logo
آداب ينبغي أن يتحلى بها ضيوف الرحمن أثناء تأدية مناسك الحج

آداب ينبغي أن يتحلى بها ضيوف الرحمن أثناء تأدية مناسك الحج

الجمهورية٢٩-٠٤-٢٠٢٥

كما يقتضي من الحج يج أن يتعاونوا على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان، أخرج الشيخان البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ حَجَّ للهِ فلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».
فضلا عن ترك كل قول أو فعل لا يرضي الله تعالى،والتزود بالزاد المعنوي المتمثل في تقوى الله وخشيته، وبالزاد المادي الذي يغنيكم عن سؤال الناس.
ثم أشارت الإفتاء إلى أن الله تعالى بيَّن أنَّ التزوّد بالزاد الروحي لا يتنافى مع التزود بالزاد المادي متى توافرت التقوى فقال: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [البقرة: 197]. أي: لا حرج ولا إثم عليكم في أن تطلبوا رزقًا حلالًا ومالًا طيبًا عن طريق التجارة أو غيرها من وسائل الكسب المشروعة في موسم الحج ، وما دام ذلك لا يحول بينكم وبين المناسك، وقد نزلت هذه الآية حين تحرَّج أقوام عن مباشرة البيع والشراء في أيام الحج فأباح لهم ذلك ما داموا في حاجة إلى هذه المبادلات التجارية حتى يصونوا أنفسهم عن ذلّ السؤال.
ثم أرشدهم سبحانه إلى ما يجب عليهم عند الاندفاع من عرفات إلى غيرها فقال: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ﴾ [البقرة: 198]. أي: فإذا ما انتهيتم من الوقوف بعرفات واندفعتم منها بسرعة وتزاحمتم إلى المزدلفة فأكثروا من ذكر الله تعالى ومن طاعته عن طريق التلبية والتهليل والتسبيح والتكبير والدعاء؛ ﴿وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ﴾ [البقرة: 198]. أي: واذكروا الله تعالى ذكرًا دائمًا حسنًا مماثلًا لهدايته لكم.
﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [البقرة: 199]. أي: واعلموا أيها المسلمون أنَّ من الواجب عليكم أن تجعلوا إفاضتكم من عرفات لا من المزدلفة؛ فهذا هو المكان الذي اختاره الله تعالى لعباده للإفاضة، واستغفروا الله سبحانه من كل ذنب؛ فإنه عز وجل هو الكثير الغفران والواسع الرحمة.
ثم بيَّن سبحانه السلوك السوي الذي يجب عليهم أن يسلكوه بعد فراغهم من أعمال الحج ؛ فقال: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا﴾ [البقرة: 200]. أي: فإذا ما انتهيتم من عبادتكم وأديتم أعمال حجكم فأكثروا من ذكر الله وطاعته كما كنتم تكثرون من مفاخر آبائكم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«ذرية بعضها من بعض»، الشعراوي يوضح الفرق بين أنساب الدم وأنساب الدين والقيم (فيديو)
«ذرية بعضها من بعض»، الشعراوي يوضح الفرق بين أنساب الدم وأنساب الدين والقيم (فيديو)

فيتو

timeمنذ ساعة واحدة

  • فيتو

«ذرية بعضها من بعض»، الشعراوي يوضح الفرق بين أنساب الدم وأنساب الدين والقيم (فيديو)

