
تعرف على المرأة التي تقود ثورة في عالم كرة القدم
Getty Images
"نتلقى اتصالات هاتفية ورسائل نصية بلا انقطاع"، هكذا قالت ميشيل كانغ، مالكة نادي لندن سيتي ليونيس، وهي مبتسمة.
لقد مرّت 72 ساعة منذ أن تمكّن فريقها لندن سيتي ليونيسز (اللبؤات)، من التأهل إلى الدوري الممتاز لكرة القدم للسيدات.
ومن السهل أن نفهم لماذا أصبحت اللاعبات، اللائي كنّ قبل 18 شهراً يترددن في قبول فكرة الانضمام إلى هذا النادي، الآن متلهفاتٍ لكي يكنّ جزءاً من قصة على غرار قصص هوليوود.
كانت ميشيل كانغ قد اشترت فريق ليونيسز في ديسمبر/كانون الأول 2023، حين كان على وشك الإفلاس. لكن بفضل استثمارها المالي الضخم ورؤيتها بعيدة المدى، حوّلت هذا الفريق، الذي كان يُعد فاشلاً في يوم من الأيام، إلى كيان ثمين.
وقالت لبي بي سي سبورت: "أبادر قبل أن تتاح الفرصة لأحد كي يعلّق، سواء ليقول إن ما أفعله جيداً، أو — كما يحدث غالباً — ليظن أنني فقدت صوابي. لم تكن هذه أول مرة يُقال فيها إنني مجنونة، لكنني رأيت الإمكانات الكامنة، ومع قليل من التركيز، لم أعد أنظر إلى الوراء".
وقد ضمن نادي لندن سيتي النقطة التي كان يحتاجها للفوز بلقب البطولة الإنجليزية -الدرجة الثانية- بعد تعادله المثير 2-2 مع منافسه على اللقب، برمنغهام، في ملعب سانت أندروز، أمام نحو 9 آلاف متفرج.
ولو كنت تشاهد المباراة عبر التلفزيون، فمن المؤكد أنّك كنت ستتساءل عن هوية تلك المرأة اللافتة التي كانت في قلب احتفالات الفريق.
ففي إطلالة أنيقة، ارتدت كانغ، البالغة من العمر 65 عاماً، معطفاً كريمياً ونظارة شمسية داكنة أصبحت بمثابة علامتها المميزة، وكانت محور الاهتمام في حفل تسليم الكأس، حيث رفعتها مع قائدة الفريق كوسوفاري أسلاني، بينما كانت اللافتات والمشروبات الغازية تتطاير حولهما.
وعادةً ما يحتفل مالكو الأندية بمثل هذه الإنجازات من مقاعد المدراء، إلا أن كانغ اختارت أن تكون في قلب الحدث.
وهذا الأسلوب يُجسّد نهجها في كل شيء — فهي تفعل الأمور بطريقتها الخاصة.
وقالت كانغ: "ها نحن ذا، لقد نجحنا. هذا دليل على أن كل شيء ممكن مع الاستثمار المناسب".
ويُعد نادي لندن سيتي جزءاً من إمبراطورية كرة القدم النسائية العالمية التي تبنيها سيدة الأعمال الأمريكية الثرية بسرعة لافتة، إذ تمتلك كانغ أيضاً فريق أولمبيك ليون الفائز بدوري أبطال أوروبا للسيدات ثماني مرات، وفريق واشنطن سبيريت في الولايات المتحدة.
وهدفها هو إثبات أن أندية كرة القدم النسائية يمكنها أن تحقق نجاحاً واستثمارات تجارية مستدامة، دون الاعتماد على أندية الرجال. وحتى الآن، لم ينجح أحد في إثبات خطأ رؤيتها.
Getty Images
كانت كانغ وسط احتفالات فريق لندن سيتي ليونيس
ورغم أن الفوز بالبطولة يعد إنجازاً بارزاً، فإن بطولة الدوري الممتاز للسيدات ستكون بمثابة خطوة كبيرة للأمام بالنسبة لفريقها.
وتصر كانغ على أن هدفهم لا يقتصر على البقاء في الدوري الممتاز، بل يهدفون إلى النجاح.
ولهذا السبب، في الساعة التاسعة صباحاً، في اليوم التالي لاحتفالات الصعود، كان فريقها بما في ذلك المدير الفني جوسلين بريشور، الذي استقدمته من باريس سان جيرمان، والمدير الرياضي ماركيل زوبيزاريتا، الذي تم استقدامه من الاتحاد الإسباني لكرة القدم، يخططون بالفعل للمنافسة في الدرجة الأولى.
