
كاتب وثائقي "يا غايب" جورج هزيم لـ"النهار": فضل شاكر أمضى حياته باحثاً عن الانتماء
"إنّها قصّة إنسان وفنان، ليست محصورة بحدث واحد في حياته، وإن كان ذلك الحدث كبيراً بما يكفي ليغيّر مجرى حياته بالكامل". بهذه الكلمات، وصف كاتب الوثائقي جورج هزيم، العمل الوثائقي الذي حمل عنوان "يا غايب"، والذي يُرتقب عرضه خلال أيام قليلة، ليكشف الستار عن قصص شخصية ونفسية من حياة الفنان فضل شاكر وعائلته تُروى للمرة الأولى أمام الجمهور.
الدراما الوثائقية، التي صُوّرت في تركيا ويُنتظر عرضها في 20 نيسان/أبريل عبر منصة "شاهد" الرقمية بالتعاون مع مجموعة "أم بي سي"، تشكّل مطاردة صحافية للسؤال "الصحيح" في ماضي فضل شاكر منذ طفولته، مروراً بمسيرته الفنية، وصولاً إلى اعتزاله الفن بعد معركة عبرا في جنوب لبنان. هي محاولة لفهم ما جرى، من خلال الغوص في قصته التي يرويها على لسانه، وإجراء لقاءات مع أفراد عائلته، بهدف كشف النقاب عن الرجل، والأب، والفنان الذي يقف خلف الجدل الدائر منذ سنوات.
وفي حديث خاص لـ "النهار"، كشف الكاتب اللبناني ما ينتظر الجمهور في الدراما الوثائقية المرتقبة، قائلاً: "يتميّز العمل ببنية سردية مختلفة لا تتبع ترتيباً زمنياً محدداً. وقد اتُخذ هذا القرار الإبداعي لأنه يعكس بشكل أوضح الحالة النفسية لشاكر، كما أن في حياته الكثير من التكرار والتشابه، إلى جانب تفاصيل تظهر في كل مرة بصورة مختلفة".
"فضل أمضى حياته كلها في بحثٍ دائم عن مكان ينتمي إليه، وهذا يتجلّى في طفولته، وفي مسيرته الفنية، وفي علاقته بعائلته، وصولاً إلى التحاقه بجماعة الأسير"، بحسب هزيم.
"كيف يمكن أن يتحوّل نجم البوب و"ملك الرومانسية" إلى شخص راديكالي؟"
يطرح هزيم أسئلة سعى فريق العمل إلى البحث عن إجابات لها منذ اللحظة الأولى لبدء العمل على هذا الوثائقي، وهي، بحسب قوله، أسئلة راودت أذهان كثيرين. لعل أبرزها: "كيف يمكن أن يتحول نجم البوب و"ملك الرومانسية" إلى شخص راديكالي ومتطرف؟ وما الذي يدفع الإنسان، الأب، والفنان، إلى أن يتجرد من كل ما يعرفه ليصبح بهذا الشكل المتطرف في فكره؟".
ثم يقول هزيم: "تستند الدراما إلى كلمات فضل شاكر، فهو من روى لنا القصة، وكذلك فعلت عائلته. فنحن لا نتناول شخصية شاكر فقط، بل أيضاً ما جرى داخل عائلته الصغيرة، كالأم والأولاد، وهم أشخاص التقيناهم وتحدثنا إليهم، ونعرض وجهة نظرهم". ويؤكد أن هذا المشروع واجه عقبات حتى قبل بدء تصويره.
"تفاصيل قد يراها البعض مفاجآت"
وعن اعتزال شاكر بعد معركة عبرا، قال كاتب الوثائقي: "ما اكتشفناه هو أن الإعلام أدى دوراً كبيراً في تلك الفترة. ففي عام 2013، لم تكن هناك مواقع تواصل اجتماعي، ومع وقوع معركة عبرا، صدّق الناس ما قيل حينها، بأن فضل شاكر هو من قاتل عناصر الجيش اللبناني".
وتابع: "رغم أن توثيقاً واسعاً ظهر لاحقاً، وفي عام 2018 تمت تبرئته من هذه التهمة، استمرّ الناس بتصديق الكذبة الأولى والبروباغندا التي انتشرت وقتها، خصوصاً من خلال فيديوهات جرى التلاعب بتاريخها".
وأضاف هزيم: "رغم المقابلات الطويلة التي أجريت معه لاحقاً، لم يُسلّط الضوء بما يكفي على تلك المرحلة أو على براءته التي صدرت عن المحكمة. هذه التفاصيل التي قد يراها البعض مفاجآت، هي في الواقع قصص لم تروَ من قبل، إلى جانب جوانب شخصية ونفسية من حياة فضل وعائلته تُعرض للمرة الأولى".
