logo
سعد القرش يوقع "فتنة الأطياف" بدار صفصافة.. الإثنين

سعد القرش يوقع "فتنة الأطياف" بدار صفصافة.. الإثنين

الدستور٢٢-٠٢-٢٠٢٥

تستضيف دار صفصافة للنشر والتوزيع بمقرها بوسط القاهرة حفل توقيع ومناقشة كتاب "فتنة الأطياف.. أفلام ومهرجانات" للكاتب سعد القرش، وذلك يوم الاثنين المقبل 24 من شهر فبراير الجاري.
يدير المناقشة الإعلامية ناهد صلاح، ويشارك فيها كل من الناقد السينمائي عصام زكريا والناقد والصحفي سمير عمر، حيث يتناول النقاش موضوعات الكتاب التي تسلط الضوء على المهرجانات السينمائية، وأبرز التحولات التي شهدتها صناعة السينما خلال السنوات الأخيرة.
فتنة الأطياف.. أفلام ومهرجانات
يرصد كتاب "فتنة الأطياف.. أفلام ومهرجانات" علاقة المهرجانات بالأفلام وبالمدن، ويتناول أيضا طقوس المشاهدة، وطبائع جمهور المهرجانات من السينمائيين، إذ تخلو عروض الكثير من الأفلام في مهرجان القاهرة من صناع السينما، وهذا يفسّر أسباب توقف نمو هذه الصناعة، فلا تقدم من دون خيال وغيرة من ذوي الخيال، "ولكن كثيرا من صناع أفلامنا لا يغارون، من أصحاب الخيال كاتب السيناريو الإيطالي سيزار زافاتيني، قال عنه الروائي الأمريكي ترومان كابوت: «هناك كاتب طور نفسه، وكان يعمل ككاتب سيناريو، ويمكننا أن نطلق عليه عبقري السينما، أعني ذلك الفلاح الخجول المرح زافاتيني، ثلاثة أرباع الأفلام الإيطالية الجيدة كتبها زافاتيني، كل أفلام فيتوريو دي سيكا هو الذي كتب السيناريو لها، ودي سيكا رجل موهوب ومحنك، ومع ذلك فهو بوق لزافاتيني، فأفلامه من خلق زافاتيني، كل ظل، كل خطوة عمل، وكل جو مرسوم كان زافاتيني قد وضحه في السيناريو».
سعد القرش
فضلا عن الأفلام والمهرجانات والمدن تتطرق فصول كتاب سعد القرش الجديد لكتب في النقد السينمائي وتاريخ السينما، تضع القارئ في أجواء أفلام صارت من الكلاسيكيات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ثقافة : حسين عبد البصير يكتب.. "صلاة القلق" تتويج القلق الجمعى فى الرواية العربية
ثقافة : حسين عبد البصير يكتب.. "صلاة القلق" تتويج القلق الجمعى فى الرواية العربية

نافذة على العالم

timeمنذ 19 ساعات

  • نافذة على العالم

ثقافة : حسين عبد البصير يكتب.. "صلاة القلق" تتويج القلق الجمعى فى الرواية العربية

