logo
الفاتيكان يدعو لمراقبة الذكاء الاصطناعي ويحذر من "ظلاله الشريرة"

الفاتيكان يدعو لمراقبة الذكاء الاصطناعي ويحذر من "ظلاله الشريرة"

الجزيرة٢٨-٠١-٢٠٢٥

دعا الفاتيكان، اليوم الثلاثاء، الحكومات إلى متابعة تطورات الذكاء الاصطناعي عن كثب، محذرا من المخاطر الأخلاقية التي قد تنجم عن استخدام هذه التكنولوجيا، خاصة فيما يتعلق بنشر المعلومات المضللة.
وأصدرت دائرتان في الفاتيكان وثيقة جديدة، بموافقة البابا فرانشيسكو ، تحذران فيها من أن الذكاء الاصطناعي قد يشكل تهديدا للمجتمع عن طريق نشر المعلومات الخاطئة التي تقوض التماسك الاجتماعي.
وأوضحت الوثيقة أن هذه القضية تستدعي تنظيما دقيقا، إذ إن المعلومات المضللة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي قد تنتشر بشكل غير مقصود، مما يؤدي إلى تأجيج الانقسامات السياسية وخلق اضطرابات اجتماعية.
وركزت الوثيقة الجديدة، التي حملت عنوان "القديم والجديد"، على تأثير الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة، مثل سوق العمل والرعاية الصحية والتعليم. وأكدت أن تقييم هذه التكنولوجيا يحتاج إلى تحليل أخلاقي شامل يأخذ في الاعتبار كيفية توجيهها واستخدامها.
وحذرت الوثيقة من أن "ظل الشر" يلوح في كل مجال تستخدم فيه هذه التكنولوجيا لاتخاذ قرارات بشرية، مشددة على ضرورة مراقبة استخدامها للتأكد من أنها تخدم الإنسانية ولا تقوضها.
سلط البابا فرانشيسكو الضوء السنوات الأخيرة على القضايا الأخلاقية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، معربا عن قلقه بشأن تأثير هذه التكنولوجيا على الإنسانية.
إعلان
وخلال رسالة وجهها الأسبوع الماضي إلى المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس ، أعرب البابا عن "مخاوف بالغة" بشأن مستقبل البشرية في ظل تقدم الذكاء الاصطناعي. كذلك، تحدث خلال قمة مجموعة السبع في إيطاليا في يونيو/حزيران الماضي عن أهمية عدم السماح للخوارزميات بتحديد مصير الإنسان.
وجدد الفاتيكان دعوته للحكومات والمؤسسات الدولية لوضع أطر تنظيمية صارمة تضمن الاستخدام الأخلاقي والآمن للذكاء الاصطناعي، مع التركيز على حماية المجتمعات من الأخطار المحتملة لهذه التكنولوجيا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كيف يغير الذكاء الاصطناعي بيئة العمل الصحفي؟
كيف يغير الذكاء الاصطناعي بيئة العمل الصحفي؟

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

كيف يغير الذكاء الاصطناعي بيئة العمل الصحفي؟

هذا السؤال الذي تجدونه عنوانا لهذه المقالة كان يطرح خلال السنوات الثلاثين الماضية تقريبا بصيغ متعددة، وإن كان القصد واحدا تقريبا، وهو ما تأثير المستحدثات التكنولوجية على مهنة العمل الإعلامي؟ الذي ظل لسنوات طويلة يمارس عبر الورق والقلم، وكانت قمة التكنولوجيا فيه المطبعة. هذا السؤال طرحه الصحفيون حين ظهر الحاسوب، وأصبح فاعلا أساسيا في غرف الأخبار عبر ما يعرف بالتحرير الصحفي عبر الحاسوب (Computer Assisted Reporting). ثم كانت الثورة الكبرى مع ظهور شبكة الإنترنت التي قد لا يصدق الصحفيون الذين ولجوا إلى العمل الإعلامي فيما بعد العام 2000 أن هذه المهنة كانت تمارس من دون إنترنت. في السنوات الأخيرة التي كثر فيها الحديث عن الذكاء الاصطناعي وإمكانياته الهائلة، ظهرت العديد من الكتابات التي تحدثت عن ذلك، وشاهدنا سيلا منها صادرا عن المعاهد والمراكز المهتمة بالعمل الإعلامي، خاصة بشأن كيفية الإفادة من الإمكانيات الهائلة