أكد الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره عن سورة آل عمران، أن هناك فرقا بين أنساب الدم واللحم، وأنساب الدين والقيم، موضحا أن نسب الأنبياء ليس بوراثة الدم. سورة آل عمران الآية 34 قال تعالى: «ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ». سورة آل عمران الآية 34 تفسير الشيخ الشعراوي للآية 34 من سورة آل عمران قال الشيخ محمد متولي الشعراوي: حين يقول: {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ} فلنا أن نسأل: هل المقصود بذلك الأنساب أم الدين والقيم؟ ولنا أن نلتفت أن الحق قد علمنا في مسألة إبراهيم عليه السلام أن الأنساب بالدم واللحم عند الأنبياء لا اعتبار لها، وإنما الأنساب المعترف بها بالنسبة للأنبياء هي أنساب القيم والدين. وتابع الشيخ الشعراوي: وكنا قد عرضنا من قبل لما قاله الحق: {وَإِذِ ابتلى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي} [البقرة: 124]، فردها الله عليه قائلا: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظالمين} [البقرة: 124]، لماذا؟ لأن الإمام هو المقتدى في الهدايات. إذن فالمسألة ليست وراثة بالدم. أنساب الأنبياء وأوضح الشعراوي: وهكذا علم سيدنا إبراهيم ذلك بأن النسب للأنبياء ليس بوراثة الدم، إذن فنحن نفهم قول الحق: {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ} على أنها ذرية في توارثها للقيم. ونحن نسمع في القرآن: {المنافقون والمنافقات بَعْضُهُمْ مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بالمنكر وَيَنْهَوْنَ عَنِ المعروف وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ الله فَنَسِيَهُمْ إِنَّ المنافقين هُمُ الْفَاسِقُونَ} [التوبة: 67]. وأكد الشعراوي أن هذا النفاق ليس أمرا يتعلق بالنسب وإنما يتعلق بالقيم، إنها كلها أمور قيمية، وحين يقال: {والله سَمِيعٌ عَلِيمٌ} أي أن الله يعرف الأقوال وكذلك الأفعال والخبايا. الشيخ محمد متولي الشعراوي نشأ الشيخ الشعراوي في بيئة ريفية بسيطة، إذ ولد بقرية دقادوس، مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية، في 15 أبريل عام 1911م، وأتم حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظى بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق. مؤلفاته وقد حفظ الشيخ الشعراوي علمه وكتب له البقاء لعديد الأجيال في عدة مؤلفات علمية منها: 'معجزة القرآن - الأدلة المادية على وجود الله - أنت تسأل والإسلام يجيب - الإسلام والفكر المعاصر - قضايا العصر - أسئلة حرجة وأجوبة صريحة'. وفاة إمام الدعاة وبعد عمر مديد في رحاب الدعوة الإسلامية المستنيرة والسمحة، وفي خدمة الإسلام والمسلمين، توفي الشيخ الشعراوي عن عمر يناهز السابعة والثمانين، في 22 صفر 1419هـ، الموافق 17 يونيو 1998م. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

«بداية جديدة وأمل جديد».. تفاصيل موضوع خطبة الجمعة القادمة (النص الكامل)
«بداية جديدة وأمل جديد».. تفاصيل موضوع خطبة الجمعة القادمة (النص الكامل)

الأسبوع

timeمنذ ساعة واحدة

  • الأسبوع

«بداية جديدة وأمل جديد».. تفاصيل موضوع خطبة الجمعة القادمة (النص الكامل)

