
الكتاب ضحيّة منسيّة... وثقافة القراءة في خطر
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
"خير جليس في الزمان كتاب" قالها أبوالطيِّب المتنبِّي، يوم كان للأدباء والشعراء دور في التوجيه والنصح، حيث يعتبر الكتاب منذ القدم أداة أساسية لنقل المعرفة، وبوابة نحو التنوير الثقافي والفكري. وفي لبنان الكتاب له أهمية كبيرة على عدة مستويات ثقافية وتعليمية واجتماعية، نظراً للدور التاريخي الذي لعبه لبنان في صناعة النشر والطباعة في العالم العربي، فقد كان من أوائل الدول العربية التي أنشأت مطابع حديثة، وخاصة في بيروت، التي أصبحت مركزاً أساسياً للنشر العربي منذ القرن التاسع عشر.
يشار إلى أن أول مطبعة في العالم العربي أُنشئت في لبنان عام 1585 في دير "قزحيا"، وتعتبر من أقدم المطابع التي صمّمت لإنتاج نسخ من كتاب "المزامير" بالحرف السريانية في عام 1610، ويقع دير مار أنطونيوس قُزْحَيَّا في قضاء زغرتا في محافظة الشمال.
في زمن تتكاثر فيه الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في لبنان، تغيب أزمة لا تقل خطورة عن غيرها، أزمة القراءة والثقافة، رغم أنها أساس كل نهوض وتنمية، ورغم أن لبنان يتمتع بسمعة تعليمية قوية. والكتاب يعتبر حجر الزاوية في العملية التعليمية خاصة في الجامعات، لكن ذلك لا يعني بالضرورة ارتفاع معدلات القراءة، في ظل تزايد الاعتماد على التكنولوجيا، خصوصاً في لبنان الذي كان يعد رائداً في الطباعة والنشر في العالم العربي، فالكثير من الشباب اللبناني قد لا يقرأ كتاباً كاملاً خارج المنهاج الدراسي، مما يشير إلى غياب العلاقة بين الفرد والكتاب، ويطرح تساؤلات حول نوعية المعرفة التي يتلقاها الجيل الجديد.
عماد وهو طالب في الجامعة اللبنانية، يؤكد بأن لا وقت لديه لقراءة أي كتاب خارج منهاجه الجامعي، مشيرا إلى انه يقضي وقت فراغ إن وجد، في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، "فنحن بحاجة إلى التسلية والترفيه بعيدا عن الكتب".
وحال عماد يشبه حال الكثيرين من طلاب الجامعة في لبنان، وتبدو المعضلة أعمق من مجرد عزوف عن الكتب، لتتداخل مع ثقافة استهلاكية سطحية ، ومجتمع تهيمن عليه "العَزْلَمة" والمظاهر على حساب الفكر والمعرفة.
الجدير بالذكر أن "العَزْلَمة"، مصطلح يستخدمه المجتمع اللبناني في أشارة إلى التفاخر الاجتماعي والمبالغة في المظاهر على حساب الجوهر.
صحيح أن معدلات القراءة تراجعت بشكل ملحوظ بين أوساط الشباب اللبناني، لكن من غير المنصف القول إن "جيل اليوم لا يقرأ"، و إن كان فيه شيء من الحقيقة، لكنه أيضا تبسيط غير عادل. فالشباب اللبناني، في ظل الأزمة المعيشية والانهيار الاقتصادي، يركز معظم طاقته على كيفية الاستمرار والصمود، فكيف نطلب من شاب لا يجد ثمن الخبز أن يشتري كتابا، وهذا حال سارة وهي خريجة جامعية قسم إدارة الأعمال من الجامعة الاميركية، حيث تؤكد بأن" القراءة من أهم هواياتي، لكنني لا استطيع أن اخصص ميزانية لشراء الكتب، فاكتفي بتحميل ما توفر على الانترنت من كتب لقرائتها"، مشيرة إلى أنها تستمتع بالقراءة الرقمية، لكن ليس كقراءة الكتاب الورقي "فإن له طعم آخر".
وبحسب مجلة "سي إي أو وورلد" كشف استطلاع للرأي لعام 2024 بين قراء الكتب في 102 دولة حول العالم، عن أن لبنان أحتل المركز الثالث عربيا والـ 81 عالميا في القراءة، بمتوسط 3.4 كتاب سنويا بإجمالي عدد ساعات قراءة وصلت 77 ساعة.
"بيت بلا كتب جسد بلا روح"، مقولة للمفكر الروماني شيشرون، كلمات بدأتها عبير عاشقة القراءة، "كما تحب ان تصف نفسها"، وهي ربة منزل في العقد الخامس من عمرها ، مشيرة إلى أنها تمتلك مكتبة غنية في منزلها ورثتها عن أبيها ، وهي تسعى إلى الحفاظ على هذا الإرث الثقافي وإغنائه بكل ما هو جديد، من خلال زيارتها معرض بيروت العربي الدولي للكتاب.