للذكاء الاصطناعي، وكذلك بشأن التحذير من بعض مخرجاته التي يمكن أن تسبب ضررا كبيرا. وقد أدلى كاتب هذه السطور بدلوه في هذا المولود فدبّج ورقة عن كيفية الإفادة الآمنة من الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي سماها " الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار.. الفرص والمحاذير". نشرها على صفحته في لينكدإن، ويمكن لمن لديه الوقت والصبر على قراءة أكثر من 6 آلاف كلمة أن يطلع عليها من خلال هذا الرابط. كتاب جديد كما أوضحت، فإن الذكاء الاصطناعي، بوصفه مفهوما وبوصفه قادما جديدا في مختلف المجالات، طرح العديد من الأسئلة حول كيفية التعاطي معه، وصولا إلى تحقيق الفائدة القصوى من إمكانياته. وقد صدر في مارس/آذار الماضي كتاب عن دار مكفرلاند الأميركية لتوني سلفيا أستاذ الإعلام في جامعة ساوث فلوريدا حمل عنوان "Artificial Intelligence in Journalism: Changing the News". هذا الكتاب الذي يمكن ترجمة عنوانه بتصرف إلى "الذكاء الاصطناعي في الصحافة.. كيف يغيّر صناعة الأخبار؟"، من أوائل الكتب التي تتناول التحديات الاجتماعية والثقافية والقانونية والأخلاقية والمهنية التي تواجه صناعة الأخبار في ظل الذكاء الاصطناعي. ويجمع الكتاب بين البحوث الأكاديمية ومقابلات مع صحفيين من مؤسسات إعلامية كبرى، إضافة إلى أساتذة في مجال الإعلام، ويتأمل في موقع الذكاء الاصطناعي في حياتنا، ويطرح أسئلة جوهرية حول مستقبله. ويصف المؤلف موضوع كتابه فيقول "إذا كان الذكاء الاصطناعي، بأشكاله المتعددة، يثير الخوف لديك، فأنت لست وحدك، فالصحفيون في الولايات المتحدة الأميركية وحول العالم يحاولون فهم كيفية استخدام سطوة الذكاء الاصطناعي بطريقة إيجابية في كتابة وتحرير، بل وحتى إنشاء قصص إخبارية كاملة لجمهور واسع ومتنوع، ومن المحتمل جدًا أنك قرأت بالفعل خبرا تمت صياغته بمساعدة نماذج ذكاء اصطناعي، لكن كيف يمكننا فهم هذه التقنية الجديدة في سياق الصحافة والديمقراطية؟". ويطرح الكاتب أسئلة أخرى من شاكلة: هل الذكاء الاصطناعي قادر على القيام بعمليات التقييم والحكم على الأخبار والتي هي مهارة بشرية بامتياز؟ وفيما يتصل بالكفاءة وتقليل التكلفة الاقتصادية في العمل الإعلامي، يرى المؤلف أن المزاوجة بين الذكاء الاصطناعي والعمل الإعلامي تبدو من وجهة نظر إدارة المؤسسات الإعلامية عملا ممتازا، بيد أن للموضوع جوانب أخرى غير مرئية، وقد تكون سلبية، وبالتالي فثمة سؤال يجب الإجابة عليه وهو: هل يستحق الأمر الدخول في مخاطرة؟ حرب على التغيير يحاول الكتاب المذكور أن يجيب على تلك الأسئلة المركزية من خلال صفحاته التي تفوق الـ200، بيد أن الثيمة الأساسية التي يركز عليها المؤلف هي التغيير الذي يمكن أن يحدثه الذكاء الاصطناعي على صناعة الصحافة، وخاصة مجريات العمل داخل غرف الأخبار، حين يتم توظيف أدواته على نحو صحيح ومفيد. وبحسب المؤلف، فإن التغيير في صناعة الأخبار لم يكن سهلا في يوم من الأيام، فالصحافة المطبوعة توجست من الإذاعة، وشعرت الأخيرة بالتحدي نفسه حين ظهور التلفزيون، وشن أنصار الصحافة المطبوعة حملات مكثفة على صحافة الإنترنت. ففي الفصل الأول من الكتاب، يقدم المؤلف توني سلفيا تاريخا موجزا للذكاء الاصطناعي، وأصوله وبداياته، وكيف يعمل، ومجالات استخدامه التي من بينها مجال الصحافة الذي هو موضوع الكتاب. ويرى المؤلف أن الكثير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي موجودة منذ سنوات، بيد أن الظهور الأقوى له كان في العام 2022 خاصة مع ظهور ما يعرف ببرنامج "شات جي بي تي" (CHAT GPT). وفي هذا الفصل يتطرق المؤلف أيضا إلى مظاهر الخوف التي صاحبت ظهور الذكاء الاصطناعي، خاصة ما يتصل بإمكانياته الواسعة، التي تتيح له القيام بجميع الأعمال بما فيها تلك التي تتطلب جهدا بشريا خالصا، مما يؤدي إلى فقدان الكثيرين لوظائفهم. ضيف في غرفة الأخبار في انتقاله إلى الفصل الثاني من الكتاب، يشير المؤلف إلى أن الذكاء الاصطناعي دخل إلى العديد من غرف الأخبار قبل عشر سنوات وقبل انتشار الحديث عنه في السنوات الأخيرة، حيث يستفاد منه منذ وقت في أعمال كثيرة. ويشير المؤلف في هذا الفصل إلى تجربة وكالة أسوشيتد برس التي بدأت استخدام الذكاء الاصطناعي عام 2014 في إنتاج بعض المواد في القسم الاقتصادي مثل أخبار أرباح الشركات، وكان منطق الوكالة أن إنتاج هذا النوع من المواد الذي يقوم على تحليل الأرقام عبر الذكاء الاصطناعي يوفر الوقت والجهد لإنتاج مواد أخرى مميزة. ويورد أن وكالة أسوشيتد برس سبقت المؤسسات الإعلامية الأخرى في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي في جمع وتحرير الأخبار، والتي لم تبدأ في الانتباه إلى هذا القادم الجديد إلا في السنتين الماضيتين. ووفق المؤلف فإن المؤسسات الإعلامية أدركت أهمية وجود الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار، وقدمت ذلك على الاعتبارات الأخرى التي كانت تمنعها من المضي قدما في تبنيه. ويشير المؤلف إلى أن تبني الذكاء الاصطناعي داخل غرف الأخبار يتم عبر 3 مراحل: المرحلة الأولى: الأتمتة ويتم فيها إعفاء الصحفيين من الأعمال الروتينية والمهام المتكررة، وبالتالي يمكنهم الإفادة من الوقت في إنجاز أعمال صحفية مميزة. المرحلة الثانية: مرحلة التعزيز، التي يتم التركز فيها على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل النصوص والبيانات الضخمة. المرحلة الثالثة: وهي مرحلة التوليد، التي يتم فيها استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لكتابة النصوص، خاصة مع تطور النماذج اللغوية الضخمة القادرة على إنتاج نصوص على نطاق واسع، وهي المرحلة التي يعتقد المؤلف أنها تخيف الصحفيين من أن يتسبب الذكاء الاصطناعي وما يقدمه من مهارات وخدمات في فقدان وظائفهم. لكنه يشير إلى ضرورة الحذر والانتباه عند تبني الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار، وخاصة في المرحلة الثالثة وهي مرحلة الكتابة، فهناك إمكانية كبيرة لوقوع أخطاء في المعلومات، أو ما يتصل بالملكية الفكرية، وهنا لا بد من تدخل بشري يراجع ما ينتجه الذكاء الاصطناعي تحسبا لي خطأ. ويورد المؤلف العديد من الأمثلة على مشاكل استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة الموضوعات الصحفية مثل ذلك المقال الذي اقترح أن حل مشكلة المشردين في سان فرانسيسكو يكون بإطلاق النار عليهم! كيف تبدو غرفة الأخبار المعتمدة على الذكاء الاصطناعي؟ يوضح المؤلف في الفصل الثالث، الذي حمل العنوان أعلاه، أن عمل معظم الصحفيين عن بعد أثناء فترة وباء كورونا قد غيّر من المفهوم التقليدي لعبارة غرفة الأخبار، فهي لم تعد ذلك الفضاء الذي يضم إدارات التحرير والصحفيين ومدققي المعلومات واللغة، والفنيين وغيرهم. ويستشهد على ذلك التغيير بآراء كثيرين من الكتاب الذين دعوا إلى نسيان ذلك المفهوم القديم، مشددين على ضرورة إحداث تغييرات في هذا المفهوم إن أردنا للصحافة أن تتطور، ومن هؤلاء مورين دود كاتبة العمود في نيويورك تايمز. ويشدد