الجمعة 23 مايو 2025 10:30 مساءً نافذة على العالم - ذلك اللقاء في مكتبة الإسكندرية فى يوم من أيام الإسكندرية التى تختلط فيها زرقة البحر برائحة التاريخ، كنت فى قاعة المسرح الصغير فى مكتبة الإسكندرية، حيث تتشابك دروب المعرفة والحكايات، أنتظر بفارغ صبر قرب إعلان القصيرة لجائزة الرواية العالمية للرواية العربية، قابلت الكاتب المبدع الأستاذ محمد سمير ندا بعد أن تم إدراج روايته "صلاة القلق" في القادمة القصيرة. هنأته. وسعدت بذلك جدًا. وسعد الجميع في القاعة كذلك؛ لأنها كانت الرواية المصرية الوحيدة في القائمة القصيرة. وعرفته بنفسي وبصلتي القديمة بوالده الفاضل أستاذنا الكاتب الكبير الأستاذ سمير ندا، صاحب الفضل على الكثير من أجيال الروائيين من أول الأستاذين الكبيرين جمال الغيطانى ويوسف القعيد إلى الأجيال التالية، وأنا منهم، والذى نشر لى روايتى الأولى "البحث عن خنوم"، فى عام 1998، فى سلسلة إبداعات أدبية، الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، والتي كان يشرف عليها مع الكاتب الكبير الأستاذ فؤاد قنديل. وقد كتب الكاتب الكبير الأستاذ سمير ندا كلمة مبهر الغلاف الخلفي لروايتي. ابتسم ابتسامة مرحبة، وقال لي بنبرة خافتة: "أهلاً وسهلاً. دعواتك لي أن تفوز بالجائزة". نظرت إليه وقلت بثقة حاسمة: "سوف تفوز بالجائز إن شاء الله". ثم دار حوار قصير للغاية بيننا. وانصرف لكي يتلقى التهاني من الموجودين بالقاعة. ليس لأنني منجّم، بل لأنني كنت أرى وراء الكلمات طاقة إبداعية نادرة. كان الشاب يحمل في داخله ميراثًا إبداعيًا عظيمًا، كونه ابن الكاتب الكبير سمير ندا، الأستاذ والأديب والمربي، الذي علّم أجيالًا أن الكتابة ليست ترفًا، بل قدرًا. رواية "صلاة القلق" حين يتحوّل النص إلى مرآة وجودية جاءت الرواية، التي صدرت طبعتها المصرية هذا العام عن دار صفصافة للنشر، لتصدق النبوءة. لم يكن فوزها بجائزة الرواية العالمية للرواية العربية 2025 مجرد تتويج لموهبة، بل كان عودة مجيدة للرواية المصرية إلى مركزها التاريخي، بعد سنوات من الركود والارتباك. لكن "صلاة القلق" ليست مجرد رواية فائزة، إنها حالة أدبية وفلسفية معقدة، تقترب من كونها تأملًا وجوديًا في القلق الجمعي العربي، ومرآة كاشفة لهواجس عصر مشوّش، يضطرب بين الحنين إلى أوهام الماضي، وعجز الحاضر، وغموض المستقبل. نجع المناسي.. الجغرافيا الرمزية للعطب العربي تدور الرواية في فضاء مكاني متخيّل يُدعى "نجع المناسي"، اسمٌ مكثف بالدلالة: "النسيان" و"المناسي" في آن. وكأننا أمام مكان ينسى ذاته، ويتناسى تاريخه، ويُرغم على تصديق كذبة متقنة الصنع. في هذا النجع، تسقط قطعة نيزك غامضة، فتبدأ معها سلسلة من التحولات العجائبية: • تشوهات جسدية لسكان النجع. • اضطرابات نفسية جماعية. • عودة أشباح الماضي على هيئة أصوات ووجوه. • تداخل بين الزمان والمكان، والحلم والواقع. لكن النيزك ليس سوى رمز للنكسة الكبرى، نكسة 1967، التي تحوّلت في الرواية إلى استعارة للنكبات المتكررة التي أصابت الإنسان العربي: من الخذلان السياسي، إلى الانهيار الثقافي، إلى التشظي النفسي. الشخصيات.. فسيفساء القلق الوجودي يبني محمد سمير ندا عالمه الروائي عبر شخصيات لا يُمكن التعامل معها كشخصيات نمطية. بل هي أقرب إلى إسقاطات رمزية وهواجس باطنية: 1. الخوجة: رمز التضليل الإعلامي والسياسي، الذي يعيد بث خطاب عبد الناصر كل ليلة، رغم مرور عقود على النكسة. 