
غزة تقاوم بالجوع.. والبصل يُقسم أرباعًا
غزة/ مريم الشوبكي
وسط دخان الحرب المتجدد منذ مارس الماضي، لم تعد موائد الغزيين عامرةً بما تيسّر من خضروات، بل باتت تفتقر إلى أبسط مقومات الطهو، حيث شهدت الأسواق المحلية ارتفاعًا جنونيًا في أسعار الخضروات، يقابله نقص حاد في الكميات، وتوفر أنواع محدودة للغاية.
في سوق الصحابة شرق غزة، لم تعد أكياس البصل والثوم مشهدًا مألوفًا. اليوم، تُباع ربع حبة بصل بأربعة دولارات، فيما وصل سعر درسين من الثوم إلى دولار واحد، في مشهد يختصر أزمة الغذاء الخانقة التي تعيشها غزة المحاصرة.
عفاف عودة، وهي أم لخمسة أطفال نازحة من بيت حانون إلى غزة، تقف حائرة أمام بائع الخضار. تقول: لـ "فلسطين أون لاين": "كنت أشتري كيس بصل يكفيني أسبوعًا بثلاثة شواقل، اليوم لا أستطيع شراء ربع بصلة. كيف أطبخ؟ كيف أُطعم أولادي؟"
إغلاق المعابر من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ مطلع مارس، بعد تجدد العدوان على القطاع، فاقم معاناة السكان. فالمعابر التي كانت تدخل منها كميات محدودة من الخضروات توقفت بالكامل، ما أدى إلى فقدان الكثير من الأصناف الأساسية، وارتفاع أسعار ما تبقى منها بصورة خيالية.
البائعون أنفسهم لا يخفون امتعاضهم. يقول مصطفى عطاالله، صاحب بسطة خضار في السوق لـ"فلسطين": "نحن نشتري الخضار من تجار الجملة بأسعار باهظة، والزبائن لا يصدقون كيف صار البصل أغلى من اللحم. لكننا لا نتحكم في الأسعار، نحن فقط نحاول النجاة."
ولدى سؤال عطاالله عمّا إذا كان قد قسّم حبة البصل إلى أرباع كنوع من جذب الزبائن أو بغرض بيعها بالربع، أجاب:
"ثمن كيلو البصل وصل إلى 120 شيقلًا، أي أكثر من 25 دولارًا، وبات الزبائن يطلبون مني بيعهم ربع حبة، وبالفعل فعلت ذلك تخفيفًا عنهم، فربع الحبة يصل سعره إلى أكثر من 15 شيقلًا، أي ما يعادل أربعة دولارات."
لم تسلم الطماطم، الخيار، الكوسا، البطاطس، ولا حتى الفلفل من نيران الغلاء. بعضها اختفى كليًا، وبعضها الآخر يُباع بـ"الحبة" لمن يستطيع الدفع.
تقسم نائلة حرز (60 عامًا) حبة البصل إلى ثلاث طبخات على مدار ثلاثة أيام، وكذلك الثوم تستخدمه بـ"الدرس"، أما البندورة فتستخدمها للسلطة فقط حين تشتهي، وفي الطبخ تستخدم الصلصة الجاهزة.
تقول حرز لـ"فلسطين أون لاين": "كنا نشتري الخضار بالكيلو قبل الحرب، وفي الحرب أصبحت الأوقية بثمن الكيلو، حتى صارت الأسعار فلكية، وأصبحنا نشتري بالحبة، واليوم بالربع، وإذا استمرت الأزمة فلن نجد ما نأكله."
وتضيف: "كل شيء في غزة أوجدنا له بدائل مرغمين، لكنها لا تحل محل المذاق الأصلي. فالبصل والثوم الطازجان صرنا نستخدم بديلهما من المسحوق الجاف، وأيضًا سعره مرتفع. أشتاق لطعم الأكل الحقيقي، فالبصل مكوّن أساسي في المطبخ الفلسطيني، وكذلك الثوم."
