
مدير إدارته سعود المطيري أكد لـ «الأنباء» توفير نخبة من أفضل قرّاء الكويت لإحياء الليالي المباركة يتقدمهم مشاري العفاسي والنفيس
توفير باصات لنقل المصلين من مواقف السيارات للمسجد وخريطة لنقاط التجمع والساحات واللوحات الإرشادية
وجبات إفطار وسحور على مدار الشهر المبارك وسيارات جولف لنقل المصلين بين البوابات
مسابقتان للمسجد الكبير خلال شهر رمضان المبارك إحداهما إلكترونية والأخرى قرآنية يومية في المسجد
جهود مشكورة من المعنيين لتوفير الأجواء الإيمانية والروحانية لجموع المصلين في هذا الشهر المبارك
أسامة أبو السعود
كشف مدير إدارة مسجد الدولة الكبير سعود المطيري، عن استكمال كل الاستعدادات لشهر رمضان المبارك بالمسجد الكبير واستقبال ما يقارب 120 ألف مصل في ليلة 27 رمضان.
وأكد المطيري في لقاء مع «الأنباء» إحياء العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك عبر نخبة من أفضل قراء الكويت يتقدمهم مشاري العفاسي وأحمد النفيس وغيرهم مع توفير وجبات إفطار وسحور على مدار الشهر المبارك. كما أعلن عن توفير عدد من الباصات لنقل المصلين من مواقف السيارات للمسجد والعكس ووضع خريطة مفصلة لنقاط التجمع والساحات الخاصة بالباصات واللوحات الإرشادية لها، وتوفير سيارات جولف لنقل المصلين بين البوابات لأول مرة.
وكشف المطيري عن تخصيص مسابقتين إحداهما إلكترونية تعرض عبر وسائل التواصل الاجتماعي (انستغرام المسجد الكبير) والأخرى قرآنية يومية تحت عنوان (رتل مع بوبيان) خلال الشهر المبارك.
ووجه المطيري الشكر لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية د. محمد الوسمي ووكيل الوزارة ومختلف الجهات الحكومية والخاصة التي تتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والمسجد الكبير لتوفير الأجواء الإيمانية والروحانية لجموع المصلين في هذا الشهر المبارك. في السطور التالية تفاصيل اللقاء:
في البداية نتحدث عن استعدادات مسجد الدولة الكبير هذا العام لشهر رمضان المبارك، كيف كانت تلك الاستعدادات؟
٭ بداية أشكر «الأنباء» على جهودها في فتح المجال وإتاحة الفرصة لتسليط الضوء على جهود وزارة الشؤون الإسلامية متمثلة في إدارة مسجد الدولة الكبير والاستعدادات لاستقبال جموع المصلين خلال رمضان.
بفضل الله سبحانه وتعالى جرت العادة على بذل كل الجهود وتوفير كل الإمكانات من وزارة الشؤون الإسلامية لتجهيز جميع المساجد لاستقبال شهر رمضان، وبالطبع أخص هنا بالذكر مسجد الدولة الكبير، حيث تم وضع خطة شاملة للاستعدادات اللازمة لاستقبال شهر رمضان وتشكيل عدة فرق ولجان تعمل على راحة المصلين.
وشملت الاستعدادات جميع الجوانب الثقافية والاجتماعية والدينية والإعلامية والإدارية وفق الخطة الإستراتيجية لتحقيق الشراكة مع وزارات الدولة والجهات الرسمية والخاصة، ومن تلك الجهود توفير وجبات الإفطار والسحور خلال شهر رمضان المبارك، وهناك بعض الأنشطة على هامش صلاتي التراويح والقيام مثل المحاضرات والمواعظ للرجال أو النساء.
وتم تجهيز جدول للقراء سواء لصلاة التراويح او لصلاة القيام في العشر الأواخر من الشهر المبارك، بالإضافة إلى بعض الوعاظ الذين تتم استضافتهم كل عام من أئمة وخطباء وأساتذة الشريعة في جامعة الكويت، وكذلك الواعظات من إدارة التنمية الأسرية وغيرها من مختلف الجهات الخاصة في وزارة الشؤون الإسلامية.
كذلك هناك جهود مشكورة من مختلف الجهات التي تتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والمسجد الكبير من الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة مثل الامانة العامة للأوقاف وزارة الداخلية والإدارة العامة للإطفاء ووزارة الصحة ممثلة بإدارة الطوارئ الطبية وبلدية الكويت وغيرها من الجهات التي تبذل كل الجهود لتوفير الأجواء الإيمانية والروحانية لجموع المصلين في هذا الشهر المبارك.