على ضرورة أن يلعب الذكاء الاصطناعي دورا بارزا في إحداث تحولات داخل غرف الأخبار، ليس فقط ما يتعلق بالشكل المادي لها، وإنما في طريقة العمل وخاصة مجالات: الحصول على الأخبار، وعمليات التحرير، وعمليات عرض وتقديم الأخبار والموضوعات الصحفية الأخرى للجمهور. في الفصل الرابع، يركز المؤلف على موضوع تغيير نموذج العمل داخل المؤسسات الصحفية، ورغم أنه يشير إلى أن المؤسسات الصحفية كثيرا ما تقاوم أي تغييرات فيما يتصل بنماذج عملها، إلا أن ظهور الذكاء الاصطناعي بإمكانياته الواسعة يجعل التغيير عملا ضروريا. وفي هذا الخصوص يشير المؤلف إلى إمكانية الإفادة من تجربة تبني صناعة الإعلان للذكاء الاصطناعي. ويدعو إلى إعادة النظر في العلاقة غير المريحة بين صناعة الإعلان وصناعة الإعلام، التي توصلت إلى العديد من الطرق التي تجعلها تستفيد من الذكاء الاصطناعي وتضعه جزءا أصيلا في إستراتيجيتها الهادفة إلى الحصول على مداخيل جديدة. لقد ظل الصحفيون لسنوات طويلة ينظرون لصناعة الإعلان على أنها شر لابد منه، حيث الإفادة من الدعم المالي الذي يوفره هذا القطاع، بيد أنهم في الوقت ذاته يخشون أي نفوذ محتمل له على الجانب التحريري. الذكاء الاصطناعي وتحرير الأخبار السياسية في الفصل الخامس، ينقلنا المؤلف إلى الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية الأميركية للعام 2024، حيث أعرب العديد من الصحفيين والمؤسسات الصحفية عن قلقهم من التأثير السلبي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الحملات الانتخابية. وقد ازداد القلق بعد ظهور العديد من إعلانات الحملات الانتخابية، وتصريحات المرشحين التي يبدو أنها أُنتجت باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. ويشير إلى مؤسسة "إيه بي سي" (ABC) التي أعربت عن قلقها ومخاوفها ليس من إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج ونشر المعلومات المضللة، وإنما من إمكانية أن يصبح الصحفيون، ومن دون وعي، أدوات لإعادة نشر المعلومات المضللة ذاتها، خاصة في ظل عدم وجود قواعد وقوانين فدرالية تجرم أو تنظم استخدام المواد المنتجة عن طريق الذكاء الاصطناعي في الحملات الانتخابية الأميركية. ويتساءل المؤلف عن الحلول لما تمت الإشارة إليه من مشاكل، وكيف نتصدى لمشكلة إمكانية إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي في تغطية الأحداث السياسية دون التقليل من فوائد الذكاء الاصطناعي داخل غرف الأخبار. وقد أشار إلى أن معهد بروكينغز الأميركي يشدد على أن الحفاظ على نظام ديمقراطي شفاف لا يتعارض مع الذكاء الاصطناعي حين يستخدم لتحسين ذلك النظام، ويقترح المعهد الحلول التالية: تعزيز محو الأمية الإخبارية، والتشديد على ضرورة وجود صحافة مهنية قوية. التعاون بين شركات التكنولوجيا والمعاهد المتخصصة في الدراسات الإعلامية، باعتبار أن ذلك التعاون يمثل الخطوة الأولى نحو مكافحة الصور والخطابات السياسية الوهمية. بناء الثقة أفضل وسيلة لمحاربة الأخبار والمعلومات الزائفة، وهذا المجهود يقع على عاتق شركات التكنولوجيا التي يجب أن تستمر في اختراع الأدوات التي تسهل من عمليات اكتشاف المعلومات المضللة والأخبار الزائفة. ويختتم معهد بروكينغز بالإشارة إلى أن خطر إساءة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لا يستهدف الصحافة التي تعاني حاليا من فجوة ثقة مع الجمهور، وإنما الديمقراطية والحوكمة. الذكاء الاصطناعي والصحافة الاستقصائية يخصص المؤلف الفصل السادس للحديث