logo
نور الغزي: الكتابة بين الحزن والمقاومة تحت سماء الناصرية

نور الغزي: الكتابة بين الحزن والمقاومة تحت سماء الناصرية

شبكة النبأ١٠-٠٢-٢٠٢٥

في عالمٍ يملؤه الحنين والوجع، حيث تتشابك الكلمات مع الدموع، تكتب نور الغزي قصصها كما لو أنها ترسم وجوهًا أرهقها الزمن، وأرواحًا لا تزال تبحث عن موطئ قدم تحت سماء العراق المضطربة. من الناصرية، حيث تنبض الحكايات بين ركام الألم وذكريات الطفولة...
في عالمٍ يملؤه الحنين والوجع، حيث تتشابك الكلمات مع الدموع، تكتب نور الغزي قصصها كما لو أنها ترسم وجوهًا أرهقها الزمن، وأرواحًا لا تزال تبحث عن موطئ قدم تحت سماء العراق المضطربة. من الناصرية، حيث تنبض الحكايات بين ركام الألم وذكريات الطفولة، أهدتنا مجموعتها القصصية "تحت سماء الناصرية"
في هذا الحوار، سنبحر مع نور الغزي عبر أجواء الحزن والمقاومة، سنتحدث عن السماء التي لم تكن ملاذًا، بل ساحة للحرب، وعن الأرض التي تحتضن جراحًا لا تندمل. كيف تنعكس مآسي الواقع في أدبها؟ وهل يمكن للحزن أن يكون بوابةً للأمل؟ كيف وثّقت بصوتها الأدبي آلام النساء، وانكسارات الطفولة، والموت الذي صار رفيقًا للأحلام؟
رحلة في عمق الحكاية، بين الأدب والتاريخ، بين الواقع والخيال، نفتح معها صفحات من وجعٍ مشترك، ونحاول أن نستشف إن كان هناك متسعٌ للفرح في عالمها الأدبي الذي تكتبه بمدادٍ من الروح.
كيف ترين العلاقة بين الأرض والسماء في القصص التي تناولتها، وهل تعكس السماء في هذه القصص شيئاً من الواقع العراقي المعاصر؟
العلاقة بين الأرض والسماء في القصص التي تناولتها تعكس واقع العراق المعاصر بصورة مأساوية. فعلى الرغم من كونهما صنوان لا يفترقان، كما ورد في آيات القرآن الكريم، إلا أن السماء في هذه القصص لم تكن رمزًا للجمال أو التأمل، بل تحولت إلى مشهد للحرب والدمار.
وكما يقول الكاتب الأمريكي رالف والدو إمرسون: "السماء هي الخبز اليوميّ للعينين"، فهي تستحق التأمل في طبيعتها الصافية، لكن شخصيات قصصي لم ترَ فيها الصفاء أو الغيوم البيضاء، بل شاهدت الطائرات الحربية، الصواريخ، ودخان المدافع، وسط مشاهد الجثث المتطايرة.
هكذا كانت سماء العراق في الواقع المعاصر، لا تعكس الأمل بل تعكس المأساة، مما ملأ قلوب الشخصيات بالحزن وجعل العلاقة بين السماء والأرض في هذه القصص انعكاسًا للحقيقة القاسية التي يعيشها الوطن.
في ظل الطابع الحزين الذي يميز قصص الكتاب، هل تعتقدين أن هذا الحزن يمكن أن يكون وسيلة للتعبير عن الأمل أو المقاومة؟
