logo
مخرج إيراني معارض للنظام يفوز بجائزة ذهبية في مهرجان كان السينمائي #عاجل

مخرج إيراني معارض للنظام يفوز بجائزة ذهبية في مهرجان كان السينمائي #عاجل

سيدر نيوزمنذ 16 ساعات

Reuters
فاز المخرج الإيراني المعارض جعفر بناهي، السبت، بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عن فيلمه 'كان مجرد حادث' الذي صُوّر سراً، داعياً من على منبر المهرجان إلى 'حرية' بلاده.
وكوفئ المخرج البالغ من العمر 64 عاماً، والذي تمكن من الحضور إلى مهرجان 'كان' السينيمائي للمرة الأولى منذ 15 عاماً، بالجائزة الأرفع للمهرجان، عن فيلمه الذي تدور أحداثه حول مخطط سجناء سابقين للانتقام من جلاديهم.
تبدأ أحداث الفيلم بلقطة لرجل وزوجته الحامل السعيدة وهما يقودان سيارة في الريف ذات مساء، بينما تجلس ابنتهما المرحة في المقعد الخلفي.
وعندما تتعطل السيارة، يقنع الزوج ميكانيكياً بإصلاحها.
وهنا تظهر شخصية جديدة: وهو وحيد، زميل الميكانيكي الذي يظهر للمشاهدين بمظهر أشعث.
يسمع وحيد مزيجاً من أصوات خطوات غير منتظمة لشخصٍ يعرج، وصرير ساقٍ اصطناعية.
Jafar Pahani Productions/Les Films Pelleas
هذه الأصوات لطالما طاردت وحيد لسنوات أثناء كوابيسه.
فهي تُذكره بشخص يُعرف باسم 'بيج ليغ'، وهو مُحقق سادي عذب وحيد أثناء سجنه بتهمة التحريض التي لُفقت له.
وبمجرد أن يرى الرجل، يندفع وحيد ويُسقطه أرضاً مستخدماً مجرفة، ثم يضعه في صندوق في مؤخرة شاحنته، ويُخطط لدفن الشخص، الذي يعتقد أنه المحقق 'بيغ ليغ'، حياً في الصحراء.
لكن وحيد لا يعرف شكل هذا المحقق، لأنه كان معصوب العينين طوال فترة سجنه، ولذلك لا يمكنه الجزم بأن الرجل الذي احتجزه هو 'بيج ليغ'.
ولهذا، يقرر وحيد قيادة الشاحنة والذهاب إلى المدينة للحصول على رأي ثانٍ من صديق كان مسجوناً معه.
لكن الأمور لم تكن بهذه البساطة، إذ سرعان ما امتلأت شاحنة وحيد بسجناء سابقين يتجادلون حول هذا الموضوع، ومن بينهم مصوّرة حفلات زفاف، وامرأة غاضبة من المقرر أن تتزوج في اليوم التالي، ورجل تملأه المرارة، مستعد دوماً لخنق الأسير، سواء أكان 'بيج ليغ' أم غيره.
Reuters
كوميديا 'صحية'
يمزج المخرج الإيراني، جعفر بناهي هذه القضايا بجرعةٍ من الكوميديا 'الصحية'.
فوحيد ورفاقه ليسوا قصاصين متعطشين للدماء، بل هم مجموعة من الأشخاص يتشاجرون، وقد تُحبط مهمتهم بنفاد البنزين.
ففي لحظة ما، سيضطرون إلى دفع الشاحنة داخل مرآب، بما في ذلك العروس التي ترتدي فستان زفافها الأبيض.