2. النحال المجذوب: صوت الحكمة المفقودة، يتحدث بالألغاز، وكأنه شاهد على فناء القيم. 3. الغجرية: تمثل النبوءات الكاذبة والأوهام المريحة. 4. حكيم القرية الأبكم: رمز للصمت الجمعي، العجز عن النطق بالحقيقة. ومع تقدم الرواية، تنكشف مفاجأة مذهلة: كل هذه الشخصيات هي انعكاسات نفسية للمؤلف ذاته، الذي يخضع لجلسات علاج نفسي بعد فقدانه المأساوي لابنه في حادث عبثي. هكذا تتحول الرواية من حكاية قرية، إلى حكاية عقل مضطرب يبحث عن معنى في عالم فقد معناه. عبد الحليم.. الصوت المُضلِّل ابتكارٌ ذكي في الرواية كان استخدام أغنيات عبد الحليم حافظ كبداية لكل فصل. لكن هذه الأغاني لا تؤدي دورها التقليدي كرمز للحنين والرومانسية، بل تصبح صوتًا للذاكرة المضلّلة. عبد الحليم، الذي غنّى للانتصارات الوهمية، يصبح هنا ضميرًا زائفًا يعيد إنتاج الأكاذيب، ويحفرها في الوجدان الجمعي. وكأن الرواية تسألنا: "هل نحن ضحايا الأكاذيب؟ أم شركاء في صناعتها؟" لغة الرواية.. ارتباك جميل مقصود اللغة في "صلاة القلق" ليست سهلة الهضم. بل هي لغة مرتعشة، متأرجحة بين النثر والشعر، بين الهذيان والتأمل. إنها لغة تزعج القارئ عمدًا، تهزه من منطقة الراحة، وتدفعه لمواجهة الأسئلة الصعبة: • من نحن؟ • لماذا نصدق الأكاذيب؟ • هل القلق قدرنا؟ أم خيارنا؟ اللغة هنا ليست وسيلة للتواصل فقط، بل أداة لزعزعة الثبات، وإشعال القلق الخلّاق. "صلاة القلق".. نص متعدد القراءات هذه الرواية يمكن قراءتها على مستويات عدّة: • كنص نفسي – علاجي: رحلة شفاء ذاتي من فاجعة شخصية. • كرواية سياسية – اجتماعية: نقد حاد للوعي الزائف في المجتمعات العربية. • كنص وجودي – فلسفي: تأمل عميق في قلق الإنسان المعاصر. ومن هنا تأتي عظمتها: قدرتها على أن تكون مرآة لكل قارئ بحسب أزمته. من سمير ندا إلى محمد سمير ندا.. الامتداد والتجاوز لا يمكن الحديث عن محمد سمير ندا دون استحضار والده، الكاتب الكبير سمير ندا، أحد أعمدة السرد المصري، الذي خرّج أجيالًا من الكتّاب والمبدعين. لكن محمد لم يقع في فخ التقليد، بل امتلك شجاعة التجاوز. كتب من قلب الزلزال، من أعماق الهشاشة الإنسانية، ليقدم نصًا مختلفًا، صادمًا، حقيقيًا. حين أخبرته يوم لقائنا الأول: "أنت الكاتب الكبير بعد الكاتب الكبير." لم أكن أجامل. كنت أرى فيه بذرة مشروع أدبي سوف يصنع فرقًا. واليوم، تثبت رواية "صلاة القلق" أن النبوءة تحققت، وأن الأدب المصري لا يزال قادرًا على الولادة من الرماد. لماذا تستحق "صلاة القلق" أن تُدرّس؟ هذه الرواية يجب أن تُدرّس، لا لأنها فازت بجائزة، بل لأنها: • تجربة سردية متفردة في بنائها وتقنياتها. • وثيقة نفسية عن الإنسان العربي المعاصر. • عمل أدبي يلامس الفلسفة والأنثروبولوجيا والسياسة في آن. • دعوة إلى المصالحة مع القلق، لا الهروب منه. إنها ليست "رواية"، بل "صلاة".. لكنها صلاة بلا إجابة، سوى المزيد من الأسئلة. الأدب الحقيقي لا يطمئن.. بل يقلق وهذا هو جوهر "صلاة القلق": أن الكتابة الحقيقية هي فعل قلق، ومقاومة للنسيان، وشهادة على الوجود. تحية للمبدع الأستاذ محمد سمير ندا، الكاتب الكبير، ابن الكاتب الكبير، الأستاذ سمير ندا.