أظن أن الحزن يمكن أن يكون وسيلة للتعبير عن المقاومة أكثر من كونه تعبيرًا عن الأمل. فمن طبيعتنا نحن البشر، غالبًا ما نربط الحزن بفقدان الأمل، وعندما نشعر بالحزن، قد نفقد الرغبة في التفاؤل أو الإيمان بالتحسن. ولكن بعد مرور فترة من الزمن، غالبًا ما يكون الحزن هو المحفز للمقاومة، حيث نبدأ في مواجهة الواقع والبحث عن طرق لتجاوز الألم بدلاً من الاستسلام له. إذاً، رغم أن الأمل قد يظهر في بعض الأحيان بعد الحزن، إلا أن المقاومة تبرز عادة كأداة أقوى في استعادة توازننا والتغلب على مشاعرنا السلبية.
كيف تمكنتِ من تقديم معاناة النساء في سياقات مختلفة مثل "قتل الشرف" و"تحت ظل داعش"؟ وهل كانت تلك التجارب الشخصية تشكل جزءًا من صوتكِ الأدبي؟
نحن النساء العربيات عموماً والعراقيات على وجه التحديد، رغم اختلاف أسباب معاناتنا والمصائب التي مررنا بها على أرض الوطن، إلا أن هناك حزنًا مشتركًا، مثل فقدان الأحبة والأبناء، اليتم، وسلب الحياة نتيجة للظروف المحيطة من حروب وغزو، انفجارات وقتل بذريعة الشرف.
نعم، كانت ولا تزال وستظل هذه التجارب الشخصية جزءًا لا يتجزأ من صوتي الأدبي، وإن منحنا العمر مزيدًا من الوقت في المستقبل، ستكون هذه التجارب جزءًا أساسيًا من الكتابة والتعبير عن تلك المعاناة.
كيف تتعاملين مع فكرة "الموت والدمار" في قصصكِ؟ هل ترين أن الموت في الأدب له دلالات سياسية أو اجتماعية معينة؟
أتعامل مع الموت كأنه شعور رتيب يجب أن أكتبه وأبحر في وصفه وأتعمق في سرده. في الوقت نفسه، حين أخبرني من قرأ الكتاب أنه بكى أو شعر بالحزن ولامني على كمية الحزن، وصفني بالقاسية والمحبة للحزن والموت. ليته يعلم كم من دمعة ذرفتها وأنا أكتب، كم مرة كاد قلبي أن يخرج من محله حين أصف موتًا أو قتلًا أو حزنًا في هذا الكتاب. أنا لم أكتب لكم بهذا الألم والحزن من أجل أن أوجعكم، بل من أجل أن يسمع أحد عن حزن الجنوب والناصرية.
بالإضافة إلى ما تمثله هذه المواضيع من أهمية ودوافع إنسانية، فإن الدافع الأساسي كان تجربتي الشخصية. رأيت أحدهم يتعذب بعذاب السرطان، وقد خرجت روحه أمامي أكثر من مرة. كل يوم كنت أراه يتألم ويحاول إخراج روحه من جسده ليستريح، لكنها كانت تأبى ذلك. أما بالنسبة لمتلازمة داون، فهناك طفل من معارفي يعاني من هذه المتلازمة. في كل مرة أراه، أتأمل براءته ولطفه معي، ويحزنني تعامل الأطفال معه، والتنمر والسخرية التي يواجهها. كانت لي رسالة في قصة "متلازمة الحب": لابد أن نتعامل معهم بإنسانية، وأن نحث أطفالنا الأصحاء على تقبلهم وحسن السلوك معهم، فهم ألطف خلق الله.
ماذا تعني لكِ شخصية الأم في الكتاب؟ هل كانت الأم تمثل رمزًا للضياع أو القوة في مواجهة الأقدار؟