لدى حرز خمسة أولاد، جميعهم متزوجون ولديهم أبناء، ويأكلون جميعًا من طبخة واحدة، لذا فهي مضطرة إلى تدبير طبخة يومية لـ20 فردًا. تقول: "في ظل الغلاء الجنوني، لتوفير طبخة واحدة أحتاج إلى 100 دولار، بينما كنت سابقًا أشتري طبخة كاملة بلحومها وخضارها وأرزها أو معكرونتها بـ25 دولارًا فقط."
في ظل انعدام الأمن الغذائي وتدهور الأوضاع المعيشية، تقف غزة مرة أخرى على حافة كارثة إنسانية، حيث لم يعد الحديث عن الطعام ترفًا، بل معركة يومية للبحث عن لقمة تسند.
المصدر / فلسطين أون لاين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


معا الاخبارية
منذ 15 ساعات
- معا الاخبارية
مؤشر القدس يرتفع- شنار "ارتياح المستثمر الفلسطيني لبعض الإصلاحات السياسية"
نابلس- معا- تعافى مؤشر القدس لبورصة فلسطين ليرتفع بحوالي 12% عن أقل مستوى له منذ بدء العدوان على قطاع غزة، وجاء معظم الارتفاع مؤخراً، إذ صعد المؤشر حوالي 9% منذ مطلع هذا الشهر، مخترقاً حاجز 500 نقطة بعد استقرار طويل دون هذا المستوى. وفي تعليقها على ذلك، قالت رئيسة مجلس إدارة بورصة فلسطين رولا شنار: "إن هذه الارتفاعات أتت في هذا الوقت نظراً لارتياح المستثمر الفلسطيني لبعض الإصلاحات السياسية وأهمها تعيين حسين الشيخ نائباً للرئيس محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية"، كما أكدت أن النتائج المالية للشركات خلال الربع الأول دليل واضح على صلابة الشركات الفلسطينية وقدرتها على التأقلم، والتكيف السريع حتى مع أصعب التقلبات. هذا وحققت الشركات المدرجة أرباحاً في الربع الأول بلغت حوالي 79 مليون دولار بارتفاع بلغت نسبته 50% مقارنة مع الربع الأول من العام 2024. وعلقت شنار على توزيعات الشركات المدرجة لأرباح نقدية وأسهم مؤخراً، قائلة: "إن توزيع أرباح بقيمة أكثر من 100 مليون دولار هذا العام له أهمية كبيرة في ضخ بعض السيولة في السوق الفلسطينية التي تكاد تكون بأمس الحاجة إليها في هذه الأوقات الصعبة وخاصة لصغار المساهمين". وتصدر سهم شركة فلسطين للتنمية والاستثمار (باديكو) السوق، محققاً ارتفاعاً نسبته 55% منذ بداية العام، وذلك بعد إتمام الشركة صفقة لبيع أسهمها المملوكة من شركاتها التابعة، وقيامها أيضاً بإصدار سندات قرض بقيمة 120 مليون دولار تم تغطيته بالكامل، إلا أن السهم شهد تراجعاً حاداً عقب الإعلان عن رفع دعوى قضائية على باديكو في الولايات المتحدة الأمريكية قبل أكثر من شهر، تتعلق بأحداث السابع من أكتوبر عام 2023، وهو ما فندته الشركة كادعاءات باطلة، ثم ما لبث سعر السهم أن صعد ليسجل أعلى مستوى له منذ ثماني سنوات، ليغلق على سعر 1.55 دولار مرتفعاً بنسبة 29% من تاريخ الإفصاح عن الدعوى. وأثنت شنار على دور المستثمرين في سوق الأوراق المالية المحلية، الذين أثبتوا مراراً وتكراراً التزامهم في فلسطين وثقتهم ببورصة فلسطين والشركات المساهمة العامة المدرجة، على الرغم من تعرضها المستمر لهجمات ممنهجة تهدف إلى تقويضها كعنوان للاقتصاد الوطني الفلسطيني، سواء من خلال الحصار المستمر أو الدعاوى القانونية الباطلة التي ترفع بين الحين والآخر في المحاكم الأمريكية، مؤكدة أن هذه التحديات لم تزدهم إلا اقتناعاً بإداراتها وقدرتها على النمو والتحدي والصمود.