يشار إلى أن أول معرض للكتاب في لبنان كان في عام 1956، وقد أقيم في حرم الجامعة الأميركية في بيروت، رعاه المفكر قسطنطين زريق آنذاك، وقد لعب النادي الثقافي العربي دورا مهما في تنظيم المعرض، الذي كان يعمل كمشروع قومي يهدف إلى تعزيز الهوية العربية والثقافة. وقد أُقيمت الدورة الـ 66 من معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، الذي يعد من أكبر وأهم المعارض الكتابية في المنطقة، في الفترة من 15 إلى 25 أيار 2025 في قاعة Sea Side Arena، بعد تأجيله في تشرين الثاني 2024 بسبب الظروف الأمنية.
لم يعد الكتاب كما كان في الماضي نافذة شبه وحيدة على العالم، ومرجعا رئيسيا للمعرفة، ومصدرا للتثقيف والتسلية، فالعالم شهد في العقود الأخيرة تحولات جذرية بفعل العولمة، التي غيّرت أنماط الحياة، وأساليب التواصل، ومصادر المعرفة. وفي خضم هذا التغير، بات الكتاب الورقي، الذي كان سابقا المصدر الأول للعلم والثقافة، يعاني من تراجع في الاهتمام والمكانة، حتى صار البعض يتحدث عن "أزمة الكتاب" بوصفها إحدى أزمات العصر الحديث.
يذكر أن العولمة ظاهرة اقتصادية وثقافية وتقنية، تعني اندماج المجتمعات في نظام عالمي موحد، حيث تنتقل المعلومات والسلع والأفكار بسرعة غير مسبوقة عبر الحدود. وادت العولمة إلى شيوع الثقافة الاستهلاكية، وتهميش الثقافات المحلية، وانتشار وسائل الإعلام والترفيه الرقمية، ما أضعف التفاعل مع أشكال الثقافة التقليدية مثل الكتاب الورقي.
مصدر في وزارة الثقافة أشار إلى أن "العولمة بما تحمله من انفتاح وتداخل ثقافي، ليست بالضرورة خطر على الكتاب، بل يمكن توظيفها بطريقة إيجابية تتيح نشر المعرفة وتوسيع نطاقها. إلا أن ذلك يتطلب وعيا جماعيا بضرورة حماية الكتاب من التهميش، وإعادة الاعتبار للقراءة كفعل حضاري وإنساني يضمن بناء مجتمعات مثقفة وواعية". واكد ان "أزمة الكتاب تتجلى في عدد من المظاهر، منها انخفاض نسب القراءة، خصوصا بين فئة الشباب، وتراجع مكانة الكتاب الورقي في المؤسسات التعليمية والثقافية، إضافة إلى هيمنة ثقافة "المعلومة السريعة" على حساب القراءة العميقة، وتنامي سوق النشر السريع لمحتوى سطحي وضعيف الجودة".
يشار إلى أن العاصمة بيروت أحرزت لقب "بيروت عاصمة عالمية للكتاب" عام 2009، وفق ما أعلنت عنه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو). هذا اللقب يدل على دور بيروت الهام في عالم الكتاب والطباعة، بالإضافة إلى ثقافتها المتنوعة. فلبنان يضم طيفاً واسعاً من التيارات الفكرية والسياسية، وهذا التنوع يعزز من مكانة الكتاب كأداة للحوار والانفتاح، وينعكس على تنوع الكتب المنشورة فيه من أدب، دين، فلسفة، علم اجتماع، وسياسة. فكثير من الأدباء اللبنانيين كتبوا عن الحرب، السلام، الهوية، والمنفى، مما أكسب الكتاب بعداً توثيقياً وتاريخياً.
في بلد يتصارع مع أزمات لا تحصى، يبقى الكتاب ضحية منسية. وثقافة القراءة في خطر، لكن الأمل لا يزال ممكنا، إذا وجدت الإرادة لإحياء قيمة الفكر. وفي هذا السياق أشار المصدر في وزارة الثقافة إلى أنه "رغم هذه التحديات، لا يزال هناك أمل في إعادة الاعتبار للكتاب والقراءة في عصر العولمة، عبر تفعيل دور الأسرة والمدرسة والمجتمع في بناء بيئة قارئة، وتشجيع المبادرات الوطنية والدولية، ودمج التكنولوجيا بشكل إيجابي، من خلال دعم الكتب الإلكترونية والكتب الصوتية، و تحفيز الإنتاج المعرفي المحلي كوسيلة لمواجهة طغيان الثقافة الوافدة".