ثقافة : عاطف محمد عبد المجيد يكتب: صورة عالية الجودة للروائي إبراهيم عبد المجيد
ثقافة : عاطف محمد عبد المجيد يكتب: صورة عالية الجودة للروائي إبراهيم عبد المجيد

نافذة على العالم

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • نافذة على العالم

ثقافة : عاطف محمد عبد المجيد يكتب: صورة عالية الجودة للروائي إبراهيم عبد المجيد

الخميس 8 مايو 2025 03:45 مساءً نافذة على العالم - سأكتب.. لا شيء يثبت أني أحبك غير الكتابة، كتبها الشاعر الجميل محمود درويش يومًا لصديقه سميح القاسم، وأنا أحب إبراهيم عبد المجيد، لذا سأكتب فلا شيء يثبت محبتي سوى الكتابة. هذا ما يكتبه الكاتب والروائي مصطفى عبيد في محبة الروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد في مقال يضمه كتاب "من قلب الإسكندرية إلى فضاء العالم..كتاب تذكاري عن الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد"، الصادر عن دار صفصافة للنشر والتوزيع والدراسات، وقام بجمع مقالاته ومحتواه من صور ومعلومات الشاعر سعدني السلاموني قائلًا "إن هذا الكتاب يضم بعض ملامح الرحلة الرائعة للكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد، وما به من مقالات أو صور فما هو إلا قليل جدا من فيض عظيم مما يستحقه، والحقيقة أن تأثير الكاتب وقيمته ومكانته أكبر بكثير مما يمكن أن تحتويه هذه الصفحات المحدودة. في مقاله يتساءل عبيد من الذي لا يحب إبراهيم عبد المجيد؟ وهو السابق لجيله، العابر لزمنه، الناظر دومًا إلى الأمام، مشيرًا إلى أن عبد المجيد متآلف مع تطور التكنولوجيا وعصر السماوات المفتوحة والسوشيال ميديا رافضًا الفكرة السطحية بأن لكل زمن مسلماته وحواجزه، ليكتب لنا، متواكبًا مع العالم الافتراضي الجديد، رواية "في كل أسبوع يوم جمعة" حاكيًا عن أحداث إنسانية شديدة القسوة تدور عبر جروب فيسبوك. روائي عظيم السلاموني الذي جمع هنا عددًا من مقالات كبار الكتاب التي كتبت على فترات عن أعمال الكاتب، واصفًا إياها بأنها تنبض بحب الكاتب الكبير، يفتتح الكتاب قائلًا: قالوا قديمًا إنه من علامات العمل الجيد أو البديع حجم الخسارة التي سنشعر بها حين نتخيل أن هذا العمل لم يظهر إلى حيز الوجود، مشيرًا إلى أن هذه العبارة قد تكون مفتاحًا للحديث عن روائي عظيم بحجم إبراهيم عبد المجيد، مشيرًا إلى أن أعمال عبد المجيد قدمت رصدًا ثريًّا للمجتمع المصري عبر عقود مختلفة، ففي "بيت الياسمين" عشنا مع بطله تحولات مصر في السبعينيات، وفي " لاأحد ينام في الإسكندرية" رأينا الإسكندرية خلال الحرب العالمية الثانية، وقد غاص في أعماق المجتمع ورصد في أعماله قاهرة الثمانينيات والتسعينيات والألفية الثانية، وتأثر بثورة يناير المصرية وتناولها وما بعدها روائيًّا. قلم مطيع هناك شخصيات تفرض حضورها على الحياة، تصبح، ربما دون أن تقصد، كالشمس ترسل بخيوطها الذهبية إلى من حولها، تُحدث تأثيرا يحرك السكون، يلهم، يحفز، يُشيع حالة من البهجة، يغرينا بأمل غامض يلوح في الأفق. هكذا كتبت نوال مصطفى عن إبراهيم عبد المجيد في مقال لها في جريدة الأخبار مشيرة إلى أنه واحد من هؤلاء إذ استوقفها صدقه الفني ونفَسه الإنساني الواضح في أعماله، عبر كتاباته النابضة بالحياة، بينما يرى عمار علي حسن أن إبراهيم عبد المجيد