
'ما أشد إعجابي': هكذا تحدث طه حسين عن أدب مولود معمري
منوعات
ويكيبيديا
مولود معمري
تمر اليوم السبت، 28 ديسمبر، سبع سنوات بعد المئة على ميلاد الكاتب والأكاديمي مولود معمري بقرية تاوريرت ميمون بتيزي-وزو، والذي يعد من بين أبرز الأسماء الأدبية التي أنجبتها الجزائر والتي عرفت وإضافة لبروزها في مجال الأدب، بمناهضتها للاستعمار.
بعد قراءة الأديب والناقد المصري طه حسين (1889 – 1973) لإحدى أعمال معمري أشاد بالرواية قائلا: 'ما أشد إعجابي بهذا الكتاب'!
ولم يكن طه حسين بناقد عادي، وهو الذي يلقب بعميد الأدب العربي، ورُشِّح لجائزة نوبل في الأدب 21 مرة، وحصل على عدة شهادات دكتوراه فخرية، منها من جامعة الجزائر عام 1964.
الباحث اللغوي والروائي مولود معمري (1917-1988)، من جهته، عمل أستاذا بجامعة الجزائر، وكان أول رئيس لاتحاد الكُتّاب الجزائريين، كما ترأس المركز الوطني للأبحاث الأنثروبولوجية ودراسات ما قبل التاريخ بين 1969 و1980، حيث أصدر مجلة علمية متخصصة بعنوان ' ليبيكا '.
وحصل على جوائز عديدة تكريما لأعماله الروائية والأكاديمية التي نالت التقدير، بما في ذلك شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة 'السوربون' بفرنسا.
ترك معمري أعمالا أدبية عدة مكتوبة بالفرنسية في مجالات الرواية، القصة القصيرة، والمسرح، وصف فيها حياة الجزائريين ومعاناتهم تحت وطأة الاستعمار الفرنسي الذي سلبهم حريتهم وأراضيهم.
وهو الاستعمار الذي ندد به أيضا عبر المقالات الصحفية التي كان ينشرها أو التقارير التي أعدها وأرسلتها جبهة التحرير الوطني إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ترجم مولود معمري أشعار سي موحند أومحند للفرنسية، وجمع تراث أهليل القورارة الذي صنفته اليونيسكو عام 2008 تراثا عالميا ، ونشر رواية 'الأفيون والعصا' عام 1965، التي حُوِّلت إلى فيلم سينمائي بنفس العنوان واقتبست منها العبارة الشهيرة والتي يرددها الجزائريون بفخر: 'عليّ موت واقف'.
كما نشر رواية 'الربوة المنسية' عام 1952، التي تتحدث عن الحياة في قرية جبلية تُدعى 'تاسغا' في منطقة القبائل خلال الحرب العالمية الثانية، وهي الرواية التي حُوِّلت لاحقا إلى أول فيلم سينمائي باللغة الأمازيغية.
تناول طه حسين رواية 'الربوة المنسية' للكاتب مولود معمري في كتابه ' نقد وإصلاح '، حيث استعرض فيه أعمالا أدبية متنوعة وهو الذي يتكلم الفرنسية واللاتينية والانجليزية والكورية.
عزلة
استهل طه حسين حديثه عن الرواية قائلا: 'صاحب هذا الكتاب أخ لنا من أهل الجزائر لا أعرفه، ولا أكاد أحقق اسمه الذي يحمله كتابه هذا مكتوبا باللغة الفرنسية.'
ليصف جغرافية الربوة المحاطة بجبال شاهقة، مشيرا إلى ممارسات سكانها الدينية التي تمزج بين الإسلام والتقديس المفرط للأولياء، مما اقترب من الوثنية.
وأضاف أن سكان الربوة قليلو الصلة بغيرهم من الناس، وساكنتها 'تكاد تعيش في عزلة لولا أن ضرورة الحياة تفرض عليها الشعور بأنها تخضع لسلطان بعيد مختلط، هو سلطان الحكومة التي تأتلف من الفرنسيين الذين يسودون ويدبِّرون الأمر، ومن القادة المواطنين الذين يتوسَّطون بين هؤلاء السادة ورعاياهم وساطة فيها كثير من الاستعلاء، وفيها كثير من الفساد أيضًا.'
