
حكاية عشق لا تنتهي... مع عمّان الأهلية ..
تاريخ النشر : 2025-05-15 - 12:00 pm
كتبت : د. سمر أبوصالح
حين أقول إن جامعة عمّان الأهلية ليست مجرد مكان عمل بالنسبة لي، فأنا لا أبالغ، إنها نبض القلب، وذاكرة الروح، ومنارة بدأت منها رحلتي، وما زلت أواصل فيها طريق الشغف والانتماء.
بدأت حكايتي معها عام 2004، حين قررت أن أبدأ مشواري الأكاديمي من خلال برنامج التجسير، وكان هذا القرار هو مفترق الطريق الأجمل في حياتي. درست بكل إصرار، وتخرجت بتفوق، ولم يمر سوى أسبوع حتى وجدت نفسي أعود إلى الجامعة، لكن هذه المرة كعضو هيئة ادارية مساعد بحث و تدريس ، شعرت حينها أنني لم أنتمِ فقط لمكان، بل لعائلة كبيرة آمنت بي قبل أن أُثبت نفسي.
ومنذ ذلك اليوم، أصبحت الجامعة لي أكثر من مجرد مؤسسة، أصبحت حضنًا حقيقيًا احتواني في كل مراحل حياتي. أكملت دراساتي العليا بدعم ومحبة لا حدود لهما، تزوجت، وأنجبت، وكبر أولادي وأنا ما زلت في قلب الجامعة، أتنفس من هوائها، وأزهر من دفئها.
توليت العديد من المهام الإدارية، وسعيت بكل حب وصدق لأبقي كليتي، وقسمي، وجامعتي، في أجمل صورة وأبهى حضور. لأنني أؤمن أن من يُحب، يُخلص، ومن يُخلص، يُبدع، ومن يُبدع، يصنع الفرق.
دوامي في الجامعة ليس التزامًا وظيفيًا فحسب، بل هو دوام غرام، بل هيامٌ حقيقي. لدرجة أن كثيرين يظنون أنني لا أستطيع مغادرة الجامعة إلى أي مكان آخر لأنني "مبتعثه". لكن الحقيقة التي أفخر بها: أنا لست مبتعثه، ولم تمولني أي جهة، بل أكملت دراستي من مالي الخاص، وبإرادة شخصية مني ، فقط لأنني أحببت، وآمنت، وقررت أن أكون.
ومن شدة إيماني برسالة الجامعة، وثقتي بأنها تعمل للرقي العلمي والأخلاقي للطالب والدكتور معًا، لم أتردد لحظة في أن أُسجّل ابنتي فيها، وقد تخرّجت منها بفخر. واليوم، أقولها بصوت عالٍ:
ممنوع على أي أحد من أحفاد العائلة التسجيل خارج جامعة عمّان الأهلية، إلا إذا كان ذلك لدراسة الطب البشري أو تخصصات اللغات.
وأضيف بكل فخر: ستة من أحفاد العائلة الآن مسجلون في الجامعة، بتخصصات مختلفة، لأن هذا الصرح أصبح جزءًا من هويتنا العائلية وامتدادًا لإيماننا العميق بجودة التعليم فيه.
رسالتي للأجيال القادمة: ازرعوا الحب فيما تفعلون. فالنجاح لا يُصنع من الأداء فقط، بل من الشغف، والوفاء، والإيمان. المكان الذي تمنحونه قلوبكم، يمنحكم أكثر مما تتخيلون. وأنا، وُلدت أكاديميًا من رحم هذه الجامعة، وسأظل مدينة لها بكل خطوة في مسيرتي.
شكري الخالص لإدارة جامعة عمّان الأهلية، قيادة وأساتذة وزملاء، لأنهم لم يكونوا فقط شركاء مهنة، بل رفاق درب، وأسرة مؤمنة بالإنسان قبل الألقاب.
كل زاوية في الجامعة تحمل ذكرى، كل قاعة درست أو درّست فيها، كل صباح شاركت فيه طلابي شغفي بالعلم، كل ركن وقفت فيه أتنفس الانتماء الحقيقي... هذه الجامعة تسكنني، بكل تفاصيلها، وكل حكاياتها.
وقد أختصر كل هذا وأقول: جامعة عمّان الأهلية ليست في سيرتي الذاتية فقط...
بل محفورة في قلبي، وساكنة في وجداني، وستبقى دائمًا قصتي الأجمل.
وستبقى روح الدكتور أحمد الحوراني رحمه الله وقلبه ونبضه فينا مهما حيينا.
