logo
«العلا».. مقصد الباحثين وهوى السائحين وقبلة المغامرين

«العلا».. مقصد الباحثين وهوى السائحين وقبلة المغامرين

سعورس٠٢-٠١-٢٠٢٥

"العلا" هذه المحافظة الجاثمة على صدر التاريخ موعودة دومًا بأن تكون قبلة لمحبي العراقة والتاريخ والأصالة، وفي ثنايا جبالها ومنازلها وإرثها الضارب عمقاً في الجمال تنثال حكايات عشق لا تنتهِ، سماها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- في أول زيارة له للعلا عندما كان أميرًا للرياض "عروس الجبال"، وعنه نقل عضو الشورى السابق د. عبدالله نصيف في كتاب له عن تاريخ العلا قوله "لو خيرت في الإقامة بمكان لاخترت الإقامة في مدينة العلا"، وهي مدينة الأربعين عيناً والتي تضم في جنباتها مدائن صالح أول موقع سعودي تضمه منظمة "اليونيسكو" إلى قائمتها للتراث العالمي، وإنشاء هيئة ملكية للعلا يؤكد أهمية تطوير المحافظة على نحو يتناسب مع قيمتها التاريخية، وما تشتمل عليه من مواقع أثرية، بما يحقق المصلحة الاقتصادية والثقافية المتوخاة، وتترقب هذه المحافظة العتيدة إكمال احتياجاتها التي تضاهي قيمتها التاريخية العميقة فالمحافظة التي كانت من أوائل محافظات المملكة التي ولجت إلى التراث العالمي ضمن لجنته التابعة لليونسكو التي اعتمدت موقع الحجر (مدائن صالح) ضمن قائمة التراث العالمي التي تضم أكثر من 851 موقعاً ثقافياً وطبيعياً ذات قيمة استثنائية للتراث الإنساني، وباتت العلا مهوى لتوافد عشاق التراث والتاريخ والعراقة والطبيعة الساحرة والهدوء، لا تزال تشرئب بأمل ضارع إلى جملة من المشاريع وحزمة من الأمنيات وبما يتواءم مع قيمتها التاريخية والاجتماعية.
العلا، أرض الحضارات تفاصيلها تتجاوز حدود المُخيّلة، تجد في كل جانب أثراً وعلامة ترمز إلى عصور قديمة لم تغادر المكان لأن بصماتهم ظاهرة، تشعر بالحنين وتتأكد أن الذكريات تهمس وتحكي دون أن تتأمل وأنت تغمض عينيك، لأن في كل ما تراه هناك بُعدٌ آخر، وعليك أنت مهمة الاكتشاف، وعندما تصل إلى العلا فأنت تسافر إلى عمق الماضي، تكون بالقرب من أصوات الأجيال ومستودع الأيام، والتاريخ في محافظة العلا يكاد يروي نفسه، فهو منعكس على الكتل الصخرية برسوماته البارزة والمدهشة التي يعود تاريخها لأكثر من 2000 عام، والطبيعة تحمل الكثير من العجائب وهي مستندة على بعضها لتتشكل بطريقة إبداعية ولافتة، وفي منتصف كل هذه الصحراء واحة وينابيع تمنح الأرض مُستراحاً بارداً وأخضر، جبال متنوعة التضاريس والأشكال والألوان ورمال تحتضنها ونخل باسق رزقاً للعباد، كنز الأسرار ومسرح الحضارات القديمة وأرض النقوش وصلابة تتحدى النسيان، كل ذلك اجتمع في مدينة العلا التي تفردت بالأماكن التي تدفعك للانغماس في التفاصيل والانبهار بكل ما فيها، فبعد أن تصل إلى مشارف العلا تشعر بأن العالم قد أخذ بك إلى مكان مختلف تمامًا، فهي نافذة مفتوحة على البهجة والتذكر، في العلا مسارات متعددة وخيارات رائعة ومشوقة للزائر والسائح، فإما أن تتسلق الجبال أولاً وترتفع نحو القمة، أو أن تركب الدراجات للإبحار فوق المسطحات الصحراوية، أو أن تركض في مضمار شفاف لترى العالم من كل الزوايا، ولكل ذلك، أعلنت الهيئة السعودية للسياحة عبر منصة "روح السعودية" إطلاق برنامج صيف السعودية لهذا العام تحت شعار "صيفنا على جوك"، والعلا على رأس تلك الجهات السياحية، ويُقدَّم من خلالها ما يزيد على 500 تجربة سياحية عبر أكثر من 250 شريكًا من القطاع الخاص، وينصح الراغبين في زيارة العلا هذه الأيام بالتأكد من إحضار نظارات شمسية، وقبعة رأس، وأحذية رياضية، وواقٍ شمسي، ومرطبات، وحقيبة حمل خفيفة، والحجز المسبق لمكان الإقامة بعدد الأيام والليالي، مع الاطلاع على الفعاليات والأنشطة المختلفة، وإحضار كامل المستلزمات الضرورية والثانوية، ويمكن للزائر أن يرسم خطة متكاملة للخروج عن المألوف والاستمتاع بكل لحظة واختيار الباقة المناسبة عبر منصة "روح السعودية".
وعلى تقارير سنوية للهيئة الملكية لمحافظة العلا، أصدر مجلس الشورى قرارات طالب فيها بدراسة أولويات المشروعات والمرافق التي تعتمد عليها البنية الأساسية للمحافظة وساكنيها وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، ودعاها إلى وضع جدول زمني مخطط ومدروس لأولوياتها الاستراتيجية ضمن منظومة السياحة الوطنية بتكاملها مع مشاريع المنطقة الشمالية الغربية للأعوام القادمة وتقييم ما تحقق منها ونسبة الإنجاز والعائد وفق مؤشرات قياس معتمدة في هذا الخصوص، كما طالب المجلس الهيئة حينها باستكمال إطارها النظامي ووضع الحوافز الجاذبة للمستثمرين السعوديين في المجالات السياحية في محافظة العلا واطلاعهم على الفرص المتاحة، وخيارات التمويل والدعم، وتقديم المشورة لهم وتيسير إجراءات جذب الكفاءات الوطنية المتخصصة للعمل في هذه المشاريع، وشدد المجلس على وضع الترتيبات الإدارية والاستثمارات الكافية لتحقيق تطلعات تطوير العلا بما يكفل التكامل والتنسيق ورفع كفاءة الإنفاق في كافة المناشط والفعاليات التي تتولى تنفيذها منفردة أو بالشراكة مع الجهات الأخرى سواء كانت حكومية أو أهلية أو خاصة.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«الربيعة»: مشروع التوثيق التاريخي للحج والعمرة يحظى باهتمام كبير من خادم الحرمين وولي العهد
«الربيعة»: مشروع التوثيق التاريخي للحج والعمرة يحظى باهتمام كبير من خادم الحرمين وولي العهد