وفي هذه الأثناء، لا يكتفون بالبحث عن الشرطة السرية لمساعدتهم، بل يُثير استياءهم الفساد المُستشري على نطاق محدود.
فأحد الأمثلة الساخرة على ذلك، هو قيام اثنين من حراس أمن بإنتاج جهاز خاص بهما لإتمام عمليات الشراء بالبطاقة الائتمانية، حتى يتمكنا من بيع شرائح الهاتف المحمول للأشخاص الذين يحتاجون إلى شرائها وليس بحوزتهم أموال نقدية.
هذه المشاهد الساخرة ليست مجرد تسلية عابرة، بل إنها تُعزز وجهة نظر بناهي القوية بأن الأبطال والأشرار ليسوا جميعاً شخصيات بارزة ترتدي زياً رسمياً.
فهناك من ارتكبوا أسوأ الشرور، وأولئك الذين تحملوها، وهناك من سكتوا عنها وسمحوا لها بالحدوث،
ويمكن رؤيتهم جميعاً في أي شارع من شوارع المدينة المُشمسة، وهم يُمارسون حياتهم اليومية مع أصدقائهم وأقاربهم.
ويضع بناهي هذه الرؤى المرعبة والإنسانية المؤثرة في فيلم بسيط وسريع الحركة.
ولذلك، يوازن فيلم 'كان مجرد حادث' بين الغضب والدفء والفكاهة والتعاطف مع شخصياته، حتى عند تناوله أكثر المواضيع قتامة.
taherehsaidii via Reuters
سُجن المخرج الإيراني جعفر بناهي، مراراً وتكراراً ومُنع من إخراج الأفلام في موطنه إيران.
كما أنه مُنع من السفر عدة مرات، لدرجة أنه لم يزر مهرجان كان منذ عام 2003، على الرغم من مشاركة أفلامه.
وقد حُكم عليه في إيران عام 2010، بالسجن ست سنوات ومُنع من التصوير لمدة 20 عاماً أو السفر إلى الخارج، لدعمه احتجاجات مناهضة للحكومة ونشر 'دعاية مناهضة للنظام'، وأُطلق سراحه بكفالة مشروطة بعد شهرين.
و منذ عام 2010، لم يتمكن المخرج الإيراني من مغادرة بلاده لحضور أي من المهرجانات السينمائية الكبرى التي حصد فيها جوائز، كجائزة الدب الذهبي' مرتين في مهرجان برلين وثلاث جوائز في مهرجان كان وجائزة أخرى في مهرجان البندقية.
وقال بناهي لوكالة فرانس برس الثلاثاء 'الأهم هو أن الفيلم قد أُنتج. لم أُفكر في ما قد يحدث بعد ذلك. أشعر بأني حيّ ما دمت أصنع أفلاما'.
وخلال تسليمه جائزة السعفة الذهبية، تطرقت رئيسة لجنة التحكيم جولييت بينوش إلى الدور الذي يضطلع به الفنانون في 'تحويل الظلام إلى غفران'.
وقالت النجمة الفرنسية إن 'الفن يستفز ويطرح الأسئلة ويبدّل الأوضاع (…) الفن يحرك الطاقة الإبداعية لأثمن جزء فينا وأكثره حيوية. قوة تحوّل الظلام إلى غفران وأمل وحياة جديدة'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ماهلاغا جابري تختار مصمّمين لبنانيين في كان وهذه أسرار جمالها (صور وفيديو)
ماهلاغا جابري تختار مصمّمين لبنانيين في كان وهذه أسرار جمالها (صور وفيديو)