في البداية، ليست كل أم تستحق هذه التسمية، فهناك أمهات أضعن أبنائهن وتسببن في تعاستهم بسبب جهلهن وقسوة قلوبهن. لا يدركن خطورة أن تكوني أمًا. نستشعر هذه الأهمية في القول الشائع للشاعر: "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق". إلا أن هناك الكثيرات لا يعرفن شيئًا عن الأمومة سوى الحمل والإنجاب.
الأم كرمز للضياع:
في الجهة الأخرى، هناك أمهات يمكن أن يكن رمزًا للضياع، حيث لا يكون لديهن وعي كافٍ بدورهن الحقيقي في حياة أبنائهن.
بالمقابل، توجد أمهات يرمزن للقوة في مواجهة الأقدار. تلك الأمهات هن اللاتي يسقين أطفالهن الحب والرحمة والإنسانية، ويمثلن مصدر قوة وثبات في مواجهة التحديات الحياتية.
كيف ترين تأثير الاحتلال الأمريكي على الأطفال في العراق؟ وهل تعتقد أن جيل الأطفال الذي نشأ في هذا السياق يحمل آثار هذا التاريخ؟
تأثير الاحتلال الأمريكي على الأطفال في العراق:
الغزو الأمريكي ترك لنا الكثير من الذكريات، نحن أطفال تلك الحقبة. بالنسبة لي، وُلدت ونشأت في فترة الحصار الأمريكي على العراق، وهي فترة لا أذكر منها شيئًا سوى ما تروي لي أمي وجدتي. ولكن، عندما كبرت ونمى عقلي، بدأ دماغي يحتفظ بالذكريات، وهنا جاء الجيش الأمريكي ليعكر علينا ساحة اللعب.
أمهاتنا كن يصرخن بنا عندما تمر الطائرات، فنختبئ في بيوتنا. لكننا تمردنا على الخوف؛ فقد أصبحت لدينا مناعة ضد أصوات الطائرات الحربية. كانت طائراتهم تحلق على مقربة منا، تسير بنسق ونظام واحد، وكنا نركض خلفها ونتبعها، بينما نردد هتافات ضدهم. ثم كانوا يرون لنا الحلوى التي كنا نجهل نوعها واسمها. لم نكن نعرف عنها شيئًا سوى أنها كانت لذيذة جدًا لدرجة أننا تمنينا بسذاجة أن لا يتركنا الغزاة، فقط لكي نستمر في الحصول على هذه الحلوى.
ربما كان هذا الجانب المشرق في نظرنا كأطفال جياع لم يتذوقوا الحلوى منذ صغرهم. ولكن هناك أيضًا الجانب المظلم. كان هناك الظلام الذي يلف الليل بعد أن تم تدمير المنظومة الكهربائية، وصوت الصواريخ والانفجارات، والقتل العشوائي، والخطف، وتصفية العراقيين لبعضهم. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت ظاهرة الطائفية التي كانت تلقي بظلالها على كل شيء.
هل ترك الاحتلال الأمريكي آثارًا؟
إذا كنت تسألني عن آثار الاحتلال الأمريكي على جيل الأطفال الذي نشأ في تلك الفترة، فالإجابة واضحة. نعم، ترك الاحتلال آثارًا عميقة، سواء في الذاكرة الفردية أو في الذاكرة الجمعية لهذا الجيل. آثار العنف، والدمار، والقتل، والضياع، والتهجير، لا تزال حية في ذهن العديد منا، وتستمر في تشكيل أفكارنا ورؤيتنا للعالم حتى اليوم.
