
الناقدة منى الجبريني: صورة الأم فى السينما المصرية مرت بتحولات كبيرة
قالت الكاتبة والناقدة منى الجبرينى إن صورة الأم فى السينما المصرية مرت بتحولات كبيرة عبر العقود متأثرة بالظروف الاجتماعية والسياسية التى شهدها المجتمع المصرى خلال عصر السينما الكلاسيكية فكانت صورة الأم تقدم إطار المرأة المتفانية المضحية التى تكرس حياتها لأبنائها حتى لوكان على حساب نفسها ، وقد برعت فى تجسيد هذه الصورة نجمات مثل أمينة رزق التى قدمت أدوار الأم الحنونة التى تتحمل المعاناة فى أفلام مثل " دعاء الكروان " والشموع السوداء" وأيضًا فردوس محمد التى اشتهرت بدور الأم التقليدية الطيبة التى تدعم أبناءها بلا شروط ، ومع تغير المجتمع بدأنا نرى تحولات فى صورة الأم خلال السبعينيات والثمانينيات، ظهرت الأم الأكثر قوة.
وأشارت الجبرينى خلال حوارها فى برنامج (عالم السينما) إلى أن فى السينما الحديثة رأينا أدوارًا أكثر تنوعًا تبرز الأم كمصدر دعم ولكن أيضِا كشخصية معقدة ذات تحديات خاصة بها كما رأينا فى أدوار " منى زكى " فى أسوار القمر ، ويمكننا القول إن السينما المصرية كانت دائمًا مرآة تعكس صورة الأم المصرية ، بدءًا من النموذج التقليدي الحنون ، مرورًا بالأم القوية والمستقلة ، وصولًا إلى الأم العصرية التى تواجه تحديات جديدة فى المجتمع الحديث.
وتطرقت الكاتبة إلى دور شادية فى فيلم " لا تسألني من أنا " واصفة إياه بأنه يعتبر واحدًا من أكثر الأدوار المؤثرة فى تجسيد دور الأم الضحية بطريقة غير تقليدية، حيث أن الفيلم يقدم نموذجًا مختلفًا للأم حيث تلعب شادية دور " عائشة " المرأة الفقيرة التى تضطر تحت ضغط الظروف الاقتصادية إلى بيع ابنتها الرضيعة لسيدة ثرية لا تنجب مقابل تأمين مستقبل أفضل للطفلة وباقى أبنائها، ولكن لا تبتعد عنها وتعمل خادمة فى نفس المنزل فقط لتظل قريبة من ابنتها مما يخلق صراعًا نفسيًا عميقًا، وهذا الفيلم يمثل تحولاِ مهمًا فى صورة الأم فى السينما حيث يبرز الجانب الإنساني العاطفى للأم بعيدًا عن الصورة المثالية المعتادة ، وكان أداء شادية استثنائيًا خاصة أنه كان آخر أفلامها.
وأشارت الناقدة إلى فيلم " أعز الحبايب " وهو من الأفلام التى تركت بصمة قوية فى تصوير الأم المصرية ، خاصة وأنه يجمع بين الدراما الاجتماعية والمشاعر العائلية العميقة ، والفيلم من بطولة أمينة رزق التى قدمت واحدا من أقوى أدوارها كأم تعانى من جحود أبنائها بعد أن أفنت حياتها فى تربيتهم ، وما يميز هذا الفيلم أنه يعكس قضية كانت ولا تزال موجودة فى المجتمع، وهى نكران الأبناء لجميل أمهاتهم بمجرد أن يكبروا وينشغلوا بحياتهم الخاصة وأداء أمينة رزق كان استثنائيًا حيث جسدت معاناة الأم بواقعية شديدة ، خاصة فى المشاهد التى تعكس إحساسها بالخذلان مما يجعل الفيلم مؤثرًا ولذلك "أعز الحبايب" ليس مجرد فيلم عن الأم بل هو رسالة قوية حول العطاء والتقدير.
واختتمت الناقدة منى الجبرينى مشيرة إلى أن نادى السينما ببور سعيد يقدم أفلاما ذات قيمة فنية وفكرية ، سواء من السينما المصرية أو العالمية ، مع جلسات نقاش يحضرها نقاد ومخرجون، ما يخلق حوارًا حقيقيًا بين صناع السينما والجمهور ،وهناك العديد من العروض التى أحدثت تفاعًلا قويًا مثل عرض فيلم " باب الحديد " ليوسف شاهين حيث شهدت المناقشة تفاعلًا رائعًا حول تطور السينما المصرية، والأفلام الوثائقية كانت لها صدى كبير خاصة الأفلام التى تناولت قضايا مجتمعية مثل البيئة أو التراث المصرى ، وبجانب العروض يتم تنظيم ورش لصناعة الأفلام مما أتاح للشباب فرصة فهم السينما من منظور عالمى.