خطبة الجمعة ياسمين الأمير حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان «بداية جديدة وأمل جديد»، والهدف من هذه الخطبة، المراد توصيله للجمهور هو توعية الجمهور بأهمية تجديد الأمل مع استقبال العام الهجري الجديد، علمًا بأن الخطبة الثانية تتناول تحذيرًا بالغًا من أضرار الإدمان، وأملًا في بداية جديدة مشرقة بالقوة والعافية. نص موضوع خطبة الجمعة القادمة الحمدُ للهِ العزيزِ الحميدِ، القويِّ المجيدِ، وأشهدُ أن لا إلـه إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، شهادةً مَن نطق بها فهو سعيدٌ، سبحـانَه هدى العقولَ ببدائعِ حكمِه، ووسع الخلائقَ بجلائلِ نِعَمِه، أقام الكونَ بعظمةِ تجلِّيه، وأنزل الهدى على أنبيائِه ومرسلِيه، وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، شرحَ صدرَه، ورفعَ قدرَه، وشرَّفَنا به، وجعلَنا أُمتَه، اللهم صلِّ وسلِّم وباركْ عليه، وعلى آلِه وأصحابِه، ومَن تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ: فمعَ بزوغِ فجرِ عامٍ هجريٍّ جديدٍ هذه رسالةُ أملٍ، وبُشـرى بمستقبلٍ مشـرقٍ، فيا أيها الكرامُ تفاءلوا، فإنَّ أيامَ خيرٍ وبركةٍ تنتظرُكم، املأوا قلوبَكم بالأملِ، فالأملُ نبراسُ الروحِ، ووقودُ العزيمةِ، الأملُ هو النورُ الذي يجعلُنا ننهضُ بعدَ كلِّ سقطةٍ، ونحاولُ بعد كل إخفاقٍ، متحققين بهذا البيانِ الإلهيِّ العظيمِ: {وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَوْحِ اللهِ إنَّه لا ييأسُ مِن رَوْحِ اللهِ إلَّا القومُ الكَافرُون}. أيها الكرامُ أبشِرُوا، فإنَّ هذا العامَ الجديدَ بمثابةِ فجرٍ جديدٍ يطلُّ علينا بنورِه وبركتِه، فهل نستقبلُ هذا الفجرَ بقلوبٍ يقظةٍ وعزائمَ متجددةٍ؟ ماذا لو علمْنا أنَّ كلَّ مَن وصل إلى القمةِ قد مرَّ بآلامٍ وعثراتٍ؟ ماذا لو كانت محنةُ اليومِ هي مفتاحَ السعادةِ غدًا؟! ألم ترَ إلى الأحوالِ النبويةِ وهي تنتقلُ من قبضٍ إلى بسطٍ، ومن شدةٍ إلى فرَجٍ؟! هل تعلمون أنَّ تأخيرَ الإمدادِ قد يكون لخيرٍ لا نعلمُه؟ فما أخرَّك إلا ليقدمَك، وحاديك قولُه تعالى: {فَإِنَّ معَ العُسر يُسرًا * إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا}، فَلَا يغلبُ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ! عبادَ اللهِ، أبشروا، فالأملُ قوةٌ دافعةٌ للإنسانِ على الاستمرارِ في الحياةِ، وأداةُ النجاحِ في مواجهةِ الصعابِ، فهو ليس مجردَ شعورٍ عابرٍ، بل هو صناعةٌ تحتاجُ إلى إرادةٍ وعملٍ مستمرٍّ، وتوجيهُ النفسِ نحو التفكيرِ الإيـجابيِّ، والتفاؤلُ ليس مجردَ فكرةٍ إيـجابيةٍ، بل هو مجموعةٌ من المبادئِ العمليةِ التي تتطلبُ إيمانًا عميقًا بالله، وعملًا جادًّا في أصعبِ الظروفِ، وصبرًا على مواجهةِ التحدياتِ بثقةٍ مع التوكلِ على اللهِ واليقينِ بأن الفرجَ آتٍ مهما طال الزمنُ، فأبشِرُوا وادْخُلُوا عَلى الكَرِيمِ الوَهَّابِ مِنْ بابِ المعيةِ كَمَا دخل الجنابُ المعظمُ صلواتُ ربِّي وسلامُه عليه: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا}، فَكُونُوا معَ اللهِ تَجِدُوا اللهَ مَعَكُم. أيها الكرامُ، اعلموا أنَّ صناعةَ الأملِ تبدأُ من داخلِ كلِّ فردٍ منَّا وقدِ ازدادَ قلبُه يقينًا في ربِّه، لنجعلْ من كلِّ تحدٍّ فرصةً، ومن كل عقبةٍ سُلَّمًا نرتقي به، لنحولْ عقولَنا مصانعَ للأفكارِ النيِّرةِ، وأيديَنا أدواتٍ للبناءِ والتعميرِ، دعونا نطلقُ العنانَ لأحلامِنا، ونؤمنُ بقدرتِنا على التغييرِ، لنستلهم المنهجَ النبويَّ الشريفَ، فقد كان الجنابُ المعظمُ صلواتُ ربِّي وسلامُه عليه دائمَ الفألِ، محبًّا لكلِّ ما مِن شأنِه أن يبعثَ على الأمل، ويكرهُ كلَّ ما مِن شأنه أن يدعوَ إلى التشاؤمِ أو الإحباطِ أو إشاعةِ اليأسِ، كما قال سيدُنا أبو هريرةَ رضي الله عنه: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يحبُّ الفألَ الحسنَ، ويكرهُ الطِّيَرَةَ». وهذه رسالةٌ إلى بِائِسٍ خائفٍ مِن المستقبلِ: قِفْ على بابِ مولاكَ، واطلبْ منه ما تريدُ، فربُّكَ يعطيكَ فوق المزيد مزيدًا، حزنُك سيتحولُ إلى فرحٍ، وهمُّك سيصيرُ فرَجًا، وضيقُك سيتسعُ إلى مخرجٍ، أحسن الظنَّ بربِّكَ، فمن كان يصدِّقُ أن الجنابَ المحمديَّ صلوات ربي وسلامه عليه الذي خاضَ كلَّ الصعوباتِ والمحنِ سيقفُ فاتحًا منتصرًا أمام ما يزيدُ عن مائةِ ألفٍ من أصحابِه رضي اللهُ عنهم، ليفتحَ بابَ الأملِ للمستضعفينَ، وبابَ الرحمةِ والعفوِ والمغفرةِ للناسِ أجمعين، «مَا تَظُنُّونَ أني فاعلٌ بكم؟ قالوا: خيرًا، ونظنُّ خيرًا، أخٌ كريمٌ، وابنُ أخٍ كريمٍ، فقال صلوات ربي وسلامه عليه: «فإنِّي أقولُ كما قال أخي يوسفُ: {لا تثريبَ عليكم اليومَ يغفرُ اللهُ لكم وهو أرحمُ الراحمينَ}»، فيا أيها الناسُ، أبشِروا وأمِّلوا، وظُنُّوا بربِّكم خيرًا، فهو القائلُ: «أنا عندَ ظنِّ عبدي بي»، {فما ظَنُّكُم بربِّ العالمينَ}؟! الخطبة الثانية الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنا محمدٍ (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ، وبعدُ: فلنجعلْ- أيها الكرامُ- هذا العامَ بدايةَ العودةِ إلى الذاتِ، عامَ التحررِ من الأغلالِ، فإلى مَن سلكَ دروبَ الظلامِ والمخدراتِ التي تدمِّرُ الفردَ والأسرةَ، وتضيِّعُ مستقبلَ الموظَّفين ومَن يعولونهم، وتعطِّلُ خططَ التنميةِ، لنقلْ: لا للتدخينِ قبل أن نقول: لا للإدمانِ، فإن التدخينَ باب دُخول عالمِ المخدِّرات، ولا لإدمانِ مشروبات الطاقة التي تضرُّ وتوهن، لا لمخدرات الاغتصاب التي تسلب العقولَ والألباب وتدمر الأجساد. وإلى كلِّ من ابتلي بالإدمانِ: لا تيأسْ! فاللهُ لم يخلقكَ لتكون أسيرًا، بل لتكونَ حُرًّا طليقًا منيرًا، واعلمْ أنَّ أُولَى خطواتِ الشفاءِ الإرادةُ الصلبةُ، فمُدَّ يدَك ولا تخجلْ، فكم من أيادٍ تنتظرُ لتمسكَ بها، وكم مِن قلوبٍ تتمنى أن ترى نورَك مِن جديدٍ، وتذكرْ قولَ اللهِ تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}. ويا أيُّها النبلاءُ، يا مَن ابتليتُم بعزيزٍ غالٍ يصارعُ الإدمانَ، لا تتركوه وحيدًا، بلْ مُدُّوا له يدَ العونِ، احتضنوه بحبِّكم، كونوا له السندَ والعونَ، فالحبُّ أقوى من أي مخدِّر، والدعمُ الأسريُّ هو أولُ مراحلِ التعافي، طمئنوهم، وبيِّنوا لهم أنَّ قانونَ مكافحةِ المخدراتِ يحرص على علاج المتعاطين وتأهيلهم ليكونوا قبسَ نورٍ وشعلةَ نشاطٍ في المجتمعِ، ولنعمل يدًا بيد للقضاء على هذا الوباء، بالتوعيةِ، بالدعمِ، ولنفتحْ أبوابَ الأملِ لمن أرادَ العودةَ، ولنساندْ كلَّ من قرَّرَ التحدي، فمجتمعٌ خالٍ من الإدمانِ مجتمعٌ قويٌّ، منتِجٌ، مزدهرٌ. اللهم اجعل بلادَنا سخاءً رخاءً وازرعْ في قلوبِنا الأملَ والبُشرى بكَ يا أكرمَ الأكرمينَ