النهار

timeمنذ 2 ساعات

  • النهار

ماهلاغا جابري تختار مصمّمين لبنانيين في كان وهذه أسرار جمالها (صور وفيديو)

أطلّت عارضة الأزياء الإيرانيّة ماهلاغا جابري في اليومين الأخيرين من مهرجان كان 2025، فاختارت إطلالتها الأولى من المصمّم رامي قاضي، والثانية من رامي سلمون، وحبست الأنفاس بجمالها العربي الآسر وحضورها اللطيف. في هذا المقال سنفصّل إطلالتيها ونكشف أسرار جمالها السبعة. تصوير: جوي سترودز أزرق بحري من رامي قاضي في العرض الافتتاحي لفيلم (La Venue de L'Avenir)، الذي عُرض خلال مهرجان كان السينمائي الدولي بنسخته الـ 78، شدّت ماهلاغا الأنظار بتصميمٍ مبهر باللون الأزرق الداكن، حمل توقيع صاحب المخيّلة الخصبة والإبداع المتجدّد، المصمّم اللبناني-العالمي رامي قاضي. تميّز الفستان بلونه العميق، الذي يتدرّج من الأزرق نحو الأسود، وبقصّته الطويلة الأنيقة بدون كُمّين، المكشوفة الصدر بفتحة عميقة. وقد تمّ تنميق الصدر المنحوت بأحجار الراين البراقة والمتراصة، في حين جاءت توليفة التنّورة المنفوخة من الريش. ولتعزيز أناقة الإطلالة ومظهرها الفاخر، تزيّنت ماهلاغا بمجوهرات مرصّعة بالألماس والياقوت الأزرق. في هذه الإطلالة، جاءت تسريحة ماهلاغا بلمسة مصفّفة الشعر شهرزاد لوزاني، بنمط التموّجات العريضة مع فرق في الوسط، في حين منحها خبير التجميل ألبرت مكياجاً ناعماً، استخدم فيه الظلال البرونزيّ فوق الجفون مع كحل مائيّ أسود حدّد العينين، وماسكارا سوداء صقلت الرموش، فيما نحت ملامح الوجه بلمسات من البودرة البرونزيّة والهايلايتر المضيء، ثمّ غلّف الشفتين بلون البيج الحيادي مع قلم كونتور من اللون نفسه. أسود بلمسة الكريستال من رامي سلمون في إطلالة لا تقلّ جمالاً وأناقة عن الأولى، بدت ماهلاغا مبهرة بفستان أسود طويل مطرّز بأحجار كريستاليّة كبيرة عند أعلى الصدر وحول الخصر من مجموعة الخياطة الراقية لربيع وصيف 2025، مما ذكرّنا بالآلهة الرومانيّة في الأفلام التاريخيّة؛ فالفستان بقصّته المنسدلة مع شقٍ طويل يكشف السّاق من الجانب نفسه. كذلك، يبرز في الفستان تفصيل الزمزمة والتقطيع، ووشاح ينسدل من الكتف اليسرى ليلامس الأرض. وقد تزيّنت ماهلاغا بمجوهرات مرصّعة بالألماس والأونيكس. من الناحيّة الجماليّة، لم يختلف مكياج ماهلاغا جابري بلمسة خبير التجميل ألبرت عن إطلالتها الأولى. أمّا تسريحة شعرها، التي نفّذتها مزيّنة الشعر شهرزاد لوزاني، فجاءت مرفوعة بنمط شينيون أنيق يكشف عن ملامح وجهها بشكل رائع. View this post on Instagram A post shared by MAHLAGHA ☽ (@mahlaghajaberi) أسرار جمال ماهلاغا السّبعة تتمتّع ماهلاغا جابري بملامح شرقيّة نادرة تميّزها من سائر النساء المشاهير، رغم أنها تُشبّه في أغلب الأحيان بنجمة بوليوود الشهيرة آشواريا راي: عينان لوزيّتان واسعتان، أنف دقيق، شفتان مكتنزتان، وبشرة نضرة. تناسق ملامحها يجعلها "فوتوجينيك" (مثاليّة للكاميرا). بالإضافة إلى ذلك، تتمتّع ماهلاغا بجمالٍ صامت، يعتمد على قوة الحضور والمظهر أكثر من الكلام. فهي تتقن فنّ التحرّك، وكيفية الوقوف والنظر. حضورها الهادىء والغامض يعزّز من جاذبيتها الأنثوية الراقية رغم اختيارها قصّات جريئة في معظم الأحيان. أما أسرار ماهلاغا جابري الجماليّة فيمكن اختصارها بسبعة: 1- الانضباط تحافظ ماهلاغا على روتين نوم جيّد، وهو أمر أساسي لصحّة البشرة والرشاقة. 2- الراحة النفسيّة والذهنيّة تعتني ماهلاغا بصحّتها النفسيّة قبل الجسديّة من خلال رياضة التأمل وتجنّب كل ما يؤثر سلباً على محيطها الهادىء. 3- نظام غذائي متوازن تتجنّب ماهلاغا الأطعمة المصنّعة، والسكريّات. تشرب الكثير من الماء للمحافظة على نضارة بشرتها، ولطرد السّموم من جسمها، وتفضّل تناول الخضراوات والفاكهة الغنيّة بالألياف، والأطباق المحضرّة بطريقة صحيّة. 4- إبراز جمال العينين تُركّز ماهلاغا على إبراز جمال عينيها اللوزيتين باستعمال الكحل المائي الأسود بالأسلوب الشرقي، وتحافظ على توازن المكياج من خلال تلوين شفتيها بألوان حياديّة كالبيج أو الوردي الزاهي لتعزيز الأنوثة الناعمة. لكنّها، في حالات نادرة تختار اللون الأحمر لكسر الرتابة. 5- عناية مثاليّة بالبشرة تعتبر العناية بالبشرة أمراً أساسياً بالنسبة لماهلاغا جابري، لذا تحرص على تنظيفها جيّداً وترطيبها يومياً، ولا تخرج بدون كريم وقاية من الشمس. كذلك، تستخدم المستحضرات الطبيعيّة الخالية من المواد الكيميائيّة القاسية، وتواظب على استعمال الأقنعة المعزّزة للنضارة والإشراق، خصوصاً تلك المصنوعة من الطين أو العسل. وتستخدم يومياً كريمات العناية بالعينين. 6- كريم الأساس والحواجب عند اختيار كريم الأساس، تفضّل ماهلاغا النوع الخفيف الذي لا يخنق المسامّ، ولا يُثقل الملامح للمحافظة على نضارة البشرة وألق السحنة. كذلك تحرص على تغذيّة وتنسيق حاجبيها لأنها تعتبرهما أساس المكياج الناجح. 7- العناية بتاج الجمال الشعر الطويل والصحّي هو تاج الجمال بالنسبة للمرأة، خصوصاً الشرقيّة؛ لذا تعتني ماهلاغا بشعرها باستعمال شامبو غنيّ بزيت الأرغان أو جوز الهند المرمّم والمغذّي، وتحرص على اختيار النوع الخالي من الكبريتات.