وتضيف كانغ قائلة: "كانت رؤيتنا منذ اليوم الأول، عندما بدأنا هذه الرحلة قبل عام، أن نبني على الأقل فريقاً جيداً/متوسط المستوى في دوري السوبر للسيدات، فلقد شهدنا صعود العديد من فرق الرجال والسيدات، ثم هبوطها في العام التالي، لذلك، سعينا لبناء فريق قادر على البقاء في الدوري الممتاز، وأن يكون منافساً قوياً، ووظفنا اللاعبين والمدربين لتحقيق ذلك".
وعندما سُئلت كانغ عن عدد اللاعبات اللواتي يخطط النادي للتعاقد معهن هذا الصيف، أجابت مازحة: "هذه قرارات تتجاوز صلاحياتي!"
وأضافت قائلة: "أشارك أحياناً في إقناع اللاعبات بالانضمام إلينا، لكن في النهاية، من نتعاقد معها أمر من اختصاص المدير الرياضي ومديرنا الفني، ولدي ثقة كاملة بهما".
ومع ذلك، لن يتفاجأ أحد برؤية مجموعة من النجمات الدوليات يصلن إلى مقر النادي في آيلسفورد بكينت، قبل بدء الموسم الجديد في سبتمبر/أيلول المقبل.
وكانت كانغ قد نجحت في إقناع الدوليتين السويديتين أسلاني وسوفيا جاكوبسون، وبطلة كأس العالم اليابانية ساكي كوماغاي، ولاعبة وسط برشلونة السابقة ماريا بيريز، بالانضمام إلى نادي لندن سيتي رغم وجوده في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي.
وبالنسبة لأسلاني، التي لعبت لفترات في باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي وريال مدريد خلال مسيرتها، فإن اللعب تحت قيادة سيدة كان أحد عوامل الجذب الكبيرة.
وقالت اللاعبة البالغة من العمر 35 عاماً، التي فازت ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات مع مانشستر سيتي في عام 2016: "للمرة الأولى، شعرت بأن لدينا امرأة تستثمر، ولا يقتصر فعلها على الكلام فقط، بل إنها في الواقع تمنحنا كل الموارد التي نحتاجها للنجاح".
وأضافت أسلاني قائلة:"علينا الاستثمار لنحقق النجاح، وهذا ما تؤمن به ميشيل، إنها امرأة قوية، لا تتكلم كثيراً، بل تفعل ما تشاء".
Getty Images
لكن الأمر لا يقتصر على تشكيلة الفريق، حيث تنفق كانغ أموالها، لأنها ترى الصورة الأكبر لما يحتاجه الفريق الناجح.
ففي موقع التدريب بكوبداون بارك، من المقرر أن يكون هناك 7 ملاعب متوافقة مع معايير الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جاهزة لاستقبال اللاعبات هذا الصيف، وهناك خطط طموحة لبناء مجمع رياضي، على الرغم من أن تصريح التخطيط للمباني والمرافق المقترحة لم يُحصل عليه بعد.
وفي حديثها عن المقترحات، أضاف كانغ قائلة: "سيكون مركز التدريب على أحدث طراز، أفضل من العديد من مراكز التدريب في الدوري الإنجليزي الممتاز للرجال".
ويلعب النادي مبارياته على ملعب هايز لين، الذي يتقاسمه مع نادي بروملي للرجال في دوري الدرجة الثانية، لكن كانغ تقول إنهم يدرسون بناء ملعب مخصص لفريقها.
وكل هذا يشير إلى حقيقة أنها لن تكتفي بكونها فريقاً في منتصف جدول الدوري النسائي لفترة طويلة، وهذا هو الإعداد المناسب لفريق يتنافس في دوري أبطال أوروبا.
Getty Images
عينت كانغ جوسلين بريشور الذي فاز بكأس فرنسا للسيدات مع باريس سان جيرمان
وُلدت كانغ في سيول عاصمة كوريا الجنوبية، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة للدراسة وقد جنت ثروتها من قطاع الرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات، حيث قدرت مجلة فوربس ثروتها بـ 1.2 مليار دولار.
وبدأ شغفها بكرة القدم النسائية بعد أن دُعيت لحضور أول مباراة لها على الإطلاق لفريق واشنطن سبيريت عام 2021 حيث وقعت كانغ في غرام هذه الرياضة على الفور.
