
دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز إدارة الأزمات والاستجابة للطوارئ
يساعد الذكاء الاصطناعي في الاستعداد لمختلف حالات الطوارئ والأزمات التي تواجهها الوكالات الحكومية والخاصة، وقد بدأت العديد من وكالات إدارة الأزمات بالاعتماد على أنظمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحسين سرعة الاستجابة للطوارئ.
فقد قالت Emily Martuscello – مديرة إدارة الطوارئ في مدينة ناشوا (Nashua) في ولاية نيو هامبشير (New Hampshire) في الولايات المتحدة الأمريكية – في مقابلة لها مع موقع forbes: 'لقد رأيت بنفسي كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل مجالنا من خلال تعزيز السرعة والوعي واتخاذ القرارات'.
وأوضحت أن المنصات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي يمكنها معالجة البيانات لحظيًا من الأدوات الجيومكانية (Geospatial Tools) ووسائل التواصل الاجتماعي ومكالمات الطوارئ لتزويد المستجيبين بصورة أكثر وضوحًا للحالات الطارئة. على سبيل المثال: يستخدم نظام الحرائق التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الحرائق وتقييمها بسرعة باستخدام صور الأقمار الصناعية.
الذكاء الاصطناعي يساعد في التخطيط للأزمات والاستعداد لها
أضافت Emily Martuscello: 'تتنبأ نماذج الذكاء الاصطناعي بالظواهر الجوية القاسية والحرائق والأحداث الخطرة؛ مما يسمح لمديري وكالات الطوارئ بتجهيز الموارد سابقًا وتحسين خطط الإخلاء. وقد أدت قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات إلى تقليل الوقت اللازم للتخطيط بنحو كبير، مما يمنح المستجيبين وقتًا أطول للتفاعل مع المجتمعات والاستعداد لأسوأ السيناريوهات'.
اكتشاف الحرائق بالذكاء الاصطناعي
وفقًا لتقرير نشره موقع Statescoop، أضافت إدارة مكافحة الحرائق في كاليفورنيا (Cal Fire) عام 2023 تقنيات الذكاء الاصطناعي واكتشاف الحرائق إلى 1,114 كاميرا موزعة في المناطق المرتفعة، مثل قمم الجبال والتلال في جميع أنحاء الولاية.
ويمكن لهذه الكاميرات إجراء عمليات مسح بزاوية تبلغ 360 درجة كل دقيقتين تقريبًا، ويمكنها رصد مسافات تصل إلى 60 ميلًا في الأيام الصافية، وحتى 120 ميلًا في الليالي الصافية.
التدريب على الاستجابة للطوارئ من خلال المحاكاة المدعومة بالذكاء الاصطناعي
قال Samuel Dorison – الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة ReflexAI – في مقابلة له مع موقع Forbes: 'من خلال محاكاة سيناريوهات أزمات واقعية، يمكن إجراء تدريبات للمستجيبين في بيئة منخفضة المخاطر لممارسة طرق اتخاذ القرارات المناسبة والتواصل. وهذا النوع من التدريب الديناميكي والمُحفز يعزز الثقة والقدرة على التكيف مع المواقف المعقدة'.
وأشار أيضًا إلى أن أحد الفوائد الرئيسية للذكاء الاصطناعي في مجال التدريب على الاستجابة للأزمات القابلية للتوسع؛ إذ تتيح المحاكاة المدعومة بالذكاء الاصطناعي للمستجيبين ممارسة التدريب في أي وقت وأي مكان، مما يساعد الفرق في صقل المهارات الأساسية.
الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة وليس بديلًا عن العنصر البشري في إدارة الأزمات والاستجابة للطوارئ
ما يزال الذكاء الاصطناعي في مراحله الأولى في مجال الاستجابة للطوارئ، لكن إمكاناته كبيرة. فهو يعزز أنظمة الإنذار المبكر، مثل اكتشاف الحرائق والطقس القاسي والزلازل والتلوث البيئي، مما يمكّن مديري الطوارئ من التنبؤ بالمكان والزمان المحتمل لوقوع الكوارث بدقة كبيرة.
