
واحات الإمارات تنبض بالجمال على مدار العام
شكّلت الواحات في دولة الإمارات منذ القدم متنفساً طبيعياً لأبناء الإمارات والسياح على مدار العام، لما تتمتع به هذه المناطق من طبيعة ساحرة وشواهد تاريخية عريقة لاتزال إلى اليوم تحظى بجاذبيتها السياحية، حيث تستقبل آلاف الزوار وتقدم فرصة للاسترخاء في أحضان الطبيعة بعيداً عن صخب الحياة اليومية.
وتحتضن الإمارات عشرات الواحات التي تستقطب الزوار الذين يجدون فيها وجهة مثالية يلتقي فيها جمال الطبيعة، التي لاتزال تحافظ على سحرها البِكر بأشجارها وأفلاجها، مع عراقة التاريخ التي تعود بعض شواهدها إلى آلاف السنين، مشيرة إلى استيطان الإنسان لها على مرّ العصور.
وحرصت الإمارات على الاهتمام بالواحات، وإبرازها كوجهات سياحية تنبض بالحياة على مدار العام، والعمل على تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية التي أسهمت في تطوير الواحات والمحافظة على طبيعتها وضمان استدامتها، مع بذل الجهود لرفع جودة الخدمات فيها بلمسات إبداعية تبرز عراقة الشواهد التاريخية في الواحات وتزيد من جمال سحر الطبيعة.
وانسجاماً مع أهداف حملة «أجمل شتاء في العالم» - في نسختها الخامسة التي انطلقت تحت شعار «السياحة الخضراء»، بالتعاون بين وزارة الاقتصاد والمركز الزراعي الوطني، والهيئات السياحية المحلية في الدولة - يتم تسليط الضوء على أبرز الواحات في الدولة التي تستقطب الزوار للاستمتاع بأجواء السياحة الخضراء، بهدف تشجيع المشاركة المجتمعية على الاهتمام بالممارسات الزراعية المستدامة، وتحفيز الزيارات السياحية المستدامة في إطار استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والهادفة إلى تطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة.
على لائحة «اليونسكو»
وتعد واحة العين واحدة من أبرز الوجهات السياحية الشاهدة على الاستيطان البشري والممارسات الزراعية في هذه المنطقة، ويعود تاريخها لبدايات العصر البرونزي (نحو 3000 عام قبل الميلاد)، وحظيت باهتمام عالمي حتى تم إدراجها في 2011 على لائحة التراث العالمي لـ«اليونسكو».
وافتتحت رسمياً للجمهور في 2016، لتستقبل مختلف الزوّار لاكتشاف المركز البيئي التعليمي والتجول بين مجموعة واسعة من الممرّات المُظلَّلة التي تتراص فيها 147 ألف نخلة، ومساحات شاسعة ينمو فيها قرابة 100 نوع من النباتات بالإضافة إلى عدد من المزارع المنتجة، وتعد الواحة حوضاً منخفضاً يضم أشجار النخيل والفواكه والخضراوات المزروعة تحت ظلال النخيل التي تروى بمياه الأفلاج.
وفي العين أيضاً تبرز واحة الهيلي، الواقعة أقصى شمال مدينة العين، والتي تغطي مساحة 60 هكتاراً، وتحوي ما يقرب من 40 ألف نخلة مثمرة في أكثر من 252 مزرعة. وتشكل واحة ليوا التاريخية أكبر منتجع طبيعي في صحراء الربع الخالي، وتنتشر في ربوعها المياه الجوفية القريبة من السطح، والتي شجعت الزراعة وتربية الحيوانات لأجيال عديدة، لتبرز الواحة قطعة فنية تمتزج فيها بساتين النخيل الخضراء مع الكثبان الرملية العالية الحمراء، وتنبسط الواحة على شكل هلال يمتد من الشرق إلى الغرب لمسافة تزيد على 100 كم، وتتميز باحتوائها على مجموعة من أعظم الكثبان الرملية في العالم، والتي يتعدى ارتفاع بعضها 150 متراً.