لا يكف عن الهرولة وراء غير المألوف، وخلف ما يستحق التجريب بلا حدود، وما يمنحه فرصة كي يبدع على سجيته الروائية المتدفقة تخط على الورق ما شاء لها، تاركًا إياها تأخذه إلى أي مكان وأي زمان أرادته هي، وليس هو معها ولها سوى قلم مطيع، لا يملك حتى حق مراجعة ما جادت به السجية والقريحة والمشاعر للوهلة الأولى، لأنه يؤمن أن يفسد هذه الفطرة العفية، ويضع سدودا أمام هذا الخيال الجامح، فيغيب الذهن لصالح الوجدان ويشتعل الانفعال بما يحمله فلا يكون أمام الكاتب سوى أن يفرغ تلك الحمولة في أسرع وقت ممكن حتى لا تنفجر به أو فيه. عاطف محمد عبد المجيد حكاء من طراز فريد هنا مقالات كتبت عن أعمال إبراهيم عبد المجيد، ومقالات أخرى كُتبت في محبته، كتبها كتّاب كبار منهم من رحل ومنهم من لا يزال على قيد الكتابة. هنا نقرأ مقالات للدكاترة عبد الحميد إبراهيم، على الراعي، عمار على حسن، حامد أبو أحمد، محمد أبو السعود الخياري، إبراهيم منصور، ومقالات أخرى لمصطفى عبيد، منال رضوان، شهلا العجيلي، إيهاب الملاح، محمود عبد الشكور، نشوة أحمد، أحمد فضل شبلول. في حين تكتب الشاعرة الجزائرية حبيبة محمدي عنه قائلة إنه روائي كبير، وحكاء من طراز فريد، يكتب بعمق تغذيه التجارب الحياتية والخبرات الثقافية، عمق الفلسفة الحياتية الحقيقية وليس التصنع، عمق العارف بالحياة وآلامها، لكنه ينتقي الضحكة ويستبعد الآلام ليكتب عن الجوانب المضيئة في حياته فقط، يحمي ويحرس موهبته الأصيلة، بالتواضع الشديد، أما دفؤه الإنساني فلا يخطئه قلب صاف نقي. أما الدكتور علي الراعي في مقاله فيذكر أن إبراهيم عبد المجيد أرسل إليه روايته ليلة العشق والدم عبر البريد ولم تكن بها أية معلومات عن كاتبها الذي تركها تتحدث عن نفسها، وقد تحدثت الرواية بالفعل حديثًا قصيرا، لكنه مضغوط استطاع به أن يحتوي حياة بأكملها امتدت أكثر من عشرين عامًا، وشملت شخصيات كثيرة، وقصصًا رئيسية وجانبية، كل ذلك، يذكر الراعي، في حيز ثمان وسبعين صفحة من القطع المتوسط. البرزخ الرائع هنا أيضًا نقرأ حوارًا لعبد المجيد أجراه معه حسين عبد الرحيم بمناسبة صدور روايته قاهرة اليوم الضائع، وفيه يقول لعبد الرحيم: إن الحب هو الإبداع في أعظم درجاته، ظاهرة لا تتوقف عند الشباب لكن التجارب السابقة تظل نهرًا للكاتب، والتجارب ليست ما يمر بك فقط، لكن ما تراه أو تعرفه ممن حولك أو حتى تقرأ عنه. ولأن الحب هو البرزخ الرائع بين السماء والأرض فسحره لا ينتهي، ويزداد السحر كلما تقدم الزمن. ومهما رأيت أو سمعت من تجارب سيئة أو فاشلة يتسع الفن لها بالغفران. في الفن درجة عالية من الزهد تكاد تصل إلى الفناء في قلب المحبوب أو جسده أو خياله وذكراه. فيما يكتب د. محمد أبو السعود الخياري قائلًا: يمكنك أن ترى بوضوح صورة عالية الجودة للروائي إبراهيم عبد المجيد، يقف على رصيف محطة القطار، يترقب بشغف قطار الرواية وقت دخوله المحطة، وفي لحظة يغيب عن ناظريك وأنت الرقيب عليه..لقد قفز داخل القطار في فورة سرعته الأخيرة. وهكذا ومحبة منه لإبراهيم عبد المجيد قدم سعدني السلاموني هذا الكتاب التذكاري، الذي يضم مقالات هي في الأساس شهادات محبة لكاتب كبير يستحق كل هذا الاحتفاء، ليكون مرجعًا لمن أراد أن يتعرف، ولو قليلًا، على عالم وكتابات إبراهيم عبد المجيد.

