من السيناريوهات المستقبلية الواعدة المصحوبة بتحديات يجب التعامل معها بوعي وكفاءة. وكشفت الدراسة كذلك عن تسارع تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي عالميا، إذ يتوقع أن تعتمد 80% من المؤسسات حلولا وتقنيات قائمة عليه بحلول 2026م، إلى جانب تطور النماذج المتخصصة لتصل إلى 50% بحلول 2027م، واستخدام الروبوتات كمساعدين من قبل أكثر من 100 مليون شخص، في ظل توجه متزايد لدى المؤسسات نحو تطوير استراتيجيات لاختبار هذه التقنيات. ويأتي إصدار هذا التقرير ضمن جهود «سدايا» لنشر المعرفة المتخصصة، وتعزيز الوعي المجتمعي والتقني بتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومواكبة التحولات التقنية المتسارعة عالميا في هذا القطاع الحيوي. ودعت «سدايا» الراغبين بالاطلاع على التقرير كاملا، لزيارة الموقع الالكتروني.


الرياض
منذ يوم واحد
- الرياض
الذكاء الاصطناعي التوليدي يخفض التكاليف التشغيلية 30 %
أصدرت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" تقريرًا متخصصًا بعنوان "الذكاء الاصطناعي التوليدي.. آفاق واعدة لمستقبل أفضل"، يسلّط الضوء على التحولات العالمية المتسارعة في هذا المجال، ويستعرض أبرز الفرص الاقتصادية والاستثمارية، إلى جانب التحديات المصاحبة وحجم الإنفاق المتوقع على هذه التقنية في الأعوام المقبلة، ويأتي التقرير في ظل ما يشهده العالم من تطورات تقنية غير مسبوقة أدت إلى بروز عدد من الابتكارات المؤثرة التي غيّرت طريقة أداء الأعمال، وأبرزها الذكاء الاصطناعي، إذ أصبح جزءًا أساسيًا من ممارسات الأفراد والمؤسسات والدول على حد سواء، نتيجةً لما يتمتع به من قدرات في محاكاة الذكاء البشري وأداء المهام الروتينية والمعقدة، ابتداءً من أتمتة الإجراءات والتحقق من جودة المنتجات، وصولًا إلى تعزيز الإنتاجية في بيئات العمل. ويشير مصطلح الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) إلى مجموعة من تقنيات الذكاء الاصطناعي القادرة على تعلم الأنماط من بيانات ضخمة وإنتاج محتوى جديد بمختلف أشكاله، مثل النصوص، والصور، والمقاطع الصوتية والمرئية، والأكواد البرمجية، والمحاكاة، وتسلسلات البروتين، فيما يتميّز هذا النوع من الذكاء الاصطناعي عن التقليدي بقدرته على تنفيذ مهام أكثر تعقيدًا وإبداعًا، في حين يقتصر الذكاء الاصطناعي التقليدي على التنبؤات والتصنيف وتقديم التوصيات. ويسهم الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل ملحوظ في خفض التكاليف التشغيلية بما يصل إلى (30%) أو أكثر، وفقًا لتقديرات شركة "ديلويت"، نتيجةً لأتمتة المهام والوظائف، كما أشارت دراسة استطلاعية أجرتها شركة "ماكنزي" على أكثر من (1300) شركة إلى أن إدارات الموارد البشرية استفادت بشكل أكبر من تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في خفض التكاليف، بنسبة تراوحت بين (10%) و(37%)، بينما سجلت إدارات سلاسل الإمداد نسب نمو أعلى في الأرباح وصلت في بعض الحالات إلى أكثر من (6%). وبحسب تقرير شركة IDC عام 2024م، من المتوقع أن يشهد الاستثمار العالمي في الذكاء الاصطناعي التوليدي نموًا متسارعًا يتجاوز معدل نمو سوق الذكاء الاصطناعي ككل، كما يُتوقع أن يصل الإنفاق على هذه التقنية إلى (202) مليار دولار أمريكي (758.7 مليار ريال سعودي) بحلول 2028م، ما يشكل (32%) من إجمالي الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي، والمقدر بنحو (632) مليار دولار أمريكي (2.4 تريليون ريال سعودي). وفي منطقة الخليج العربي، أظهرت دراسة لشركة "ماكنزي" عام 2024م، شملت (140) جهة حكومية وخاصة، أن ثلاثة أرباع الجهات المشاركة تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي في مجال واحد على الأقل، لاسيما في مجالات البيع والتسويق والهندسة البرمجية، نظرًا للقيمة العالية التي تحققها هذه التقنيات في هذه القطاعات، وأوضحت النتائج أن (57%) من الجهات تخصص (5%) من ميزانيتها الرقمية للاستثمار في الذكاء الاصطناعي التوليدي، فيما وضع (50%) منها خارطة طريق واضحة لتطبيق حالات استخدام ذات أولوية على نطاق واسع. وتوقعت الدراسة أن يُحدث الذكاء الاصطناعي التوليدي تحولًا كبيرًا على مستوى الأعمال والاقتصاد المحلي والعالمي، حيث تعتمد هذه التحولات بدرجة كبيرة على مستوى تبنّي المؤسسات والحكومات لهذه التقنيات المتقدمة، وأشارت إلى مجموعة من السيناريوهات المستقبلية الواعدة المصحوبة بتحديات يجب التعامل معها بوعي وكفاءة. وكشفت الدراسة كذلك عن تسارع تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي عالميًا، إذ يتوقع أن تعتمد (80%) من المؤسسات حلولًا وتقنيات قائمة عليه بحلول 2026م، إلى جانب تطور النماذج المتخصصة لتصل إلى (50%) بحلول 2027م، واستخدام الروبوتات كمساعدين من قبل أكثر من (100) مليون شخص، في ظل توجه متزايد لدى المؤسسات نحو تطوير إستراتيجيات لاختبار هذه التقنيات.