من وجهات دبي
وتعد بحيرات القدرة في دبي واحدة من أبرز الوجهات الصحراوية التي تأسر زوّارها بمناظرها الطبيعية وروعة الحياة البرية، مشكِّلةً واحةً صحراويةً اصطناعيةً تضم بحيرات وكثباناً رملية، وتم استحداثها لتكون من وجهات دبي المفضلة للسياحة البيئية، وتتيح خياراً مثالياً لقضاء أجمل الأوقات، وما يزيد من تفرد بحيرات القدرة قربها من «محمية المرموم» الصحراوية التي تشكل موئلاً لعشرات الأنواع من الحيوانات والطيور البرية، وتمثل عنصر جذب آخر لهواة الحياة الفطرية الذين يجدون في محميات دبي مبتغاهم في الاقتراب من مجموعة كبيرة ومتنوعة من الحيوانات مثل الغزلان والثعالب والبط وأكثر من 170 نوعاً من أنواع الطيور في الإمارات.
وفي الشارقة تعد واحة البداير، التي فتحت أبوابها في عام 2019، مشروعاً سياحياً فاخراً يقدم للزوار والسياح تجربة إقامة فريدة من نوعها تجمع بين التراث الأصيل والحداثة وممارسة الأنشطة الخارجية، في حين يعد منتجع واحة البداير وجهة مثالية صممت على شكل مدينة تراثية تحيط بها الكثبان الرملية الذهبية وتزينها أشجار النخيل.
تقاليد الصحراء
يقع مخيم واحة البدو في رأس الخيمة، وصُمم كملاذ صحراوي هادئ يُرضي أذواق الزوار الراغبين في عيش تجربة تعبق بأصالة وتقاليد الصحراء العربية الممزوجة مع الفخامة.
وفي رأس الخيمة أيضاً، يبرز مخيم بساطة البدوي، وقرية بساطة الصحراوية، بين الكثبان الرملية الشاسعة في منطقة محمية تؤوي الجمال البرية وحيوانات المها النادرة.
. بحيرات القدرة في دبي واحة صحراوية اصطناعية تأسر زوّارها بروعة الحياة البرية.
. حملة أجمل شتاء في العالم تسلط الضوء على مكامن سحر واحات الإمارات.
. 147 ألف نخلة، و100 نوع من النباتات في واحة العين.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ ساعة واحدة
- الاتحاد
«الإمارات الخيرية» تطلق حملة عيد الأضحى
رأس الخيمة (وام) أعلنت جمعية الإمارات الخيرية عن إطلاق حملة عيد الأضحى لعام 1446هـ/ 2025م، والتي تستهدف من خلالها تحقيق أثر إنساني واسع داخل الدولة وخارجها خلال أعظم أيام الدنيا، وبما يعكس القيم الأصيلة للتكافل والعطاء في المجتمع الإماراتي. وتتضمن مبادرات الحملة هذا العام برنامج الأضاحي خارج الدولة، الذي تبلغ تكلفة الأضحية من خلاله 350 درهماً، وتهدف الجمعية عبره إلى تقديم 1200 أضحية في الدول ذات الحاجة الملحة، لضمان وصول لحوم الأضاحي إلى آلاف الأسر المتعففة هناك. وتتيح الجمعية للراغبين في أداء حج البدل عن أحبائهم من المرضى أو العاجزين أو المتوفين، فرصة أداء هذه العبادة عبر وكلاء موثوقين وبسعر قدره 3000 درهم. وتسعى الجمعية إلى رسم البسمة على وجوه الأطفال والأسر المتعففة من خلال برنامج «كسوة العيد»، الذي يوفر الملابس الجديدة للأيتام والمحتاجين داخل الدولة، ضمن إطار يعكس روح البهجة والتراحم في أيام العيد المباركة. «وليال عشر» تطلق جمعية الإمارات الخيرية برنامجاً نوعياً بعنوان «وليال عشر» يمتد على مدى العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، ويضم عشر مبادرات خيرية تطرح بشكل متدرج، بحيث يتم التركيز في كل يوم على برنامج إنساني فاعل يخدم شريحة مختلفة من المجتمع داخل الدولة وخارجها. ويفتح هذا التنوع في البرامج أبواب الخير لجميع فئات المجتمع، لدعم الأسر المحتاجة أو بناء المساجد أو علاج المرضى أو تعليم الأيتام أو دعم أصحاب الهمم. وقال عبدالله سعيد الطنيجي، الأمين العام للجمعية، إن حملة «وليال عشر» تمثل ترجمة عملية لمعاني التضامن والتراحم التي بني عليها مجتمع الإمارات، وإن الجمعية صممت برامجها بعناية لتشمل أكبر شريحة ممكنة من الفئات المحتاجة، داخل الدولة وخارجها.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
