logo
المصوّرون في مهرجان كان: حرّاس البريق بين الانضباط والتجاوز (صور)

المصوّرون في مهرجان كان: حرّاس البريق بين الانضباط والتجاوز (صور)

النهارمنذ 2 أيام

في مشهدٍ نادرٍ من التوتر على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي، تصدّر النجم الأميركي دنزل واشنطن عناوين الأخبار إثر مشادّةٍ علنيّة مع أحد المصوّرين، بعدما أقدم الأخير على لمسه بشكلٍ غير لائق أثناء مرور النجم إلى العرض الأول لفيلم Highest 2 Lowest للمخرج سبايك لي.
واشنطن، البالغ من العمر 70 عاماً، لم يتوانَ عن الردّ، فقال بلهجة حازمة: "لا تضع يدك عليّ مجدداً"، في موقف وثّقته عدسات الكاميرات وانتشر بسرعة عبر وسائل الإعلام. ونتيجةً لهذا الحادث، قرر واشنطن الانسحاب من المؤتمر الصحافي المخصص للفيلم، تاركاً المخرج سبايك لي يواجه أسئلة الصحافيين بمفرده، حيث اكتفى الأخير بالتعليق: "لن أعتذر اليوم"، في إشارة ضمنيّة إلى الحادث.
ورغم هذا التوتر، لم تنتهِ الليلة من دون مفاجأة سارّة، إذ كُرّم دَنزل واشنطن بجائزة السعفة الذهبية الشرفية، تقديراً لمسيرته الاستثنائية ومساهماته في الفن السابع.
يعيد هذا المشهد تسليط الضوء على الدور الحيوي، والجدلي في آن، للمصوّرين داخل هذا الحدث العالمي، كما يفتح النقاش مجدداً حول حدود العلاقة بين النجم والكاميرا.
تُخصَّص للمصورين جلسات رسمية تُعرف بـ"الفوتوكول" حيث يلتقطون صوراً ترويجية لأبطال الأفلام في أجواء أقلّ رسمية.
أما السجادة الحمراء، فهي ساحة منضبطة، يُقسّم فيها المصوّرون إلى مناطق مخصصة تُعرف بـ"حفرة المصورين"، ويُنظَّم تمركزهم وفقاً للاعتماد الإعلامي وسنوات الخبرة والمؤسسة الإعلامية التي ينتمون إليها.
الحدود الممنوعة
يُسمح للمصوّرين بالنداء على النجوم للحصول على الصور المثالية، لكن لمس النجوم ممنوع تماماً ويُعدّ خرقاً لأخلاقيات المهنة، كما شهدنا في حالة واشنطن.
يُذكر أنّ إدارة مهرجان كان حظرت منذ عام 2015 التقاط الصور "السلفي" على السجادة الحمراء، حفاظاً على الانضباط والشكل الراقي للفعالية.
مصوّرون أسطوريّون وعدسات لا تُنسى
لطالما كانت عدسة المصوّر في مهرجان كان مرآة تعكس تحوّلات الفن والموضة، ولعبت دوراً محورياً في خلق لحظات خالدة.
أسماء محفورة في ذاكرة المهرجان
دوغلاس كيركلاند: صاحب البصمة الرومانسية في تصوير نجمات هوليوود، خلّد بجمال عدسته لحظات استثنائية.
برونو أفييان: فنان بصري حوّل الصورة الفوتوغرافية إلى لغة سينمائية، وله بصمات فنية في مهرجان كان.
جيل جاكوب: الرئيس الأسبق للمهرجان، جمع بين الإدارة والحسّ الفوتوغرافي، وأسهم في تطوير الصورة البصرية للمهرجان.
صور أيقونية غيّرت ذاكرة المهرجان
مارلين مونرو، 1955: صورة عفوية أثناء حفلة، تحمل في طيّاتها جاذبية الزمن الجميل.
الأميرة ديانا، 1987: إطلالتها بالفستان الأزرق الخفيف أثارت إعجاب العالم، وعدسة المصورين خلّدتها.
إيزابيل أوبير، 2008: لحظة تأملها على الدرج تحوّلت إلى صورة أيقونية تعبّر عن حضور السينما الفرنسية.
View this post on Instagram
A post shared by Princess Diana (@dianaforeverremembered)
ليست مهمة المصوّرين مجرّد التقاط صور؛ بل هم رواة الزمن، يصنعون الأيقونة، ويخلّدون اللحظة، ويُعيدون تشكيل ذاكرة الجمهور عن نجومه وأفلامهم.
صناعة الصورة العامة: بفضلهم، تتحوّل اللقطة إلى مرجع بصري عالمي.
التأثير على السرد الإعلامي: صورة واحدة قد تغيّر النظرة لفيلم أو لفنان.
ضبط الهوية البصرية: تعمل إدارة المهرجان مع المصورين على الحفاظ على صورة "كان" كمهرجان نخبوي وراقٍ.
خلق لحظات مُرتّبة بحرفية: ما يبدو عفوياً غالباً ما يكون مدروساً، من زاوية التصوير إلى توقيت النداء على النجوم لالتقاط اللحظة
حادثة واشنطن تذكّرنا بأن وراء كل لحظة على السجادة الحمراء، يقف فريق كامل من المهنيين، وأن العلاقة بين النجم والمصوّر ليست دائماً متناغمة.
لكن رغم الصدامات، تبقى الصورة لغة لا تزول، والمصوّر فناناً وصحافياً وصانعاً لذاكرة السينما في آن. وفي مهرجان كان، حيث السينما ترتدي أفخر حللها، تصبح العدسة شاهدةً على مجدٍ لا يتكرّر إلا مرة كل عام.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