بداية جديدة وأمل جديد.. موضوع خطبة الجمعة المقبلة في المساجد
بداية جديدة وأمل جديد.. موضوع خطبة الجمعة المقبلة في المساجد

24 القاهرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • 24 القاهرة

بداية جديدة وأمل جديد.. موضوع خطبة الجمعة المقبلة في المساجد

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة المقبلة بعنوان: "بداية جديدة وأمل جديد"، مشيرة إلى أن الهدف المنشود من هذه الخطبة والمراد توصيله للجمهور هو توعية الجمهور بأهمية تجديد الأمل مع استقبال العام الهجري الجديد، علما بأن الخطبة الثانية تتناول تحذيرًا بالغا من أضرار الإدمان، وأملا في بداية جديدة مشرقة بالقوة والعافية. موضوع خطبة الجمعة الحمد لله العزيز الحميد، القوي المجيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من نطق بها فهو سعيد، سبحانه هدى العقول ببدائع حكمه، ووسع الخلائق بجلائل نعمه، أقام الكون بعظمة تجليه، وأنزل الهدى على أنبيائه ومرسليه، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، شرح صدره، ورفع قدره، وشرفنا به، وجعلنا أمته، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فمع بزوغ فجر عام هجري جديد هذه رسالة أمل، وبشرى بمستقبل مشرق، فيا أيها الكرام تفاءلوا، فإن أيام خير وبركة تنتظركم، املأوا قلوبكم بالأمل، فالأمل نبراس الروح، ووقود العزيمة، الأمل هو النور الذي يجعلنا ننهض بعد كل سقطة، ونحاول بعد كل إخفاق، متحققين بهذا البيان الإلهي العظيم: {ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون}. أيها الكرام أبشروا؛ فإن هذا العام الجديد بمثابة فجر جديد يطل علينا بنوره وبركته، فهل نستقبل هذا الفجر بقلوب يقظة وعزائم متجددة؟ ماذا لو علمنا أن كل من وصل إلى القمة قد مر بآلام وعثرات؟ ماذا لو كانت محنة اليوم هي مفتاح السعادة غدا؟! ألم تر إلى الأحوال النبوية وهي تنتقل من قبض إلى بسط، ومن شدة إلى فرج؟! هل تعلمون أن تأخير الإمداد قد يكون لخير لا نعلمه؟ فما أخرك إلا ليقدمك، وحاديك قوله تعالى: {فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا}، فلا يغلب عسر يسرين! عباد الله، أبشروا؛ فالأمل قوة دافعة للإنسان على الاستمرار في الحياة، وأداة النجاح في مواجهة الصعاب، فهو ليس مجرد شعور عابر، بل هو صناعة تحتاج إلى إرادة وعمل مستمر، وتوجيه النفس نحو التفكير الإيجابي، والتفاؤل ليس مجرد فكرة إيجابية، بل هو مجموعة من المبادئ العملية التي تتطلب إيمانا عميقا بالله، وعملا جادا في أصعب الظروف، وصبرا على مواجهة التحديات بثقة مع التوكل على الله واليقين بأن الفرج آت مهما طال الزمن، فأبشروا وادخلوا على الكريم الوهاب من باب المعية كما دخل الجناب المعظم صلوات ربي وسلامه عليه: {لا تحزن إن الله معنا}، فكونوا مع الله تجدوا الله معكم. اليوم.. الأوقاف تحتفل بالعام الهجري الجديد في مسجد الحسين أيها الكرام، اعلموا أن صناعة الأمل تبدأ من داخل كل فرد منا