صحيفة عاجل

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة عاجل

«الربيعة»: مشروع التوثيق التاريخي للحج والعمرة يحظى باهتمام كبير من خادم الحرمين وولي العهد

أكد وزير الحج والعمرة، الدكتور توفيق الربيعة، أن مشروع توثيق التطور التاريخي لخدمات الحجاج والمعتمرين يحظى باهتمام كبير من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وكذلك باهتمام شخصي من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وفي مقابلة مع قناة الإخبارية، أوضح الدكتور الربيعة أن المشروع يهدف إلى إبراز التطور التاريخي الذي شهدته خدمات الحج والعمرة عبر العصور، موضحاً كيف كانت صعوبات أداء المناسك سابقاً، وكيف تحولت اليوم إلى رحلة ميسرة وسهلة بفضل الخدمات المتطورة التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين. وأضاف أن هذه النقلة النوعية في خدمات الحج والعمرة ستنعكس آثارها الإيجابية على الحجاج والمعتمرين، مشيراً إلى الجهود العظيمة التي تبذلها المملكة، والتي سيكون لها تأثير ملموس على العالم الإسلامي بأسره. #الحج_عبر_الإخبارية | وزير الحج والعمرة د. توفيق الربيعة: مشروع التوثيق يبرز التطور التاريخي لخدمات الحجاج والمعتمرين #الإخبارية — قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) May 25, 2025

السعودية تقود حفظ التراث الوثائقي العربي
السعودية تقود حفظ التراث الوثائقي العربي