المعجم التاريخي للغة العربية.. إنجاز خالد بقيادة سلطان الثقافة
في زمن تتسارع فيه التحولات وتضعف فيه أولويات المشاريع الثقافية لدى كثير من الدول، تواصل الشارقة بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أداء دورها الريادي في حماية اللغة والهوية. ففي حفل رسمي أقيم بمقر منظمة اليونسكو في باريس، تسلّم سموه تكريماً خاصاً بمناسبة إدراج المعجم التاريخي للغة العربية ضمن مكتبة اليونسكو، بحضور شخصيات دولية رفيعة المستوى وتحت شعار «اللغة العربية: جسر بين التراث والمعرفة». وخلال الحفل، عبّر سموه عن عمق المعنى الإنساني لهذا المشروع قائلاً: «حين نحتفي اليوم بالمعجم التاريخي للغة العربية فإنما نكرّم بهذا الاحتفاء عنصراً من عناصر هذا التنوع البشري العظيم»، مضيفاً: «إن احتفاءنا بهذا العمل في رحاب اليونسكو، هو رسالة واضحة مفادها أن الثقافة لا تعرف الحدود، وأن الجهد العربي حين يتحقق بإخلاص وبروح جماعية يحظى إنجازه بالتقدير». المعجم، الذي تتبّع تطور مفردات اللغة العربية منذ فجر التاريخ وحتى العصر الحديث، يُعد من أضخم المشاريع العلمية في العالم العربي. وقد كان لصاحب السمو الدور المحوري في إطلاقه ورعايته ومتابعته علمياً، حيث سخّر له الموارد والطاقات، وجعل منه مشروعاً حضارياً يخدم الأجيال القادمة. وفي وقت يشهد فيه العالم تراجعاً في الاهتمام بالمشاريع اللغوية والثقافية، تُثبت الإمارات والشارقة أنهما في المقدمة دوماً، لا في حفظ الإرث فقط، بل في تصديره إلى المستقبل بأجمل وأكمل صورة. إن إدراج المعجم في اليونسكو لا يمثّل إنجازاً علمياً فقط، بل هو رسالة حضارية من العالم العربي إلى الإنسانية، بأن لغتنا ما زالت تنبض بالحياة والمعرفة. شكراً لوالدنا سلطان الثقافة، الذي لم يحمِ فقط ماضي اللغة، بل وضع لها أساساً راسخاً للمستقبل، وأكد أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الكلمة.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
موزة بنت خليفة: إيماننا عميق بالدور الريادي للمرأة
أبوظبي: «الخليج» اطلعت الشيخة موزة بنت خليفة بن محمد آل نهيان، سفيرة مشاريع كبار المسنين في «بيورهيلث»، على برامج مؤسسة التنمية الأسرية في مركز أبوظبي ومبادراتها، وعلى آليات تقديم الخدمات وسبل تطويرها بما يتماشى مع أفضل الممارسات التي تدعم استقرار كبار المواطنين والمقيمين. وأشادت بالجهود المبذولة للارتقاء بمستوى الرعاية والدعم، والتحسينات المستمرة في الخدمات المقدمة، وبأهمية تعزيز الشراكة بين مختلف الجهات الحكومية والمجتمعية لضمان استدامة هذه البرامج والخدمات. وثمّنت الشيخة موزة الدور الحثيث لسموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، في دعم كبار المواطنين، وتعزيز مكانتهم، عبر المبادرات النوعية والبرامج المتكاملة التي تُسهم في جودة حياتهم وتلبي احتياجاتهم المتنوعة. وقالت الشيخة موزة: هذه الزيارة تعزّز أطر التعاون بين التنمية الأسرية و«بيورهيلث»، التي تواصل ريادتها في تمكين الإماراتية عبر برنامج «مسيرة المرأة الإماراتية»، الذي يحظى برعاية كريمة من سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، وهذا التعاون يعكس الإيمان العميق بأهمية الدور الريادي للمرأة في تحفيز عجلة التنمية والمساهمة الفاعلة في نهضة المجتمع. وقالت مريم الرميثي: إن زيارة الشيخة موزة بنت خليفة شكلت مصدر فخر واعتزاز لما حملته من تجسيد حيّ لاهتمامها العميق بتمكين الأسرة وتعزيز دورها في بناء المجتمع.