عن دور الذكاء الاصطناعي واستخداماته في ترقية مجال الصحافة الاستقصائية، ويشير إلى أن هذا النوع من العمل الصحفي كان في الماضي يعتمد بشكل كبير على الاطلاع على ملفات ضخمة من الوثائق، سواء كانت ورقية أو عبر أجهزة الحاسوب، بحثا عما يمكن أن يعين في الخروج بمادة صحفية مهمة. ويوضح أن استخدام الذكاء الاصطناعي يفيد على نحو خاص في مجال الصحافة الاستقصائية لقدرته الفائقة على استخراج المعلومات المهمة من مجموعة من البيانات الضخمة، وتحديد المفيد منها الذي يمكن أن يساهم بدور كبير في الخروج بقصة استقصائية شديدة الأهمية. ويستشهد بتحقيقات أوراق بنما التي تمت فيها الاستعانة بأدوات الذكاء الاصطناعي بشكل جزئي، وهي التحقيقات التي أنجزت في إطار ما تعرف بالصحافة التكاملية، حيث شاركت فيها عدة مؤسسات إعلامية، وكانت مظهرا للتعاون الوثيق بين الإنسان والآلة، التي تمت الاستعانة بها لاستخراج الكنوز من بين 12 مليون وثيقة مالية وقانونية. ومن الأمثلة الحديثة التي يوردها المؤلف تغطية صحيفة نيويورك تايمز الأميركية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي اعتمدت فيها الصحيفة على الذكاء الاصطناعي بهدف تعزيز تغطيتها الشاملة لما يجري هناك. وبحسب المؤلف، استخدم صحفيو نيويورك تايمز أدوات الذكاء الاصطناعي لمتابعة صور الأقمار الاصطناعية التي كشفت عن وجود 200 حفرة ضخمة في المناطق المدنية ذات الكثافة السكانية العالية، والتي رجح خبراء أن تكون نتيجة لاستخدام الجيش الإسرائيلي لقنابل تزن 897 كيلوغراما. هذه المعلومات عن القنابل الضخمة ووزنها والأمكنة التي ألقيت عليها، لم تكشف عنها السلطات الإسرائيلية أو الأميركية، وإنما كشفتها التحليلات التي تمت بواسطة الذكاء الاصطناعي لمجموعات ضخمة من البيانات. ويؤكد المؤلف أن الذكاء الاصطناعي يسهم بجهد وافر في الصحافة الاستقصائية، ويعين على كشف ما ترغب السلطات في إبقائه طي الكتمان، وهو بهذا المنحى يسهم في كشف السرية عما يراد إخفاؤه، وفي مكافحة الفساد. كيف نستخدم الذكاء الاصطناعي في مواقع التواصل؟ في الفصل السابع، يتطرق مؤلف الكتاب إلى العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والسوشال ميديا، ويتناول كيفية الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى هذه المنصات. ومنذ ظهور منصات التواصل الاجتماعي، أصبح ترويج مواد المؤسسات الإعلامية عبرها جزءا أساسيا من عمل الصحفيين، يضاف إلى أعمالهم المتعارف عليها الأخرى. ومع شيوع الحديث عن الذكاء الاصطناعي وأدواته العجيبة، برزت العديد من النقاشات حول الطريقة التي يمكن بواسطتها الاستعانة بهذه التقنية الجديدة في إنشاء منشورات لوسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي تخفيف العبء على الصحفيين. وبينما أيد الكثير هذا التوجه، حث آخرون على ضرورة الانتباه لمسائل الدقة على وجه الخصوص حين الاستعانة بأدوات الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى الذي سينشر في وسائل التواصل الاجتماعي. ويقول المؤلف إن عام 2024 شهد ارتفاعا في عدد منشورات مواقع التواصل التي أنشئت بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي، مما خفف عبء العمل على كثير من الصحفيين. بالمقابل هناك بعض الصحفيين الذين يرون في ذاك التوجه جانبا سلبيا، ويشيرون إلى أن ثمة إمكانية لانتشار المعلومات المضللة والمنحازة من خلال محتوى منشورات وسائل التواصل المنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي. ويشدد مؤلف الكتاب على ضرورة وجود عناصر بشرية تشرف على محتوى وسائل التواصل المنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي لضمان أن يكون حقيقيا وملتزما بالجوانب الأخلاقية. الذكاء الاصطناعي.. هل ثمة ضرورة لحراسة البوابة؟ ثمة مخاوف كثيرة من الآثار السالبة لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الصحافة، وهي مخاوف تركز على أي خرق محتمل لأخلاقيات المهنة ينجم عن ذلك الاستخدام، خاصة عند إنتاج المحتوى الصحفي، سواء كان استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي كاملا أم جزئيا. ويشير المؤلف في الفصل الثامن إلى بعض الدراسات التي أجريت في شأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي مثل الدراسة التي أجراها مشروع "الذكاء الاصطناعي والصحافة" التابع لكلية لندن للاقتصاد عام 2023. ففي هذه الدراسة أعرب قرابة 60% من المستطلعين عن قلقهم من الآثار الأخلاقية السالبة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة. وأوضح المؤلف أن تلك الإجابات تعكس جانبا واضحا من عدم الثقة الذي يبديه العديد من الصحفيين في المحتوى الصحفي المنتج بمساعدة الآلة. ويشدد المؤلف على ضرورة أن تعيد المؤسسات الصحفية التفكير في موضوع الأخلاقيات الخاصة بممارسة المهنة، وأن تعيد كتابة أدلتها وموجهاتها التحريرية حتى تتضمن قواعد استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. ويشير إلى مجهود جمعية "صحفيون بلا حدود" الذي أسمته "ميثاق باريس للصحافة والذكاء الاصطناعي" ورأى النور في 2023، وهو الأول من نوعه في هذا المجال. ويحدد ميثاق "صحفيون بلا حدود" الأخلاقيات والمبادئ المهمة التي يجب أن تتبناها غرف الأخبار ووسائل الإعلام العالمية عند استعانتها بأدوات الذكاء الاصطناعي في أعمالها. والميثاق المشار إليه هو نتاج عمل شارك فيه نحو 32 من الخبراء والمختصين يمثلون 20 بلدا. كيف تستفيد المؤسسات الإعلامية من إمكانيات الذكاء الاصطناعي؟ ويختتم المؤلف كتابه بالفصل التاسع والأخير، ويبدو أنه تلخيص لما ذكره في الفصول الثمانية السابقة، ويعنونه بما يشبه السؤال: كيف تستفيد المؤسسات الإعلامية من إمكانيات الذكاء الاصطناعي؟ ويقول: لا أحد يمكنه تحديد الوجهة التي سيكون عليها مستقبل استخدام الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الإعلامية، ولكنْ ثمة إجماع على ضرورة ألا يدفع استخدام الذكاء الاصطناعي إلى التضحية بمفاهيم الدقة والحقيقة والمسؤولية وأخلاقيات المهنة. ويضيف أنه حتى مع كل هذه التطورات التكنولوجية التي عاشها ويعيشها المشهد الصحفي، فإن القيم الأساسية للصحافة ظلت صامدة، بل ازدهرت. ويورد المؤلف في هذا الفصل الأخير من كتابه بعض المقابلات التي أجراها مع خبراء وأساتذة جامعات درسوا الذكاء الاصطناعي ويدرسونه للطلاب في الجامعات والمعاهد المتخصصة، ومع صحفيين استخدموا أدوات الذكاء الاصطناعي في تغطياتهم، وآخرين يكتبون عنه لجمهور المؤسسات الإعلامية التي يعملون بها. وفي الختام أذكر أن كتاب توني سلفيا هذا جهد من بين جهود كثيرة تسعى لفهم الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على صناعة الإعلام، إذ إن تاريخ وسائل الاتصال والإعلام علّم البشرية أن تعطي لكل وسيلة جديدة وقتها الكافي لكي تستفيد من إمكانياتها وإيجابياتها، وتتدارك سلبياتها. ————————————————————————————– * عثمان كباشي: مشرف غرفة الأخبار بالجزيرة نت، ومدرب الصحافة الرقمية في معهد الجزيرة للأعلام.