من خلال القصص التي تناولت "ثورة تشرين" و"مجزرة جسر الزيتون"، كيف يمكن للأدب أن يلعب دورًا في توثيق التاريخ وتعزيز الوعي الجمعي؟
للأدب دور أساسي في توثيق التاريخ، حيث يسهم في حفظ الوقائع وتوثيق الأحداث التي قد يغفلها التاريخ الرسمي أو تكون عرضة للنسيان. على الرغم من خفوت القراءة والإقبال عليها لأسباب عدة، إلا أن دور الأدب لا يقل أهمية عن دور السينما والمسرح، بل هو الأساس في هذه الفنون. كما نعلم، لا فيلم يُصور ولا مسرح يُقام بلا نص أدبي، لذا فإن الأدب بجميع أشكاله هو اللاعب الأساسي والحاسم في توثيق وحفظ الوقائع.
الأدب يساهم بشكل كبير في تعزيز الوعي الجمعي من خلال تقديم الأحداث التاريخية في سياق إنساني عميق، مما يساعد في نقل التجربة الفردية إلى ذاكرة جماعية. قصص الأدب حول "ثورة تشرين" و"مجزرة جسر الزيتون" على سبيل المثال، تساهم في نقل معاناة الشعب، وتوثيق لحظات مهمة من التاريخ المعاصر التي تشكل هوية الأمة وتجارب الأفراد.
لماذا اخترتِ أن تختم الكتاب بقصة الكاتب محمد محسن محمد وصراعه مع كورونا؟ هل تمثل هذه القصة رمزية أو انعكاسًا للعالم المعاصر في مواجهة التحديات الصحية؟
كان من أهم الأسباب لكتابة قصة الكابتن محمد محسن محمد هو إعجابي بكتاباته وإشعاره، بالإضافة إلى أنه كان رمزًا من رموز الناصرية. تأثرتُ أيضًا من خلال كلام ابنته زينب، التي تعرفت عليها في أروقة الجامعة قبل سنوات وأصبحت من أقرب الصديقات. تأثرتُ بتأثرها به وبحضوره التاريخي، وخاصة بعد وفاته. أما سبب اختيار هذه القصة لتكون ختام الكتاب، فهو أمر لا أريد البوح به.
في ظل هذه القصص الحزينة والمعاناة، هل هناك مساحة للفرح أو التحول الإيجابي، أم أن الظلام يظل الطاغي في الأدب الذي تقدمه؟
رغم أن الحزن يطغى على كلماتي، فقد سقاني الفرات به وتوارثته عن جدي السومري الذي أعتقد أنه اخترع الكتابة ليعبر عن حزنه بعد أن ضاقت صدره وتشابكت الحروف في عقله، لا لينظم أمور الحياة والتجارة كما يزعمون. ورغم ذلك، لابد من شمس تشرق وفرح يستحق أن نكتبه، كما كتبنا وسنكتب الحزن في أيامنا القادمة.
في عالمٍ يموج بالصخب والتغيرات السريعة، تبقى القراءة ملاذًا آمنًا، ونافذةً نطل منها على آفاقٍ أوسع من الواقع. إنها ليست مجرد وسيلة للمعرفة، بل رحلة في عوالم مختلفة، تمنحنا الفرصة لنعيش حيوات متعددة، ونشعر بآلام الآخرين، ونستقي الحكمة من التجارب الإنسانية العميقة.
كل كتابٍ نقرأه هو خطوة نحو فهم أعمق للحياة، وكل قصة نعيشها بين السطور هي درسٌ في الإنسانية والصمود. فالقراءة تمنحنا القدرة على الحلم، وتجعلنا أكثر وعيًا وقوة، لأنها تحرر العقول وتغذي الأرواح.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