وتقول: "كان يوماً بارداً من شهر أبريل/ نيسان، وما زلت أتذكره بوضوح. لقد كنت في غاية الانبهار، وكأنني تحولت تماماً، فهناك شيء مميز في الوجود في أجواء الملعب مع اللاعبين، والروح التنافسية المتبادلة، إنه الأفضل على الإطلاق، وأعتقد أن هذا ما أثّر بي في النهاية".
وبحلول عام 2022، أصبحت كانغ المالكة الأكبر لشركة سبيريت. وبعد عام، أضافت لندن سيتي ليونيسز إلى محفظتها الاستثمارية قبل أن تشتري ليون في عام 2024.
وتقول: "إنه أمر ممتع للغاية، ليس لديّ أبناء، ولكن فجأةً أصبح لديّ ثلاثة فرق ولاعبات على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، وأحاول حضور المباريات وتشجيع اللاعبات، هذا هو الجزء الممتع حقاً في النهاية."
قد يكون الأمر ممتعاً، لكن نواديها ليست جمعيات خيرية، بل شركات.
وتقول كانغ: "رأيتُ إمكانياتٍ هائلةً في الوضع الراهن مقارنةً بما يُمكن أن يكون عليه الوضع، كنتُ أعتقد أن الفجوة هائلة، وقد فوجئتُ حقاً بأن أحداً لم يُدرك ذلك، ناهيك عن الاستثمار في سدِّ هذه الفجوة".
فكيف تتمكن لاعبات العاصمة الآن من التنافس في دوري ما، وإنشاء قاعدة جماهيرية تضم بالفعل أربعة أندية لندنية راسخة هي آرسنال وتشيلسي وتوتنهام ووست هام؟.
وقالت كانغ: "إن واشنطن سبيريت سيكون أول من يحقق الهدف لأنهم متقدمون بعامين أو ثلاثة أعوام وقد استثمرنا بكثافة في تطوير المشجعين والشراكة مع الشركات".
ويتم نسخ النماذج وأفضل الممارسات في كل من ليون ولندن، ويتعلم فريق سبيريت أيضاً مما فعله ليون، لذلك فإننا جميعاً نتعلم من بعضنا بعضاً.
وأوضحت قائلة: "في نادي لندن سيتي، كان تركيزنا حتى الآن على المنتج والجانب الرياضي، ولكننا سنستثمر بشكل كبير في تطوير المشجعين وبناء قاعدة جماهيرية كبيرة متفاعلة، لذلك سنسير على الطريق الصحيح، وسنتمكن بالتأكيد من إيجاد الاستدامة المالية على المدى الطويل حيث أنه لن ينجو أي شيء، لا فريق رياضي ولا عمل تجاري، في غياب الاستدامة".
وتندرج أندية كانغ الثلاثة تحت مظلة مشروعها "كينيسكا سبورتس إنترناشونال"، لكن الأمر لا يقتصر على الاستثمار في كرة القدم النسائية فحسب.
ففي أغسطس/آب من عام 2024، أعلنت شركة كينيسكا أنها ستنشئ صندوق استثمار عالمي بقيمة 50 مليون دولار للمساعدة في تحسين صحة وأداء الرياضيات النخبة.
وقالت كانغ إن هذا الأمر سيكون بمثابة "عصر جديد للإمكانات الرياضية النسائية وسيدفع نحو تغيير دائم".
وكان أحد أول المستفيدين من هذه المنحة هو فريق الرغبي الأمريكي السباعي الذي حصل على 4 ملايين دولار بعد فوزه بالميدالية البرونزية في أولمبياد باريس، ووصفت اللاعبة إيلونا ماهر هذه المنحة بأنها "مؤثرة حقاً".
وقال ماهر البالغ من العمر 28 عاماً: "لقد رأت قيمتنا، التي كنا نعلم بالفعل أننا نمتلكها، واستثمرت فيها وهذا يهيئنا للفوز في لوس أنجلوس 2028".
وتعهدت كانغ أيضاً بالتبرع بمبلغ 30 مليون دولار لاتحاد كرة القدم الأمريكي على مدى السنوات الخمس المقبلة، بهدف دعم كرة القدم النسائية في أمريكا.
وتقول إيما هايز، المديرة السابقة لفريق تشيلسي والمديرة الحالية لمنتخب الولايات المتحدة للسيدات، لبي بي سي سبورت: "إنها تضع أموالها في فمها".
ومضت قائلة دعوني أوضح هذا الأمر، إنها سيدة أعمال فطنة، وهي تعلم أن الرياضة النسائية من المجالات الرياضية التي تتمتع بفرصة التطور والازدهار.