المناطق السعودية
منذ 2 أيام
- المناطق السعودية
'سدايا': حجم الإنفاق على الذكاء الاصطناعي التوليدي يصل إلى 202 مليار دولار بحلول 2028م وسيحدث تحولًا كبيرًا على مستوى الأعمال والاقتصاد العالمي
أصدرت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي 'سدايا' تقريرًا متخصصًا بعنوان 'الذكاء الاصطناعي التوليدي.. آفاق واعدة لمستقبل أفضل'، يسلّط الضوء على التحولات العالمية المتسارعة في هذا المجال، ويستعرض أبرز الفرص الاقتصادية والاستثمارية، إلى جانب التحديات المصاحبة وحجم الإنفاق المتوقع على هذه التقنية في الأعوام المقبلة. ويأتي التقرير في ظل ما يشهده العالم من تطورات تقنية غير مسبوقة أدت إلى بروز عدد من الابتكارات المؤثرة التي غيّرت طريقة أداء الأعمال، وأبرزها الذكاء الاصطناعي، إذ أصبح جزءًا أساسيًا من ممارسات الأفراد والمؤسسات والدول على حد سواء، نتيجةً لما يتمتع به من قدرات في محاكاة الذكاء البشري وأداء المهام الروتينية والمعقدة، ابتداءً من أتمتة الإجراءات والتحقق من جودة المنتجات، وصولًا إلى تعزيز الإنتاجية في بيئات العمل. ويشير مصطلح الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) إلى مجموعة من تقنيات الذكاء الاصطناعي القادرة على تعلم الأنماط من بيانات ضخمة وإنتاج محتوى جديد بمختلف أشكاله، مثل النصوص، والصور، والمقاطع الصوتية والمرئية، والأكواد البرمجية، والمحاكاة، وتسلسلات البروتين، فيما يتميّز هذا النوع من الذكاء الاصطناعي عن التقليدي بقدرته على تنفيذ مهام أكثر تعقيدًا وإبداعًا، في حين يقتصر الذكاء الاصطناعي التقليدي على التنبؤات والتصنيف وتقديم التوصيات. ويسهم الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل ملحوظ في خفض التكاليف التشغيلية بما يصل إلى (30%) أو أكثر، وفقًا لتقديرات شركة 'ديلويت'، نتيجةً لأتمتة المهام والوظائف، كما أشارت دراسة استطلاعية أجرتها شركة 'ماكنزي' على أكثر من (1300) شركة إلى أن إدارات الموارد البشرية استفادت بشكل أكبر من تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في خفض التكاليف، بنسبة تراوحت بين (10%) و(37%)، بينما سجلت إدارات سلاسل الإمداد نسب نمو أعلى في الأرباح وصلت في بعض الحالات إلى أكثر من (6%). وبحسب تقرير شركة IDC عام 2024م، من المتوقع أن يشهد الاستثمار العالمي في الذكاء الاصطناعي التوليدي نموًا متسارعًا يتجاوز معدل نمو سوق الذكاء الاصطناعي ككل، كما يُتوقع أن يصل الإنفاق على هذه التقنية إلى (202) مليار دولار أمريكي (758.7 مليار ريال سعودي) بحلول 2028م، ما يشكل (32%) من إجمالي الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي، والمقدر بنحو (632) مليار دولار أمريكي (2.4 تريليون ريال سعودي). وفي منطقة الخليج العربي، أظهرت دراسة لشركة 'ماكنزي' عام 2024م، شملت (140) جهة حكومية وخاصة، أن ثلاثة أرباع الجهات المشاركة تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي في مجال واحد على الأقل، لاسيما في مجالات البيع والتسويق والهندسة البرمجية، نظرًا للقيمة العالية التي تحققها هذه التقنيات في هذه القطاعات، وأوضحت النتائج أن (57%) من الجهات تخصص (5%) من ميزانيتها الرقمية للاستثمار في الذكاء الاصطناعي التوليدي، فيما وضع (50%) منها خارطة طريق واضحة لتطبيق حالات استخدام ذات أولوية على نطاق واسع. وتوقعت الدراسة أن يُحدث الذكاء الاصطناعي التوليدي تحولًا كبيرًا على مستوى الأعمال والاقتصاد المحلي والعالمي، حيث تعتمد هذه التحولات بدرجة كبيرة على مستوى تبنّي المؤسسات والحكومات لهذه التقنيات المتقدمة، وأشارت إلى مجموعة من السيناريوهات المستقبلية الواعدة المصحوبة بتحديات يجب التعامل معها بوعي وكفاءة. وكشفت الدراسة كذلك عن تسارع تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي عالميًا، إذ يتوقع أن تعتمد (80%) من المؤسسات حلولًا وتقنيات قائمة عليه بحلول 2026م، إلى جانب تطور النماذج المتخصصة لتصل إلى (50%) بحلول 2027م، واستخدام الروبوتات كمساعدين من قبل أكثر من (100) مليون شخص، في ظل توجه متزايد لدى المؤسسات نحو تطوير إستراتيجيات لاختبار هذه التقنيات. ويأتي إصدار هذا التقرير ضمن جهود 'سدايا' لنشر المعرفة المتخصصة، وتعزيز الوعي المجتمعي والتقني بتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومواكبة التحولات التقنية المتسارعة عالميًا في هذا القطاع الحيوي. ودعت 'سدايا' الراغبين بالاطلاع على التقرير كاملًا، لزيارة الرابط الإلكتروني: