
إلهام علي من "شارع الأعشى" إلى "هي" وإعلانها عن عشقها للفن ورفضها للشهرة
في ظل النمو الثقافي والفنّي والسردي الذي تمرّ به صناعة الترفيه في الخليج عموما، والسعودية خصوصا، تبرز الممثلة التلفزيونية والسينمائية والمسرحية اللامعة إلهام علي وجها للدراما السعودية الحديثة. ولا أبالغ عندما أقول إنها "سيدة الدراما السعودية الحديثة"، فعلى مدى أكثر من 13 عاما، سطّرت إلهام، العاشقة لوطنها وجذورها وثقافتها، مسيرة فنّية غنية احتضنت أكثر من 60 عملا. وقدّمت الكثير من الأدوار الراقية والعميقة التي تحدّت بها نفسها، وأظهرت عبرها صورة معاصرة للفنانة الخليجية التي تعرف تماما ماذا تريد وإلى أين تمضي.
حاملة موهبتها الفطرية، وحضورها الآسر، وخياراتها الجريئة، وعزيمتها التي لا تتزعزع، حتى صارت رمزا للتحول الثقافي وازدهار الدراما في المنطقة، من دون أن تفقد دفئها وتواضعها وحبها للناس، كل الناس، من أهل وأصدقاء وزملاء وغرباء.
خواتم وأقراط "دامياني مارغريتا" Damiani Margherita جميعها من دار "دامياني" Damiani للمجوهرات الفاخرة
فستان من "سبورتماكس" Sportmax
وجدت إلهام نفسها في عالم التمثيل وهي لا تزال طفلة، وصقلت موهبتها على مر السنين، في الوقت نفسه الذي نمت خلاله شخصيتها وعاشت رحلة اكتشاف الذات. تصالحت مع نفسها وتجاربها، وأمرت الألم أن يكون دافعا إلى التقدم والانتصار، واختارت الإصرار عنوانا للطريق، باتجاهات واضحة، وإيجابية مشعّة، وأصالة شفافة، تعالوا لنتلمس معا في هذا الحوار المشوّق حكايتها مع التمثيل، والفن، والدراما المحلية والإقليمية، ونتعرف أكثر إلى إلهام الصادقة مع نفسها، والوفية لهويتها، والمؤمنة بالصداقة الحقيقية والمنافسة الصحية، والشغوفة بسرد قصص بيئتها للعالم، والدائمة العطاء في كل خطوة تخطوها. سلسلة وأساور وأقراط وخواتم "دامياني ميموزا" Damiani Mimosa جميعها من دار "دامياني" Damiani للمجوهرات الفاخرة
سترة من "تشاتس باي سي.دام" Chats by C.DAM
نــود أن نـــعـــود مـــعـــك إلى نقــطـــة الـبـــداية، متى شعرت بأن التمثيل ليس مجرد هواية، بل هو قدر كتب لك؟ بـــدأت أحــــب التــمـثــيــــل في الــمــدرســــة. كنـــت طــفــلــــة خــجــولـــة وانطوائية، وكانت والدتي تخاف علي كثيرا، إلى أن قررت في أحد الأيام إشراكي في مسرح المدرسة. كانت المسرحية الأولى التي شاركت فيها تدور حول القضية الفلسطينية، وأدّيت دور جندي صامت أمام طالبات في مرحلة الابتدائي. في الواقع، كنت رافضة تماما للفكرة، إذ لم أكن أستطيع حتى مصادقة زميلاتي في الصف، فكيف لي بالوقوف على المسرح! استمرّت أمّي في تشجيعي وتذكيري بأنني لن أضطر إلى الكلام وأن كل ما علي فعله هو الوقوف على خشبة المسرح في زي عسكري، وإظهار نظرة غضب. وعندما صعدت على المسرح، وسمعت تصفيق الحضور، انكسر الجليد الذي في داخلي! شعرت بأن هذا هو المكان الذي أرى نفسي فيه. وفي تلك اللحظة، اشتعلت شرارة حبي للتمثيل، وشعرت بأنه جزء منّي.
هل شجّعك والداك على التمثيل؟
بعد التخرّج والتفكير جدّيا في احتراف هذا الفن، سعيت لتحقيق ذلك الحلم من خلال دراسة المسرح ودخول عالم التلفزيون في مطلع عام 2009. قوبلت برفض قاطع من والدي، خوفا من المجهول ومما قد أتعرض له، وأنا الآن أستوعب ذلك وأتفهّمه تماما. مع الوقت، وبعد أن رأى والدي ووالدتي مدى حب الناس لي وسيري على الخطى الصحيحة بإذن الله، تغيّرت نظرتهما، واليوم هما من أكبر المشجعين والداعمين لي.
كان لبدايتك المسرحية وقع خاص. ما الفرق بين إحساسك عندما تصعدين خشبة المسرح، وبين وقوفك أمام كاميرا المسلسل أو السينما؟
لا أزال تلك الفتاة العاشقة لخشبة المسرح، لأنني أستطيع أن أرى محبة وتفاعل الناس بشكل مباشر من دون تزييف. في المسرح، لا مجال للتلاعب؛ ردة الفعل أمامك مباشرة، سواء كانت محبة أو ناقدة. كما أن المسرح يهذب النفس، ومن خلاله تعلمت الارتجال والتعامل مع الأخطاء بحرفية من دون أن يشعر الجمهور بها، وهو ما أسهم كثيرا في صقل موهبتي وشخصيتي، لذلك أشعر بالانتماء أكثر إليه. لكن لا يعني ذلك أنني لا أحس بروعة تلك المشاعر نفسها في العمل التلفزيوني أو السينمائي، إلا أنني أفتقد فيه رؤية تفاعل الجمهور المباشر.
عقد وخواتم وأقراط وسوار "دامياني مارغريتا" Damiani Margherita ساعة "دمياني ميموزا" Damiani Mimosa جميعها من دار "دامياني" Damiani للمجوهرات الفاخرة
جاكيت وقميص وتنورة من "تودز" Tod's
"شارع الأعشى" كان أحد أنجح أعمال رمضان هذا العام. كيف عشت هذه التجربة الاستثنائية؟ أنا سعيدة بنجاح مسلسل "شارع الأعشى"، وخصوصا بعد غيابي عن الشاشة الرمضانية لنحو أربع سنوات، لذلك أشعر بأنني كسبت الرهان بجمهور محب وداعم لي. وقد حرصت على اختيار عمل ذي طابع البطولة الجماعية لتعزيز ثقافة دعم الفن والفنانين، وها نحن نحتفل بوجوه شابة صاعدة من خلال هذا العمل.
ماذا وجدت في شخصية "وضحى"؟ وما الذي جذبك إلى هذا الدور تحديدا؟
كل عمل يترك فينا درسا، ما الدرس الذي أخذته "إلهام علي" من "شارع الأعشى"؟
النجاح الكبير هذا الموسم، كيف ترين تأثيره في خطواتك القادمة؟
الدراما السعودية تعيش مرحلة ذهبية، كيف تشعرين بانتمائك لهذا التحول الكبير؟
خواتم "دمياني بيل إيبوك ريل" Damiani Belle Epoque Reel جميعها من دار "دامياني" Damiani للمجوهرات الفاخرة
سترة من "كريستينا فيديلسكايا" Kristina Fidelskaya
إذا خيروك بين عمل واحد (مسرحية أو فيلم أو مسلسل) تحبين أن يتذكرك به الناس بعد سنوات، فأي عمل تختارين؟ ولماذا؟ لا أستطيع أن أختار، فلكل عمل حالة خاصة في قلبي، ولكن سأقول إنني أريد لعب دور شخصية عربية تاريخية أقدّمها ويتذكرني الجمهور بها يوما ما.