ويلحظ أن أمور ساكني الربوة تجري 'في شيء من الطمأنينة الغريبة التي يمازجها كثير من الخوف، وكثير من الحب والبغض؛ فهم يخافون الأولياء والقادة جميعا، ولكنهم يحبون الأولياء ويبغضون القادة، وهم يذعنون للفرنسيين كما يذعن الإنسان للقضاء المحتوم الذي لا حيلة له فيه، لا يعرفون كيف جاءوا إليهم، ولا يعرفون كيف يخلصون منهم، فهم راضون لأنهم لا يملكون إلا الرضى.'
حرمان
طه حسين يقول إن 'هذه هي البيئة التي نشأ فيها الكاتب، والتي صوَّرها في كتابه أجمل تصوير وأروعه، وهو يكتب باللغة الفرنسية، وكتابه رائع أشد الروعة وأقصاها بحيث يمكن أن يُعَدَّ من خير ما أُخرج في الأدب الفرنسي أثناء هذه الأعوام الأخيرة، وإنْ كنتُ لا أعرف أنه ظفر بجائزة من هذه الجوائز الكثيرة التي تُمنَح في فرنسا لكتب لا ترقى إلى منزلة هذا الكتاب روعة وجمالا.'
بعد حديثه عن مولود معمري، يقول عميد الأدب العربي: 'إن مما يؤلم حقّا أن يصدر مثل هذا الكتاب الرائع الممتاز في بلد كالجزائر، للعربية فيه المنزلة الأولى بالقياس إلى أهله، ولكني لم أتلقَّ من هذا البلد كتابا بلغة أهله يقارب هذا الكتاب جودة وإتقانا وامتيازا.'
ثم يعود الناقد إلى الكتاب ويصفه بأنه 'دراسة اجتماعية عميقة دقيقة مفصَّلة مستقصاة تصوِّر أهل هذه الربوة في عزلتهم تلك، وقد فرغوا لأنفسهم واعتمدوا عليها، فلم يكادوا يذكرون أحدًا غيرهم من الناس، وهم يجهلون ما وراء الجبال التي تقوم دونهم، لا يعرفونهم إلا حين يضطرون إلى ذلك اضطرارًا، وما أقل ما يضطرون إليه.'
ويصف النظام الاقتصادي القائم في هذه الربوة، حيث 'جماعة من الأغنياء يملكون الأرض أو أكثرها، وآخرون من الفقراء يعملون لهم في هذه الأرض ويرعون لهم قطعانهم، وأولئك وهؤلاء إخوة متحابون ليس فيهم تسلُّط ولا كبرياء، وإنما هو التعاون الرفيق في ظل هذا العُرْف المقرَّر الذي قسم بينهم حظوظهم قسمة جرى بها القضاء كما يجري بكثير من الأشياء.'
استعمار
في وسط هذا الهدوء وهذه العزلة التي يعيشها سكان الربوة تأتي الحرب العالمية لتؤرق حياة هؤلاء، شبابا كانوا مرغمين على المشاركة في الحرب وأهوالها، أو آباء وأمهات يودِّعون فلذات أكبادهم الذين قذف بهم الاستعمار وراء البحر للمشاركة في حرب لا تعنيهم، و'هؤلاء الآباء والأمهات لا يجهرون بشيء من هذا، وإنما يجمجمون به ويرددونه في ضمائرهم ترديدا ملحّا أليما، وهم على ذلك يتجلدون تجمُّلا وتكرما فيما بينهم، ويتجلدون حبّا لأبنائهم ورعاية لهم، كذلك يكظمون الغيظ ويحبسون العبرات، حتى إذا خلوا إلى أنفسهم ساعة من نهار أو ليل أرسلوها على سجاياها.'
ويشير طه حسين: 'هذه هي الصورة الاجتماعية التي يصوِّرها لنا الكاتب في كتابه، وقد أوجزتها إيجازا شديدا وتركت خير ما فيها مما يسخط ويرضي، ومما يحزن ويسر، فإني لا أفصل الكتاب وإنما ألخصه وأترك لمن شاء واستطاع من القراء أن يقرأه كاملا.'
إضافة لوصفه للرواية على أنها 'دراسة اجتماعية'، يضيف طه حسين أن فيها 'خصلة أخرى رائعة أشد الروعة، وهي هذه التي تتصل بحياة جماعة من الفتيان، فيما بينهم من جهة، وفيما بينهم وبين أنفسهم من جهة أخرى، وهم فتية تختلف حظوظهم من الغنى والفقر، ولكنهم على ذلك متقاربون أشد التقارب تجمع بينهم قبيلتهم، وتجمع بينهم سنهم، ويجمع بينهم اشتراكهم في جد الشباب ولعبه.'