حلقة إضافية لمن يسعى إلى الحقائق بعيداً عن الطرح الدرامي
وعمّا إن كان هدف الوثائقي محاولة لتقديم رواية جديدة عن شاكر، قال هزيم: "لا أحب القول إننا نعيد رسم صورة فضل شاكر في نظر الجمهور، لأنني أعتقد أن الجمهور يمتلك نظرة نقدية. كل ما فعلناه هو أننا جئنا وقدّمنا القصة كاملة متكاملة، بوثائقي من عدة حلقات".
وتابع: "أستطيع القول إن هذه القصة تشبه العديد من القصص الأخرى لرجال أو نساء سلكوا الطريق نفسه. لطالما أثارني سؤال كيف ولماذا تتغير أيديولوجيات الأشخاص، فهناك دائماً أسباب وظروف، وربما مشهد سياسي يدفع مجموعات بأكملها نحو التطرف".
وكشف عن حلقة إضافية في "يا غايب"، وهي مخصصة لكل من يرغب في معرفة الحقائق بعيداً عن الطرح الدرامي للمسلسل. تتضمّن هذه الحلقة مقابلات مع محامين، وأشخاص مؤيدين لفضل شاكر، وآخرين معارضين له، بمن فيهم بعض الأشخاص من الدولة. وتتطرق الحلقة إلى نقاشات وتفاصيل من زاوية أكثر قانونية وموضوعية.
واختتم هزيم حديثه قائلاً: "نحن واعون ومدركون أن وثائقي فضل شاكر هو موضوع جدلي. لكن في النهاية، نحن نقدّم بورتريه لشخص، بورتريه نفسياً ودرامياً عن إنسان، ورجل، وأب. إنها قصة فنان، وليست محصورة فقط في حدث واحد وقع في حياته، حتى لو كان هذا الحدث كبيراً للغاية وغيّر مجرى حياته بالكامل".
View this post on Instagram
A post shared by Shahid (@shahid.vod)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
١٧-٠٥-٢٠٢٥
- ليبانون 24
"لا تنخدعوا".. فضل شاكر يحذّر جمهوره فما القصة؟
وجّه الفنان فضل شاكر رسالة تنبيه واضحة إلى جمهوره، محذّرًا من الانسياق وراء معلومات مغلوطة يتم تداولها على بعض الصفحات والحسابات المجهولة التي تروّج لإعلانات كاذبة عن إحياءه حفلات غنائية. وكتب شاكر عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس": "جمهوري العزيز ، يُرجى الحذر وعدم الانجرار وراء الأخبار الكاذبة والحسابات الوهمية التي تروّج لإعلانات مضللة عن حفلات لا أساس لها من الصحة." وأكد أن الجهة الوحيدة المخوّلة بنشر أي إعلان رسمي عن نشاطاته الفنية هي حساباته الرسمية فقط، قائلاً: "نود التأكيد أن الإعلان عن أي حفل سيكون فقط من خلال حساباتي الرسمية." ويأتي هذا التوضيح بعد تداول منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية تزعم مشاركة شاكر في حفلات خاصة في الكويت خلال عطلة عيد الأضحى ، ما أثار حماسة واسعة بين جمهوره قبل أن يُكذب الفنان هذه المعلومات جملةً وتفصيلًا. (فوشيا)


الديار
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- الديار
فضل شاكر بين الماضي الفني والاستحقاق القضائي...
