
ياسر حمدي يكتب: الطريق الإقليمي بلع أحلام البنات الغلابة..
خيم الحزن على قرية كفر السنابسة بالمنوفية بالأمس، بعد مصرع 19 فتاة من عاملات اليومية، وسائق السيارة الميكروباص التي كانت تقلهم من عملهن، انطفئ النور، واتقطف الورد في حادث مروّع على الطريق الإقليمي الدائري، أثناء عودتهن من يوم عمل شاق في أحد المصانع بمدينة السادات، مقابل يومية لا تتجاوز 130 جنيهًا.
شهداء لقمة العيش، خرجن فجرًا بحثًا عن الدخل الحلال، لكنهن لم يعدن لأسرهن، إذ اصطدمت سيارة نقل ثقيل بالميكروباص الذي كان عائد بهن لقريتهن، 19 بنت أعمارهن بين 14، 20 سنة، خرجن لأكل العيش المغموس بالقهر والشقاء والتعب وطلوع الروح في يوم الجمعة! هذا اليوم من المفترض أنه أجازة، لكن خرجن ليرجعن «بيومية 130 جنيه» لكن عدن في صناديق.
طريق المنوفية بلع أحلام هؤلاء البنات الغلابة! 19 روح خرجت للسماء، 19 بيت اتكسر، 19 حلم انتهى على الأسفلت! ياترى كل واحدة منهن كانت بتحلم بإيه؟! وكانت حاسة بإيه؟! ياترى كانت تنادي على من وهى في النزع الأخير؟! ياترى كام بنت وشاب قبلهن وبعدهن سيندهسوا تحت عجلات الفقر والقهر؟! ربنا يرحمهن ويغفر لهن، وإن شاء الله سيجدن الراحة والعدل اللذان فقدناهن على الأرض عند الرحمن الكريم سبحانه وتعالى.
هولاء البنات كل واحدة فيهن شايلة حلم أبوها وأمها على كتفيها، استيقظت عشان تنزل شغلها؛ واحدة عروسة بتجهز نفسها! والثانية بتصرف على إخواتها الصغيرين! والثالثة بتعالج أبوها العيان! كلهن شبه بعضهن «غلابة»، لكن قلوبهن ممتلئة بالأمل.. أمل إن الـ 130 جنيه سوف تسند بيت، ستفعل فرحة، سترسم ابتسامة.
ارتدين ملابس الشغل التي تملء ريحتها التعب، ونزلوا ركبوا الميكروباص الذي يقلهم كل يوم، يشيلهم ويرجعهم.. «الميكروباص» لم يكن مجرد سيارة، بل حكاية كل بنت فيهن.. فيه الضحك الذي على استحياء، والنوم الذي يسرقهن من التعب، والأحلام التي تطير مع صوت الموتور!.
وصلوا المصنع، قضوا يوم طويل، 12 ساعة شغل شاق.. يديهن تشتغل، وعقولهن تفكر: «هعمل إيه بالـ 130 جنيه؟! هجيب لأمي دوا؟! هشتري كراسة لأخويا؟!»، كل لقمة عيش يتحصلن عليها، مدفوع ثمنها من عرقهن وروحهن.
إنتهى اليوم، واستقلوا الميكروباص مرة أخرى، راجعين للبيوت التي تنتظرهن؛ يمكن واحدة من هن كانت ترسل رسالة لأهلها: «مسافة السكة وهكون عندكم»، والثانية كانت بتتصور وهي بتضحك عشان تبعتها لخطيبها، والثالثة بتفكر في الأكلة اللي نفسها تأكلها أول ما توصل، وفجأة.. صوت صريخ يقطع سكون الطريق؛ نور سيارة نقل ثقيل تتحرك بسرعة جنونية.
لحظة واحدة فقط.. والحلم تحول لكابوس؛ الـ 130 جنيه التي كانوا بيدوروا عليها بقت ولا حاجة! الميكروباص تحطم، والضحك تحول لصوت صراخ، والأحلام بقت قصص وحكايات بنحكيها اليوم ونحن نبكي! 19 وردة طفت، 19 بيت اتكسر، 19 حلم إنتهى على الأسفلت.
الأهالي هرولوا مسرعين واقفين مكلومين أمام المشرحة.. لم يستطيعوا تحمل الصدمة، لم يصدقوا إن بناتهن اللائي خرجن في الصباح بفستان الشغل، رجعن في «كفن أبيض»، الأم تنوح وتصرخ: «بنتي! بنتي كانت راجعة عشان تطبخلي.. بنتي كانت بتجيبلي دوايا!»، الأب الذي كان يرى ابنته سند له في الدنيا، بات مكسور ولم يستطيع تجميع أفكاره.