شبكة أنباء شفا
منذ 18 ساعات
- شبكة أنباء شفا
'الإحصاء': ارتفاع في قيمة عجز الميزان التجاري بنسبة 23% في آذار
شفا – أظهرت نتائج مسح التجارة المرصودة للجهاز المركزي للإحصاء، والتي نُشرت اليوم الأربعاء، أن قيمة العجز في الميزان التجاري الفلسطيني، الذي يمثل الفرق بين الصادرات والواردات، بلغت 491.5 مليون دولار أميركي وارتفعت بنسبة 23% خلال شهر آذار 2025، مقارنة بالشهر المناظر له عام 2024. وبحسب نتائج المسح، سجلت الصادرات السلعية ارتفاعا خلال شهر آذار من عام 2025 بنسبة 5% مقارنة مع شهر آذار من عام 2024، حيث بلغت قيمتها 129.1 مليون دولار أمريكي. وارتفعت الصادرات إلى إسرائيل خلال شهر آذار من عام 2025 بنسبة 10% مقارنة مع شهر آذار من عام 2024، وشكلت الصادرات إلى إسرائيل 92% من إجمالي قيمة الصادرات لشهر آذار من العام الحالي، بينما انخفضت الصادرات إلى باقي دول العالم بنسبة 30% مقارنة مع شهر آذار من العام الماضي. وأشار البيان، إلى ارتفاع الواردات خلال شهر آذار من العام الجاري بنسبة 19% مقارنة مع شهر آذار من العام الماضي، حيث بلغت قيمتها 620.6 مليون دولار أمريكي. كما ارتفعت الواردات من إسرائيل خلال شهر آذار بنسبة 10% مقارنة مع شهر آذار من العام الماضي، وشكلت الواردات من إسرائيل 53% من إجمالي قيمة الواردات لشهر آذار من هذا العام، وارتفعت الواردات من باقي دول العالم بنسبة 32% مقارنة مع شهر آذار من العام المنصرم.


معا الاخبارية
منذ 19 ساعات
- معا الاخبارية
ارتفاع في قيمة عجز الميزان التجاري بنسبة 23% في آذار
رام الله- معا- أظهرت نتائج مسح التجارة المرصودة للجهاز المركزي للإحصاء، والتي نُشرت اليوم الأربعاء، أن قيمة العجز في الميزان التجاري الفلسطيني، الذي يمثل الفرق بين الصادرات والواردات، بلغت 491.5 مليون دولار أميركي وارتفعت بنسبة 23% خلال شهر آذار 2025، مقارنة بالشهر المناظر له عام 2024. وبحسب نتائج المسح، سجلت الصادرات السلعية ارتفاعا خلال شهر آذار من عام 2025 بنسبة 5% مقارنة مع شهر آذار من عام 2024، حيث بلغت قيمتها 129.1 مليون دولار أمريكي. وارتفعت الصادرات إلى إسرائيل خلال شهر آذار من عام 2025 بنسبة 10% مقارنة مع شهر آذار من عام 2024، وشكلت الصادرات إلى إسرائيل 92% من إجمالي قيمة الصادرات لشهر آذار من العام الحالي، بينما انخفضت الصادرات إلى باقي دول العالم بنسبة 30% مقارنة مع شهر آذار من العام الماضي. وأشار البيان، إلى ارتفاع الواردات خلال شهر آذار من العام الجاري بنسبة 19% مقارنة مع شهر آذار من العام الماضي، حيث بلغت قيمتها 620.6 مليون دولار أمريكي. كما ارتفعت الواردات من إسرائيل خلال شهر آذار بنسبة 10% مقارنة مع شهر آذار من العام الماضي، وشكلت الواردات من إسرائيل 53% من إجمالي قيمة الواردات لشهر آذار من هذا العام، وارتفعت الواردات من باقي دول العالم بنسبة 32% مقارنة مع شهر آذار من العام المنصرم.