أربعون فيلما وفيلم.. كتاب جديد لسعد القرش من الكلاسيكيات إلى أيامنا
أربعون فيلما وفيلم.. كتاب جديد لسعد القرش من الكلاسيكيات إلى أيامنا

الدستور

time١٨-٠٤-٢٠٢٥

  • الدستور

أربعون فيلما وفيلم.. كتاب جديد لسعد القرش من الكلاسيكيات إلى أيامنا

صدر حديثا عن دار اخريف بتونس كتاب «أربعون فيلما وفيلم» للروائي سعد القرش، وجاء 291 صفحة من القطع المتوسط يضم مجموعة من أبرز الأفلام المهمة التي تعد علامات في زمن إنتاجها ونجحت في اختبار الزمن إلى اليوم. يشير القرشإلى أن تلك الأفلام اصطلح على وصفها بالكلاسيكيات، بداية بالفيلم الإيطالي «سارقو الدراجات» للمخرج فيتوريو دي سيكا، وصولا إلى أفلام حديثة بامتداد جغرافيا الخيال السينمائي، من تشيلي في أقصى الغرب الأمريكي اللاتيني، إلى إيران والفلبين وبنجلاديش شرقا. ومن الدنمارك شمالا، إلى السودان وبوركينا فاسو في العمق الإفريقي. و ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أبواب، الأول كلاسيكيات منها «سارقو الدراجات» و«باب الحديد» ليوسف شاهين، و«الطريق».. صراع البراءة والعنف جسر فيلليني إلى محبي السينما، و«الأب الروحي»، و«زوربا».. عاشق للحياة.. شيّبته التجارب ولا يكفّ عن المغامرة، و«أماديوس».. مأساة متوسط الموهبة أمام عبقري يتلقى الموسيقى كأنها صوت الله، و«صمت الحملان».. البراءة تواجه عقلا نيتشويا يجسد نوازع الشر. والباب الثاني يشمل بانوراما حديثة من الشرق والغرب، ومن عناوين فصوله: «أنت بداخل رأسي.. أن تختار بداية جديدة لحياتك»، و«الكلاب.. فيلم تشيلي يسائل الماضي ويقع في أسره»، و«لا فراش للورود.. الموت يأتي بانقطاع حوار المحبين»، و«يوم آخر من الحياة.. كاد الشاهد يكون شهيدا»، و«والاي.. ألا يزال الشرق شرقا والغرب غربا؟»، «شبح مدار.. رحلة لامرأة وحيدة في ليل بروكسل البارد»، و«صانعة الملك.. عودة إيميلدا.. استئناس المستبد والحنين إليه»، «رتوش.. كأن الشعب المتفرّج يقول: البلد بلدهم». أما الباب الثالث فيتضمن أفلاما عربية حديثة روائية ووثائقية، طويلة وقصيرة، تمثل تيارات وتوجهات مختلفة، ومن عناوين فصوله: «أغنية على الممر.. أنشودة للصمود بعد هزيمة سياسية وعسكرية»، و«الكرنك.. في مديح آدمية الإنسان وتحريره من القهر»، و«ليلى بنت الصحراء.. فيلم جنت عليه مصاهرة علوية لشاه إيران»، و«أيام السادات.. ترميم الأسطورة»، و«الآخر.. شاهين في متاهته»، و«حين ميسرة.. يا أهلا بالحواوشي»، و«عن الآباء والأبناء.. فيلم يكرس لنظرة جهادية واستشراقية وللدكتاتورية أيضا»، و«من برلين إلى بغداد.. شهادة على الانتقام من الحضارة»، و«غنّيلي.. فيلم عراقي ينجو من فخاخ الخطابة والميلودراما»، و«من عبدول إلى ليلى».. كم تبعد بغداد؟»، و«أبناء الدنمارك.. معركة التطرف لن ينجو منها أحد»، و«أمي.. طفل لبناني يحاسب المسيح»، و«ستموت في العشرين.. فيلم في عشق الحياة ومحبة السينما»، و«تأتون من بعيد.. أوديسا فلسطينة لمخرجة مصرية»، و«ورد مسموم.. متوالية تشكيلية في قصيدة لا تدين أحدا»، و«مستكة وريحان.. مخرجة سَكندرية تكسر احتكار القاهرة لإنتاج السينما»، و«شيخ جاكسون.. الفكرة تهزم الفيلم»، و«رمسيس راح فين؟.. الملك يغادر». ولا يقتصر سعد القرش على تناول الجانب الفني والجمالي في هذه الأفلام، إذ يقدم قراءات تتجاوز قصص الأفلام إلى إلقاء أضواء على جوانب خفية من الحياة السياسية في فترات سابقة، كما