شارك المقال
الجزائر
فرنسا
مصر
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

جزايرس
منذ 5 أيام
- جزايرس
الاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي وتجديد سبل السياحة الثقافية
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. محمد بلحي: توفير مونوغراما في كل منطقة من بلدناأكد الأستاذ بلحي ضرورة توفر إرادة سياسية لحماية تراثنا بشكل فعلي، مشيرا إلى أهمية إشراك الحركة الجمعوية خاصة مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق هذا الهدف، إذ أن هناك مؤثرين يقومون بعمل ممتاز بشرط أن يعملوا في جوّ من حرية التعبير والإبداع. تابع بلحي قائلا إن اشراك الحركة الجمعوية في حماية التراث يعني أيضا وجود نواة في كل منطقة من مناطق الجزائر تحمي التراث المحلي، المادي منه وغير المادي، وهو ما لا نجده اليوم، حتى البطاقات التعريفية الخاصة بكل منطقة لا تضم معلومات تخصها، بيد يجب أن يجد كل مواطن معلومات تعنى بالمكان الذي يقطن فيه. لهذا يجب أن تبذل وزارة الثقافة والفنون جهودا لصالح هؤلاء المؤثرين الذين يخدمون التراث والتنسيق مع وزارات أخرى في هذا الشأن مثل وزراتي السياحة والخارجية، هذه الأخيرة التي يمكن أن تخدم التراث من خلال المراكز الثقافية في الخارج، أي استعمال القوة الناعمة -يضيف بلحي- كما يجب الاستثمار في الثقافة وتنظيم نشاطات تخص التراث في الجزائر العميقة وبرمجة ورشات رقمية يشارك فيها المواطنون من كل المناطق. ودعا صاحب كتاب "بسكرة مرآة الصحراء" إلى قبول كل تراثنا وعدم إقصاء أي جزء منه، وإلا لتعرض تراثنا للسرقة ومحاولة الاستحواذ عليه من طرف الغير، مثلما حدث معنا حول فن الراي، مؤكدا ضرورة تقبل كل تراثنا بدون تفرقة، فلا يمكن تحديد تاريخ الجزائري عند الفتح الإسلامي لها أو القول بأن تاريخ الجزائر يبدأ من فترة حكم ماسينيسا وبالتالي تثمين حكم بطل بربري وإقصاء حكم عبد المومن المؤسس الفعلي لدولة الموحدين لأنه مسلم، معتبرا أن تفضيل شخص على آخر ممنوع، حتى لا يكون تراثنا كزربية بها ثقوب. وقدم بلحي مثالا عن ساحة بمكسيكو اسمها "ساحة الثقافات الثلاث" التي تصر على وجود ثقافات متنوعة لأن المكسيك تقبل تاريخه ولم يقص أي مرحلة منه.وطالب بلحي من وزارة التربية وحتى المدارس الخاصة، الاهتمام الكبير بالتراث وتنظيم زيارات للمتاحف، فالطفل حينما يكبر على حب التراث والتعرف عليه سيحافظ عليه حينما يكبر. كما تحسر على قلة الاهتمام بالتراث في مناطق جزائرية مثل وجود لافتة أكلها الصدأ حول مغارة بني عاد بتلمسان، ليعود ويؤكد ضرورة تثمين كل منطقة لتراثها، مثل وضع بورتريهات في المناطق تعرف بثوارها ليقول: "لا يجب أن يبقى التراث حبيس المتاحف بل أن يعرّف بكل منطقة ينتمي إليها". وتوقف بلحي مطولا عند حاجة كل منطقة لدراسة مونوغرافية مثلما فعل الاحتلال الفرنسي حينما استعمر الجزائر فقد حاول فهم طبيعة الشعب الجزائري والتعرف على خصائص أرضه، نباته وحيواناته من خلال اعتماده على مونوغرافيا (بحث تفصيلي لموضوع واحد ضيق النطاق يدرس من كافة جوانبه دون إهمال أي عنصر من عناصره)، مضيفا أنه أورد فقرة تخص ثورة زعاطشة بموقع ويكيبيديا الذي وضع ثوار الزعاطشة والمستعمر الفرنسي في نفس الخانة، ليتم سحب الفقرة بعد أيام، دليل على تحكم أطراف معينة في هذا الموقع. وقال بلحي إن الجزائر بحاجة إلى بنك معلومات وإلى موسوعة تضم كل