باستخدام الذكاء الاصطناعي.. محتالون ينتحلون شخصية موظفي الحكومة الأميركية
باستخدام الذكاء الاصطناعي.. محتالون ينتحلون شخصية موظفي الحكومة الأميركية

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

باستخدام الذكاء الاصطناعي.. محتالون ينتحلون شخصية موظفي الحكومة الأميركية

أتاح الذكاء الاصطناعي للمحتالين طرقا أكثر ابتكارا مما سبق لخداع ضحاياهم، وبعد أن كان المحتال يحتاج لشراء معدات باهظة الثمن إذا أراد انتحال شخصية موظف حكومي أو تقليد صوته، الآن أصبح بإمكانه فعل ذلك عبر برامج رخيصة الثمن، بحسب تقرير لموقع "لايف هاكر". فوفق أحدث تحذير نشره مكتب التحقيقات الفدرالية الأميركي، فإن المحتالين بدؤوا في استخدام الرسائل الصوتية المولدة عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل انتحال شخصية موظفين بارزين في الحكومة الأميركية في محاولة منهم للوصول إلى بيانات وحسابات حساسة. استهدفت الحملة الخبيثة موظفين حاليين وسابقين في الحكومة الأميركية من مختلف المستويات، ورغم أن الهدف الرئيسي للحملة هو الاحتيال على المسؤولين الحكوميين عبر انتحال شخصية مسؤولين حكوميين آخرين، إلا أن احتمالية استهداف المدنيين ما تزال قائمة. كيف يتم الهجوم؟ يعتمد الهجوم بشكل رئيسي على خداع الضحية وإقناعه بأن من يحدثه هو شخصية بارزة في الحكومة الأميركية، وذلك عبر رسائل نصية أو صوتية مخادعة، وفي كلا الحالتين يكون الذكاء الاصطناعي المسؤول الأول عن توليد هذه الرسالة. تهدف الرسائل سواءً كانت نصية أو صوتية لكسر حاجز الثقة لدى الضحية وإقناعه بأن من يتحدث معه هو الشخص الحقيقي، بعد ذلك يتم توجيه الضحية لصفحة تسجيل دخول عبر بيانات الحسابات الحساسة أو تحميل تطبيق خبيث يتيح للمهاجم مراقبة هاتف الضحية. إعلان وفي بعض الأحيان، يستطيع المهاجم تزوير رقم الهاتف الذي يتم الإرسال منه، ليبدو كأنه رقم هاتف مألوف بالنسبة للضحية، كما يمكن للمهاجم استخدام هاتف الضحية للوصول إلى ضحايا أخرى مستقبلا. هل يمكن اكتشاف الهجوم؟ عملية اكتشاف هذا الهجوم ليست صعبة على الإطلاق، وهي لا تختلف كثيرا عن هجمات التصيد المعتادة، إذ كل ما تحتاج للقيام به هو التركيز لاكتشاف أي تناقض في الرسالة النصية أو الحديث المباشر معك، كما يجب أن تشك في أي شيء يتخطى المنطق، كأن تجد رئيس الولايات المتحدة يتواصل معك مباشرة. وفي النهاية، يجب التأكد من أي رابط يرد من أي شخص أو جهة اتصال في هاتفك، حتى وإن كان حقيقيا، فيجب عدم الدخول للمواقع المشبوهة خوفا من عمليات الاختراق المستمرة.

رئيس "إنفيديا" يتعاون مع شركة "هيومين" السعودية ويَعِد بذكاء اصطناعي فيزيائي يفهم قوانين الفيزياء
رئيس "إنفيديا" يتعاون مع شركة "هيومين" السعودية ويَعِد بذكاء اصطناعي فيزيائي يفهم قوانين الفيزياء

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

رئيس "إنفيديا" يتعاون مع شركة "هيومين" السعودية ويَعِد بذكاء اصطناعي فيزيائي يفهم قوانين الفيزياء

أعلن الرئيس التنفيذي لشركة " إنفيديا" جين سون هوانغ عن دخوله في شراكة مع شركة الذكاء الاصطناعي السعودية "هيومين" (Humain) والتي تهدف للاستفادة من خبرات "إنفيديا" ومنصاتها المتقدمة لتطوير قطاع الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية، وجعل السعودية مركزا عالميا في هذا المجال. خطة "إنفيديا" في السعودية تعمل شركة "هيومين" على استثمار ضخم لبناء مصانع متقدمة للذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية، بسعة متوقعة تصل إلى 500 ميغاوات، وستستخدم مئات الآلاف من وحدات معالجة الرسوميات المتطورة من شركة "إنفيديا" خلال السنوات الخمس المقبلة. في المرحلة الأولى، سيتم تشغيل حاسوب فائق القوة مكون من 18 ألف وحدة معالجة رسومات من نوع "جي بي 300 غريس بلاك ويل" (GB300 Grace Blackwell) مع شبكة الاتصالات عالية الأداء "إنفينيباد" (InfiniBand)، وستوفر مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي فائقة السعة بنية تحتية قوية وآمنة لتدريب نماذج ذكاء اصطناعي متطورة داخل المملكة، مما يساعد مختلف القطاعات محليا وعالميا على تسريع الابتكار والتحول الرقمي. رئيس "إنفيديا" يَعِد بالذكاء الاصطناعي الفيزيائي صرح هوانغ بأن شركة "هيومين" ستستخدم منصة "أومنيفيرس" (Omniverse) كنظام مشترك، والهدف من ذلك هو تسريع استخدام نوع جديد من الذكاء الاصطناعي يُعرف باسم "الذكاء الاصطناعي الفيزيائي"، وهو نوع يُستخدم في التعامل مع العالم الواقعي، وليس فقط البيانات أو الصور. وبحسب هوانغ، فإن هذه التقنية ستُمكن قطاعات مثل التصنيع والخدمات اللوجيستية والطاقة من بناء ما سماه "توأم رقمي" (DigitalTwin) لمنشآتها، مما يزيد من الكفاءة والسلامة والاستدامة، ويُسرع من تحقيق رؤية السعودية للتحول إلى الثورة الصناعية الرابعة، حسب وصفه. وأثناء زيارته إلى السعودية، ذكر هوانغ مراحل تطور الذكاء الاصطناعي حيث قال "قبل 12 سنة بدأنا بتطوير الذكاء الاصطناعي وأول ما توصلنا إليه كان الذكاء الاصطناعي الإدراكي، والذي يمكنه التعرف على القطط والكلمات والأصوات، ثم انتقلنا إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي حيث يمكنك كتابة بعض الكلمات وتوليد نصوص وصور وغيرها"، وأضاف "الثورة الصناعية الثالثة والتي نحن فيها الآن، توفر الذكاء الاصطناعي العام والذي يمكنه أن يعقل الأمور، وهو روبوت رقمي داخل حاسوب قادر على استخدام الأدوات وحل المشكلات". وتابع هوانغ قائلا: "التقنية القادمة التي نعمل عليها الآن هي الذكاء الاصطناعي الفيزيائي، والذي يفهم قوانين الفيزياء ويفهم الأدوار والقواعد الفيزيائية، مثلا هو يفهم أنه إذا أسقط زجاجة فإنها ستقع، فهو قادر على فهم الجاذبية والأثر والنتيجة، وسيكون قادرا على فهم كل المعلومات التي نعيها نحن كبشر عن العالم المادي". وأضاف "هذا الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى جميع التقنيات المتطورة سيتم تجسيدها في شكل مادي، وهذا الشكل المادي هو (الروبوتات)، فعصر الذكاء الاصطناعي يمضي بشكل سريع جدا، ونحن الآن في عصر الذكاء الاصطناعي الوسيطي، وعصر الذكاء الاصطناعي الفيزيائي والروبوتات سيكون قريبا جدا". دور السعودية في تطور الذكاء الاصطناعي في إطار دعم تحول المملكة نحو الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة "هيومين" بالتعاون مع شركة "إنفيديا" عن مبادرة كبرى لتدريب آلاف السعوديين والمطورين، وتزويدهم بالمهارات العملية في مجالات الذكاء الاصطناعي مثل المحاكاة والروبوتات والتوأم الرقمي "ديجيتال توين". وتهدف هذه الخطوة إلى بناء منظومة وطنية قوية للذكاء الاصطناعي، تتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 في تنويع الاقتصاد وتعزيز القيادة الرقمية. وقال هوانغ: "الذكاء الاصطناعي هو بنية تحتية أساسية لكل دولة، تماما كالكهرباء والإنترنت، ومن خلال شراكتنا مع (هيومين) سنبني بنية تحتية ذكية تُمكّن الناس والشركات في السعودية من تحقيق رؤيتها الطموحة". ومن جهته، قال وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي المهندس عبد الله السواحه: "نشكر (إنفيديا) على شراكتها الإستراتيجية، وهذا التعاون يُعد نقطة تحول نحو إنشاء مصانع الذكاء الاصطناعي المستقبلية، وتوفير قدرات حوسبة ضخمة وإطلاق عصر جديد من الذكاء الاصطناعي المادي القادم"، وأضاف "هذا يُمهّد الطريق لثورة صناعية جديدة قائمة على بنية تحتية متطورة ومواهب وطموح عالمي، وهكذا تواصل المملكة العربية السعودية ريادتها كشريك مُفضّل في رسم مستقبل الذكاء الاصطناعي". ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة "هيومين" طارق أمين: "شراكتنا مع (إنفيديا) تمثل خطوة جريئة لتحقيق طموحات المملكة في الريادة بمجال الذكاء الاصطناعي. معا، سنبني قدرات بشرية وتقنية تُمكن مجتمعا عالميا من التقدم في عالم تقوده التكنولوجيا الذكية ويقوده الإنسان".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store