logo
ناقد مسرحي لـ'الوئام': موسم الرياض 2025 يشهد تنوعًا لافتًا في العروض المسرحية

ناقد مسرحي لـ'الوئام': موسم الرياض 2025 يشهد تنوعًا لافتًا في العروض المسرحية

الوئام١٤-٠٢-٢٠٢٥

الوئام – خاص
يشهد المسرح السعودي تطورًا كبيرًا في الأعوام الأخيرة، خاصة مع دعم رؤية 2030، التي تهدف إلى تعزيز الفنون والثقافة، وقد أصبح المسرح جزءًا أساسيًا من المشهد الفني السعودي، مع تزايد العروض المسرحية، وظهور مواهب جديدة، وتنظيم مهرجانات ضخمة مثل موسمي الرياض وجدة.
ويواكب التعاون المسرحي السعودي المصري ازدهارًا ملحوظًا، وذلك في ظل الانفتاح الثقافي الكبير الذي تشهده المملكة ومكانة مصر الراسخة كمركز للفنون المسرحية في العالم العربي، فهذا الحراك المشترك يعزز تبادل الخبرات والإبداع بين الفنانين في البلدين، ويفتح المجال لإنتاج أعمال مسرحية عربية متميزة، تجمع بين الأصالة المصرية والتطور المتسارع للمسرح السعودي، بما يسهم في إثراء المشهد الثقافي العربي.
وفي هذا الصدد تقدم مسرحية 'المحاكمة' ضمن فعاليات موسم الرياض في المملكة العربية السعودية على مسرح محمد العلي في الفترة من 10 إلى 14 فبراير 2025.
عمل درامي تفاعلي
وعن مسرحية «المحاكمة»، يقول حسن مختار، الناقد المسرحي، إنه عمل درامي تفاعلي يتناول قصة شاب متهم في جريمة قتل، ويسعى محاميه لكشف الحقيقة وسط أدلة متضاربة وشهادات صادمة، مما يؤدي إلى انقلاب الموازين في لحظة غير متوقعة.
من أشهر الأعمال الدرامية
ويضيف 'مختار'، في حديث خاص لـ'الوئام'، أن هذه المسرحية واحدة من أشهر الأعمال الدرامية للكاتبة المسرحية الإنجليزية أجاثا كريستي، التي تتميز بطابعها التفاعلي الذي يسمح للجمهور بأن يكون جزءًا من كشف الحقيقة، ومن أشهر كتاب الأدب البوليسي في التاريخ، حيث لقبت بـ«ملكة الجريمة» بسبب حبكاتها المحكمة، وشخصياتها المميزة، مثل المحقق هيركيول بوارو، والآنسة ماربل.
الألغاز البوليسية والتشويق
ويتابع: 'رغم شهرتها بالروايات، كتبت أجاثا كريستي أيضًا عدة مسرحيات ناجحة، من أبرزها: مصيدة الفئران، القهوة السوداء، ضيف غير متوقع، شاهد الادعاء، حفلة قتل' وغيرها، حيث يعتمد أسلوبها المسرحي على الألغاز البوليسية والتشويق، وتركز على الحوارات الذكية والتلاعب بعقول الجمهور، وتستخدم نهايات غير متوقعة، مما يجعل جمهورها في حالة ترقب دائم.
التقنيات البصرية
وعن إخراج مسرحية المحاكمة، يذكر 'مختار'، أن المخرج أحمد مدحت بأسلوب إخراجي يجمع بين البساطة والتقنيات البصرية المتقدمة، مع اهتمام خاص بالإيقاع السردي والتفاصيل البصرية، ولديه قدرة على تقديم حبكات درامية متماسكة، خاصة في أعمال الإثارة، مع استخدام الإضاءة والظلال لتعزيز الحالة النفسية للشخصيات، والتلاعب بالزمن والتنقل السلس بين الأزمنة مما يضفي عمقًا وتشويقًا على الأحداث.
عروض قوية
ويختتم حديثه: 'يشهد موسم الرياض 2025 تنوعًا لافتًا في العروض المسرحية، حيث قدمت مجموعة من الأعمال المميزة التي جمعت بين الكوميديا والدراما والتشويق، ومن أبرز المسرحيات التي عرضت خلال الموسم: 'مكسرة الدنيا، الطيبين، حلمي حقك، المجانين، بيت العز، الباشا' وغيرها من الأعمال التي نالت وستنال إعجاب الجمهور العربي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كريم عبد العزيز على شاشة السينما وخشبة المسرح في اليوم نفسه.. فما القصة؟
كريم عبد العزيز على شاشة السينما وخشبة المسرح في اليوم نفسه.. فما القصة؟