قدّمت مجموعة من الأعمال الدرامية الكويتية، وتعاونت أكثر من مرّة مع الفنانة الكبيرة "حياة الفهد". ماذا تحبين أن تقولي لها اليوم؟
هل تعتقدين أن الصداقة ممكنة في الوسط الفني؟
أساور وأقراط "دامياني ميموزا" Damiani Mimosa من دار "دامياني" Damiani للمجوهرات الفاخرة
قميص من "رابان" Rabanne لدى THAT Concept store
ماذا تعني لك المنافسة؟ ومتى تتحول إلى صراع سلبي يضر الجميع؟ بالنسبة لي، المنافسة صحية جدا، لأنها تدفعنا إلى التطوير. والمنافسة ليست مقتصرة على الأفراد، بل تشمل أيضا القطاعات، والأعمال، والدول. فمن دون تنافس، لا يمكن أن يتحقق التقدم. لكنها تتحول إلى بيئة سامّة حين تتسلل إليها مشاعر الحسد والكره. الحياة بطبيعتها تقوم على التعاون، ولسنا كائنات تعيش منفردة؛ بل نحن دائرة يكمل بعضها بعضا. لذلك، أؤمن بأن التكاتف أجمل وأقوى من التفرد والانعزال، التي أراها فكرة أنانية يمكن أن تدمرنا.
تعاونتِ مع نجوم من مختلف الأجيال والأعمار. هل لاحظت اختلافا في التعامل أو التفكير بينهم؟
في مشاهد الدراما الخليجية، ما الذي يجعلك تستشعرين واقعية العمل؟ ومتى تحسين أن القصة تمثل مجتمعنا؟
خواتم وساعة وأقراط "دمياني بيل إيبوك ريل" Damiani Belle Epoque Reel جميعها من دار "دامياني" Damiani للمجوهرات الفاخرة سترة بلايزر من "بيتر" Bettter
قميص من "كريستوفر إيسبر" Christopher Esber لدى THAT Concept store
كيف يمكن للسرد الخليجي في الدراما المقتبسة أن يتطور ويحافظ على خصوصيته؟ بصراحة، أنا لست من مدرسة الاقتباس، على الرغم من أنني شاركت في أعمال مقتبسة. أؤمن بأن بيئتنا غنية جدا بالقصص والموضوعات التي يمكننا طرحها بأسلوب ذكي، من دون الحاجة لنسخ تجارب غيرنا. أنا لا أعارض الاقتباس، فالفن فضاء واسع يسمح بالتجريب. لكن عندما نأخذ قصة غربية ونحاول أن "نسعودها" أو نجعلها أقرب إلى واقعنا الخليجي، غالبا ما نشهد خللا معيّنا. لا يكفي فقط أن ننطق الحوار باللكنة السعودية حتى يشبهنا، بل الموضوع أعمق من ذلك بكثير، لأنه يكمن في التفاصيل الصغيرة التي تميز بيئة عن أخرى، مثل المشاعر، والتعبير العاطفي، ولغة الجسد. لدينا خصوصيات ثقافية لا يمكن نقلها بسهولة على الورق من بيئة إلى أخرى. لذلك، أفضّل تقديم قصص من بيئتنا، تعكس ثقافتنا بشكل حقيقي ودقيق.
هل تعتقدين أن القصة الخليجية اليوم، من منظور عام، تحاول أن تلاحق الواقع أم تتجاوزه إلى الخيال؟
ما مواصفات الدور "الجريء" في الدراما الخليجية الذي يتخطى الخطوط الحمراء؟
كثيرا ما يُنظر إلى الأزياء في الأعمال الفنية على أنها مجرد زينة. برأيك، متى تتحول الأزياء إلى "لغة درامية" بحد ذاتها، وتعكس التحولات الاجتماعية؟
سلسلة وأساور وأقراط وخواتم وساعة "دامياني ميموزا" Damiani Mimosa جميعها من دار "دامياني" Damiani للمجوهرات الفاخرة
فستان وسترة من "كريستينا فيديلسكايا" Kristina Fidelskaya
بعيدا عن المهرجانات الفنية والسجادة الحمراء، ما أسلوب الأزياء الذي تميلين إليه في حياتك اليومية؟ أصنف نفسي من النساء العمليات جدا. أحب الحياة العملية وأبحث عن الراحة في ملابسي ومظهري. أنا بطبعي بيتوتية، وعندما أخرج من المنزل يكون ذلك غالبا من أجل العمل. لذا أصبح ستايلي كاجوال: أحب ارتداء الجينز مع القمصان أو التيشيرتات. وبما أن تصوير معظم أعمالي يجري داخل بلدي، أرتدي العباءة كثيرا.