ورغم أنها تصف نفسها بأنها سيدة أعمال ومستثمرة وفاعلة خير، إلا أن كانغ ربما تكون أيضاً القائدة الثورية التي سترفع كرة القدم النسائية إلى مستويات أعلى.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبار ليبيا
منذ 10 ساعات
- أخبار ليبيا
هل يلعب الأهلي السعودي كأس السوبر الآسيوي؟.. توضيح رسمي من الاتحاد الآسيوي
وكان الأهلي توج بالبطولة القارية بعد فوزه على كاواساكي فرونتال الياباني بنتيجة 2-0 في المباراة النهائية، التي أقيمت على ملعب 'الإنماء' بمدينة جدة. وترددت أنباء إعلامية خلال الأيام الماضية عن مواجهة مرتقبة بين الأهلي ونادي الشارقة الإماراتي، المتوج بلقب دوري أبطال آسيا 2، في إطار إعادة إحياء بطولة السوبر القاري. الشارقة فاز بلقب دوري أبطال آسيا 2 بعد تغلبه على ليون سيتي السنغافوري 2-1 في النهائي، وهو ما فتح باب التكهنات بمواجهة السوبر بين بطلي البطولتين الآسيويتين. ونفى الماليزي داتو ويندسور جون، الأمين العام للاتحاد الآسيوي، بشكل قاطع وجود نية لإعادة تنظيم كأس السوبر الآسيوي. وقال في تصريحات لصحيفة 'الرياضية' السعودية: 'لا توجد أي نية لتنظيم مباراة (سوبر آسيوي) بين الأهلي والشارقة'، متسائلا باستغراب: 'من أين جاءت هذه الأنباء؟! لا نعلم شيئا عن بطولة بهذا الاسم حاليا'. وبدأت بطولة كأس السوبر الآسيوي عام 1995، وكانت تقام بين بطل دوري أبطال آسيا وبطل كأس الكؤوس الآسيوية، واستمرت حتى توقفت في 2002. سيونجنام الكوري الجنوبي كان أول بطل للبطولة. سوون سامسونج بلووينجز كان آخر من توج بها. النصر السعودي فاز بالبطولة عام 1998. الهلال توج بها عام 2000. المصدر: 'وسائل إعلام سعودية'


الوسط
منذ 5 أيام
- الوسط
"لماذا تشارك إسرائيل في مسابقة يوروفيجن؟"
Getty Images مشاركة إسرائيل في مسابقة يوروفيجين أثارت جدلا بسبب الحرب في غزة في جولتنا الصحفية اليوم، نستعرض مقالا عن مشاركة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن الغنائية، وآخر عن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية، بالإضافة إلى تحقيق بشأن صفقات الأسلحة التي أبرمتها أوكرانيا مع شركات أمريكية "خسرت فيها كييف ملايين الدولارات". نبدأ جولتنا بمقال من صحيفة الغارديان البريطانية كتبه، كريس وست، يتساءل فيه عن قبول مشاركة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن الغنائية. ويقول الكاتب إن الكثير من جمهور المسابقة الأوروبية سيمتنعون عن مشاهدة العرض النهائي هذا العام، بسبب مشاركة إسرائيل. فشعار يوروفيجن التاريخي هو "الحب والسلام". وإذا كان هذا الأمر صحيحا، فلماذا تشارك فيه الدولة التي تحاصر غزة؟ ويضيف كريس وست أن بعض الناس سيقولون إن القائمين على يوروفيجن لا مبادئ لهم، وسيشير آخرون إلى شركة "موروكون أويل"، التي ترعى المسابقة، وهي شركة إسرائيلية على الرغم من أن اسمها يوحي بأنها مغربية! ويذكر الكاتب أن يوروفيجن ترددت في منع روسيا من المشاركة في المسابقة الغنائية بعد اجتياحها لأوكرانيا مباشرة، لكنها في نهاية المطاف منعتها من المشاركة منذ 2022، ولم تفعل ذلك مع إسرائيل رغم حربها المتواصلة على قطاع غزة. ويرى الكاتب أن هيئة البث التلفزيوني الأوروبية تجد نفسها اليوم في مأزق، فالحكومة الإسرائيلية لا تمارس السلام، ومشاركتها في المسابقة الأوروبية تُستغل من قبل البعض لدعم