مجلة سيدتي

timeمنذ 2 أيام

  • مجلة سيدتي

كريم عبد العزيز على شاشة السينما وخشبة المسرح في اليوم نفسه.. فما القصة؟

يعيش الفنان كريم عبد العزيز حالة من النشاط الفني في الوقت الحالي، حيث يستعد للظهور على شاشة السينما خلال فيلمه المنتظر " المشروع X"، وكذلك لقاء جمهوره من خلال خشبة المسرح عبر مسرحية " الباشا"، والمفارقة أن الفيلم والمسلسل ينطلق عرضهما في اليوم نفسه ألا وهو الأربعاء المقبل الموافق 21 مايو الجاري. انطلاق فيلم "المشروع X" ومسرحية "الباشا" في اليوم نفسه كريم عبد العزيز يستعد لإطلاق أحدث أفلامه " المشروع X" بعد غد الأربعاء 21 مايو في دور العرض المصرية، على أن يعرض بعد أسبوعين في دور السينما الخليجية وبقية دول العالم يوم 5 يونيو المقبل، وفي اليوم نفسه الأربعاء 21 مايو يعود كريم عبد العزيز لتقديم مسرحية " الباشا" ضمن فعاليات موسم جدة بالمملكة العربية السعودية لمدة 4 أيام. View this post on Instagram A post shared by Karim Abdel Aziz (@karimabdelazizofficial) يمكنكِ قراءة.. أبرزهم عمرو دياب.. نجوم الفن يدعمون كريم عبدالعزيز في العرض الخاص من المشروع X وجاء احتفال كريم عبد العزيز بالعرض الخاص لفيلم " المشروع X" أمس الأحد، أي قبل يومين من اطلاقه في دور العرض بسبب انشغاله بإجراء البروفات الأخيرة لمسرحية " الباشا" تمهيداً لبدء عرضها من الأربعاء 21 مايو حتى 24 من الشهر نفسه، وذلك جعل كريم يحضر العرض الخاص لفيلمه، ثم السفر مباشرة إلى المملكة العربية السعودية من أجل عرض المسرحية. فيلم "المشروع X" فيلم " المشروع X" تدور أحداثه حول عالم مصريات يدعى يوسف الجمال، يعاني من اضطرابات نفسية، فيما يكتشف أسراراً قديمة مرتبطة بالحضارة، قد تُغير مصادر الطاقة في العالم كله، الأمر الذي يُغير حياته رأساً على عقب، ويُصبح هدفاً لإحدى المنظمات الدولية الغامضة، التي تسعى لاستهدافه، قبل أنّ يُزيح الستار عن الأسرار التي اكتشفها، وأنّ تظل سراً مدفوناً، ليعيش حالة من المطاردات الكثيرة، فمن ينتصر على الآخر؟ مسرحية "الباشا" من موسم الرياض إلى جدة وبالنسبة لمسرحية " الباشا" فيعرضها كريم عبد العزيز ، للمرة الثانية بالسعودية خلال موسم جدة ويأتي ذلك، بعد النجاح الكبير الذي حققته المسرحية في المرة الأولى، ضمن فاعليات موسم الرياض ، على مسرح بكر الشدي، في البوليفارد سيتي أواخر شهر ديسمبر الماضي، ويشارك في بطولة المسرحية هنا الزاهد، هيدي كرم، حاتم صلاح، مصطفى البنا، الطفل جان رامز وآخرون. View this post on Instagram A post shared by Jeddah Events Calendar | تقويم فعاليات جدة (@ يمكنك قراءة أيضاً... عقب إعلان مشاركته بموسم جدة.. كريم عبد العزيز ونجاح في المسرح على مدار سنوات وتدور أحداث المسرحية في إطار كوميدي تشويقي، حول "أبو المعاطي الباشا" وأسرته البسيطة، التي تعيش متكاتفة في غرفة متواضعة على سطح مبنى قديم، تتحول حياتهم حين ينتقلون إلى فيلا المليارديرة "ليلى الصياد"، ليواجهوا سلسلة من المفارقات الاجتماعية الساخرة، فهل سيثبتون أمام تحديات الرفاهية الجديدة؟ وهل سيصمد ترابطهم العائلي، أم سيتغير كل شيء؟ لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».