كيف تتعاملين مع التناقض بين حاجتك كممثلة إلى التجدّد، ورغبتك في أن تظلي قريبة من ذاتك؟
عندما يُعرض عليك دور، ما الشعور الأول الذي يجعلك تقولين: "هذا الدور لي"؟
حين أقرأ الدور، وأتساءل: كيف سأجسّده، أعرف في داخلي أن هذا هو الدور الذي أبحث عنه، لأنني أحب أن أتحدى نفسي. أما إذا شعرت بأن الشخصية تعيدني، حتى لو عن غير قصد، إلى شخصية قد أديتها سابقا، أعلم حينها أن هذا الدور ليس مناسبا. في كل تجربة فنية أعيشها، أكتسب شيئا جديدا، سواء على المستوى الشخصي أو المهني. حتى في الكواليس، وفي التفاعل مع فريق العمل، هناك دائما ما يعلّمني ويضيف إليّ.
ما المبدأ الذي لم تخونيه قط في اختياراتك الفنية ولو كان الثمن دورا مهما؟
هل سبق أن رفضت أداء شخصية شعرت بأنها تسيء لصورة المرأة أو تسهم في ترسيخ صورة نمطية معينة؟
قصة حبك مع "خالد صقر" بدأت في كواليس فيلم "مشاوير". كيف تصفين تلك المصادفة الجميلة التي جمعتكما؟
في فيلم "مشاوير" كنا متزوجين، ولكن لم نعلن ذلك. تعرفت إلى "خالد" كزميل في 2014، وبدأت قصتي معه في مطلع عام 2018 في الموسم الثاني من مسلسل "بشر"، والذي تم تصويره في جنوب إفريقيا. ودائما أقول له إنني لو كنت أعلم بالمستقبل لقلت له في عام 2014: "ستصبح زوجي، فلنختصر، ونستغل الوقت حتى لا يضيع".
العمل مع شريك الحياة، فيه تحديات كثيرة. ما سر الانسجام بينكما في مكان التصوير وخارجه؟
ما الذي يضيفه "خالد" إلى حياتك؟ وعلى المستوى المهني، هل تستشيران بعضكما في اختياراتكما الفنية؟
لنتحدّث عن معاني اسمك: "إلهام". هل تحرصين على أن تكوني مصدر إلهام حقيقيا لمن حولك؟
قلت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مرات عديدة إنني أتمنى أن يكون لي نصيب من اسمي، وأن أكون إلهاما للأجيال. ولا أقصد على الصعيد الفنّي أو المهني فقط، بل أتحدث أيضا عن الجانب الإنساني. أتمنى أن أؤثر في الناس وألهمهم، ولو من خلال صفة واحدة أملكها.