الوئام

timeمنذ 14 ساعات

  • الوئام

السعودية تقود حفظ التراث الوثائقي العربي

خاص – الوئام تشهد المملكة العربية السعودية تقدمًا ملحوظًا في مجال حفظ التراث الوثائقي، من خلال تعزيز شراكتها مع برنامج ذاكرة العالم (MoW) التابع لليونسكو، بالشراكة مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا. وقد أسفرت هذه الشراكة عن تنظيم ورش تدريبية متقدمة استهدفت العاملين في مجال التراث الوثائقي والمؤسسات المعنية بالذاكرة الثقافية في المملكة، بهدف تطوير مهاراتهم في مجالات الحفظ، وإدارة المخاطر، والتحول الرقمي. 2024: عام التدريب والمشاركة المجتمعية شملت أنشطة عام 2024: ورشًا تطبيقية حول الصيانة والتأهب للكوارث؛ وجلسات حوارية ضمت تربويين محليين، حرّاس المواقع التراثية، ورُواة القصص الشعبية، وذلك لتعزيز المشاركة المجتمعية في حماية الذاكرة الثقافية. وتعكس هذه المبادرات إدراك المملكة لأهمية إشراك المجتمع المحلي بوصفه ركيزة أساسية في الحفاظ على التراث الوثائقي، وضمان استدامته كجزء من الهوية الوطنية. نحو لجنة وطنية لذاكرة العالم في إطار جهودها المؤسسية، دعمت المملكة إنشاء لجنة فنية ضمن اللجنة الوطنية السعودية لليونسكو تُعنى ببرنامج ذاكرة العالم، تمهيدًا لتأسيس لجنة وطنية متكاملة تعنى بتسجيل الوثائق التاريخية وحمايتها. وتُعد هذه الخطوة تحولًا استراتيجيًا يؤسس لبنية تحتية مستدامة لحفظ الذاكرة الوثائقية الوطنية، ويدعم موقع المملكة كمركز إقليمي في هذا المجال. كما تهدف المملكة إلى تصدير نموذج سعودي رائد في التعامل مع التراث الوثائقي، مستند إلى أفضل الممارسات العالمية، وفقًا لما نشره موقع UNESCO. العلا.. ذاكرة محفورة في الحوار بين الثقافات شهد المؤتمر إطلاق دراسة جديدة صادرة عن اليونسكو بعنوان: 'التراث الوثائقي من أجل الحوار بين الثقافات: دراسة حالة من العلا'، والتي تسلط الضوء على النقوش القديمة في العلا ودورها في تعزيز الهوية الثقافية والتفاهم بين الشعوب. وتبرز الدراسة أهمية المجتمع المحلي بوصفه حارسًا لهذا الإرث الفريد، مانحة الأصوات المحلية دورًا محوريًا في رواية التاريخ. وتعكس هذه المبادرة رؤية المملكة نحو تمكين المجتمعات من سرد ماضيها، وترسيخ الشعور بالانتماء، وجعل العلا نموذجًا حيًا لتكامل الثقافة، والتاريخ، والحوار الحضاري. سرد بصري للتراث السعودي على الساحة الدولية على هامش المؤتمر، أُقيم معرض خاص بالتراث الوثائقي السعودي، قدّم تجربة تفاعلية فريدة للزوار عبر: – عرض مخطوطات نادرة – نقوش صخرية – خرائط تاريخية – وثائق تعكس ثراء الذاكرة السعودية هذا المعرض جسّد أهمية السرد البصري في فهم التاريخ وإبراز الهوية الثقافية، مؤكدًا أن الوثيقة ليست فقط مادة محفوظة، بل أداة فاعلة في بناء السرد التاريخي وتعزيز الحضور الثقافي العربي عالميًا. الحارس المتقدم لذاكرة العالم العربي من خلال هذه الشراكات الدولية والمبادرات المحلية، تؤكد المملكة العربية السعودية مكانتها كقوة ثقافية صاعدة، تقود جهود حفظ التراث الوثائقي العربي، وتعمل على تمكين المجتمعات من حماية ذاكرتها وسرد قصتها للعالم.