الكتابة: بين الهروب والواقع
الكتابة: بين الهروب والواقع

الوطن

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • الوطن

الكتابة: بين الهروب والواقع

الكتابة واحدة من أبرز أشكال التعبير البشري تأثيرًا، حيث تُستخدم كوسيلة للتفاعل مع العالم الخارجي أو للهروب منه. وقد طرحت سؤالًا مهمًا ذات يوم على الدكتور عبدالله الغذامي، كان نصه «هل تعد الأفكار والكتابة وسيلة للهروب من واقعٍ مرهق، أم هي طريقة للتفاعل مع الواقع بشكل أعمق وأكثر وعيًا؟»، وكان جوابه، «‏الأفكار قراءة للوجود وتتضمن التعالي عليه من أجل الانفصال عنه كما ننفصل عن صفحة في كتاب، لكنه ليس انفصالًا سلبيًا، بل هو مزيد من الانتماء، كما نبتعد عن الجبل كي نراه من بعيد فتزداد قيمته عندنا». من هنا، جاءت كتابة هذا المقال لتسليط الضوء على تجارب بعض الكتاب الذين تناولوا في أعمالهم العلاقة المعقدة بين الخيال والواقع. الكتابة كوسيلة للهروب من الواقع يرتبط الهروب من الواقع بالكتابة في عديد من الحالات، حيث يرى بعض الكتاب في الأدب وسيلة للتحرر من قيود الحياة اليومية والضغوط النفسية. كما يعتقد البعض أن الخيال والكتابة يمكن أن يشكلا ملاذًا نفسيًا من متاعب الواقع. 1. سيغموند فرويد يعد فرويد من المفكرين البارزين الذين تحدثوا عن فكرة الهروب عبر العقل الباطن. في دراساته النفسية، أوضح كيف يلجأ الناس إلى الأحلام والخيال كطريقة لتحقيق توازن نفسي، خصوصا عندما يجدون صعوبة في مواجهة الواقع بشكل مباشر. كان يعتقد أن الكتابة، مثلها مثل أنواع الفن الأخرى، هي وسيلة للتعبير عن الرغبات المكبوتة والضغوط النفسية. ومن وجهة نظره، يُستخدم الخيال كطريقة دفاعية للتعامل مع ضغوط الحياة، مما يدفع الأفراد إلى خلق عوالم خيالية أو التعبير عن رغباتهم التي لا يستطيعون الإفصاح عنها في الواقع. 2. فرانس كافكا يُعد كافكا مثالاً آخر على الكتاب الذين استخدموا الكتابة للهروب من واقعهم. في رواياته مثل «المحاكمة» و«القلعة»، يعرض كافكا عالماً مليئاً بالضياع والاغتراب، حيث يصبح الواقع غير قابل للفهم أو التحمل. كانت كتاباته تركز على شخصيات غارقة في غربتها، تتعامل مع تقاليد اجتماعية معقدة وأنظمة بيروقراطية ثقيلة تشكل ضغطًا نفسيًا كبيرًا. في هذه الأعمال، يسعى الشخصيات للهروب من واقعهم القاسي بالبحث عن ملجأ في عوالم خيالية، لكنهم يكتشفون بسرعة أن هذا الملجأ ليس سوى وهم، سراب لا يمكن الوصول إليه. 3. جورج أورويل في روايته «1984»، قدم جورج أورويل رؤية مستقبلية مظلمة، حيث يسود نظام سلطوي قمعي يعزل الأفراد عن حقوقهم وحرياتهم الأساسية. لكن، بعيدًا عن كونها مجرد تحذير اجتماعي من أخطار الأنظمة الاستبدادية، يمكن أيضًا اعتبار الرواية نوعًا من الهروب الفكري من واقع كان أورويل يشعر أنه لا يحمل الأمل. في ذلك الوقت، كان الواقع السياسي والاجتماعي الذي يعيشه أورويل يعكس كثيرًا من الظلم والتقييد للحرية، فاختار تصوير مستقبل أسوأ ليفرّ من هذا الواقع القاتم. استخدم أورويل الخيال لخلق سيناريوهات مرعبة، حيث يُسيطر النظام على كل جوانب الحياة، ويُمحى الفرد في داخل آلة ضخمة تُدار بمنتهى القسوة. هذا الهروب الفكري عن الواقع لم يكن فقط وسيلة للتعبير عن مخاوفه، بل كان أيضًا دعوة للتفكير في كيف يمكن أن يصبح المستقبل أسوأ إذا استمر البشر في تجاهل حقوقهم وحرياتهم. بشكل غير مباشر، استخدم أورويل الرواية كأداة للتفكير في واقع كان يسعى للهروب منه، عبر تصور أسوأ السيناريوهات الممكنة التي قد تحدث إذا سُمح للأنظمة السلطوية بأن تسيطر بالكامل. 