الحكومة، حسب الكاتب. ويضيف أن الهيئة الأوروبية، مطالبة اليوم إما بالتخلي عن الإشراف على المسابقة الغنائية، أو تغيير مهمتها. وطالب الكاتب بوضع "شروط واضحة للمشاركة في المسابقة، من أجل أن تكون يوروفيجن مساحة للحب والسلام، فعلا". لكن مسابقة هذا العام لن تكون مناسبة سهلة للجمهور المهتم بما يجري في العالم، حسب الكاتب. Reuters صفقات كبيرة أبرمها الرئيس ترامب في السعودية وننتقل إلى صحيفة الإندبندنت ومقال للكاتب جاستن رولريتش، يتحدث فيه عن زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للسعودية، وكيف تنظر إليها المنصات السياسية والإعلامية، مقارنة بالتعليقات والمواقف من زيارة سلفه، جو بايدن، للرياض. يقول رولريتش إن المعلقين وصفوا زيارة الرئيس السابق، جو بادين، للسعودية بأنها "علامة ضعف"، و"جبن سياسي"، و"استسلام" لمستبد قاتل، بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وتقطيع جثته، وهجمات 11 سبتمبر/أيلول قبلها، حسب الصحيفة. وعند وصوله للسعودية، قابل بايدن مضيفه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بابتسامة وإشارة بقبضة اليد، وهو الأمر الذي أثار استهجانا واسعا. لكن ترامب ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، على الرغم من أنه سبق وأن حمل السعودية المسؤولية كاملة عن هجمات 11 سبتمبر/أيلول. وقال ترامب عن بن سلمان: "أود أن أشكر سمو ولي العهد، على الاستقبال الرائع. إنه رجل رائع. أعرفه منذ مدة طويلة. لا يوجد له مثيل". ويقول الكاتب إن هذا الكلام لم يعجب بعض الأمريكيين، من بينهم امرأة قُتل زوجها في هجمات 11 سبتبمر/أيلول، وقالت للإندبندت إنها شعرت بالألم وهي ترى ترامب يتودد لزعيم الدولة التي تحملها مسؤولية مقتل زوجها. وتحدثت الصحيفة إلى رجل إطفاء متقاعد، كان في مركز التجارة العالمي يوم 11 سبتمبر/أيلول عبر هو الآخر عن استيائه من الطريقة التي تعامل بها ترامب مع ولي العهد السعودي، قائلا: "ماذا حدث لشعار: "لن ننسى أبدا"؟ لكن هناك من عائلات ضحايا هجمات 11 سبتبمر من يتمسكون بدعم ترامب في تعامله مع السعودية، على الرغم من اعتقادهم أن الرياض تتحمل المسؤولية فيما حدث. ويقول كوبوس، موظف مدني سابق في مكتب التحقيقت الفيدرالي، إنه لا "يكره القيادة السعودية الحالية بسبب ما حدث منذ 20 عاما"، ولا يريد أن ينتقد الرئيس الأمريكي لأنه أبرم صفقات تجارية معها. BBC ونختتم جولتنا الصحفية بتحقيق أجرته صحيفة الفايننشال تايمز بشأن صفقات الأسلحة التي أبرمتها أوكرانيا مع شركات أمريكية "خسرت فيها ملايين الدولارات". واعتمدت الصحيفة على وثائق حكومية وقضائية أوكرانية مسربة، وحوارات أجرتها مع مسؤلين في شركات توريد الأسلحة ومحققين. وكشف التحقيق أن كييف دفعت مئات الملايين من الدولارات لوسطاء من أجل الحصول على أسلحة وتجهيزات عسكرية، ذهبت كلها هباء خلال السنوات الثلاث الماضية. وتشير الصحيفة إلى أن أوكرانيا دفعت 770 مليون دولار لوسطاء، لكن الأسلحة والتجهيزات العسكرية لم تصل أبدا إلى الجيش الأوكراني. وهذا يمثل جزءا كبيرا من ميزانية الدفاع الأوكرانية التي تترواح ما بين 6 إلى 8 مليار دولار، منذ بداية الحرب. وتقول بعض شركات الأسلحة أيضا إنها وقعت ضحية صراعات داخلية وفساد بين المسؤولين الأوكرانيين، والوسطاء الأوكرانيين، الذي تتهمهم بتضييع هذه الملايين، وفق الصحيفة.