نخبة من القراء
وماذا عن الاستعداد لقيام العشر الأواخر وخاصة ليلة 27 رمضان؟
٭ لاشك أن إحياء ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان له طابع خاص في مسجد الدولة الكبير وروعي هذا الأمر باختيار نخبة من أفضل القراء لإحياء تلك الليالي المباركة ومنهم القارئ مشاري العفاسي وأحمد النفيس وغيرهم من الأئمة والقراء.
وتم تجهيز المسجد الكبير من جميع الجوانب لاستقبال المصلين لقيام العشر الأواخر.
وخلال الأيام الماضية تم عقد عدة اجتماعات مع عدة جهات كوزارة الداخلية والإعلام والأشغال والصحة والطوارئ الطبية والهيئة العامة للشباب وغيرها لتنسيق العمل مع تلك الجهات.
وفيما يخص ليلة 27 من رمضان فهي من الليالي المميزة، حيث تتضاعف فيها جميع الجهود الإدارية والتنظيمية الداخلية والخارجية ونحن مستعدون بحمد الله هذا العام لاستقبال ما يقارب 120 ألف مصلّ في هذه الليلة.
ولا شك أن أعداد المصليين في العام السابق وصلت إلى 100 ألف مصلّ، وبحمد لله تم التعامل معهم بشكل ناجح بالتعاون مع الجهات وأشاد الجميع بنجاح هذه الليالي.
ونحن بإذن الله مستعدون لتلك الليالي المباركة حيث يتم فرش الصحون الخارجية والساحات المجاورة للمسجد بالتعاون مع الجهات لاستقبال أكبر عدد ممكن من المصلين.
وهذا العام تم تجديد السجاد المستخدم في الساحات الخارجية بنوعية جيدة ومناسبة لألوان الهوية الجديدة للمسجد.
ما أهم الجهات المشاركة مع المسجد الكبير في هذه الجهود على مدار الشهر المبارك وخاصة في تقديم وجبات الإفطار والسحور وغيرها من الأعمال المميزة خلال الشهر المبارك؟
٭ كالعادة تتعاون وتسعي الجهات الحكومية والخاصة لتقديم الخدمات لتسهيل وتيسير وتوفير الراحة لمرتادي المسجد الكبير ومن تلك الجهات الحكومية وزارات الداخلية والصحة والإعلام والأشغال، وكذلك البلدية والأمانة العامة وغيرها، بالإضافة إلى عدد من الجهات الخاصة.
وتم الاتفاق لتجهيز وجبات الفطور والسحور للموظفين والمتطوعين والمصلين، حيث سيتم توفير وجبات الإفطار من وزارة الشؤون الإسلامية وبنك وربة وبوبيان، ووجبات السحور أيضا تقدمها الوزارة يوميا وشركة نفط الكويت والأمانة العامة للأوقاف.
وبمبادرة من بعض الجهات سيتم تقديم ضيافة للقاعة الأميرية ومصلى VIP للنساء وخدمة تعطير وتبخير للقاعة الأميرية والمصلى الرئيسي.
باصات وسيارات غولف
ما الجديد هذا العام وخاصة في عملية نقل جموع المصلين من وإلى المسجد وفتح ساحات انتظار السيارات بجوار المسجد لسهولة الحركة المرورية؟
٭ يحرص المسجد على توفير عدد من الباصات لنقل المصلين من مواقف السيارات للمسجد والعكس، وقد تم وضع خريطة مفصلة لنقاط التجمع والساحات الخاصة بالباصات واللوحات الارشادية لها.
وسيتم توفير سيارات الغولف لنقل المصلين أيضا بين البوابات لأول مرة.
هل هناك أنشطة خاصة بالأسر وخاصة من لديهم أطفال؟
٭ تحرص الإدارة سنويا على إقامة نادي النشء وهو ناد يستقبل الأطفال ويوفر لهم أنشطة مميزة ورعاية من القائمين عليه من المطبوعات والمتطوعات خلال فترة الصلاة لليالي العشر وذلك لتوفير أفضل الأجواء للأسر لإحياء تلك الليالي في أجواء من الطمأنينة.