"الدرعية" تنضم لقائمة "الوجهات العالمية الصديقة للبيئة" لعام 2025م
"الدرعية" تنضم لقائمة "الوجهات العالمية الصديقة للبيئة" لعام 2025م

صحيفة سبق

timeمنذ 2 أيام

  • صحيفة سبق

"الدرعية" تنضم لقائمة "الوجهات العالمية الصديقة للبيئة" لعام 2025م

أعلنت منصة "واندرلاست" البريطانية، المصنفة كأحد أبرز المنصات الإرشادية للسفر والسياحة في المملكة المتحدة، عن اختيار الدرعية ضمن قائمتها السنوية الشهيرة "الوجهات العالمية الصديقة للبيئة" لعام 2025م، والتي تسلط الضوء على أكثر الوجهات العالمية التزاماً بالاستدامة السياحية. ويعد هذا الإنجاز ثمرة تعاون مشترك بين الهيئة السعودية للسياحة وشركة الدرعية، والذي جاء تتويجاً لملف الترشيح المتكامل الذي تم تقديمه؛ ليُبرز مبادرات شركة الدرعية في الاستدامة البيئية والثقافية والسياحية. ويتم اختيار الوجهات في قائمة "الوجهات العالمية الصديقة للبيئة" من قبل لجنة مستقلة تضم تسعة خبراء دوليين في مجال الاستدامة، وتختار سنوياً وجهات من آلاف الترشيحات العالمية بناءً على التزامها الصارم بمعايير السياحة المستدامة. ويأتي هذا التصنيف المتميز لوجهة سعودية للسنة الثالثة على التوالي، حيث تم إدراج العلا في قائمة 2023م، والبحر الأحمر في قائمة 2024م. وبهذه المناسبة، صرح الرئيس التنفيذي عضو مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة، الأستاذ فهد حميد الدين: "إن اختيار الدرعية ضمن القائمة الخضراء أو قائمة "الوجهات العالمية الصديقة للبيئة" لهذا العام يؤكد على التزام المملكة بتعزيز الاستدامة في قطاع السياحة، ويعد تتويجاً لاستراتيجية الهيئة في إطار تمكين شركائها وتسليط الضوء على الوجهات الوطنية في الأسواق الدولية، حيث سيعزز هذا التصنيف من حضور السعودية على خارطة السياحة العالمية، ومن مكانتها كوجهة هي الأسرع نمواً عالمياً." من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة الدرعية، السيد جيري إنزيريلو: "نفخر بهذا التقدير الدولي الذي يُسلّط الضوء على جهود الدرعية، مهد انطلاق الدولة السعودية، في الحفاظ على تراثها العريق، وتطبيق أعلى معايير الاستدامة البيئية والثقافية في مشاريعها، كما أثمّن جهود الهيئة السعودية للسياحة في تعاونها المستمر الذي يُسهم في الترويج للوجهات السعودية في المحافل العالمية". وتضم الدرعية أحد أبرز مواقع التراث العالمي المدرجة لدى اليونيسكو، حيث تم تسجيل حي الطريف التاريخي في القائمة منذ 2010م، وهو أيقونة الدولة السعودية التي تقع في مهد انطلاقتها منذ 300 عام. وتأتي جهود شركة الدرعية في الاستدامة البيئية والسياحية منسجمةً مع رؤيتها لتطوير وجهةٍ سياحيةٍ ثقافيةٍ تاريخيةٍ عالمية، تجمع بين الأصالة وجودة الحياة والاستدامة، من خلال مشاريعها النوعية التي تشمل استخدام المواد المستدامة، والحفاظ على العمارة النجدية التقليدية، وتفعيل البرامج المجتمعية. ويؤكّد هذا الإنجاز على الحضور العالمي المتنامي للمملكة في قطاع السياحة، حيث واصلت الهيئة السعودية للسياحة دورها في دعم وتمكين شركائها في منظومة السياحة السعودية؛ لمواكبة مستهدفات السياحة في ظل رؤية السعودية 2030. وتُعد هذه النجاحات مؤشرات ملموسة على التقدم الذي تحققه السعودية، والتي استقبلت ما يقارب 116 مليون زائر في عام 2024م، وتسير بخطى واثقة نحو تحقيق مستهدف استضافة 150 مليون زائر بحلول عام 2030، مدعومةً باستثماراتٍ نوعيةٍ في البنية التحتية للقطاع، والمواسم السياحية الغنية التي تتضمّن مئات التجارب وفرص الشراكة النوعية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store