في فيلم «كارلوس ـ ثمن ابن آوى» الذي أتى على طرف من قصة سرية بين عبد العزيز بوتفليقة ـ حين كان وزيرا لخارجية الجزائر ـ وإيليتش راميريز سانشيز الشهير بكارلوس عندما احتجز وزراء النفط في منظمة «أوبك»، في فيينا عام 1975. كما يورد المؤلف ما سمعه من ضيفة على صدام حسين صارحها بأنه تأثر بسلوك بطل ثلاثية المخرج الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا، وجاء هذا الفصل بعنوان «الأب الروحي 2.. آل باتشينو ملهما لصدام حسين». مقدمة الكتاب حملت عنوان «فتنة الخيال»، وفي تمهيد للأفلام كما هي أنشودة في محبة السينما التي تتيح للمشاهدين ديمقرطية التلقي، فمنهم من يكتفي بتتبع قصص الأفلام، «ومنهم من يتأمل علاقات الألوان والظلال وفلسفة الحوار، ومنهم من يتجاوز ضيق الحكاية وتستهويه أفلام تميل إلى التجريد، وتقتصد في الحوار، وهذه أعمال تحتاج إلى مجاهدة، فلا تمنح نفسها من المشاهدة الأولى، وتتوجه إلى مشاهد غير مدلّل، صبور لا يبحث عن عنوان أو غاية لمقطوعة موسيقية أو عمل تشكيلي مركّب». ثم يصل المؤلف إلى أمراض السينما، وأولها الرقابة التي يراها «نوعا من القسوة على الفنان، عقد إذعان يحتاج إلى ثورة للتخلص منه»، ويستشهد بفيلم «الرسالة» الذي تقرره الفضائيات العربية في المناسبات الدينية، ولا تجد أفضل منه فنيا، ويقول إن هذا الفيلم «نجا من انغلاق فقهي لو استجاب له مصطفى العقاد ما كان للفيلم أن يكون. في عام 1977 أصدر شيخ الأزهر عبد الحليم محمود، باسمه وباسم الأزهر وباسم مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة بيانا يرفض الموافقة على إنتاج فيلم «الرسالة»، أو أي فيلم آخر «يتناول بالتمثيل، على أي وضع كان، شخصية الرسول أو الصحابة رضوان الله عليهم. ذلك لأن ظهور هذه الشخصيات على الشاشة السينمائية ـ تصريحا أو تلميحا أو بأية صورة من الصور الخفية أو المعلنة ـ ينقص من قيمتها ويحط من منزلتها في وجدان المسلم». وينتهي البيان بأنه «لا يجوز من الناحية الإسلامية السماح بإنتاج» هذا الفيلم، «كما لا يجوز السماح بعرضه. وندعو حكام المسلمين وأولياء أمورهم، كما ندعو الأمة الإسلامية كلها، إلى إيقاف العمل في هذا الفيلم». في السنوات الأخيرة أنتجت مسلسلات تلفزيونية عن أنبياء. جاءنا من إيران «يوسف الصديق»، ولا تزال الفضائيات العربية تواصل عرضه، كما تعيد عرض مسلسل «الحسن والحسين»، وانضم إلى هذه التيار مسلسل «عمر» الذي ظهر فيه كل الصحابة بداية بأبي بكر. ولم يتأثر بذلك وجدان المسلم، كما خشي الدكتور عبد الحليم محمود. أما عن سعد القرش لسعد القرش سبع روايات: «حديث الجنود»، «باب السفينة»، «المايسترو»، «2067»، وثلاثية أوزير: «أول النهار»، «ليل أوزير»، «وشم وحيد». بلغت «أول النهار» القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية في دورتها الأولى (2008)، ونالت الرواية نفسها المركز الأول لجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي (الدورة الأولى 2011). وفازت «ليل أوزير» بجائزة اتحاد كتاب مصر عام 2009. وبلغت رواية «2067» القائمة القصيرة لجائزة غسان كنفاني للرواية (2024). ومن كتبه «قبل تشييع الجنازة.. في وداع مهنة الصحافة»، «في مديح الكتابة»، «فتنة الأطياف.. أفلام ومهرجانات»، «سبع سماوات» الفائز بجائزة ابن بطوطة للرحلة المعاصرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store