الوسط
منذ 7 أيام
- الوسط
كأس العالم للأندية: بداية برازيلية وهيمنة أوروبية و3 نهائيات بحضور عربي
Getty Images بعد مرور 25 عاماً على انطلاقها، تستعد بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم لدخول حقبة جديدة، مع توسيع قاعدة الفرق المشاركة في النسخة المرتقبة التي تستضيفها الولايات المتحدة في صيف هذا العام. وستُقام النسخة الأولى من هذه البطولة التي تُنظم كل أربع سنوات بصيغتها الجديدة، وقد تعرّضت لانتقادات واسعة من اللاعبين والدوريات المحلية، في الفترة من 15 يونيو/حزيران إلى 13 يوليو/تموز المقبل، أي بعد نهاية معظم المسابقات الكروية حول العالم. وتشكل هذه البطولة تجربة تمهيدية لبلاد العم سام، حيث إنها ستستضيف إلى جانب كندا والمكسيك نهائيات كأس العالم 2026. ويُعد ريال مدريد، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بلقب كأس العالم للأندية، من أبرز المشاركين في البطولة، في حين يغيب غريمه التقليدي برشلونة عن المنافسات بسبب تراجع نتائجه الأوروبية خلال السنوات الماضية البرازيل مهد البطولة Getty Images أحرزت 3 أندية برازيلية بطولة كأس العالم للأندية وظلت فكرة إقامة بطولة عالمية موسعة للأندية تُتداول منذ أكثر من نصف قرن، بحسب وكالة فرانس برس. وكانت بطولة كأس الإنتركونتيننتال، التي جمعت بين بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية، تُعد بمثابة كأس العالم الفعلية للأندية، بعد انطلاقها عام 1960، حين تغلّب ريال مدريد الإسباني، بتشكيلته الأسطورية بقيادة ألفريدو دي ستيفانو والمجري فيرينتس بوشكاش، على بينيارول الأوروغوياني في مباراتي الذهاب والإياب من النسخة الأولى. وفي عام 2000، أطلق الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بطولة كأس العالم للأندية بمشاركة ثمانية فرق، واستضافتها البرازيل، وتُوّج حينها فريق كورنثيانز باللقب على ملعب ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو، وفي السنوات الأخيرة، كانت البطولة تُقام بمشاركة سبعة فرق فقط. وكان النظام السابق للبطولة يشمل أندية تمثل أبطال القارات الست، إلى جانب فريق يمثل الدولة المضيفة. وقال الإعلامي الأردني خالد الغول لبي بي سي إن بطولتي كأس القارات وكأس الإنتركونتيننتال شكّلتا النواة الأولى لفكرة كأس العالم للأندية، مشيرًا إلى أن المواجهات بين بطلي أمريكا الجنوبية وأوروبا كانت تُقام سنوياً، وكانت القارتان تتناوبان على استضافتها. وأوضح أن تلك البطولة كانت مكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً في التنقل والسفر، ولم تكن تحظى بالنجاح المطلوب، ما دفع بعض الأندية إلى خوضها بتشكيلات احتياطية. وأضاف أن اقتصار البطولة على قارتين فقط دفع القائمين على كرة القدم العالمية إلى التفكير في إقامة مسابقة ذات طابع عالمي أوسع، تضم أندية من مختلف القارات. النسخة المثيرة للجدل لعام 2025 ستشهد مشاركة 32 فريقاً، لتصبح بذلك أضخم بطولة للأندية في التاريخ. وبعد إقامة النسخة الأولى عام 2000، شهدت البطولة توقفاً استمر نحو 4 سنوات بسبب مشكلات تسويقية واستؤنفت في عام 2005 في اليابان، وبقيت تقام سنوياً منذ ذلك الوقت حتى عام 2023. والنسخة الأولى كانت تقام بنظام المجموعتين، لكنها تغير هذا في النسخ اللاحقة، وأقيمت بنظام خروج المغلوب. أما نظام البطولة الموسعة فسيكون شبيهاً بما استخدم في مونديال المنتخبات بين 1998 و2022. ستُقسم الفرق الـ 32 عبر ثماني مجموعات تضم كل منها أربع فرق يخوضون في البداية دور المجموعات. ويتأهل أول فريقين من كل مجموعة إلى دور الـ 16، إذ ستقام الأدوار الإقصائية من خلال مباراة واحدة وصولاً إلى النهائي، فيما لن تقام مباراة لتحديد المركزين الثالث والرابع. تفوق أوروبي