وقد ازداد قلبه يقينا في ربه، لنجعل من كل تحد فرصة، ومن كل عقبة سلما نرتقي به، لنحول عقولنا مصانع للأفكار النيرة، وأيدينا أدوات للبناء والتعمير، دعونا نطلق العنان لأحلامنا، ونؤمن بقدرتنا على التغيير، لنستلهم المنهج النبوي الشريف، فقد كان الجناب المعظم صلوات ربي وسلامه عليه دائم الفأل، محبا لكل ما من شأنه أن يبعث على الأمل، ويكره كل ما من شأنه أن يدعو إلى التشاؤم أو الإحباط أو إشاعة اليأس، كما قال سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن، ويكره الطيرة». وهذه رسالة إلى بائس خائف من المستقبل: قف على باب مولاك، واطلب منه ما تريد، فربك يعطيك فوق المزيد مزيدا، حزنك سيتحول إلى فرح، وهمك سيصير فرجا، وضيقك سيتسع إلى مخرج، أحسن الظن بربك، فمن كان يصدق أن الجناب المحمدي صلوات ربي وسلامه عليه الذي خاض كل الصعوبات والمحن سيقف فاتحا منتصرا أمام ما يزيد عن مائة ألف من أصحابه رضي الله عنهم؛ ليفتح باب الأمل للمستضعفين، وباب الرحمة والعفو والمغفرة للناس أجمعين، «ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيرا، ونظن خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم، فقال صلوات ربي وسلامه عليه: «فإني أقول كما قال أخي يوسف: {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين}»، فيا أيها الناس، أبشروا وأملوا، وظنوا بربكم خيرا، فهو القائل: «أنا عند ظن عبدي بي»، {فما ظنكم برب العالمين}؟! الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فلنجعل- أيها الكرام- هذا العام بداية العودة إلى الذات، عام التحرر من الأغلال، فإلى من سلك دروب الظلام والمخدرات التي تدمر الفرد والأسرة، وتضيع مستقبل الموظفين ومن يعولونهم، وتعطل خطط التنمية، لنقل: لا للتدخين قبل أن نقول: لا للإدمان؛ فإن التدخين باب دخول عالم المخدرات، ولا لإدمان مشروبات الطاقة التي تضر وتوهن، لا لمخدرات الاغتصاب التي تسلب العقول والألباب وتدمر الأجساد. وإلى كل من ابتلي بالإدمان: لا تيأس! فالله لم يخلقك لتكون أسيرا، بل لتكون حرا طليقا منيرا؛ واعلم أن أولى خطوات الشفاء الإرادة الصلبة، فمد يدك ولا تخجل، فكم من أياد تنتظر لتمسك بها، وكم من قلوب تتمنى أن ترى نورك من جديد، وتذكر قول الله تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}. ويا أيها النبلاء، يا من ابتليتم بعزيز غال يصارع الإدمان، لا تتركوه وحيدا، بل مدوا له يد العون، احتضنوه بحبكم، كونوا له السند والعون، فالحب أقوى من أي مخدر، والدعم الأسري هو أول مراحل التعافي، طمئنوهم، وبينوا لهم أن قانون مكافحة المخدرات يحرص على علاج المتعاطين وتأهيلهم ليكونوا قبس نور وشعلة نشاط في المجتمع، ولنعمل يدا بيد للقضاء على هذا الوباء، بالتوعية، بالدعم، ولنفتح أبواب الأمل لمن أراد العودة، ولنساند كل من قرر التحدي، فمجتمع خال من الإدمان مجتمع قوي، منتج، مزدهر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store