يذكر أن "جمعية ثقافة الكتاب" أطلقت في العام 2023 مبادرة "ممنوع حدا يكب كتاب"، حيث تلقت كل أنواع الكتب من المتبرعين، أو من الذين لم يعودوا بحاجة إلى كتبهم" سياسية، دينية، فلسفية، قصص أطفال، وحتى الكتب المدرسية، وقامت بتوزيعها لمن يحتاج إليها، إما مجاناً أو بأسعار رمزية.
يبدو الكتاب في بلد يرزح تحت وطأة الازمات ضحية منسية، لكن الأمل لا يزال قائماً، ربما الطريق طويل، لكنه ليس مستحيلا إذا وجدت الإرادة، وتم الاستثمار في الإنسان قبل الحجر، في الكلمة قبل الصورة، وفي الفكر قبل المظهر. فبإمكان الأسرة والمدرسة والمجتمع المدني والمؤسسات الثقافية أن تعيد للكتاب مكانته، وأن تحول القراءة من عادة نخبوية إلى سلوك يومي.
يشار إلى أن المكتبة الوطنية اللبنانية تأسست عام 1921، وفي عام 1924 صدر قانون الإيداع القانوني الذي يفرض على الناشرين أن يودعوا نسختين من مطبوعاتهم بالمكتبة الوطنية. وبذلك نمت مجموعاتها من 20 ألفا هي نواة مكتبة المؤسس فيليب دي طرازي إلى 200 ألف عام 1975، وفي عام 1935 أصبحت تابعة إلى وزارة التربية، إلا أنها تضررت جراء الحرب المشؤومة عام 1975، فتعرضت محتوياتها للضياع والنهب، وأغلقت تماما عام 1979. ونقلت فيما بين 1982 و1983 إلى مبنى داخل حرم الأونيسكو ، وبقيت هناك إلى عام 1997 ، ولم يبق من رصيدها في الأثناء إلا حوالى 150 ألف وثيقة و3000 مخطوطة. وفي عام 1999 أرادت وزارة الثقافة اللبنانية إحياءها من جديد، فوضعت مشروعا لهذا الغرض لترميم المبنى وتصنيف الكتب وفهرستها ، وساعدت على تنفيذ هذا المشروع دولة قطر وكذلك الاتحاد الأوروبي، وقد وضع الحجر الأساس لمبنى المكتبة في مقرها الجديد في مبنى كلية الحقوق في الصنائع يوم 10 أيار 2009.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 3 ساعات
- الديار
الراعي استقبل بطريرك السريان الأرثوذكس ومكتب راعوية المرأة وعدداً من الزوار
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، وفدًا من مكتب راعوية المرأة، برئاسة منسّقة المكتب ميرنا المزوق، في زيارة تهنئة بسلامة صحته وتعافيه، وتم في خلالها عرض من المزوق لأبرز أنشطة المكتب ومشاريعه المستمرة، وذلك في إطار "سنة المرأة المارونية" التي أطلقها المكتب في آذار الماضي، برعاية وبركة البطريرك. كما تخلل اللقاء نقاش حول سبل تظهير وتعزيز حضور ورسالة المرأة في الكنيسة المارونية، التي كانت سباقة ورائدة بتخصيص سينودس خاص للمرأة، وفي إطلاقها وثيقة تأسيسية لهذا الحضور والرسالة وتعد أولى في تاريخ الكنيسة حول العالم. وقد أثنى الراعي على جهود المكتب، مباركا "المسار الذي اتبعه لدعم دور المرأة وتمكينها في مختلف أوجه الحياة الكنسية والاجتماعية". كما التقى الراعي بطريرك السريان الأرثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني في زيارة تهنئة بالسلامة. ومن الزوار على التوالي: لجنة استقبال ذخائر القديسة تريزيا الطفل يسوع، ثم رئيس الجامعة اللبنانية بسام بدران ومنير ضومط، الأب كميل مبارك مع وفد من الكهنة، ثم رئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب ميشال عبود.