4. أجاثا كريستي تُعدّ أجاثا كريستي واحدة من أعظم كتّاب الروايات البوليسية في العالم، وقد استخدمت الكتابة كوسيلة للهروب من الواقع بطريقة مبتكرة. رغم أن رواياتها تحفل بالغموض والتشويق، فإن كثيرًا منها يعكس اهتمامها بحل الألغاز النفسية والاجتماعية التي تحدد مصائر الشخصيات. في روايات مثل جريمة على متن القطار السريع وموت فوق النيل، تستعرض كريستي قضايا معقدة وتتناول العلاقات بين الشخصيات في أجواء مليئة بالضغط الاجتماعي والنفسي. يمكن القول إنّ مغامرات محققها الشهير، هرقل بوارو، كانت وسيلة للهروب من الواقع المألوف والتوجه إلى عوالم مشحونة بالأسئلة الأخلاقية والفكرية. الكتابة كوسيلة للتفاعل مع الواقع على النقيض من ذلك، يوجد عدد كبير من الكتاب الذين يرون في الكتابة وسيلة لفهم الواقع ومواجهته بشكل أعمق. هؤلاء الكتاب ينغمسون في التفاعلات البشرية، ويتناولون قضايا اجتماعية وسياسية تؤثر في العالم. 1. تشارلز ديكنز يعد ديكنز واحدًا من أشهر الكتاب الذين استخدموا الأدب للتفاعل مع قضايا الواقع. في أعماله مثل «توقعات العظمة» و«تاريخ نيكولاس نيكلبي»، أظهر مشكلات الفقر والظلم الاجتماعي في إنجلترا في القرن التاسع عشر. من خلال شخصياته المثيرة وحبكاته المعقدة، كان يعبر عن دعوات للتغيير الاجتماعي. لم يكن ديكنز يهرب من الواقع، بل كان يسعى لتصحيحه والتأثير عليه من خلال كتاباته. 2. توماس هاردي هاردي كانت تركز كتاباته على تأثير الحياة الريفية والتقاليد الاجتماعية على صراع الأفراد. في أعماله مثل تحت الشجرة الخضراء والعلاجات البائسة، عكس هاردي الواقع الاجتماعي والتاريخي لبريطانيا في تلك الحقبة. من خلال رواياته، قدّم تصويرًا لحياة معقدة لا يمكن الهروب منها، بل يجب مواجهتها وفهمها. كانت كتاباته تركز على صراع الأفراد مع قوى البيئة والمجتمع والخداع والابتزاز، والزواج المتعدد، والقتل، والاغتصاب. مع تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الناس في محاولاتهم للعيش في ظل التقاليد والقيم الاجتماعية المهيمنة. 3. جون شتاينبك يُعد جون شتاينبك من الكتاب الذين تناولوا قضايا الطبقات الاجتماعية والفقر في أعماله الأدبية بشكل جلي. في رواياته مثل عناقيد الغضب وفئران ورجال، عكس شتاينبك معاناة الطبقات العاملة في الولايات المتحدة خلال فترة الكساد الكبير. من خلال شخصياته البسيطة، يقدم شتاينبك صورة عن الواقع الاجتماعي القاسي، ويعكس التحديات التي يواجهها الأفراد في سياقات اقتصادية صعبة، مما يجعل رواياته وسيلة لفهم الواقع العميق والمظلم في بعض الأحيان، بدلاً من الهروب منه. 4. فيودور دوستويفسكي يُعد فيودور دوستويفسكي من أعظم الكتاب الروس والعالميين الذين استخدموا الكتابة للتفاعل مع الواقع، لا سيما في ما يتعلق بالصراع النفسي والاجتماعي. في رواياته مثل الأخوة كارامازوف والشياطين والجريمة والعقاب، تناول دوستويفسكي أسئلة عميقة حول الطبيعة البشرية، والوجود، والعدالة، مما يعكس واقع روسيا في القرن التاسع عشر من خلال شخصيات تعيش صراعات أخلاقية ونفسية. في أعماله، كان يسلط الضوء على التوترات بين القيم الاجتماعية والدينية والفردية، معبرًا عن الألم الداخلي والتجارب الشخصية التي يمر بها الأفراد في مواجهة المجتمع. الكتابة بين الخيال والواقع: تجربة المثقفين السعوديين في السياق السعودي، تتسم الكتابة في كثير من الأحيان بتوازن بين التفاعل مع الواقع الاجتماعي المحلي والهروب إلى عوالم خيالية، حيث يعبّر المثقفون السعوديون عن تجارب مجتمعية وثقافية فريدة. 