مع الزميل عدنان الكاتب
تعرضت للتنمر في طفولتك بسبب عارض صحي دقيق. هل بقي هذا الشعور معك كألم، أم حوّلته إلى مصدر قوة؟
أدّيت دور الأم بشكل مؤثر، وقلت إنك ترغبين في أن تصبحي أمّا يوما ما. هل تحسين بأن الأمهات اليوم يواجهن تحديات مختلفة عن أمهات الأجيال السابقة؟
عندما تكتب لك فتاة: "أنت السبب الذي جعلني أدخل مجال التمثيل"، ما الذي تشعرين به؟
بعيدا عن الكاميرا والأضواء، كيف هي "إلهام علي" الإنسانة؟ ما الذي يسعدها؟ وما الذي يزعجها؟
هناك لحظات مفصلية تغيرنا للأبد. هل تتذكرين لحظة كهذه في حياتك؟
ما القيم التي تحرصين عليها مهما تغيّرت الظروف؟
بعد هذه المسيرة الحافلة بالأدوار المهمة والمؤثرة، كيف ترين ملامح مشاريعك المستقبلية؟ هل هناك حلم ما زال ينتظر أن يتحقق؟
لو كتبت رسالة إلى "إلهام علي" بعد عشر سنوات، ماذا ستقولين لها؟
هل من كلمة أخيرة تهدينها لقارئات "هي" وجمهورك الذي يرافقك بكل حبّ ووفاء؟
دائما أقول إلى جميع محبّي "إلهام": أنتم عائلة محبّة ووفية. واليوم تكبر هذه العائلة بوجود مجلتكم "هي"! أنا ممتنة لكم جميعا على أبسط وأجمل وأغلى التفاصيل منكم. سأتمنى دائما أن أبقى تلك الفنانة المحبة والطموحة، سائلة الله أن يجعلني دائما عند حسن الظن، أحبكم جدا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 5 ساعات
- عكاظ
«مرض أم عمليات تجميل؟».. إليسا تصدم الجمهور بتغيُّر ملامحها في أحدث ظهور
فاجأت الفنانة اللبنانية إليسا جمهورها بظهور صادم، وتغيُّر في ملامحها أثناء حرصها على حضور العرض المسرحي «كله مسموح»، دعماً للفنانة اللبنانية كارول سماحة التي تقدم العرض الذي أقيم على مسرح كازينو لبنان، بعد أسبوع من وفاة زوجها. وظهرت إليسا بملامح صادمة، إذ بدا على ملامحها تغيُّر كبير، أثار تساؤلات الجمهور وأصبح حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حول ما إذا كان سبب ذلك إجراؤها عملية تجميل، أم أن مرضها بالسرطان تسبب في تغيُّر شكلها. وتعرضت إليسا للعديد من الانتقادات لدى الجمهور بعد تغيُّر ملامحها، وانقسمت الآراء ما بين دعم البعض ظناً أن ذلك التغيُّر بسبب آثار إصابتها بمرض سرطان الثدي، والبعض الآخر انتقد ظهورها وتغيُّر ملامحها بسبب كثرة خضوعها لعمليات التجميل. وفي أول رد فعل لها بعد موجة التنمر التي تعرضت لها أخيراً، شاركت إليسا جمهورها بمجموعة صور وفيديوهات جديدة ظهرت فيها بإطلالة جذابة أثناء تجولها في أحد شوارع العاصمة بيروت، عبر حسابها الرسمي على «إنستغرام». أخبار ذات صلة ما هو مرض الفنانة إليسا؟ في 2018 فاجأت الفنانة اللبنانية جمهورها ومحبيها بإعلان إصابتها بسرطان الثدي في أغنيتها المصورة «إلى كل اللي بيحبوني»، وكشفت إليسا عن مراحل العلاج الصعبة والدعم الذي تلقته من عائلتها وأصدقائها وجمهورها، مؤكدة أن الأمل لم يفارقها طوال فترة مرضها. يُذكر أن إليسا شاركت في موسم رمضان 2025 من خلال غنائها تتر مسلسل «وتقابل حبيب»، من بطولة الفنانة ياسمين عبدالعزيز، وكريم فهمي، وخالد سليم، وآخرين من نجوم الفن، والأغنية من كلمات منة القيعي، وألحان عزيز الشافعي، وتوزيع نادر حمدي.