من الذي يعوض الأم التي فقدت ضحكة إبنتها؟! من الذي يعيد لأخواتها الأمان؟! من الذي يشتري للعروسة التي رحلت على الأسفلت الفستان الأبيض؟! الإجابة: «لا أحد»، 19 قصة حزينة، 19 روح زهقت على طريق الموت، و 19 بيت مكلوم لا ضحك فيه ولا صوت! كل هذا من أجل يومية بـ 130 جنيه! ولقمة عيش شريفة.. طريق المنوفية لم يكن مجرد طريق، بل أصبح شاهد على قصة حزن عميق لم تنسى.. الله يرحمكن يا بنات، ويصبر قلوب أهاليكن.
ولكن لابد من تعديل (القانون الجنائي) بشكل عاجل في حوادث الطرق! مع أهمية غلق الطريق الدائري الإقليمي في القطاع الذي يتم فيه الصيانه أمام كافة مركبات الركوب (ملاكي - اجره - اتوبيس) ما عدا مركبات النقل وتحويلهم لمسارات بديله لحين فحص أسباب المصادمات في ذلك القطاع، و إعادة النظر في إجراءات التحويلات، مع إتخاذ إجراءات عاجله تشمل: «تحديد مواعيد للنقل إذا كان من الصعب منع المركبات الأخرى منه - تكثيف الرقابة المرورية لمراقبة السرعات ودراسة تخفيضها مع وضع مهدئات سرعة وكذا تعاطي المواد المخدرة - تثبيت الحواجز الخرسانية بين الاتجاهين - إضاءة كافية بمناطق قطاع الأعمال وكذا التحويلات - مراجعة فنية لقطاع التحويلات».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأسبوع
منذ 33 دقائق
- الأسبوع
جروبات الغش تزعم تداول امتحان اللغة الأجنبية الأولى.. والتعليم تحقق
تداول امتحان اللغة الأجنبية الأولى للثانوية العامة زينب الدبيس امتحان اللغة الأجنبية الأولى.. زعمت جروبات الغش الإلكتروني، تداول امتحان اللغة الأجنبية الأولى المنعقد صباح اليوم لطلاب الثانوية العامة بالنظامين، عقب بدء الامتحان بنصف ساعة. تداول امتحان اللغة الأجنبية الأولى وتداولت جروبات الغش الإلكتروني «شاومينج» أوراق امتحان اللغة الأجنبية الأولى المنعقد صباح اليوم الأحد الموافق 29 يونيو، عبر جروباتها على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، زاعمة أنه الامتحان الفعلي للطلاب. نماذج إجابة امتحان اللغة الأجنبية الأولى كما تداولت شاومينج، نموذج إجابة على الأسئلة المتداولة بامتحان اللغة الأجنبية الأولى للنظامين الجديد والقديم، وذلك عقب دخول الطلاب إلى اللجان الامتحانية وبدء عقد الامتحان لهم بنصف ساعة تقريبًا. متابعة أوراق امتحان اللغة الأجنبية الأولى المتداول ومن جانبه، أكد مصدر بوزارة التربية والتعليم، أن فريق مكافحة الغش بغرفة العمليات المركزية، يتابع أوراق امتحان اللغة الأجنبية الأولى للثانوية العامة 2025 المتداولة عبر صفحات الغش، حيث رصد كافة الأوراق المتداولة لامتحان اللغة الأجنبية الأولى عبر جروبات الغش الإلكتروني، وجاري التحقق من صحتها. التأكد من صحة تداول امتحان اللغة الأجنبية الأولى للثانوية العامة 2025 وأكد المصدر، أنه في حالة التأكد من صحة أوراق امتحان اللغة الأجنبية الأولى للثانوية العامة 2025 المتداولة عبر جروبات الغش الإلكتروني، سيتم التوصل للمسئولين عن هذه الواقعة وتطبيق الإجراءات القانونية اللازمة عليهم. ما هي عقوبة تسريب امتحان اللغة الأجنبية الأولى للثانوية العامة 2025 وفرض القانون عقوبات على كل من طبع أو نشر أو أذاع أو روج أو تداول امتحان اللغة الأجنبية الأولى للثانوية العامة 2025، وأجوبتها بأي وسيلة كانت، بقصد الغش أو الإخلال بالنظام العام لامتحانات الثانوية العامة للعام الجاري 2024-2025، ويعاقب الفاعل بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تزيد عن 7 سنوات، ودفع غرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد عن 200 ألف جنيه، كما يعاقب كل من ساعد في الشروع في ارتكاب أي فعل من نشر أو طبع أو أذاع أو روج لأسئلة امتحان اللغة الأجنبية الأولى للثانوية العامة 2025، ويعاقب المساعد بالحبس لمدة لا تقل عن سنة، ودفع غرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تزيد على 50 ألف جنيه.