كما يُغير الذكاء الاصطناعي أساليب الاستجابة، إذ يُدمج مع الطائرات المسيرة والروبوتات والكاميرات. وتُثبت هذه التقنيات قدراتها الاستثنائية في العمليات العالية المخاطر مثل البحث والإنقاذ والتعامل مع المواد الخطرة؛ مما يقلل تعريض المستجيبين للخطر ويعزز كفاءة العمليات.
ومع ذلك لا يحل الذكاء الاصطناعي محل مديري الطوارئ، بل يعزز قدرتهم على القيادة، فمع ازدياد تعقيد الكوارث وتداخلها، يكمن مستقبل الاستجابة للطوارئ في الأنظمة المشتركة، بحيث يعمل البشر والذكاء الاصطناعي معًا لتحسين اتخاذ القرارات، وتنسيق الاستجابة، وتعزيز جهود السلامة العامة.
التحديات التي تواجه تبني الذكاء الاصطناعي في مجال الاستجابة للطوارئ
تكون الوكالات المسؤولة عن الاستجابة للطوارئ عادةً شديدة الحذر في عملها؛ لأن القرارات التي تُتخذ في أوقات الأزمات قد تؤثر في حياة الكثير من الأشخاص. وعلى عكس القطاعات التي تتبنى الذكاء الاصطناعي بسرعة من أجل زيادة الكفاءة في العمل، لا يمكن للجهات المعنية بالسلامة العامة تبني الذكاء الاصطناعي بسرعة وتحمل الأخطاء الناتجة عن التفسيرات الخاطئة أو فشل الأنظمة.
وهذا يعني أن دقة المخرجات التي تقدمها أنظمة الاستجابة للطوارئ المدعومة بالذكاء الاصطناعي تشكل تحديًا كبيرًا، وقد تفتقر بعض هذه الأنظمة إلى آليات التحقق، مما يؤدي إلى الحصول على معلومات غير دقيقة.
المستقبل الواعد للذكاء الاصطناعي في مجال الاستجابة للطوارئ
حتى مع العقبات والتحديات المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في مجال إدارة الأزمات والاستجابة للطوارئ، يظل أداة قوية يمكنها تحسين الاستجابة للأزمات بنحو كبير. ومع استمرار تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتنفيذها بنحو مدروس، سيكون له تأثير متزايد في طريقة تعامل فرق الطوارئ مع الكوارث وإدارتها بفاعلية.
ومع أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل العنصر البشري كُليًا، فإنه يوفر دعمًا حيويًا يمكن أن يساهم في إنقاذ الأرواح وتقليل الخسائر وتعزيز قدرة المجتمعات على مواجهة الأزمات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سبوتنيك بالعربية
منذ 5 أيام
- سبوتنيك بالعربية
للمرة الثانية... كابوس "حرب غزة" يحرج رئيس "مايكروسوفت"
للمرة الثانية... كابوس "حرب غزة" يحرج رئيس "مايكروسوفت" للمرة الثانية... كابوس "حرب غزة" يحرج رئيس "مايكروسوفت" سبوتنيك عربي قاطع موظف في "مايكروسوفت" كلمة رئيسية ألقاها الرئيس التنفيذي للشركة في مؤتمرها السنوي للمطورين "بيلد 2025"، بعبارات احتجاجية مؤيدة للشعب الفلسطيني. 20.05.2025, سبوتنيك عربي 2025-05-20T13:45+0000 2025-05-20T13:45+0000 2025-05-20T13:45+0000 مايكروسوفت احتجاجات فلسطين المحتلة اسرائيل واصطحب رجال الأمن مهندس البرامج الثابتة في "مايكروسوفت"، جو لوبيز، الذي عمل على أجزاء من منصة الحوسبة السحابية "آزور"، إلى خارج مؤتمر "بيلد"، فور مواجهته الرئيس التنفيذي للشركة ساتيلا ناديلا.وأشارت إلى أنه بعد تلك الحادثة، أرسل لوبيز رسالة بالبريد الإلكتروني إلى جميع الموظفين، موضحا قراره تنظيم احتجاج، قال فيها: "بصفتها من كبرى الشركات في العالم، تتمتع "مايكروسوفت" بقوة هائلة لفعل الصواب. والمطالبة بإنهاء هذه المأساة العبثية، وإلا فسنوقف دعمنا التكنولوجي لإسرائيل".