برعاية وحضور وزيرة البيئة تمارا الزين 'جمعية المقاصد – صيدا' كرمت الطلاب الفائزين في مسابقة 'المشاريع البيئية لتعزيز التنمية المستدامة'
برعاية وحضور وزيرة البيئة تمارا الزين 'جمعية المقاصد – صيدا' كرمت الطلاب الفائزين في مسابقة 'المشاريع البيئية لتعزيز التنمية المستدامة'

صيدا أون لاين

timeمنذ 4 أيام

  • صيدا أون لاين

برعاية وحضور وزيرة البيئة تمارا الزين 'جمعية المقاصد – صيدا' كرمت الطلاب الفائزين في مسابقة 'المشاريع البيئية لتعزيز التنمية المستدامة'

برعاية وحضور وزيرة البيئة الدكتورة تمارا الزين، أقامت جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا حفل توزيع جوائز مسابقة مباراة المشاريع البيئية لتعزيز التنمية المستدامة وتكريم الفائزين فيها، تحت شعار "OUR POWER, OUR PLANET" والتي نظمتها الجمعية وشارك فيها 115 طالباً وطالبة من مدارس المقاصد الأربع "ثانوية حسام الدين الحريري، ثانوية المقاصد الإسلامية، مدرسة عائشة أم المؤمنين، ودوحة المقاصد" و"المدرسة العمانية النموذجية الرسمية" توزعوا على 24 فريقاً وتحت اشراف 30 معلماً ومعلمة. ورافق الحفل معرض للمشاريع البيئية التي تنافس بها الطلاب في المسابقة. الحضور حضر الحفل الذي أقيم في قاعة مسرح ثانوية الحسام في منطقة "شرحبيل" إلى جانب الوزيرة الزين: رئيسة مؤسسة الحريري السيدة بهية الحريري، رئيسة دائرة التربية في الجنوب الآنسة أماني شعبان ممثلة رئيس منطقة الجنوب التربوية الأستاذ أحمد صالح، ومديرة مكتب الوزيرة الزين الأستاذة جمانة جمال، وفاعليات أكاديمية وتربوية وبيئية وثقافية واجتماعية، ممثلا رئيس "جمعية المقاصد - بيروت" الدكتور فيصل سنو " الأستاذة ريم رباح والسيد حسن بحصلي"، ورئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا الأستاذ محمد فايز البزري وأعضاء المجلس الإداري للجمعية، وممثل راعي وواهب جوائز المسابقة الدكتور محمود البربير شقيقه نبيل، ومديرو المدارس المشاركة في المسابقة وهيئاتها الإدارية والتعليمية ولجنة تحكيم المسابقة والتي ضمت: "الدكتورة ندين دندشلي، الأستاذة ضحى سلام ومديرة معهد محمد زيدان للتدريب السيدة رندة درزي الزين"، والمعلمات المشرفات على فرق الطلاب المشاركين من المدارس الخمس. البزري استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد المقاصد وتلاوة من القرآن الكريم، فكلمة ترحيب من عريفة الحفل الأستاذة آية الزين، وعرض فيديو عن المسابقة من إعداد الدائرة الإعلامية في جمعية المقاصد، ألقى بعدها رئيس الجمعية الأستاذ محمد فايز البزري كلمة توجه في مستهلها بالشكر للوزيرة الزين على رعايتها ومشاركتها في هذا الحفل، كما تقدم بجزيل الشكر للدكتور محمود البربير، المقيم في لندن، الراعي والواهب لقيمة جوائز المسابقة والتي بلغ مجموعها 5000$ نقداً. وقال: أصبحت قضية البيئة والمحافظة عليها والإهتمام بها من أهم القضايا التي تشغل المجتمع العالمي في الوقت الراهن، لما تمثله المشاكل البيئية من خطر على الحياة البشرية والتنمية الإقتصادية على المدى القصير والطويل، إذ تتعدى انعكاساتها اليوم إلى الغد، وتدمر صحة الجيل بل أجيال. وأضاف: وها نحن نجتمع اليوم، وفي هذه المناسبة والمسابقة، للإضاءة على أهمية "التوعية البيئية" وإشراك المجتمع