تابعو جهينة نيوز على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صراحة نيوز
منذ ساعة واحدة
- صراحة نيوز
أ. د. اخليف الطراونة : أبو الليث… ظلّ أبي، ونور قلبي
صراحة نيوز ـ في حياة كلّ إنسانٍ شخصٌ لا يُعوّض، شخصٌ حين تذكره يتّسع قلبك رغم ضيق الحياة، ويشتد ظهرك ولو أثقلتك الهموم… بالنسبة لي، ذلك الشخص هو أخي أبو الليث… هو أخي، لكنه في الحقيقة أكثر من ذلك بكثير بعد رحيل والدنا رحمه الله وغفر له، لم تكن الخسارة سهلة، ولم تكن الأيام خفيفة، لكن الله عوّضنا بأخي عاطف، الذي لم يكن يومًا بعيدًا عنّا، لا في الشعور ولا في الموقف. كان لنا أبًا حين غاب الأب، وظهرًا حين انكسر الظهر، وسندًا ما مال ولا مَلّ، ولا تراجع. أبو الليث ليس مجرّد اسم ناديناه به ،بل هو عنوانٌ للكرم، والشموخ، والحنان، والحكمة، والعقل، والوقفة وقت الشدّة. تراه هادئًا، لين الجانب، لكن في الشدائد تعرف صلابته، وتفهم كيف يكون الحزم حين لا بدّ من الحزم، والعزم حين تتراجع العزائم. ما زلتُ أتعلم منه، حتى وأنا في عمري هذا… أتعلم من سكونه الهادئ كيف تُصنع العاصفة، ومن كلماته القليلة كيف تُكتب المواقف. أتعلم من عينيه كيف تكون المحبة فعلًا، لا قولًا، وكيف يكون الحنان صدقًا لا ضعفًا، وقوة لا استعلاء. هو الذي تعلّمنا منه الصبر، فصار مرآتنا في الصمود. هو الذي يعطي ولا ينتظر، ويفيض خيرًا على من حوله دون أن يشعر أحد بثقله، لأن ثقله في الميزان، لا في الصراخ والكلام. كل من عرف أبا الليث، عرف رجلًا مهابًا بقلب طفل، وسندًا لأهله، وملاذًا لمحبيه. ليس لأنه صاخب أو لافت، بل لأنه أصيل… والأصيل لا يحتاج إلى ضجيج.


الانباط اليومية
منذ ساعة واحدة
- الانباط اليومية
أ. د. اخليف الطراونة : أبو الليث… ظلّ أبي، ونور قلبي
تاريخ النشر : Friday - pm 02:04 | 2025-05-23 الأنباط - أ. د. اخليف الطراونة : أبو الليث… ظلّ أبي، ونور قلبي في حياة كلّ إنسانٍ شخصٌ لا يُعوّض، شخصٌ حين تذكره يتّسع قلبك رغم ضيق الحياة، ويشتد ظهرك ولو أثقلتك الهموم… بالنسبة لي، ذلك الشخص هو أخي أبو الليث… هو أخي، لكنه في الحقيقة أكثر من ذلك بكثير بعد رحيل والدنا رحمه الله وغفر له، لم تكن الخسارة سهلة، ولم تكن الأيام خفيفة، لكن الله عوّضنا بأخي عاطف، الذي لم يكن يومًا بعيدًا عنّا، لا في الشعور ولا في الموقف. كان لنا أبًا حين غاب الأب، وظهرًا حين انكسر الظهر، وسندًا ما مال ولا مَلّ، ولا تراجع. أبو الليث ليس مجرّد اسم ناديناه به ،بل هو عنوانٌ للكرم، والشموخ، والحنان، والحكمة، والعقل، والوقفة وقت الشدّة. تراه هادئًا، لين الجانب، لكن في الشدائد تعرف صلابته، وتفهم كيف يكون الحزم حين لا بدّ من الحزم، والعزم حين تتراجع العزائم. ما زلتُ أتعلم منه، حتى وأنا في عمري هذا… أتعلم من سكونه الهادئ كيف تُصنع العاصفة، ومن كلماته القليلة كيف تُكتب المواقف. أتعلم من عينيه كيف تكون المحبة فعلًا، لا قولًا، وكيف يكون الحنان صدقًا لا ضعفًا، وقوة لا استعلاء. هو الذي تعلّمنا منه الصبر، فصار مرآتنا في الصمود. هو الذي يعطي ولا ينتظر، ويفيض خيرًا على من حوله دون أن يشعر أحد بثقله، لأن ثقله في الميزان، لا في الصراخ والكلام. كل من عرف أبا الليث، عرف رجلًا مهابًا بقلب طفل، وسندًا لأهله، وملاذًا لمحبيه. ليس لأنه صاخب أو لافت، بل لأنه أصيل… والأصيل لا يحتاج إلى ضجيج.