الرياض
منذ 7 ساعات
- الرياض
حينما تنطـق العراقــة
الخيل.. القهوة.. الدرعية.. فخر واعتزاز.. في مشهد تاريخي اتجهت أنظار العالم نحوه بترقب: ماذا سيحدث في العالم؟ ترقب سياسي واقتصادي بين قوى تسعى لإدارة الحياة الإنسانية، وتنميتها على وجه الأرض.. نطق مشهد آخر يحكي قوة وحضارة، متباهيًا بالثقافة العريقة.. مشهد قصير جمع تفاصيله صورتان؛ ماضٍ عريق ومستقبل مزهر.. إنها السعودية العظمى.. أصالة ومجد قرون دوّن حضارتها التاريخ.. ففي استضافة المملكة العربية السعودية للزيارة الأولى لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية بعد توليه منصب الرئاسة، كان الاستقبال بأبهى صورة، تحكي ذوقًا رفيعًا.. وعمقًا أصيلًا.. صورة تتباهى بدقة تفاصيل الحضارة، لتكشف للعالم أن القوة تكون بعمق الجذور وتأصلها.. والفخر بها.. ومواكبة التقدم والنمو المتسارع الذي يعيشه العالم.. حكت صورة الاستقبال للعالم كله أننا أبناء اليوم بقلوب الأمس.. فقوتنا تنبض من أعماقنا.. من مجدنا الذي أصّل جذوره مؤسسو دولتنا العظيمة.. فأين للبصر أن يسرح في صورة حيّة جمعت بين البساطة، والعراقة، والاعتزاز، والفخر! فالقوة بالخيل العربية التي رافقت الموكب.. تخطف القلوب بجمالها وأناقتها التي تبطن قوة أقامت مجدًا.. والسجادة التي امتدت لهم ترحيبًا.. تنشر عبق الخزامى من أرض السعودية.. وقد أبت أن تكون صورة منسوخة من أعراف العالم.. ولأن كرم الحفاوة والضيافة له أعرافه العريقة، وإرثه الثقافي الذي نما مع الأجيال، وتأصل فيهم كانت القهوة السعودية في استقبال الضيوف، بنكهتها الخاصة، ورائحة الهيل الذي يفوح من فنجانها.. لتكشف عادات وتقاليد أصيلة في إكرام الضيف منذ أن يطأ بقدمه الدار.. واستقبال بالزي السعودي الناطق بأدق التفاصيل السعودية، وبالنظام (البروتوكول) في الديوان الملكي؛ إذ لكل يوم من أيام الأسبوع لون (مشلح) خاص، فكانت الصورة أن اللون الأسود هو اللون الرسمي ليوم الثلاثاء. ويكتمل المشهد باستقبال ولي العهد للرئيس الأمريكي في الدرعية، باللباس السعودي دون رسمية مكلفة، وترحيب شعبي يؤكد على قيمة الثقافة والترويح عن النفس لدى المجتمع السعودي منذ القِدم. وباحت الرحلة البسيطة بين جدران التاريخ بأن دولتنا كانت وما تزال ذات قوة ومجد يوقد المهابة والعزّ كلما توجهت الأنظار إليه.. ولم يكتفِ المشهد بالاعتزاز بالوطن وجذوره فقط، بل امتد إلى العروبة بأن كانت كلمة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- باللغة العربية.. هويتنا الإسلامية.. ليقول للعالم إننا دولة قوية تعتز بعروبتها فهي من العرب وقوة للعرب.. لقد استطاع هذا المشهد أن يصور لمحة عميقة عن هوية المملكة وحضارتها، وصورة من ثقافتها التي هي من مقومات جودة حياتها، وأنها وجهة سياحية لكل أقطاب العالم، ويخبر العالم رؤيتها بأن المملكة العربية السعودية قوية بعمقها العربي والإسلامي، وأنها قوة استثمارية رائدة، ومحور يربط قارات العالم.