بأكمله. فتغيير السلوك الاجتماعي يبدأ من المدرسة، والنشاط البيئي هو مجهود يجب أن تشارك فيه كل مكونات المجتمع حتى يصبح المجتمع بأكمله صديقًا للبيئة الصالحة. فعلى صعيد الأفراد، لا بد لكل إنسان من ممارسة الاهتمام بنفسه ومحيطه ونظافته، وعلى العائلة الاهتمام بمنزلها وفنائه وجواره، وأبناء الحي الاهتمام بالحي وتفاصيله، والبلدية الاهتمام بالمدينة وخدماتها، ومسؤولية الحكومة الاهتمام بإصدار المراسيم والقوانين التي تحمي وتساعد البيئة المجتمعية. ومن هنا، نرى أهمية التعاون بين جميع شرائح المجتمع للحفاظ على بيئة آمنة سليمة نظيفة، لتصنع مجتمعًا صحيًا معافًى بعيدًا عن مظاهر التخلف. وتابع: ونحن في "المقاصد" نؤمن بأهمية الدور الذي يقع على عاتقنا مع المؤسسات التربوية على صعيد التربية البيئية، ومن خلالها خدمة المجتمع والوطن والأمة. ونقصد بالتربية البيئية عملية اعداد الانسان للتفاعل الناجح مع بيئته بما تشتمل عليه من موارد مختلفة، فهي مسار يتضمن إجراءات وأنشطة تُعنى بإعداد المواطنين الواعين بالبيئة وما يرتبط بها من مشكلات والذين لديهم المعرفة والمهارة والرغبة والالتزام بالعمل على حل المشكلات الراهنة والمستقبلية. وهذا الجانب من التربية يساعد الناس على العيش بنجاح على كوكب الأرض. نهتم في "المقاصد" بتعليم طلابنا منذ الصغر ليكوّنوا فكرًا صديقًا للبيئة. ومن هذا المنطلق فإننا ننادي المسؤولين في وزارتي البيئة والتربية للعمل على أن تكون مفاهيم التوعية البيئية جزءاً لا يتجزأ من ضمن البرامج التربوية والدراسية. كما أننا في المقاصد نؤمن أيضًا بدور وزارة البيئة في تكوين وخدمة مجتمع بيئي سليم، لا بل فإننا ننادي بأن تكون وزارة البيئة، وزارة سيادية، مدعومة بكل المتطلبات المادية والعلمية، لتشمل بجهودها وعملها كل أرجاء الوطن وتكوّن بذلك مجتمعًا لديه المناعة الكافية لمحاربة التخلف والجهل وتساعد على إيجاد مجتمع صحي سليم تدخله شمس الحياة وتجعله مجتمعًا بمصاف أرقى الدول في العالم. وتوجه البزري الى الوزيرة الزين بالقول: نأمل من معاليكم خلال الفترة القصيرة لعمر هذه الحكومة أن تُسنَّ القوانين والمراسمَ التطبيقية لتصب في اتجاه دعم وتثبيت دور وزارة البيئة لتؤدي دورًا أساسيًا في خدمة البيئة النظيفة، ليعود لبنان، مع جهود بقية الوزارات الأخرى، كما كان يسمى بحق "سويسرا الشرق". وختم البزري بتوجيه الشكر للمنسق العام للمسابقة السيدة هنا جمعة وللجنة التربوية ممثلة بالدكتور مازن القطب والأستاذ حذيفة الملاح ولمديرات المدارس وللجنة التحكيم والطلاب المشاركين ومعلميهم وأهاليهم. الزين وألقت الوزيرة الزين كلمة هنأت فيها الطلاب الفائزين وكل الذين شاركوا وقالت: بالنسبة لي المشاركة بحد ذاتها ربح، وأشكر رئيس الجمعية الأستاذ البزري لأنه تحدث عن ضرورة التشريعات والقوانين والموازنة وغيرها، ونحن نشد على يدك معنا لأن هذا أمر أساسي جداً، وأنا شخصياً لا أعتبرها وزارة غير سيادية لأن البيئة تدخل في كل باقي الوزارات. وأضافت: بالنسبة للوزارة، حالياً الأولوية هي للشق الإصلاحي وتحديداً للإصلاح البنيوي في الوزارات والإدارة، لأننا لا نستطيع أن نشتغل على أي تحدّ بيئي، اذا لم يكن لدينا إدارة ومؤسسات قوية قادرة في المستقبل أن تعالج هذه التحديات. هذا عمل كبير لكن لا يراه المواطن، المهم