فيتو
منذ 39 دقائق
- فيتو
العقوبة المتوقعة قد تصل إلى السجن 10 سنوات، كيف يحاسب القانون سائق كارثة المنوفية؟
كشف المستشار أشرف ناجي المحامي، التكييف القانوني لحادث الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية الذي راح ضحيته 19 فتاة وسائق الحافلة في واقعة كشفت عن أوجه خطيرة من الإهمال والقصور على مستويات متعددة بدءًا من تعاطي السائق للمخدرات مرورًا بتجاوزات مرورية جسيمة. وأضاف المحامي أن الحادث من حيث منظور قانوني شامل يجمع بين الجوانب الجنائية والمدنية والإدارية والوقائية. أولًا: التكييف القانوني للجريمة وعقوبتها 1. القتل الخطأ المُشدد – المادة 238 عقوبات تُعد الواقعة جريمة قتل خطأ مشدد طبقًا لنص المادة 238/فقرة ثالثة من قانون العقوبات التي تنص على: "إذا نشأ عن الفعل وفاة أكثر من ثلاثة أشخاص وكانت الجريمة ناشئة عن إخلال الجاني إخلالًا جسيمًا بما تفرضه عليه أصول وظيفته أو مهنته أو حرفته تكون العقوبة السجن من ثلاث إلى عشر سنوات." وبالنظر لثبوت تعاطي السائق للمخدرات قبل قيادته وتسببه في وفاة هذا العدد الكبير فإن الواقعة تُشكل جريمة خطيرة يُعاقب عليها بالسجن المشدد وقد تصل العقوبة إلى أقصاها لوجود ظرف مشدد وهو تعدد الضحايا. 2. تعاطي المواد المخدرة – المادة 39 من قانون مكافحة المخدرات تنص على أن: "كل من ضُبط في مكان أُعد أو هيئ لتعاطي المخدرات أو كان يتعاطاها في غير الأحوال المصرح بها قانونًا يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة." وتُضاف إلى ذلك مخالفة قانون المرور بقيادة مركبة تحت تأثير المخدر وهي جنحة مستقلة قد تؤدي إلى سحب الرخصة ووقف التصريح بقيادة المركبات. ثانيًا: المسؤولية المدنية والتعويضات توزعت المسؤولية المدنية على أربعة أطراف رئيسية يتعين إلزامهم بدفع التعويضات اللازمة لأسر الضحايا: 1. شركة التأمين: أعلنت الجمعية المصرية للتأمين الإجباري عن صرف تعويضات فورية لأسر الضحايا، مستندة إلى محضر الشرطة فقط، دون الحاجة لإجراءات قضائية معقدة. 2. صاحب عمل السائق (مالك الشاحنة): بموجب المادة 174 من القانون المدني: "يكون المتبوع مسؤولًا عن الضرر الذي يحدثه تابعه بعمله غير المشروع متى كان واقعًا منه في أثناء تأدية وظيفته أو بسببها." وبالتالي يُلزم المالك بتعويض أسر الضحايا بالتضامن مع السائق خاصة إذا ثبت تقصيره في مراقبة السائق أو التأكد من صلاحيته للعمل. 3. الدولة (الجهات الحكومية المختصة): قامت وزارة التضامن الاجتماعي بصرف تعويضات مقدارها 500 ألف جنيه لكل متوفى و70 ألفًا للمصابين، وذلك عبر صندوق العمالة غير المنتظمة. 4. السائق شخصيًا: تُقام عليه دعاوى مدنية للمطالبة بتعويضات الأضرار المادية (تكاليف الجنازة، فقد العائل والأضرار الأدبية (الآلام النفسية لأهالي الضحايا). ثالثًا: الإجراءات الجنائية الجارية السائق قيد الحبس بعد ضبطه إثر فراره من مكان الحادث وثبت تعاطيه المخدرات من خلال التحاليل الرسمية. النيابة العامة تتجه لإحالته للمحاكمة بتهم:القتل الخطأ المُشدد، تعاطي المواد المخدرة، والإهمال الجسيم في القيادة طبقًا للمادة 244 من قانون العقوبات. مصادرة