ولفتت وسائل الإعلام إلى أنه بالتوازي نظمت مجموعة يقودها عمال تدعى "لا لآزور" للفصل العنصري - نوا NOAA"، احتجاجا مؤيدا لفلسطين.وتحتج المجموعة منذ أكثر من عام على عقود "مايكروسوفت" في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية مع الجيش الإسرائيلي.ونقلت وسائل إعلام عن آنا هاتل، إحدى موظفات "مايكروسوفت" وإحدى المنظمات بمجموعة "نوا"، قولها في رسالة بريد إلكتروني إلى قيادة الشركة: "قبل عام، أطلق العاملون حملة "لا لآزور للفصل العنصري"، وعريضة عاجلة بعد 7 أشهر من الإبادة الجماعية"، وأضافت: "نشهد حاليا الجرائم نفسها التي ارتكبت قبل 77 عاما، مع فارق رئيسي أنه الآن، تنفذ قوات الاحتلال الإسرائيلي هذه الإبادة الجماعية على نطاق أوسع بكثير بفضل سحابة "مايكروسوفت" وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي".يأتي احتجاج لوبيز بعد أيام قليلة من إحياء الفلسطينيين الذكرى الـ77 للنكبة، حين طرد بالقوة 750 ألف فلسطيني من ديارهم عام 1948. فلسطين المحتلة سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي مايكروسوفت, احتجاجات, فلسطين المحتلة, اسرائيل


العين الإخبارية
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
«التفوق العلمي».. المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي الأمريكي في خطر
لم يشهد قطاع العلوم في الولايات المتحدة منذ أكثر من 50 عاما حالة من الاضطراب كما هو عليه اليوم، وتحديدا في عهد الرئيس دونالد ترامب. في يوم تنصيب الرئيس دونالد ترامب، صدر أمرا تنفيذيا يحظر تمويل الأبحاث الفيدرالية المتعلقة بالتنوع والعدالة والشمول (DEI). والقرار جزء من حملة واسعة لتقليص تمويل العلوم في أمريكا، طالت مجالات مثل استكشاف الفضاء، واكتشاف المواد، وأبحاث اللقاحات، وتغير المناخ. انتقادات ويقول المنتقدون إن هذه السياسات تمزج بين خفض التكاليف والدوافع الأيديولوجية، مما أدى إلى تغييرات مفاجئة، متفرقة، يصعب تتبعها وقد تُلغى لاحقًا قضائيًا. وحتى في المجالات التي قد تحتاج إلى إصلاح، يرى العلماء أن الوتيرة الغامضة والسريعة للتغييرات غير مبررة. ويحذر المنتقدون من أن هذه التخفيضات قد تقوّض الابتكار الذي كان المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي الأمريكي لعقود. ومنذ الحرب العالمية الثانية، كانت الأبحاث الممولة من الدولة مصدرًا للاكتشافات التي دعمت صناعات قوية مثل الأدوية، والتي تعتمد بشكل كبير على الأبحاث الحكومية. ويقول خبراء إن كبح البحث العلمي له تأثير عميق سيمتد لأجيال. وحتى لو تم التراجع عن السياسات الحالية، فإن الأثر طويل الأمد سيبقى، بعدما زعزع ثقة المجتمع العلمي في الولايات المتحدة كمكان آمن ومفتوح للأبحاث. مقاومة العلماء ووفقا للتقرير، بدأ العلماء في تنظيم مقاومة.. ففي الشهر الماضي، وقّع نحو 2000 باحث، بينهم عدد من حائزي نوبل، رسالة مفتوحة تحذر من الخطر، جاء فيها: "نشهد لحظة خطر حقيقية"، واصفين ما يحدث بـ"تدمير المؤسسة العلمية الأمريكية". ويرى جيريمي ليفين، الرئيس التنفيذي في قطاع التكنولوجيا الحيوية وعضو مجلس إدارة منظمة الابتكار البيولوجي الأمريكية، أن التخفيضات قد تدفع الكفاءات العلمية لمغادرة البلاد والالتحاق بمراكز بحثية في دول أخرى مثل الصين، التي تستثمر بقوة في البحث العلمي. وكمثال على الارتباك في المؤسسات العلمية، يتعرض المعهد