المجالات، مشيرا أن الاحتلال الفرنسي حينما استعمر الجزائر ثمّن فترة الحكم الروماني، ليقص حادثة كان شاهدا عليها تمثلت في إيجاد آثار فترة الفاندال في سريانة خلال حفر أرض لبناء عمارات في سنوات الثمانينات وكيف أن رئيس البلدية لم يهتم بها لأنها لا تعود الى الفترة الاسلامية. واعتبر بلحي أن هذه الممارسة هي نفس ممارسة الاستعمار الفرنسي بالجزائر، ليعود ويطالب بضرورة تقبل تراثنا بكل أصنافه ومراحله، وحمايته من كل سرقة، فقد تعرضت العراق في أولى أيام الاحتلال الى الهجوم الأمريكي على وزارة النفط وعلى المتحف مثل ما فعل الجيش السري الفرنسي في الجزائر حينما أحرق مكتبة جامعة الجزائر، ومثلما حدث مع حرق المكتبة التاشفينية بتلمسان عام 1847 والتي كانت تضاهي المكتبات العربية الكبرى.وأشار بلحي الى عراقة تراثنا الذي يجب على الدولة حمايته بإدماج الجميع في هذه المهمة، نخبا وشعبا، وتحسيس الجمهور به وبالاعلام ايضا وتنظيم دورات تكوينية للمختصين فيه، وكذا تغيير استعمالنا لبعض المصطلحات التي نستعملها في حياتنا اليومية فلا نقول هذا صالون مغربي وهذه حلويات مشرقية.ياسمينة سلاّم: ضرورة تسجيل التراث أولا على المستوى المحليتحدثت الكاتبة والمختصة في الطبخ ياسمينة سلام، عن أهمية الاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي لخدمة التراث على المستوى المحلي، خاصة أن شبابنا متعطش لمعرفة تراثنا والتعريف به، لهذا طالبت أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي سفيرة لتراثنا، لكن بشرط تناول مواضيعه بشكل مبسط وسهل للقراءة وأن تكون المعلومات صحيحة طبعا. أضافت ياسمين أن التراث عالمي لأن الإنسان منذ العصر الحجري القديم كان يتنقل من منطقة الى أخرى بدون حدود وينقل معه معارفه، لهذا فمن الأجدى عدم السؤال عن أصل موروث ما، بل كيفية التعامل معه والحفاظ عليه ومنعه من الزوال والتعريف به في العالم، مثل حلوى "التشاراك" التي نقول عنها إنها حلوى جزائرية وهي كذلك، لكن تسميتها وحتى أصلها غير ذلك، بيد أنه حدث تحولا في وصفتها بفعل أنامل جزائرية، وكذا "الشدة" التلمسانية التي هي جزائرية لكن هناك ألبسة من دول أخرى تشبهها، دليل على استلهام شعوب من شعوب أخرى، في حين قدمت الجزائر الكثير للكسكس وهي التي أوصلته الى العالمية، تضيف ياسمينة. ونوّهت ياسمينة صاحبة كتابي "ذاكرة الطبخ في الجزائر" و"الكسكس.. جذور وألوان الجزائر" بأهمية تسجيل التراث الجزائري في اليونسكو لكن من الضروري جدا أن يتم تسجيله أولا في التراث الوطني، لتقوم بطلب تسجيل عدة تحضيرات جزائرية محضة لا توجد في أي منطقة أخرى خارج بلدنا وهذا على مستوى وزارة الفلاحة مثل مشروب تكراويت في الجنوب. وفي هذا السياق، اعتبرت ياسمينة أن هدف اليونسكو من تسجيل التراث غير المادي هو التوحيد بين الشعوب لهذا فحينما يتم تسجيل تراثا ما لا يعنى فقط بعنصر واحد، بل بعدة عناصر مثل تسجيل الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير الذي يضم عدة عناصر من بينها عنصر القفطان.