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب عاد اسم الفنان اللبناني فضل شاكر إلى التداول الإعلامي مؤخرًا، بعد تصريح نُشر عبر أحد المواقع الإلكترونية، ألمح فيه إلى أن الفنان جورج وسوف كان من الأسباب التي أدت إلى ابتعاده عن الساحة الفنية، في خطوة فُسّرت على أنها محاولة لإعادة تسليط الضوء عليه بعد سنوات من الغياب. شاكر، الذي شكّل خلال سنوات ما قبل 2012 واحدًا من أبرز الأصوات في العالم العربي، غاب عن الساحة العامة إثر تورطه في أحداث عبرا، وظهوره إلى جانب الشيخ أحمد الأسير، وما رافق تلك المرحلة من خطابات حادّة ومواقف سياسية وأمنية أثارت الكثير من الجدل. وقد أدت هذه الأحداث إلى مواجهات مسلّحة مع الجيش اللبناني، سقط خلالها عدد من الشهداء من عناصر المؤسسة العسكرية. منذ ذلك الحين، صدرت بحق شاكر مذكرات توقيف، وتُركت قضيته في عهدة القضاء اللبناني، الذي لم يُصدر حتى الساعة حكماً نهائياً في معظم التهم المرتبطة به. ورغم بعض المحاولات الفردية التي هدفت إلى تبييض صورته أو الدفع باتجاه عودة فنية، تبقى المسألة الأساس قانونية بامتياز، وليست فنية أو إعلامية. وفيما يعبّر البعض عن تعاطفه مع شاكر أو يعتبر أن "لكل إنسان حق العودة والتوبة"، فإن الثقة بالقضاء واحترام سلطة القانون هما المعياران الحاسمان في مثل هذه القضايا، خصوصًا حين تتعلق باتهامات مرتبطة بأمن الدولة وسلامة مؤسساتها. إن ضمان العدالة ليس إجراءً انتقاميًا، بل هو صمام أمان لحماية المؤسسات، وتحصين الدولة، وحفظ كرامة من سقطوا دفاعًا عنها. وأي مسعى لإعادة إدماج أي شخصية ارتبط اسمها بأحداث دموية، يجب أن يمر حكماً عبر الأطر القضائية الرسمية، وبناء على أحكام نهائية واضحة، تحفظ حقوق الضحايا أولًا، وتؤسس لاحترام مبدأ المساواة أمام القانون. في النهاية، لا يمكن اختزال المسألة في البعد الفني أو الإنساني فقط، بل يجب أن تبقى منضبطة بإطارها القانوني الواضح. فالفن لا يمكن أن يكون بديلاً عن العدالة، ولا الصوت العذب بديلاً عن المحاسبة.


النهار
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- النهار
الدورة الـ13 لـ"جائزة مي شدياق" في دبي تكرم صحافيين مؤثرين
رغم التحديات التي يواجهها الإعلام العالمي والعربي بخاصة، من تقييد للحريات وتعرض صحافيين وصحافيات للأخطار، إلى انخفاض التمويل، ما دفع ويدفع بعضها إلى الإقفال، إلى تحديات المواجهات مع العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي والتطورات السياسية والاجتماعية والبيئية، يبقى الوسيلة الأولى للتواصل مع الأحداث ونقلها، وهذا ما تؤمن به "مؤسسة مي شدياق" التي أطلقت النسخة الـ13 من Media Awards Ceremony التي جمعت نخبة من الإعلاميين في العالم العربي ضمن احتفالية تقام للمرة الثالثة عشرة في دبي. View this post on Instagram A post shared by Annahar (@annaharnews) أبرز الوجوه المكرّمة هذا العام كان مدير مجموعة "أم بي سي" علي جابر الذي حصل على جائزة MCF Special Recognition for Pioneering Leadership 2025، تكريماً لدوره الريادي في تطوير الإعلام العربي. وهو أعرب عبر "النهار" عن امتنانه لمنحه الجائزة، من دون أن يخفي اعتقاده بأن هناك من يستحقها أكثر منه، بخاصة المراسلين في زمن الحروب، وبعضهم فقد حياته وآخرون فقدوا أطرافهم وواجهوا الموت والأخطار على جبهات الحروب. تزامن الحفل (7 أيار/مايو) مع إعلان رفع حظر سفر المواطنين الإماراتيين إلى لبنان، وهو ما لفتت إليه مي شدياق في حديث إلى "النهار" بالقول: "عاد لبنان أخيراً إلى حضنه العربي وهذا هو مكانه، الجميع لديه يقين إيجابي من أن مستقبل لبنان سيكون مميزاً، ونحن نراهن على صيف حافل ولدينا أصداء إيجابية عن موسم السياحة المقبل، شبعنا من الحروب والموت وسيطرة جهة على مفاصل بلدنا". توزيع الجوائز على الفئات وحصلت الإعلامية السعودية سارة دندراوي على جائزة 2025 MCF Outstanding Media Performance، تقديراً لأدائها الإعلامي المتميز، لا سيما عن برنامجها "تفاعلكم" على قناة "العربية" والذي يعتمد أسلوباً مختلفاً في محاورة الضيف وتقديمه على الشاشة من دون أن يكون متواجداً في الإستوديو. الإعلامية العراقية مينا العريبي حصلت على جائزة عن مساهمتها الكبيرة في العمل الصحافي، لا سيما أنها تنتمي إلى عالم الصحافة المكتوبة التي تواجه منافسة كبيرة من الإعلام المرئي. وتكريماً لمسيرته الإعلامية الطويلة والمُلهمة نال المدير العام لقناة "الشرق" الإخبارية الدكتور نبيل الخطيب جائزة MCF Antoine Choueiri's Special Tribute for Lifetime Achievement Award. وكانت لمنصة "بلينكس" حصة تكريمية خاصة بمنحها جائزة الرؤية في تطوير المحتوى The 2025 MCF Vision in Content Development Award تسلمها رئيس التحرير التنفيذي إيل الأندري.