1. عبدالله الغذامي الدكتور الغذامي من أكثر المثقفين السعوديين تأثيرًا وجرأة. لم يستخدم الغذامي قلمه ليصف الواقع فحسب، بل ليفهمه ويحلله بعمق. عبر كتبه المهمة مثل «المرأة واللغة» و«الخطيئة والتكفير»، اقتحم قضايا معقدة مثل الثقافة والهوية ومكانة المرأة في المجتمع. ولم يتوقف مشروعه النقدي عند حدود الأدب أو اللغة، بل اتسع ليشمل قضايا الحداثة وما بعدها، كما في كتابه «حكاية الحداثة»، حيث رصد التحولات الاجتماعية والثقافية التي طرأت على المجتمع السعودي. وفي مؤلفه «ثقافة الوهم»، انتقد الغذامي الصورة الإعلامية والاجتماعية التي تصنع نماذج ثقافية وهمية تبتعد عن الواقع. وما يميز الغذامي حقًا هو قدرته على تجاوز الظاهر ليغوص في الأعماق النفسية والاجتماعية للمجتمع السعودي، مما يجعله من الكتاب الذين يسهمون في تشكيل الواقع أكثر من الهروب منه. 2. غازي القصيبي غازي القصيبي من ألمع الأسماء في الأدب السعودي، إذ استطاع أن ينسج بين الواقع والخيال بخفة وحكمة. في رواياته الشهيرة مثل «شقة الحرية» و«العصفورية»، طرق القصيبي أبواب القضايا الاجتماعية والسياسية بجرأة، بينما حملت نصوصه لمسات فلسفية عميقة كشفت كيف يتأثر الفرد بالمجتمع من حوله. لم تكن كتاباته مجرد انعكاس للواقع فحسب، بل كانت أيضًا مساحة للتمرد الفكري، إذ تميز أسلوبه بلغة أدبية ثرية ومتمردة في آنٍ معًا. عُرف عن القصيبي قدرته على الغوص في أعماق النفس البشرية وتحليل الصراعات الداخلية التي يعيشها الأفراد في مواجهة الواقع، مما جعل أعماله لا تُقرأ فقط من باب الاستمتاع الأدبي، بل تُعد أيضًا مرآة تعكس التوترات الثقافية والسياسية في المجتمع السعودي. كان دائمًا يكتب بناءً على الواقع، بعيدًا عن الهروب إلى عوالم خيالية لا تمت للواقع بصلة، بل كان يواجه مشاعر القلق والضغط الاجتماعي بصدق وموضوعية. 3. حليمة مظفر حليمة مظفر كاتبة سعودية، تُعد من الأسماء المهمة في الأدب السعودي المعاصر. تمكنت من ترك بصمة واضحة في الساحة الثقافية. في كتاباتها، تتناول مظفر قضايا اجتماعية ونفسية تسلط الضوء على التحديات التي يواجهها الفرد السعودي في المجتمع المعاصر. أسلوبها يعكس وعيًا اجتماعيًا عميقًا، ومحاولة لفهم التغيرات الثقافية التي تمر بها السعودية. تميزت مظفر بطرحها الإنساني وفهمها للقضايا من أكثر من زاوية، مما يتيح لها بناء صورة شاملة ومعقدة للمجتمع، وهذا ما يجعلها جزءًا من الحوار المستمر حول الهوية والمجتمع. كما تسلط الضوء على تجارب المرأة السعودية ودورها المتنامي في المجالات الثقافية والاجتماعية، مع تأكيدها على أهمية التعبير عن الذات والحرية الفكرية. تعكس أعمالها أيضًا التحولات التي يشهدها المجتمع السعودي في ظل رؤية 2030، وكيف يمكن للأدب أن يسهم في تشكيل المستقبل والتوعية بالقضايا المعاصرة. 4. عبده خال خال أحد أبرز الكتاب السعوديين الذين لا يترددون في تناول قضايا المجتمع السعودي المعقدة من خلال أعماله الأدبية. في روايته «ترمي بشرر»، يتناول خال مسائل مثل التقاليد، القيم الاجتماعية، والصراعات الشخصية في بيئة محافظة، مما يجعله يقدم صورة حية ومتجذرة في الواقع السعودي. تركز الرواية على معاناة الشخصيات في مواجهة التحديات المجتمعية والتقاليد التي تحد من حريتهم. وعلى الرغم من أن خال يتعامل مع واقع معقد مليء بالتناقضات، فإنه لا يكتفي بوصفه، بل يقدم أيضًا نقدًا اجتماعيًا وثقافيًا حادًا يعكس تساؤلاته العميقة حول قضايا مثل العنف، الفقر، والظروف النفسية التي تهيمن على أفراد المجتمع. من خلال هذه الرواية، يفتح خال باب النقاش حول الموروثات الثقافية ودورها في تشكيل الفرد والجماعة، مؤكدًا ضرورة النظر إلى المستقبل بعين ناقدة بعيدًا عن الاصطفاف التقليدي. ختامًا، الكتابة بين الهروب من الواقع وارتباطها بالواقع ليست مجرد مفهوم ثابت، بل هي مساحة مرنة يعبّر فيها الكُتاب عن أفكارهم ورؤاهم المتنوعة. سواء كان الكاتب يهرب إلى الخيال أو يتفاعل مع الواقع، تظل الكتابة أداة فكرية قوية تمكّن الأفراد من استكشاف العالم الداخلي والخارجي في آن واحد. ومن خلال التجارب التي ذُكرت في هذا المقال، نرى كيف يمكن للأدب أن يشكل أدوات فهم وتغيير، سواء كان ذلك من خلال الهروب أو المواجهة المباشرة للواقع.