أحمد قريق حسين: أهمية إحياء السياحة الداخلية قال دكتور علم الفلك المهتم بتاريخ العلوم والتراث، أحمد قريق احسن، إن مهمة حفظ التراث تتفرع إلى عدة نقاط مثل تحديد مسار معين لزيارة منطقة قديمة مثل زيارة نافورات القصبة تحديدا أو مساجد مدينة عتيقة، مشيرا إلى أهمية الاستفادة من تجارب دول عرّفت بنجاح سياحتها مثل اسبانيا وايطاليا واليونان والتخطيط لسياحة مدروسة، علاوة على مرافقة هذه السياحة بإنتاج أدبي ومؤلفات تاريخية. بالمناسبة، قدم أحمد مثالا بقصر الحمراء بإسبانيا وهو معلم تم ترميمه ويزوره سياح كثر ، وقد تم مثلا تخصيص سياحة حول الماء الموجود بالحمراء فيشتري السائح كتابا حول هذا الموضوع بموقع القصر ويزور منابع الماء والآبار والنافورات ونفس الشيء بالنسبة للنباتات القديمة التي تم القيام ببحث أثري حولها وغيرها من المواضيع التي يهتم بها السياح، أي تم الاعتماد على المخطوطات والبحوث حتى تكون السياحة أيضا تاريخية وثقافية.هذا عن المعالم الأثرية التي دعا قريق الى الاهتمام بها والى استخراج معالمها المدفونة، أما التراث غير المادي ، فقد طالب أحمد بتشييد متاحف مثل متحف خاص بالكسكسي بكل تنوعاته وآخر خاص بصناعة الخبز وإنشاء ورشات تعلم طرق صناعة هذين الغذائين وغيرهما وتقصي الوصفات القديمة لصنع الأغذية وتقديمها بشكل متنوع وجديد حتى تكون هناك حركية في السياحة الثقافية.كما تحدث قريق أيضا عن أهمية احياء السياحة الداخلية ليقدم مثال بتنظيم زيارات لزوايا خاصة في الأماكن التي لا توجد فيها فنادق، فمثلا يذهب رب عائلة رفقة أطفاله الى زاوية ويعيش وفق عادات المقيمين بها مثل الاستيقاظ باكرا وقراءة القرآن في لوحة وهي عادات وتقاليد محلية لا يجب أن تندثر، مشيرا إلى ان هناك دولا تستفيد ماديا من السياحة الدينية بشكل كبير. وقدم قريق مثالا آخر حول إمكانية برمجة جولة سياحية لتتبع مسار الأمير عبد القادر الذي يعد من أعظم الشخصيات في القرن التاسع عشر، حيث يمكن تتبع مسار الأمير في كل منطقة زارها وحتى في المدن الخمس التي أسسها، مضيفا أنه لا يمكن لأي مؤرخ الحديث عن القرن التاسع عشر بدون التطرق الى الأمير عبد القادر ولا أن يتناول تاريخ القرن العشرين من دون تناول الثورة التحريرية الجزائرية ولا أن يتحدث عن كفاح النساء ويتجاهل مقاومة لالة فاطمة نسومر ولالة زينب من زاوية الهامل، ليطالب بضرورة أن لا تبقى ثقافتنا حبيسة الكتب بل أن تحيا وتتجدد كل يوم.

جزايرس
١٦-٠٥-٢٠٢٥
- جزايرس
فلسطين في الشعر العربي والعالمي" محور ندوة أدبية بالجزائر العاصمة
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. وخلال هذه الندوة التي نظمتها حركة الشعر الجزائرية, بالتعاون مع المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية لولاية الجزائر وحركة الشعر العالمية, بمناسبة إحياء الذكرى ال77 للنكبة الفلسطينية, أكد منسق حركة الشعر العالمية في الجزائر, فني عاشور, أن "طوفان الأقصى وما تبعه من حصار وإبادة في حق الشعب الفلسطيني فرض توجها أدبيا تفاعل معه جمهور الكتاب والقراء", مشيرا الى أن الجزائر سجلت في هذه الفترة "العديد من الاصدارات الشعرية والنثرية بمضامين مساندة وصريحة لنصرة الفلسطينيين في تحديهم للكيان الصهيوني". وأوضح بهذا الخصوص أن الشعر, باعتباره حاملا لرؤى وأفكار معينة, باستطاعته "الوصول الى أعداد كبيرة من الناس, خاصة إذا كان مبنيا على موقف إنساني مثلما هو الحال بالنسبة لمعاناة الفلسطينيين في مواجهتهم للعدوان الصهيوني, حينها يصبح للشعر --كما قال-- "أفقا أوسع ويتحول إلى سلاح قوي مقنع". من جهته, استعرض الشاعر الفلسطيني, حسين أبو النجا, التجارب الشعرية التي تناولت المقاومة في غزة ومن خلالها القضية الفلسطينية, قائلا أنه منذ بداية حصار غزة, "استنكر شعراء من أوروبا والهند وغيرها الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني والظلم البشري الذي تصنعه طائرات العدو".