محاضرات للجاليات
وماذا عن الجاليات المقيمة على أرض الكويت خاصة من غير الناطقين بالعربية، فهل لهم أنشطة خاصة؟
٭ تحرص إدارة المسجد على التعاون مع جميع الإدارات، وكالعادة تحرص إدارة العلاقات الخارجية بالتعاون مع إدارة المسجد الكبير على إقامة محاضرات وندوات خاصة بالجاليات المقيمة في الكويت، وذلك للتواصل مع هذه الجاليات عبر إقامة فعاليات وانشطة تعزز روح الوحدة والتعاون.
مسابقة إلكترونية
لا شك أن المسجد الكبير منارة ثقافية دينية، فهل هناك انشطة ثقافية مصاحبة لفعاليات الشهر المبارك؟
٭ يحرص المسجد على إقامة أنشطة خلال هذا الشهر من خلال المواعظ في ليالي العشر الاواخر، حيث ستقام مسابقتان إحداهما إلكترونية تعرض عبر وسائل التواصل الاجتماعي (إنستغرام المسجد الكبير) ومسابقة اخرى قرآنية تقام في المسجد يوميا بالتعاون مع بنك بوبيان تحت عنوان «رتل مع بوبيان».
وقد أقيم يوم 8/2 اليوم القرآني للرجال، وكذلك يوم 15/2/2025 اليوم القرآني للنساء.
ننتقل إلى دعم الوزارة لجهودكم خلال الشهر المبارك، كيف تقيمون اداء المراكز الرمضانية التي انتشرت في مختلف محافظات الكويت خلال السنوات الماضية؟
٭ لا يكتمل عمل إدارة المسجد الكبير إلا بدعم الوزارة المستمر لنا ممثلا بوزير الأوقاف الشؤون الإسلامية د.محمد الوسمي ووكيل الوزارة د.بدر المطيري، وتوفير كل ما يلزم لإنجاز أعمال الصيانة والترميم والطباعة والاتفاق مع الشركات وكل ما يلزم العاملين والمصلين خلال هذا الشهر الكريم فلهم منا كل الشكر الجزيل على هذا الدعم المتواصل لإنجاح هذه الليالي المباركة.
وجميع قطاعات الوزارة تدعم عملنا لإنجاح دورنا خلال هذا الشهر.
أخيرا، هل من رسالة لجموع المصلين والمتهجدين خلال الشهر المبارك؟
٭ نتمنى من الجميع التعاون معنا ومع الجهات المشاركة لنا لإنجاح عمل هذا الشهر بما يرضي الجميع ولا يكون ذلك إلا من خلال الالتزام بالتعليمات والإرشادات العامة التي وضعت من أجل مصلحة الجميع.
وفقنا الله وإياكم وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وندعو الله أن يعيننا على تحمل هذه المهمة، وان يحفظ الله الكويت قيادة وحكومة وشعبا من كل مكروه، ونسأل الله أن يعيد علينا رمضان أياما عديدة وأزمنة مديدة ونحن بصحة وعافية.
تضاعف الأرقام في رمضان.. من 60 ألفاً حتى 120 ألف مُصلٍّ
كشف مدير إدارة مسجد الدولة الكبير سعود المطيري خلال اللقاء عن الجهود الكبيرة بـ «الأرقام» للاستعداد لإحياء ليالي شهر رمضان المبارك وخاصة العشر الأواخر حتى صلاة العيد، وجاءت الأرقام لتعكس حجم تلك الجهود الكبيرة ومنها تجهيز عدد 3360 قطعة سجاد لتغطية ساحات المسجد داخل سور المسجد والساحات المفتوحة المحيطة بالمسجد الكبير، حيث يصل أعداد المصلين داخل المسجد وخارجه من 60.000 مصل إلى ما يقارب (120.000 - 130.0000) مصل في الليالي الوترية وليلة 27 على وجه الخصوص.
واعلن أن المسجد يستعد لاستقبال حتى 26.000مصل في صلاة التراويح في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، فيما يبلغ عدد المصلين في صلاة العيد 12 ألف مصل.
أنشطة ثقافية
قال مدير إدارة المسجد الكبير إنه تم تجهيز الأنشطة الثقافية خلال الليالي العشر الأواخر من كبار المشايخ من خطباء وأئمة وزارة الشؤون الإسلامية إقامة دروس بالإضافة إلى الواعظات في مصلى النساء من الأخوات الداعيات بالوزارة، والإشراف على مسابقات القرآن الكريم بالتعاون مع بعض الجهات الراعية، وكذلك الإشراف على مسابقات ثقافية عبر حسابات المسجد (X)، إنستغرام برعاية جهات خاصة وجوائز للمشاركين.