Getty Images وفرضت الأندية البرازيلية سيطرتها على البطولة في أول 3 نسخ منها، إلا أن الأندية الأوروبية هيمنت على لقب البطولة لاحقاً. ومنذ بدء البطولة، تحصلت 3 أندية برازيلية على اللقب مقابل 9 فرق أوروبية، واحتكرت فرق القارة العجوز ألقاب آخر 11 نسخة (منذ عام 2013 ولغاية 2024). وتحدث الغول عن فريق إنترناشونال البرازيلي الذي حرم برشلونة في عام 2006 من التتويج بالبطولة عندما فاز عليه في النهائي في اليابان بهدف دون مقابل، وحينها كان يضم الفريق الكاتالوني نجوماً مثل ميسي ورونالدينيو وإيتو بقيادة المدرب الهولندي فرانك رايكارد. وفي المقابل، بات أي سي ميلان أول نادٍ أوروبي يتوج بالبطولة في عام 2007، بعد فوزه في النهائي على بوكا جونيوز الأرجنتيني. ويعتبر ريال مدريد أكثر الفرق نجاحاً في المسابقة بعد تتويجه بها 5 مرات سابقاً، إلى جانب برشلونة 3 مرات بقيادة نجمه ميسي الذي سيلعب هذه البطولة رفقة إنتر ميامي الأمريكي، فيما يغيب الفريق الكتالوني عن البطولة. وحققت 4 أندية إنجليزية البطولة بدءاً بمانشستر يوناتيد عام 2008، وليفربول وتشيلسي ومانشستر سيتي أعوام 2019 و2021 و2023 على التوالي. وقاد المدرب الإسباني، بيب غوارديولا، فريقه مانشستر سيتي إلى الفوز بآخر بطولة كأس عالم للأندية في نظامها القديم في العام 2023، وانفرد برقم قياسي ليصبح أكثر المدربين نجاحاً في تاريخ المسابقة مع 4 ألقاب، ويليه المدير الفني الإيطالي المخضرم، كارلو أنشيلوتي (3 ألقاب). ويعتبر النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، هداف البطولة، برصيد 7 أهداف، فيما يعد الأوروغوياني، لويس سواريز أكثر المسجلين في نسخة واحدة عندما أمضى على 5 أهداف في عام 2015 حينما كان يلعب مع برشلونة. ورونالدو وسواريز إلى جانب الويلزي غاريث بيل و الليبي حمدو الهوني (لاعب الترجي التونسي سابقاً) اللاعبون الوحيدون الذين سجلوا 3 أهداف في البطولة، فيما يبقى رونالدو هو اللاعب الوحيد الذي سجل هاتريك في النهائي. وسجل الأرجنتيني جوليان ألفاريز أسرع هدف في تاريخ كأس العالم للأندية في شباك فريق فلومينينسي البرازيلي في الثانية 40، علماً أن الرقم القياسي السابق كان مسجلاً باسم، محمد أحمد، صاحب هدف العين ضد الترجي في 2018 الذي جاء بعد دقيقة و25 ثانية. وتمكن سبعة لاعبين من رفع الكأس مع أندية مختلفة: ديدا (كورينثيانز وميلان)، دانيللو (ساو باولو وكورنثيانز)، تياغو ألكانتارا (برشلونة وبايرن ميونخ)، توني كروس (بايرن وريال مدريد)، رونالدو (مانشستر يونايتد وريال مدريد)، وشيردان شاكيري (بايرن ميونخ وليفربول) وماتيو كوفاتشيتش (ريال مدريد وتشيلسي). وكروس هو اللاعب الوحيد الذي حصل على خمس ميداليات ذهبية لكأس العالم للأندية، فقد توج لاعب الوسط باللقب مع بايرن ميونيخ في 2013 قبل أن يتوج به به أربع مرات في صفوف ريال مدريد. وحرس، أوسكار بيريز، عرين فريقه باتشيكو المكسيكي في مواجهته ضد غريميو البرازيلي في قبل نهائي نسخة الإمارات عام 2017 حين كان عمره 44 عاماً و10 أشهر، ما يجعله أكبر لاعب سناً في تاريخ البطولة. وجمع نهائي أول خمس نسخ للبطولة أندية من أوروبا وأمريكا الجنوبية فقط لكن بعد ذلك شارك في نهائي خمسة من آخر 12 مباراة نهائية أندية من خارج هاتين القارتين، بحسب ما ذكر فيفا. 3 مرات في النهائي Getty Images شارك الأهلي المصري في 9 نسخ من كأس العالم للأندية أحرز خلالها الميدالية البرونزية في 4 مناسبات ولم يسبق للأندية العربية التتويج بلقب المسابقة، إلا أنها استطاعت بلوغ المشهد الختامي 3 مرات سابقة عبر فرق الرجاء المغربي والعين الإماراتي والهلال السعودي. الرجاء البيضاوي، أول فريق مغربي يشارك في كأس العالم للأندية وذلك في نسختها الأولى، نجح في الصعود إلى المباراة