الرياض
منذ 7 ساعات
- الرياض
زيارة ترمب والتخطيط الاستراتيجي
استوقفني، كما استوقف العالم، تفاصيل الترتيبات رفيعة المستوى التي قدمتها المملكة العربية السعودية خلال مراسم استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وكممارسة شغوفة بمفاهيم الجودة، لم أرَ هذه الزيارة حدثاً دبلوماسياً عابراً، بل شكّلت نموذجاً حياً لحدث غير اعتيادي، بُني على استراتيجية دقيقة، تجسدت فيها مفاهيم القيادة الفذّة، والجاهزية العالية، والتميّز المؤسسي، حيث اتسمت مراسم الاستقبال بالدقة والانضباط، مما يعكس فهماً عميقاً لأهمية التخطيط الاستراتيجي في إنجاح الملتقيات الرسمية. ومن خلال استعراض مجريات الزيارة، يمكن الوقوف على عدد من المحاور التي تبرهن على أن الجودة لم تكن غائبة، بل كانت حاضرة في كل المراحل؛ حيث تعزيز الهوية الوطنية وبناء الصورة الذهنية، فمن أبرز معالم هذه الزيارة الفريدة، ما رافقها من تجسيد للهوية الثقافية السعودية، حيث كان الموكب المهيب للخيول العربية والفرسان مشهداً بصرياً يعكس القوة والانضباط، كما رمز سجاد الخُزامى إلى التفرّد والخصوصية الثقافية. وقد أُدرج ضمن برنامج الزيارة التوجّه إلى المواقع التراثية في الدرعية، مما يعكس الالتزام بالهوية والرموز الوطنية، وهو ما يُعد من أبرز ممارسات الجودة في الاتصال المؤسسي. كذلك التواصل الذكي والوعي بالجمهور؛ فمن أبرز ما لفت الانتباه هو استخدام أشهر الأغاني المرتبطة بالحملات الانتخابية لترمب، وهي أغنية «YMCA». هذا الاستخدام لم يكن اعتباطياً، بل يعكس فهماً دقيقاً لمبدأ «معرفة الجمهور»، وهو من مبادئ الجودة الأساسية في الاتصال. فالأغنية تحمل إيقاعاً واسع الانتشار، يسهم في تحفيز التفاعل الجماهيري، مما يعزز من تجربة الحضور، بنفس الطريقة التي تحققها الجودة في رضا العميل. وعلى وتيرة هذا الحس التفاعلي، ضمّت قائمة الضيافة التي قُدّمت للرئيس الأميركي عربة طعام من سلسلة ماكدونالدز، في خطوة رمزية تُدرك أبعاد الذوق الشخصي للضيف، مما يعكس قدرة عالية على تجاوز التوقعات، وهي عناصر حيوية في إدارة الجودة. أما مخرجات الزيارة وقياس الأثر؛ فلم تكن مخرجات الزيارة محصورة في الجانب البروتوكولي، بل امتدت إلى تحقيق أثر فعلي واضح على المستويين الوطني والدولي، ومن أبرز هذه المخرجات، تعزيز الشراكات الاقتصادية من خلال المنتدى الاستثماري الذي أُقيم على هامش الزيارة، حيث جرى توقيع العديد من الاتفاقيات الكبرى التي تدعم رؤية المملكة 2030. وكذلك استثمار الحدث كفرصة سياسية وإنسانية، من خلال المساهمة في جهود فك الحصار عن سوريا الشقيقة، ما يعكس أبعاداً إنسانية متقدمة للدبلوماسية السعودية. كذلك تعزيز العلاقات الدولية عبر تنسيق نوعي وفعّال يُبرز جاهزية المملكة كمركز محوري للقرار والتأثير. ثم التحسين المستمر وبناء المقارنات المرجعية؛ إذ لا تنتهي قيمة هذه الزيارة بختام مراسيمها، بل تُعد مرجعاً للممارسات المثلى، وتفتح المجال أمام تحليل الأداء وتطبيق مبدأ التحسين المستمر. لقد كانت زيارة ترمب للمملكة أكثر من مجرد مناسبة سياسية؛ لقد كانت منظومة متكاملة لممارسات الجودة الإدارية والتخطيط الاستراتيجي، جسّدت فيها المملكة رؤيتها الطموحة ورسالتها السامية وقدرتها على التنظيم الفعّال وصناعة التأثير. ونحمد المولى على نعمة هذا الوطن العظيم، ونفخر بقيادته الرشيدة التي جعلت من الجودة منهجاً راسخاً، ومن التميّز سمةً مؤسسية. *وكيل عمادة التطوير والجودة بجامعة الملك سعود