الوطني للصحة لتغييرات جذرية. فبعد أن بلغ تمويله 33 مليار دولار في 2022، تتحدث تقارير إعلامية عن نية الإدارة خفض ميزانيته البالغة 47 مليار دولار بنسبة 40%، كما يتم الآن تعليق أو إلغاء بعض المنح، وخاصة للمؤسسات التي تطبق سياسات لا تتماشى مع سياسات الإدارة . وتدير وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، التي يتبع لها المعهد، حالياً شخصية مثيرة للجدل هي روبرت كينيدي الابن، المعروف بتشكيكه في اللقاحات. وقد أُقيل حوالي 1200 موظف من أصل 20 ألفًا في المعهد، ووُضِع بعضهم في إجازات قسرية. وكما تم نقل أو تهديد مسؤولين بارزين مرتبطين بأنطوني فاوتشي، مثل زوجته كريستين غريدي ومديرة معهد الحساسية والأمراض المعدية جان مارازو. سوابق تاريخية وأثارت هذه التحركات تشبيهات بعهد مكارثي في الخمسينيات من القرن الماضي، حويث كان الأكاديميون يواجهون العقوبات لمجرد الاشتباه في ميولهم السياسية. وتقول ماري سو كولمان، الرئيسة السابقة لجامعة ميشيجان: "حتى مقارنة تلك الفترة لا تفي بما نشهده الآن. هذا وقت غير مسبوق". وكما تشمل التخفيضات وكالات أخرى، مثل ناسا، التي قد تُخفض ميزانيتها العلمية إلى النصف، ووكالة المعايير الوطنية التي ستُغلق إحدى مجموعاتها البحثية الأساسية. كما تأثرت أبحاث المناخ بشدة، حيث تسعى الإدارة إلى إنهاء غالبية أبحاث تغير المناخ في وكالة المحيطات والغلاف الجوي (NOAA). وأما مؤسسة العلوم الوطنية (NSF)، التي تحتفل بمرور 75 عامًا على تأسيسها في مايو/أيار، فقد أعلنت عن فصل 10% من موظفيها وأوقفت منحًا عديدة. ومع انخفاض تمويل الأبحاث، بدأت مؤسسات خارجية مثل الصين في جذب الباحثين الأمريكيين. وبدأ علماء من دول أخرى بإعادة النظر في السفر إلى الولايات المتحدة. وتقول أكاديمية العلوم الملكية السويدية: "العلم يعتمد على الاستقرار، وهذا ما نفتقده الآن في أمريكا." ولا يُتوقع أن تسد المؤسسات الخاصة أو الخيرية هذا الفراغ، فالأبحاث الأساسية تتطلب تمويلاً ضخماً لا تستطيع الشركات أو التبرعات تعويضه. ويشير قادة في قطاع الأدوية إلى أن 99% من الأدوية التي تمت الموافقة عليها بين 2010 و2019 اعتمدت على أبحاث بتمويل من NIH. ومع ذلك، يلتزم قادة القطاع الصمت، خوفًا من ردود الفعل. وتواجه المؤسسات العلمية صعوبة في تقرير ما إذا كانت ستواجه الحكومة علنًا أم تتعامل معها سرًا. وفي الوقت نفسه، يقود شباب الباحثين موجة جديدة من الحراك، رغم أن فرصهم المهنية مهددة. وتقول إيما كورتني، طالبة دكتوراه: "نحن نشهد تحول مساراتنا أمام أعيننا. والنجاحات المبكرة التي تحدد مستقبلنا تُقضى عليها الآن". aXA6IDQ1LjgyLjQyLjE2OSA= جزيرة ام اند امز LT


الاتحاد
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- الاتحاد
ابيضاض الشعاب المرجانية يواصل تحقيق مستويات قياسية
تواصل ظاهرة ابيضاض الشعاب المرجانية الضخمة المستمرة منذ عامين تسجيل أرقام قياسية، إذ بات نحو 84% من الشعاب المرجانية في العالم متضررا، ما يشكل خطرا على استمرارية هذه النظم البيئية التي تُعدّ ضرورية للحياة البحرية ومئات الملايين من البشر. تُعد الشعاب المرجانية شديدة التأثر بارتفاع درجات حرارة المياه. وتشهد درجات حرارة المحيطات في العالم مستويات غير مسبوقة منذ عام 2023، بسبب الاحترار المناخي. ونتيجة لهذا الارتفاع المفرط في درجة الحرارة وتحمّض