وأشار إلى أن عدد المستفيدين من تلك المسابقات بلغ العام الماضي 1600 مستفيد من مسابقات القرآن الكريم، فيما يبلغ عدد المستفيدين من الدروس الايمانية اكثر من 1000 مستفيد يوميا.
كراسي متحركة.. ونادي النشء
تقيم إدارة مسجد الدولة الكبير كل عام نادي النشء للأطفال لتوفير الجو الأمن لهم عند اصطحابهم للصلاة حيث بلغ عدد المستفيدين منهم العام الماضي 100) مستفيد. من جهة أخرى، أعلن سعود المطيري عن تسخير كل الامكانيات لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة ومنها توفير عدد 45 كرسي متحرك لكبار المسنين وأصحاب الاحتياجات الخاصة. وكذلك توفير 2670 كرسي للرجال والنساء في مختلف نواحي المسجد للصلاة لكبار المسنين وغيرهم ممن يحتاج إليه.
247 مكبر صوت و130 كاميرا
أثناء اللقاء، كشف مدير إدارة المسجد الكبير سعود المطيري عن مختلف التجهيزات التي يتميز بها مسجد الدولة الكبير ومنها تركيب 247 مكبر صوت الداخل والخارج، و130 كاميرا مراقبة لضمان الأمن والسلامة بمختلف نواحي المسجد في الداخل والخارج.
2700 وجبة يومياً و50 ألف مستفيد
كشف المطيري عن توفير 2700 وجبة يوميا ما بين فطور وسحور من الوزارة وجهات راعية أخرى، وكذلك توفير ضيافة وتعطير للمسجد والقاعة الأميرية وايضا توفير 20 كابينة ضيافة لخدمة المصلين الشاي - القهوة - سناك. واشار إلى ان عدد المستفيدين من هذه الوجبات ما يزيد على 50000 مستفيد خلال الشهر المبارك.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء
منذ 21 ساعات
- الأنباء
بدء اختبارات نهاية العام الدراسي لطلبة "المتوسطة" والصفين العاشر والحادي عشر
عبدالعزيز الفضلي بدأت صباح اليوم الأربعاء، امتحانات نهاية العام الدراسي 2024 / 2025 لطلبة المرحلة المتوسطة والصفين العاشر والحادي عشر وسط أجواء مريحة وفّرتها وزارة التربية بالتعاون مع المناطق التعليمية والإدارات المدرسية . وكشفت مصادر تربوية مطلعة ل "الأنباء"، أن الطلبة التزموا في الحضور بالوقت المحدد للاختبار وأدوا امتحاناتهم على أكمل وجه، مشيرةً إلى أن اليوم الأول ساده الهدوء في مقار اللجان مع جولات تفقدية لعدد من القيادات التربوية للاطمئنان على سير عملية الامتحانات .


الجريدة
منذ 2 أيام
- الجريدة
لماذ بكى أبوبكر؟
لما نزلت الآية «... الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا...» (سورة المائدة - 3)، بكى أبوبكر، رضي الله عنه، ولما سُئل عن سبب بكائه، أجاب أن النبي أدى رسالة ربه كاملة، والكمال يعني أنها غير قابلة لا للزيادة ولا للنقصان، أي أن مهمة النبي قد انتهت، وسيرحل عنا رسول الله. وبالفعل نزلت الآية في حجة الوداع، وقالها الرسول في خطبة حجة الوداع، وهو واقف عند جبل عرفات، وبعد أن عاد إلى المدينة بفترة وجيزة، انتقل عليه السلام إلى جوار ربه. وبعد وفاته اهتزت المدينة، وارتد بعض المسلمين، وقال بعضهم: لو كان محمد رسولاً لما مات، كما امتنع بعضهم عن أداء الزكاة، وصعد أبوبكر المنبر، وقال: من كان يعبد محمداً، فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، وتلا عليهم الآية «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَد خَلَتْ مِن قَبلِهِ ٱلرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَو قُتِلَ ٱنقَلَبتُم عَلَىٰٓ أَعقَٰبِكُم وَمَن يَنقَلِب عَلَىٰ عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيئا وَسَيَجزِي ٱللَّهُ ٱلشَّٰكِرِينَ» (سورة آل عمران - 144)، وطلب من الحضور أداء الصلاة. وبعد أن تمت البيعة لأبي بكر تجهز لقتال المرتدين ومانعي الزكاة، واعترض عمر على قتال مانعي الزكاة، محتجاً بحديث، «أُمرت أن أحارب الناس حتى ينطقوا بالشهادة، فإن قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم»، فردّ عليه أبوبكر قائلاً: «ويحك يا ابن الخطاب، أجبارٌ بالجاهلية خوار في الإسلام؟ والله لو منعوا عني عقالاً كانوا يؤدونه للرسول لحاربتهم عليه». وهكذا كان موقف أبي بكر، كان موقف الحاكم الحازم الحريص على المحافظة على وحدة الدولة التي أسسها الرسول وحمايتها من التفكك. فالزكاة كانت أهم مورد مالي لبيت مال المسلمين، وبيت المال بمنزلة خزينة الدولة في العصر الحديث، الذي تجبى إليه الأموال للإنفاق منها على احتياجات الدولة. وهكذا، تمكنت دولة الإسلام الناشئة من اجتياز أول أزمة تواجهها بفضل قدرتها على توحيد الصف لمعالجة مشكلتها، فأصبح ذلك الموقف مثلاً يضرب فيقال «ردة ولا أبا بكر لها». المهم علينا أن نعرف كيف نستفيد من تلك المواقف لمعالجة الأزمات التي تواجهنا. يجب التركيز على الحكومة، فعليها أن تكون حازمة وغير مترددة في اتخاذ الإجراءات لحماية مصالح الأمة، والابتعاد عن المصالح الخاصة، وأن تكون مثلاً أعلى لكل ما تدعو إليه، فلا تدعو إلى التقشف وهي مبذرة، وإذا دعت إلى الجهاد فعليها أن تكون في مقدمة صفوف المجاهدين. وأن تكون ملمة بقدرات الدولة فلا تحمّلها فوق طاقاته وإمكاناتها فتعرضها للأخطار والفشل، وعليها أن تستشير أصحاب الرأي وتستفيد من الآراء. فالدين الإسلامي أوصى نبيه بالشورى قائلاً «... فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ» (سورة آل عمران - 159)، أي قبل أن تتخذ رأياً عليك أن تشاور أصحابك، وخاصة أصحاب الرأي. وامتدح المؤمنين بقوله «وأمرهم شورى بينهم» (سورة الشورى - 38)، وسمى سورة من سور القرآن بالشورى. ولدينا مثل ترى «ما خاب من استشار». نرجو من الله أن يوفقنا لصالح دولتنا وشعبنا.


الأنباء
منذ 2 أيام
- الأنباء
الابتلاءات والصدقات
يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة) صدق الله العظيم. الأنبياء:٣٥. فالابتلاء يكون إما بشر يقع عليك او بنعمة يغدقها الله عليك، فهذه كلها اختبارات وامتحانات يقدمها رب العالمين للعبد حتى يمحص الإنسان ويرى العبد الشكور من العبد الكفور الذي يكفر بأنعم الله وينكرها ويجحدها. ولهذه الابتلاءات جزاء من الله إلى عبده، لكنه سبحانه لم يترك عبده يواجه هذه الابتلاءات دون ان يوجهه وينير طريقه، فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالصدقة، وقال في كتابه الكريم: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم). وأيضا قال: (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون). فالصدقة سبيل للإنسان للخروج من هذه الابتلاءات، فكثير منا من يبتلى بمرض، وكذلك من يبتلى بعقوق الابناء، وهناك من يبتلى بقسوة الآباء، ومن يبتلى بضيق الرزق، وهناك من يبتلى بعدم صلاح الزوجة أو الزوج وايضا من يبتلى بصحبه فاسدة او زميل او جار حاسد او حاقد يكيد له المكائد، وايضا هناك من يبتلى بعدم الإنجاب او يبتلى بإعاقة بحاسة من حواسه او عضو من بدنه. فالعلاج والنجاة من كل هذه الابتلاءات هو الصدقة ففيها يدفع البلاء وبها يرد القضاء وبها يزيد العمر ومنها تدفع ميتة السوء وتجلب لك الرزق وتدره درا وبفضلها يرزقك الله من حيث تحتسب ومن حيث لا تحتسب. والصدقه تظل المتصدق يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله، فلنتصدق ولنحسن بالصدقة ونذكر بها بعضنا بعضا فالذكرى تنفع المؤمنين. دمتم بحفظ الله ورعايته.