عمر حرفوش: "بين طموح التغيير وواقع السياسة اللبناني"
عمر حرفوش: "بين طموح التغيير وواقع السياسة اللبناني"

الديار

timeمنذ 3 ساعات

  • الديار

عمر حرفوش: "بين طموح التغيير وواقع السياسة اللبناني"

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب عمر حرفوش رجل اعمال لبناني, موسيقي ومفكر وناشط سياسيي ، ما جعله من أبرز الشخصيات المثيرة للجدل في العالمين العربي والأوروبي. ذلك انه في عالمٍ يعجّ بالتحديات السياسية والتقلبات الاجتماعية، يبرز اسم عمر حرفوش كصوتٍ جريء لا يخشى كسر الصمت. هو صاحب مشروع تغييري طموح يسعى إلى تحرير لبنان من قبضة الفساد والطائفية. عُرف بمبادراته المثيرة للجدل وظهوره الإعلامي الصادم أحيانًا، إلّا أنّه لا يتوانى عن طرق أبوابٍ أُغلِقت طويلاً في وجه الحقيقة. بين باريس وبيروت، يشق حرفوش طريقًا فريدًا، متحديًا الأطر التقليدية، ومثيرًا الجدل والسجال، لكنه دون شكّ، يفرض نفسه كرقمٍ صعب في معادلة لبنان الجديدة. وصف حرفوش نفسه بأنه "لبناني غير طائفي: سني الولادة، مسيحي التربية، شيعي الممارسة"، مما يعكس رؤيته العابرة للطوائف. الديار تمكنت من الحصول على مقابلة مع رجل الاعمال عمر حرفوش خلال حضوره لمهرجان كان السينمائي 2025 ومعرفة نصائحه للشباب في كيفية تحقيق النجاح وفي نظرته للحياة السياسية في لبنان. بداية, "أستاذ حرفوش، كيف تصف رحلتك نحو النجاح؟ اكد حرفوش بأن العمل الشريف وعدم التحايل هما السببان الرئيسييان للوصول الى النجاح فضلا لعدم الخوف من السقوط او الفشل بل التعلم من التجارب واعتبار كل انكاسة فرصة لاعادة التقييم وتحسين الاستراتيجية لبلوغ الاهداف. وقال"واجهت كل انواع العقبات, اصعبها الافتراء والاستكبار,فقد تعرضت لحملات تشويه وتشكيك وصعوبات في بيئة اعلامية وسياسية معقدة الا انني تمكنت من تجاوزها بفعل ايماني وتصميمي على تحقيق اهدافي". ما هي نصيحتك للشباب اللبناني الذي يعاني الامرين في بلاده؟ "انصح كل شاب وشابة في لبنان ان لا يبنوا بداية مسيرتهم على الغش والخداع لان الحياة تكافئ العمل الحسن وتعاقب السيئات.وفي الوقت ذاته, احثهم الا يفقدوا الامل وان كان الطريق صعبا بل عليهم ان يتمسكوا بمبادئهم ويعززوا قدرتهم على المواجهة لان التغيير الحقيقي يبدأ من ايماننا بأنفسنا." واضاف:" لا تنتظروا ان ينقذكم احد بل ثقوا بانفسكم وبثقافتكم وتميزكم فانتم الامل الحقيقي للبنان". "مهرجان كان السينمائي هذا العام اعطى السعفة الذهبية للمخرج الايراني للاضاءة على الممارسات الغير انسانية في ايران. وحسنا فعلوا." "لن اترشح بعد الان في اي عمل سياسي بعدما عانيت من النهب والسرقة والافتراءات واكتشفت للاسف ان النظام السياسي في لبنان "مخيط" بايديولوجيا مافيوية سياسية احترافية هدفها منع وصول اي اصلاحي او انساني الى اي مركز سياسي, من اصغر الدرجات الى اعلاها."والشعب رضيان". وتابع:" اذا استمر رؤساء الجهورية والوزراء في اصلاحاتهم الحالية وان كانت صغيرة جدا , فيمكن للبنان التحسن ولكن لن يصبح دولة ديمقراطية حقيقية بدون تغيير الدستور والغاء الطائفية السياسية نهائيا وفصل القضاء عن السياسة وهذا مطلب من مطالب الجمهورية الثالثة."

بناهي ينتصر في كانّ… رحلة مناضل من سجون إيران إلى 'السعفة'
بناهي ينتصر في كانّ… رحلة مناضل من سجون إيران إلى 'السعفة'

النهار

timeمنذ 6 ساعات

  • النهار

بناهي ينتصر في كانّ… رحلة مناضل من سجون إيران إلى 'السعفة'

بعد إثني عشر يوماً من المنافسة الحامية بين مجموعة أعمال سينمائية، أُسنِدت مساء السبت الماضي "السعفة الذهب" إلى المخرج الإيراني جعفر بناهي، 65 عاماً، عن فيلمه "حادث بسيط"، وذلك في ختام الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كانّ السينمائي (13 - 24 أيار). جاءت الجائزة تتويجاً لاختيار لجنة التحكيم التي ترأستها الممثّلة الفرنسية جولييت بينوش ذات الروابط المتينة بالسينما الإيرانية، منذ تعاونها مع عباس كيارستمي. وكأن القدر شاء أن يكرّس مساراً بدأه كيارستمي نفسه حين نال أولى "السعفات" الإيرانية عن "طعم الكرز"، وها هو بناهي، بعد ثمانية وعشرين عاماً، يعود ليحمل "السعفة" الثانية إلى بلاده. بناهي الفائز الثاني بـ"السعفة"، يتكبّد مرارة الظلم والسجن. فقد سبق له أن شهد هذا المصير المخرج التركي الكردي يلماز غونيه، الذي فاز بها عام 1982 عن فيلمه "يول"، الذي كتبه أثناء وجوده خلف القضبان. وبعد فراره إلى فرنسا، أكمل هناك مونتاج الفيلم، ليصل به إلى مهرجان كانّ ويحرز الجائزة الكبرى، مسجّلاً به شهادة على دور الفنّ في مواجهة القهر والاستبداد. هذه هي المرة الأولى، منذ 15 عاماً، يخرج فيها بناهي من إيران، للمشاركة في مهرجان سينمائي. ورغم أنها ليست زيارته الأولى لفرنسا منذ رفع حظر السفر عنه، إذ سبق أن زارها قبل عامين بعد الإفراج عنه من السجن إثر إضراب عن الطعام، فظهوره هذا العام يحمل طابعاً استثنائياً، ليس فقط لرمزية الحدث، إنما لما يحمله من انتصار شخصي وفنّي يتحقّق بعد عذابات طويلة. بعد تسلّمه "السعفة"، قال بناهي الذي ظلّ جالساً في كرسيه للحظات، بأنه شاهد وجوه الذين كانوا معه في السجن فرداً فرداً. في 2010، حجزت السلطات الإيرانية جواز سفر بناهي، ووجّهت إليه تهمة "نشر الدعاية المناهضة للنظام"، وقضت بسجنه ست سنوات، مانعةً اياه من العمل في السينما لمدة عشرين عاماً؛ وهو حظر لم يرضخ له. ومنذ ذلك التاريخ، دخل السجن وخرج منه أكثر من مرة، وكان آخر اعتقال له قبيل عرض فيلمه السابق "لا دببة" في البندقية، حيث شارك العمل في المسابقة بينما كان مخرجه خلف القضبان، ليفوز حينها بجائزة لجنة التحكيم الخاصة. رغم المضايقات التي لا تُعدّ ولا تُحصى والتي تعرّض لها بناهي على يد السلطات الإيرانية، لم يتوان عن مواصلة عمله السينمائي. والمفارقة أن فترة الحظر المفروضة عليه، التي كان يفترض أن تغلق باب السينما في وجهه، تحوّلت إلى فسحة إنتاج مكثّفة، إذ أنجز خلالها ستّة أفلام، صوّرها جميعها سراً في مسقطه طهران. من بينها "تاكسي" (2015) الذي نال عنه جائزة "الدبّ الذهب" في مهرجان برلين، إلى جانب عدد من الجوائز الدولية التي لم يتمكن من تسلّمها شخصياً بسبب منع السفر. وكان من المعتاد أن تترك له المهرجانات كرسياً شاغراً، كتعبير رمزي عن حضوره الغائب، في كلّ مرة شارك فيها بفيلم، قبل أن يعود مساء السبت، ليتسلّم بنفسه أول جائزة كبرى له مذ تتويجه بـ"الأسد الذهب" في مهرجان البندقية عن فيلمه "الدائرة" في بداية مسيرته، مطلع الألفية. وبهذا الفوز، ينضمّ بناهي إلى نادٍ صغير من المخرجين الذين حصدوا الجوائز الثلاث الكبرى في كانّ وبرلين والبندقية. شاهدنا "حادث بسيط" في النصف الثاني من المهرجان، وحظي باحتفاء نقدي من البعض وبفتور من البعض الآخر، في دورة انطوت على العديد من الأفلام الخلافية. وقد حرصت جهة الإنتاج، المؤلَّفة في معظمها من فريق فرنسي، على إبقاء العمل طيّ الكتمان حتى لحظة عرضه، إدراكاً لحساسية الموضوع الذي يتناوله الفيلم، وما قد يثيره من تبعات. فهل كانت الجائزة ذات امتداد سياسي، رغبة من لجنة التحكيم في اغتنام الفرصة لجعل التتويج لحظة رمزية، احتفاءً بفنّان لم ينكسر رغم كلّ القيود؟ سؤال مشروع، لا سيما في زمن تزحف فيه الفاشية إلى الفنّ، وفي مهرجان اعتاد أن يكرّم الأعمال التي تقف في وجه القمع منتصرةً لحرية التعبير. وقد يكون هذا البُعد مؤثّراً في قرار لجنة تحكيم تضم فنّانين ذوي حساسيات عالية تجاه ممارسات كم الأفواه ومصادرة الحرية. فكانت الجائزة للفيلم ولعذابات الشخص الذي يقف خلفه. مع ذلك، فالفيلم يستحق التقدير، حتى وإن تكن المنافسة محتدمة بين عدد من الأفلام الممتازة، التي كان لكلّ منها ما يؤهله لنيل "السعفة". غير أن من العبث، في النهاية، مقارنة أعمال تختلف جوهرياً في الشكل والمضمون، إذ لكلّ تجربة خصوصيتها. لكن هذه، ببساطة، هي لعبة المهرجانات. الجوائز الأخرى جاءت على النحو الآتي: 'قيمة عاطفية" للنروجي يواكيم ترير نال "الجائزة الكبرى"، ثانية الجوائز من حيث الأهمية. دراما عائلية تدور على علاقة أب مخرج سينمائي بابنتيه بعد غيابه الطويل ووفاة الأم. يحمل الفيلم بصمة فنية دقيقة، يدمج السخرية بالألم ويتناول مواضيع الفقد والمصالحة. المنزل العائلي يصبح مسرحاً للمشاعر المكبوتة والذكريات المؤلمة، ويتحول إلى رمز للتاريخين الشخصي والعام. الفيلم يبرز الفنّ كوسيلة للتعبير والغفران، مقدّماً رؤية حسّاسة لعلاقات الأسرة المتشابكة، ومؤكداً مكانة ترير كأحد كبار مخرجي السينما المعاصرة. "صوت السقوط" للألمانية ماشا شيلينسكي، فاز بجائزة لجنة التحكيم. الفيلم عن أربع فتيات شابات يعشن مراهقتهن في أربعة عصور متباعدة، لكن في المكان نفسه: مزرعة نائية في شمال ألمانيا. يعبرن سنوات التكوّن وسط جدران تحتفظ بذاكرة الزمن. ورغم تعاقب القرون وتبدّل ملامح الدار، يظل صدى الماضي يتردد بين أركانها. وكأن حياة كلّ واحدة منهن تنسج خيطاً خفياً يصل بين الأزمنة، لتُكمل إحداهن ما بدأته الأخرى، في حوار صامت يتجاوز الزمن. تشارك الفيلم الجائزة (مناصفة) مع "صراط" للمخرج الفرنسي الإسباني أوليفييه لاشيه الذي كان أحد أقرب الأفلام إلى قلوب بعض النقّاد. يأخذ المشاهد في رحلة بصرية وروحية عبر الصحراء، حيث يبحث أب إسباني عن ابنته المختفية. الصحراء هنا فضاء فلسفي يعبّر عن عبور داخلي وتحول وجودي. أما الحفل في قلب الصحراء فيمثّل حرية تحرر من القيود الاجتماعية والسياسية. المخرج البرازيلي كليبير مندونسا فيلو وفيلمه "عميل سري" كانت له جائزة الإخراج. عمل بديع يستعرض فترة الديكتاتورية العسكرية في البرازيل عام 1977 من خلال قصّة مارسيلو (فاغنر مورا - فاز بجائزة التمثيل)، الرجل الأرمل الذي يعود إلى مسقط رأسه وسط جوّ من الخوف والترقّب. يتميز العمل ببنيته المعقّدة وتداخل السرد بين الماضي والراهن، مع انتقال سلس بين الدراما والفانتازيا. "أمّهات شابات" للأخوين البلجيكيين لوك وجان بيار درادين، نال جائزة السيناريو. فيلم عن خمس مراهقات يجمعهن سقف دار للأمومة، حيث يجدن الدعم في مواجهة تحديات الأمومة المبكرة. ومن أجواء قريبة، استمدّت المخرجة والممثّلة الفرنسية التونسية حفصية حرزي حكاية فيلمها "الصغيرة الأخيرة" (مراهقة من ضواحي باريس تنتمي إلى بيئة عربية إسلامية تقليدية تكتشف مثليتها). الفيلم جلب لناديا مليتي، في دور فاطمة، جائزة التمثيل التي كانت متوقّعة للممثّلة الفرنسية ليا دروكير عن دور المحقّقة في "قضية 137" لدومينيك مول. أخيراً، ابتدعت لجنة التحكيم "جائزة خاصة" لرد الاعتبار إلى "انبعاث" للمخرج الصيني بي غان (في عام 2068، تستفيق امرأة من جراحة دماغية في عالم منهار، وتروي لتمثال آلي حكايات صينية توقظ مشاعرها). عمل قَسَم النقّاد بين مَن اعتبره تحفة فنية ومَن رأى فيه نصّاً كيتشياً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store