ناقد فني لـ'الوئام': فيلم 'إسعاف' عمل احترافي جمع الدراما بالكوميديا
ناقد فني لـ'الوئام': فيلم 'إسعاف' عمل احترافي جمع الدراما بالكوميديا

الوئام

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • الوئام

ناقد فني لـ'الوئام': فيلم 'إسعاف' عمل احترافي جمع الدراما بالكوميديا

الوئام – خاص يواصل الفيلم السعودي 'إسعاف' تألقه في دور العرض محققًا نجاحًا ملحوظًا على مستوى الإيرادات. وبلغت إيراداته نحو 2 مليون و900 ألف ريال سعودي، ما يعكس إقبالًا جماهيريًا واسعًا على العمل الذي يجمع بين الكوميديا والدراما الإنسانية. حضور ناعم وتأثير عميق وفي السياق يقول حسن مختار، الناقد الفني؛ إن الفنانة بسمة داود قدمت أداءً متوازنًا بين الرقة والقوة، ونجحت في تجسيد شخصية واقعية يمكن أن نلتقي بها في الحياة اليومية، مما أضفى على الفيلم لمسة إنسانية صادقة، حضورها لم يكن صاخبًا، لكنه مؤثر، واستطاعت أن تترك بصمة واضحة في أولى تجاربها السينمائية بالمملكة. ويضيف 'مختار'، في حديث خاص لـ'الوئام'، أن بسمة داود تلعب دور 'لينا'، فتاة مصرية تعيش في مدينة الرياض، وهي شخصية تحمل في تكوينها صراع الهوية والانتماء، حيث تواجه تحديات التأقلم في بيئة جديدة، رغم امتلاكها لخصوصية ثقافية مختلفة، يظهر ذلك في تصرفاتها اليومية، وحديثها، ومحاولاتها الدائمة للحفاظ على جذورها المصرية في قلب مجتمع مختلف. ويتابع:'رغم بساطة حياتها الظاهرة، إلا أن لينا تحمل بداخلها شخصية قوية ومستقلة، تعرف كيف تواجه المواقف الصعبة بحكمة ومرونة، يتجلى ذلك حين تتورط في سلسلة من الأحداث المفاجئة مع 'عمر' و'خالد' اللذان يعملان في خدمات الإسعاف بالعاصمة السعودية، فتتحول من شخصية هامشية إلى عنصر مؤثر في سير الحدث الرئيسي، وتصبح الرابط الإنساني بين شخصيتين متناقضتين'. وفق الناقد الفني، ليست 'لينا' مجرد شخصية عابرة أو مرافقة لبطلين، بل تمثل البعد العاطفي والإنساني في الفيلم، تخلق بسمة داود من خلال أدائها نوعًا من التوازن بين الكوميديا والدراما، حيث تعبر عن مشاعرها بطريقة واقعية دون مبالغة، ما يجعل المشاهد يشعر بالقرب منها ويتعاطف مع رحلتها. عين عالمية ورؤية محلية ويذكر 'مختار'، أن الفيلم ثمرة تعاون سعودي مصري، بإخراج المخرج العالمي كولين توج، الذي قدم رؤية بصرية جذابة وأسلوبًا سرديًا عصريًا، ساهم في تعزيز عناصر