أخبارنا
منذ ساعة واحدة
- أخبارنا
خطيب المسجد النبوي الشيخ البعيجان : لا حج بلا علم ولا نسك بلا فهم.. تعلم المناسك شرطٌ لصحتها وسبيلٌ لقبولها
أخبارنا : المدينة المنورة ــ أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة الشيخ الدكتور عبدالله البعيجان المسلمين بتقوى الله ومراقبته، فهي منبع الفضائل، ومجمع الشمائل، وأمنع المعاقل، من تمسك بأسبابها نجا. وقال فضيلته في خطبة الجمعة من المسجد النبوي اليوم: "إنكم في شهر حرام، وفي بلد حرام، ومقبلين على ركن من أركان الإسلام، وهو فريضة الحج إلى بيت الله الحرام، وإن من الاستعداد لأداء هذا النسك تعلم ما يتعلق به من الأحكام، فيتعين على المسلم المقبل على الحج أن يتعلم طريقة وكيفية أداء نسكه بإتقان وإحكام، وأن يعرف الأركان والواجبات والمحظورات وما يترتب عليها من أحكام، فالعلم مقدم على العمل، والله لا يعبد بالهوى، وإنما يعبد بالعلم والبصيرة، وقد قال الله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ)، فقدم العلم على القول والعمل". ومضى فضيلته قائلًا: "تعلم العلم خشية، وطلبه عبادة، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، ولا يتقرب إلى الله بشيء أحب إليه من علم يهتدي به العبد في عبادته، وقد سخر الله لكم الوسائل، وهيأ لكم الظروف المناسبة، فلا عذر لأحد في عدم تحصيل العلم، فكل الوسائل متاحة، والحجة قائمة". وبين فضيلته أن تعلم أحكام الحج جزء من أدائه، بل هو شرط في صحته واستيفائه، فاحرصوا على تعلمها على الوجه الصحيح، من العلماء المعتبرين، ومن الجهات المعتمدة؛ حتى تؤدوا مناسككم على الوجه المشروع، مشيرًا فضيلته إلى أن الله يسر لكم ما لم ييسر لمن قبلكم من وسائل التعليم، ومنصات التوجيه والإرشادات المصورة، بلغات متعددة، فهل بعد هذا من عذر، وهل بقي لأحد حجة في الجهل، فاغتنموا فرصة زمانكم، وتعلموا مناسككم، وخدمة لضيوف الرحمن فإن الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ووزارة الحج والعمرة قد أطلقتا عبر منصاتهما التوعوية جميع الخدمات التي يحتاجها الحاج والزائر، من التوجيهات العلمية، المعتمدة على الكتاب والسنة النبوية، والإرشادات الأمنية والصحية، والوسائل المساعدة، والإجراءات النظامية، وغير ذلك، فاستفيدوا منها، واعتمدوا عليها. وقال: "لقد أكرمكم الله ومن عليكم بزيارة المدينة المنورة، طيبة الطيبة، الدار والإيمان، مهاجر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ومأواه، ومقامه ومسكنه ومثواه، أفضل البقاع، وأحب البلاد إلى الله بعد مكة، فاعرفوا قدرها وفضلها، وعظموا شأنها، وراعوا حرمتها، واستشعروا عظمتها، وتأدبوا فيها بأحسن الآداب، واحذروا من انتهاك حرمتها، ومن الإحداث فيها، وتذكروا أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (الْمَدِينَةُ حَرَمٌ فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدْلٌ وَلاَ صَرْفٌ)". ومضى قائلًا: "ألا وإن الله أكرمكم بزيارة مسجد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الذي أسس على التقوى من أول يوم، وهو أعظم وأفضل بيوت الله في الأرض، والعبادة فيه مضاعفة على العبادة في ما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام، فعن ابْنِ عُمَرَرضي الله عنه أن النَّبِىّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِى هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ )، متفق عليه". وختم إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله البعيجان خطبته بحث المسلمين وزوار المدينة المنورة إستشعار شرف المكان، واحترام قدسيته، والتأدب فيه بالآداب الشرعية، والحفاظ على الهدوء والسكينة والوقار، والحرص على عدم الإزعاج والتشويش على المصلين، وعدم أذيتهم وتخطي رقابهم، والرفق بالزوار وبضيوف الرحمن، وتجنب التدافع أثناء الزحام، مبينًا أن هذا المكان مخصص للعبادة، فتجنب فيه كل ما يخالف الشرع من بدع ومخالفات، وفتن ومنكرات، ولا تكن سببًا في صرف الناس عن الخشوع وعن الطاعات.