ان نقوم بواجبنا والذي يجب أن نقوم به لتستطيع مستقبلاً أن تستلم بعدنا إدارات نظيفة فعالة قادرة فعلاً ان تضع لبنان على سكة التعافي. وبالنسبة للإصلاحات ما يسمى القطاعية، تعرفون أن البيئة تدخل في كثير من المواضيع، نبدأ بتلوث الهواء وبموضوع المحميات، البيئة البحرية، المقالع والكسارات، الى ما هنالك.. ولكن أنا أصريت في خطة العمل التي هي لسنة واحدة متبقية ان تدرج المواطنة البيئية والمناخية كواحدة من الأولولويات، لأن للأسف لم تكن أبداً أولوية في وزارة البيئة عبر كل العصور والسنوات الماضية. وتابعت: طبعاً في الشق التربوي، هناك عمل حالياً على موضوع التربية البيئية، ولكن بالنسبة لي يجب ان نرتقي الى مستوى أعلى وهو المواطنة البيئية والمناخية حالياً، لأننا نرى يوماً بعد يوم حجم تداعيات الإضطراب المناخي على حياتنا ونرى شح المياه، وبعد فترة قد نرى حرائق وموجات جفاف وفيضانات أحياناً تحدث، فهذا التطرف المناخي أيضاً، من المهم أن يكون مدرجاً في كل برامجنا التربوية. وعلى كل حال خلال نقاشات كثيرة مع السيدة بهية وحتى قبل ان أكون في الوزارة، أيام المجلس الوطني للبحوث العلمية، كنا نحكي كثيراً بالشق التربوي، وهو بالنسبة لي همّ، لأن التربية هي أساس كل شيء. وربما اصبح صعباً علينا أن نغير قليلاً نمط تفكير الكبار، لكن عندما نرسخ هذه المفاهيم عند الصغار فهم قادرون على نشرها وعلى تطبيقها في المستقبل. وختمت الوزيرة الزين بالقول: أقول لكل التلاميذ، نحن في مدرسة للمقاصد، وفي صرح تربوي عريق وغني عن التعريف، وانا خريجة ثانوبة البنات (ثانوية د.ىحكمت الصباغ الرسمية) وافتخر بها كثيراً. أحيّي المدارس التي تدرج كل هذه المبارات في نشاطاتها لتوعية التلامذة على الشؤون البيئية. وبما أننا في المقاصد، نقول للتلاميذ: في ثقافتنا الإسلامية هناك قول جميل جداً: "ان زكاة العلم العمل به". فكل علم تتعلموه في ستطبقونه في المستقبل، وستنشروه حولكم. ألف مبروك. تكريم المشاركين بعد ذلك، قدم البزري درعاً تكريمية خضراء لراعية الحفل الوزيرة الزين، وقدم بمشاركتها دروعاً خضراء للجنة التحكيم ومديري المدارس المشاركة وأعضاء اللجنة التربوية. إعلان النتائج ثم أعلن عضو اللجنة التربوية في الجمعية، مدير المدرسة العمانية النموذجية الرسمية الأستاذ حذيفة الملاح النتائج، مسميّاً المشاريع البيئية الفائزة بالمراتب الثلاث الأولى عن كل فئة، وأسماء المدارس والطلاب الفائزين، حيث جرى تباعاً وبمشاركة الوزيرة الزين والسيدة الحريري تكريمهم وتقديم جوائز ترضية لجميع الطلاب المشاركين. وقال الملاح: أشعر اليوم بفخر رباعي الأبعاد. الأول: لأني خريج هذه المؤسسة العريقة. والثاني: كوني عضو المجلس الإداري في جمعية عمرها 146 عاماً لكنها تحاكي العصر وتطوره. والثالث: لأني مدير مدرسة رسمية تشارك مع الجمعية والقطاع الخاص اهتمامها بالبيئة. والرابع: أعتز بأني والد طالب مشارك في هذه المشاريع، وكل المشاركين في هذه المباراة أبنائي وأحبابي. وأكد أنه لا خاسر في هذه المباراة فالكل رابح بالجوائز وبشرف المشاركة والمعرفة المكتسبة. جولة على المعرض وسبق الحفل جولة للوزيرة الزين والسيدة الحريري برفقة البزري والحضور على معرض المشاريع البيئية التي تنافست في المسابقة، استمعوا خلالها الى شرح من الطلاب حولها.