التشويق والدراما الاجتماعية في العمل. ويوضح أن المخرج العالمي كولين توج نجح في توزيع الشخصيات داخل البناء الدرامي بشكل متوازن، حيث لم يطغ بطل على الآخر، بل جعل من كل شخصية – رئيسية أو ثانوية – حاملة لدور فاعل في دفع القصة إلى الأمام. ويستطرد:'اعتمد المخرج على إيقاع متوازن في السرد، لا ينجرف نحو الميلودراما المفرطة ولا يبتذل الكوميديا، بل يحافظ على خط رفيع بين التسلية والواقعية، فالمواقف الطريفة تنبع من تفاعل الشخصيات مع بيئتها لا من تصنع، والدراما تظهر في لحظات بسيطة لكنها مؤثرة، مثل مشاهد الإسعاف والتعامل مع الحالات الإنسانية، ما يضفي عمقًا على الفيلم'. ويشير الناقد الفني، إلى أن المخرج استغل مدينة الرياض كفضاء درامي نابض، فظهرت شوارعها، أحياؤها، ومبانيها كجزء من المشهد الدرامي، لا مجرد خلفية، فالعاصمة السعودية لم تقدم بشكل نمطي أو ترويجي، بل كمدينة حقيقية يعيش فيها الناس تفاصيلهم اليومية، وهذا أعطى واقعية كبيرة للفيلم. ولفت إلى أن تمكن المخرج من توظيف الكاميرا بشكل سلس ومتحرك، مما ساعد على عكس التوتر أو الفكاهة أو الهدوء بحسب المشهد، فقد استخدم لقطات مقربة لإبراز الانفعالات، وأخرى واسعة لإظهار زخم المدينة وحياة الإسعاف. أما الإضاءة كذلك لعبت دورًا مهمًا، خصوصًا في مشاهد الليل، حيث استخدم توج إضاءة طبيعية وشبه وثائقية تمنح المشهد صدقًا بصريًا نادرًا. ويتابع : أثبت المخرج كفاءته في إدارة ممثلين من ثقافات وأداءات متنوعة 'مصريين، سعوديين، كوميديين، دراميين…'، ونجح في إخراج أداء جماعي متجانس، دون أن يشعر المشاهد بفجوة تمثيلية بين فنان وآخر. ولم يكتفي المخرج العالمي كولين توج بتقديم فيلم ترفيهي، بل أنجز عملاً سينمائيًا إنسانيًا بامتياز، حيث أحسن استثمار السيناريو، والممثلين، والمكان، والإيقاع البصري، ما أسهم في خلق تجربة ناضجة ومؤثرة. ويختتم 'مختار' حديثه: 'إلى جانب الفنانة بسمة داود، يضم الفيلم نخبة من أبرز نجوم الخليج والعالم العربي، على رأسهم: إبراهيم الحجاج، محمد القحطاني، حسن عسيري، فيصل الدوخي، أحمد فهمي ( ضيف شرف )، علي إبراهيم، لطيفة المجرن، فهد البتيري، نيرمين محسن، مهدي الناصر، سعيد صالح، مهند الصالح، العمل من كتابة إبراهيم الحجاج والبيرتو لوبيز، وإخراج العالمي كولين توج'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store