وأضاف أن القصائد التي كتبها هؤلاء الشعراء الأجانب "تميزت بشجاعة أصحابها والتزامهم بنقل دوي القنابل واستحضار رائحة الموت والنظر الى الواقع المؤلم دون التهرب منه وشعروا بالمذابح وتابعوا عن كثب ما يجري هناك عن طريق كلمات مسؤولة وصادقة". بدوره, استعرض الأستاذ ناصر باكرية, من جامعة الجزائر 2, العوالم الشعرية لديوان الشاعر الجزائري حميد بوحبيب بعنوان "لغزة والياسمين" الذي يضم 40 نصاويفتح "نوافذ على الوجع الفلسطيني", فكانت كلماته عبارة عن "بيان ميداني في حضرة القهر". وتطرق الأستاذ باكرية الى "بلاغة اللغة التي كتبت بها تلك النصوص, والتي تعكس بدورها بلاغة المأساة وتنتصر لشظايا يوميات الفلسطينيين الذين أصبحوا حديث أخبار الشاشات والمواقع". وتأتي هذه الندوة --حسب المنظمين-- في سياق المبادرة الدولية التي أطلقتها حركة الشعر العالمية في أزيد من 100 بلد عبر مختلف قارات العالم, تخليدا لهذا اليوم الذي "فرضته السرديات الاستعمارية كيوم لتأسيس الكيان الصهيوني وتحويله إلى يوم عالمي لتذكير العالم بنكبة الشعب الفلسطيني وكشف زيف الروايات المهيمنة".


إيطاليا تلغراف
٠٧-٠٤-٢٠٢٥
- إيطاليا تلغراف
جديد "نوفل": "أغالب مجرى النهر" للكاتب الجزائري سعيد خطيبي
إيطاليا تلغراف صدرت حديثاً عن دار نوفل – هاشيت أنطوان رواية 'أغالب مجرى النهر' للكاتب الجزائري سعيد خطيبي. وفيها يصوّر الكاتب، على نحو أخّاذ، أناسًا انتهتْ بهم الحياة أسرى أقدارهم. 'أغالب مجرى النهر'، رواية تصوّر ببراعة الانتظار المحموم للمنتظرين، الذين آثروا مقاومة اليقين بالشك، متشبثين بحقهم في الأمل. هي رواية الخاصّ والعامّ، ورواية اغتراب الذوات داخل أزماتها، كمثل من يقاوم مجرى النهر. تنطلق رواية 'أغالب مجرى النهر'، التي تقع في 288 صفحة، من رغبة في القتل، وتنتهي برغبة في العيش. تبدأ من الموت وتصل إلى الحياة. شخصياتها تحكي عن عالم يتداعى، وتواجه كآبتها بالسخرية. وجاء في نبذة الناشر: في هذه الرواية، مشرحة، عيادة، وغرفة تحقيق تُستجوَب فيها امرأةٌ متّهمةٌ بمقتل زوجها. في الطرف الآخر من المدينة، مناضلون قدامى يرجون رفع تهمة العمالة التي لُفّقَت لهم. حدثان مختلفان تتكشّف العلاقة بينهما مع تقدّم الرواية، التي تؤرّخ لنصف قرنٍ من تاريخ الجزائر، من الحرب العالميّة الثانية حتّى مطلع التسعينيّات، مرورًا بحرب التحرير وما تلاها. وتكشف اللثام عن أزماتٍ اجتماعيّةٍ مسكوتٍ عنها مثل: الشروخ بين الأجيال، الهوّة بين الآباء والأبناء، الزيجات الفاشلة والهرب منها إلى العلاقات السرّيّة، الأمومة ومشقّاتها، التبرّع بالأعضاء البشريّة والاتجار بها… في هذه الرواية أناس من مدينة نائية في الأطراف متسلّحون بالأمل، معلّقة أقدارهم بشخص آتٍ إليهم من عاصمة البلاد. «تسير حبكة الرواية سيرًا تصاعديًّا لا يملك معه المتلقّي سوى مواصلة القراءة« بهاء بن نوّار – كرّاس الثقافة (الجزائر) سعيد خطيبي – كاتب جزائري (مواليد بوسعادة، 1984)، حاصل على ماجستير في الدراسات الثقافيّة من جامعة السوربون، وليسانس في الأدب الفرنسي من جامعة الجزائر. صدرتْ له خمس روايات آخرها «نهاية الصحراء» (نوفل، 2022) التي حازت جائزة الشيخ زايد للكتاب (دورة 2023). تُرجمتْ رواياته إلى سبع لغات.