يذاع برنامج (عالم السينما ) عبر أثير البرنامج الثقافى فى تمام الساعة ٧ مساءً يوم الأحد ، إعداد: رباب هيكل، تقديم: الأحمدي الظواهرى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت الأمة
منذ 4 أيام
- صوت الأمة
شركة أمريكية تطرح نسخة جديدة مرممة من فيلم باب الحديد أغسطس المقبل
أعلنت الشركة الأمريكية The Criterion Collection التي تهتم بترخيص وترميم وتوزيع الأفلام الكلاسيكية والمعاصرة المهمة، حيث تقدم خدماتها لباحثي السينما والإعلام، وعشاق السينما، عن طرح نسخة جديدة مرممة فيلم باب الحديد أو Cairo Station، للمخرج الراحل يوسف شاهين، والذى عرض لأول مرة عام 1958، وذلك بدءً من يوم 12 أغسطس المقبل على خدماتها، وفقًا للتقرير الذى نشر على موقع "whysoblu". اكتسب شاهين شهرة عالمية بفضل هذا فيلم باب الحديد، الذى أصبح من أكثر الأعمال تأثيرا وشهرة في السينما العربية. يؤدي شاهين فى فيلم باب الحيد دور قناوي، بائع جرائد مُعاق، يُؤدي هوسه ببائعة مشروبات فاتنة التي تقدمها النجمة الكبيرة هند رستم إلى مأساة ذات طابع أوبرالي في شوارع القاهرة. يمزج فيلم باب الحديد بين عناصر الواقعية الجديدة والميلودراما السوداء الاستفزازية، وهو عمل شعري شعبوي عفوي يستكشف بحث الفرد عن مكان في النظام السياسي المصري الجديد بعد الثورة. • ترميم رقمي جديد بدقة 4K، مع موسيقى تصويرية أحادية الصوت غير مضغوطة. • ترميم رقمي جديد بدقة 2K لفيلم "القاهرة كما رآها شاهين" (1991)، وهو فيلم وثائقي قصير من إخراج يوسف شاهين، مع مقدمة من الباحث السينمائي جوزيف فهيم. • ترجمة جديدة باللغة الإنجليزية


الدستور
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- الدستور
أشهر "الدوبليرات" في السينما المصرية.. قصص مأساوية وأخرى طريفة
لم تكن السينما المصرية بعيدة عن التطورات التي عرفها عالم الفن السابع، ومن بينها الاستعانة بـ"الدوبلير"، أو ما يعرف بالبديل، وهو الشخص الذي يحل محل النجم أو النجمة في مشاهد تتطلب مجهودًا بدنيًا أو مخاطرة، أو حتى في لقطات تمهيدية لضبط الإضاءة والكاميرا. ووفق ما نشرته مجلة الكواكب، فقد كانت البداية في مصر على يد المخرج الكبير نيازي مصطفى، الذي أدخل فكرة "الدوبلير" إلى السينما المصرية بعد أن استلهمها من التجربة الأمريكية. البداية مع أمينة رزق وآمال زايد في عام 1939، استعان نيازي مصطفى بالممثلة آمال زايد كبديلة للفنانة أمينة رزق أثناء تصوير فيلم الدكتور. حيث تم تصوير المشاهد التي لا يظهر فيها وجه البطلة باستخدام البديلة، وذلك بهدف تخفيف الضغط عن أمينة رزق. كانت هذه الخطوة الأولى التي دشنت وجود "الدوبلير" في السينما المصرية. أول "دوبلير" رجالي: مشايست وسراج منير وبعد ست سنوات، شهدت السينما أول ظهور لدوبلير رجالي، وكان ذلك في فيلم عنتر وعبلة عندما رفض الفنان سراج منير أداء مشاهد خطيرة، فتم الاستعانة بشخص يدعى مشايست، الذي أدى المشاهد الصعبة ببراعة. وقد أصبح منذ ذلك الحين "الدوبلير" الدائم لسراج منير في معظم أعماله، وحقق من ذلك دخلًا جيدًا مكنه من الزواج وتأسيس أسرة. إلا أن القصة انتهت بشكل مأساوي، إذ توفي مشايست بعد وفاة سراج منير بشهر واحد، وقيل إنه مات حزنًا عليه. فاتن حمامة ودوبليرتها الخاصة أما الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، فكانت لها دوبليرة تستدعى في المشاهد التي تتطلب جهدًا بدنيًا أو أثناء ضبط الإضاءة، وكانت تتقاضى 100 جنيه عن كل فيلم، بالإضافة إلى مرتب خاص تدفعه لها فاتن شخصيًا، بحسب ما أوردته الكواكب. رشدي أباظة و"توأمه" الرياضي أما الفنان رشدي أباظة، فكان له دوبلير دائم منذ أول أفلامه المليونيرة الصغيرة. هذا الدوبلير، الذي لم يذكر اسمه في التقرير، كان حريصًا على ممارسة الرياضة يوميًا للمحافظة على بنيته الجسدية المشابهة لرشدي. والمفارقة أن الاثنين ولدا في اليوم ذاته، ما أضفى طابعًا من الطرافة على العلاقة بينهما. فريد شوقي والأسد القاتل قصة أكثر مأساوية ارتبطت بالفنان فريد شوقي، حيث كان الدوبلير الخاص به هو محمد الحلو، مروض الأسود في السيرك القومي. ولقي الحلو حتفه بعد أن هاجمه الأسد الشهير "سلطان"، في حادثة هزت الوسط الفني، خاصة وأنه كان يستعان به في تنفيذ المشاهد الخطيرة التي تتضمن التعامل مع الحيوانات المفترسة. 133-215658-rushdi-abaza-magician-women_700x400 _320x_d25de3b11a76e3139503a1550b0b79772c779c9c0e9d80c09de0195d3f4a0050


الدولة الاخبارية
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- الدولة الاخبارية
جملة قالتها أمينة رزق تسببت فى نجومية فريد شوقى السينمائية.