الشاحنة: وفقًا لقانون المرور يجوز للمحكمة مصادرة المركبة كجزء من الحكم الجنائي إذا استُخدمت في ارتكاب جريمة. رابعًا: المسؤولية الإدارية والهيكلية للدولة: لا تقتصر المسؤولية على السائق فقط بل تمتد لتشمل القصور في الرقابة على الطرق وضعف البنية التحتية وغياب صيانة الحواجز الخرسانية وتراخي الجهات المختصة في مراقبة الشاحنات الثقيلة ومن ثم يحق لأهالي الضحايا تقديم شكاوى رسمية إلى: النيابة الإدارية: لمحاسبة المسؤولين عن الإهمال أو التقصير. الجهاز المركزي للمحاسبات: لفحص أوجه القصور في صيانة الطريق. خامسًا: توصيات قانونية وتشريعية للوقاية المستقبلية تشريع يلزم بفحص دوري إجباري لسائقي النقل الثقيل مع الربط الإلكتروني بنتائج التحاليل. تفعيل كاميرات ذكية للمراقبة والتحليل الآلي للسرعة والسلوك المروري. تجريم تقاعس أصحاب شركات النقل عن فحص السائقين دوريًا، مع إلزامهم بالمسؤولية الجنائية في حالات الإهمال. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


المصري اليوم
منذ 40 دقائق
- المصري اليوم
لم يمهلها القدر لتفرح بنتيجتها.. كفر السنابسة تودع 5 طالبات إعدادية خرجن للعمل ولم يعدن
ودعت قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، خمس طالبات من الصف الثالث الإعدادي خرجن في الصباح الباكر لجني العنب قبل أيام من إعلان نتيجة الامتحانات، ولم يعدن، وكانت وجهتهن مزرعة على الطريق الإقليمي، لكن الموت كان أسرع من أحلامهن الصغيرة. من بين الضحايا تقى محمد أحمد الجوهري، وضحى همام الحفناوي، وجنى يحيى فوزي خليل، وإسراء صباح عبدالوهاب، وطالبة أخرى، نعتهم مديرية التربية والتعليم في بيان رسمي قالت فيه: «ببالغ الحزن والأسى، نتقدم بخالص العزاء لأسر الطالبات، ونسأل الله أن يتغمدهن بواسع رحمته، ويسكنهن فسيح جناته». «كانت بتقول هجيب موبايل بنتيجتي».. هكذا قالت والدة ضحى، الطفلة صاحبة الـ15 عامًا، وهي تبكي: «خلصت امتحانات الإعدادية من 4 أيام، وقالتلي: يا ماما هشتغل شوية علشان أشتري موبايل زي صحابي، كنت فرحانة إنها خلصت على خير وبتفكر في المستقبل.. بس النتيجة هتطلع النهاردة وهي مش هنا تشوفها». أما والدة تقى، فجلست على باب البيت تستقبل المعزين وهي تردد: «كانت بتقولي كل يوم: يا ماما استحملي عليا السنة دي، أنا مش هتقل عليكي، ورايحة أشتغل علشان مصاريف الدروس.. كانت أنضف وأحن بنت في الدنيا، ملحقتش تفرح ولا تلبس حتى لبس العيد». كارثة على الطريق الإقليمي الحادث وقع صباح الجمعة، بعدما اصطدمت سيارة نقل ثقيل بميكروباص يقل أكثر من 20 فتاة، معظمهن من كفر السنابسة، أثناء توجههن للعمل بمزرعة عنب. أسفر التصادم عن مصرع 19 فتاة وسائق الميكروباص، وإصابة ثلاث أخريات، بعضهن ما زلن في العناية المركزة. النيابة تأمر بحبس السائق قررت نيابة أشمون حبس سائق النقل 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطلبت تحليل عينة دم له لبيان تعاطيه للمواد المخدرة. وقال في التحقيقات الأولية إنه فقد السيطرة على عجلة القيادة، بينما أشارت معاينة المرور إلى أن السيارة كانت محملة بأكثر من طاقتها، وكاوتش القاطرة مهترئ.