العزاء لإخوتنا في الجزائر بمحمد الأخضر حامينا
العزاء لإخوتنا في الجزائر بمحمد الأخضر حامينا

بيروت نيوز

timeمنذ 17 ساعات

  • بيروت نيوز

العزاء لإخوتنا في الجزائر بمحمد الأخضر حامينا

كتب وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة على منصة 'إكس': 'حزنت لرحيل محمد الاخضر حامينا مخرج 'سنوات الجمر' الفيلم العربي الوحيد الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان. أعاد المهرجان عرض تلك الرائعة منذ ايام بمناسبة مرور خمسين عاماً على تلك الجائزة. رحمه الله والعزاء لعائلته ولاخوتنا في الجزائر'.

سلامة: العزاء لإخوتنا في الجزائر بمحمد الأخضر حامينا
سلامة: العزاء لإخوتنا في الجزائر بمحمد الأخضر حامينا

المركزية

timeمنذ 18 ساعات

  • المركزية

سلامة: العزاء لإخوتنا في الجزائر بمحمد الأخضر حامينا

المركزية - كتب وزير الثقافة غسان سلامة على منصة "إكس": "حزنت لرحيل محمد الاخضر حامينا مخرج "سنوات الجمر" الفيلم العربي الوحيد الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان. أعاد المهرجان عرض تلك الرائعة منذ ايام بمناسبة مرور خمسين عاماً على تلك الجائزة. رحمه الله والعزاء لعائلته ولاخوتنا في الجزائر".

سلامة: العزاء لإخوتنا في الجزائر بمحمد الأخضر حامينا
سلامة: العزاء لإخوتنا في الجزائر بمحمد الأخضر حامينا

ليبانون 24

timeمنذ 19 ساعات

  • ليبانون 24

سلامة: العزاء لإخوتنا في الجزائر بمحمد الأخضر حامينا

كتب وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة على منصة "إكس": "حزنت لرحيل محمد الاخضر حامينا مخرج "سنوات الجمر" الفيلم العربي الوحيد الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان. أعاد المهرجان عرض تلك الرائعة منذ ايام بمناسبة مرور خمسين عاماً على تلك الجائزة. رحمه الله والعزاء لعائلته ولاخوتنا في الجزائر".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store