LBCI
منذ 12 ساعات
- LBCI
بالسلاح والمخدرات حققت ملايين المشاهدات على يوتيوب... "Peppa Pig" المظلمة تنشر الرعب بين الأطفال
يحذر الخبراء الآباء من محتوى يُعرف باسم "بيبا بيغ المظلمة" (Dark Peppa Pig) بعد انتشار مقاطع فيديو مرعبة على الإنترنت تستهدف الأطفال وتثير رعبهم. وتحصد شخصية الرسوم المتحركة الشهيرة "بيبا بيغ" مشاهدات كثيرة على موقع يوتيوب من قبل الأطفال، لكن بعض الأشخاص المنحرفين استغلوا شهرة الشخصية لإنتاج نسخ ضارة من البرنامج، وفق ما نقل موقع دايلي ميل. وإحدى المقاطع التي تحمل عنوان MLG Peppa Pig (PARODY) تجاوزت 18 مليون مشاهدة، وتُظهر الشخصية وهي تحمل بندقية رشاشة. في حين أن فيديو آخر بعنوان "Peppa does Drugs" يُظهر الشخصية وهي تتعاطى الكوكايين. وقد أكد متحدث باسم يوتيوب أن هذه المقاطع قد أُزيلت، لكن يُخشى أن يكون الملايين من الأطفال قد تعرضوا لها بالفعل. وقال المتحدث لصحيفة ميرور: "لقد أزلنا كلا الفيديوهين من يوتيوب وأغلقنا القناة التي نشرتهما لانتهاكها سياسات سلامة الأطفال التي نطبقها بصرامة." وظاهرة "بيبا بيغ المظلمة" بدأت بالظهور لأول مرة في عام 2017، عندما كشفت تحقيقات هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عن مئات المقاطع الضارة على يوتيوب، والتي بدت وكأنها حلقات من البرنامج الشهير لكنها احتوت على محتوى مرعب للأطفال.


الديار
منذ يوم واحد
- الديار
ثانوية جبيل الفنية: ستة عقود من التميّز في خدمة الشباب اللبناني
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تأسست ثانوية جبيل الفنية (Lycée Technique de Jbeil) عام 1960 على يد السيد إدمون أبي صعب، وكانت من أوائل المؤسسات التعليمية المتخصصة في التعليم المهني في لبنان. وانطلقت المدرسة من رؤية تربوية ذات بُعد اجتماعي، هدفها تمكين الشباب اللبناني من الوصول إلى تعليم تقني عالي الجودة يفتح أمامهم أبواب سوق العمل. ومنذ أكثر من عشر سنوات، تولّى ابنه تييري أبي صعب متابعة المسيرة، حيث عمل على تطوير البرامج الأكاديمية وإدخال اختصاصات حديثة تواكب متطلبات العصر. واليوم، تدخل المؤسسة مرحلة جديدة مع إعلانها عن فتح باب التسجيل للعام الدراسي المقبل، تحت إدارة جديدة يقودها السيد جورج حنا جبور، في خطوة تعكس حرص المدرسة على تعزيز جودة التعليم والانفتاح على مسارات مهنية متنوعة. برامج دراسية متنوعة واختصاصات تستجيب لحاجات السوق تقدّم ثانوية جبيل الفنية مجموعة من التخصصات المهنية الرسمية التي تشمل شهادات CAP، BP، BT، TS، وتغطي ميادين متنوعة بين الصحة، السياحة، الخدمات، والتقنيات الحديثة. وتشمل البرامج: • التمريض (Infirmière): BT1 - BT2 - BT3 • المحاسبة ((Comptabilité: BP1 - BP2 - BT1 - BT2 - BT3 • التربية البدنية (Education Physique): BP1 - BP2 - BT1 - BT2 - BT3 • الخدمات (Service): CAP1 - CAP2 - BP1 - BP2 • الفندقية (Hôtellerie): BT1 - BT2 - BT3 • الميكانيك(Mécanique) : BP1 - BP2 - BT1 - BT2 - BT3 • الكهرباء (Électricité): CAP1 - CAP2 - BP1 - BP2 - BT1 - BT2 - BT3 • إدارة فندقية (Gestion Hôtelière): TS • السياحة والسفر (Tourisme et voyages): TS كما تقدّم المدرسة برامج تدريب قصيرة المدى (3 أشهر، 6 أشهر، 9 أشهر) في اختصاصات فنية وتقنية، منها: • اللغات (الإنكليزية، الفرنسية) • التمثيل، الرقص، فن التذوق، خدمة البار، حجز التذاكر تعليم مهني بجذور اجتماعية منذ انطلاقتها، التزمت المدرسة بتوفير بيئة تعليمية حاضنة ومحفزة، تجمع بين التعليم الأكاديمي والتدريب العملي، وتسعى لتمكين طلابها من دخول سوق العمل بكفاءة وثقة. وتُعد الإدارة الجديدة بقيادة جورج جبور بمتابعة هذا النهج، مع التطلع إلى تعزيز الشراكات المهنية وتوسيع آفاق الطلاب محليًا وخارجيًا. • الهاتف: 03/230714 - 76/328728 • البريد الإلكتروني: • إنستغرام: lyceetechniquejbeil@ • فيسبوك: Lycée Technique Jbeil