حلا شيحة تفتح باب الاشتراكات المادية على حساباتها: خدمات مميزة
حلا شيحة تفتح باب الاشتراكات المادية على حساباتها: خدمات مميزة

النهار

timeمنذ 5 أيام

  • النهار

حلا شيحة تفتح باب الاشتراكات المادية على حساباتها: خدمات مميزة

أعلنت الفنانة المصرية حلا شيحة تقديم الخدمات الإعلانية وغيرها من الاشتراكات، عبر حساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي، مقابل بدلات مادية. وحدّدت شيحة مبلغ 250 جنيهاً مصرياً مقابل الاشتراك الشهري لمشاهدة القصة القصيرة (ستوري)، مع تقديم محتوى حصريّ للمشتركين إلى جانب شارة مميّزة، وإمكانية الولوج إلى قناة مغلقة، والحصول على دعوات لحضور مناسبات خاصة، بالإضافة إلى الرسائل الجماعية المباشرة معها، مع إمكانية لقاءات شخصية معها. وجاءت خطوة شيحة، بعد عودتها إلى ارتداء الحجاب مرّة جديدة، عقب خلعه ووضعه مراراً وتكراراً منذ عام 2003. وقالت شيحة في تعليقها على منشور ظهورها بالحجاب مجدداً: شكراً جداً لكلامكم، وطبعاً أحبّ الحجاب جداً، لأني أحبّ القرآن وأفهمه وأفهم معاني آياته". وتحدثت عن رؤية شاهدتها حين كان في سنّ الـ23 من عمرها: " رأيت رؤيا يوم القيامة، وبعدها رأيت أني أقرأ سورة ياسين. حين قرأت القرآن لأول مرة شعرت بأن كل المعاني وصلتني بوضوح". View this post on Instagram A post shared by Hala Shiha (@halashihanew) وفي تعليق آخر قالت: "كل الأحداث حولنا جعلتني أشعر بالمسؤولية، وأول هذه المسؤوليات هو إصلاح أنفسنا أولاً".

من التمثيل الى عالم ادارة الاعمال.. حلا شيحة تدخل عالم أعمال السوشيال ميديا
من التمثيل الى عالم ادارة الاعمال.. حلا شيحة تدخل عالم أعمال السوشيال ميديا

ليبانون 24

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • ليبانون 24

من التمثيل الى عالم ادارة الاعمال.. حلا شيحة تدخل عالم أعمال السوشيال ميديا

أعلنت الفنانة حلا شيحة دخولها تجربة عالم "بيزنس" السوشيال ميديا ، حيث قررت إطلاق محتوى لمتابعيها عبر حسابها الخاص في"إنستغرام"، في تجربة تهدف الى فتح قنوات تواصل مباشرة وأكثر حصرية مع جمهورها. وقدّمت حلا شيحة خدمة "الستوري المدفوع" عبر منصتها في "إنستغرام"، حيث حدّدت قيمة الاشتراك الشهري بـ 250 جنيهاً، ويحصل المشتركون على شارة تميز، فضلاً عن الوصول الى محتوى حصري لا يُتاح للمتابعين العاديين. وتتضمن الخدمة الجديدة مزايا عدة للمشتركين، مثل إمكانية إرسال رسائل جماعية، والانضمام الى قنوات تواصل مغلقة، بالإضافة الى دعوات لحضور مناسبات خاصة. وتعكس هذه الخطوة رغبة حلا في بناء علاقة أكثر عمقاً وخصوصية مع جمهورها. وكانت حلا شيحة قد أثارت جدلاً واسعاً بعد نشر صورة على "إنستغرام" تظهر فيها بالحجاب مجدّداً، وذلك بعد فترة من خلعه، وتفاعل المتابعون مع الصورة وقد انقسموا بين مؤيد لهذا القرار ومُعارض له. وفي ردّ فعلها الأول على تعليقات جمهورها، قالت: "والله متشكرة جداً لكلامكم، وفهماكم جداً وطبعاً بحب الحجاب جداً لأني بحب القرآن جداً وفاهماه وفاهمة معانيه". كما كشفت عن رؤيا وهي في سنّ الثالثة والعشرين، قائلةً: "شفت رؤيا يوم القيامة وبعدها شفت إني بقرأ سورة "ياسين"، ولما قريت القرآن لأول مرة حسيت إن كل المعاني وصلتني بوضوح". وفي ختام حديثها، أوضحت حلا شيحة الأسباب التي دفعتها لارتداء الحجاب من جديد، مشيرةً الى أنها شعرت بأن الظروف المحيطة تجعلها مسؤولة عن نفسها أولاً، حيث قالت: "كل الأحداث اللي حوالينا خلّتني أحس إن كلنا عندنا مسؤولية، وأول مسؤولية إننا نصلح نفسنا الأول".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store