البحار الناجم عن انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية، يشهد العالم في العامين الماضيين تمددا لظاهرة ابيضاض مرجاني هي الرابعة منذ عام 1998، عبر المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والمحيط الهندي. وأفادت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (نواا - NOAA) في آخر تحديث لها نُشر الاثنين أنه "في الفترة ما بين الأول من يناير 2023 و20 أبريل 2025، أثر الإجهاد الحراري المرتبط بالابيضاض على 83,7% من الشعاب المرجانية في العالم". وحذّر علماء اجتمعوا في إطار المبادرة الدولية للشعاب المرجانية، في بيان الأربعاء من حجم هذه الظاهرة المستمرة. -"عاصفة ثلجية صامتة" يحدث موت الشعاب المرجانية الذي يتجلى في تغير لونها، نتيجة لارتفاع درجة حرارة الماء، ما يؤدي إلى طرد طحالب الزوكسانثيلا التي تعيش في تكافل مع المرجان، والتي تُزوّده بالعناصر الغذائية وبلونه الزاهي. وإذا استمرت درجات الحرارة المرتفعة، فقد يموت المرجان. ومع ذلك، يمكن للشعاب المرجانية أن تتعافى إذا انخفضت درجات الحرارة بشكل مستدام أو إذا حصل تحسن في عوامل أخرى مثل التلوث أو الصيد الجائر. لكن درجات الحرارة المسجلة في بعض المناطق شديدة بما يكفي "لتسبب موتا بصورة جزئية أو شبه كاملة للشعاب المرجانية"، وفق الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي. وعلّقت ميلاني ماكفيلد، مؤسِّسة مبادرة "شعاب مرجانية صحية لأشخاص أصحاء" (HRI) في منطقة الكاريبي "إن حجم الإجهاد الحراري ومداه صادمان"، متحدثة عن ابيضاض "مقلق" يضرب الشعاب المرجانية "كعاصفة ثلجية صامتة"، ما يقضي على "الأسماك التي تعيش في هذه المياه والألوان الزاهية". وقالت العالمة المخضرمة في فلوريدا "إذا استمرت موجات الحر البحرية، فمن الصعب توقع كيفية حدوث التعافي". يعيش حوالي مليار شخص حول العالم على بُعد 100 كيلومتر من هذه الشعاب المرجانية، ويستفيدون، على الأقل بشكل غير مباشر، من وجودها. وتُعدّ هذه "الكائنات الحية الفائقة" موطنا لثروة حيوانية هائلة، وتوفر سبل عيش لملايين الصيادين، وتجذب سياحة كبيرة، كما تحمي السواحل من أضرار العواصف من خلال عملها كحواجز أمواج. ومع ذلك، يتوقع علماء المناخ أن تختفي نسبة تتراوح بين 70% و90% من الشعاب المرجانية بحلول أوائل ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين في حال حصر الاحترار عند عتبة درجة مئوية ونصف درجة مقارنة بمعدلات ما قبل الصناعة. كما أن 99% من الشعاب المرجانية مهددة بالزوال في حال ارتفاع معدلات حرارة الأرض بمقدار درجتين مئويتين، وهو الحد الذي حددته اتفاقية باريس. ووفقا للأمم المتحدة، فإن التزامات الدول حاليا بالحد من تلوث الكربون تقود العالم نحو مناخ أكثر دفئا بمقدار 3,1 درجات مئوية بحلول نهاية القرن. كان 2024 هو العام الأكثر حرارةً على الإطلاق على كلٍّ من سطحي اليابسة والمحيطات. وقد تضاعف معدل احترار المحيطات تقريبا منذ عام 2005، وفق ما أشار مرصد كوبرنيكوس الأوروبي في سبتمبر. يُفسر هذا الاحترار إلى حد كبير بأن المحيطات، منذ عام 1970، امتصت "أكثر من 90% من الحرارة الزائدة في النظام المناخي" الناتجة عن غازات الدفيئة المنبعثة جراء الأنشطة البشرية، وفق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وهي هيئة علماء المناخ المعينة من الأمم المتحدة.