النهائية ونال الميدالية الفضية في نسخة عام 2013 بعدما خسر أمام بايرن ميونخ الألماني في المغرب، علماً بأنه شارك في البطولة باعتباره ممثلاً للبلد المضيف. ويتذكر الغول فوز الرجاء في نصف النهائي على فريق أتلتيكو مينيرو الذي كان يضم رونالدينيو في تلك النسخة خلال رحلته إلى النهائي. كما أنهى الرجاء البطولة كالفريق المغربي والعربي الأكثر تسجيلاً للأهداف في نسخة واحدة بواقع 7 أهداف. وبات الرجاء أول فريق عربي يصل إلى النهائي، بعد أن كان أول فريق عربي يشارك في البطولة، إلا أن النادي المغربي سيغيب عن البطولة الموسعة وسيشارك مواطنه الوداد، الذي سبق له المشاركة في نسخة عام 2017، في المسابقة. وتتأهل الأندية إلى البطولة كأبطال عن قاراتهم أو من خلال التصنيف، بحسب ما أفاد فيفا. وإلى جانب الرجاء يبرز اسم نادي النصر السعودي كأول فريق من المملكة يشارك في البطولة، واستمد منذ ذلك الحين لقباً يطلق عليه إلى الآن وهو "العالمي". لكن مصير النصر كما الرجاء حيث سيغيب رفقة نجمه كريستيانو رونالدو عن البطولة الموسعة. وسيخوض الهلال السعودي، الذي شارك في 3 نسخ سابقة في كأس العالم للأندية، منافسات البطولة الموسعة تبعاً لتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا عام 2021، علماً بأن فريق العاصمة الرياض انفرد بالرقم القياسي بعدد ألقاب أقوى بطولة أندية في آسيا بإحرازه اللقب أربع مرات. وبلغ الهلال في نسخة عام 2022 المباراة الختامية لكنه خسرها أمام العملاق الأبيض ريال مدريد، وأصبح أول فريق سعودي وثالث فريق آسيوي وعربي يصل إلى النهائي. أما العين الإماراتي سيشارك في كأس العالم للأندية المقبلة بصفته بطلاً لدوري أبطال آسيا في موسم الماضي للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 2003. ووضع العين نفسه على خريطة كرة القدم العالمية في مشاركته الوحيدة في كأس العالم للأندية بنسخة العام 2018، حيث تألق في البطولة كممثل للإمارات البلد المضيف، بعد بلوغه المباراة النهائية، واصطدم حينها بريال مدريد. وحقق العين الإنجاز الأفضل في تاريخ الكرة الإماراتية، بعد 3 مشاركات لأندية إماراتية كانت من نصيب أهلي دبي والوحدة والجزيرة. وبالعودة إلى القارة الإفريقية، يظهر الأهلي المصري، بطل إفريقيا 12 مرة (رقم قياسي)، الذي يعرف بطولة كأس العالم للأندية السنوية جيداً، وهو الذي شارك فيها 9 مرات، وحقق الميدالية البرونزية في 4 مناسبات، والآن يستعد لبدء مغامرته في البطولة الجديدة. والأهلي أكثر الفرق خوضاً للمباريات في كأس العالم للأندية بواقع 25 مباراة، في حين يعتبر فريق أوكلاند سيتي النيوزيلندي أكثر الفرق ظهوراً في البطولة مع 11 مشاركة. وأصبح جناح الأهلي، حسين الشحات، أول لاعب في تاريخ كأس العالم للأندية يشارك في 15 مباراة. وتأهل الأهلي إلى كأس العالم للأندية المقبلة بعد تتويجه بلقب دوري أبطال إفريقيا في عام 2021، علماً أنه حقق اللقب مرة أخرى في موسم 2023. وفقد مواطنه الزمالك فرصة أن يصبح أول فريق مصري يتواجد في البطولة بعد تأجيل النسخة الثانية التي كان مقررة إقامتها في إسبانيا في عام 2001. إضافة إلى الأهلي، يطل في البطولة الموسعة، الترجي التونسي، الذي نجح في حجز مقعده عبر مسار التصنيف للاتحاد الإفريقي لكرة القدم. وسبق للترجي المشاركة في البطولة 3 مرات أعوام 2011 و2018 و2019. ويضاف إلى الإنجازات العربية، حلول السد القطري في المركز الثالث في نسخة عام 2011، والمركز الرابع لفريق الاتحاد السعودي عام 2005. ويعتبر مازيمبي الكونغولي أول فريق إفريقي يصل إلى النهائي وحينها خسر كأس البطولة أمام إنتر ميلان الإيطالي عام 2010، وكذلك فإن كاشيما انتلرز الياباني أول فريق آسيوي يبلغ المشهد الختامي وذلك عام 2016 وهُزم أمام ريال مدريد.