الثلاثاء، 15 أبريل 2025 04:03 مـ بتوقيت القاهرة يتزامن، اليوم الثلاثاء، مع ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة أمينة رزق التى ولدت زى النهارده فى الـ15 من شهر أبريل وحققت نجاحاً كبيراً كأحد أهم الممثلات ممن تركن بصمة كبيرة في تاريخ السينما المصرية والمسرح. بجانب ما حققته أمينة رزق من نجاح كبير كان لها فضل كبير على الفنان الراحل فريد شوقي وحش الشاشة، والذى أكد أنه يدين لها بفضل كبير في مشواره الفني، وذلك بعدما وقف أمامها للمرة الأولى خلال مشواره السينمائي بفيلم ملائكة فى جهنم قائلاً: "أول مشهد ليا كان معاها، وكنت متخوف للغاية خاصة أنني أدرك مدى قيمتها الكبيرة، فقد كنت معجباً بأدائها وإتقانها للتمثيل حينما كنت طفلا أذهب لمشاهدة عروضها المسرحية ثم شاباً عملت بها في عرض مسرحي مع فرقة يوسف وهبي كنت فيه كومبارس".وتابع: "بالتالي جاء الدور عليا للعمل معها في أولى تجاربي التمثيلية لأجد نفسى أمامها في أول مشاهدى السينمائية، وكنت أشعر برهبة شديدة منها، لكن بعد المشهد توقفت وأشادت بي أمام الحضور بقولها جايبين الولد ده منين عظيم" ظهرت أمينة رزق لأول مرة على خشبة المسرح عام 1922م، حيث قامت بالغناء إلى جوار خالتها في إحدى مسرحيات فرقة على الكسار، إلا أن بدايتها الحقيقية كانت عام 1924م من خلال مسرحية "راسبوتين" مع فرقة "رمسيس" التي أسسها الفنان الكبير يوسف وهبي الملقب بـ"عميد المسرح العربي". شاركت بالتمثيل في أغلب مسرحيات وهبي، ولم تتزوجه رغم حبها الشديد له على مدار سنوات، وأصبحت إحدى الشخصيات الأساسية في المسرحيات التي قدمتها الفرقة، وكذلك في الأفلام التي أنتجها يوسف بك وهبي، ومن أبرز مسرحياتها التي قدمتها في السبعينيات "السنيورة" والمسرحية الكوميدية "إنها حقا لعائلة محترمة جدا" بالاشتراك مع فؤاد المهندس وشويكار وكان آخر ما قدمته على خشبة المسرح مسرحية توفيق الحكيم "يا طالع الشجرة" إلى جانب الفنان أحمد فؤاد سليم. تعدت أعمالها السنيمائية 130 فيلم خلال 7 عقود أولها فيلم سعاد الغجرية عام 1928 وآخرها الكلام في الممنوع عام 2000، و من أبرز أعمالها السنيمائية فيلم بائعة الخبز، فيلم بداية ونهاية، فيلم دعاء الكروان وغيرهم من الأفلام البارزة. وتظل واحدة من أشهر أمهات السينما العربية، بعدما برعت في تجسيد هذا الدور في العديد من الأفلام التي شاركت في بطولتها طوال مشوارها الفني المليء بالعطاء حتى أطلق عليها النقاد لقب "أم الفنانين". حصلت على جوائز وشهادات تقدير كأحسن ممثلة في أدوارها السينمائية والمسرحية، وتوفيت سنة 2003 عن عمر 93 عاما، إثر إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية وذلك بعد صراع استمر شهرين مع المرض.